تَـلَوِّي المَـمْعُـــودْ في رثاء الإمام العلامة بنِ عدُّودْ رحمه الله.

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
20/01/2006
المشاركات
1,245
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/25.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سلوا الكونَ عن أفلاكه بتنَ عُـوَّمــا = وعن دمعه الجـاري على الخدِّ عَـندَمـا
وعن نائحات الأفقِ في كل بقعةٍ = وقد راعَـهُنَّ رزءًُ ذيَّـاكُم الحِـمـى
وعن ألمٍ أضحـى لهُ الصمتُ شاعراً = يبوحُ بأشـجـانٍ أبَـيْـنَ التكَتُّــما
وعن صُـبحنا لما تعَـنَّـى لما بنا = فما اسطـاعَ إلا أن يئنَّ مُلَـثَّـما
وعن روضة العلمِ التي كان بدرُها = يحاكي الحَـيا والبرقَ غيثاً ومَبسَما
ستُـنبيكمُ أمُّ القُـرى أنَّ رُزءهــا = لهُ كل رزءٍ قد بَـكَى وترحَّـما
فمُـذْ أثكلَ الأمجادَ فقدُ الذي بنى = لأمتنا الأمجادَ في الأرضِ معلماَ
وودعتِ الدنيا (محمدَ سالمٍ ) = فباتت لهُ عقرى تُـعالجُ مندَمــا
تولَّـى عن النَّفسِ الولوعِ بحُـبـِّه = تصبُّـرها , والقولُ منيَ أعجـماَ
وماذا عسى شعـري تُبينُ حروفهُ = فلو كانَ سحبانٌ إذاً كانَ أبكماَ
ولو مسَّ قساً بعضُ ما كان مسَّـني = إذاً كـان فأفأءً تنحَّـىَ وأحجماَ
فمن مبلغٌ رمساً توارى به الهُـدى = حنينَ الذي صلىَّ - بعيداً - وسلَّـما
كأني بذاك الرمسِ يختالُ فرحةً = لأنْ كان يحوي منهُ جسماً وأعظُـما
وهل بقعةٌ إلا وترجو احتواءهُ = لتُكسَى به وجـهاً وشيّاَ منمنما
فوارحمتي للعلمِ يـنهدُّ ركنُـهُ = لقد حُـقَّ أن يبكي ويشجَـى ويأتِـمـا
فمن لعويص العلم من بعد ما انطوى = زمانُ (ابنِ عدُّودَ) الذي كانَ مغنَـما
كأني بآيات الكتابِ وسنَّـةٍ = وفقهٍ وتحريرٍ وتبصير ذي عَـمى
وإفتـاءِ مفجُـوعٍ بنازلةٍ به = فما اسطـاعَ لمَّـا داهمتهُ تكلُّـما
وأيَّـامِِ عُـربٍ سالفينَ وشعرِهم = وعلمٍ بأسـرار المجرةِ والسَّـما
تقولُ لمن لاموا على كثرةِ البُكا = وقد نالهنَّ سهمُ موتٍ تسمِّـما
أقلوا ملاماً إنَّ من خطفَ الرَّدى = سناهُ فَـوُوريْ التربَ بدراً مُتَـمّـما
(هو المجتبى يغدو على الناس كلهم) = أميناً أريباً مستشاراً مُـدَيَّـما
تسامتْ به الأمجادُ حتى تخِـِذنَـهُ = إلى ذروةِ العلياء والعزِّ سُلَّـما
فكيفَ اصطبارُ العلم من بعد موته = وهيهاتَ أن يسلوا محبٌ تتيَّـما
ولولا التعزِّي بالمصاب الذي به = يعَـزُّ على ذي الحلم أن يتحلَّـما
وأنَّ الثَّـرى ما ضمَّ طُـهراً كأحمدٍ = فكل الورى ذاقوا به اليتمَ الْأَما
(فما فقد الماضونَ مثل محمدٍ) = عليهِ الذي أنشاهُ صلّـى وسلما
ولولاَ بلوغُ الدِّينِ ما بلغَ الضيا = بعز عزيزٍ أو بذل بني العَمـى
ولولاَ دواوينٌ حوتْ جلَّ علمهِ = وساروا به في النَّـاس دُراً منظَّـما
ولولاَ الإمامُ (ابنُ الدّدوِّ) وفتيةٌ = بهم ينجلي ليلُ الهوى إن تجهَّـما
لكنتُ على فقدي (محمدَ سالمٍ) = أشرِّعُ نوحاً يمطِـرُ السُّحبَ عَـندَما
فيا فالقَ الإصباح يا خيرَ مُـنزلٍ = إليك توسلنا بكَ اقبَـلهُ وارحَـما
وأنزلهُ من جناتِ عدنٍ منازلاً = تفوقُ الذي يرجوهُ رَوْحـاً وأنعُـما
وأسكنهُ فردوساً علاَ مع مُـنعَـمٍ = عليهم , وجنِّـبهُ غراماً ومأثما
وصـلِّ على المختار من آل هاشمٍ = ومن نالتِ الدنيا به خيرَ منتَـمى
صلاةً تفوتُ العدَّ تشملُ آلهُ = وأصحابهُ والتابعينَ وسلِّـما[/poem]

محمود بن كابر بن عيسى الجكني الشنقيطي
الرياض 7/5/1430هـ
 
[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/25.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فيا فالقَ الإصباح يا خيرَ مُـنزلٍ = إليك توسلنا بكَ اقبَـلهُ وارحَـما
وأنزلهُ من جناتِ عدنٍ منازلاً = تفوقُ الذي يرجوهُ رَوْحـاً وأنعُـما
وأسكنهُ فردوساً علاَ مع مُـنعَـمٍ = عليهم , وجنِّـبهُ غراماً ومأثما
وصـلِّ على المختار من آل هاشمٍ = ومن نالتِ الدنيا به خيرَ منتَـمى
صلاةً تفوتُ العدَّ تشملُ آلهُ = وأصحابهُ والتابعينَ وسلِّـما[/poem]

اللهم آمين ..
أحسن الله إليك على هذه القصيدة العذبة
 
جزاكم الله خيرا...
ورحم الله الإمام العلامة ابن عدود ومن رثاه ، وحشرنا جميعا في زمرة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.
 
إخوتي الأكـارمَ:

أبا الحسنات
محمد بن جماعة
ضيف الله العامري

شكر الله لكم وجزاكم خيراً.

ومن جميل ما رُثِـي به الشيخ:

قصيدة الشاعر التقي ولد الشيخ :



دَنَوْتَ بِما نَأيْتَ بـه اقترابـا
فما عِشنا كما عِشتَ اغترابـا

وحيداً كنتَ في الدنيا فريـداً
وحولك يَملأ الناسُ الرحابـا

يَرَونَكَ بين أظهُرهـم مقيمـاً

وأنتَ مُسافرٌ ترجُـو الإيابـا

دَنوتَ تواضعاً وعَلَوْتَ قـدراً
ففاتَ الشِّيبَ شأوُكَ والشّبَابا

كذاك البدر فوقَ الْمَاءِ يبـدو
ولا يدنو مـن الرائيـن قابـا

وما وَفّاكَ حقكَ مـن توَلّـوْا
وقد مَلَؤُوا مِن العلم العِيابـا

وما كَشَفُوا بفَصْلِ القولِ منهم
وفاءً عـن مناقبـك النقابـا

لقد وارى التراب تقىً وعلماً
وأمْجاداً ستختـرقُ الترابـا

ونفساً ترتعـي روض المعالـي
ولا تعتاض من مـاءٍ سرابـا

وفهماً ثاقباً وغريـبَ حِفْـظ
يَراهُ " گُوگَلُ " العجَب العُجابا

فيا لله مـا أنكـى وأبكـى
مصابا فتَّ في العينيـن صابـا

أبعـد أبـي الفتـوة تطبينـا
حياة أو نسيـغ بهـا شرابـا

كريـم النبعتيـن مبـاركـيٌّ
أبى إلا إلـى الفضـل انتدابـا

فراض بثاقب الفهم القضايـا
وخاض به من العلـم العُبابـا
ولما نال منه مـا قـدَ اَعْيَـا
وخرَّق عـن لآليـه الحجابـا

علا كعبًا بكل رهـان مجـد
وحاز السبق والبأوى غلابـا

فقلنا للـذي جـاراه أقصِـرْ
"فلا كعبا بلغت ولا كلابـا"

شآك مباركُ قد شـبَّ عفًّـا
وما شاب الخلائق حين شابـا

أقام بربعـه يَقـري ويُقـري
به الضيف المحارَفَ والكتابـا

وغاب ولو يصون الحي حـيُّ
لكان العِلقَ يُحفظ أن يصابـا

ولكن سنـة الدنيـا محـاقٌ
فبينا يستديـر البـدر غابـا

ولو لكرامها يُلفـى نصـابٌ
تصاب به لما بلغـوا النصابـا

فيا أمَّ القرى هل مِـن عـزاءٍ
بناتك أصبحت قفـراً يبابـا

فَما اسطاعت مَقَاولهـا رثـاء
وما عادتْ قوافيهـا طِرابـا

ولكن الْهَشِيم إذا اقشعـرتْ
بلادُ الشِّعْر يُصبِـحُ مُستطابـا

مَضى مَن كانَ أفصحنا لساناً
لدى النادي وأبلَغَنـا خِطابـا

وأعقلَنـا لشـاردة ، وأدرى
بـواردة ، وأطهرَنـا ثيـابـا

وأعرفنا بنـاءٍ جـاء ضُـل
لغيْر فسِيلـه يبغـي انتسابـا

وكان لعامـرٍ وجهـا فولَّـى
وألبس وجه شنقيط اكتئابـا

وما أُزجي له شعـرا ولكـن
فؤادا مفعمـا بالحـزن ذابـا

ويـا آل المبـارك إنّ صبـراً
لِمِثل مُصابكم يُغلـي الثوابـا

فصبرا إن أهـل الأرض فيـه
ستقفوكم سُلُـوّا واحتسابـا

ولازلتم بـدورا للهدى فـي
سماء المجـد تعتقـب اعتقابـا

سلامة جمعكم تُهدي الأعادي
إلى تكسيـر جمعهـمُ عذابـا

وإنّ مَجَـرّةَ الأنـوار تبقَـى
تعِدُّ لِكُـلِّ دَيْجُـورٍ شِهابـا

وما سكن القِرابَ السيفُ إلا
ليَخرُج صارماً يَفري القِرَابـا

وحيثُ الليثُ غاب فإن ليثـاً
سيخْلُفُـه وإنّ لـهُ لَغَـابـا


وكذلك قصيدة الشاعر/ محمد ولد محمدي:

مَنْ لِلشّجِيِّ بدَمْعِ عَيْـنٍ تسْعِـدُهْ
إذ أنزَفَ الدَّمْعَ الْمُصَانَ مُحَمَّـدُهْ*

لِمُصيبَةٍ دَهَتِ البِـلادَ ، فحَرُّهـا
فِي كلِّ قلـبٍ يَستطِيـرُ تَوَقُّـدُه

نَبَـأ يَهُـدُّ الراسيـاتِ نَثِيـثُـهُ
ويُقِيمُ ذا الْحِلْمِ الْجَلِيدَ ويُقْعِـدُهْ

أستودعُ اللهَ ٱمْرُءاً - لا يُشتَفَـى
مِن قُربِهِ - أمْسَى بِعَـدْنٍ مَقْعَـدُه

حَلِيَ الأجَمُّ وعُطِّلَتْ أمُّ القُـرَى
بِوَفاته ، وانفـضّ عنـه عُـوّدُه

قَمَرٌ بَدَا تِمّاً يُنِيـرُ لِمَـنْ سَـرَى
فِي مُدلَهِمّاتِ الضلال ويُرْشِـدُه

سَيْفٌ مِنَ ٱسْيَافِ الْمُهَيْمِنِ سَلّـهُل
ِيُطِيحَ رَأسَ الشِّرْكِ ثُمّتَ يُغمِـدُه

ومُبـارَكٌ لِمُبَارَكِـيـنَ إلَيْـهِـمُ
رَفَعَ الصّحِيحَ مِن الْمَكَارِمِ مُسْنِدُه

هَمَّاهُ في دُنيـاهُ : عِلْـمٌ نافِـعٌ ،
أو صالِحُ العَمَلِ الـذي يَتَـزَوّدُهْ

ما نـالَ يومـاً مُسْلِمـاً بِلِسانِـهِ
كَـلا ولا سَبقتـهُ للإيـذا يَـدُه

مَعنَى الفُتُوَّةِ فـي عُـلاهُ مُجَسّـدٌ
مُشتَقُّـهُ فـي طَوْعِـهِ ومُجَـرّدُهْ

تَرَكَتْ فضائلُهُ الْمُحاوِلَ حَصْرَهـا
كَخِرَاشٍ ٱِذْ أعْيَاهُ ما يَتَصَيّـدُهْ

لَهفِـي عليـه مُوَدَّعـاً لِفِراقِـه
تبكي تِلاوَتهُ ويبكـي مَسجِـدُهْ

وقيامُه الليلَ الطويـلَ مُصَلِّيـاً
ورُكوعُه ، وسجودُه ، وتَهَجُّـدُهْ

والسّنّـةُ الغَـرّاءُ تفقِـدُ عهـدَه
أيامَ يَـدْرُسُ عِلمُهـا فيُجَـدِّدُه

لَهفَ النوازِلِ مَن يقيمُ دليلَهـا
ويُبينُ مُـدْرَك أصلِهـا ويُقَعِّـدُهْ

مَن لِلقُرَانِ يُقِيـمُ منـهُ حروفَـهُ
وحُدُودَهُ ، ويَمُدُّهُ ، ويُجَوِّدُهُ

مَن للحديثِ : صحيحِه يَهدِي بهِ
وسقيمِـه يَرْمِـي بـه ويُفنِّـدُه

مَن للفَصِيحِ إذا يُشـابُ بِغَيْـرِه
إذ غابَ عنـه خَليلُـهُ ومُبَـرِّدُه

مَن للقريـض مُقلِّـلاً أو مُكثـراً
فَيَجِيءُ في الْحَالَيْنِ منـهُ أجْـوَدُهْ

مَنْ للضعيف يَرُدُّ عنـه ظُلامَـةً
مَن لِلمُسِيفِ أخي الْحَوائجِ يَرْفدُه

لله أخـلاقُ الإمـامِ ، وخَلْقُـهُ
لله حُسْـنُ حديثِـه ، وتـوَدُّدُهْ

وحلاوةُ اللفـظِ الـذي يَختـارُه
فَيَزيـدُ لَـذّةَ سامِعيـهِ تَـرَدُّدُهْ

وتواضُـعٌ منـه عليـه مَهابَـةٌ
وإباؤُهُ ، وسَخـاؤُهُ ، وتَمَجُّـدُهْ

وثَباته فـي الحادثـاتِ ، وصَبْـرُه
للنائباتِ ، وجـودهُ ، وتزهُّـدُهْ

يا أهلَهُ صَبْـراً جَميـلاً مثلُكُـمْ
رُزِئَ الْجَليلَ فَلَمْ يَخُنـهُ تَجَلُّـدُهْ

لَو رَدّ مَيْتاً ذرْفُ دَمْـعٍ قبـل ذا
كنـا وإياكُـم مَعـاً نستنفِـدُهْ

أو كانَ خَلّـدَ ماجِـداً أفعالُـه
أبقَى الإمامَ إلى القيامـة سُـودَدُهْ

لكنه القـدَرُ الـذي لا بُـدَّ أنْ
ياتِي ولَو مِن بعدِ حيـنٍ مَوعـدُهْ

فعَلَيْكُمُ حُسْنَ العَزَاءِ فلَيْسَ لِـلْــ
عَبْدِ اعتراضٌ إن تَحَكَّمَ سيِّـدُهْ

واللهُ بعـدَ ذهـابـهِ أبقـاكُـمُ
رُحْمَى بنا ، إنا لذلـك نَحمَـدُهْ

فلْنَذْكُرَنْ بِمُصابنا ذا الْمُصْطَفَى
يَهُنِ الجليلُ ونَسْلُ عَن منْ نفقـدُهْ

واللهُ يرحمُ شيخَنا ، ويزيـدُ فِـي
إكرامِـهِ ، وبِفَضْلِـهِ يَتَغَـمَّـدُهْ
 
الفاضل محمود الشنقيطي
جزاك الله خيراً
لو أفدتنا وفقكم الله تعالى بترجمة مختصرة للشيخ رحمه الله تعالى
 
الفاضل محمود الشنقيطي
جزاك الله خيراً
لو أفدتنا وفقكم الله تعالى بترجمة مختصرة للشيخ رحمه الله تعالى

هذا الإمامُ رحمهُ الله , ليسَ إلا آيةً من آيات الله الباهرة الدالة على وجوده وقدرته وسعة عطائه وكرم اطفائه , إذ لا يملكُ الناظر إليه إلا أن يقول (أعلمُ أنَّ الله على كل شيئ قديرٌ ) كيفَ لا , والشيخُ رحمه الله حفظ (قبل بلوغه) أكثر من ثلاثين متناً يعيا بها أشدَّاءُ طلبة العلم والعلماء اليوم , وأنا أعي ما أقول , يعيا بها أشدَّاءُ طلبة العلم والعلماء اليوم , ومنها:


  • الكافية الشافية لابن مالك
    وألفيته مع جامع ابن بونا
    وموطأ الفصيح
    وعقود الجمان
    وألفية العراقي
    والكوكب الساطع
    والسلم المنورق
    ونظم الغزوات
    ونظم ابن عاشر

وغير ذلك الكثيرُ مما لا يسعُ تعدادُه ، ومجموع ما حفظه من متون (قبل أن يبلغَ) يقاربُ عشرين ألف بيتاً .

ولا عجبَ فقد نشأ الإمامُ بين والدين يتباريان في العلم , فأبوه كان مرجعَ أهل العلم في المعضلاتِ والفقه والحديث والسير والتراجم وغيرها ، وأمه كانت حافظةً عالمةً, قال عنها حفيدها العلامة محمد الحسن بن الدَّدو: كانت أعلم بالجرح والتعديل من زوجها, يعني الشيخ محمد عالي مع علو كعبه في علم الحديث ورجاله.

بل إنَّ من عجائب صنع اللهِ وقدرته أن قدَّر للشيخ نظم بيتين يعيا بمعناهما كثيرٌ من أهل اللغة اليوم , والشيخُ عند نظمهما لم يتجاوز السادسة من عمره , إذ أرسله اهلهُ لجبل الماء من البئر وهو على أتانٍ لهُ فتخيلها فرساً صهولٍ وارتجل قائلاً لها ومجارياً لخياله الطفولي:
[poem=font="Traditional Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سَرَاتك سَـرجي والرِّشاءُ رِكابي = وزَنْدكِ في التقريبِ ليس بكابي
فِداكِ كُراعٌ , والحَرُون, وداحسٌ = وعَلْوَى , وجَلْوَى , والعَطَا , وسَكَابِ[/poem]

وهي سبعة أفراسٍ مشاهير عند العرب , ولهذا البيت في اللغة العربية ميزةٌ لا يشاركه فيها إلا بيتُ المتنبي الذي قال فيه:

[poem=font="Traditional Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الخيل والليل والبيداء تعرفني = والسيف والرمح والقرطاس والقلم[/poem]

حيثُ قال لبعض طلبته وهو يشرحُ لهم الألفية :

"لاأعلم بيتا جمع فيه التعريف بأل بسبع كلمات إلا هذا البيت ولاأعلم بيت ذكر فيه سبعة أعلام إلا بيتا ذكرته وانشدته وأنا ابن ست سنين" يريدُ ثاني بيتيه أعلاه.

وقد حدَّث رحمه الله عن نفسه أنه لم يزدد بعد السابعة عشر من عمره شيئا من اصول العلوم وإنما هي ثقافات واطلاعات يطلع فيها بين الفينة والأخرى أما العلوم وأصولها وأصول الكتب ومعارفه فيها فقد حازها قبل هذا السنِّ.!

ومن عجائب حفظه أنهُ كان يحفظُ كتاب زاد المعاد ,وهذا من أندر القدرات في حفظ المنثورات المطولة , كما كان العلامةُ محمد المختار الشنقيطي ت(1405هـ) - والد الشيخ محمد بن محمد المختار عضو هيئة كبار العلماء حالياً - يحفظ البداية والنهاية.


ولقد كان الشيخ صلاح أبو إسماعيل رحمه الله وعضو مجلس الشعب المصري السابق يقولُ عن الشيخ في محافل اللغة واللغويين بملئ الفم "هذا هو سيبويه العصر"

ولما انبهر الشاعرُ اسماعيل درويش من حافظة الشيخ ونبوغه في الشعر بادرهُ سائلاً عن نوع القوت الذي تكونتْ منهُ أجزاء هذا الجسد , إذ هالته هذه القمةُ الشعريةُ الأدبيةث اللغويةُ الشمَّـاءُ التي لم يكنْ يحسبُ أن زمننا العاثر يتسعُ لمقام مثلها.

ولعلي أجدُ له ترجمةً وافيةً أضعها بين يدي الراغبين.
 
أواه .. أواه ..
ما أشد الفجيعة بموت هؤلاء!
فهم رواء الأرض وهم ضياؤها..
وهم في كل نائبة ملاذها.
***
إن في شعرك العذب وعاطفتك الدفاقة -أخي محمود- لسلوة للمحزون ..
فلا فض الله فاك!
***
رحم الله هذا الإمام ..
وجمعنا به في عليين مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ..
وأحسن عزائنا أجمعين ..
وأخلف الأمة خيرا..
***
إنا لله وإنا إليه راجعون
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى