تَطْبِيقُ القَوَاعِدِ الأُسْلُوبِيَّةِ العَاشُورِيَّةِ فِي الدَّقِيقَةِ الصَّوتِيَّةِ

إنضم
29/12/2013
المشاركات
11
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
الجزائر
بسم1


تَطْبِيقُ القَوَاعِدِ الأُسْلُوبِيَّةِ العَاشُورِيَّةِ فِي الدَّقِيقَةِ الصَّوتِيَّةِ التَّفْسِيرِيَّةِ​




بِسْمِ اللهِ، الحَمْدُ للهِ، وعَلَى محمّدٍ صَلَّى وسَلَّمَ الإِلاَهُ، أمّا بَعْدُ:​


فهذه تجربةُ غُمْرٍ مُغامرٍ، أَطْرحُها لِكلٍّ مِن سامعٍ مُسامِر، ومُستمِعٍ مُحاوِر، قَد خُضت لُجَّتَها ولَسْتُ ببَحّارٍ ولا مُتبحِّر، ...إذْ ذاك أَوَانُ امْتِحانِ الدّقيقةِ الصَّوْتِيّةِ، رَجاءَ القَبولِ بالأَكاديميَّةِ، أكاديمية إعداد المفسِّرِ، فجُلتُ أسْتفسِر.. هل مِن مُفسِّر...؟​


... دونكُم الدّقيقة الصوتيّة فلا أُطيل؛ في تفسير {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاَكَ نَسْتَعِينُ[FONT=QCF_BSML]}[/FONT]؛ آخذاً اليَسِيرَ من وقتكمُ الثّمينِ:​


___


الدَّقِيقَةُ الصَّوتِيَّةُ


___



[FONT=QCF_BSML]*** {[/FONT]الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالمَين الرَّحْمَنِ الرَّحِيم مَلِكِ يَوْمِ الدِّين}،

وصلَّى اللهُ وسلَّمَ علَى مَن أُوتِيَ [FONT=QCF_BSML]{[/FONT]سَبْعاً مِنَ المَثَانِي وَالقُرْآنَ الْعَظِيم[FONT=QCF_BSML]}[/FONT]،

جَمَعَ اللهُ لَهُ فيهَا مَا تَفرَّق في كُتبِ الأوَّلينَ، بَلْ هِيَ أُمُّ الكِتَاب.


*** وقُطْبُ رَحَاهَا أَجْمَعُ آيَة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين}؛

أَمّا العِبادَة: فكمَالُ الطّاعةِ والخُضوع،

وأمّا الاسْتعَانَة: فاعْتِمادٌ علَى اللهِ بتَفوِيضِ الأُمُور،

وهَاتَانِ دَافِعَتَانِ لِلرِّيَاء والكِبْرِيَاءِ،

والدِّينِ كُلُّهُ تَبرّءٌ مِن الشِّرْكِ ومِن الحَوْلِ والقُوّةِ [FONT=QCF_BSML]{[/FONT]فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْه[FONT=QCF_BSML]}[/FONT].​


*** وَفِي {إِيَّاكَ[FONT=QCF_BSML]}[/FONT] وتَكْرارِهَا: - تَعظِيمُ المعْبُودِ.​
[FONT=&quot]- [/FONT]وتَأْكِيدُ اخْتِصَاصِ العُبودِيَّةِ بِه.​
[FONT=&quot]- [/FONT]وتَعْلِيقُ القَلْب بِالرَّبّ.​


*** أمَّا الجَمْعُ فِي [FONT=QCF_BSML]{[/FONT]نَعْبُدُ} و[FONT=QCF_BSML]{[/FONT]نَسْتَعِينُ[FONT=QCF_BSML]}[/FONT]؛ ففيه: - أَدبٌ في الخِطاب.​
- وإِشْعارٌ بالاجتْماعِ والانْتمَاء.​
- وكأنّكَ عَن جَوارِحِكَ نَاطِق.​


*** وفي تَقْدِيم العِبادَة عَن الاسْتعَانَة: - تقديمٌ للغايَاتِ عَلَى الوَسَائِل.​
- وَلِحَقِّ الرَّبّ عَلَى حَقِّ العَبْد.​
- وأَدَبٌ فِي الدُّعاءِ.​


*** بَعدَما تَقدَّمَ الحُبُّ والرَّجاءُ والخوْفُ في قالَبِ الحمْدِ والثَّناءِ والتَّمجِيدِ.​
إِذِ "السَّعادةُ الأَبدِيَّةُ فِي لُزُومِ عَتَبَةِ العُبودِيَّةِ"، مُسْتَعِيناً بِرَبِّ البَريَّةِ.​
فـ"اللَّهمَّ أَعِنَّا عَلَى طَلَبِ مَرْضَاتِكَ".


___

وبعْدَ أن أرْسَلتُ بالدَّقيقَةِ على الويب، ولاَ زِلتُ مُنتَظِراً الجَوَاب، اِطّلَعْتُ علَى كَلامٍ يَأخذُ بعقولِ الألْبَاب، ضِمنَ تفسيرِ فاتحةِ الكتابِ، فهاكُمُوهُ مُنضَّداً يا أحْباب:


___​


قال المفسِّرُ الفقيهُ اللّغَويُّ محمّدٌ الطّاهِرُ بنُ عاشُورٍ رحمه الله وعفا عنه:


"فَسُورَةُ الْفَاتِحَةِ بِمَا تَقَرَّرَ مُنَزَّلَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ مَنْزِلَةَ الدِّيبَاجَةِ لِلْكِتَابِ أَوِ الْمُقَدِّمَةِ لِلْخُطْبَةِ، وَهَذَا الْأُسْلُوبُ لَهُ شَأْنٌ عَظِيمٌ فِي صِنَاعَةِ الْأَدَبِ الْعَرَبِيِّ وَهُوَ أَعْوَنُ لِلْفَهْمِ وَأَدْعَى لِلْوَعْيِ.


وَقَدْ رَسَمَ أُسْلُوب الْفَاتِحَةِ لِلْمُنْشِئِينَ ثَلَاثَ قَوَاعِدَ لِلْمُقَدِّمَةِ:



الْقَاعِدَةُ الْأَوْلَى: إِيجَازُ الْمُقَدِّمَةِ لِئَلَّا تَمَلَّ نُفُوسُ السَّامِعِينَ بِطُولِ انْتِظَارِ الْمَقْصُودِ وَهُوَ ظَاهِرٌ فِي الْفَاتِحَةِ، وَلِيَكُونَ سُنَّةً لِلْخُطَبَاءِ فَلَا يُطِيلُوا الْمُقَدِّمَةَ كَيْ لَا يُنْسَبُوا إِلَى الْعَيِّ فَإِنَّهُ بِمِقْدَارِ مَا تُطَالُ الْمُقَدِّمَةُ يَقْصُرُ الْغَرَضُ، وَمِنْ هَذَا يَظْهَرُ وَجْهُ وَضْعِهَا قَبْلَ السُّوَرِ الطِّوَالِ مَعَ أَنَّهَا سُورَةٌ قَصِيرَةٌ.


الثَّانِيَةُ: أَنْ تُشِيرَ إِلَى الْغَرَضِ الْمَقْصُودِ وَهُوَ مَا يُسَمَّى بَرَاعَةَ الِاسْتِهْلَالِ لِأَن ذَلِك يهيىء السَّامِعِينَ لِسَمَاعِ تَفْصِيلِ مَا سَيَرِدُ عَلَيْهِمْ فَيَتَأَهَّبُوا لِتَلَقِّيهِ إِنْ كَانُوا مِنْ أَهْلِ التَّلَقِّي فَحَسْبُ، أَوْ لِنَقْدِهِ وَإِكْمَالِهِ إِنْ كَانُوا فِي تِلْكَ الدَّرَجَةِ، وَلِأَنَّ ذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى تَمَكُّنِ الْخَطِيبِ مِنَ الْغَرَضِ وَثِقَتِهِ بِسَدَادِ رَأْيِهِ فِيهِ بِحَيْثُ يُنَبِّهُ السَّامِعِينَ لِوَعْيِهِ، وَفِيهِ سُنَّةٌ لِلْخُطَبَاءِ لِيُحِيطُوا بِأَغْرَاضِ كَلَامِهِمْ. وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ اشْتِمَالِ الْفَاتِحَةِ عَلَى هَذَا عِنْدَ الْكَلَامِ عَلَى وَجْهِ تَسْمِيَتِهَا أُمَّ الْقُرْآنِ.


الثَّالِثَةُ: أَنْ تَكُونَ الْمُقَدِّمَةُ مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ وَقَدْ بَيَّنَ ذَلِكَ عُلَمَاءُ الْبَيَانِ عِنْدَ ذِكْرِهِمُ الْمَوَاضِعَ الَّتِي يَنْبَغِي لِلْمُتَكَلِّمِ أَنْ يَتَأَنَّقَ فِيهَا.


الرَّابِعُ أَنْ تُفْتَتَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ".اهـ


___​

فظَننْتُ أنِّي صِدْتُ مِن العلمِ دُرَرَه، وأَصَبْتُ مِنهُ غُرَرَهُ..!! وتأمّلت في صيدي فقلت: ما أصْغرَه!! إذ بمنادٍ في الأعماق يُبلِّغني أن لا أحتقِرَنَّـه.. فأجبته غيرَ مُحتَشمٍ...
فالحمد لله على توفيقه وامتنانه.
 
زادك الله فهما وعلما ووفقك وسدد خطاك لما يحب ويرضى
 
بارك الله بقلمك، وزادك علما وفهما.
ولو أطلعت المارّ على ما يجلي المراد بالدقيقة، وعلاقة الأكاديمية بالحقيقة.
 
بارك الله بقلمك، وزادك علما وفهما.
ولو أطلعت المارّ على ما يجلي المراد بالدقيقة، وعلاقة الأكاديمية بالحقيقة.

الله يبارك فيك أخي، ووفقني وإياك ومن قرأ لكل خير...

وأشكرك على التنبيه؛ إلا أن المساحة في العنوان غير كافية لإضافة كلمات أخرى، أما في المقال.. فأزعم أن كل أعضاء هذا الملتقى يعرفون أكاديمية إعداد المفسر التابعة.. وهذه الدقيقة الصوتية هي امتحان يخوضه المشارك ضمن سلسلة اختبارات يجتاز من خلالها للدراسة في الأكاديمية.. والله المستعان.
 
الأخ الفاضل: عبد الله الميلي الجزائري
جــــــــــــــــــــــــــــــــزاك الله خيرا.
آخذاً اليَسِيرَ من وقتكمُ الثّمينِ...ما شاء الله...رائع...يستحق ما كتبته اعطاءه وقت للقراءة و التأمل...وفقك الله و سدد خطاك...و يسر لك الخير حيث كان.
 
الله ينفعنا وإياكم...

خجول والله من تعليقك يا "زمزم بيان"

جــــــــــــــــــــــــ ــــــــزاك الله خيرا.
وفقك الله و سدد خطاك...و يسر لك الخير حيث كان.

ووفقكم وسدد خطاكم، وجعل الجنة مثوانا ومثواكم...

مشكورين على التفاعل..
 
عودة
أعلى