تيسير التفسير

إنضم
29/05/2007
المشاركات
468
مستوى التفاعل
3
النقاط
18
الإقامة
مصر
تيسير التفسير
نحن في قسم التفسير حيارى بين اللغة من نحو وصرف وبلاغة
والأثر من مرفوع وموقوف ومقطوع بل دراية ورواية و الفقه ومذاهبه والأصول و مشاكله وعلم الفقه الأكبر وما بين سطور بل وما بين الكلمات بل وما لم يذكر أصلا...
تقرأ لأبي حيان وكأنك درست المفصل والكتاب وتحفظ المعلقات و الدواوين وتقرأ للقرطبي وكأنك تعرف أصول المذاهب واختلاف الفقهاء وتقرأ لأبي السعود وكأنك تمكنت الكشاف وهكذا فإذا قرأت روح المعاني تجد نفسك تقف أمام أكثره فكيف السبيل لهداية الحيارى من الباحثين في قسم التفسير أقترح على إخوانى الأساتذة أن يكتبوا ويساعدوا غيرهم
لكل واحد مشاركة يذكر فيها شرح لعبارة مفسر كان يراها غامضة ففتح الله عليه فيها فيتحفنا بها لعلنا نستفيد
يذكر شرحا لشيخ من شيوخه في مسألة ما
يذكر لنا تحقيقه لمسألة أتعبته في رحلته العلمية
يوضح لنا عبارات المفسرين للباحثين
ولا يستقل كلمة فقد تظنها سهلة وهى تحل مشكلة لأحد الباحثين
لذا سأبدأ بالنشر في ملتقانا المبارك ما يعين إخوانى الباحثين خاصة طلبة الدراسات العليا بجامعة الأزهر الله يعينهم كل يدرس في كليته والامتحان موحد الكل يريد أن يعرف كل ما درس في أي كلية وقد قمت بكتابة ما تيسر من موضوعات مختلفة سأجعلها في مشاركتين واحد خاصة بالتفسير الموضوعي وقد أعطيت ما كتبته لشيخنا العلامة عبدالستار فتح الله وقال هذا طيب ولى بعض الشرح لعلوم القرآن التى أشرحها الآن لإخوانى بكليتنا والله المستعان وعليه التكلان

 
[FONT=&quot]لكل شيخ طريقته التى يعلم بها[/FONT]

[FONT=&quot] فشيخنا الدكتور عبد الغفور محمود مصطفى رحمه الله كان يكتب المعلومة التى يريد أن يعلمه لتلميذه في ورقة أو قصاصة ورق فيها اسم الكتاب والجزء والباحث يبحث قال لنا في المكتبة التيمورية كتيب به معلومات قيمة فيه المعلومة واسم الكتب ورقم الصفحة ومكان الكتاب في المكتبة "كانت للعلامة أحمد تيمور باشا " وهي قسم في دار الكتب المصرية " يعنى هو يدلك على المعلومة وأنت تبحث وتحصل[/FONT]
[FONT=&quot] أما شيخنا العلامة الدكتور إبراهيم خليفة فكان يبدأ مع الباحث من حيث انتهى يبدأ معه ويعرفه ما لم يستطع معرفته أو فهمه[/FONT]
[FONT=&quot] بل من الممكن أن يملى على الباحث [/FONT]
[FONT=&quot] وقد أملى على بعض المسائل جمعت منها البعض ونشرتها في ملتقانا [/FONT]
[FONT=&quot] وجمعت حوالى تسع صفحات وسأنشرها مجمعة[/FONT]
[FONT=&quot]-قال أحدهم إن الشيخ أملى على فلان نصف الرسالة " بالمناسبة قالت لجنة المناقشة إن شخصية الباحث لم تظهر في رسالته وأخذ المرتبة الثانية كان الباحث معتمدا اعتمادا كليا على الشيخ رحمه الله -المهم قال الشيخ أنا أمليت عليه هو ثلاثة أرباع الرسالة . وكان الشيخ يستمع لكل كلمة فقد قرأت عليه الرسالة كلها وفي الختام قلت بقى المقدمة قال تعال نقرأها بالمرة ونختم القراءة[/FONT]
[FONT=&quot]د أما شيخنا العلامة الدكتور عبدالستار فيأخذ بيد طالب العلم بيده ويعرفه كل شيئ يسأل السؤال ثم يجيب يحكى الموقف ليستفيد الباحث يساعد على كتاب الكتب ويشجع ويقول كل كتابة تكتبها مفيدة لا تتكاسل لا تقل قتل بحثا كان يشجع الباحثين على الكتابة ساعد الدكتور محمد يسرى في نشر الكثير من أبحاثه وكذا الشيخ أحمد مصطفى فضلية ساعده في إخراج الكتب ونشرها وقام بكتابة المقدمات لكثير من كتبهما وبذل لهما النصيحة كان يستقبل طلاب العلم قبل العلماء نسأل الله أن يحفظه وينفع به[/FONT]
[FONT=&quot] بل أعطى حفظه الله أبحاثه "مثل تلك التى في كتاب المدخل"ليكملها طلاب العلم ويحصلوا بها على درجات التخصص المختلفة وهو لا يعنت ولا يتعنت ولا يظهر لحاضريه أي ملل أو ضجر [/FONT]
[FONT=&quot]تلك بعض المواقف لبعض شيوخنا لعل شيوخنا وإخواننا يقتدون بفعلهم فالباحث أمانة عندك نميها وارعها وأدى حقها يكتب الله لك ثواب خيرها ومثل عملها [/FONT]
 
من درر العلامة الشيخ محمد أبو موسى
احذروا أن تكتفوا بمعرفة العلم دون أن تستوعبوا لغة العلم
احفظ العلم واحفظ اللغة التي تعبر بها عن العلم,حتى تكون لغتك وأتت تقدم العلم لطلابك على مستوى العلم. لغة العلم شديدة الحساسية,العلم.هذالعلم الجليل لا يعبر عنه إلا لسان جليل .
 
ويقول أيضا
وأكره تلك العقول التي ترزح تحت وطأة ما تحفظه الذاكرة. وأحب العقل الذي ينتقي ويسيطر بعلم يتسع ووعي يدرك.
ألف سعد الدين التفتازاني كتاب المطول وهو أفضل كتاب في تراث العربية في علم البلاغة بعد دلائل الاعجاز وعمره عشرون سنة وأنا بعد هذا العمر الطويل أقف أمام أكثره.
 
ويقول وهى نفائس الدرر للباحثين
لذلك دائما أنصح طلابي كما نصحت نفسي لا تنتظر أحدا يعلمك العلم لأنه لا يوجد أحد عنده علم ماذا تنتظر أن أعلمك أنا ليس عندى علم
أنا أشتغل في الكتب فقط أذاكر ليلا ونهارا وأقرأ كي أتعلم منه
كل كتاب عندك هو أستاذ عظيم
 
وزيدنا حفظه الله فيقول:فتح باب علم هذه الأمة ليس له إلا مفتاح واحد هو الصدق والإخلاص إنهما أندر من الكبريت الأحمر في أمة لا إله إلا الله
صار كله دجل في دجل وتلبيس في تلبيس ونصب في نصب , نحن في مرحلة إذا استيقظت الأمة من غفلتها ستحذفها من تاريخها وترميها في الجحيم لأنها من أقذر مراحلها كلنا يكذب على كلنا هو يكذب ونحن نسمع له ونحن نعلم أنه يكذب وهو يعلم أننا نعلم أنه يكذب وشبهنا بمرحلة تصديق العرب لمسيلمة مسيلمة بيننا ومسيلمة يكذب ونحن نصدق مسيلمة ونوهمه أننا نصدق ويعلم انه كاذب هذا هو الطوفان إما أن يتغير أو يبلع هذه الأمة
 
نستعين بالله ونذكر بعض ما يسره الله من كتابة ما يفيد إخوانى طلاب الدراسات العليا الفرقة الثانية جامعة الأزهر
وهى معلومات شرحتها لطلابنا ممكن تفيد بقية الزملاء وسوف أعيد فيها وأزيد ولكن ضيق الوقت للجميع حتم علينا نشرها الآن لعلها تفيد أو تعين على فهم الموضوع
أولا الخبر و الإنشاء
ينقسم الكلام إلى قسمين هما الخبر و الإنشاء: والْحُذَّاقُ مِنَ النُّحَاةِ وَغَيْرِهِمْ وَأَهْلِ الْبَيَانِ قَاطِبَةً عَلَى انْحِصَارِ الْكَلَامِ فِيهِمَا وَأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ قِسْمٌ ثَالِثٌ, وما ذكر أن الكلام ينقسم إلى عشرة أو تسعة أو ستة أقسام فهذا غير دقيق وبالمراجعة نجدها متداخلة حيث تدخل بعضها في بعض و قَالَ كَثِيرُونَ- وَهُوَ مَا عَلَيْهِ الْإِمَامُ الرَّازِيّ وَمَنْ تَبِعَهُ - ثَلَاثَةٌ خَبَرٌ وَطَلَبٌ وَإِنْشَاءٌ وَالْمُحَقِّقُونَ عَلَى دُخُولِ الطَّلَبِ فِي الْإِنْشَاءِ[1]
تعريف لخبر قال تاج الدين السبكي: وَأَبَى قَوْمٌ تَعْرِيفَهُ كَالْعِلْمِ وَالْوُجُودِ وَالْعَدَمِ) هَذِهِ الثَّلَاثَةَ لَا تُعْرَفُ اتِّفَاقًا قِيلَ؛ لِأَنَّ كُلًّا مِنْ الْأَرْبَعَةِ ضَرُورِيٌّ فَلَا حَاجَةَ إلَى تَعْرِيفِهِ وَقِيلَ لِعُسْرِ تَعْرِيفِهِ وَيُحْتَمَلُ أَنَّ عُسْرَهُ لِوُضُوحِهِ؛ لِأَنَّ تَوْضِيحَ الْوَاضِحَاتِ مِنْ الْمُشْكِلَاتِ [2]
الخبر هو ما يحتمل الصدق والكذب لذاته[3], وكلمة لذاته ليكون الاحتمال وصفا للخبر من حيث هو خبر بقطع النظر عن اعتقادنا في قائله أو رؤيتنا لحقيقته الخارجية يدخل فيه الأخبار الواجبة الصدق، كأخبار الله وأخبار رسله، والواجبة الكذب كأخبار المتنبئين في دعوى النبوة، والبديهيات المقطوع بصدقها أو كذبها، فكل هذه إذا نظر إليها لذاتها دون اعتبارات أخرى احتملت أحد الأمرين،"
صدق الخبر:
لكل خبر تتلفظ به نسبتان:
1- نسبة تفهم من الخبر، ويدل عليها الكلام، وتسمى النسبة الكلامية.
2- نسبة أخرى تعرف من الخارج والواقع بقطع النظر عن الخبر, وتسمى بالنسبة الخارجية، فإن طابقت النسبة الكلامية النسبة الخارجية في الإيجاب أو في النفي كان الكلام صدقا، وإلا كان كذبا. مثلا إذا قلنا: "الشمس طالعة" وكانت هي في الواقع والخارج كذلك سمي الكلام صدقا، وإن لم تكن طالعة سمي الكلام كذبا، فصدق الخبر إذًا مطابقته الواقع والخارج، وكذبه عدمها.
تعريف الإنشاء "ما لم يحتمل الصدق والكذب "
الجملة الخبرية القصد منها إفادة أن محتواها-سواء أكان إثباتا أو نفيا - له واقع خارج العبارة يطابق هذا المحتوى فنصف الكلام بالصدق أو لا يطابقه فنصف الكلام بالكذب ,
أما الجملة الإنشائية يقصد بها إنشاء الكلام وإيجاده ابتداءً. فالقصد في الإنشاء ليس هو الإخبار عن هذه النسب الخارجية فينظر إلى المطابقة وعدمها بل القصد إنشائها ووجودها" يعنى إنشاء المعنى " تمنى، أو أمر، أو استفهام، فليس المقصود من الجملة الإنشائية الإخبار بمطابقة هذه النسبة بالنسبة الكلامية، بل المقصود هو إنشاء المعنى وابتداؤه.


ولكن الإنشاء عند التحقيق كالخبر في احتمال الصدق والكذب من حيث أن له نسبة خارجية ونسبة كلامية ,و احتمال الصدق والكذب فرع وجود هذه النسب الخارجية والفرق [4]


[1] الاتقان 3/256 ومعترك الأقران 1/319 ودلالة التراكيب صـ194

[2] شرح الجلال المحلي على جمع الجوامع وعليه حاشية العطار 2/136, الناشر: دار الكتب العلمية


[3] البلاغة للمراغى صـ43


[4] دلالة التراكيب صـ187
 
ومن تلك المولاضيع المهمة التى يجب أن ندرسها ونتمكن منها لأهميتها في كتب التفسير ويمرون عليها بالإشارة
الغرض من الخبر :
الغرض من الخبر قد يكون حقيقيا وقد يكون غير حقيقي :
1- فالغرض الحقيقي : هو ما أريد به الفائدة أو لازم الفائدة :
أما الفائدة : فهي ما أريد بالخبر فيها أن يُعَرِّفَ المتكلِّمُ المخاطبينَ حُكماً يجهلونه – كأن تقول لصاحبك : ( محمدٌ في الدار ) و هو يجهل أن محمدا في الدار ،
أما لازم الفائدة : أن يُعَرِّفَ المتكلِّمُ المخاطبينَ بأنه يعرف الحكم مثلهم ، والغرض من هذا : أنك تريد أن تعلمه أنك تعلم ، أو أنه يعلم أنك تعلم ولكنه فعل فعلا تجاهل فيه أنك تعلم ، كأن تقول
لصاحبك : ( محمدٌ في الدار ) لمن يعلم أن محمدا في الدار لكن لم يخبرك بوجوده فأنت تعلمه بأنك تعلم بهذا الحكم الذي يخفيه عنك - وهذا ما يسمى بلازم الفائدة - .
مثل جاء زيد لمن يجهل أنه قد جاء فهذه فائدة الخبر
أم من كان يعرف مجيئ زيد ولكنه ينكره عنك أو نحو ذلك فيسمى لازم الفائدة
2- أما الغرض الغير حقيقي : وهو ما لا يقصد بالخبر لا الفائدة ولا لازمها ، ولكن قد يقصد أمرا آخر يعرف من اليساق ومن الممكن أن تتنوع تلك الأغراض أو تتدداخل ولا تتنافر وكل حسب تذوقه للنظم
كقوله تعالى : ( قالت رب إني وضعتها أنثى ) فهذا الخبر من أم مريم ليس حقيقيا لأنه سبحانه يعلم الحكم-أن المولود أنثى - ويعلم أنها عالمة به ، ولكنها تقصد بهذا الخبر الاعتذار أو التحسير ، وليس المقصود منه لا الفائدة ولا لازمها ،لأنها كانت تتمنى أن يكون المولود له شأن في العبادة وأن يكون أحد عباد بيت المقدس ولن يتحقق المطلوب لأن المولود أنثى فهى تعتذر أو تتحسر أو قل ما تتذوقه أنت وتحس بمشاعر تلك السيدة العابدة زوجة العبد الصالح عمران والأغراض كثيرة مذكورة بالتفصيل في كتب علوم القرآن وممكن أن تتداخل الأغراض أو تذكر بتذوقك أنت والله الموفق
 
وهاكم جملة نجدها بكثرة في كتب التفسير " جار ومجرور متعلق بكذا"
فما معنى جار ومجرور متعلق بكذا وما معنى متعلق بكذا

كي نفهم تلك العبارة نقول
الحيز لا بد أن يكون ممتلئ الحيز لا تملؤه الجثث بل يملؤه الحدث تقول أكتب في البيت , زيد في البيت - زيد لا يملؤ البيت- التعلق نربط الاسم الذي بعد حرف الجر بحدث ما " يدل عليه فعل أو مصدر أو اسم فاعل أو اسم مفعول –.
الخبر عين المبتدأ الخبر حكم نحكم به على المبتدأ في البيت ليس حكما بل مكان ومعنى زيد في البيت متعلق بمحذوف خبر وحذف لأنه دل على كون عام لكثرة الاستعمال وإلا –إن لم يدل على كون عام بل دل على كون خاص-ذكر نحو زيد مريض"مشغول " في البيت " وإذا حذف دل على أن محذوفا قد حذف فلماذا حذف نقول لدلالته على كون عام "موجود مستقر".
معنى متعلق ب
محمد مجتهد
*- الخبر هو عين المبتدأ محمد هو المجتهد
محمد في البيت فمحمد ليس هو" في البيت "
إذن نقول إنه متعلق بمحذوف" هو الخبر " فإذا قلنا كائنا أو مستقرا أو موجودا يكون محمد هو كائنا أو مستقرا أو موجودا "في البيت
* - الذي تعلق به الظرف أو الجار والمجرور.إما يقدر كونا عاما مثل مستقر أو كائن أما الكون الخاص يحتاج إلى قرينة.
الظرف أو الجار والمجرور إن تعلق بفعل أو ما فيه معني الفعل مثل اسم الفاعل اسم المفعول)متعلق بفعل يسمى لغوا
سرت من البيت إلى الكلية جار ومجرور متعلق بسرت ليس فيه ضمير فيسمى لغوا
ضربت محمدا في البيت جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من محمد.
الظرف أو الجار والمجرور إذا وقع خبرا أو صفة أو حال أو صلة للموصول
اسمه مستقر يعنى هو متعلق بمحذوف هذا المحذوف حامل لضمير
لما يحذف هذا المحذوف ينتقل الضمير منه ويستقر في الظرف أو الجار والمجرور يعنى مستقر فيه أي استقر فيه الضمير بعد العامل المحذوف
لغو – وهو المتعلق بمذكور تقول : خرجت من الكلية فمن الكلية جار ومجرور متعلق بمذكور وهو خرجت فسمي هذا الجار والمجرور لغوا
ومستقر : وهو الذي تعلق بمحذوف مستقر فيه ، أي استقر فيه ضمير كمحمد في الدار ، ( ففي الدار ) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ، هذا المحذوف - وهو اسم الفاعل – كائن أو مستقر فيه ضمير ، فلما حُذف اسم الفاعل استقر هذا الضمير في الجار والمجرور
هذا ويستقر الضمير في الظرف أو الجار والمجرور في أربع حالات :
( إذا وقع صفةً – أو صلةً – أو حالاً – أو خبراً )
هذا ما أستطيع أن أقوله وأسهل عبارة أصيغها وقد غيرت فيها وكررت الكلام عساه أن يفهم كما نقلت ما تعلمته من شيوخنا لاسيما الشيخ العلامة إبراهيم خليفة والدكتور عبده الراجحى رحمهما الله فليت شيوخنا يساعدوننا في توصيل المعلومة بأسهل من ذلك فالعبارة كثيرة الورود في كتب التنفسير والله المستعان
 
من المواضيع المهمة لطالب التفسير
[مَبْحَثٌ الِاسْمُ عَيْنُ الْمُسَمَّى أَوْ غَيْرِهِ]
أَحَدُهُمَا: الْكَلَامُ فِي أَنَّ الِاسْمَ هَلْ هُوَ الْمُسَمَّى أَوْ غَيْرُهُ؟ وَقَدْ كَثُرَ خَبْطُ النَّاسِ فِيهَا، وَقَوْلُهُمْ: إنَّ الْخِلَافَ غَيْرُ مُحَقَّقٍ، وَأَنَّهُ لَوْ كَانَ الِاسْمُ هُوَ الْمُسَمَّى لَاحْتَرَقَ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِ النَّارِ، وَلَوْ كَانَ غَيْرَهُ لَلَزِمَ كَذَا وَكَذَا، وَكُلُّ ذَلِكَ نَاشِئٌ عَنْ عَدَمِ فَهْمِ الْمَسْأَلَةِ.
فَنَقُولُ: إذَا سَمَّيْت شَيْئًا بِاسْمٍ، فَالنَّظَرُ فِي ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ: ذَلِكَ الِاسْمُ وَهُوَ اللَّفْظُ وَمَعْنَاهُ قَبْلَ التَّسْمِيَةِ، وَمَعْنَاهُ بَعْدَهَا، وَهُوَ الذَّاتُ الَّتِي أُطْلِقَ عَلَيْهَا اللَّفْظُ، وَالذَّاتُ وَاللَّفْظُ مُتَغَايِرَانِ قَطْعًا، وَالنُّحَاةُ إنَّمَا يُطْلِقُونَ الِاسْمَ عَلَى اللَّفْظِ، لِأَنَّهُمْ إنَّمَا يَتَكَلَّمُونَ فِي الْأَلْفَاظِ، وَهُوَ غَيْرُ الْمُسَمَّى قَطْعًا عِنْدَ الْفَرِيقَيْنِ، وَالذَّاتُ هُوَ الْمُسَمَّى عِنْدَ الْفَرِيقَيْنِ، وَلَيْسَ هُوَ الِاسْمُ قَطْعًا.
وَالْخِلَافُ فِي الْأَمْرِ الثَّالِثِ، وَهُوَ مَعْنَى اللَّفْظِ قَبْلَ التَّلْقِيبِ، فَعَلَى قَوَاعِدِ الْمُتَكَلِّمِينَ يُطْلِقُونَ الِاسْمَ عَلَيْهِ وَيَخْتَلِفُونَ فِي أَنَّهُ الثَّالِثُ أَوْ لَا فَالْخِلَافُ عِنْدَهُمْ حِينَئِذٍ فِي الِاسْمِ الْمَعْنَوِيِّ هَلْ هُوَ الْمُسَمَّى أَمْ لَا؟ لَا فِي الِاسْمِ اللَّفْظِيِّ، وَأَمَّا النُّحَاةُ فَلَا يُطْلِقُونَ الِاسْمَ عَلَى غَيْرِ اللَّفْظِ، لِأَنَّهُمْ إنَّمَا يَبْحَثُونَ فِي الْأَلْفَاظِ، وَالْمُتَكَلِّمُ لَا يُنَازِعُ فِي ذَلِكَ، وَلَا يَمْنَعُ هَذَا الْإِطْلَاقَ، لِأَنَّهُ إطْلَاقُ اسْمِ الْمَدْلُولِ عَلَى الدَّالِّ، وَيُرِيدُ شَيْئًا دَعَاهُ عِلْمُ الْكَلَامِ إلَى تَحْقِيقِهِ فِي مَسْأَلَةِ الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ، وَإِطْلَاقُهُمَا عَلَى الْبَارِي تَعَالَى.
مِثَالُهُ: إذَا قُلْت: عَبْدُ اللَّهِ أَنْفُ النَّاقَةِ، فَالنُّحَاةُ يُرِيدُونَ بِاللَّقَبِ لَفْظَ: أَنْفِ النَّاقَةِ، وَالْمُتَكَلِّمُونَ يُرِيدُونَ مَعْنَاهُ، وَهُوَ مَا يُفْهَمُ مِنْهُ مِنْ مَدْحٍ أَوْ ذَمٍّ
البحر المحيط في أصول الفقه (2/ 308)
وَقَوْلُ النُّحَاةِ: إنَّ اللَّقَبَ - وَيَعْنُونَ بِهِ اللَّفْظَ يُشْعِرُ بِضِعَةٍ أَوْ رِفْعَةٍ - لَا يُنَافِيهِ، لِأَنَّ اللَّفْظَ مُشْعِرٌ لِدَلَالَتِهِ عَلَى الْمَعْنَى، وَالْمَعْنَى فِي الْحَقِيقَةِ هُوَ الْمُقْتَضِي لِلضِّعَةِ أَوْ الرِّفْعَةِ، وَذَاتُ عَبْدِ اللَّهِ يَعْنِي اللَّقَبَ عِنْدَ الْفَرِيقَيْنِ، فَهَذَا تَنْقِيحُ مَحَلِّ الْخِلَافِ، وَبِهِ يَظْهَرُ أَنَّ الْخِلَافَ خَاصٌّ بِأَسْمَاءِ الْأَعْلَامِ الْمُشْتَقَّةِ لَا فِي كُلِّ اسْمٍ، وَالْمَقْصُودُ إنَّمَا هُوَ الْمَسْأَلَةُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِأُصُولِ الدِّينِ فِي الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ.
وَقَالَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ: التَّحْقِيقُ أَنَّ الِاسْمَ هُوَ الْمُسَمَّى مِنْ حَيْثُ الْمَدْلُولُ، وَهُوَ غَيْرُ الْمُسَمَّى مِنْ حَيْثُ الدَّلَالَةُ، فَإِنَّ الدَّلَالَةَ تَتَغَيَّرُ وَتَتَبَدَّلُ وَتَتَعَدَّدُ، وَالْمَدْلُولُ يَتَعَدَّدُ وَلَا يَتَبَدَّلُ.
وَقَالَ الشَّيْخُ بَهَاءُ الدِّينِ بْنُ النَّحَّاسِ: قَالَ شَيْخُنَا ابْنُ عَمْرُونٍ: هَذَا الْخِلَافُ لَفْظِيٌّ، ثُمَّ قَالَ: وَلَا حَاجَةَ لِي إلَى الْخَوْضِ فِي ذَلِكَ، بَلْ أَقُولُ: بَدَلُ الِاسْمِ الْعِبَارَةُ، وَبَدَلُ الْمُسَمَّى الْمُعَبَّرُ عَنْهُ، وَهَذَا لَا نِزَاعَ فِيهِ.
وَقَالَ الشَّيْخُ بَهَاءُ الدِّينِ: وَاَلَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ هَذَا الْخِلَافَ الصَّحِيحُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى اخْتِلَافِ حَالَاتٍ فَإِنَّا إذَا قُلْنَا: ضَرَبْت زَيْدًا أَوْ أَكْرَمْت، زَيْدًا لَا شَكَّ أَنَّ الْمُرَادَ هُنَا بِزَيْدٍ لَيْسَ هَذِهِ الْحُرُوفَ بَلْ الْمُسَمَّى، وَإِذَا قُلْنَا: كَتَبْت زَيْدًا، أَوْ مَحَوْت زَيْدًا لَيْسَ الْمُرَادُ بِهِ إلَّا هَذِهِ الْحُرُوفَ لَا الْمُسَمَّى، فَعَرَفْنَا أَنَّ الْخِلَافَ يَرْجِعُ إلَى اخْتِلَافِ عِبَارَاتٍ.
البحر المحيط في أصول الفقه (2/ 307 ,308)للزركشى
 
[FONT=&quot]من المواضيع المهمة لطالب التفسير
[/FONT]
يقول العلامة الزركشى عن التَّرْكِيبِ وَالْإِفْرَادِ :
وَيُطْلَقُ الْمُفْرَدُ بِاصْطِلَاحِ النَّحْوِيِّينَ عَلَى أَرْبَعَةِ مَعَانٍ: أَحَدُهَا: مُقَابِلُ الْمُثَنَّى وَالْمَجْمُوعِ، وَهُوَ اللَّفْظُ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ. الثَّانِي: مُقَابِلُ الْمُضَافِ فِي بَابِ النِّدَاءِ وَلِهَذَا يَقُولُونَ: الْمُنَادِي مُفْرَدٌ وَمُضَافٌ. وَالثَّالِثُ: مُقَابِلُ الْجُمْلَةِ فِي بَابِ الْمُبْتَدَأِ وَهُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِمْ: الْخَبَرُ قَدْ يَكُونُ مُفْرَدًا وَقَدْ يَكُونُ جُمْلَةً. الرَّابِعُ: مُقَابِلُ الْمُرَكَّبِ. أَمَّا الْمُفْرَدُ بِاصْطِلَاحِ الْمَنْطِقِيِّينَ فَهُوَ مَا دَلَّ عَلَى مَعْنًى وَلَا جُزْءَ مِنْ أَجْزَائِهِ يَدُلُّ بِالذَّاتِ عَلَى جُزْءٍ مِنْ أَجْزَاءِ ذَلِكَ الْمَعْنَى كَإِنْسَانٍ، وَإِنْ شِئْت فَقُلْ: هُوَ مَا لَا يُرَادُ بِالْجُزْءِ مِنْهُ دَلَالَةٌ أَصْلًا عَلَى مَعْنًى حِينَ هُوَ جُزْؤُهُ كَأَحْمَدَ.
[تَعْرِيفُ الْمُرَكَّبِ]
وَأَمَّا الْمُرَكَّبُ فَمَا دَلَّ جُزْؤُهُ عَلَى جُزْءِ الْمَعْنَى الْمُسْتَفَادِ مِنْهُ حِينَ هُوَ جُزْؤُهُ
سَوَاءٌ كَانَ تَرْكِيبَ إسْنَادٍ كَقَامَ زَيْدٌ، وَزَيْدٌ قَائِمٌ، أَمْ تَرْكِيبَ مَزْجٍ كَخَمْسَةَ عَشَرَ، أَوْ إضَافَةٍ كَغُلَامِ زَيْدٍ، وَأَمَّا عَبْدُ اللَّهِ فَإِنْ كَانَ دَالًّا عَلَى الذَّاتِ فَهُوَ مُفْرَدٌ، وَإِنْ كَانَ دَالًّا عَلَى الصِّفَاتِ فَهُوَ مُرَكَّبٌ. وَالْمُرَادُ بِالْجُزْءِ مَا صَارَ بِهِ اللَّفْظُ مُرَكَّبًا كَحُرُوفِ زَيْدٍ، فَلَا يُرِدْ الزَّايَ مِنْ " زَيْدٌ قَائِمٌ "، فَإِنَّهَا لَا تَدُلُّ عَلَى جُزْءِ الْمَعْنَى، وَكَذَلِكَ أَوْرَدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ كَوْنَ الْمَاضِي يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مُرَكَّبًا، لِأَنَّ مَادَّتَهُ تَدُلُّ عَلَى الْمَصْدَرِ وَزِنَتَهُ عَلَى خُصُوصِ الزَّمَنِ، فَأَجَابُوا بِأَنَّ الْمَعْنَى بِقَوْلِنَا الْجُزْءُ لَيْسَ مُطْلَقَ الْجُزْءِ، بَلْ الْأَجْزَاءُ الْمُتَرَتِّبَةُ فِي السَّمْعِ، وَقَالُوا: وَنَحْوُ بَعْلَبَكَّ مُرَكَّبٌ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ، لِأَنَّهُ كَلِمَتَانِ وَمُفْرَدٌ عِنْدَ الْأُصُولِيِّينَ، لِأَنَّهُ لَا يَدُلُّ جُزْؤُهُ عَلَى جُزْءِ مَعْنَاهُ، وَ " أَقُومُ " وَ " نَقُومُ " وَ " يَقُومُ " مُرَكَّبٌ عِنْدَ الْأُصُولِيِّينَ، لِأَنَّ جُزْأَهُ يَدُلُّ عَلَى جُزْءِ مَعْنَاهُ، لِأَنَّ حَرْفَ الْمُضَارَعَةِ مِنْهَا يَدُلُّ عَلَى الْفَاعِلِ الْمُتَكَلِّمِ وَحْدَهُ وَالْمُتَكَلِّمِ وَمَعَهُ غَيْرُهُ، وَالْمُخَاطَبِ مِنْهَا وَنَفْسُ الْكَلِمَةِ تَدُلُّ عَلَى الْحَدَثِ وَالزَّمَانِ، وَمُفْرَدٌ عِنْدَ النَّحْوِيِّينَ، لِأَنَّهُ لَفْظٌ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ.
البحر المحيط في أصول الفقه (2/ 281 , 282)
 
همسة( أصولية - كلامية-تفسيرية)
(( العقل والشرع -التحسين والتقبيح بالعقل أم بالشرع)
*َ قَالَ الْإِمَامُ (الرازي)فِي الْمَحْصُولِ ": الْقَبِيحُ: مَا نُهِيَ عَنْهُ شَرْعًا، وَالْحَسَنُ: مَا لَا يَكُونُ مَنْهِيًّا عَنْهُ شَرْعًا،
*-وَقَالَ ابْنُ السَّمْعَانِيِّ فِي " الْقَوَاطِعِ ": الَّذِي ذَهَبَ إلَيْهِ أَكْثَرُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ أَنَّ التَّكْلِيفَ مُخْتَصٌّ بِالسَّمْعِ دُونَ الْعَقْلِ وَأَنَّ الْعَقْلَ بِذَاتِهِ لَيْسَ بِدَلِيلٍ عَلَى تَحْسِينِ شَيْءٍ وَلَا تَقْبِيحِهِ، وَلَا حَظْرٍ وَلَا إبَاحَةٍ، وَلَا يُعْرَفُ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى يَرِدَ السَّمْعُ فِيهِ، وَإِنَّمَا الْعَقْلُ آلَةٌ تُدْرَكُ بِهَا الْأَشْيَاءُ، فَيُدْرَكُ بِهِ حُسْنٌ وَقُبْحٌ بَعْدَ أَنْ ثَبَتَ ذَلِكَ بِالسَّمْعِ، وَقَدْ ذَهَبَ إلَى هَذَا الْمَذْهَبِ جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ، وَهُمْ الَّذِينَ امْتَازُوا عَنْ مُتَكَلِّمِي الْمُعْتَزِلَةِ، وَذَهَبَ إلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ الْحَنَفِيَّةِ.
*- مَحَلَّ النِّزَاعِ إنَّمَا هُوَ فِي الْحُسْنِ وَالْقُبْحِ بِمَعْنَى تَرَتُّبِ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ. فَنَقُولُ: بَيْنَ الْحُسْنِ وَالْقُبْحِ وَبَيْنَ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ تَلَازُمٌ مَا، وَاتَّفَقَ الْمُعْتَزِلِيُّ مَعَ السُّنِّيِّ عَلَى أَنَّ الْعَقْلَ يُدْرِكُ حُسْنَ الْأَشْيَاءِ وَقُبْحَهَا قَبْلَ وُرُودِ الشَّرْعِ، وَافْتَرَقَا فِي أَنَّ الْمُعْتَزِلِيَّ يَرَى أَنَّ الثَّوَابَ وَالْعِقَابَ مُلَازِمٌ لَهَا فَحَكَمَ بِثُبُوتِ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ قَبْلَ الشَّرْعِ، لِثُبُوتِ الْحُسْنِ وَالْقُبْحِ قَبْلَهُ، فَإِذَا جَاءَ الشَّرْعُ بَعْدَ ذَلِكَ كَانَ مُؤَكِّدًا لِحُكْمِ الْعَقْلِ، وَأَمَّا السُّنِّيُّ فَإِنَّهُ يَرَى أَنَّ الثَّوَابَ وَالْعِقَابَ لَا يُعْلَمَانِ إلَّا مِنْ جِهَةِ الشَّرْعِ. فَنَفَى الْحُسْنَ وَالْقُبْحَ قَبْلَ الشَّرْعِ، وَهَذَا وَنَحْوُهُ مِنْ قَاعِدَةِ أَنَّ مَا بِهِ الِاتِّفَاقُ قَدْ يَكُونُ مَوْضِعَ الْخِلَافِ، وَنَظِيرُهُ الْخِلَافُ فِي النَّسْخِ وَالْبَدَاءِ.
وَبِهَذَا التَّحْرِيرِ يَخْرُجُ لَنَا فِي الْمَسْأَلَةِ ثَلَاثَةُ مَذَاهِبَ: أَحَدُهَا: أَنَّ حُسْنَ الْأَشْيَاءِ وَقُبْحَهَا وَالثَّوَابَ وَالْعِقَابَ عَلَيْهَا شَرْعِيَّانِ، وَهُوَ قَوْلُ الْأَشْعَرِيَّةِ، وَالثَّانِي: عَقْلِيَّانِ وَهُوَ قَوْلُ الْمُعْتَزِلَةِ. وَالثَّالِثُ: أَنَّ حُسْنَهَا وَقُبْحَهَا ثَابِتٌ بِالْعَقْلِ، وَالثَّوَابُ وَالْعِقَابُ يَتَوَقَّفُ عَلَى الشَّرْعِ، فَنُسَمِّيهِ قَبْلَ الشَّرْعِ حَسَنًا وَقَبِيحًا، وَلَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ إلَّا بَعْدَ وُرُودِ الشَّرْعِ، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ أَسْعَدُ بْنُ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيّ مِنْ أَصْحَابِنَا، وَأَبُو الْخَطَّابِ مِنْ الْحَنَابِلَةِ، وَذَكَرَهُ الْحَنَفِيَّةُ وَحَكَوْهُ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ نَصًّا. وَهُوَ الْمَنْصُورُ، لِقُوَّتِهِ مِنْ حَيْثُ النَّظَرُ وَآيَاتُ الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ وَسَلَامَتُهُ مِنْ التَّنَاقُضِ وَإِلَيْهِ إشَارَاتُ مُحَقِّقِي مُتَأَخِّرِي الْأُصُولِيِّينَ وَالْكَلَامِيِّينَ، فَلْيُتَفَطَّنْ لَهُ.
إذَا تَلَخَّصَ مَحَلُّ النِّزَاعِ فَلَهُ مَآخِذُ:
أَحَدُهَا: عِنْدَنَا الْحُسْنُ وَالْقُبْحُ إنَّمَا هُوَ صِفَةٌ نِسْبِيَّةٌ إضَافِيَّةٌ حَاصِلَةٌ بَيْنَ الْفِعْلِ وَاقْتِضَاءِ الشَّرْعِ إيجَادَهُ أَوْ الْكَفَّ عَنْهُ. فَإِذَا قَالَ الشَّارِعُ: صَلِّ. قُلْنَا: الصَّلَاةُ حَسَنَةٌ، وَإِذَا قَالَ: لَا تَزْنِ: قُلْنَا: الزِّنَى قَبِيحٌ،
الثَّانِي: عِنْدَنَا وَرَدَ الشَّرْعُ كَاسْمِهِ شَارِعًا لِلْأَحْكَامِ ابْتِدَاءً.
*- تَنْبِيهٌ [الْعَقْلُ مُدْرِكٌ لِلْحُكْمِ لَا حَاكِمٌ] إدْرَاكُ الْحُكْمِ الشَّرْعِيِّ فِي الْقِيَاسِ أَوْ دُخُولُ الْفَرْعِ الْخَاصِّ تَحْتَ الْقَاعِدَةِ الْكُلِّيَّةِ، وَإِنْ كَانَ بِالْعَقْلِ، فَالْمُرَادُ بِهِ أَنَّ الْعَقْلَ مُدْرِكٌ لِلْحُكْمِ، لَا أَنَّهُ حَاكِمٌ، وَكَذَلِكَ تَرَتُّبُ النَّتِيجَةِ بَعْدَ الْمُقَدِّمَتَيْنِ حُكْمٌ شَرْعِيٌّ أَدْرَكَهُ الْعَقْلُ، وَلَا يُقَالُ: أَوْجَبَهُ )
منتقى من البحر المحيط في أصول الفقه للعلامة الزركشى(1/181 و 190-193













 
عودة
أعلى