(تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ ..) لماذا في الخشية ذُكرت الجلود دون القلوب بخلاف اللين؟

إنضم
20/03/2007
المشاركات
123
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض

[align=center]وردني هذا السؤال ؟

في سورة الزمر قوله تعالى : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) .

فمع الخشية ذكر الله تعالى الجلود ، ومع اللين ذكر القلوب و الجلود معاً ،

فلماذا مع الخشية والقشعريرة ذكر الله تعالى الجلود فقط ؟

ألا تقشعر القلوب أيضا ؟؟

فما قولكم دام فضلكم ؟ [/align]
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى ،و الصلاة والسلام على نبينا محمد.

أما بعد:

قال تعالى:
{وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ }( الأنعام:25).

فالجلد يصيبه ما يصيبه نتيجة لخشوع القلب

{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }(الحديد:16)

ولا أدري أتمنى أن يُراجع موقع الإعجاز العلمي.

والله أعلم وأحكم.
 
جزاك الله خير شيخنا الفاضل

القشعريره وصف يصدق على الجلد ولا يكون للقلب اما اللين فيصدق على الاثنين

والله اعلم
 
مرحبا بالشيخ الكريم...

لعل في توجيه الزمخشري وابن عاشور ما يفيدكم:

قال الزمخشري ( الكشاف 5/301 ) :
" فإن قلت: لم ذكرت الجلود وحدها أوّلاً، ثم قرنت بها القلوب؟ ثانياً؟ قلت: إذا ذكرت الخشية التي محلها القلوب ، فقد ذكرت القلوب ، فكأنه قيل: تقشعر جلودهم من آيات الوعيد ، وتخشى قلوبهم في أوّل وهلة ، فإذا ذكروا الله ومبنى أمره على الرأفة والرحمة: استبدلوا بالخشية رجاء في قلوبهم، وبالقشعريرة ليناً في جلودهم. "


قال ابن عاشور ( التحرير والتنوير 23/390 ) :
" وإنما جُمع بين الجلود والقلوب في قوله تعالى: { ثم تَلِينُ جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله } ولم يُكتف بأحد الأمرين عن الآخر كما اكتُفي في قوله: { تَقْشعر منه جلودُ الذين يخشونَ ربهم } لأن اقشعرار الجلود حالة طارئة عليها لا يكون إلا من وجل القلوب وروعتها فكنّي به عن تلك الروعة.

وأما لين الجُلود عقب تلك القشعريرة فهو رجوع الجلود إلى حالتها السابقة قبل اقشعرارها، وذلك قد يحصل عن تناسٍ أو تشاغل بعد تلك الروعة ، فعطف عليه لين القلوب ليعلم أنه لين خاص ناشىء عن اطمئنان القلوب بالذكر كما قال تعالى:
{ ألا بذكر اللَّه تطمئن القلوب }
[الرعد: 28] وليس مجرد رجوع الجلود إلى حالتها التي كانت قبل القشعريرة.
ولم يُكتف بذكر لين القلوب عن لين الجلود لأنه قصد أن لين القلوب أفعمها حتى ظهر أثره على ظاهر الجلود. "

وفقكم الله.
 
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه ، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وتتحقق المقاصد والغايات
القشعريرة تكون للجلد و قد تكون للقلب من أثر الخشية. قال امرئ القيس:
[align=center]فَبِتُّ أُكَابِدُ لَيْلَ التَّمَا مِ **** وَالقَلْبُ مِنْ خَشْيَةٍ مُقْشَعِرُّ.[/align]
و أما تفسيرها فقد كفاك الإمام الزمخشري مؤنة النظر، ولو استعان ببيت امرئ القيس لكان في الفائدة أكثر. و كنت أخال أن الزمخشري لا يعرفه فإذا هو في " أساسه."
بارك الله في الأخ عمار الخطيب، فقد كفاني ما كنت أريد نقله.
 
عودة
أعلى