بشير عبدالعال
Member
تَحْرِيكُ الْجَنَانِ لِهِدَايَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ الْقُرْآنِ شَهْرِ الْجِنَانَ (6)
{ الْجُزْءُ السَّادِسُ }
الحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، ونَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، ونَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ الله، فَلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ له، وأَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ الله، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عبدُه وَرَسُولُهُ".
في كتاب: أسرارُ التكرار في القُرآن لبرهان الدين الكرماني، ويُعرف بِتاجِ القُرَّاء (المُتوفى: نحو 505هـ)..........
جاء في مُقَدمتِهِ ....................
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِه ثِقتي ............
قَالَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة تَاج الْقُرَّاء أَبُو الْقَاسِم مَحْمُود بن حَمْزَة ابْن نصر الْكرْمَانِي رَضِي الله عَنهُ ورحمه...
الْحَمد لله الَّذِي أنزل الْفرْقَان على مُحَمَّد ليَكُون للْعَالمين نذيرا مُعجزا للإنس وَالْجِنّ وَلَو كَانَ بَعضهم لبَعض ظهيرا - نَحمده على تَفضله علينا بكتابه فَضلا كَبِيرا وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا.
وَنُصَلِّي ونسلم على الْمَبْعُوث بشيرا وَنَذِيرا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا - صَلَاة دائمة تتصل وَلَا تَنْقَطِع بكرَة وهجيرا وَبعد :
فَإِن هَذَا كتاب أذكر فِيهِ الْآيَات المُتشابهات الَّتِي تَكَرَّرت فِي الْقُرْآن وألفاظها مُتفقة وَلَكِن وَقع فِي بَعْضهَا زِيَادَة أَو نُقْصَان أَو تَقْدِيم أَو تَأْخِير أَو إِبْدَال حرف مَكَان حرف أَو غير ذَلِك مِمَّا يُوجب اخْتِلَافا بَين الْآيَتَيْنِ أَو الْآيَات الَّتِي تَكَرَّرت من غير زِيَادَة وَلَا نُقْصَان وَأُبين مَا السَّبَب فِي تكرارها والفائدة فِي إِعَادَتهَا وَمَا الْمُوجب للزِّيَادَة وَالنُّقْصَان والتقديم وَالتَّأْخِير والإبدال وَمَا الْحِكْمَة فِي تَخْصِيص الْآيَة بذلك دون الْآيَة الْأُخْرَى- وَهل كَانَ يصلح مَا فِي هَذِه السُّورَة مَكَان مَا فِي السُّورَة الَّتِي تشاكلها أم لَا ليجري ذَلِك مجْرى عَلَامَات تزيل إشكالها وتمتاز بهَا عَن أشكالها من غير أَن أشتغل بتفسيرها وتأويلها , فَإِنِّي بِحَمْد الله قد بيّنتُ ذَلِك كُله بشرائطه فِي كتاب لباب التَّفْسِير وعجائب التَّأْوِيل مُشْتَمِلًا على أَكثر مَا نَحن بصدده .
وَلَكِنِّي أفردت هَذَا الْكتاب لبَيَان الْمُتَشَابه- فَإِن الْأَئِمَّة رَحِمهم الله تَعَالَى قد شَرعوا فِي تَصنيفه واقتَصروا على ذكر الْآيَة ونظيرتها وَلم يَشتغلوا بِذكر وجُوهها وعِللِها وَالْفرق بَين الْآيَة وَمثلهَا وَهُوَ الْمُشكل الَّذِي لَا يقوم بأعبائه إِلَّا من وَفقه اللهُ لأدائه ..
وَقد قَالَ أَبُو مُسلم فِي تَفْسِيره عَن أبي عبد الله الْخَطِيب فِي تَفْسِيره كَلِمَات مَعدودات مِنْهَا وَأَنا أحكي لَك كَلَامه فِيهَا إِذا بلغت إِلَيْهَا مُستعينا بِاللَّه ومتوكلا عَلَيْهِ وَسميت هَذَا الْكتاب الْبُرْهَان فِي متشابه الْقُرْآن لما فِيهِ من الْحجَّة وَالْبَيَان وَبِاللَّهِ وَعَلِيهِ التِكلانُ ......
...................
فمَثلا قال رحمه الله ..........
سُورَة الْبَقَرَة...................
- قَوْله تَعَالَى {الم} هَذِه الْآيَة تَتَكَرَّر فِي أَوَائِل سِتّ سور.
سُورَة النَّمْل .................
قَوْله {أإله مَعَ الله} فِي خمس آيَات.......
وبالطبعِ الكتابُ مليءٌ بالفوائد.................
جاء في الكِتابِ:
قَوْله {يَا أَيهَا النَّاس اعبدوا ربكُم} لَيْسَ فِي الْقُرْآن غَيره لَيْسَ لِأَن الْعِبَادَة فِي الْآيَة التَّوْحِيد , والتوحيد أول مَا يلْزم العَبْد من المعارف , فَكَانَ هَذَا أول خطاب خَاطب الله بِهِ النَّاس فِي الْقُرْآن فخاطبهم بِمَا ألزمهم أَولا ثمَّ ذكر سَائِر المعارف وَبنى عَلَيْهَا الْعِبَادَات فِيمَا بعْدهَا من السُّور والآيات .
فَإِن قيل سُورَة الْبَقَرَة لَيست من أول الْقُرْآن نزولا فَلَا يحسنُ فِيهَا مَا ذكرت؟
قلت : أول الْقُرْآن سُورَة الْفَاتِحَة ثمَّ الْبَقَرَة ثمَّ آل عمرَان على هَذَا التَّرْتِيب إِلَى سُورَة النَّاس وَهَكَذَا هُوَ عِنْد الله فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ , وَهُوَ على هَذَا التَّرْتِيب كَانَ يعرضه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام على جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام كل سنة , أَي مَا كَانَ يجْتَمع عِنْده مِنْهُ وَعرضه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي السّنة الَّتِي توفى فِيهَا مرَّتَيْنِ وَكَانَ آخر الْآيَات نزولا {وَاتَّقوا يَوْمًا ترجعون فِيهِ إِلَى الله} فَأمره جِبْرِيل أَن يَضَعهَا بَين آيتي الرِّبَا وَالدّين .
ولا أقصِدُ هذه التكرارَ – فإنَّه معروفٌ ومُشتهِرٌ ................
ولكن أقصدُ الوقوفَ بتمعنٍ على سِرٍ أو أكثر في كِتابِ اللهِ.
{ الْجُزْءُ السَّادِسُ }
الحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، ونَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، ونَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ الله، فَلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ له، وأَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ الله، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عبدُه وَرَسُولُهُ".
في كتاب: أسرارُ التكرار في القُرآن لبرهان الدين الكرماني، ويُعرف بِتاجِ القُرَّاء (المُتوفى: نحو 505هـ)..........
جاء في مُقَدمتِهِ ....................
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم وَبِه ثِقتي ............
قَالَ الشَّيْخ الإِمَام الْعَالم الْعَلامَة تَاج الْقُرَّاء أَبُو الْقَاسِم مَحْمُود بن حَمْزَة ابْن نصر الْكرْمَانِي رَضِي الله عَنهُ ورحمه...
الْحَمد لله الَّذِي أنزل الْفرْقَان على مُحَمَّد ليَكُون للْعَالمين نذيرا مُعجزا للإنس وَالْجِنّ وَلَو كَانَ بَعضهم لبَعض ظهيرا - نَحمده على تَفضله علينا بكتابه فَضلا كَبِيرا وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا.
وَنُصَلِّي ونسلم على الْمَبْعُوث بشيرا وَنَذِيرا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا - صَلَاة دائمة تتصل وَلَا تَنْقَطِع بكرَة وهجيرا وَبعد :
فَإِن هَذَا كتاب أذكر فِيهِ الْآيَات المُتشابهات الَّتِي تَكَرَّرت فِي الْقُرْآن وألفاظها مُتفقة وَلَكِن وَقع فِي بَعْضهَا زِيَادَة أَو نُقْصَان أَو تَقْدِيم أَو تَأْخِير أَو إِبْدَال حرف مَكَان حرف أَو غير ذَلِك مِمَّا يُوجب اخْتِلَافا بَين الْآيَتَيْنِ أَو الْآيَات الَّتِي تَكَرَّرت من غير زِيَادَة وَلَا نُقْصَان وَأُبين مَا السَّبَب فِي تكرارها والفائدة فِي إِعَادَتهَا وَمَا الْمُوجب للزِّيَادَة وَالنُّقْصَان والتقديم وَالتَّأْخِير والإبدال وَمَا الْحِكْمَة فِي تَخْصِيص الْآيَة بذلك دون الْآيَة الْأُخْرَى- وَهل كَانَ يصلح مَا فِي هَذِه السُّورَة مَكَان مَا فِي السُّورَة الَّتِي تشاكلها أم لَا ليجري ذَلِك مجْرى عَلَامَات تزيل إشكالها وتمتاز بهَا عَن أشكالها من غير أَن أشتغل بتفسيرها وتأويلها , فَإِنِّي بِحَمْد الله قد بيّنتُ ذَلِك كُله بشرائطه فِي كتاب لباب التَّفْسِير وعجائب التَّأْوِيل مُشْتَمِلًا على أَكثر مَا نَحن بصدده .
وَلَكِنِّي أفردت هَذَا الْكتاب لبَيَان الْمُتَشَابه- فَإِن الْأَئِمَّة رَحِمهم الله تَعَالَى قد شَرعوا فِي تَصنيفه واقتَصروا على ذكر الْآيَة ونظيرتها وَلم يَشتغلوا بِذكر وجُوهها وعِللِها وَالْفرق بَين الْآيَة وَمثلهَا وَهُوَ الْمُشكل الَّذِي لَا يقوم بأعبائه إِلَّا من وَفقه اللهُ لأدائه ..
وَقد قَالَ أَبُو مُسلم فِي تَفْسِيره عَن أبي عبد الله الْخَطِيب فِي تَفْسِيره كَلِمَات مَعدودات مِنْهَا وَأَنا أحكي لَك كَلَامه فِيهَا إِذا بلغت إِلَيْهَا مُستعينا بِاللَّه ومتوكلا عَلَيْهِ وَسميت هَذَا الْكتاب الْبُرْهَان فِي متشابه الْقُرْآن لما فِيهِ من الْحجَّة وَالْبَيَان وَبِاللَّهِ وَعَلِيهِ التِكلانُ ......
...................
فمَثلا قال رحمه الله ..........
سُورَة الْبَقَرَة...................
- قَوْله تَعَالَى {الم} هَذِه الْآيَة تَتَكَرَّر فِي أَوَائِل سِتّ سور.
سُورَة النَّمْل .................
قَوْله {أإله مَعَ الله} فِي خمس آيَات.......
وبالطبعِ الكتابُ مليءٌ بالفوائد.................
جاء في الكِتابِ:
قَوْله {يَا أَيهَا النَّاس اعبدوا ربكُم} لَيْسَ فِي الْقُرْآن غَيره لَيْسَ لِأَن الْعِبَادَة فِي الْآيَة التَّوْحِيد , والتوحيد أول مَا يلْزم العَبْد من المعارف , فَكَانَ هَذَا أول خطاب خَاطب الله بِهِ النَّاس فِي الْقُرْآن فخاطبهم بِمَا ألزمهم أَولا ثمَّ ذكر سَائِر المعارف وَبنى عَلَيْهَا الْعِبَادَات فِيمَا بعْدهَا من السُّور والآيات .
فَإِن قيل سُورَة الْبَقَرَة لَيست من أول الْقُرْآن نزولا فَلَا يحسنُ فِيهَا مَا ذكرت؟
قلت : أول الْقُرْآن سُورَة الْفَاتِحَة ثمَّ الْبَقَرَة ثمَّ آل عمرَان على هَذَا التَّرْتِيب إِلَى سُورَة النَّاس وَهَكَذَا هُوَ عِنْد الله فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ , وَهُوَ على هَذَا التَّرْتِيب كَانَ يعرضه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام على جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام كل سنة , أَي مَا كَانَ يجْتَمع عِنْده مِنْهُ وَعرضه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي السّنة الَّتِي توفى فِيهَا مرَّتَيْنِ وَكَانَ آخر الْآيَات نزولا {وَاتَّقوا يَوْمًا ترجعون فِيهِ إِلَى الله} فَأمره جِبْرِيل أَن يَضَعهَا بَين آيتي الرِّبَا وَالدّين .
ولا أقصِدُ هذه التكرارَ – فإنَّه معروفٌ ومُشتهِرٌ ................
ولكن أقصدُ الوقوفَ بتمعنٍ على سِرٍ أو أكثر في كِتابِ اللهِ.