توهيم أبي زرعة ليحيى بن سلَّام في نقله لقول قتادة أن المراد بدار الفاسقين مصر

أبو صفوت

فريق إشراف الملتقى العلمي
إنضم
24/04/2003
المشاركات
655
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
مصر
الموقع الالكتروني
no
نقل المزي في ترجمة سعبد بن أبي عروبة توهيم أبي زرعة ليحيى بن سلام في روايته عن قتادة أنه قال في تفسير قوله تعالى " سأريكم دار الفاسقين " أنها مصر ، والمراد بهم آل فرعون
(... وقال سعيد بن عمرو البرذعي قلت لأبي زرعة يحيى بن سلام المغربي ؟ فقال : لا بأس به ربما وهم .
قال لي أبو زرعة حدثنا أبو سعيد الجعفي قال حدثنا يحيى بن سلام عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله عز وجل " سأريكم دار الفاسقين" قال: مصر ، قال وجعل أبو زرعة يستعظم هذا ويستقبحه.
قلت له أي شيء أراد بهذا ؟
قال هو في تفسير سعيد عن قتادة : مصيرهم
)
وقد رأيت هذا القول متناقلا في كثير من كتب التفسير كالطبري ، والماوردي ، وابن الجوزي ، وغيرهم ، وإن كان الظاهر من كلام الطبري أنه ضعفه لخروجه عن السياق
وفي هذا فوائد ، منها :
1. عدم ثبوت مثل هذا التفسير عن السلف ، وبالتالي عدم تخطئة قتادة إذ هو لم يقل به .
2. وهم الراوي في نقل كلام المفسر من السلف قد يؤدي إلى إيهام وقوع الخلاف بين السلف في موضع الوهم
3.أهمية الرجوع إلى أكثر من مصدر للتثبت من صحة القول الوارد عن السلف
والموضوع مطروح للمدارسة ، وبانتظار فوائد أساتذتنا الأفاضل حوله
وأقترح أن يفرد مضوع للتصحيفات التي لحقت كتب التفسير ، بحيث يكتب كل عضو ما يقف عليه ، ففي هذا فوائد كثيرة
 
كلام أبي زرعة هو في "الضعفاء" مع أسئلة البرذعي (2|340) ومما يضاف ما ذكره أبو حاتم في "العلل" لابنه (2|319) في تفسير ابن عباس لآية" إن أصحاب الجنة في شغل فاكهون" بقوله:افتضاض الأبكار حيث صحف فيه الراوي فقال:ضرب الأوتار.والله أعلم.
 
تفسير يحي بن سلام موجود في القطعة الموجودة من تفسيره وهي "مصر"وأيضاً نقله عنه الإمام الداني بسنده إليه في كتابه "المكتفى في الوقف والابتدا"0
 
هل يصح هذا التفسير المنقول عن ابن عباس في قوله تعالى ( شغل فاكهون) كما اورده ابو صالح التميمي اعلاه؟
 
- ورد القول بأن دار الفاسقين: مصر, أي قوم فرعون. عن جماعة من السلف: كابن عباس, وعلي رضي الله عنهم, وسعيد بن جبير, وعطية العوفي, ومقاتل بن سليمان. فهو وارد ثابت عن السلف.
ورجح هذا القول الزمخشري واستدل له, وغلَّبه الآلوسي, وذكر شواهده القرطبي.
- أما قول قتادة فقد صح عنه أنه قال: مصيرهم. كما روى أبو زرعة. وصح عنه أنه قال: منازلهم. كما روى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة. وما أكثر ما تتعدد أقوال المفسر الواحد, وليس ذلك بغريب.
وما رواه ابن سلام عن قتادة أنها: مصر. = بمعنى القول الثاني, فربما نقله عنه معنى قوله الذي يوافق قول غيره من السلف, والله أعلم.
 
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
السياق يشير إلى كون هذا الكلام كان بعد خروج بني إسرائيل من مصر ، وبعد هلاك فرعون وجنده ، كما أن دلالة الفعل على الاستقبال ترد هذا ،
وقد أورد الطبري عدة أقوال ، ومنها القول بأن المراد سأدخلكم أرض الشام فأريكم منازل الكافرين
ويبدو أنه اختار هذا القول ، ففي هذا الموضع من تفسيره سقط ، لكن بقي جزء من ترجيحه
قال الطبري وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في تأويل ذلك لأن الذي قبل قوله جل ثناؤه : { سأريكم دار الفاسقين } أمر من الله لموسى وقومه بالعمل بما في التوراة فأولى الأمور بحكمة الله تعالى أن يختم ذلك بالوعيد على من ضيعه وفرط في العمل لله وحاد عن سبيله دون الخبر عما قد انقطع الخبر عنه أو عما لم يجر له ذكر
 
عودة
أعلى