بشير عبدالعال
Member
تَحْرِيكُ الْجَنَانِ لِهِدَايَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ الْقُرْآنِ شَهْرِ الْجِنَانَ(2)
الْجُزْءُ الثَّانِي
الحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، ونَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، ونَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ الله، فَلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ له، وأَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ الله، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عبدُه وَرَسُولُهُ".
عَنْ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِىِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ - خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ - وفي رِوايةٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَه. رَواهَمَا الْبُخَارِيُّ
انظر هَذينِ القيدَينِ :{ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ} {وَعَلَّمَهُ }. هَذَا هُو مِيزَانُ الْخَيْرِيَّةِ .
قَالَ الْحَافِظُ في الفَتحِ فِيمَا قَالَ :
الْمُرَادُ مُرَاعَاةُ الْحَيْثِيَّةِ لِأَنَّ الْقُرْآنَ خَيْرُ الْكَلَامِ فَمُتَعَلِّمُهُ خَيْرٌ مِنْ مُتَعَلِّمِ غَيْرِهِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى خَيْرِيَّةِ الْقُرْآنِ وَكَيْفَمَا كَانَ فَهُوَ مَخْصُوصٌ بِمَنْ عَلَّمَ وَتَعَلَّمَ بِحَيْثُ يَكُونُ قَدْ عَلِمَ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ عَيْنًا.
جَاء في تُحفَة الأحوَذي :
قَوْلُهُ : ( خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ):
قَالَ الطِّيبِيُّ : أَيْ خَيْرُ النَّاسِ بِاعْتِبَارِ التَّعَلُّمِ وَالتَّعْلِيمِ ، مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ .
قَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاةِ : وَلَا يُتَوَهَّمُ أَنَّ الْعَمَلَ خَارِجٌ عَنْهُمَا لِأَنَّ الْعِلْمَ إِذَا لَمْ يَكُنْ مُوَرِّثًا لِلْعَمَلِ لَيْسَ عِلْمًا فِي الشَّرِيعَةِ إِذْ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ مَنْ عَصَى اللَّهَ فَهُوَ جَاهِلٌ.
خُطُواتُ الإيمَانِ في استِقبَالِ رَمَضانَ وتِلاوَةِ القُرآنِ ........
أولا ...... ولا وَلَوْ أَرَادُوا ............ لَأَعَدُّوا ........
قوله تعالى :{ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً ...........}
قال السَّعديُّ رحمَه اللهُ :
ولكن لما لم يُعدوا له عُدةً، عُلم أنَّهم ما أَرَادُوا الخُروجَ.
جاء في حلية الأولياء لأبي نُعيم رحمه الله :
قَالَ سُفْيَان بْنُ عُيَيْنَةَ لرَجُلٍ: «مِنْ تَوْقِيرِ الصَّلَاةِ أَنْ تَأْتِيَ قَبْلَ الْإِقَامَةِ»..
قوله تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ .........}
قال السَّعديُّ رحمَه اللهُ :
وكذلك إذا غيَّرَ العبادُ مَا بأنفسهم مِن المَعصية، فانتقَلوا إلى طَاعَةِ الله، غيَّر اللهُ عليهم ما كانوا فيه من الشَّقاء إلى الخَير والسُّرور والغِبطة والرَّحمةِ.
قوله تعالى :{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ....}
قال السَّعديُّ رحمَه اللهُ :
إن اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ من نِعم الدين والدنيا، بل يُبقيها ويزيدهم منها، إن ازدادوا له شُكرا. { حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } من الطاعة إلى المعصية فيكفروا نعمة اللّه ويبدلوها كفرا، فيسلبهم إياها ويغيرها عليهم كما غيروا ما بأنفسهم.
وللّهِ الحكمةُ في ذلك والعدل والإحسان إلى عباده، حيث لم يعاقبهم إلا بظلمهم، وحيث جذب قلوب أوليائه إليه، بما يذيق العباد من النكال إذا خالفوا أمره.
ولم يُعَلِّق ربُنا التَّغْيِيرَ على التَغَلبِ عَلى الشَّيْطَانِ أو عَلى الحُكَّامِ– بل عَلَّقَه عَلَى النَّفسِ .
جاء في كتاب- بُستانِ الواعظينَ ورياضِ السامعينَ لابن الجَوزيّ (المتوفى: 597هـ):
وَاعْلَمُوا عباد اللهِ أَن اللهَ تبَارك وَتَعَالَى سَمى الْإِنْسَان ضَعِيفا وَقَالَ فِي آيَة أُخْرَى {إِن كيد الشَّيْطَان كَانَ ضَعِيفا} والضعيفانِ إِذا اقتتلا وَلم يكن لوَاحِد مِنْهُمَا مُعِين لم يَظفر بِصَاحِبِهِ, فَأمر اللهُ الْإِنْسَانَ الضَّعِيفَ أَن يَسْتَعِينَ بالرب اللَّطِيف من كيدِ الشَّيْطَان الضَّعِيف ليعصمه مِنْهُ ويعينه عَلَيْهِ.
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ لابْنِ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ في الفَتَاوى الْكُبْرَى :
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَا يُسْأَلُ أَحَدُكُمْ عَنْ نَفْسِهِ إلَّا الْقُرْآنُ- فَإِنْ كَانَ يُحِبُّ الْقُرْآنَ فَهُوَ يُحِبُّ اللَّهَ وَإِنْ كَانَ يُبْغِضُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يُبْغِضُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ.
قال شَيْخُ الْإِسْلَامِ تَقِيُّ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ تَيْمِيَّة - رَحِمَهُ اللَّهُ فِي اقْتِضَاءِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ:
ومن أصغَى إلى كَلامِ اللهِ وكلامِ رسولهِ بعَقله ، وتَدبرَه بقلبِه ، وجَدَ فيه من الفَهمِ والحَلاوةِ والهُدى وشفاءِ القُلوبِ والبَركةِ والمَنفَعةِ ما لا يَجدهُ في شيء من الكَلامِ لا مَنظومِه ولا مَنثوره .
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ لابْنِ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ في الفَتَاوى:
إنَّ النَّاسَ لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ النِّزَاعَ إلَّا كِتَابٌ مُنَزَّلٌ مِنْ السَّمَاءِ وَإِذَا رَدُّوا إلَى عُقُولِهِمْ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَقْلٌ.
ثانيا ........ الْقُرْآنُ هُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ...........
جاء في حلية الأولياء لأبي نُعيم رَحِمَهُ اللهُ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الصُّوفِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا أَبُو تَوْبَةَ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْأَحْمَرِ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَدِدْتُ أَنِّي حِينَ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ وَقَفْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ أَتَجَاوَزْه إِلَى غَيْرِهِ.
وهذا شَيْخُ الْإِسْلَامِ تَقِيُّ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ تَيْمِيَّة - رَحِمَهُ اللَّهُ يقولُ وهو في مَحبَسِه:
ونَدِمتُ عَلى تَضْييعِ أَكثرِ أوقَاتي فِي غَيرِ مَعَاني الْقُرْآن أَو نَحْو هَذَا.......
جاء في العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية لابن عبد الهادي رَحِمَهُ اللهُ (المُتوفى: 744هـ) :
قَالَ الشَّيْخ أَبُو عبد الله بن رَشِيق وَكَانَ من أخص أَصْحَاب شَيخنَا وَأَكْثَرهم كِتَابَة لكَلَامه وحرصا على جمعه كتب الشَّيْخ رَحِمَهُ اللهُ.....
ثمَّ لما حبس فِي آخر عمره كتبت لَهُ أَن يكْتب على جَمِيع الْقُرْآن تَفْسِيرا مُرَتبا على السُّور فَكتب يَقُول: إِن الْقُرْآن فِيهِ مَا هُوَ بَين بِنَفسِهِ وَفِيه مَا قد بَينه الْمُفَسِّرُونَ فِي غير كتاب وَلَكِن بعض الْآيَات أشكل تَفْسِيرهَا على جمَاعَة من الْعلمَاء فَرُبمَا يطالع الْإِنْسَان عَلَيْهَا عدَّة كتب وَلَا يتَبَيَّن لَهُ تَفْسِيرهَا وَرُبمَا كتب المُصَنّف الْوَاحِد فِي آيَة تَفْسِيرا ويفسر غَيرهَا بنظيره فقصدت تَفْسِير تِلْكَ الْآيَات بِالدَّلِيلِ لِأَنَّهُ أهم من غَيره وَإِذا تبين معنى آيَة تبين مَعَاني نظائرها وَقَالَ قد فتح الله عَليّ فِي هَذِه الْمرة من مَعَاني الْقُرْآن وَمن أصُول الْعلم بأَشْيَاء كَانَ كثير من الْعلمَاء يتمنونها وندمت على تَضْييع أَكثر أوقاتي فِي غير مَعَاني الْقُرْآن أَو نَحْو هَذَا وَأرْسل إِلَيْنَا شَيْئا يَسِيرا مِمَّا كتبه فِي هَذَا الْحَبْس وَبَقِي شَيْء كثير فِي مَسْأَلَة الحكم عِنْد الْحُكَّام لما أخرجُوا كتبه من عِنْده وَتُوفِّي وَهِي عِنْدهم إِلَى هَذَا الْوَقْت نَحْو أَربع عشرَة رزمة.
الْجُزْءُ الثَّانِي
الحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، ونَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، ونَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ الله، فَلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ له، وأَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ الله، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عبدُه وَرَسُولُهُ".
عَنْ عُثْمَانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِىِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ - خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ - وفي رِوايةٍ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَه. رَواهَمَا الْبُخَارِيُّ
انظر هَذينِ القيدَينِ :{ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ} {وَعَلَّمَهُ }. هَذَا هُو مِيزَانُ الْخَيْرِيَّةِ .
قَالَ الْحَافِظُ في الفَتحِ فِيمَا قَالَ :
الْمُرَادُ مُرَاعَاةُ الْحَيْثِيَّةِ لِأَنَّ الْقُرْآنَ خَيْرُ الْكَلَامِ فَمُتَعَلِّمُهُ خَيْرٌ مِنْ مُتَعَلِّمِ غَيْرِهِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى خَيْرِيَّةِ الْقُرْآنِ وَكَيْفَمَا كَانَ فَهُوَ مَخْصُوصٌ بِمَنْ عَلَّمَ وَتَعَلَّمَ بِحَيْثُ يَكُونُ قَدْ عَلِمَ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ عَيْنًا.
جَاء في تُحفَة الأحوَذي :
قَوْلُهُ : ( خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ ):
قَالَ الطِّيبِيُّ : أَيْ خَيْرُ النَّاسِ بِاعْتِبَارِ التَّعَلُّمِ وَالتَّعْلِيمِ ، مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ .
قَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاةِ : وَلَا يُتَوَهَّمُ أَنَّ الْعَمَلَ خَارِجٌ عَنْهُمَا لِأَنَّ الْعِلْمَ إِذَا لَمْ يَكُنْ مُوَرِّثًا لِلْعَمَلِ لَيْسَ عِلْمًا فِي الشَّرِيعَةِ إِذْ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ مَنْ عَصَى اللَّهَ فَهُوَ جَاهِلٌ.
خُطُواتُ الإيمَانِ في استِقبَالِ رَمَضانَ وتِلاوَةِ القُرآنِ ........
أولا ...... ولا وَلَوْ أَرَادُوا ............ لَأَعَدُّوا ........
قوله تعالى :{ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً ...........}
قال السَّعديُّ رحمَه اللهُ :
ولكن لما لم يُعدوا له عُدةً، عُلم أنَّهم ما أَرَادُوا الخُروجَ.
جاء في حلية الأولياء لأبي نُعيم رحمه الله :
قَالَ سُفْيَان بْنُ عُيَيْنَةَ لرَجُلٍ: «مِنْ تَوْقِيرِ الصَّلَاةِ أَنْ تَأْتِيَ قَبْلَ الْإِقَامَةِ»..
قوله تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ .........}
قال السَّعديُّ رحمَه اللهُ :
وكذلك إذا غيَّرَ العبادُ مَا بأنفسهم مِن المَعصية، فانتقَلوا إلى طَاعَةِ الله، غيَّر اللهُ عليهم ما كانوا فيه من الشَّقاء إلى الخَير والسُّرور والغِبطة والرَّحمةِ.
قوله تعالى :{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ....}
قال السَّعديُّ رحمَه اللهُ :
إن اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ من نِعم الدين والدنيا، بل يُبقيها ويزيدهم منها، إن ازدادوا له شُكرا. { حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } من الطاعة إلى المعصية فيكفروا نعمة اللّه ويبدلوها كفرا، فيسلبهم إياها ويغيرها عليهم كما غيروا ما بأنفسهم.
وللّهِ الحكمةُ في ذلك والعدل والإحسان إلى عباده، حيث لم يعاقبهم إلا بظلمهم، وحيث جذب قلوب أوليائه إليه، بما يذيق العباد من النكال إذا خالفوا أمره.
ولم يُعَلِّق ربُنا التَّغْيِيرَ على التَغَلبِ عَلى الشَّيْطَانِ أو عَلى الحُكَّامِ– بل عَلَّقَه عَلَى النَّفسِ .
جاء في كتاب- بُستانِ الواعظينَ ورياضِ السامعينَ لابن الجَوزيّ (المتوفى: 597هـ):
وَاعْلَمُوا عباد اللهِ أَن اللهَ تبَارك وَتَعَالَى سَمى الْإِنْسَان ضَعِيفا وَقَالَ فِي آيَة أُخْرَى {إِن كيد الشَّيْطَان كَانَ ضَعِيفا} والضعيفانِ إِذا اقتتلا وَلم يكن لوَاحِد مِنْهُمَا مُعِين لم يَظفر بِصَاحِبِهِ, فَأمر اللهُ الْإِنْسَانَ الضَّعِيفَ أَن يَسْتَعِينَ بالرب اللَّطِيف من كيدِ الشَّيْطَان الضَّعِيف ليعصمه مِنْهُ ويعينه عَلَيْهِ.
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ لابْنِ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ في الفَتَاوى الْكُبْرَى :
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَا يُسْأَلُ أَحَدُكُمْ عَنْ نَفْسِهِ إلَّا الْقُرْآنُ- فَإِنْ كَانَ يُحِبُّ الْقُرْآنَ فَهُوَ يُحِبُّ اللَّهَ وَإِنْ كَانَ يُبْغِضُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يُبْغِضُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ.
قال شَيْخُ الْإِسْلَامِ تَقِيُّ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ تَيْمِيَّة - رَحِمَهُ اللَّهُ فِي اقْتِضَاءِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ:
ومن أصغَى إلى كَلامِ اللهِ وكلامِ رسولهِ بعَقله ، وتَدبرَه بقلبِه ، وجَدَ فيه من الفَهمِ والحَلاوةِ والهُدى وشفاءِ القُلوبِ والبَركةِ والمَنفَعةِ ما لا يَجدهُ في شيء من الكَلامِ لا مَنظومِه ولا مَنثوره .
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ لابْنِ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ في الفَتَاوى:
إنَّ النَّاسَ لَا يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ النِّزَاعَ إلَّا كِتَابٌ مُنَزَّلٌ مِنْ السَّمَاءِ وَإِذَا رَدُّوا إلَى عُقُولِهِمْ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَقْلٌ.
ثانيا ........ الْقُرْآنُ هُوَ حَبْلُ اللهِ الْمَتِينُ...........
جاء في حلية الأولياء لأبي نُعيم رَحِمَهُ اللهُ:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ الصُّوفِيُّ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثَنَا أَبُو تَوْبَةَ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْأَحْمَرِ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ: وَدِدْتُ أَنِّي حِينَ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ وَقَفْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ أَتَجَاوَزْه إِلَى غَيْرِهِ.
وهذا شَيْخُ الْإِسْلَامِ تَقِيُّ الدِّينِ أَحْمَدُ بْنُ تَيْمِيَّة - رَحِمَهُ اللَّهُ يقولُ وهو في مَحبَسِه:
ونَدِمتُ عَلى تَضْييعِ أَكثرِ أوقَاتي فِي غَيرِ مَعَاني الْقُرْآن أَو نَحْو هَذَا.......
جاء في العقود الدرية من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية لابن عبد الهادي رَحِمَهُ اللهُ (المُتوفى: 744هـ) :
قَالَ الشَّيْخ أَبُو عبد الله بن رَشِيق وَكَانَ من أخص أَصْحَاب شَيخنَا وَأَكْثَرهم كِتَابَة لكَلَامه وحرصا على جمعه كتب الشَّيْخ رَحِمَهُ اللهُ.....
ثمَّ لما حبس فِي آخر عمره كتبت لَهُ أَن يكْتب على جَمِيع الْقُرْآن تَفْسِيرا مُرَتبا على السُّور فَكتب يَقُول: إِن الْقُرْآن فِيهِ مَا هُوَ بَين بِنَفسِهِ وَفِيه مَا قد بَينه الْمُفَسِّرُونَ فِي غير كتاب وَلَكِن بعض الْآيَات أشكل تَفْسِيرهَا على جمَاعَة من الْعلمَاء فَرُبمَا يطالع الْإِنْسَان عَلَيْهَا عدَّة كتب وَلَا يتَبَيَّن لَهُ تَفْسِيرهَا وَرُبمَا كتب المُصَنّف الْوَاحِد فِي آيَة تَفْسِيرا ويفسر غَيرهَا بنظيره فقصدت تَفْسِير تِلْكَ الْآيَات بِالدَّلِيلِ لِأَنَّهُ أهم من غَيره وَإِذا تبين معنى آيَة تبين مَعَاني نظائرها وَقَالَ قد فتح الله عَليّ فِي هَذِه الْمرة من مَعَاني الْقُرْآن وَمن أصُول الْعلم بأَشْيَاء كَانَ كثير من الْعلمَاء يتمنونها وندمت على تَضْييع أَكثر أوقاتي فِي غير مَعَاني الْقُرْآن أَو نَحْو هَذَا وَأرْسل إِلَيْنَا شَيْئا يَسِيرا مِمَّا كتبه فِي هَذَا الْحَبْس وَبَقِي شَيْء كثير فِي مَسْأَلَة الحكم عِنْد الْحُكَّام لما أخرجُوا كتبه من عِنْده وَتُوفِّي وَهِي عِنْدهم إِلَى هَذَا الْوَقْت نَحْو أَربع عشرَة رزمة.