توجيهات ابن البناء المراكشي موضوع مذكرة ماجستير

إنضم
10/08/2010
المشاركات
295
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
دعوة لحضور مناقشة مذكرة ماجستير و الموسومة بـ: (توجيه ظواهر الرسم العثماني عند ابن البناء المراكشي من خلال كتابه "عنوان الدليل من مرسوم خطّ التنزيل" دراسة تحليلية نقدية) للطالب فتحي بودفلة
بكلية العلوم الإسلامية (خروبة) جامعة الجزائر (1) بقاعة المطالعة ابتداء من الساعة 09:00 صباحا
لجنة المناقشة مكوّنة من : الأستاذ الدكتور طاهر عامر مشرفا ومقررا
الأستاذ الدكتور لخضر حداد رئيسا
الدكتورة حورية عبيب عضوا
أسأل الله التيسير والتوفيق آمين
 
وفقك الله تعالى وسددك
مبارك مبارك
 
تمّت المناقشة نال الطالب درجة 18 عن المذكرة
وهذه الكلمة التي عرض بها المذكرة في أوّل المناقشة:









الحمد لله والصلاة على رسول الله وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله أما بعد...
السيد الأستاذ رئيس اللجنة، السيد الأستاذ المشرف والموجّه، السيدة الفاضلة، الحضور الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أتقدّم بين أيديكم بهذه المذكرة التي أسهرتني الليالي الطوال، وأجهدتني أيّما إجهاد، فقد قرأت الكتاب محلّ الدراسة أكثر من عشرين مرة، أقف عند ألفاظه ومصطلحاته عند معانيه ومراميه أبحث في تصريحات المصنِّفِ وفي تلميحاته ، أدرس حواضنَه وجوانبَه، أحاول الوقوفَ على جلِّ ما قيل فيه –حتى لا أقولَ كلَّ لأنّ إدراكَ الكلِّ شاقٌّ ومتعسِّرٌ - ... لقد كانت الكلمةُ الواحدةُ منه تستوقفني الوقتَ الطويلَ أبحث في دلالاتِها المعجمية واستعمالاتِها اللغويةِ حتى لا يفوتَني شيءٌ من مراد المصنف، وأفعلُ الشيءَ ذاتَه مع مصطلحاتِه أبحثُ في مختلف المعاجمِ المتخصصةِ، وأحيانا كنت اضطرُ إلى دراسةِ مداخلَ بعضِ العلوم كالمنطق وعِلْم الكلام والتصوّفِ واللُّجوءِ إلى أهل التخصص أسألُهم وأتدارسُ معهم فقط لأفهمَ مرادَ المصنفِ من هذا المصطلحِ أو ذاك... وما أثبتُه في هذه المذكرةِ هو خلاصةُ هذه الدراسةِ وزبدتُها، وإن كان الاختصارُ قد أضرَّ بكثيرٍ من جوانبِها...
أقولُ هذا الكلامَ حتىّ يعلمَ السادةُ أعضاءُ اللَّجنةِ المناقشةِ والضيوفُ الكرامُ صعوبةَ تقديمِ ملخصٍ أو تعريفٍ بهذه المذكرةِ في أقلِّ من عشرين دقيقةً...
لكن إن كان ولا بدّ فسأحاولُ بإذن اللهِ وتوفيقِه الإلمامَ بالموضوعِ وبسطَه في هذه العُجالَةِ فأقول:
إنّ عدمَ التّطابقِ بين كتابةِ بعضِ الكلماتِ ونطقِها ظاهرةٌ بشريةٌ لا تكادُ تخلو منها كتابةُ لغةٍ من اللغات، وإذا كانت النُّظُمُ الكتابيةُ الغربيةُ لم تلاحظْ هذه الظاهرةَ ولم تدرسْها إلاّ في عصورِها المتأخرةِ جدّاً، فإنّ علمَ الرسمِ العثمانيِّ على وجه الخصوصِ والإملاءِ العربيِّ عموما قد درسا هذه الظاهرةَ ابتداءً من القرنِ الثاني الهجري، فبدآ بوصفِها وتَعدادِ مواضِعِها وحكمِ اتّباعِها والالتزامِ بها، لينتقلَا بعد ذلك إلى تعليلِها وبيانِ وَجْهِها.
وأكثرُ ما اهتمَّ به علماءُ الإسلامِ لتحليلِ وبيانِ حقيقةِ هذه الظاهرةِ الكتابيةِ رسمُ المصحفِ الشريفِ. فَتَتَّبَعوا جميعَ مواطِنها وعدّدوا وحدّدوا كلَّ لفظٍ خالفَ فيه رسمُه نطقَه، وصَنَّفوا هذه الكلماتِ ورتَّبوها في أبوابٍ وفصولٍ باعتبارِ طبيعةِ هذه المخالفةِ، فذكروا: الحذفَ، والزيادة، والبدل، وفصلَ ماحقُّه الوصلُ، ووصلَ ماحقُّه الفصلُ.
وفي خِضَمِّ هذا الوصفِ والتَّعداد ظهرت محاولاتُ تعليلِ وتوجيهِ هذه الظواهرِ، محتشمةً متفرقةً وقليلةً في أوّلِ أمرِها؛ إذِ اقْتصرت على آراءٍ وأقوالٍ منثورةٍ في تراجمِ الكُتبِ، وفي حُجَجِ تَرْجيحِ بعض أوْجُهِ الرَّسمِ على بعْضٍ، أو في خِضَمِّ الردّ على الطاعنين في رسم المصحف الشريف والمخَطِّئينَ لكتبَتِهِ.
وبقي الأمرُ على ذلك، إلى غايةِ منتصفِ القرنِ السابعِ الهجريِّ حيثُ ألّفَ ابنُ البناءِ المراكشيُّ كتابَه "عنوانُ الدليل من مرسوم خطّ التنزيل". وقد أبدع صاحبُ هذا الكتابِ وجدّد فيه من جهاتٍ عدّة، لعلّ أهمَّها كونُه أوّلَ كتابٍ خُصَّ لتوجيهِ ظواهرِ الرسمِ العثمانيِّ، كما أنّه أوّلُ مَن وَجَّهَ هذه الظواهرَ تَوْجيها متعلقا بالدَلالةِ والمعنى، وهو أيضا أوّلُ وأشهرُ مَن استعملَ التأويلَ الإشاريَّ لتعليلِ وتوجيهِ هذه الظواهر. فهذا السبقُ وهذه الأوّليةُ هي من أهمِّ أسبابِ اختيارِ هذا الموضوع.
وقد وَظّفَ ابنُ البناء رصيدَه الصوفيَّ الوجدانيَّ ومنطقَه التأصيليَّ الحسابيَّ، وسخّرهما لمحاولة التقعيدِ لهذه الظواهرِ والتأصيلِ لها. فبدأ محاولتَه بحصرِ المعاني كلِّها من حيث وجودُها وإدراكُها بعالميِّ الملْكِ والملكوتِ، وبصفتيّ العزّةِ والجبروتِ. ثمّ جعلَ لأكثرِ الحروفِ التباساً بهذه الظواهرِ – وهي الهمزةُ وحروفُ العلّةِ الثلاث- معانٍ خاصةً؛ هي أشْبَهُ بمعاني الباطنيةِ، وكذلك صنعَ بأصولِ الظواهرِ الكتابية، ليربطَ ذلك كلَّه بظواهرِ الإدراكِ والوجودِ . ثمّ انتقلَ بعدها إلى تفريعِ هذا التأصيلِ وتتبعِ الكلماتِ التي التبسَتْ بشيءٍ من الظواهرِ الكتابيةِ المتقدمةِ ومحاولةِ توجيهِها من خلالِ ربطِها بظواهرِ الإدراكِ والوجودِ. [وإذا لاحظ الحضور فإنّ في هذا الكلام ثقلٌ وتداخلٌ يصعبُ على قرئه لأوّل مرة أن يفهمه فضلا على أن يقيّمه أو ينتقده...]
وهذا الذي صنعه ابنُ البناءِ رحمه اللهُ هو لبُّ إشكاليةِ المذكرةِ حيث تبحثُ في حقيقة هذه التوجيهات ؟ من حيث ماهيتُها أصولاً وتفريعاً ومن حيث مكانتُها في مجالِ الخطأِ والصوابِ. ومن حيث مقارنتُها بتوجيهات غيره من العلماء...
ولكي تُحَلَّ هذه الإشكالياتُ، لا بدّ ابتداءً من مقدماتٍ نتناولُ فيها حواضنَ هذه التوجيهاتِ كترجمة صاحبِها ومنهجيةِ الكتابِ الذي تناولَها فيه، كما نتناولُ في ذات المقدماتِ التعريفَ بحقيقة ظواهرِ الرسمِ العثمانيِّ، وبمفهومِ التوجيهِ ذاتِه. وبذلك نكون قد وقفنا على جميعِ مصطلحاتِ وألفاظِ عنوانِ المذكرةِ فلا نتركُ جُزْءاً دونَ أنْ ينالَ نصيبَه مِن الدراسةِ والبحثِ.
إنّ أهمّ ما سجلتُه في ترجمة ابنِ البناءِ المراكشيّ رحمه الله - بعد الاختصار المخلّ – أمران اثنان: أوّلُهما توجُهه الصوفيّ الباطنيّ، وتخصُّصه الرياضيّ الحسابي، وكونُه وَظَّفَ هذين العنصرينِ في جلِّ أبحاثِه وكتبِه حتّى اتّسمتْ جميعُها بمنهجٍ واحدٍ لعلّ أبرزَ خصائصِه هي: الاختصارُ، الخلطُ والدمجُ بين مختلفِ العلومِ في مناهجِها ومصطلحاتِها، محاولةُ إعادةِ جَمْعِ الفروعِ والتأصيلِ لها، الإبداعُ والتجديدُ في تصنيفِ المسائلِ وتبويبِ مختلفِ الفنونِ والعلومِ...إلخ.
الأمرُ الثاني هو عدمُ تخصُّصِه في علم الرسم ذاتِه ولا في بعضِ العلومِ المتداخلةِ معه كعلمِ القراءاتِ والضبطِ والتجويدِ والوقفِ والابتداءِ والعدِّ ونحو ذلك... وقد ذكرتُ في المذكرة ما يقاربُ عشرين قرينةً على عدم تخصّصِه.
ومن المسائلِ التي تناولتْها هذه الدراسةُ بالبحثِ والنقاشِ كمدخلٍ ومقدمةٍ للوقوف على حقيقةِ وماهيةِ توجيهاتِ ابن البناء ما يلي:
1. مسألةُ تعريفِ ظواهرِ الرسمِ العثماني، وهي بتتبع ما قيل فيها، والنظرِ في مفهومِها: "كلماتُ المصحف التي جاء رسمُها منوعاً أو مخالفا للفظها"
2. مسألةُ تعريفِ توجيهِ ظواهرِ الرسم العثماني، وقد اتّبعتْ الدراسةُ الخطواتِ المنهجيةَ ذاتَها المتقدمةَ في تعريفِ الظواهرِ لِتَخْلُصَ إلى التعريف التالي: توجيه ظواهر الرسم العثماني هو "فنُّ الوقوفِ على قصد الصحابة ومنهجهم في رسم المصحف."
3. مسألةُ توقيفيةِ الرَّسمِ العثاني: حيث أكّدت الدراسة أنّه لا يمكن القول بتوقيفية الرسم العثماني لعدم وجود النَّص من الكتابِ والسنّةِ الدّالِ على التوقيفية؛ وإنّما هو من اجتهاد الصحابة رضي الله عنهم متّبعين في ذلك المنهجَ والأسلوبَ الذي كان منتشرا معروفا في زمانهم وعهدهم.
4. مسألةُ وجوبِ التزامِ ظواهرِ الرسمِ العثمانيّ في كتابةِ أو طباعةِ المصاحف. ابتداء فرّقتِ الدراسةُ بين توقيفيةِ الرّسمِ العثماني المتقدمةِ وبين وجوبِ التزامِها على خلافِ ما ذهب إليه جماعةٌ من فضلاءِ المتقدمين والمتأخرين، ثانيا: انتهجتْ المذكرةُ في بحثها منهجاً مخالفاً للمعهودِ المعروفِ في كُتُبِ الاختصاصِ إذْ لم تذكُرْ أربعةَ مذاهبَ بل مذهبين اثنين فقط، مذهبَ جمهور الأمة المجمِعَةِ على الوجوبِ ومذهبَ من شذَّ وقال بالجواز. ثالثا: إنّ المذكرةَ أعادت دراسةَ مذاهبَ من شذّ من متقدمي العلماء كالباقلاني والعزِّ بنِ عبد السلام وابنِ خلدون رحمهم الله سواء من حيث ثبوتُها أو قراءتُها لتكتشفَ زيفَ وخطأَ ما يُنسب إليهم.
5. مسألةُ إعجازِ الرسم العثماني: لعلّ أبرزَ ما يردّ هذا القولَ أنّه محدثٌ متأخرٌ لم يقلْ به أحدٌ من المتقدمين على كثرةِ اشتغالِهم ببيانِ وتَعدادِ أوجهِ إعجازِ القرآنِ الكريمِ، ولافتقاره للدليل، وخلوِّه من التحدّي، وجهلِ أو قلّةِ علمِ العَربِ الأوائل –الذين نزل فيهم القرآن- بفنّ الكتابة وأصولها...كلُّ ذلك من شأنه أن يردَّ هذا الادّعاء ويبطله.
وبدراسة كتاب (عنوان الدليل) دراسةً منهجيةً ومصطلحيةً تبيّن أنّ صاحبَه قد التزمَ فيه منهجَه العامَ بجميع خصائصِه السالفةِ الذكرِ، وأنّه تناول مسألةَ توجيهِ ظواهرِ الرسم العثماني من منطلقٍ صوفيٍّ، بعيداً كلَّ البعدِ عن التخصُّصِ وعن الحقلِ المعرفيِّ الموسومِ بعلمِ الرسمِ العثمانيّ، بل بعيدا حتى عن الحقول والمجالات المعرفية القريبة منه كعلم الضبطِ أو القراءات أو الوقف والابتداء أو العدّ أو الإملاء أو غيرِها من العلوم المتعلقةِ بالمصحف وبالكتابة.
كما تبيّنَ – من خلال دراسةِ منهجيةِ الكتاب - أنّ ابن البناء يجزم ويقطع بأصول هذه التوجيهاتِ، فهو لا يقدّمها لقارئه على أنّها تأويلاتٌ إشاريةٌ تذكّركَ بالله عزّ وجلّ ولا ترقى لتكون هي المرادُ الأوّلُ والأصلُ المقدَّمُ؛ بل هي كما يراها -رحمه الله- تمثل قصدَ الصحابةِ – رضي الله عنهم - حقيقةً أو تَضَمُنًا ولُزُوماً.
وبدراسة أصولِ هذه التوجيهاتِ وقواعدِها الكلّيةِ اتّضحَ أنّ ابنَ البناء رحمه الله قد اتّخذَ لنفسِه في تسمية التوجيه اصطلاحا خاصا هو "المعنى" ولعلّ تعلقَه بمعاني الكلماتِ ودلالتِها هو سببُ هذا الاختيارِ.
كما أنّ التوجيهَ عند ابنِ البناء في حقيقة أمره محاولةُ ربطٍ بين معنى اللفظِ (المعجمي والسياقي) والظاهرةِ الكتابيةِ (الحذفِ، الزيادة، البدل...) وظواهرِ الوجودِ (ملكِ، ملكوت، عزة، جبروت...)، وهذه العمليةُ قريبةٌ من التفسيرِ الإشاريّ أكثرُ منها إلى علمِ الرسم والكتابةِ.
ورغم عرضِ ابنِ البناء لهذه الأصول وكأنّها مسلّماتٌ، غير أنّ الملاحظَ فيها من حيث حجيتُها وأدلّتُها، عدمُ وجودِ رابطٍ أو علاقةٍ بين الدليلِ والمدلولِ وبين العلّةِ والمعلولِ، فلا وجهَ مثلاً للاستدلالِ بكونِ الهمزةِ هي أوّلُ الحروفِ مخرجاً على أنّها تفيد الأوّليةَ والابتداءَ ونحوُ ذلك. كما أنّ استدلالَه على أصول هذه التوجيهاتِ بالتوجيهات ذاتِها، استدلالٌ بوجه الخلاف أو استدلالٌ بما يريد إثباتَه هو نوعٌ من الوقوع في الدور.
وبتتبعِ فروعِ ومسائلِ توجيهاتِ ابن البناء يتبيّن أنّ جلَّ ما ذكره من معانٍ يفيدها اللفظُ بدلالته وسياقه ولا يحتاج الصحابةُ رضي الله عنهم إلى مثل هذه الظواهرِ الكتابية للإشارةِ إليها. كما أنّ كثيرا من هذه المعاني مُنتقضَةٌ بعدمِ اطّرادها أو بوجودِها وتخلّفِ حكمِها، ثمّ إنّ اختلافَ "المصاحفِ الإمامِ" في رسم بعضِ الكلماتِ الملتبسةِ بهذه الظواهرِ ينسفُ أصلَ التوجيهِ بالمعنى؛ لأنّ دلالتَها واحدةٌ - ولا بدّ لاتّحادِ المادةِ اللفظية والسياق- و رغم ذلك اختلفَ حكمُ رسمِها...
وخلاصةُ القولِ أنَّ أهميةَ الكتاب التاريخيةِ وخطورتَه من حيث جِدَّةُ الطرحِ وأسلوبِه لا يمنعنا من الحكم على صاحبه أنّه غيرُ مختصٍّ في علم الرسم، وأنّ توجيهاتِه لا تمتُّ بصلةٍ للحقلِ المعرفيّ الخاصِ بعلمِ الرسمِ العثمانيّ، وأنّنا لو سلّمنا بها جدلاً فإنّها لا ينبغي أن تعدوا كونَها من مُلَحِ العلم ومن التأويلات الإشارية العرفانية التي تذكّر بالله عزّ وجلّ ... ولا ترقى أبداً لأن تكون هي الحقَّ والأصل.
وقبل أن أختم هذا العرضَ لا يفوتني أن أنبّه للمشاكلِ والعوائقِ التي اعترضتني، وللأسف الشديد لم تكن لا قلّةُ المصادر المختصةِ – وهي قليلةٌ- ولا مخالفةُ التيار المعرفي العارمِ والجارفِ والذي يرى في هذه التوجيهاتِ فتوحاتٍ ربانيةٍ أبانتْ عن إعجازِ الرسم العثماني...ولا كثرةُ الأسفارِ والتنقلاتِ لظروفٍ عائليةٍ ودعويةٍ... ولكنّ العوائق وللأسف الشديد جاءت ممّن يفترضُ به أن يُيسر سبلَ البحثِ ويسهّله ومّن يفترضُ به أن يوفّرَ للطالبِ كلَّ ما يساعدُه على البحثِ والتفرغ للدراسة، وأقصدُ إدارةَ الكلية، فبعد رفض المشروعِ الأوّلِ والذي نتج عنه إضاعةَ سنةٍ دراسيةٍ كاملةٍ (وهي بإذن الله ذخر يوم القيامة)، فاجأتنا بعد مرور أقلِّ من أربعةِ أشهرٍ من تسجيلِ الموضوعِ الثاني تطالبُنا بتقديمه في الشهرِ الخامسِ ولم نكنْ قد جمعنا مادةَ المذكرةِ بعدُ فضلاً عن تسويدِ قُصاصاتِها، وبعد ذلّ السؤالِ والإلحاحِ في الطلب مكّنتنا الإدارةُ من أربعةِ أشهرٍ هي مدّة تسويدِ وتبيضِ هذه المذكرة...ليُطلبَ منّا بعدها أن لا يتجاوزَ عدد صفحاتها مائتين وخمسين صفحةً فاضطررتُ إلى اختصارِ ترجمةِ ابنِ البناء من مائةٍ وخمسينَ صفحةً إلى ثلاثِ عشرةَ صفحةً ، وحذفِ مبحثٍ كاملٍ يخصُّ موقع كتاب ابن البناء في تاريخ التدوين في علم الرسم العثماني ....
فلا عجب أن يكون الأساتذةُ الكرامُ قد لاحظوا ما في هذه المذكرة من العيوب والعَوَرِ لعلّ أهمَها ما يأتي:
الخطأُ في العنوان حيث سقطت لفظة (خط) من (مرسوم خطّ التنزيل)
تكرُّرُ كثيرٌ من الألفاظ بسبب فيروس، وقد تولى برنامج (كاسبرسكي) إصلاح هذا العيب.
أخطاء منهجية بسبب خاصة في بيانات الكتب بسبب كتابة كلّ فصل ومبحث على حدّة، وبسبب تنوع المصادر وكثرتها
أخطاء إملائية ونحوية، لأنّني لم أصحح المذكرة ولم أعد قراءتها ...
وأنا كلّي استعداد لسماع توجيهات اللجنة المناقشة... وتقبّل انتقاداتها والعمل بملاحظاتها...عسانا نرتقي بهذه المذكرة للأفضل والأصوب
وصلّ اللهمّ وسلّم على محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هديه واستنّ بسنّته إلى يوم الدين آمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
التعديل الأخير:
السلام عليكم أستاذ
كنت أتساءل هل ناقشت مذكرتك أم لا ومتى؟ وما هو موضوعها، وكان أن وقعت على هذا الموضوع صدفة، مبارك ولو متأخرة، فقط لي بعض الملاحظات والاستفسارات أرجو أن يتسع صدرك ووقتك لقراءتها:
هل هناك شكل معين أو منهجية معينة في كتابة الملخص؟
لاحظت أنك لم تشرح خطة البحث هل هو أمر غير ضروري؟
أما عن الموضوع:
ولو أنني لست مختصة فيه، ما الذي دفعك إلى مخالفة التيار العام الذي يرى في الرسم العثماني توجيهات ربانية كما ذكرت هل وجدت حججا قوية لذلك؟
أخيرا وفقك الله في موضوع رسالة الدكتوراه
 
عودة
أعلى