خلدون الحسيني
New member
قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6) إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8) يَامُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15)...... قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40).....قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ ....(60)........وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90) إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93) النمل
من تتبع سياق السوره بتدبر
علم انها تتحدث عن ايات الله في الكون والخلق (دليل العنايه... صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ)
و ان هذا الكتاب به علم يدل على هذه الايات (الاعجاز العلمي)
فوجود هذا العلم بدقه لغويه منقطعة النظير برهان واعجاز على انه كلام الخالق
حيث لم يكن بيد البشر اي من الوسائل للوصول لهذه المعارف والعلوم حين نزوله.
الايات التاليه تتحدث عن دليل العنايه فهي تحث على تدبر الخلق ومن تدبر علم بوجوب وجود الصانع المتقن والخالق البديع لهذا الكون بل و الواحد الاحد :
أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64) قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (66) النمل
ارجوا التمعن بما تقدم من الايات جيدا ...
ان هذه السورة المباركه تمتاز باعجازها العلمي بقصصها و حججها و بلاغتها في الوصف و تراكيب الجمل و العبارات و المناسبات بين الايات الكريمه وربما اقدم لاحقا بحث متواضع بخصوص السوره ان شاء الله.
وان الفصل في موضوع جمود الجبال و مرورها بالتوازي مع رسوخها
هو حركة السحاب فهي بنص الايه تمر مر السحاب (بدون اي من حروف التشبيه)
وهذا له دلاله في اقرب درجاتها ان مرور السحاب ينطبق على مرور الجبال المقصود بالايه
وهذا يستفاد من التشبيه وضرب المثل
وابعدها ان اليه وعملية مرور السحاب هي ذات الية و عملية مرور الجبال
وخير وجه لتاكيد فهم معنى مرور السحاب هو تتبع الايات التي تتحدث بهذا
وبالطبع العلم في يومنا هذا توصل الى فهم عملية الامطار بشكل عام حتى انهم اصبحوا قادرين على الاستمطار الصناعي
و قطعا المقصود بمرور السحاب هو المرور الدنيوي والا كان التشبيه هنا لغوا لا يجوز بحق الله تعالى.
اختار هذه الايات من بين 9 مواضع ذكر بها السحاب بالقران الكريم
وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) الاعراف
اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) الروم
وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9) فاطر
مما سلف من الايات يمكننا تقرير الحقائق الاتيه
السحب تقلها الرياح
الرياح تثير السحب
وهذا بذاته لطائف علميه حيث ان العلم الحديث يؤكد على ان السحاب لا يتحرك بذاته انما تحمله الرياح وتثيره وهذا ممكن المعرفه قديما لهذا هو لطيفه وليس اعجازا ومن اليسير المعرفه ان السحاب لا يسير بذاته ولا يتحرك من تلقاء نفسه فمرور و اثارة السحاب يكون بحمل الرياح له فلا يتحرك بل تتحرك وتهب الرياح به فلا اظنه يملك جناحين او محرك نفاث كما ان السحاب لا يرى مروره فهو بطيء بالنسبه للناظر يحسبه جامد ولا يعي تحركه الا بمرور الزمن او بالمقارنه بجسم اخر فالسحب لا تسير بذاتها و هي ملازمه للرياح التي تقلها وتنقلها من مكان الى اخر و تكتسب سرعة الرياح فسرعة مرورها من سرعة الرياح التي تقلها فمثلا نحن عندما نستقل حافله لانتحرك بالنسبة للحافله ولكن الحفله تتحرك بنا وكذا قطعه حجريه كبيره على شاحنه او سفينه تكون ثابته راسخه لا تتحرك ولكنها غير جامده في ذات المكان حتى لو وضع لها اوتادا وهذا بسبب تحرك ما يحملها وما وتدت به و هو بالضبط التعبير الدقيق عن تحرك طبقات الارض التي تحمل الجبال او تقلها و التعبير عن حركة الارض و دورانها والربط والمناسبه بين ذكر الليل والنهار و الرياح والسحاب كله يؤكد ان الحديث هنا عن دوران الارض فالرياح تتكون بسبب دوران الارض و بها تنتقل السحب وكذلك الجبال تنتقل من مواقعها بالنسبة للسماء بفعل دوران الارض وهو امر ثابت علميا وكل ما خالفه باطل غير صحيح
واما تشبيه مسير الجبال خلال اهوال الساعه فلا ينطبق على مرور السحاب قطعا فلا بد ان تلك حركه مهوله تؤدي الى دك الجبال و زوالها وعدمها وليس كمرور السحاب الصامت.
اما السياق في الايات فليس عن الساعه بل يتظمن الحديث عن الساعه وعن الحياه الدنيا التي نعيشها والدليل القطعي على ذلك الايات السابقه التي تتحدث عن الليل والنهار فالحق ان سياق الايات يشمل الساعه وما قبلها من الزمن و مناسبة ذكر الليل والنهار قرينه قويه على ان المراد هو دوران الارض حول نفسها فالليل والنهار نتاج حركة الارض و كذا الرياح التي تقل السحاب نتاج تلك الحركه ومرور السحاب بالتالي و كذا مرور الجبال و هي راسخه كالوتد نتاج دوران الارض بكاملها
و يكفي للقطع ان الايات ليست في الساعه هو انها حجه على الخلق بدقة الخلق و اتقانه و هو دليل العنايه الذي لا يجوز و لا ينطبق في حال اهوال الساعه ويستفاد ذلك من قوله تعالى مناسبة و سياق و عباره فكيف يعي شرار الخلق اتقان صنع الجبال في خضم اهوال الساعه وهم مذهولون عن كل شيء بل القوم سكارى وما هم بسكارى فهل تراهم يعقلون ما يجري حولهم حتى تظهر لهم دقائق اتقان الله لخلقه كايات !!!
بسم الله الرحمن الرحيم
طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذَابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5) وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6) إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (8) يَامُوسَى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (12) فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15)...... قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40).....قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ ....(60)........وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ (82) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ (85) أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86) وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90) إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93) النمل
من تتبع سياق السوره بتدبر
علم انها تتحدث عن ايات الله في الكون والخلق (دليل العنايه... صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ)
و ان هذا الكتاب به علم يدل على هذه الايات (الاعجاز العلمي)
فوجود هذا العلم بدقه لغويه منقطعة النظير برهان واعجاز على انه كلام الخالق
حيث لم يكن بيد البشر اي من الوسائل للوصول لهذه المعارف والعلوم حين نزوله.
الايات التاليه تتحدث عن دليل العنايه فهي تحث على تدبر الخلق ومن تدبر علم بوجوب وجود الصانع المتقن والخالق البديع لهذا الكون بل و الواحد الاحد :
أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64) قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْهَا بَلْ هُمْ مِنْهَا عَمُونَ (66) النمل
ارجوا التمعن بما تقدم من الايات جيدا ...
ان هذه السورة المباركه تمتاز باعجازها العلمي بقصصها و حججها و بلاغتها في الوصف و تراكيب الجمل و العبارات و المناسبات بين الايات الكريمه وربما اقدم لاحقا بحث متواضع بخصوص السوره ان شاء الله.
وان الفصل في موضوع جمود الجبال و مرورها بالتوازي مع رسوخها
هو حركة السحاب فهي بنص الايه تمر مر السحاب (بدون اي من حروف التشبيه)
وهذا له دلاله في اقرب درجاتها ان مرور السحاب ينطبق على مرور الجبال المقصود بالايه
وهذا يستفاد من التشبيه وضرب المثل
وابعدها ان اليه وعملية مرور السحاب هي ذات الية و عملية مرور الجبال
وخير وجه لتاكيد فهم معنى مرور السحاب هو تتبع الايات التي تتحدث بهذا
وبالطبع العلم في يومنا هذا توصل الى فهم عملية الامطار بشكل عام حتى انهم اصبحوا قادرين على الاستمطار الصناعي
و قطعا المقصود بمرور السحاب هو المرور الدنيوي والا كان التشبيه هنا لغوا لا يجوز بحق الله تعالى.
اختار هذه الايات من بين 9 مواضع ذكر بها السحاب بالقران الكريم
وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) الاعراف
اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) الروم
وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9) فاطر
مما سلف من الايات يمكننا تقرير الحقائق الاتيه
السحب تقلها الرياح
الرياح تثير السحب
وهذا بذاته لطائف علميه حيث ان العلم الحديث يؤكد على ان السحاب لا يتحرك بذاته انما تحمله الرياح وتثيره وهذا ممكن المعرفه قديما لهذا هو لطيفه وليس اعجازا ومن اليسير المعرفه ان السحاب لا يسير بذاته ولا يتحرك من تلقاء نفسه فمرور و اثارة السحاب يكون بحمل الرياح له فلا يتحرك بل تتحرك وتهب الرياح به فلا اظنه يملك جناحين او محرك نفاث كما ان السحاب لا يرى مروره فهو بطيء بالنسبه للناظر يحسبه جامد ولا يعي تحركه الا بمرور الزمن او بالمقارنه بجسم اخر فالسحب لا تسير بذاتها و هي ملازمه للرياح التي تقلها وتنقلها من مكان الى اخر و تكتسب سرعة الرياح فسرعة مرورها من سرعة الرياح التي تقلها فمثلا نحن عندما نستقل حافله لانتحرك بالنسبة للحافله ولكن الحفله تتحرك بنا وكذا قطعه حجريه كبيره على شاحنه او سفينه تكون ثابته راسخه لا تتحرك ولكنها غير جامده في ذات المكان حتى لو وضع لها اوتادا وهذا بسبب تحرك ما يحملها وما وتدت به و هو بالضبط التعبير الدقيق عن تحرك طبقات الارض التي تحمل الجبال او تقلها و التعبير عن حركة الارض و دورانها والربط والمناسبه بين ذكر الليل والنهار و الرياح والسحاب كله يؤكد ان الحديث هنا عن دوران الارض فالرياح تتكون بسبب دوران الارض و بها تنتقل السحب وكذلك الجبال تنتقل من مواقعها بالنسبة للسماء بفعل دوران الارض وهو امر ثابت علميا وكل ما خالفه باطل غير صحيح
واما تشبيه مسير الجبال خلال اهوال الساعه فلا ينطبق على مرور السحاب قطعا فلا بد ان تلك حركه مهوله تؤدي الى دك الجبال و زوالها وعدمها وليس كمرور السحاب الصامت.
اما السياق في الايات فليس عن الساعه بل يتظمن الحديث عن الساعه وعن الحياه الدنيا التي نعيشها والدليل القطعي على ذلك الايات السابقه التي تتحدث عن الليل والنهار فالحق ان سياق الايات يشمل الساعه وما قبلها من الزمن و مناسبة ذكر الليل والنهار قرينه قويه على ان المراد هو دوران الارض حول نفسها فالليل والنهار نتاج حركة الارض و كذا الرياح التي تقل السحاب نتاج تلك الحركه ومرور السحاب بالتالي و كذا مرور الجبال و هي راسخه كالوتد نتاج دوران الارض بكاملها
و يكفي للقطع ان الايات ليست في الساعه هو انها حجه على الخلق بدقة الخلق و اتقانه و هو دليل العنايه الذي لا يجوز و لا ينطبق في حال اهوال الساعه ويستفاد ذلك من قوله تعالى مناسبة و سياق و عباره فكيف يعي شرار الخلق اتقان صنع الجبال في خضم اهوال الساعه وهم مذهولون عن كل شيء بل القوم سكارى وما هم بسكارى فهل تراهم يعقلون ما يجري حولهم حتى تظهر لهم دقائق اتقان الله لخلقه كايات !!!