عبدالرحمن الشهري
المشرف العام
- إنضم
- 29/03/2003
- المشاركات
- 19,327
- مستوى التفاعل
- 132
- النقاط
- 63
- الإقامة
- الرياض
- الموقع الالكتروني
- www.amshehri.com
الحمد لله رب العالمين الذي وفقنا جميعاً لبلوغ هذا اليوم الأخير من شهر شعبان وهو اليوم الثلاثاء 30 من شعبان والذي لاحظت توافق أكثر بلدان العالم الإسلامي على اعتباره مكملاً لشعبان على أن يكون غداً الأربعاء هو غرة شهر رمضان لهذا العام 1434هـ . وبهذه المناسبة العزيزة المباركة أتقدم بالتهنئة للجميع في هذا الملتقى العلمي العزيز بهذه المناسبة العظيمة ، وأسأل الله أن يهلَّ علينا هذا الشهر الكريم بالسلامة والإيمان والتوبة من كل الذنوب والتقصير في جنب الله سبحانه وتعالى . وأن يوفقنا جميعاً لإحسان صحبة هذا الشهر مع القرآن والعبادة والاستقامة على أمر الله ، والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في إحياء شهر رمضان وحسن العبادة فيه .
لقد مر علينا أزيد من عشر سنوات في ملتقى أهل التفسير ، والسنوات تتعاقب علينا ، وشهر رمضان يدخل علينا ويخرج في هذا الملتقى، في أجواء من الحوار العلمي القرآني الراقي معكم جميعاً ، وكم استفاد بعضنا من بعض مما نرجو ثوابه جميعاً عند الله يوم نلقاه، وهذه فرصة ثمينة تتجدد لنزداد إيماناً وعلماً بهذا القرآن ، ونزداد قرباً من الله بالقرب من كتابه .
وقد كنتُ أقرأ قبل أمس حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين قال : (كان النبي صلى الله عليه و سلم أجود الناس و كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن و كان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فرسول الله صلى الله عليه و سلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة) و خرجه الإمام أحمد بزيادة في آخره و هي : لا يسأل عن شيء إلا أعطاه.
وكل هذا الجود والكرم من النبي صلى الله عليه وسلم سببه الظاهر هو مدارسته للقرآن مع جبريل عليه السلام ، وزيادة علمه بالقرآن الكريم، وإدراك حقيقة هذه الدنيا العاجلة الفانية، وأن الباقي للمرء هو ما يقدمه بين يديه لآخرته ، ولذلك جاء في زيادة على هذا الحديث عند الإمام أحمد : ( لا يُسأَلُ عن شيءٍ إلا أعطاه) .
ولذلك كتبت في تويتر تغريدة قلت فيها من وحي قراءتي لهذا الحديث :[(ينبغي أن يزداد جودُك كلما ازداد علمُك بالقرآن.
(وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن).]
ولذلك ينبغي على صاحب القرآن أن يكون جواداً كريماً بعلمه وماله وجاهه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، اقتداء بالنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ، وسيراً على منهجه في العمل بهذا القرآن، والتخلق بأخلاقه كما قالت عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلقه : (كان خلقه القرآن) .
وقد كنتُ في السنوات الست الماضية أجد مشقة في شهر رمضان لكثرة الارتباط بالبرامج المباشرة والمسجلة، مثل (التفسير المباشر) و (بينات) وغيرها، وأما في هذا العام فأجدني هادئ البال، مجتمع الفكر، وربما لا يكون لي من نافذة في هذا الشهر إلا (ملتقى أهل التفسير) فحسبُ للحوار العلمي القرآني ، أو تسجيل بعض الفوائد والمدارسات العلميَّة معكم أيها الفضلاء في هدوء وسكينة.
وأشكر جميع الزملاء المشرفين في ملتقى أهل التفسير على جهودهم في تنشيط الملتقى ، ونتطلع دوماً للأفضل في كل نوافذ هذا الملتقى المبارك الذي ننهل جميعاً من فوائده .
نسأل الله أن يرزقنا فهم القرآن، والعمل به، والتخلق بأخلاقه على أكمل وجه، وأن يعيننا على صيام هذا الشهر الكريم وقيامه، وأكرر تهنئتي لكم جميعاً ، وأدعو الله لأهلنا في سوريا بالنصر والتمكين والثبات على الحق وأن يعيد الأمن والاستقرار إلى بلادهم وأن يهلك بشار الأسد في هذا الشهر الكريم، وأن يخزيه ومن معه من المشركين خزياً نشهده جميعاً . كما أسأل الله لأهلنا الصادقين في مصر العزيزة النصر والتمكين والثبات على الحق، والنصر على الأعداء المتربصين بهم ، وأن يهلك المتآمرين الذين يكيدون لهم من هنا وهناك في هذا الشهر وأن يرينا فيهم يوماً أسوداً جميعاً .
اللهم اجعل رمضان هذا العام شهر نصر وعز وتمكين لدينك ولأوليائك المؤمنين في كل مكان يا قوي يا عزيز ،،
الثلاثاء 30 شعبان 1434هـ