عبد الحميد البطاوي
New member
هاكم بحث متواضع ممكن يفيد إخوانى طلبة الدراسات العليا
وقد جمعته ليكون مقدة لكتاب وقلت لعل غيري ينتفع به فعجلت بنشره على أمل أن أعيد فيه وأزيد ولعل إخوانى يفيدوننى في هذا
لعلها لبنة تفيد في بناء هذا الصرح الذي ننشده ويتمناه علماء التفسير
أكررر عجلت بنشره قبل اتمامه تيسيرا لإخوانى لعل أحدهم يدعو لي بالهداية والقبول
التفسير الموضوعي
تمهيد : ينقسم التفسير باعتبارات مختلفة, فإذا نظرنا اعتبار المفسر لترتيب الآيات ومتابعة ألفاظه وجمله متابعة لا تخرجه عن نظمه في التلاوة و لا عن وضعه في المصحف ...فبملاحظة ترتيب التلاوة ورسم المصحف وُجد نوعان من التفسير هما التفسير التحليلي و الإجمالى وبملاحظة اتحاد الموضوع الواحد من الآيات المتفرقة... وجد نوع ثالث من التفسير هو التفسير الموضوعى[1], ويمكن رد أنواع التفسير إلى ضابط جامع يردها إلى نوعين اثنين:1- التفسير الموضعي,2- والتفسير الموضوعي.
فالتفسير الموضعي الذي يرجع فيه المفسر إلى موضع واحد من القرآن الكريم ,متتبعاً ترتيب الآيات في سورها.وهذا اللون قد يكون بالمأثور, أو بالرأي المحمود وقد يكون تحليلياً عند التفصيل, أو إجمالياً عند الاختصار وقد يكون مقارناً إذا اتبع المفسر طريق الموازنة,
و التفسير الموضوعي الذي يلتزم المفسر موضوعاً لا موضعاً بعينه...وقد تَدخُل ألوان التفسير السابقة لخدمة هذا الموضوع ...فإذا احتاج الموضوع إلى شرح مفردة وتراكيب بعض الآيات دخل التفسير التحليلي وإن احتاج إلى تقرير المعنى العام لبعض الآيات دخل التفسير الإجمالي وإن جاء برواية صحيحة دخل التفسير بالمأثور, وإن نظر المفسر في الموضوع, وتدبر جوانبه واستنبط منه استنباطاً علمياً بشروطه المقررة دخل الرأي المحمود, وبذلك تجتمع ألوان التفاسير جميعاً, وتتعاون ولا تتعارض ,وتأتلف لخدمة القرآن العظيم ولا تختلف[2].
تعريف التفسير الموضوعي
يتكون مصطلح التفسير الموضوعي من جزئين فهو" مركب تركيباً وصفياً"
فقبل تعريفه لابد من معرفة جزأيه : التفسير و الموضوعي
1- تعريف التفسير في اللغة تدور مادته حول : البيان والكشف والإيضاح.
وفي الاصطلاح " علم يُبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية"[3].
2- تعريف الموضوعي: الموضوعي نسبةٌ إلى الموضوع، والموضوعُ مشتقٌ من الوضع، وأصله من "وَضَعَ" الواو والضاد والعين: أصلٌ واحدٌ يدل على الخفض للشيء وحطه، وهو أعمُّ من الحطِ، وهو جعل الشيء في مكان ما، سواء كان ذلك بمعنى الحط والخفض، أو بمعنى الإلقاء والتثبيت في المكان، ومنه المَوْضِعُ، قال تعالى: (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِه).النساء: 46،والمائدة:13, ويقال: وضَعَتِ الحمل فهو موضوع، قال تعالى: (وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ). الغاشية:14، وقال(وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ) الرحمن :10.فهذا الوضع عبارة عن الإيجاد والخلقولكن ما علاقة ذلك بعلم التفسير الموضوعي ؟ يقول شيخنا العلامة الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد مجيبا على هذا التساؤل : "الموضوع عند علماء التفسير: القضية التي تعددت أساليبها وأماكنها في القرآن ولها جهة واحدة تجمعها عن طريق المعنى الواحد أو الغاية الواحدة"[4]يقول-حفظه الله-: "وقد رجعتُ إلى القرآن الكريم فوجدتُ من معانيها: إيجابُ الشيء وإثباته في المكان، مثل (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْط).سورة الأنبياء، الآية 47، فيكون وصف التفسير "بالموضوعي" ملحوظاً فيه هذا المعنى؛لأن المفسر يثبت كل آية في موضعها من المعنى الكلي للقضية التي يبحثها.وبالتدقيق في كتب اللغة وجدت إشارةً إلى تصحيح إطلاق "الموضوع" على القضية الواحدة... ، يقال ناقة واضعة: إن رعت الحمض حول الماء ولم تبرح،فهي واضعة, أو بمعنى الإلقاء والتثبيت في المكان، ومنه المَوْضِعُ،وكذلك موضوعة[5].فعلى هذا يكون "الموضوع" هنا بمعنى الشيء الذي له صفةٌ معينة، وأُلزِمَ مكاناً معيناً، لا يبرحُهُ إلى غيره وهذا المعنى ملحوظٌ تماماً في تقييد التفسير "بالموضوعي" لأنه يُلزِمُ المفسر الارتباط بمعنى معين وصفة معينـة، لا يتعداها إلى غيرها حتى يفرغ من تفسير الموضوع الذي التزم به[6].
تعريفه اصطلاحاً
محاولة للتعريف بالحد قلت: ولأن التفسير الموضوعي يُعد قسيماً للتفسير التحليلي فمن الممكن أن نعتمد على تعريف التفسير التحليلي الذي تنطبق عليه شروط التعريف بوضع قيد يدل على التفسير الموضوعي خاصة فنقول :"معرفة مراد الله تعالى في موضوع قرآني بقدر الطاقة البشرية ",فقولنا موضوع قرآني قيد يخرج الكشف عن مراد الله في آية أو جملة أو نحو ذلك ولعل ذلك التعريف أقرب إلى الصواب لا سيما والحمد للله وجدته يشبه تعريف الدكتور عبدالجليل عبد الرحيم الذي عرفه بقوله " الكشف الكلي عن مراد الله عز وجل في قضية قرآنية حسب الطاقة البشرية"[7].
عرّفه شيخنا العلامة عبد الستار فتح الله سعيد، بقوله " علم يبحث في قضايا القرآن الكريم المتحدة معنى أو غاية، عن طريق جمع آياتها المتفرقة والنظر فيها، على هيئة مخصوصة، بشروط مخصوصة، لبيان معناها، واستخراج عناصرها، وربطها برباط جامع"[8].
قال أحدهم مستدركا علي شيخنا:هذا التعريف خص به لوناً واحداً للتفسير الموضوعي، ونقول : إن شيخنا رحمه الله له تحفظات على بقية الأقسام فخصه بالموضوع القرآني فقط دون السورة القرآنية والمصطلح القرآني.فلم يعدهما من التفسير الموضوعي؛ لأنه يريد أن يطبق القواعد العلمية المتفق عليها لاستخراج هذا العلم أما محاولة البعض بتكثير الأقسام وجمع المختلفات تحت عنوان واحد لعلم خاص فلا يستقيم هذا الأمر لا سيما وقد انحرف بعض الباحثين عن اتباع القواعد العلمية الصحيحة لدراسة التفسير الموضوعى في رسائلهم العلمية ,وكتب كل ما يريده ويقول هذا تفسير موضوعي!.وتهكم بهم الشيخ عبدالغنى الراجحى وقال بل موضوع تفسير وليس تفسيرا موضوعيا,بل جعل بعض الباحثين يرفض هذا العلم وبعضهم يستصعب تصوره فضلا عن الكتابة فيه .
كما استدرك البعض على هذا التعريف,قائلا إنه بيان لخطوات التفسير الموضوعي وليس تعريفا.
قلت من أنواع التعريف لدى المناطقة التعريف بالرسم وهو ما قام به شيخنا فأجاد وأفاد وتعريف بالحد وهو ما ذكرناه آنفاً وبذلك نكون عرفنا ذلك العلم بنوعي التعريف وهذا ما قام به علماء التفسير الذين عرفوا التفسير التحليلي عدة تعريفات منها تعريفات بالرسم وهى بيان كيفية تفسير القرآن ولم يعترض أحد على تلك التعريفات بل نقلوها وارتضوها .
تعريف ثان و عرفه الشيخ الدكتور مصطفى مسلم بقوله: " هو علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر"[9].وتعقب هذا التعريف بأنه لا يخلو من غموض وغرابة فما المقاصد القرآنية وهل لها ما صدق معروف في علوم القرآن سابق على النظر الموضوعي حتى نجعلها معياراً ومستنداً يقوم عليه فهمنا للقضايا المفسرة موضوعيا ؟[10]. ويُستدرك عليه بأنه ذكر قسمين للتفسير الموضوعي وجعل منه مقاصد السور وهذا عند التأمل لا يعد من التفسير الموضوعي الذي يتمناه العلماء في ظهوره بتحديد خاص لا يختلط بغيره من الفنون ومن الممكن أن نعد هذا القسم"للسورة الواحدة" مما يدخل تحت علوم القرآن علم مقاصد السور حيث إن علماءنا كتبوا في هذا العلم باختصار كمقدمات لتفسير السورة و ندعوا الباحثين لتعميق الفهم والتدبر لما قالوه ويخرجوه لنا بأسلوب علمي جديد. ومع ذلك فلن يستطيع أحد أن يحجر على أحد ولن يستطيع أحد أن يلغى جهدا علميا قام به بعض العلماء ولكن الخلاف في الاسم ولا مشاحة في الاصطلاح فإن قام باحث ودرس موضوعا معينا في سورة ما و بذل جهده وتقيد بقواعد التفسير الموضوعي واستنتج من السورة ما نطلبه من التفسير الموضوعى فجزاه الله خيرا و نرى ذلك في كتابات بعض العلماء مثل عبد الحميد الفراهي في "نظام القرآن"، و العلامة محمد عبد الله دراز في "النبأ العظيم" والشهيد سيد قطب في "الظلال",أما إن حام حوله ولم يتمكن من إتمام ما زعم أنه سيكتب فيه فلا والحق أبلج ونحو ما نشير إليه ما تم في الإمارات من نشر ما يسمى بالتفسير الموضوعى لسور القرآن الكريم.ومن ينظر فيه يعلم أنه موضوع تفسيري بل هو أقرب إلى مقالات للتعريف بالسور القرآنية
فائدة وقلت لشيخنا العلامة الشيخ الدكتور عبد الستار فتح اللله سعي: إذن توافق على قولنا مثلا العلم من خلال تفسير سورة كذا قال هذا من أقسام التفسير "الوسيط أو الوجيز وقد ذكرته في المدخل ولكنه يعد ناقصا لعدم إحاطتنا بكل جوانب الموضوع مثلا عندما نتحدث عن نعيم الجنة فنتحدث عن نوعى النعيم الروحانى والجسماني فإذا قمنا بتفسير سورة "القيامة تفسيرا موضوعيا ممكن نخل بقسم من القسمين وهكذا . نعم هذا جائز ولكن له وقته ومقامه- بحث في مجلة موضوع خاص أو خطبة أو درس معين- أما دراسته من خلال كل القرآن فهو الأفضل
[1] التفسير الموضوعي في القرآن الكريم للدكتور أحمد السيد الكومي والدكتور محمد أحمد قاسم صـ6 المدخل إلى التفسير الموضوعي للقرآن الكريم للأستاذ الدكتور عبدالستار فتح الله سعيد صـ17 ,18 دار التوزيع والنشر الإسلامية بالقاهرة.
[2] المدخل إلى التفسير الموضوعي صـ18
[3] مناهل العرفان في علوم القرآن 2/3
[4] المدخل إلى التفسير الموضوعي صـ20
[5] المدخل إلى التفسير الموضوعي صـ19-21 ولسان العرب و معجم مقايس اللغة
[6]المدخل إلى التفسير الموضوعي صـ21-23
[7] منهج التفسير الموضوعي في القرآن صـ45
[8] المدخل إلى التفسير الموضوعي صـ 20
[9] مباحث في التفسير الموضوعي صـ16 د مصطفى مسلم دار القلم دمشق1421 -2000
[10] منهج التفسير الموضوعي في القرآن الدكتور سامر رشواني صـ44 دار الملتقى
وقد جمعته ليكون مقدة لكتاب وقلت لعل غيري ينتفع به فعجلت بنشره على أمل أن أعيد فيه وأزيد ولعل إخوانى يفيدوننى في هذا
لعلها لبنة تفيد في بناء هذا الصرح الذي ننشده ويتمناه علماء التفسير
أكررر عجلت بنشره قبل اتمامه تيسيرا لإخوانى لعل أحدهم يدعو لي بالهداية والقبول
التفسير الموضوعي
تمهيد : ينقسم التفسير باعتبارات مختلفة, فإذا نظرنا اعتبار المفسر لترتيب الآيات ومتابعة ألفاظه وجمله متابعة لا تخرجه عن نظمه في التلاوة و لا عن وضعه في المصحف ...فبملاحظة ترتيب التلاوة ورسم المصحف وُجد نوعان من التفسير هما التفسير التحليلي و الإجمالى وبملاحظة اتحاد الموضوع الواحد من الآيات المتفرقة... وجد نوع ثالث من التفسير هو التفسير الموضوعى[1], ويمكن رد أنواع التفسير إلى ضابط جامع يردها إلى نوعين اثنين:1- التفسير الموضعي,2- والتفسير الموضوعي.
فالتفسير الموضعي الذي يرجع فيه المفسر إلى موضع واحد من القرآن الكريم ,متتبعاً ترتيب الآيات في سورها.وهذا اللون قد يكون بالمأثور, أو بالرأي المحمود وقد يكون تحليلياً عند التفصيل, أو إجمالياً عند الاختصار وقد يكون مقارناً إذا اتبع المفسر طريق الموازنة,
و التفسير الموضوعي الذي يلتزم المفسر موضوعاً لا موضعاً بعينه...وقد تَدخُل ألوان التفسير السابقة لخدمة هذا الموضوع ...فإذا احتاج الموضوع إلى شرح مفردة وتراكيب بعض الآيات دخل التفسير التحليلي وإن احتاج إلى تقرير المعنى العام لبعض الآيات دخل التفسير الإجمالي وإن جاء برواية صحيحة دخل التفسير بالمأثور, وإن نظر المفسر في الموضوع, وتدبر جوانبه واستنبط منه استنباطاً علمياً بشروطه المقررة دخل الرأي المحمود, وبذلك تجتمع ألوان التفاسير جميعاً, وتتعاون ولا تتعارض ,وتأتلف لخدمة القرآن العظيم ولا تختلف[2].
تعريف التفسير الموضوعي
يتكون مصطلح التفسير الموضوعي من جزئين فهو" مركب تركيباً وصفياً"
فقبل تعريفه لابد من معرفة جزأيه : التفسير و الموضوعي
1- تعريف التفسير في اللغة تدور مادته حول : البيان والكشف والإيضاح.
وفي الاصطلاح " علم يُبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية"[3].
2- تعريف الموضوعي: الموضوعي نسبةٌ إلى الموضوع، والموضوعُ مشتقٌ من الوضع، وأصله من "وَضَعَ" الواو والضاد والعين: أصلٌ واحدٌ يدل على الخفض للشيء وحطه، وهو أعمُّ من الحطِ، وهو جعل الشيء في مكان ما، سواء كان ذلك بمعنى الحط والخفض، أو بمعنى الإلقاء والتثبيت في المكان، ومنه المَوْضِعُ، قال تعالى: (يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِه).النساء: 46،والمائدة:13, ويقال: وضَعَتِ الحمل فهو موضوع، قال تعالى: (وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ). الغاشية:14، وقال(وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ) الرحمن :10.فهذا الوضع عبارة عن الإيجاد والخلقولكن ما علاقة ذلك بعلم التفسير الموضوعي ؟ يقول شيخنا العلامة الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد مجيبا على هذا التساؤل : "الموضوع عند علماء التفسير: القضية التي تعددت أساليبها وأماكنها في القرآن ولها جهة واحدة تجمعها عن طريق المعنى الواحد أو الغاية الواحدة"[4]يقول-حفظه الله-: "وقد رجعتُ إلى القرآن الكريم فوجدتُ من معانيها: إيجابُ الشيء وإثباته في المكان، مثل (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْط).سورة الأنبياء، الآية 47، فيكون وصف التفسير "بالموضوعي" ملحوظاً فيه هذا المعنى؛لأن المفسر يثبت كل آية في موضعها من المعنى الكلي للقضية التي يبحثها.وبالتدقيق في كتب اللغة وجدت إشارةً إلى تصحيح إطلاق "الموضوع" على القضية الواحدة... ، يقال ناقة واضعة: إن رعت الحمض حول الماء ولم تبرح،فهي واضعة, أو بمعنى الإلقاء والتثبيت في المكان، ومنه المَوْضِعُ،وكذلك موضوعة[5].فعلى هذا يكون "الموضوع" هنا بمعنى الشيء الذي له صفةٌ معينة، وأُلزِمَ مكاناً معيناً، لا يبرحُهُ إلى غيره وهذا المعنى ملحوظٌ تماماً في تقييد التفسير "بالموضوعي" لأنه يُلزِمُ المفسر الارتباط بمعنى معين وصفة معينـة، لا يتعداها إلى غيرها حتى يفرغ من تفسير الموضوع الذي التزم به[6].
تعريفه اصطلاحاً
محاولة للتعريف بالحد قلت: ولأن التفسير الموضوعي يُعد قسيماً للتفسير التحليلي فمن الممكن أن نعتمد على تعريف التفسير التحليلي الذي تنطبق عليه شروط التعريف بوضع قيد يدل على التفسير الموضوعي خاصة فنقول :"معرفة مراد الله تعالى في موضوع قرآني بقدر الطاقة البشرية ",فقولنا موضوع قرآني قيد يخرج الكشف عن مراد الله في آية أو جملة أو نحو ذلك ولعل ذلك التعريف أقرب إلى الصواب لا سيما والحمد للله وجدته يشبه تعريف الدكتور عبدالجليل عبد الرحيم الذي عرفه بقوله " الكشف الكلي عن مراد الله عز وجل في قضية قرآنية حسب الطاقة البشرية"[7].
عرّفه شيخنا العلامة عبد الستار فتح الله سعيد، بقوله " علم يبحث في قضايا القرآن الكريم المتحدة معنى أو غاية، عن طريق جمع آياتها المتفرقة والنظر فيها، على هيئة مخصوصة، بشروط مخصوصة، لبيان معناها، واستخراج عناصرها، وربطها برباط جامع"[8].
قال أحدهم مستدركا علي شيخنا:هذا التعريف خص به لوناً واحداً للتفسير الموضوعي، ونقول : إن شيخنا رحمه الله له تحفظات على بقية الأقسام فخصه بالموضوع القرآني فقط دون السورة القرآنية والمصطلح القرآني.فلم يعدهما من التفسير الموضوعي؛ لأنه يريد أن يطبق القواعد العلمية المتفق عليها لاستخراج هذا العلم أما محاولة البعض بتكثير الأقسام وجمع المختلفات تحت عنوان واحد لعلم خاص فلا يستقيم هذا الأمر لا سيما وقد انحرف بعض الباحثين عن اتباع القواعد العلمية الصحيحة لدراسة التفسير الموضوعى في رسائلهم العلمية ,وكتب كل ما يريده ويقول هذا تفسير موضوعي!.وتهكم بهم الشيخ عبدالغنى الراجحى وقال بل موضوع تفسير وليس تفسيرا موضوعيا,بل جعل بعض الباحثين يرفض هذا العلم وبعضهم يستصعب تصوره فضلا عن الكتابة فيه .
كما استدرك البعض على هذا التعريف,قائلا إنه بيان لخطوات التفسير الموضوعي وليس تعريفا.
قلت من أنواع التعريف لدى المناطقة التعريف بالرسم وهو ما قام به شيخنا فأجاد وأفاد وتعريف بالحد وهو ما ذكرناه آنفاً وبذلك نكون عرفنا ذلك العلم بنوعي التعريف وهذا ما قام به علماء التفسير الذين عرفوا التفسير التحليلي عدة تعريفات منها تعريفات بالرسم وهى بيان كيفية تفسير القرآن ولم يعترض أحد على تلك التعريفات بل نقلوها وارتضوها .
تعريف ثان و عرفه الشيخ الدكتور مصطفى مسلم بقوله: " هو علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر"[9].وتعقب هذا التعريف بأنه لا يخلو من غموض وغرابة فما المقاصد القرآنية وهل لها ما صدق معروف في علوم القرآن سابق على النظر الموضوعي حتى نجعلها معياراً ومستنداً يقوم عليه فهمنا للقضايا المفسرة موضوعيا ؟[10]. ويُستدرك عليه بأنه ذكر قسمين للتفسير الموضوعي وجعل منه مقاصد السور وهذا عند التأمل لا يعد من التفسير الموضوعي الذي يتمناه العلماء في ظهوره بتحديد خاص لا يختلط بغيره من الفنون ومن الممكن أن نعد هذا القسم"للسورة الواحدة" مما يدخل تحت علوم القرآن علم مقاصد السور حيث إن علماءنا كتبوا في هذا العلم باختصار كمقدمات لتفسير السورة و ندعوا الباحثين لتعميق الفهم والتدبر لما قالوه ويخرجوه لنا بأسلوب علمي جديد. ومع ذلك فلن يستطيع أحد أن يحجر على أحد ولن يستطيع أحد أن يلغى جهدا علميا قام به بعض العلماء ولكن الخلاف في الاسم ولا مشاحة في الاصطلاح فإن قام باحث ودرس موضوعا معينا في سورة ما و بذل جهده وتقيد بقواعد التفسير الموضوعي واستنتج من السورة ما نطلبه من التفسير الموضوعى فجزاه الله خيرا و نرى ذلك في كتابات بعض العلماء مثل عبد الحميد الفراهي في "نظام القرآن"، و العلامة محمد عبد الله دراز في "النبأ العظيم" والشهيد سيد قطب في "الظلال",أما إن حام حوله ولم يتمكن من إتمام ما زعم أنه سيكتب فيه فلا والحق أبلج ونحو ما نشير إليه ما تم في الإمارات من نشر ما يسمى بالتفسير الموضوعى لسور القرآن الكريم.ومن ينظر فيه يعلم أنه موضوع تفسيري بل هو أقرب إلى مقالات للتعريف بالسور القرآنية
فائدة وقلت لشيخنا العلامة الشيخ الدكتور عبد الستار فتح اللله سعي: إذن توافق على قولنا مثلا العلم من خلال تفسير سورة كذا قال هذا من أقسام التفسير "الوسيط أو الوجيز وقد ذكرته في المدخل ولكنه يعد ناقصا لعدم إحاطتنا بكل جوانب الموضوع مثلا عندما نتحدث عن نعيم الجنة فنتحدث عن نوعى النعيم الروحانى والجسماني فإذا قمنا بتفسير سورة "القيامة تفسيرا موضوعيا ممكن نخل بقسم من القسمين وهكذا . نعم هذا جائز ولكن له وقته ومقامه- بحث في مجلة موضوع خاص أو خطبة أو درس معين- أما دراسته من خلال كل القرآن فهو الأفضل
[1] التفسير الموضوعي في القرآن الكريم للدكتور أحمد السيد الكومي والدكتور محمد أحمد قاسم صـ6 المدخل إلى التفسير الموضوعي للقرآن الكريم للأستاذ الدكتور عبدالستار فتح الله سعيد صـ17 ,18 دار التوزيع والنشر الإسلامية بالقاهرة.
[2] المدخل إلى التفسير الموضوعي صـ18
[3] مناهل العرفان في علوم القرآن 2/3
[4] المدخل إلى التفسير الموضوعي صـ20
[5] المدخل إلى التفسير الموضوعي صـ19-21 ولسان العرب و معجم مقايس اللغة
[6]المدخل إلى التفسير الموضوعي صـ21-23
[7] منهج التفسير الموضوعي في القرآن صـ45
[8] المدخل إلى التفسير الموضوعي صـ 20
[9] مباحث في التفسير الموضوعي صـ16 د مصطفى مسلم دار القلم دمشق1421 -2000
[10] منهج التفسير الموضوعي في القرآن الدكتور سامر رشواني صـ44 دار الملتقى