عدنان أجانة
New member
- إنضم
- 07/03/2009
- المشاركات
- 101
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد. فقد تصرمت أيام رمضان، وآذنت شمسه بالمغيب،
تغرب شمسه، ويذهب زمانه، شاهدا على ما كان فيه من أعمال بر وخير، وفي ذهاب موسمه، وتصرم أيامه، عبرة وأي عبرة،عبرة توقظ الغافل، وتحرك المتكاسل،ونحن إذ نودع هذه الأيام، نودعها على أمل اللقاء، وتجديد الوصل، إن شاء الله تعالى.
شهر الصيام علام ترحل مسرعا......هلا أقمت متمم النعماء.
نسأل الله بمنه وكرمه، أن لا يحرمنا الأجر فيه، وأن يتقبل منا ما كان من صيام وقيام،
وأغتنم الفرصة لأهنئ أهل هذا الملتقى المبارك، مشرفين وأعضاء وزوارا،بالعيد الذي قرب إهلاله، فعيد مبارك سعيد، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، آمين
وحتى لا يخلو المقام من فائدة تذكر، أنقل هنا تصحيحا لغويا للأستاذ الكبير الدكتور عبد الرحمن بودرع. لقولهم " كل عام وأنتم بخير"
قال حفظه الله:
من عبارات التهنئة الشائعة قولهم : كل عام وأنتم بخير
فهل هذه الجملة بهذه الصيغة فصيحة أم لا؟
وما هو توجيه هذه الواو نحويا "وأنتم" ؟
وهل تكون الواو وما بعدها سادَّةً مَسدَّ الخبر؟
الظّاهرُ فيما أرى -والله أعلم بالصّوابِ- أنّ :
1- هذه العبارة مقتبسة مما يُدعى اليوم بالعربية المعاصرة، ومعروف أن هذا الكيانَ اللغويَّ المدعوّ "بالعربية المعاصرة" لا يلتزم بما تلتزم به اللغة العربية الفصحى من القواعد النظامية ؛ فالمُعاصرةُ تغترف من الفصحى ومن العامية أحيانا
2- وبناء عليه فليست الفصحى مسؤولةً عن نوع الانحراف الذي يعتري كثيرا من العبارات المعاصرة
3- "كل عام وأنتم بخير" أو "كل سنة وأنتم طيبون"... عبارات لها من الشيوع والانتشار على ألسنة المُهنِّئين ما جعلها تُطلَق من دون النظر في سلامتها التركيبية أو بنائها على القياس اللغوي الفصيح، فهي عبارة تحكمها المواضعاتُ الاجتماعية والأعراف المُتداوَلَة
4- إذا فحصنا العبارة لننظر في أمر استجابتها لنمط الجملة العربية الفصيحة أو عَدَمِ استِجابَتِها، فسنجدُ أن كلمةَ "كُلّ" ينبغي أن تكونَ منصوبَةً هكذا "كُلَّ" لأنها نائبة عن ظرف الزّمان (عام)، أما الشقّ الآخَر من العبارة (وأنتم بخير) فالواو زائدة لا معنى لها (ليست للحال ولا العطف ولا الاستئناف) ، بدليل ورود نمط مشابه لهذه العبارة في شواهد فصيحة، نحو قولِه تعالى ( يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْن) .
وإعراب الآيَة : "كلّ" اسم نائب عن ظرف الزمان منصوب بالفتحة متعلّق بما تعلَّقَ به الجارّ والمجرور "في شأن" أي متعلّق بخبر محذوف للضمير "هو"، والضمير "هو" ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ مؤخَّر
وعلى هذا القياس فالصحيح أن نقول : (كُلَّ عامٍ أنتم بخير)، أي "أنتم بخير كُلَّ عامٍ" بنصبِ "كُلّ"
والله أعلم
منقول من الرابط التالي:
http://www.al-maqha.com/t662.html
أما بعد. فقد تصرمت أيام رمضان، وآذنت شمسه بالمغيب،
تغرب شمسه، ويذهب زمانه، شاهدا على ما كان فيه من أعمال بر وخير، وفي ذهاب موسمه، وتصرم أيامه، عبرة وأي عبرة،عبرة توقظ الغافل، وتحرك المتكاسل،ونحن إذ نودع هذه الأيام، نودعها على أمل اللقاء، وتجديد الوصل، إن شاء الله تعالى.
شهر الصيام علام ترحل مسرعا......هلا أقمت متمم النعماء.
نسأل الله بمنه وكرمه، أن لا يحرمنا الأجر فيه، وأن يتقبل منا ما كان من صيام وقيام،
وأغتنم الفرصة لأهنئ أهل هذا الملتقى المبارك، مشرفين وأعضاء وزوارا،بالعيد الذي قرب إهلاله، فعيد مبارك سعيد، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، آمين
وحتى لا يخلو المقام من فائدة تذكر، أنقل هنا تصحيحا لغويا للأستاذ الكبير الدكتور عبد الرحمن بودرع. لقولهم " كل عام وأنتم بخير"
قال حفظه الله:
من عبارات التهنئة الشائعة قولهم : كل عام وأنتم بخير
فهل هذه الجملة بهذه الصيغة فصيحة أم لا؟
وما هو توجيه هذه الواو نحويا "وأنتم" ؟
وهل تكون الواو وما بعدها سادَّةً مَسدَّ الخبر؟
الظّاهرُ فيما أرى -والله أعلم بالصّوابِ- أنّ :
1- هذه العبارة مقتبسة مما يُدعى اليوم بالعربية المعاصرة، ومعروف أن هذا الكيانَ اللغويَّ المدعوّ "بالعربية المعاصرة" لا يلتزم بما تلتزم به اللغة العربية الفصحى من القواعد النظامية ؛ فالمُعاصرةُ تغترف من الفصحى ومن العامية أحيانا
2- وبناء عليه فليست الفصحى مسؤولةً عن نوع الانحراف الذي يعتري كثيرا من العبارات المعاصرة
3- "كل عام وأنتم بخير" أو "كل سنة وأنتم طيبون"... عبارات لها من الشيوع والانتشار على ألسنة المُهنِّئين ما جعلها تُطلَق من دون النظر في سلامتها التركيبية أو بنائها على القياس اللغوي الفصيح، فهي عبارة تحكمها المواضعاتُ الاجتماعية والأعراف المُتداوَلَة
4- إذا فحصنا العبارة لننظر في أمر استجابتها لنمط الجملة العربية الفصيحة أو عَدَمِ استِجابَتِها، فسنجدُ أن كلمةَ "كُلّ" ينبغي أن تكونَ منصوبَةً هكذا "كُلَّ" لأنها نائبة عن ظرف الزّمان (عام)، أما الشقّ الآخَر من العبارة (وأنتم بخير) فالواو زائدة لا معنى لها (ليست للحال ولا العطف ولا الاستئناف) ، بدليل ورود نمط مشابه لهذه العبارة في شواهد فصيحة، نحو قولِه تعالى ( يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْن) .
وإعراب الآيَة : "كلّ" اسم نائب عن ظرف الزمان منصوب بالفتحة متعلّق بما تعلَّقَ به الجارّ والمجرور "في شأن" أي متعلّق بخبر محذوف للضمير "هو"، والضمير "هو" ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ مؤخَّر
وعلى هذا القياس فالصحيح أن نقول : (كُلَّ عامٍ أنتم بخير)، أي "أنتم بخير كُلَّ عامٍ" بنصبِ "كُلّ"
والله أعلم
منقول من الرابط التالي:
http://www.al-maqha.com/t662.html