سامح سالم عبد الحميد
New member
- إنضم
- 30/07/2007
- المشاركات
- 66
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
توجيه الفضلاء لأحكام الراء
جمع وترتيب
سامح سالم عبد الحميد
الحمد لله على ما أنعم , والشكر له على ما ألهم, وصلى الله على محمد وسلم، وبعد ...
فلما رأيت في كتب التجويد الكلام على أحكام الراء يطول شرحه, بحيث يصعب حفظه، أردت أن أختصر لإخواني أحكامها ليعم النفع ثم أقوم بشرحه ، ولم أجد أحسن من كتاب الإضاءة للضباع فهو من أفضل الكتب التي اختصرت أحكامها ولذلك نقلت منه هذا الاختصار مع بعض الزيادات ثم أقوم بالشرح المفصل مع العناية بالتوجيه , و الله أسال القبول .
اعلم – رحمني الله وإياك - أن الأصل في الراء التفخيم ولكنني سأذكر أحكام ترقيقها لقلتها ولابد أن تفهم – أحسن الله إليك – أن ما لم يذكر من الأحكام فحكمه التفخيم ورحم الله الشاطبي إذ يقول :
وما كان ذا ضد فإني بضده ****** غنى فزاحم بالذكاء لتفضلا
-1 يرقق حفص الراء في حالتين في الوصل:
( 1 ) إذا كسرت نحو : رضا و رجال
(2 ) إذا سكنت بعد كسرة أصلية متصلة وليس بعدها حرف استعلاء في كلمتها نحو : مرية
-2 ويرقق الراء في حالتين في الوقف :
( 1 ) إذا وقعت بعد ياء ساكنة نحو: خير و قدير
( 2 ) إذا وقعت بعد كسرة متصلة نحو قدر بضم القاف وكسر الدال أو بعد كسرة منفصلة بساكن نحو الشعر
تنبيهات :
( 1 ) الكلمات الآتية فيها الوجهان في حالة الوقف :
( أ ) ( ونذر) في ستة مواضع سورة القمر و أيضا( يسر ) في سورة الفجر
وأيضا ( أسر و فأسر ) و أيضا ( القطر ) والترقيق أولى في هذه الكلمات .
( ب ) كلمة ( مصر ) التفخيم أولى .
(ج) كلمة ( فرق ) بها الوجهان أيضا لكن يرجع هذا إلى الطريق الذي تقرأ به فإن كنت تقرأ مثلا من الشاطبية فلك الوجهان والترقيق أولى وإن كنت تقرأ من طريق روضة ابن المعدل فلك التفخيم فقط .
( د ) الراء الموقوف عليها بالسكون وقبلها فتح أو ضم أو ساكن مسبوق بفتح أو ضم وهى في الوصل مكسورة نحو : البشر والنذر والعصر التفخيم أولى وذهب البعض إلى أن الترقيق خطأ .
( 2 ) يجب أن ينتبه القارئ الكريم إلى أن بعض الأحكام سوف تتغير إذا قرأ بالروم .
( 3 ) كلمة (مجريها ) حكم الراء الترقيق لأن هذه الكلمة ممالة لحفص .
ص : ( الأصل في الراء التفخيم )
ش : اعلم – رحمني الله وإياك – أنني سأذكر أحكام ترقيق الراء لقلتها ولابد أن تفهم – أحسن الله إليك – أن ما لم يذكر من الأحكام فحكمه التفخيم
قال الطيبى :
وما خلت من موجب الترقيق **** فحكمها التفخيم بالتحقيق
ورحم الله الشاطبي إذ يقول :
وما كان ذا ضد فإني بضده **** غنى فزاحم بالذكاء لتفضلا
اعلم أن القراء اختلفوا في أصل الراء هل هو التفخيم وإنما ترقق لسبب أو أنها عرية عن وصفي الترقيق والتفخيم فتفخم لسبب وترقق لآخر
فذهب الجمهور إلى الأول (الأصل في الراء التفخيم ) وهو الذي عليه العمل الآن
واحتجوا على أن أصل الراء التفخيم بكونها متمكنة في ظهر اللسان فقربت بذلك من الحنك الأعلى الذي به تتعلق حروف الأطباق وتمكنت منزلتها لما عرض لها من التكرار حتى حكموا للفتحة فيها بأنها في تقدير فتحتين كما حكموا للكسرة فيها بأنها في قوة كسرتين.
وقال آخرون ليس للراء أصل في التفخيم ولا في الترقيق وإنما يعرض لها ذلك بحسب حركتها فترقق مع الكسرة لتسفلها وتفخم مع الفتحة والضمة لتصعدهما فإذا سكنت جرت على حكم المجاور لها .
قلت ـ ابن الجزري ـ : والقولان محتملان .
فائدة الخلاف
وقد تظهر فائدة الخلاف في الوقف على المكسور إذا لم يكن قبله ما يقتضى الترقيق فإنه بالوقف تزول كسرة الراء الموجبة لترقيقها فتفخم حينئذ على الأصل على القول الأول وترقق على القول الثاني من حيث إن السكون عارض وأنه لا أصل لها في التفخيم ترجع إليه فيتجه الترقيق. وقد أشار في التبصرة إلى ذلك حيث قال : ( أكثر هذا الباب إنما هو قياس على الأصول وبعضه أخذ سماعاً، ولو قال قائل إنني أقف في جميع الباب كما أصل سواء أسكنت أو رمت لكان لقوله وجه من القياس مستثبت والأول أحسن.
والحق في ذلك أن يقال : إن من زعم أن أصل الراء التفخيم إن كان يريد إثبات هذا الوصف للراء مطلقاً من حيث إنها راء فلا دليل عليه لما مر وإن كان يريد بذلك الراء المتحركة بالفتح أو الضم وأنها لم عرض لها التحريك بإحدى الحركتين قويت بذلك على التفخيم فلا يجوز ترقيقها إذ ذاك إلا إن وجد سبب وحينئذٍ يتصور فيها رعى السبب فترفق ورفضه فتبقى على ما استحقه من التفخيم بسبب حركتها فهذا كلام جيد والله أعلم. أ . هـ كلام ابن الجزري في النشر بتصرف وزيادة وهو نقله عن المالقي في الدر النثير شرح كتاب التيسير
(ص ) 1 ــ يرقق حفص الراء في حالتين في الوصل:
1 ـ إذا كسرت نحو : ( رضا ) و( رجال (
( ش ) اعلم أن الراء المكسورة مرققة لجميع القراء من غير خلف عن أحد منهم .
وخرج بقولنا : (إذا كسرت ) الراء المفتوحة والمضمومة فتفخما حينئذ.
موجبات ترقيق الراء
ترقيق الراء إنما يكون لموجب : وهو أن تكون كسرتها لازمة الكسرة أو ناقصة بسبب رَوم أو اختلاس أو إمالة . أ.هــ الطرازات المعلمة لعبد الدائم الأزهري ت 870 هـ
توجيه ترقيق الراء:
قال السخاوي : ( لا خلاف في ترقيق الراء المكسورة في الوصل سواء كانت الكسرة عارضة أو أصلية لغلبة الكسر عليها ولما يقدر فيه من التكرير المقدر في الراء ولأن التفخيم ضرب من إشباع الفتح فلو فخمت المكسورة لصار فيها ضرب من الفتح فيؤدي ذلك إلي كون الحرف مفتوحا مكسورا في حال واحدة وذلك محال . أ. هـ فتح الوصيد للسخاوي
يقول أبو شامة : ) والغرض من الترقيق مطلقا اعتدال اللفظ وتقريب بعضه من بعض بأسباب-مخصوصة) .
وقيل : وجه ترقيق المكسورة قوة الشبه بين الإمالة والترقيق ولما كان من أسباب الإمالة الكسر فكذلك الكسر هنا سببا للترقيق . الفتوحات الإلهية د / محمد سلامة
والترقيق من الرقة وهو ضد السمن. فهو عبارة عن إنحاف ذات الحرف ونحوله. والتفخيم من الفخامة وهي العظمة والكثرة فهي عبارة عن ربو الحرف وتسمينه فهو والتغليظ واحد إلا أن المستعمل في الراء في ضد الترقيق هو التفخيم وفي اللام التغليظ .
هل الترقيق هو الإمالة
وقد عبر قوم عن الترقيق في الراء بالإمالة بين اللفظين كما فعل الداني وبعض المغاربة وهو تجوز إذ الإمالة أن تنحو بالفتحة إلى الكسرة وبالألف إلى الياء كما تقدم. والترقيق إنحاف صوت الحرف فيمكن اللفظ بالراء مرققة غير ممالة ومفخمة ممالة وذلك واضح في الحسن والعيان وإن كان لا يجوز رواية مع الإمالة إلا الترقيق ولو كان الترقيق إمالة لم يدخل على المضموم والساكن ولكانت الراء المكسورة ممالة وذلك خلاف إجماعهم. ومن الدليل أيضاً على أن الإمالة غير الترقيق أنك إذا أملت (ذكرى) التي هي فعلى بين بين كان لفظك بها غير لفظك بذكراً المذكر وقفاً إذا رققت ولو كانت الراء في المذكر بين اللفظين لكان اللفظ بهما سواء وليس كذلك ولا يقال إنما كان اللفظ في المؤنث غير اللفظ في المذكر لأن اللفظ بالمؤنث ممال الألف والراء واللفظ بالمذكر ممال الراء فقط فإن الألف حرف هوائي لا يوصف بإمالة ولا تفخيم بل هو تبع لما قبله فلو ثبت إمالة ما قبله بين اللفظين لكان ممالاً بالتبعية كما أملنا الراء قبله في المؤنث بالتبعية ولما اختلف اللفظ بهما والحالة ما ذكر ولا مزيد على هذا في الوضوح والله أعلم. وقال الداني في كتابه التجريد: الترقيق في الحرف دون الحركة إذا كان صيغته والإمالة في الحركة دون الحرف إذ كانت لعلة أوجبتها وهي تخفيف كالإدغام سواء انتهى. وهذا حسن جداً. أ. هـ ابن الجزري في النشر
( ص ) 2ــ إذا سكنت بعد كسرة أصلية متصلة وليس بعدها حرف استعلاء في كلمتها ( متصل ) نحو : مرية
( ش ) كلمة (مِرْية) الراء ساكنة وقبلها كسر أصلى ( ليس حركة عارضة ) متصل بها ( ليس في الكلمة التي قبلها ) وليس بعدها حرف استعلاء (خص ضغط قظ) في كلمتها فترقق من أجل هذا .
التوجيه
وجه أبو شامة ترقيق الراء الساكنة قائلاَ :
رققت لجميع القراء نحو (مرية-و-شرذمة وفرعون) ، قالوا لأن الحركة مقدرة بين يدي الحرف وكأن الراء هنا مكسورة ولو كانت مكسورة لوجب ترقيقها ومن ثم امتنع ترقيق نحو (مرجع) ، لأن الكسرة تبعد عنها إذا كانت بعدها وتقرب منها إذا كانت قبلها بهذا الاعتبار. أ.هـ إبراز المعاني لأبي شامة
فخرج من هذا التعريف الراء الساكنة التى قبلها كسر عارض مثل (اِرْتَابوا) فتفخم حينئذ.
وخرج بقولنا (متصلة بها) ما إذا كانت الكسرة منفصلة عنها مثل (إنِ ارتبتم)
وخرج بقولنا : ( وقبلها كسر أصلى متصل بها ) (الذي ارتضى) فالكسرة ( في حرف الذال ) أصلية لكنها ليست متصلة بها ــ يعنى منفصلة عنها في الكلمة الأخري .
ملحوظة
(إنِ ارتبتم) خرج قيدان:
1) الكسرة غير أصلية.
2) الكسرة غير متصلة بها .
وأما ( الذي ارتضي ) فخرج قيد واحد
أن الكسرة غير متصلة فقط .
تذكرة
الكسر العارض يأتي قبل الراء علي نوعين :
أحدهما : ما كسر لالتقاء الساكنين نحو ( وإنِ امرأة ) و( إنِ ارتبتم )
الثاني : أن يبدأ بهمزة الوصل في مثل ( امرأة ) فتكسر همزة الوصل فهذا يفخم لأن الكسرة غير أصلية ولأن الكسرة في همزة الوصل غير لازمة لأنها لا توجد إلا في حالة الابتداء . أ . هـ بتصرف فتح الوصيد للسخاوى
وخرج بقولنا (وليس بعدها حرف استعلاء في كلمتها)
ماإذا وقع بعدها حرف استعلاء متصل فلا خلاف في تفخيمها حينئذ والواقع منه في القرآن العظيم ( قرطاس ) بالأنعام الآية 7 و ( فرقة وإرصادا ) بالتوبة الآية 122 107 و ( مرصادا ) بالنبأ الآية 21 و ( بالمرصاد ) بالفجر الآية 14 ـــ إذن الواقع في القرآن من الراءات إذا وقع بعدها حرف استعلاء متصل ثلاثة أحرف ( القاف و الطاء و الصاد ) والمراد بالكسرة اللازمة التي تكون على حرف أصلي أو منزل منزلته يخل إسقاطه بالكلمة والعارضة بخلاف ذلك وهو باء الجر ولامه وهمزة الوصل وقيل العارضة ما كانت على حرف زائد .
أما (أنذِرْ قومك – ولا تصعِرْ خدك – فاصبِرْ صبرا) ... فحكم الراء الترقيق لأن حرف الإستعلاء وإن جاء بعدها لكنه ليس في كلمتها فمن أجل ذلك ترقق الراء.
سؤال : لماذا ترقق الراء في ( فاصبر صبرا ـــ أنذر قومك ـــ تصعر خدك ) مع أن بعدها حرف استعلاء ؟ أجاب ابن الجزري بقوله : ولا اعتبار بوجود حرف الاستعلاء بعد لانفصاله وعدم تأثير حرف الاستعلاء في ذلك من أجل الانفصال .
وقال الصفاقسي : من أجل الفصل الخطي .
( ص ) وترقق الراء في حالتين في الوقف:
1 ـ إذا وقعت بعد ياء ساكنة نحو: (خَيْر – قدِيْر)
( ش ) ترقق الراء في الوقف إذا كانت بعد ياء ساكنة سواء كان قبل الياء فتح كما في نحو ( خَيْر ) أو كان قبل الياء كسر في نحو ( قدِيْر ) .
التوجيه
لأن الياء الساكنة تقوم مقام كسر ما قبلها . أ. هـ الدراسات الصوتية د غانم قدوري نقلا عن كفاية المستفيد للنابلسي
وقولنا (إذا وقعت بعد ياء ساكنة ) أخرج الراء التي وقف عليه وليس قبلها ياء ساكنة فتفخم حينئذ مثل ( مكَرَ ) قبلها مفتوح ومثل (يكفر) قبلها مضموم فتفخم في كل هذا لعدم وجود الشرط .
( ص ) 2ـ إذا وقعت بعد كسرة متصلة نحو: (قُدِرْ) أو بعد منفصلة بساكن نحو: (الشِعْرْ)
.
( ش ) إذا سكنت الراء في حالة الوقف وقبلها كسر ترقق مطلقا سواء كان الكسر متصل بها مثل (قُدِرْ) أو الكسرة منفصلة بساكن نحو (الشِعْرْ)
وقولنا : ( إذا وقعت بعد كسرة متصلة أو منفصلة ) أخرج الراء التي ليس قبلها كسر فتفخم حينئذ مثل ( مكَرَ ) قبلها مفتوح ومثل ( يكفر ) قبلها ضم فتفخم
وكذلك أخرج مثل ( دَار) الراء التي قبلها ساكن وقبل الساكن فتح فتفخم حينئذ
وكذلك أخرج مثل ( خضر ) الراء التي قبلها ساكن وقبل الساكن ضم فتفخم حينئذ في كل هذا لعدم وجود الشرط .
قال الشاطبي :
وَلاَ بُدَّ مِنْ تَرْقِيِقِهاَ بَعْدَ كَسْرَةٍ *** إِذَا سَكَنَتْ ياَ صَاحِ لِلسَّبْعَةِ المَلا
أقول ـ سامح ـ : وإن كان الشاطبي لا يتحدث في هذا البيت عن هذه القاعدة لكن هذا البيت بلا شك يندرج تحتها .
التوجيه قالوا : لأن الحركة مقدرة بين يدي الحرف وكأن الراء هنا مكسورة ولو كانت مكسورة لوجب ترقيقها على ما يأتي ومن ثم امتنع ترقيق نحو (مرجع) ، لأن الكسرة تبعد عنها إذا كانت بعدها وتقرب منها إذا كانت قبلها .
وقيل : وجه ترقيق الراء الساكنة بعد الكسر لما بين الكسر والترقيق من تناسب
ووجه ترقيق التي قبل حرف الاستفال التناسب . الفتوحات الإلهية د / محمد سلامة
ملحوظة:
كلمة (مِصْرْ ــ القطر) حكم خاص وسيأتي بيان شرحهما .
الخلاصة
من الممكن بطريقة سهلة معرفة أصل الباب ( عدا الكلمات المخصوصة وقاعدة الرَوم التي سوف أذكرهما ) فتقول :
الراء مفخمة في الوصل إذا
كانت مفتوحة أو مضمومة . وإذا كانت ساكنة وقبلها مفتوح , أو مضموم , أو ساكن وقبله فتح أو ضم , أو الراء ساكنة وقبلها كسر غير أصلي , أو كسرة أصلية لكنها منفصلة , أو الراء ساكنة وقبلها كسر أصلي متصل بها ولكن بعدها حرف مفخم في كلمتها .
الراء مفخمة في الوقف إذا كان قبلها
فتح أوضم أو ساكن ـ غير الياءالساكنة بالطبع ـ وقبل الساكن فتح أو ضم . والله أعلم وأحكم
قال ابن الجزري :
وأما الراء الساكنة فتكون أيضاً أولاً ووسطاً وآخراً وتكون في ذلك كله بعد ضم وفتح وكسر. فمثالها أولاً بعد فتح (وارزقنا. وارحمنا) وبعد ضم: (اركض) وبعد كسر (يا بني اركب. وأم ارتابوا. ورب ارجعوني، والذي ارتضى، ولمن ارتضى) فهي مفخمة على كل حال لوقوعها بعد ضم ولكون الكسرة عارضة وكذلك (أم ارتابوا. ويابني اركب. ورب ارجعوني) ونحوه فتفخيمها أيضاً ظاهر. وأما قوله تعالى (وإن قيل لكم ارجعوا. ويا أيتها النفس المطمئنة ارجعي، وياأيها الذين آمنوا اركعوا. والذين ارتدوا، وتفرحون ارجع إليهم) فلا تقع الكسرة قبل الراء في ذلك ونحوه إلا في الابتداء فهي أيضاً في ذلك مفخمة لعروض الكسر قبلها وكون الراء في ذلك اصلها التفخيم. أ . هــ بتصرف
وأما الراء الساكنة المتطرفة فتكون كذلك بعد فتح وبعد ضم وبعد كسر فمثالها بعد الفتح: يغفر، ولم يتغير، ولا يسخر، ولا تذر، ولا تقهر، و لا تنهر) ومثالها بعد الضم (فانظر، وأن أشكر، فلا تكفر) فلا خلاف في تفخيم الراء في جميع ذلك لجميع القراء. ومثالها بعد الكسر (استغفر، ويغفر، وأبصر، وقدر، واصبر، واصطبر، ولا تصاعر) ولا خلاف في ترقيق الراء في ذلك كله لوقوعها ساكنة بعد الكسر ولا اعتبار بوجود حرف الاستعلاء بعدها في هذا القسم لانفصاله عنها وذلك نحو (فاصبر صبرا؛ وأن أنذر قومك، ولا تصعر خدك).
وأما الراء الساكنة المتوسطة فتكون أيضاً بعد فتح وضم وكسر. فمثالها بعد الفتح (برق. وخردل. والأرض ويرجعون. والعرش. والمرجان ووردة وصرعى). فالراء مفخمة في ذلك كله لجميع القراء لم يأت على أحد منهم خلاف في حرف من الحروف سوى ثلاث كلمات وهي
ومثالها بعد الضم (القرآن، والفرقان، والغرفة، وكرسيه، والخرطوم وترجى، وسأرهقه، وزرتم) فلا خلاف في تفخيم الراء في ذلك كله.
توجيه أحكام التفخيم
1 ـ أما عن وجه تفخيم الراء إذا كان بعدها حرف إستعلاء:
يقول أبو شامة: "التفخيم أليق بحروف الإستعلاء من الترقيق لما يلزم المرقق من الصعود بعد النزول وذلك شاق مستثقل". أ.هـ إبراز المعاني
2ــ قيل : وجه التفخيم مع حروف الاستعلاء عدم التناسب بين الترقيق في الراء والتفخيم لحروف الاستعلاء فيكون هناك تنافر . الفتوحات الإلهية د / محمد سلامة
3ـ وجه تفخيم المضمومة التنافر بين ثقل الضمة والترقيق . الفتوحات الإلهية د / محمد سلامة
4ـ تفخيم الساكنة بعد الفتح والضم لما بينهما من تناسب أي بين الفتح والضم .
5ـ ووجه تفخيم التي قبل حرف الاستعلاء التناسب . الفتوحات الإلهية د / محمد سلامة
6 ــ اتفق الجميع علي ترقيق الراء إذا سكنت وانكسر ما قبلها ولم يفعلوا ذلك إذا انكسر ما بعدها في نحو : ( مرجع ) و ( مرفق ) لأن الحركة مقدرة بعد الحرف وبين يديه فإذا كانت الكسرة قبلها كانت كأنها عليها مثل ( فرعون ) كسرة الفاء مقدرة بين الفاء والراء فقربت من الراء حتى كأنها عليها
وكسرت الجيم من ( مرجع ) علي هذا مقدرة بينها وبين العين فبعدت من الراء وصارت الجيم في حكم الحائل بين الراء والكسرة . أ . هـ بتصرف فتح الوصيد للسخاوي
تنبيهات
1 ـ الكلمات الآتية فيها الوجهان في حالة الوقف :
( ص ) ( أ ) ( ونذر) في ستة مواضع سورة القمر و أيضا( يسر ) في سورة الفجر
وأيضا ( أسر و فأسر ) و أيضا ( القطر ) والترقيق أولى في هذه الكلمات .
( ش ) من الراءات الساكنة للوقف المتحركة في الوصل ما يجوز فيها الوجهان الترقيق والتفخيم والأول هو الأرجح. وهي الراءات المكسورة التي بعدها ياء محذوفة للتخفيف المنحصرة في كلمة {وَنُذُرِ} المسبوقة بالواو في ستة مواضع بالقمر وكلمة {يَسْرِ} في قوله تعالى: {وَالَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}
التوجيه
. فمن رقق نظر إلى الأصل وهو الياء المحذوفة للتخفيف وأجرى الوقف مجرى الوصل.
ومن فخم لم ينظر إلى الأصل ولا إلى الوصل واعتد بالعارض وهو الوقف بسكون الراء وحذف الياء ولفتح ما قبل الراء في "يسر" ولضمه في "ونُذُرِ" إذ كل هذا موجب للتفخيم.
ويلحق بهذه الراءات في إجراء الوجهين وقفاً مع ترجيح الترقيق في الراء من كلمتي {أَنْ أَسْرِ} و{فَأَسْرِ} إذ أن بعد الراء فيهما ياء محذوفة للبناء. أ . هـ هداية القاري
ويقول الإمام ابن الجزرى – رحمه الله – الوقف بالسكون على (أن أسر)..طه(77) على قراءة من قطع ووصل فمن لم يعتد بالعارض أيضا رقق . وأما على القول الاّخر فيحتمل التفخيم للعروض .
ويحتمل الترقيق فرقا بين كسرة الإعراب وكسرة البناء إذ كان الأصل (أسرى) بالياء . وحذفت الياء للبناء فبقى الترقيق دلالة على الأصل وفرقا بين ما أصله الترقيق وما عرض له.
وكذلك الحكم في (والليل إذا يسر)..الفجر(4) في الوقف بالسكون على قراءة من حذف الياء فحينئذ يكون الوقف عليه بالترقيق أولى.
قلت ــ سامح ــ : ( حذفت الياء في (يسر) تخفيفاً لأن من العرب من يكتفي بالكسرة ويحذف الياء كما جاء في قوله تعالى في سورة هود (يوم يأتِ) حذفت الياء تخفيفا واكتفي بكسر التاء للدلالة عليها.
وهذه الكلمات ذكرها غير واحد من الفضلاء نظما:
يقول السمنودى: وَرِقُّ رَا يَسْرِ وَأَسْرِ أَحَرَى *** كَالقِطْرِ مَعْ نُذُرِ عَكْسُ مِصرَ
يرى السمنودى بأن ترقيق راء (يسر، أسر، القطر، نذر) في الوقف أولى من التفخيم ويرى أن مصر تفخيمها في الوقف أولى وكلام السمنودى موافق لكلام ابن الجزرى في النشر وغيره .
وأما : ( عين القطرِ ) ففي الراء خلاف بين أهل الأداء في الوقف . فمنهم من فخم لكون الحاجز حرف استعلاء معتدًّا به ومنهم من رقق ولم يعتد بالحاجز الحصين وجعله كغير الحصين مثل {الشِّعْرَ} واختار الحافظ ابن الجزري الترقيق في القطر نظراً لحال الوصل وعملاً بالأصل أي أن الراء في القطر مكسورة في الوصل مرققة. وهذا هو المعول عليه والمأخوذ به .أ . هــ بتصرف من هداية القاري
وأضيف توضيحا
فمن رققها نظرا إلى ترقيقها وصلاً لأنها مكسورة إلى أن ما قبل الساكن المستعلى (الطاء) كسر يوجب ترقيق الراء بصرف النظر عن الساكن المتوسط بينهما ومن فخمها اعتد بالعارض وهو الوقف، ولم يعتد بالوصل واعتبر الساكن بينهما حاجزا حصينا مانعا من الترقيق لأن الطاء حرف استعلاء قوى.
2 ـ ( ص ) كلمة ( مصر ) التفخيم أولى ..
( ش ) اعلم أن الساكن الحاجز بين الكسرة والراء إذا كان صاداً نحو (ادخلوا مصر) فقد اختلف أهل الأداء.
توجيه مصر:
فمن فخمها نظرا إلى حالتها في الوصل حيث تكون واجبة التفخيم ــ لأن الراء مفتوحة ــ وصرف النظر عن الكسر الواقع قبل حرف الاستعلاء (الصاد) الفاصل بين الكسر وبين الراء واعتبر حرف الاستعلاء حاجزا حصينا مانعا من الترقيق.
ومن رققها لم ينظر إلى حالتها في الوصل واعتد بالعارض وهو الوقف واعتبر الكسر الموجود قبل حرف الاستعلاء موجبا لترقيقها دون الالتفات إلى حرف الاستعلاء. لكن الإمام ابن الجزرى – رحمه الله – اختار في مصر التفخيم نظراً فيها للوصل وعملا بالأصل.
وقد ذكر صاحب السلسبيل الشافي ــ شيخ شيخي رحمهما الله ــ حكم راء القطر ومصر فقال:
والخلف في القطر وفي مصر أتي **** واختير ما في وصل كل ثبتا
( ص ) كلمة ( فرقٍ ) بها الوجهان أيضا لكن يرجع هذا إلى الطريق الذي تقرأ به فإن كنت تقرأ مثلا من الشاطبية فلك الوجهان والترقيق أولى وإن كنت تقرأ من طريق روضة ابن المعدل فلك التفخيم فقط .
( ش ) إذا كان حرف الاستعلاء الذي بعد الراء مكسوراً ففي الراء خلاف بين أهل الأداء، فقال الجمهور بالترقيق. وقال بعض بالتفخيم وهذا في كلمة فرق في قوله تعالى: {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (سورة الشعراء 63) } فمن فخم نظر إلى وجود حرف الاستعلاء بعد الراء ومن رقق نظر إلى كسر حرف الاستعلاء لأنه لما انكسر ضعفت قوته وصارت الراء متوسطة بين كسرين. وإلى هذا الخلاف أشار الحافظ أبن الجزري بقوله في المقدمة الجزرية:
*والخلْفُ في فرقٍ لِكَسْر يُوجَدُ ............................
وقوله لكسر يوجد أي في القاف: "الوجهان صحيحان مقروء بهما" لكل القراء غير أن الترقيق هو المشهور والمقدم في الأداء وحكى غير واحد لإجماع عليه كما في النشر وغيث النفع وتنبيه الغافلين وغيرها. قال صاحب انشراح الصدور: قال الداني: والوجهان جيدان والمأخوذ به الترقيق نقله النويري في شرح الطيبة فهو أولى بالعمل إفراداً وبالتقديم جمعاً أهـ بحروفه قاله في هداية القاري .
ولعبد الدائم الأزهري توجيه أوضح حيث يقول : ( وجه تفخيم ( فرق ) معارضة الكسرة المناسبة للترقيق بحرف الاستعلاء بعد الراء ووجه الترقيق إبطال عمل حرف الاستعلاء بالكسرة الواقعة فيه فكل من الكسرة وحرف الاستعلاء طالب عمله للراء الكسرة طالبة للترقيق وحرف الاستعلاء طالب للتفخيم . أ . هــ الطرازات المعلمة شرح المقدمة
ويقول الطيبي :
والخلف في فِرق لكسر القاف ***** وفِرْقَة تفخم بلا خلاف
وجه تفخيم (فرق) ضعف الكسرة لتقابل المانع القوي وهو حرف الاستعلاء
علل – رحمه الله – الخلاف الدائر في كلمة (فرق) بسورة الشعراء بأن حرف الاستعلاء وإن كان بعد الراء فكان ذلك يستوجب الترقيق لكنه لكونه مكسورا ففيه الترقيق والتفخيم ثم أوضح الناظم أن الكلمة (فِرْقَة) مفخمة بلا خلاف .. وسبب ذكره – رحمه الله – كلمة فرقة بعد كلمة فرق لئلا يتوهم القارئ أن هذه الكلمة مثل تلك فيعطى لها الوجهين. وهذا مخالف لجميع القراء إذ أن كلمة (فِرْقَة) بعدها حرف استعلاء مفتوح بخلاف (فرق) فبعدها حرف استعلاء مكسور والكسر يضعف الحرف ...
ولذلك قال صاحب السلسبيل الشافي:
وفرق الخلاف فيه مشتهر
لأن الاستعلاء بعدها انكسر
ووجه الترقيق ضعف الراء لوقوعها بين كسرتين وضعف منع حرف الاستعلاء بسبب كسره..
ووجه التفخيم وقوع حرف الاستعلاء بعدها المانع من الترقيق والوجهان صحيحان مقروء بهما والترقيق مقدم أداءً.
فائدة:
اعلم أن كلمة (فرق) من طرق حفص ينبغي ألا تقرأ بالترقيق أو التفخيم مطلقاً هكذا بل ينبغي أن ترجع إلى الطريق الذي تقرأبه فمثلاً إن كنت تقرأ من طريق الشاطبية فلك الوجهان والترقيق أولى وإن كنت تقرأ من طريق الفيل وذرعان من روضة ابن المعدل-فلك التفخيم فقط.
ملحوظة
ذكر صاحب هداية القاري ــ رحمه الله ــ تحريرات في ( فرق ) حالة الوقف
حاصلها أن من فخمها في الوصل فخمها حالة الوقف سواء وقف بالسكون أم بالرَوم ومن يري الترقيق في حالة الوصل يقول بالوجهين في حالة الوقف بالسكون أما إذا وقف بالرَوم فالترقيق لا غير . أ . هــ هداية القاري
أقول ــ سامح ــ : هذا الكلام غير معمول به فتنبه .
( ص ) الراء الموقوف عليها بالسكون وقبلها فتح أو ضم أو ساكن مسبوق بفتح أو ضم وهى في الوصل مكسورة نحو : البشر والنذر والعصر. التفخيم أولى وذهب البعض إلى أن الترقيق خطأ .
( ش ) الراء المكسورة المتطرفة الموقوف عليها إن ضم ما قبلها نحو {بِالنُّذُرِ} {وَدُسُرٍ} أو فتح نحو {الْبَشَرِ} أو سكن نحو {الْفَجْرِ} {الْقَدْرِ} حكمها التفخيم.
وهذا ما ذهب إليه الجمهور وهو الصحيح كما في إتحاف البشر وغيره.
وقيل : بترقيقها لعروض الوقف وذهب إليه جماعة .
والمعول عليه والمقروء به هو ما ذهب إليه الجمهور .
تنبيه
هذا إذا كان الوقف بالسكون المجرد. أما إذا كان الوقف بالرَوم فلا خلاف في ترقيق هذه الراء لجميع القراء.
وفيما يلي ضابط نفيس للعلامة المتولي بين فيه هذا التنبيه مع ذكر اختيار الحافظ ابن الجزري فيما تقدم في الراءات ذوات الوجهين وفقاً قال عليه رحمة الله:
*والراجحُ التفخيم في للبَشَر * والفجْر أيضاً وكذا بالنُّذُر*
*وفي إذا يَسر اختيار الجزري * ترقيقهُ وهكذا ونُذر*
*ومِصر فيه اخْتار أن يفخِّمَا * وعكسه في القِطْر عنه فاعلما*
*وذلك كلُّه بحالِ وقْفِنا * والروم كالوصل على ما بُيِّنَا . أهـ هداية القاري
( ص ) يجب أن ينتبه القارئ الكريم إلى أن بعض الأحكام سوف تتغير إذا قرأ بالرَوم
.
( ش ) قال ابن الجزري : فصل في الوقف على الراء
فاعلم أنك متى وقفت على الراء بالسكون أو بالإشمام نظرت إلى ما قبلها.
وذهب بعضهم إلى الوقف عليها بالترقيق إن كانت مكسورة لعروض الوقف
ومتى وقفت عليها بالروم اعتبرت حركتها فإن كانت كسرة رققتها
(فالحاصل) من هذا أن الراء المتطرفة إذا سكنت في الوقف جرت مجرى الراء الساكنة في وسط الكلمة تفخم بعد الفتحة والضمة نحو (العرش وكرسيه) وترقق بعد الكسرة نحو (شرذمة) وأجريت الياء الساكنة والفتحة الممالة قبل الراء المتطرفة إذا سكنت مجرى الكسرة وأجرى الإشمام في المرفوعة مجرى السكون وإذا وقف عليها بالروم جرت مجراها في الوصل والله أعلم. أ . هـ بتصرف النشر
قلت ــ سامح ــ : وأزيدك بيانا يعنى إذا وقفت علي الكلمة بوجه الروم جرت مجراها في الوصل فإذا كانت مفخمة في الوصل فخمت في الوقف على وجه الروم وإذا كانت مرققة في الوصل رققت في الوقف عليها بوجه الروم لأن الروم بعض حركة.
- فكلمة (والعصرِ) إذا وقفت بالروم (بعض حركة) ترقق الراء لأنها مكسورة في الوصل
- أما كلمة (والطيرُ) إذا وقفت بالروم تفخم الراء لأنها مضمومة في الوصل وأنت تأتى في نطقك وقفا ببعض حركة الضم وعلة الوقف كالوصل في الروم أنك نطقت ببعض الحركة.
( ص ) كلمة ( مجريها ) حكم الراء الترقيق لأن هذه الكلمة ممالة لحفص
( ش ) حفص لا يميل الراء المفتوحة ولا يرققها إلا في
( مجراها ) لأنه جعل فتحة الراء قريبة إلي الكسرة , وجعل الألف التي بعدها قريبة إلي الياء
و من موجبات ترقيق الراء الإمالة . فإذا أميلت الراء المفتوحة فإن الإمالة من مسوغات الترقيق .
ملحوظات
1 ـ اختلف في ثلاث كلمات وهي ( قرية ومريم ) حيث وقعا ( والمرءِ ) فذهب بعضهم إلى الترقيق لكل القراء في الثلاث من أجل الياء والكسرة كالأهوازي وغيره وذهب ابن شريح ومكي وجماعة إلى ترقيق الأولين فقط من أجل الياء وغلط الحصري من فخمها فبالغ في ذلك وذهب بعضهم إلى ترقيق الثلاث للأزرق فقط كابن بليمة وغيره والصواب كما في النشر التفخيم في الثلاث لكل القراء ولا فرق بين الأزرق وغيره فيها .أ .هـ اتحاف البشر للبنا
قال : ابن الجزرى وذهب المحققون وجمهور أهل الأداء إلى التفخيم فيهما وهو الذي لا يوجد نص على أحد من الأئمة المتقدمين بخلافه وهو الصواب وعليه العمل في سائر الأمصار وهو القياس الصحيح.
والصواب المأخوذ به هو التفخيم للجميع لسكون الراء بعد فتح ولا أثر لوجود الياء بعدها في الترقيق وأجمعوا على تفخيم (ترميهم، وفي السرد، ورب العرش والأرض) ونحوه ولا فرق بينه وبين (المرء) والله أعلم . أ.هــ النشر بتصرف
وفي ذلك يقول الشاطبى :
وَمَا بَعْدَهُ كَسْرٌ أَوِ الْيَا فَمَا لَهُمْ **** بِتَرْقِيقِهِ نَصٌّ وَثِيقٌ فَيَمْثُلاَ
وأشار ابن برى إلى أن الترقيق لسبب بعد الراء لم يقل به أحد من أهل التوجيه للقراءات إلا في قوله "بشرر" ــ عند ورش ــ في المرسلات
قال ابن بري :
وقبل كسرة وياء فخما *** في "المرء" ثم "قرية" و"مريما"
إذ لا اعتبار لتأخر السبب*** هنا وإن حكي عن بعض العرب
وإنـما اعتبر في "بشــرر***لأنــــه وقــــــع في مكرر
2 ـ يدور في أذهان البعض سؤال هل الراء المشددة حكمها يتغير ؟
وفي مثل ذلك يقول ابن الجزري جوابه
بأن الحرفين في الإدغام كحرف واحد إذ اللسان يرتفع بهما ارتفاعة واحدة من غير مهلة ولا فرجة فكأن الكسرة قد وليت الراء في ذلك. أ. هـ النشر
أقول ــ سامح ــ : قوله : ( فكأن الكسرة ) يشترك أيضا لو مفتوح أو مضموم فيكون الحكم أن الراء المكسورة مرققة والمفتوحة والمضمومة مفخمة فتنبه .
3 ـ قوله تعالى (مِرفقاً) ذكر بعض أهل الأداء تفخيمها لمن كسر الميم من أهل البصرة والكوفة من أجل زيادة الميم وعروض كسرتها
والصواب فيها الترقيق وأن الكسرة فيه لازمة وإن كانت الميم زائدة ولولا ذلك لم يرقق (إخراجاً والمحراب) لورش ولا فخمت (إرصاداً، والمرصاد) من أجل حرف الاستعلاء وهو مجمع عليه والله أعلم. أ. هـ النشر لابن الجزري
قلت ـ سامح ـ ولتوضيح ذلك يقول ابن الجزرى : ( الكسرة تكون لازمة وعارضة فاللازمة ما كانت على حرف أصلي أو منزل منزلة الأصلي يخل إسقاطه بالكلمة والعارضة بخلاف ذلك.
وقيل العارضة ما كانت على حرف زائد. وإليه ذهب صاحب التجريد وغيره وتظهر فائدة الخلاف في (مرفقاً) في قراءة من كسر الميم وفتح الفاء وهم أبو عمرو ويعقوب وعاصم وحمزة والكسائي وخلف كما تقدم، فعلى الأول تكون لازمة فترقق الراء معها وعلى الثاني تكون عارضة فتفخم والأول هو الصواب لإجماعهم على ترقيق (المحراب وإخراجاً) لورش دون تفخيم (مرصاداً، والمرصاد) من أجل حرف الاستعلاء بعد لا من أجل عروض الكسرة قبل كما قدمنا) . أ. هـ النشر
ويقول تلميذه عبد الدائم الأزهري : ( ذهب ابن شريح إلي تفخيم الراء الواقعة بعد الميم المتصلة بالكلمة لفظا من قوله ــ تعالي ــ : ( مرفقا ) ولم يوافق عليه الجمهور
لأن الميم نزلت منزلة الجزء بدليل الميم من ( المحراب ) . أ .هــ الطرازات المعلمة
3 ـ لماذا الراء واللام يفخمان ؟
اختصت الراء بالتفخيم بكونها متمكنة في ظهر اللسان فقربت بذلك من الحنك الأعلى الذي به تتعلق حروف الأطباق وتمكنت منزلتها لما عرض لها من التكرار . هذا قول معظم علماء التجويد لكن نحا منحى آخر في التوجيه عبد الوهاب القرطبي حيث قال : ( اختصت الراء واللام بالترقيق والتفخيم دون غيرهما من الحروف لشبه بينهما وبين الألف أما اللام فإنه انحرف واستطال حتي خالط أكثر الحروف ولهذا جعل علما للتعريف فأشبه الألف بذلك وأما الراء فإنه استطال أيضا بالتكرار واتسع حتى اعتد في الإمالة بمنزلة حرفين فشابه الألف بذلك أيضا .
فصار التفخيم في كونه انحصار الصوت بين اللسان والحنك نظير الاستعلاء والإطباق ولهذا أثر الاستعلاء في الإمالة والترقيق فمنعهما لأنه ضد ) . أ. هــ الموضح للقرطبي
4ـــ كيفية نطق الراء في التفخيم والترقيق
تخرج من ظهر اللسان ويتصور مع ذلك أن يعتمد الناطق بها على طرف اللسان فترقق إذ ذاك أو تمكنها في ظهر اللسان فتغلظ
فإذا مكنتها إلى ظهر اللسان غلظت ولم يكن ترقيقها ولا يقوى لكسر على سلب التغليظ عنها إذا تمكنت من ظهر اللسان إلا أن تغليظها في حال الكسر قبيح في المنطق لذلك لا يستعمله معتبر
وكلام العرب على تمكينها من الطرف إذا انكسرت فيحصل الترقيق المستحسن فيها إذ ذاك وعلى تمكينها إلى ظهر اللسان إذا انفتحت أو انضمت فيحصل لها التغليظ الذي يناسب الفتحة والضمة. وقد تستعمل مع الفتحة والضمة من الطرف فترقق إذا عرض لها سبب كما يتبين في هذا الباب في رواية ورش ولا يمكن إذا انكسرت إلى ظهر اللسان لئلا يحصل التغليظ المنافر للكسرة . أ .هــ النشر لابن الجزرى
ووصفهما عبد الوهاب القرطبي بقوله: ( الترقيق العمل فيها برأس اللسان ومعتمدها أدخل إلي جهة الحلق في الحنك الأعلى يسير وأخذ اللسان من الحنك أقل مما يأخذ مع المفخمة فينخفض اللسان حينئذ فلا ينحصر الصوت بينه وبين الحنك فتجيء الرقة .
وأما التفخيم فيأخذ طرف اللسان منها أكثر مما يأخذه مع الترقيق وكان معتمد اللسان أخرج في الحنك الأعلى يسيرا فينبسط حينئذ اللسان وينحصر الصوت بينه وبين الحنك فيحدث التفخيم ) . أ . هــ بتصرف الموضح في التجويد لعبد الوهاب القرطبي
والله أسأل القبول إنه خير مأمول
راجي عفو ربه المجيد
سامح سالم عبد الحميد
جمع وترتيب
سامح سالم عبد الحميد
الحمد لله على ما أنعم , والشكر له على ما ألهم, وصلى الله على محمد وسلم، وبعد ...
فلما رأيت في كتب التجويد الكلام على أحكام الراء يطول شرحه, بحيث يصعب حفظه، أردت أن أختصر لإخواني أحكامها ليعم النفع ثم أقوم بشرحه ، ولم أجد أحسن من كتاب الإضاءة للضباع فهو من أفضل الكتب التي اختصرت أحكامها ولذلك نقلت منه هذا الاختصار مع بعض الزيادات ثم أقوم بالشرح المفصل مع العناية بالتوجيه , و الله أسال القبول .
اعلم – رحمني الله وإياك - أن الأصل في الراء التفخيم ولكنني سأذكر أحكام ترقيقها لقلتها ولابد أن تفهم – أحسن الله إليك – أن ما لم يذكر من الأحكام فحكمه التفخيم ورحم الله الشاطبي إذ يقول :
وما كان ذا ضد فإني بضده ****** غنى فزاحم بالذكاء لتفضلا
-1 يرقق حفص الراء في حالتين في الوصل:
( 1 ) إذا كسرت نحو : رضا و رجال
(2 ) إذا سكنت بعد كسرة أصلية متصلة وليس بعدها حرف استعلاء في كلمتها نحو : مرية
-2 ويرقق الراء في حالتين في الوقف :
( 1 ) إذا وقعت بعد ياء ساكنة نحو: خير و قدير
( 2 ) إذا وقعت بعد كسرة متصلة نحو قدر بضم القاف وكسر الدال أو بعد كسرة منفصلة بساكن نحو الشعر
تنبيهات :
( 1 ) الكلمات الآتية فيها الوجهان في حالة الوقف :
( أ ) ( ونذر) في ستة مواضع سورة القمر و أيضا( يسر ) في سورة الفجر
وأيضا ( أسر و فأسر ) و أيضا ( القطر ) والترقيق أولى في هذه الكلمات .
( ب ) كلمة ( مصر ) التفخيم أولى .
(ج) كلمة ( فرق ) بها الوجهان أيضا لكن يرجع هذا إلى الطريق الذي تقرأ به فإن كنت تقرأ مثلا من الشاطبية فلك الوجهان والترقيق أولى وإن كنت تقرأ من طريق روضة ابن المعدل فلك التفخيم فقط .
( د ) الراء الموقوف عليها بالسكون وقبلها فتح أو ضم أو ساكن مسبوق بفتح أو ضم وهى في الوصل مكسورة نحو : البشر والنذر والعصر التفخيم أولى وذهب البعض إلى أن الترقيق خطأ .
( 2 ) يجب أن ينتبه القارئ الكريم إلى أن بعض الأحكام سوف تتغير إذا قرأ بالروم .
( 3 ) كلمة (مجريها ) حكم الراء الترقيق لأن هذه الكلمة ممالة لحفص .
ص : ( الأصل في الراء التفخيم )
ش : اعلم – رحمني الله وإياك – أنني سأذكر أحكام ترقيق الراء لقلتها ولابد أن تفهم – أحسن الله إليك – أن ما لم يذكر من الأحكام فحكمه التفخيم
قال الطيبى :
وما خلت من موجب الترقيق **** فحكمها التفخيم بالتحقيق
ورحم الله الشاطبي إذ يقول :
وما كان ذا ضد فإني بضده **** غنى فزاحم بالذكاء لتفضلا
اعلم أن القراء اختلفوا في أصل الراء هل هو التفخيم وإنما ترقق لسبب أو أنها عرية عن وصفي الترقيق والتفخيم فتفخم لسبب وترقق لآخر
فذهب الجمهور إلى الأول (الأصل في الراء التفخيم ) وهو الذي عليه العمل الآن
واحتجوا على أن أصل الراء التفخيم بكونها متمكنة في ظهر اللسان فقربت بذلك من الحنك الأعلى الذي به تتعلق حروف الأطباق وتمكنت منزلتها لما عرض لها من التكرار حتى حكموا للفتحة فيها بأنها في تقدير فتحتين كما حكموا للكسرة فيها بأنها في قوة كسرتين.
وقال آخرون ليس للراء أصل في التفخيم ولا في الترقيق وإنما يعرض لها ذلك بحسب حركتها فترقق مع الكسرة لتسفلها وتفخم مع الفتحة والضمة لتصعدهما فإذا سكنت جرت على حكم المجاور لها .
قلت ـ ابن الجزري ـ : والقولان محتملان .
فائدة الخلاف
وقد تظهر فائدة الخلاف في الوقف على المكسور إذا لم يكن قبله ما يقتضى الترقيق فإنه بالوقف تزول كسرة الراء الموجبة لترقيقها فتفخم حينئذ على الأصل على القول الأول وترقق على القول الثاني من حيث إن السكون عارض وأنه لا أصل لها في التفخيم ترجع إليه فيتجه الترقيق. وقد أشار في التبصرة إلى ذلك حيث قال : ( أكثر هذا الباب إنما هو قياس على الأصول وبعضه أخذ سماعاً، ولو قال قائل إنني أقف في جميع الباب كما أصل سواء أسكنت أو رمت لكان لقوله وجه من القياس مستثبت والأول أحسن.
والحق في ذلك أن يقال : إن من زعم أن أصل الراء التفخيم إن كان يريد إثبات هذا الوصف للراء مطلقاً من حيث إنها راء فلا دليل عليه لما مر وإن كان يريد بذلك الراء المتحركة بالفتح أو الضم وأنها لم عرض لها التحريك بإحدى الحركتين قويت بذلك على التفخيم فلا يجوز ترقيقها إذ ذاك إلا إن وجد سبب وحينئذٍ يتصور فيها رعى السبب فترفق ورفضه فتبقى على ما استحقه من التفخيم بسبب حركتها فهذا كلام جيد والله أعلم. أ . هـ كلام ابن الجزري في النشر بتصرف وزيادة وهو نقله عن المالقي في الدر النثير شرح كتاب التيسير
(ص ) 1 ــ يرقق حفص الراء في حالتين في الوصل:
1 ـ إذا كسرت نحو : ( رضا ) و( رجال (
( ش ) اعلم أن الراء المكسورة مرققة لجميع القراء من غير خلف عن أحد منهم .
وخرج بقولنا : (إذا كسرت ) الراء المفتوحة والمضمومة فتفخما حينئذ.
موجبات ترقيق الراء
ترقيق الراء إنما يكون لموجب : وهو أن تكون كسرتها لازمة الكسرة أو ناقصة بسبب رَوم أو اختلاس أو إمالة . أ.هــ الطرازات المعلمة لعبد الدائم الأزهري ت 870 هـ
توجيه ترقيق الراء:
قال السخاوي : ( لا خلاف في ترقيق الراء المكسورة في الوصل سواء كانت الكسرة عارضة أو أصلية لغلبة الكسر عليها ولما يقدر فيه من التكرير المقدر في الراء ولأن التفخيم ضرب من إشباع الفتح فلو فخمت المكسورة لصار فيها ضرب من الفتح فيؤدي ذلك إلي كون الحرف مفتوحا مكسورا في حال واحدة وذلك محال . أ. هـ فتح الوصيد للسخاوي
يقول أبو شامة : ) والغرض من الترقيق مطلقا اعتدال اللفظ وتقريب بعضه من بعض بأسباب-مخصوصة) .
وقيل : وجه ترقيق المكسورة قوة الشبه بين الإمالة والترقيق ولما كان من أسباب الإمالة الكسر فكذلك الكسر هنا سببا للترقيق . الفتوحات الإلهية د / محمد سلامة
والترقيق من الرقة وهو ضد السمن. فهو عبارة عن إنحاف ذات الحرف ونحوله. والتفخيم من الفخامة وهي العظمة والكثرة فهي عبارة عن ربو الحرف وتسمينه فهو والتغليظ واحد إلا أن المستعمل في الراء في ضد الترقيق هو التفخيم وفي اللام التغليظ .
هل الترقيق هو الإمالة
وقد عبر قوم عن الترقيق في الراء بالإمالة بين اللفظين كما فعل الداني وبعض المغاربة وهو تجوز إذ الإمالة أن تنحو بالفتحة إلى الكسرة وبالألف إلى الياء كما تقدم. والترقيق إنحاف صوت الحرف فيمكن اللفظ بالراء مرققة غير ممالة ومفخمة ممالة وذلك واضح في الحسن والعيان وإن كان لا يجوز رواية مع الإمالة إلا الترقيق ولو كان الترقيق إمالة لم يدخل على المضموم والساكن ولكانت الراء المكسورة ممالة وذلك خلاف إجماعهم. ومن الدليل أيضاً على أن الإمالة غير الترقيق أنك إذا أملت (ذكرى) التي هي فعلى بين بين كان لفظك بها غير لفظك بذكراً المذكر وقفاً إذا رققت ولو كانت الراء في المذكر بين اللفظين لكان اللفظ بهما سواء وليس كذلك ولا يقال إنما كان اللفظ في المؤنث غير اللفظ في المذكر لأن اللفظ بالمؤنث ممال الألف والراء واللفظ بالمذكر ممال الراء فقط فإن الألف حرف هوائي لا يوصف بإمالة ولا تفخيم بل هو تبع لما قبله فلو ثبت إمالة ما قبله بين اللفظين لكان ممالاً بالتبعية كما أملنا الراء قبله في المؤنث بالتبعية ولما اختلف اللفظ بهما والحالة ما ذكر ولا مزيد على هذا في الوضوح والله أعلم. وقال الداني في كتابه التجريد: الترقيق في الحرف دون الحركة إذا كان صيغته والإمالة في الحركة دون الحرف إذ كانت لعلة أوجبتها وهي تخفيف كالإدغام سواء انتهى. وهذا حسن جداً. أ. هـ ابن الجزري في النشر
( ص ) 2ــ إذا سكنت بعد كسرة أصلية متصلة وليس بعدها حرف استعلاء في كلمتها ( متصل ) نحو : مرية
( ش ) كلمة (مِرْية) الراء ساكنة وقبلها كسر أصلى ( ليس حركة عارضة ) متصل بها ( ليس في الكلمة التي قبلها ) وليس بعدها حرف استعلاء (خص ضغط قظ) في كلمتها فترقق من أجل هذا .
التوجيه
وجه أبو شامة ترقيق الراء الساكنة قائلاَ :
رققت لجميع القراء نحو (مرية-و-شرذمة وفرعون) ، قالوا لأن الحركة مقدرة بين يدي الحرف وكأن الراء هنا مكسورة ولو كانت مكسورة لوجب ترقيقها ومن ثم امتنع ترقيق نحو (مرجع) ، لأن الكسرة تبعد عنها إذا كانت بعدها وتقرب منها إذا كانت قبلها بهذا الاعتبار. أ.هـ إبراز المعاني لأبي شامة
فخرج من هذا التعريف الراء الساكنة التى قبلها كسر عارض مثل (اِرْتَابوا) فتفخم حينئذ.
وخرج بقولنا (متصلة بها) ما إذا كانت الكسرة منفصلة عنها مثل (إنِ ارتبتم)
وخرج بقولنا : ( وقبلها كسر أصلى متصل بها ) (الذي ارتضى) فالكسرة ( في حرف الذال ) أصلية لكنها ليست متصلة بها ــ يعنى منفصلة عنها في الكلمة الأخري .
ملحوظة
(إنِ ارتبتم) خرج قيدان:
1) الكسرة غير أصلية.
2) الكسرة غير متصلة بها .
وأما ( الذي ارتضي ) فخرج قيد واحد
أن الكسرة غير متصلة فقط .
تذكرة
الكسر العارض يأتي قبل الراء علي نوعين :
أحدهما : ما كسر لالتقاء الساكنين نحو ( وإنِ امرأة ) و( إنِ ارتبتم )
الثاني : أن يبدأ بهمزة الوصل في مثل ( امرأة ) فتكسر همزة الوصل فهذا يفخم لأن الكسرة غير أصلية ولأن الكسرة في همزة الوصل غير لازمة لأنها لا توجد إلا في حالة الابتداء . أ . هـ بتصرف فتح الوصيد للسخاوى
وخرج بقولنا (وليس بعدها حرف استعلاء في كلمتها)
ماإذا وقع بعدها حرف استعلاء متصل فلا خلاف في تفخيمها حينئذ والواقع منه في القرآن العظيم ( قرطاس ) بالأنعام الآية 7 و ( فرقة وإرصادا ) بالتوبة الآية 122 107 و ( مرصادا ) بالنبأ الآية 21 و ( بالمرصاد ) بالفجر الآية 14 ـــ إذن الواقع في القرآن من الراءات إذا وقع بعدها حرف استعلاء متصل ثلاثة أحرف ( القاف و الطاء و الصاد ) والمراد بالكسرة اللازمة التي تكون على حرف أصلي أو منزل منزلته يخل إسقاطه بالكلمة والعارضة بخلاف ذلك وهو باء الجر ولامه وهمزة الوصل وقيل العارضة ما كانت على حرف زائد .
أما (أنذِرْ قومك – ولا تصعِرْ خدك – فاصبِرْ صبرا) ... فحكم الراء الترقيق لأن حرف الإستعلاء وإن جاء بعدها لكنه ليس في كلمتها فمن أجل ذلك ترقق الراء.
سؤال : لماذا ترقق الراء في ( فاصبر صبرا ـــ أنذر قومك ـــ تصعر خدك ) مع أن بعدها حرف استعلاء ؟ أجاب ابن الجزري بقوله : ولا اعتبار بوجود حرف الاستعلاء بعد لانفصاله وعدم تأثير حرف الاستعلاء في ذلك من أجل الانفصال .
وقال الصفاقسي : من أجل الفصل الخطي .
( ص ) وترقق الراء في حالتين في الوقف:
1 ـ إذا وقعت بعد ياء ساكنة نحو: (خَيْر – قدِيْر)
( ش ) ترقق الراء في الوقف إذا كانت بعد ياء ساكنة سواء كان قبل الياء فتح كما في نحو ( خَيْر ) أو كان قبل الياء كسر في نحو ( قدِيْر ) .
التوجيه
لأن الياء الساكنة تقوم مقام كسر ما قبلها . أ. هـ الدراسات الصوتية د غانم قدوري نقلا عن كفاية المستفيد للنابلسي
وقولنا (إذا وقعت بعد ياء ساكنة ) أخرج الراء التي وقف عليه وليس قبلها ياء ساكنة فتفخم حينئذ مثل ( مكَرَ ) قبلها مفتوح ومثل (يكفر) قبلها مضموم فتفخم في كل هذا لعدم وجود الشرط .
( ص ) 2ـ إذا وقعت بعد كسرة متصلة نحو: (قُدِرْ) أو بعد منفصلة بساكن نحو: (الشِعْرْ)
.
( ش ) إذا سكنت الراء في حالة الوقف وقبلها كسر ترقق مطلقا سواء كان الكسر متصل بها مثل (قُدِرْ) أو الكسرة منفصلة بساكن نحو (الشِعْرْ)
وقولنا : ( إذا وقعت بعد كسرة متصلة أو منفصلة ) أخرج الراء التي ليس قبلها كسر فتفخم حينئذ مثل ( مكَرَ ) قبلها مفتوح ومثل ( يكفر ) قبلها ضم فتفخم
وكذلك أخرج مثل ( دَار) الراء التي قبلها ساكن وقبل الساكن فتح فتفخم حينئذ
وكذلك أخرج مثل ( خضر ) الراء التي قبلها ساكن وقبل الساكن ضم فتفخم حينئذ في كل هذا لعدم وجود الشرط .
قال الشاطبي :
وَلاَ بُدَّ مِنْ تَرْقِيِقِهاَ بَعْدَ كَسْرَةٍ *** إِذَا سَكَنَتْ ياَ صَاحِ لِلسَّبْعَةِ المَلا
أقول ـ سامح ـ : وإن كان الشاطبي لا يتحدث في هذا البيت عن هذه القاعدة لكن هذا البيت بلا شك يندرج تحتها .
التوجيه قالوا : لأن الحركة مقدرة بين يدي الحرف وكأن الراء هنا مكسورة ولو كانت مكسورة لوجب ترقيقها على ما يأتي ومن ثم امتنع ترقيق نحو (مرجع) ، لأن الكسرة تبعد عنها إذا كانت بعدها وتقرب منها إذا كانت قبلها .
وقيل : وجه ترقيق الراء الساكنة بعد الكسر لما بين الكسر والترقيق من تناسب
ووجه ترقيق التي قبل حرف الاستفال التناسب . الفتوحات الإلهية د / محمد سلامة
ملحوظة:
كلمة (مِصْرْ ــ القطر) حكم خاص وسيأتي بيان شرحهما .
الخلاصة
من الممكن بطريقة سهلة معرفة أصل الباب ( عدا الكلمات المخصوصة وقاعدة الرَوم التي سوف أذكرهما ) فتقول :
الراء مفخمة في الوصل إذا
كانت مفتوحة أو مضمومة . وإذا كانت ساكنة وقبلها مفتوح , أو مضموم , أو ساكن وقبله فتح أو ضم , أو الراء ساكنة وقبلها كسر غير أصلي , أو كسرة أصلية لكنها منفصلة , أو الراء ساكنة وقبلها كسر أصلي متصل بها ولكن بعدها حرف مفخم في كلمتها .
الراء مفخمة في الوقف إذا كان قبلها
فتح أوضم أو ساكن ـ غير الياءالساكنة بالطبع ـ وقبل الساكن فتح أو ضم . والله أعلم وأحكم
قال ابن الجزري :
وأما الراء الساكنة فتكون أيضاً أولاً ووسطاً وآخراً وتكون في ذلك كله بعد ضم وفتح وكسر. فمثالها أولاً بعد فتح (وارزقنا. وارحمنا) وبعد ضم: (اركض) وبعد كسر (يا بني اركب. وأم ارتابوا. ورب ارجعوني، والذي ارتضى، ولمن ارتضى) فهي مفخمة على كل حال لوقوعها بعد ضم ولكون الكسرة عارضة وكذلك (أم ارتابوا. ويابني اركب. ورب ارجعوني) ونحوه فتفخيمها أيضاً ظاهر. وأما قوله تعالى (وإن قيل لكم ارجعوا. ويا أيتها النفس المطمئنة ارجعي، وياأيها الذين آمنوا اركعوا. والذين ارتدوا، وتفرحون ارجع إليهم) فلا تقع الكسرة قبل الراء في ذلك ونحوه إلا في الابتداء فهي أيضاً في ذلك مفخمة لعروض الكسر قبلها وكون الراء في ذلك اصلها التفخيم. أ . هــ بتصرف
وأما الراء الساكنة المتطرفة فتكون كذلك بعد فتح وبعد ضم وبعد كسر فمثالها بعد الفتح: يغفر، ولم يتغير، ولا يسخر، ولا تذر، ولا تقهر، و لا تنهر) ومثالها بعد الضم (فانظر، وأن أشكر، فلا تكفر) فلا خلاف في تفخيم الراء في جميع ذلك لجميع القراء. ومثالها بعد الكسر (استغفر، ويغفر، وأبصر، وقدر، واصبر، واصطبر، ولا تصاعر) ولا خلاف في ترقيق الراء في ذلك كله لوقوعها ساكنة بعد الكسر ولا اعتبار بوجود حرف الاستعلاء بعدها في هذا القسم لانفصاله عنها وذلك نحو (فاصبر صبرا؛ وأن أنذر قومك، ولا تصعر خدك).
وأما الراء الساكنة المتوسطة فتكون أيضاً بعد فتح وضم وكسر. فمثالها بعد الفتح (برق. وخردل. والأرض ويرجعون. والعرش. والمرجان ووردة وصرعى). فالراء مفخمة في ذلك كله لجميع القراء لم يأت على أحد منهم خلاف في حرف من الحروف سوى ثلاث كلمات وهي
ومثالها بعد الضم (القرآن، والفرقان، والغرفة، وكرسيه، والخرطوم وترجى، وسأرهقه، وزرتم) فلا خلاف في تفخيم الراء في ذلك كله.
توجيه أحكام التفخيم
1 ـ أما عن وجه تفخيم الراء إذا كان بعدها حرف إستعلاء:
يقول أبو شامة: "التفخيم أليق بحروف الإستعلاء من الترقيق لما يلزم المرقق من الصعود بعد النزول وذلك شاق مستثقل". أ.هـ إبراز المعاني
2ــ قيل : وجه التفخيم مع حروف الاستعلاء عدم التناسب بين الترقيق في الراء والتفخيم لحروف الاستعلاء فيكون هناك تنافر . الفتوحات الإلهية د / محمد سلامة
3ـ وجه تفخيم المضمومة التنافر بين ثقل الضمة والترقيق . الفتوحات الإلهية د / محمد سلامة
4ـ تفخيم الساكنة بعد الفتح والضم لما بينهما من تناسب أي بين الفتح والضم .
5ـ ووجه تفخيم التي قبل حرف الاستعلاء التناسب . الفتوحات الإلهية د / محمد سلامة
6 ــ اتفق الجميع علي ترقيق الراء إذا سكنت وانكسر ما قبلها ولم يفعلوا ذلك إذا انكسر ما بعدها في نحو : ( مرجع ) و ( مرفق ) لأن الحركة مقدرة بعد الحرف وبين يديه فإذا كانت الكسرة قبلها كانت كأنها عليها مثل ( فرعون ) كسرة الفاء مقدرة بين الفاء والراء فقربت من الراء حتى كأنها عليها
وكسرت الجيم من ( مرجع ) علي هذا مقدرة بينها وبين العين فبعدت من الراء وصارت الجيم في حكم الحائل بين الراء والكسرة . أ . هـ بتصرف فتح الوصيد للسخاوي
تنبيهات
1 ـ الكلمات الآتية فيها الوجهان في حالة الوقف :
( ص ) ( أ ) ( ونذر) في ستة مواضع سورة القمر و أيضا( يسر ) في سورة الفجر
وأيضا ( أسر و فأسر ) و أيضا ( القطر ) والترقيق أولى في هذه الكلمات .
( ش ) من الراءات الساكنة للوقف المتحركة في الوصل ما يجوز فيها الوجهان الترقيق والتفخيم والأول هو الأرجح. وهي الراءات المكسورة التي بعدها ياء محذوفة للتخفيف المنحصرة في كلمة {وَنُذُرِ} المسبوقة بالواو في ستة مواضع بالقمر وكلمة {يَسْرِ} في قوله تعالى: {وَالَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}
التوجيه
. فمن رقق نظر إلى الأصل وهو الياء المحذوفة للتخفيف وأجرى الوقف مجرى الوصل.
ومن فخم لم ينظر إلى الأصل ولا إلى الوصل واعتد بالعارض وهو الوقف بسكون الراء وحذف الياء ولفتح ما قبل الراء في "يسر" ولضمه في "ونُذُرِ" إذ كل هذا موجب للتفخيم.
ويلحق بهذه الراءات في إجراء الوجهين وقفاً مع ترجيح الترقيق في الراء من كلمتي {أَنْ أَسْرِ} و{فَأَسْرِ} إذ أن بعد الراء فيهما ياء محذوفة للبناء. أ . هـ هداية القاري
ويقول الإمام ابن الجزرى – رحمه الله – الوقف بالسكون على (أن أسر)..طه(77) على قراءة من قطع ووصل فمن لم يعتد بالعارض أيضا رقق . وأما على القول الاّخر فيحتمل التفخيم للعروض .
ويحتمل الترقيق فرقا بين كسرة الإعراب وكسرة البناء إذ كان الأصل (أسرى) بالياء . وحذفت الياء للبناء فبقى الترقيق دلالة على الأصل وفرقا بين ما أصله الترقيق وما عرض له.
وكذلك الحكم في (والليل إذا يسر)..الفجر(4) في الوقف بالسكون على قراءة من حذف الياء فحينئذ يكون الوقف عليه بالترقيق أولى.
قلت ــ سامح ــ : ( حذفت الياء في (يسر) تخفيفاً لأن من العرب من يكتفي بالكسرة ويحذف الياء كما جاء في قوله تعالى في سورة هود (يوم يأتِ) حذفت الياء تخفيفا واكتفي بكسر التاء للدلالة عليها.
وهذه الكلمات ذكرها غير واحد من الفضلاء نظما:
يقول السمنودى: وَرِقُّ رَا يَسْرِ وَأَسْرِ أَحَرَى *** كَالقِطْرِ مَعْ نُذُرِ عَكْسُ مِصرَ
يرى السمنودى بأن ترقيق راء (يسر، أسر، القطر، نذر) في الوقف أولى من التفخيم ويرى أن مصر تفخيمها في الوقف أولى وكلام السمنودى موافق لكلام ابن الجزرى في النشر وغيره .
وأما : ( عين القطرِ ) ففي الراء خلاف بين أهل الأداء في الوقف . فمنهم من فخم لكون الحاجز حرف استعلاء معتدًّا به ومنهم من رقق ولم يعتد بالحاجز الحصين وجعله كغير الحصين مثل {الشِّعْرَ} واختار الحافظ ابن الجزري الترقيق في القطر نظراً لحال الوصل وعملاً بالأصل أي أن الراء في القطر مكسورة في الوصل مرققة. وهذا هو المعول عليه والمأخوذ به .أ . هــ بتصرف من هداية القاري
وأضيف توضيحا
فمن رققها نظرا إلى ترقيقها وصلاً لأنها مكسورة إلى أن ما قبل الساكن المستعلى (الطاء) كسر يوجب ترقيق الراء بصرف النظر عن الساكن المتوسط بينهما ومن فخمها اعتد بالعارض وهو الوقف، ولم يعتد بالوصل واعتبر الساكن بينهما حاجزا حصينا مانعا من الترقيق لأن الطاء حرف استعلاء قوى.
2 ـ ( ص ) كلمة ( مصر ) التفخيم أولى ..
( ش ) اعلم أن الساكن الحاجز بين الكسرة والراء إذا كان صاداً نحو (ادخلوا مصر) فقد اختلف أهل الأداء.
توجيه مصر:
فمن فخمها نظرا إلى حالتها في الوصل حيث تكون واجبة التفخيم ــ لأن الراء مفتوحة ــ وصرف النظر عن الكسر الواقع قبل حرف الاستعلاء (الصاد) الفاصل بين الكسر وبين الراء واعتبر حرف الاستعلاء حاجزا حصينا مانعا من الترقيق.
ومن رققها لم ينظر إلى حالتها في الوصل واعتد بالعارض وهو الوقف واعتبر الكسر الموجود قبل حرف الاستعلاء موجبا لترقيقها دون الالتفات إلى حرف الاستعلاء. لكن الإمام ابن الجزرى – رحمه الله – اختار في مصر التفخيم نظراً فيها للوصل وعملا بالأصل.
وقد ذكر صاحب السلسبيل الشافي ــ شيخ شيخي رحمهما الله ــ حكم راء القطر ومصر فقال:
والخلف في القطر وفي مصر أتي **** واختير ما في وصل كل ثبتا
( ص ) كلمة ( فرقٍ ) بها الوجهان أيضا لكن يرجع هذا إلى الطريق الذي تقرأ به فإن كنت تقرأ مثلا من الشاطبية فلك الوجهان والترقيق أولى وإن كنت تقرأ من طريق روضة ابن المعدل فلك التفخيم فقط .
( ش ) إذا كان حرف الاستعلاء الذي بعد الراء مكسوراً ففي الراء خلاف بين أهل الأداء، فقال الجمهور بالترقيق. وقال بعض بالتفخيم وهذا في كلمة فرق في قوله تعالى: {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (سورة الشعراء 63) } فمن فخم نظر إلى وجود حرف الاستعلاء بعد الراء ومن رقق نظر إلى كسر حرف الاستعلاء لأنه لما انكسر ضعفت قوته وصارت الراء متوسطة بين كسرين. وإلى هذا الخلاف أشار الحافظ أبن الجزري بقوله في المقدمة الجزرية:
*والخلْفُ في فرقٍ لِكَسْر يُوجَدُ ............................
وقوله لكسر يوجد أي في القاف: "الوجهان صحيحان مقروء بهما" لكل القراء غير أن الترقيق هو المشهور والمقدم في الأداء وحكى غير واحد لإجماع عليه كما في النشر وغيث النفع وتنبيه الغافلين وغيرها. قال صاحب انشراح الصدور: قال الداني: والوجهان جيدان والمأخوذ به الترقيق نقله النويري في شرح الطيبة فهو أولى بالعمل إفراداً وبالتقديم جمعاً أهـ بحروفه قاله في هداية القاري .
ولعبد الدائم الأزهري توجيه أوضح حيث يقول : ( وجه تفخيم ( فرق ) معارضة الكسرة المناسبة للترقيق بحرف الاستعلاء بعد الراء ووجه الترقيق إبطال عمل حرف الاستعلاء بالكسرة الواقعة فيه فكل من الكسرة وحرف الاستعلاء طالب عمله للراء الكسرة طالبة للترقيق وحرف الاستعلاء طالب للتفخيم . أ . هــ الطرازات المعلمة شرح المقدمة
ويقول الطيبي :
والخلف في فِرق لكسر القاف ***** وفِرْقَة تفخم بلا خلاف
وجه تفخيم (فرق) ضعف الكسرة لتقابل المانع القوي وهو حرف الاستعلاء
علل – رحمه الله – الخلاف الدائر في كلمة (فرق) بسورة الشعراء بأن حرف الاستعلاء وإن كان بعد الراء فكان ذلك يستوجب الترقيق لكنه لكونه مكسورا ففيه الترقيق والتفخيم ثم أوضح الناظم أن الكلمة (فِرْقَة) مفخمة بلا خلاف .. وسبب ذكره – رحمه الله – كلمة فرقة بعد كلمة فرق لئلا يتوهم القارئ أن هذه الكلمة مثل تلك فيعطى لها الوجهين. وهذا مخالف لجميع القراء إذ أن كلمة (فِرْقَة) بعدها حرف استعلاء مفتوح بخلاف (فرق) فبعدها حرف استعلاء مكسور والكسر يضعف الحرف ...
ولذلك قال صاحب السلسبيل الشافي:
وفرق الخلاف فيه مشتهر
لأن الاستعلاء بعدها انكسر
ووجه الترقيق ضعف الراء لوقوعها بين كسرتين وضعف منع حرف الاستعلاء بسبب كسره..
ووجه التفخيم وقوع حرف الاستعلاء بعدها المانع من الترقيق والوجهان صحيحان مقروء بهما والترقيق مقدم أداءً.
فائدة:
اعلم أن كلمة (فرق) من طرق حفص ينبغي ألا تقرأ بالترقيق أو التفخيم مطلقاً هكذا بل ينبغي أن ترجع إلى الطريق الذي تقرأبه فمثلاً إن كنت تقرأ من طريق الشاطبية فلك الوجهان والترقيق أولى وإن كنت تقرأ من طريق الفيل وذرعان من روضة ابن المعدل-فلك التفخيم فقط.
ملحوظة
ذكر صاحب هداية القاري ــ رحمه الله ــ تحريرات في ( فرق ) حالة الوقف
حاصلها أن من فخمها في الوصل فخمها حالة الوقف سواء وقف بالسكون أم بالرَوم ومن يري الترقيق في حالة الوصل يقول بالوجهين في حالة الوقف بالسكون أما إذا وقف بالرَوم فالترقيق لا غير . أ . هــ هداية القاري
أقول ــ سامح ــ : هذا الكلام غير معمول به فتنبه .
( ص ) الراء الموقوف عليها بالسكون وقبلها فتح أو ضم أو ساكن مسبوق بفتح أو ضم وهى في الوصل مكسورة نحو : البشر والنذر والعصر. التفخيم أولى وذهب البعض إلى أن الترقيق خطأ .
( ش ) الراء المكسورة المتطرفة الموقوف عليها إن ضم ما قبلها نحو {بِالنُّذُرِ} {وَدُسُرٍ} أو فتح نحو {الْبَشَرِ} أو سكن نحو {الْفَجْرِ} {الْقَدْرِ} حكمها التفخيم.
وهذا ما ذهب إليه الجمهور وهو الصحيح كما في إتحاف البشر وغيره.
وقيل : بترقيقها لعروض الوقف وذهب إليه جماعة .
والمعول عليه والمقروء به هو ما ذهب إليه الجمهور .
تنبيه
هذا إذا كان الوقف بالسكون المجرد. أما إذا كان الوقف بالرَوم فلا خلاف في ترقيق هذه الراء لجميع القراء.
وفيما يلي ضابط نفيس للعلامة المتولي بين فيه هذا التنبيه مع ذكر اختيار الحافظ ابن الجزري فيما تقدم في الراءات ذوات الوجهين وفقاً قال عليه رحمة الله:
*والراجحُ التفخيم في للبَشَر * والفجْر أيضاً وكذا بالنُّذُر*
*وفي إذا يَسر اختيار الجزري * ترقيقهُ وهكذا ونُذر*
*ومِصر فيه اخْتار أن يفخِّمَا * وعكسه في القِطْر عنه فاعلما*
*وذلك كلُّه بحالِ وقْفِنا * والروم كالوصل على ما بُيِّنَا . أهـ هداية القاري
( ص ) يجب أن ينتبه القارئ الكريم إلى أن بعض الأحكام سوف تتغير إذا قرأ بالرَوم
.
( ش ) قال ابن الجزري : فصل في الوقف على الراء
فاعلم أنك متى وقفت على الراء بالسكون أو بالإشمام نظرت إلى ما قبلها.
وذهب بعضهم إلى الوقف عليها بالترقيق إن كانت مكسورة لعروض الوقف
ومتى وقفت عليها بالروم اعتبرت حركتها فإن كانت كسرة رققتها
(فالحاصل) من هذا أن الراء المتطرفة إذا سكنت في الوقف جرت مجرى الراء الساكنة في وسط الكلمة تفخم بعد الفتحة والضمة نحو (العرش وكرسيه) وترقق بعد الكسرة نحو (شرذمة) وأجريت الياء الساكنة والفتحة الممالة قبل الراء المتطرفة إذا سكنت مجرى الكسرة وأجرى الإشمام في المرفوعة مجرى السكون وإذا وقف عليها بالروم جرت مجراها في الوصل والله أعلم. أ . هـ بتصرف النشر
قلت ــ سامح ــ : وأزيدك بيانا يعنى إذا وقفت علي الكلمة بوجه الروم جرت مجراها في الوصل فإذا كانت مفخمة في الوصل فخمت في الوقف على وجه الروم وإذا كانت مرققة في الوصل رققت في الوقف عليها بوجه الروم لأن الروم بعض حركة.
- فكلمة (والعصرِ) إذا وقفت بالروم (بعض حركة) ترقق الراء لأنها مكسورة في الوصل
- أما كلمة (والطيرُ) إذا وقفت بالروم تفخم الراء لأنها مضمومة في الوصل وأنت تأتى في نطقك وقفا ببعض حركة الضم وعلة الوقف كالوصل في الروم أنك نطقت ببعض الحركة.
( ص ) كلمة ( مجريها ) حكم الراء الترقيق لأن هذه الكلمة ممالة لحفص
( ش ) حفص لا يميل الراء المفتوحة ولا يرققها إلا في
( مجراها ) لأنه جعل فتحة الراء قريبة إلي الكسرة , وجعل الألف التي بعدها قريبة إلي الياء
و من موجبات ترقيق الراء الإمالة . فإذا أميلت الراء المفتوحة فإن الإمالة من مسوغات الترقيق .
ملحوظات
1 ـ اختلف في ثلاث كلمات وهي ( قرية ومريم ) حيث وقعا ( والمرءِ ) فذهب بعضهم إلى الترقيق لكل القراء في الثلاث من أجل الياء والكسرة كالأهوازي وغيره وذهب ابن شريح ومكي وجماعة إلى ترقيق الأولين فقط من أجل الياء وغلط الحصري من فخمها فبالغ في ذلك وذهب بعضهم إلى ترقيق الثلاث للأزرق فقط كابن بليمة وغيره والصواب كما في النشر التفخيم في الثلاث لكل القراء ولا فرق بين الأزرق وغيره فيها .أ .هـ اتحاف البشر للبنا
قال : ابن الجزرى وذهب المحققون وجمهور أهل الأداء إلى التفخيم فيهما وهو الذي لا يوجد نص على أحد من الأئمة المتقدمين بخلافه وهو الصواب وعليه العمل في سائر الأمصار وهو القياس الصحيح.
والصواب المأخوذ به هو التفخيم للجميع لسكون الراء بعد فتح ولا أثر لوجود الياء بعدها في الترقيق وأجمعوا على تفخيم (ترميهم، وفي السرد، ورب العرش والأرض) ونحوه ولا فرق بينه وبين (المرء) والله أعلم . أ.هــ النشر بتصرف
وفي ذلك يقول الشاطبى :
وَمَا بَعْدَهُ كَسْرٌ أَوِ الْيَا فَمَا لَهُمْ **** بِتَرْقِيقِهِ نَصٌّ وَثِيقٌ فَيَمْثُلاَ
وأشار ابن برى إلى أن الترقيق لسبب بعد الراء لم يقل به أحد من أهل التوجيه للقراءات إلا في قوله "بشرر" ــ عند ورش ــ في المرسلات
قال ابن بري :
وقبل كسرة وياء فخما *** في "المرء" ثم "قرية" و"مريما"
إذ لا اعتبار لتأخر السبب*** هنا وإن حكي عن بعض العرب
وإنـما اعتبر في "بشــرر***لأنــــه وقــــــع في مكرر
2 ـ يدور في أذهان البعض سؤال هل الراء المشددة حكمها يتغير ؟
وفي مثل ذلك يقول ابن الجزري جوابه
بأن الحرفين في الإدغام كحرف واحد إذ اللسان يرتفع بهما ارتفاعة واحدة من غير مهلة ولا فرجة فكأن الكسرة قد وليت الراء في ذلك. أ. هـ النشر
أقول ــ سامح ــ : قوله : ( فكأن الكسرة ) يشترك أيضا لو مفتوح أو مضموم فيكون الحكم أن الراء المكسورة مرققة والمفتوحة والمضمومة مفخمة فتنبه .
3 ـ قوله تعالى (مِرفقاً) ذكر بعض أهل الأداء تفخيمها لمن كسر الميم من أهل البصرة والكوفة من أجل زيادة الميم وعروض كسرتها
والصواب فيها الترقيق وأن الكسرة فيه لازمة وإن كانت الميم زائدة ولولا ذلك لم يرقق (إخراجاً والمحراب) لورش ولا فخمت (إرصاداً، والمرصاد) من أجل حرف الاستعلاء وهو مجمع عليه والله أعلم. أ. هـ النشر لابن الجزري
قلت ـ سامح ـ ولتوضيح ذلك يقول ابن الجزرى : ( الكسرة تكون لازمة وعارضة فاللازمة ما كانت على حرف أصلي أو منزل منزلة الأصلي يخل إسقاطه بالكلمة والعارضة بخلاف ذلك.
وقيل العارضة ما كانت على حرف زائد. وإليه ذهب صاحب التجريد وغيره وتظهر فائدة الخلاف في (مرفقاً) في قراءة من كسر الميم وفتح الفاء وهم أبو عمرو ويعقوب وعاصم وحمزة والكسائي وخلف كما تقدم، فعلى الأول تكون لازمة فترقق الراء معها وعلى الثاني تكون عارضة فتفخم والأول هو الصواب لإجماعهم على ترقيق (المحراب وإخراجاً) لورش دون تفخيم (مرصاداً، والمرصاد) من أجل حرف الاستعلاء بعد لا من أجل عروض الكسرة قبل كما قدمنا) . أ. هـ النشر
ويقول تلميذه عبد الدائم الأزهري : ( ذهب ابن شريح إلي تفخيم الراء الواقعة بعد الميم المتصلة بالكلمة لفظا من قوله ــ تعالي ــ : ( مرفقا ) ولم يوافق عليه الجمهور
لأن الميم نزلت منزلة الجزء بدليل الميم من ( المحراب ) . أ .هــ الطرازات المعلمة
3 ـ لماذا الراء واللام يفخمان ؟
اختصت الراء بالتفخيم بكونها متمكنة في ظهر اللسان فقربت بذلك من الحنك الأعلى الذي به تتعلق حروف الأطباق وتمكنت منزلتها لما عرض لها من التكرار . هذا قول معظم علماء التجويد لكن نحا منحى آخر في التوجيه عبد الوهاب القرطبي حيث قال : ( اختصت الراء واللام بالترقيق والتفخيم دون غيرهما من الحروف لشبه بينهما وبين الألف أما اللام فإنه انحرف واستطال حتي خالط أكثر الحروف ولهذا جعل علما للتعريف فأشبه الألف بذلك وأما الراء فإنه استطال أيضا بالتكرار واتسع حتى اعتد في الإمالة بمنزلة حرفين فشابه الألف بذلك أيضا .
فصار التفخيم في كونه انحصار الصوت بين اللسان والحنك نظير الاستعلاء والإطباق ولهذا أثر الاستعلاء في الإمالة والترقيق فمنعهما لأنه ضد ) . أ. هــ الموضح للقرطبي
4ـــ كيفية نطق الراء في التفخيم والترقيق
تخرج من ظهر اللسان ويتصور مع ذلك أن يعتمد الناطق بها على طرف اللسان فترقق إذ ذاك أو تمكنها في ظهر اللسان فتغلظ
فإذا مكنتها إلى ظهر اللسان غلظت ولم يكن ترقيقها ولا يقوى لكسر على سلب التغليظ عنها إذا تمكنت من ظهر اللسان إلا أن تغليظها في حال الكسر قبيح في المنطق لذلك لا يستعمله معتبر
وكلام العرب على تمكينها من الطرف إذا انكسرت فيحصل الترقيق المستحسن فيها إذ ذاك وعلى تمكينها إلى ظهر اللسان إذا انفتحت أو انضمت فيحصل لها التغليظ الذي يناسب الفتحة والضمة. وقد تستعمل مع الفتحة والضمة من الطرف فترقق إذا عرض لها سبب كما يتبين في هذا الباب في رواية ورش ولا يمكن إذا انكسرت إلى ظهر اللسان لئلا يحصل التغليظ المنافر للكسرة . أ .هــ النشر لابن الجزرى
ووصفهما عبد الوهاب القرطبي بقوله: ( الترقيق العمل فيها برأس اللسان ومعتمدها أدخل إلي جهة الحلق في الحنك الأعلى يسير وأخذ اللسان من الحنك أقل مما يأخذ مع المفخمة فينخفض اللسان حينئذ فلا ينحصر الصوت بينه وبين الحنك فتجيء الرقة .
وأما التفخيم فيأخذ طرف اللسان منها أكثر مما يأخذه مع الترقيق وكان معتمد اللسان أخرج في الحنك الأعلى يسيرا فينبسط حينئذ اللسان وينحصر الصوت بينه وبين الحنك فيحدث التفخيم ) . أ . هــ بتصرف الموضح في التجويد لعبد الوهاب القرطبي
والله أسأل القبول إنه خير مأمول
راجي عفو ربه المجيد
سامح سالم عبد الحميد
التعديل الأخير بواسطة المشرف: