محمود الشنقيطي
New member
[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/25.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سلوا الكونَ عن أفلاكه بتنَ عُـوَّمــا = وعن دمعه الجـاري على الخدِّ عَـندَمـا
وعن نائحات الأفقِ في كل بقعةٍ = وقد راعَـهُنَّ رزءًُ ذيَّـاكُم الحِـمـى
وعن ألمٍ أضحـى لهُ الصمتُ شاعراً = يبوحُ بأشـجـانٍ أبَـيْـنَ التكَتُّــما
وعن صُـبحنا لما تعَـنَّـى لما بنا = فما اسطـاعَ إلا أن يئنَّ مُلَـثَّـما
وعن روضة العلمِ التي كان بدرُها = يحاكي الحَـيا والبرقَ غيثاً ومَبسَما
ستُـنبيكمُ أمُّ القُـرى أنَّ رُزءهــا = لهُ كل رزءٍ قد بَـكَى وترحَّـما
فمُـذْ أثكلَ الأمجادَ فقدُ الذي بنى = لأمتنا الأمجادَ في الأرضِ معلماَ
وودعتِ الدنيا (محمدَ سالمٍ ) = فباتت لهُ عقرى تُـعالجُ مندَمــا
تولَّـى عن النَّفسِ الولوعِ بحُـبـِّه = تصبُّـرها , والقولُ منيَ أعجـماَ
وماذا عسى شعـري تُبينُ حروفهُ = فلو كانَ سحبانٌ إذاً كانَ أبكماَ
ولو مسَّ قساً بعضُ ما كان مسَّـني = إذاً كـان فأفأءً تنحَّـىَ وأحجماَ
فمن مبلغٌ رمساً توارى به الهُـدى = حنينَ الذي صلىَّ - بعيداً - وسلَّـما
كأني بذاك الرمسِ يختالُ فرحةً = لأنْ كان يحوي منهُ جسماً وأعظُـما
وهل بقعةٌ إلا وترجو احتواءهُ = لتُكسَى به وجـهاً وشيّاَ منمنما
فوارحمتي للعلمِ يـنهدُّ ركنُـهُ = لقد حُـقَّ أن يبكي ويشجَـى ويأتِـمـا
فمن لعويص العلم من بعد ما انطوى = زمانُ (ابنِ عدُّودَ) الذي كانَ مغنَـما
كأني بآيات الكتابِ وسنَّـةٍ = وفقهٍ وتحريرٍ وتبصير ذي عَـمى
وإفتـاءِ مفجُـوعٍ بنازلةٍ به = فما اسطـاعَ لمَّـا داهمتهُ تكلُّـما
وأيَّـامِِ عُـربٍ سالفينَ وشعرِهم = وعلمٍ بأسـرار المجرةِ والسَّـما
تقولُ لمن لاموا على كثرةِ البُكا = وقد نالهنَّ سهمُ موتٍ تسمِّـما
أقلوا ملاماً إنَّ من خطفَ الرَّدى = سناهُ فَـوُوريْ التربَ بدراً مُتَـمّـما
(هو المجتبى يغدو على الناس كلهم) = أميناً أريباً مستشاراً مُـدَيَّـما
تسامتْ به الأمجادُ حتى تخِـِذنَـهُ = إلى ذروةِ العلياء والعزِّ سُلَّـما
فكيفَ اصطبارُ العلم من بعد موته = وهيهاتَ أن يسلوا محبٌ تتيَّـما
ولولا التعزِّي بالمصاب الذي به = يعَـزُّ على ذي الحلم أن يتحلَّـما
وأنَّ الثَّـرى ما ضمَّ طُـهراً كأحمدٍ = فكل الورى ذاقوا به اليتمَ الْأَما
(فما فقد الماضونَ مثل محمدٍ) = عليهِ الذي أنشاهُ صلّـى وسلما
ولولاَ بلوغُ الدِّينِ ما بلغَ الضيا = بعز عزيزٍ أو بذل بني العَمـى
ولولاَ دواوينٌ حوتْ جلَّ علمهِ = وساروا به في النَّـاس دُراً منظَّـما
ولولاَ الإمامُ (ابنُ الدّدوِّ) وفتيةٌ = بهم ينجلي ليلُ الهوى إن تجهَّـما
لكنتُ على فقدي (محمدَ سالمٍ) = أشرِّعُ نوحاً يمطِـرُ السُّحبَ عَـندَما
فيا فالقَ الإصباح يا خيرَ مُـنزلٍ = إليك توسلنا بكَ اقبَـلهُ وارحَـما
وأنزلهُ من جناتِ عدنٍ منازلاً = تفوقُ الذي يرجوهُ رَوْحـاً وأنعُـما
وأسكنهُ فردوساً علاَ مع مُـنعَـمٍ = عليهم , وجنِّـبهُ غراماً ومأثما
وصـلِّ على المختار من آل هاشمٍ = ومن نالتِ الدنيا به خيرَ منتَـمى
صلاةً تفوتُ العدَّ تشملُ آلهُ = وأصحابهُ والتابعينَ وسلِّـما[/poem]
محمود بن كابر بن عيسى الجكني الشنقيطي
الرياض 7/5/1430هـ
سلوا الكونَ عن أفلاكه بتنَ عُـوَّمــا = وعن دمعه الجـاري على الخدِّ عَـندَمـا
وعن نائحات الأفقِ في كل بقعةٍ = وقد راعَـهُنَّ رزءًُ ذيَّـاكُم الحِـمـى
وعن ألمٍ أضحـى لهُ الصمتُ شاعراً = يبوحُ بأشـجـانٍ أبَـيْـنَ التكَتُّــما
وعن صُـبحنا لما تعَـنَّـى لما بنا = فما اسطـاعَ إلا أن يئنَّ مُلَـثَّـما
وعن روضة العلمِ التي كان بدرُها = يحاكي الحَـيا والبرقَ غيثاً ومَبسَما
ستُـنبيكمُ أمُّ القُـرى أنَّ رُزءهــا = لهُ كل رزءٍ قد بَـكَى وترحَّـما
فمُـذْ أثكلَ الأمجادَ فقدُ الذي بنى = لأمتنا الأمجادَ في الأرضِ معلماَ
وودعتِ الدنيا (محمدَ سالمٍ ) = فباتت لهُ عقرى تُـعالجُ مندَمــا
تولَّـى عن النَّفسِ الولوعِ بحُـبـِّه = تصبُّـرها , والقولُ منيَ أعجـماَ
وماذا عسى شعـري تُبينُ حروفهُ = فلو كانَ سحبانٌ إذاً كانَ أبكماَ
ولو مسَّ قساً بعضُ ما كان مسَّـني = إذاً كـان فأفأءً تنحَّـىَ وأحجماَ
فمن مبلغٌ رمساً توارى به الهُـدى = حنينَ الذي صلىَّ - بعيداً - وسلَّـما
كأني بذاك الرمسِ يختالُ فرحةً = لأنْ كان يحوي منهُ جسماً وأعظُـما
وهل بقعةٌ إلا وترجو احتواءهُ = لتُكسَى به وجـهاً وشيّاَ منمنما
فوارحمتي للعلمِ يـنهدُّ ركنُـهُ = لقد حُـقَّ أن يبكي ويشجَـى ويأتِـمـا
فمن لعويص العلم من بعد ما انطوى = زمانُ (ابنِ عدُّودَ) الذي كانَ مغنَـما
كأني بآيات الكتابِ وسنَّـةٍ = وفقهٍ وتحريرٍ وتبصير ذي عَـمى
وإفتـاءِ مفجُـوعٍ بنازلةٍ به = فما اسطـاعَ لمَّـا داهمتهُ تكلُّـما
وأيَّـامِِ عُـربٍ سالفينَ وشعرِهم = وعلمٍ بأسـرار المجرةِ والسَّـما
تقولُ لمن لاموا على كثرةِ البُكا = وقد نالهنَّ سهمُ موتٍ تسمِّـما
أقلوا ملاماً إنَّ من خطفَ الرَّدى = سناهُ فَـوُوريْ التربَ بدراً مُتَـمّـما
(هو المجتبى يغدو على الناس كلهم) = أميناً أريباً مستشاراً مُـدَيَّـما
تسامتْ به الأمجادُ حتى تخِـِذنَـهُ = إلى ذروةِ العلياء والعزِّ سُلَّـما
فكيفَ اصطبارُ العلم من بعد موته = وهيهاتَ أن يسلوا محبٌ تتيَّـما
ولولا التعزِّي بالمصاب الذي به = يعَـزُّ على ذي الحلم أن يتحلَّـما
وأنَّ الثَّـرى ما ضمَّ طُـهراً كأحمدٍ = فكل الورى ذاقوا به اليتمَ الْأَما
(فما فقد الماضونَ مثل محمدٍ) = عليهِ الذي أنشاهُ صلّـى وسلما
ولولاَ بلوغُ الدِّينِ ما بلغَ الضيا = بعز عزيزٍ أو بذل بني العَمـى
ولولاَ دواوينٌ حوتْ جلَّ علمهِ = وساروا به في النَّـاس دُراً منظَّـما
ولولاَ الإمامُ (ابنُ الدّدوِّ) وفتيةٌ = بهم ينجلي ليلُ الهوى إن تجهَّـما
لكنتُ على فقدي (محمدَ سالمٍ) = أشرِّعُ نوحاً يمطِـرُ السُّحبَ عَـندَما
فيا فالقَ الإصباح يا خيرَ مُـنزلٍ = إليك توسلنا بكَ اقبَـلهُ وارحَـما
وأنزلهُ من جناتِ عدنٍ منازلاً = تفوقُ الذي يرجوهُ رَوْحـاً وأنعُـما
وأسكنهُ فردوساً علاَ مع مُـنعَـمٍ = عليهم , وجنِّـبهُ غراماً ومأثما
وصـلِّ على المختار من آل هاشمٍ = ومن نالتِ الدنيا به خيرَ منتَـمى
صلاةً تفوتُ العدَّ تشملُ آلهُ = وأصحابهُ والتابعينَ وسلِّـما[/poem]
محمود بن كابر بن عيسى الجكني الشنقيطي
الرياض 7/5/1430هـ