عيسى السعدي
New member
كان الخليفة الأندلسي الناصر لدين الله يدني الأديب الكبير أباعلي القالي ويعده لكبار المهام ، وذات يوم وفد رسول الروم فأعد له الخليفة حفلا عظيما ليظهر عظمة دولة الإسلام أمام رسول الروم ، وطلب الخليفة من أبي علي القالي أن يقوم خطيبا في الحفل ، وحين شاهد الجمع العظيم وهيبة الملك لم تحمله رجلاه ولم ينطلق لسانه بكلمة !! ففطن له الفقيه منذر بن سعيد البلوطي فقام مكانه وارتجل في الحال خطبة بديعة طرزها بشيئ من السجع وختمها بأبيات من الشعر ! وقد أخذت هذه الخطبة البليغة بمجامع القلوب ، وأبهتت الحاضرين بما فيهم رسول الروم الذي صلب بيده وقال : هذا كبش الدولة !!
هذا الثبات في هذا الموقف المهيب لم يأت من فراغ ، فالرجل كان متضلعا في اللغة ، فقيها في الشريعة ، وفوق ذلك كله كان قوي الصلة بالله تعالى ، كثير الصلاة والصيام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأخباره العطرة تشهد بذلك ؛ فمن ذلك أنه أراد الخروج إلى الاستسقاء فصام أياما وخطب باكيا مبكيا حتى إنه لم ينفض الجمع إلا وقد نزل غيث عظيم !!
هذا الثبات في هذا الموقف المهيب لم يأت من فراغ ، فالرجل كان متضلعا في اللغة ، فقيها في الشريعة ، وفوق ذلك كله كان قوي الصلة بالله تعالى ، كثير الصلاة والصيام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأخباره العطرة تشهد بذلك ؛ فمن ذلك أنه أراد الخروج إلى الاستسقاء فصام أياما وخطب باكيا مبكيا حتى إنه لم ينفض الجمع إلا وقد نزل غيث عظيم !!