عبد الله سالم باحارث
New member
- إنضم
- 11/12/2010
- المشاركات
- 6
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
بسم الله الرحمن الرحيم
في قوله تعالى: (( فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي )) المائدة آية: 31قرئ: (فأواري) بسكون الياء على قراءة طلحة بن مصرف والفياض بن غزوان ,وهي شاذة.
ويمكن توجيه هذه القراءة على ثلاثة أقوال:
الأول: أن تكون على الاستئناف، والتقدير: فأنا أواري سوءة أخي, فيكون الفعل (أواري) مرفوعاً لتجرُّده من الناصب والجازم, وهو قول أبي حيان في البحر المحيط (3/ 481)، والزمخشري في الكشاف: 287. .
الثاني: أن يكون الفعل منصوباً، والياء سكنت تخفيفاً لاستثقال الفتحة على حرف العلة، عطفاً على قوله تعالى: (( أَنْ أَكُونَ )) في الآية، على نحو قول القائل :
كأنَّ أيديْهِنَّ بالمَوْمَاة *** أيدي جوارٍ بِتْنَ ناعماتٍ
ومحل الشاهد: ( أيديْهِنَّ) سَكَنت الياء فيها تخفيفاً, وقيل: للضرورة, وعَدَّ أبو العباس المبرِّد إسكان هذه الياء في موضع النصب من أحسن الضرورات، كما جاء عند ابن جني في المحتسَب (1/ 209). .الثالث: أن يكون الفعل منصوباً, وأنَّ التسكين في الياء لغة ,جيء به لتوالي الحركات, وهو قول ابن عطية في المحرر الوجيز (4/ 417)، إلا أن هذا القول ردَّه أبو حيان، والسمين الحلبي بقولهما: ( إنَّ التعليل بتوالي الحركات لا يصلح, فلم تتوال فيه الحركات ). انظر: البحر المحيط (3/ 481)، والدر المصون (4/ 246) على الترتيب.
وتعقَّب أبو حيان في البحر المحيط تخريج قراءة التسكين على النصب فردَّها بقوله: ( ولاينبغي أن تُخرَّج على النصب, لأنَّ نَصْبَ مثل هذا هو بظهور الفتحة, ولاتُستَثْقَلُ الفتحة فتُحذَفُ تخفيفاً )، كما ردَّ هذا القول السمين الحلبي بنحوٍ من هذا في كتابه الدر المصون. انظر: نفس موضعَيهما السابقَين.
وخلاصة القول:
قال أبو حيان: أنَّ النصب بحذف الفتحة لايجوز إلا في الضرورة, فلا تُحمَل القراءة عليه إذا وُجِّهَ حَمْلُها على وَجْهٍ صحيح, وقد وُجِد وهو الاستئناف, أي: فأنا أواري.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
التعديل الأخير: