عبد الله الميلي الجزائري
New member
بسم1
تَطْبِيقُ القَوَاعِدِ الأُسْلُوبِيَّةِ العَاشُورِيَّةِ فِي الدَّقِيقَةِ الصَّوتِيَّةِ التَّفْسِيرِيَّةِ
تَطْبِيقُ القَوَاعِدِ الأُسْلُوبِيَّةِ العَاشُورِيَّةِ فِي الدَّقِيقَةِ الصَّوتِيَّةِ التَّفْسِيرِيَّةِ
بِسْمِ اللهِ، الحَمْدُ للهِ، وعَلَى محمّدٍ صَلَّى وسَلَّمَ الإِلاَهُ، أمّا بَعْدُ:
فهذه تجربةُ غُمْرٍ مُغامرٍ، أَطْرحُها لِكلٍّ مِن سامعٍ مُسامِر، ومُستمِعٍ مُحاوِر، قَد خُضت لُجَّتَها ولَسْتُ ببَحّارٍ ولا مُتبحِّر، ...إذْ ذاك أَوَانُ امْتِحانِ الدّقيقةِ الصَّوْتِيّةِ، رَجاءَ القَبولِ بالأَكاديميَّةِ، أكاديمية إعداد المفسِّرِ، فجُلتُ أسْتفسِر.. هل مِن مُفسِّر...؟
... دونكُم الدّقيقة الصوتيّة فلا أُطيل؛ في تفسير {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاَكَ نَسْتَعِينُ[FONT=QCF_BSML]}[/FONT]؛ آخذاً اليَسِيرَ من وقتكمُ الثّمينِ:
___
الدَّقِيقَةُ الصَّوتِيَّةُ
___
[FONT=QCF_BSML]*** {[/FONT]الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمَين الرَّحْمَنِ الرَّحِيم مَلِكِ يَوْمِ الدِّين}،
وصلَّى اللهُ وسلَّمَ علَى مَن أُوتِيَ [FONT=QCF_BSML]{[/FONT]سَبْعاً مِنَ المَثَانِي وَالقُرْآنَ الْعَظِيم[FONT=QCF_BSML]}[/FONT]،
جَمَعَ اللهُ لَهُ فيهَا مَا تَفرَّق في كُتبِ الأوَّلينَ، بَلْ هِيَ أُمُّ الكِتَاب.
*** وقُطْبُ رَحَاهَا أَجْمَعُ آيَة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين}؛
أَمّا العِبادَة: فكمَالُ الطّاعةِ والخُضوع،
وأمّا الاسْتعَانَة: فاعْتِمادٌ علَى اللهِ بتَفوِيضِ الأُمُور،
وهَاتَانِ دَافِعَتَانِ لِلرِّيَاء والكِبْرِيَاءِ،
والدِّينِ كُلُّهُ تَبرّءٌ مِن الشِّرْكِ ومِن الحَوْلِ والقُوّةِ [FONT=QCF_BSML]{[/FONT]فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْه[FONT=QCF_BSML]}[/FONT].
الدَّقِيقَةُ الصَّوتِيَّةُ
___
[FONT=QCF_BSML]*** {[/FONT]الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمَين الرَّحْمَنِ الرَّحِيم مَلِكِ يَوْمِ الدِّين}،
وصلَّى اللهُ وسلَّمَ علَى مَن أُوتِيَ [FONT=QCF_BSML]{[/FONT]سَبْعاً مِنَ المَثَانِي وَالقُرْآنَ الْعَظِيم[FONT=QCF_BSML]}[/FONT]،
جَمَعَ اللهُ لَهُ فيهَا مَا تَفرَّق في كُتبِ الأوَّلينَ، بَلْ هِيَ أُمُّ الكِتَاب.
*** وقُطْبُ رَحَاهَا أَجْمَعُ آيَة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين}؛
أَمّا العِبادَة: فكمَالُ الطّاعةِ والخُضوع،
وأمّا الاسْتعَانَة: فاعْتِمادٌ علَى اللهِ بتَفوِيضِ الأُمُور،
وهَاتَانِ دَافِعَتَانِ لِلرِّيَاء والكِبْرِيَاءِ،
والدِّينِ كُلُّهُ تَبرّءٌ مِن الشِّرْكِ ومِن الحَوْلِ والقُوّةِ [FONT=QCF_BSML]{[/FONT]فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْه[FONT=QCF_BSML]}[/FONT].
*** وَفِي {إِيَّاكَ[FONT=QCF_BSML]}[/FONT] وتَكْرارِهَا: - تَعظِيمُ المعْبُودِ.
[FONT="]- [/FONT]وتَأْكِيدُ اخْتِصَاصِ العُبودِيَّةِ بِه.
[FONT="]- [/FONT]وتَعْلِيقُ القَلْب بِالرَّبّ.
*** أمَّا الجَمْعُ فِي [FONT=QCF_BSML]{[/FONT]نَعْبُدُ} و[FONT=QCF_BSML]{[/FONT]نَسْتَعِينُ[FONT=QCF_BSML]}[/FONT]؛ ففيه: - أَدبٌ في الخِطاب.
- وإِشْعارٌ بالاجتْماعِ والانْتمَاء.
- وكأنّكَ عَن جَوارِحِكَ نَاطِق.
*** وفي تَقْدِيم العِبادَة عَن الاسْتعَانَة: - تقديمٌ للغايَاتِ عَلَى الوَسَائِل.
- وَلِحَقِّ الرَّبّ عَلَى حَقِّ العَبْد.
- وأَدَبٌ فِي الدُّعاءِ.
*** بَعدَما تَقدَّمَ الحُبُّ والرَّجاءُ والخوْفُ في قالَبِ الحمْدِ والثَّناءِ والتَّمجِيدِ.
إِذِ "السَّعادةُ الأَبدِيَّةُ فِي لُزُومِ عَتَبَةِ العُبودِيَّةِ"، مُسْتَعِيناً بِرَبِّ البَريَّةِ.
فـ"اللَّهمَّ أَعِنَّا عَلَى طَلَبِ مَرْضَاتِكَ".
___
وبعْدَ أن أرْسَلتُ بالدَّقيقَةِ على الويب، ولاَ زِلتُ مُنتَظِراً الجَوَاب، اِطّلَعْتُ علَى كَلامٍ يَأخذُ بعقولِ الألْبَاب، ضِمنَ تفسيرِ فاتحةِ الكتابِ، فهاكُمُوهُ مُنضَّداً يا أحْباب:___
___
قال المفسِّرُ الفقيهُ اللّغَويُّ محمّدٌ الطّاهِرُ بنُ عاشُورٍ رحمه الله وعفا عنه:
"فَسُورَةُ الْفَاتِحَةِ بِمَا تَقَرَّرَ مُنَزَّلَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ مَنْزِلَةَ الدِّيبَاجَةِ لِلْكِتَابِ أَوِ الْمُقَدِّمَةِ لِلْخُطْبَةِ، وَهَذَا الْأُسْلُوبُ لَهُ شَأْنٌ عَظِيمٌ فِي صِنَاعَةِ الْأَدَبِ الْعَرَبِيِّ وَهُوَ أَعْوَنُ لِلْفَهْمِ وَأَدْعَى لِلْوَعْيِ.
وَقَدْ رَسَمَ أُسْلُوب الْفَاتِحَةِ لِلْمُنْشِئِينَ ثَلَاثَ قَوَاعِدَ لِلْمُقَدِّمَةِ:
الْقَاعِدَةُ الْأَوْلَى: إِيجَازُ الْمُقَدِّمَةِ لِئَلَّا تَمَلَّ نُفُوسُ السَّامِعِينَ بِطُولِ انْتِظَارِ الْمَقْصُودِ وَهُوَ ظَاهِرٌ فِي الْفَاتِحَةِ، وَلِيَكُونَ سُنَّةً لِلْخُطَبَاءِ فَلَا يُطِيلُوا الْمُقَدِّمَةَ كَيْ لَا يُنْسَبُوا إِلَى الْعَيِّ فَإِنَّهُ بِمِقْدَارِ مَا تُطَالُ الْمُقَدِّمَةُ يَقْصُرُ الْغَرَضُ، وَمِنْ هَذَا يَظْهَرُ وَجْهُ وَضْعِهَا قَبْلَ السُّوَرِ الطِّوَالِ مَعَ أَنَّهَا سُورَةٌ قَصِيرَةٌ.
الثَّانِيَةُ: أَنْ تُشِيرَ إِلَى الْغَرَضِ الْمَقْصُودِ وَهُوَ مَا يُسَمَّى بَرَاعَةَ الِاسْتِهْلَالِ لِأَن ذَلِك يهيىء السَّامِعِينَ لِسَمَاعِ تَفْصِيلِ مَا سَيَرِدُ عَلَيْهِمْ فَيَتَأَهَّبُوا لِتَلَقِّيهِ إِنْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ التَّلَقِّي فَحَسْبُ، أَوْ لِنَقْدِهِ وَإِكْمَالِهِ إِنْ كَانُوا فِي تِلْكَ الدَّرَجَةِ، وَلِأَنَّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى تَمَكُّنِ الْخَطِيبِ مِنَ الْغَرَضِ وَثِقَتِهِ بِسَدَادِ رَأْيِهِ فِيهِ بِحَيْثُ يُنَبِّهُ السَّامِعِينَ لِوَعْيِهِ، وَفِيهِ سُنَّةٌ لِلْخُطَبَاءِ لِيُحِيطُوا بِأَغْرَاضِ كَلَامِهِمْ. وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ اشْتِمَالِ الْفَاتِحَةِ عَلَى هَذَا عِنْدَ الْكَلَامِ عَلَى وَجْهِ تَسْمِيَتِهَا أُمَّ الْقُرْآنِ.
الثَّالِثَةُ: أَنْ تَكُونَ الْمُقَدِّمَةُ مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ عُلَمَاءُ الْبَيَانِ عِنْدَ ذِكْرِهِمُ الْمَوَاضِعَ الَّتِي يَنْبَغِي لِلْمُتَكَلِّمِ أَنْ يَتَأَنَّقَ فِيهَا.
الرَّابِعُ أَنْ تُفْتَتَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ".اهـ
___
فظَننْتُ أنِّي صِدْتُ مِن العلمِ دُرَرَه، وأَصَبْتُ مِنهُ غُرَرَهُ..!! وتأمّلت في صيدي فقلت: ما أصْغرَه!! إذ بمنادٍ في الأعماق يُبلِّغني أن لا أحتقِرَنَّـه.. فأجبته غيرَ مُحتَشمٍ...
فالحمد لله على توفيقه وامتنانه.