تهذيب تفسير الجلالين للدكتور محمد لطفي الصباغ

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,327
مستوى التفاعل
132
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
[align=center]
scan0003_001(2).jpg
[/align]

(تفسير الجلالين) من أشهر كتب تفسير القرآن على الإطلاق، ولا يكاد يخلو منه بيت من بيوت المسلمين، وهو على صغر حجمه من أجلِّ التفاسير وأفضلها وأنفعها، فقد صيغ بإيجاز مُحكَم ، وعبارته عبارةٌ علميَّة مركَّزة، جمعت لُباب ما في كتب التفسير، حتى لتخالها لم تغادر معنى من المعاني المنتثرة فيما سواه.

وقد ألَّفه إمامان جليلان، كلٌّ منهما يلقَّب بـ جلال الدين، ولذلك سمِّي بتفسير الجلالين، وهما: جلال الدين المَحَلِّي المتوفَّى سنة (864هـ)، وجلال الدين السُّيوطي المتوفَّى سنة (911هـ). وقد فسَّر كلٌّ منهما نصف القرآن، المحلِّي: من أول سورة الكهف إلى آخر القرآن مع الفاتحة، والسيوطي من أول البقرة إلى آخر سورة الإسراء.

صَحِبَ فضيلة العلامة الشيخ د. محمد بن لطفي الصباغ تفسير الجلالَين تلاوةً ومطالعةً دهراً طويلاً، وقام بتدريسه عقوداً من الزمان، فحصَّل من هذه الصحبة فوائد عظيمة، ولم يمنعه بعضُ ما فيه من عيوب أن يقطف ثمرات محاسنه الجمَّة، فلا يخفى أنه لا يكاد يخلو كتاب من صنع البشر من زلل أو خطأ.

وقد لخَّص الشيخ الصبَّاغ مآخذه على تفسير الجلالين فيما يأتي:
1- جنح المؤلفان - المحلِّي والسيوطي- إلى تأويل آيات الصفات، خلافاً لمنهج سلف هذه الأمة في إمرارها من غير تأويل، يفضي إلى التحريف، ولا تشبيه ولا تجسيم.
2- وجود بعض الإسرائيليات الباطلة، على نحو ما هو ملاحظ في عامَّة كتب التفسير.
3- التوسع في استعمال مصطلحات نحوية لا يفهمها إلا المتخصِّصون.
4- الإيجاز المؤدِّي في كثير من الأحيان إلى الغموض.
5- السكوت في بعض الأحيان عما يتطلَّب التفسير.
6- اختيار أقوال مرجوحة في التفسير.
7- إحالة القارئ في تفسير آية معيَّنة إلى مواضعَ أخرى لم تُحدَّد، مما ينتج عنه صعوبة في الوقوف على التفسير المطلوب.
8- بنى المؤلفان هذا التفسير على قراءة غير قراءة حفص التي انتشرت وشاعت في جُلِّ بلاد المسلمين، وهذا يؤدي بالذين لا يعرفون سواها من القراءات إلى الظن بوجود خطأ في الآية، في حين هي على الصواب.
9- ويرى الشيخ الصباغ أن تعدد القراءات في التفاسير الموجزة لا يفيد غير المتخصِّصين من القرَّاء.

ولما تقدَّم من ملاحظات رأى الشيخ الصباغ أن يهذِّب تفسير الجلالين، لينفيَ عنه ما سبق من مثالب ومآخذ، حتى يتهيأ للقارئ المتدبِّر أن يتأمَّل السياق الكريم، ويتدبَّر معانيه، مما يهيِّئ له الفهمَ السليم للنصوص القرآنية الكريمة.

وقد صدرت الطبعة الأولى من (تهذيب تفسير الجلالين) للشيخ الصباغ في مجلَّد كبير، في 605 صفحات، بهامش المصحف الشريف بخط عثمان طه، قبل أشهر قليلة، في نهاية عام 1427هـ، عن المكتب الإسلامي.

وقد اعتمد المؤلِّف صاحب التهذيب قراءة حفص عن عاصم في تهذيبه، وحذف الكلام على القراءات الأخرى.
ووافق الجلالين في غالب الأحيان، وخالفهما في بعض المواضع معتمداً على أرجح الأقوال عند أئمة المفسرين، وبخاصَّة إذا وافقت أقوالُهم ما صحَّ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما حذف بعض التفصيل فيما لا يراه ضرورياً، وأبقى على الإطناب الذي يساعد في فهم المعنى.
وأورد ما صحَّ من أسباب النزول، وهو يرى أن هذا الباب ما يزال بحاجة إلى خدمة متأنية دقيقة، تنقيه مما لا يصح.

وقد نبه الشيخ الصباغ على أنه اضطرَّ إلى حذف طامَّات نتجت من ذكر الإسرائيليات، باعتبار أنه قام بتهذيب التفسير، ولم يقم بتحقيقه.

ثم عاد مرة أخرى إلى الثناء على تفسير الجلالين، ليرفع من همم طلاب العلم، حتى لا يكون سيرهم في رحاب العلم خبط عشواء.

نسأل الله الكريم أن يتقبل من الشيخ الصباغ هذه الخدمة الجليلة، وأن يجزيه خيراً على هذا العمل، وأن ينفع به المسلمين عامَّة، وطلاب العلم خاصَّة.
والله من وراء القصد.

المصدر : موقع الألوكة جزاهم الله خيراً.
 
جزاك الله خيراً يا دكتور عبد الرحمن على هذا العرض الحسن
والسؤال الذي يطرح نفسه هل ترون تقريره على الطلاب أولى من تقرير أصله؟
 
أبلغ القول من ثنائي جزاك الله خيرا كذا يقول الرسول
إي والله جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن ورفع درجاتك في عليين .
ليت فضيلة الشيخ نبه إلى الطوام التي جاءت في ثنايا تعليقات الصاوي حتى لا يغتر بها مغتر .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
إذا كان ما ذكره أخي د/عبد الرحمن حقاً ،وهو عندي حق وثقة -فإن هذا لا يعتبر "تهذيباً " بل هو شيء آخر لا علاقة للجلالين رحمهما الله تعالى به 0:
1-هما "أوّلا " الصفات ،فليس من حق أحد أن يحول التأويل في كتابهما ويضع بدلاً عنه أي "عقيدة" تخالفهما ثم ينسب الكتاب إليهما ،فالواجب هنا لمن أراد ذلك أن "يؤلف " كتاباً خاصاً للرد عليهما ومناقشتهما ،لا أن يعمد إلى تأليفهما ف"ينسخه " ،لا أقصد "النسخ " بمعنى الكتابة 0
2-اعتماد قراءة غير التي اعتمدها الجلالان رحمهما الله ليس من حق أحد أن يغيرها إلى قراءة أخرى
3-عبارة "وخالفهما في بعض المواضع معتمداً على أرجح الأقوال عند أئمة المفسرين" هل تعني أنه ذكر أقوالاً غير التي ذكرها الجلالان حتى وإن كانت راجحة على التي ذكراها ؟ أم ماذا ؟
4- تعلمت من مشايخي رحم الله من مات منهم ،وبارك في عمر من بقي منهم :الحذر من كل كتاب مكتوب عليه "تهذيب " و "هذبه "و "اختصره " خاصة مع وجود الأصل بين أيدينا ، ولما سألتهم عن هذا "التحذير قالوا لي :لأنك يا بني في هذه الحالة (لا تقرأ ) كلام المؤلف ورأيه نوإنما (تقرأ ) رأي و (فهم ) ال "مهذب " و ال "مختصِر " وشتان ما بينهما 0
وأختم هذا التعليق بما ختم به د/عبد الرحمن كلامه :
نسأل الله الكريم أن يتقبل من الشيخ الصباغ هذه الخدمة الجليلة، وأن يجزيه خيراً على هذا العمل، وأن ينفع به المسلمين عامَّة، وطلاب العلم خاصَّة.
والله من وراء القصد
 
صدر عام 1430هـ عن مكتبة العلوم والحكم بمصر تهذيب آخر لتفسير الجلالين لأبي أسامة جمال بن نصر عبدالسلام، وقد عنون لهذا التهذيب بـ "جلاء العينين بتهذيب تفسير الجلالين"، وهو ضمن سلسلة الموسوعة الميسرة لطالب العلم الشرعي - المرحلة الثانية -.

وقد كتب المهذِّب مقدمة طويلة لهذا التهذيب، ذكر فيها:
أولاً: تعريفاً مختصراً بسلسلة الموسوعة الميسرة لطالب العلم الشرعي، حيث ذكر أن الله تعالى قد منّ عليه بإتمام كتب المرحلة الأولى، وبدأ في تقديم المرحلة الثانية بهذا التهذيب.

ثانياً: ذكر أهم المحاور التي خدم بها بهذا التفسير، وهي:
المحور الأول: توثيق النص قبل تهذيبه للوصول إلى أقرب نص لما دوّنه الجلالان، وذلك باعتماد على تحقيقه الكبير لتفسير الجلالين، والذي اعتمد فيه على 15 مخطوطاً، وعدد كبير من المطبوعات القديمة لهذا التفسير.
المحور الثاني: ضبط النص.
المحور الثالث: حذف المخالفات العقدية الموجودة في الكتاب، أو تعديلها لتوافق منهج أهل السنة في الاعتقاد.
المحور الرابع: تعديل القراءة التي يُعتمد عليها في التفسير، وجعلها على "قراءة حفص"، مع الإبقاء على بقية القراءات، وذكر من قرأ بها من القراء السبعة والرواة عنهم.
المحور الخامس: تخريج أحاديث الكتاب، وأسباب النزول، وبيان درجة كل حديث.
المحور السادس: حذف الإسرائيليات المخلة من صلب الكتاب.
المحور السابع: تعديل بعض الأخطاء الواردة في الكتاب.

ثالثاً: ذكر التهذيبات السابقة لهذا التفسير، مع بيان مزاياها وعيوبها، حيث ذكر تهذيب سعد بن عبدالرحمن الحصين، وفصّل القول حول تهذيب الدكتور محمد بن لطفي الصباغ. ثم ذكر الجديد الذي أضافه في تهذيبه هذا.

رابعاً: بيان المخالفات المحذوفة في مبحث الأسماء والصفات. وذكر أن أغلب ما ذكره هنا مأخوذ من كتاب "أنوار الهلالين في التعقباتعلى الجلالين" للدكتور محمد الخميس.

خامساً: أمثلة على المحذوفات من الإسرائيليات. وقد قدم بتعريف للإسرائيليات وبيان أقسامها، ثم ذكر أن ما أورده الجلالان في تفسيرهما على أقسام:
أ: تعيين أمور بغير دليل من الكتاب والسنة.
ب: قصص منكرة نقلاً وعقلاً.
ج: ما ينقص من قدر الأنبياء ويطعن في عصمتهم.

سادساً: أمثلة على الأخطاء العلمية المحذوفة أو المعدلة.

سابعاً: مقدمة التهذيب، وتشتمل على عدة مباحث:
المبحث الأول: التعريف بمُؤلفّي التفسير.
المبحث الثاني: التعريف بهذا التفسير وطريقة مؤلفيه فيه، مع ذكر طبعاته وما خُدم به..
المبحث الثالث: مقدمات لا غنى عنها بين يدي التهذيب:
المقدمة الأولى: أسماء الله وصفاته وموقف أهل السنة منها.
المقدمة الثانية: مقدمة في التفسير تأليف عبدالرحمن بن قاسم النجدي.
المقدمة الثالثة: نُبذ عن علم القراءات والمعتبر منها.
المقدمة الرابعة: التعريف بالقراء السبعة والناقلين عنهم.

وقد استغرقت هذه المقدمة أكثر من تسعين صفحة. ثم بدأ في تهذيبه للتفسير، وهو يقع في مجلدين، فيها أكثر من ألفين صفحة.
 
بارك الله فيكم يا أبا مجاهد على هذا العرض .
أين نجد هذا العمل فيبدو أنه عمل مطوَّل .
 
بارك الله فيكم يا أبا مجاهد على هذا العرض .
أين نجد هذا العمل فيبدو أنه عمل مطوَّل .
اشتريت الكتاب من مكتبة الرشد في أبها، وبالتأكيد يكون في الرياض، وهذا التهذيب كما ذكرت يقع في مجلدين مشتملين على أكثر من ألف صفحة، غير أن الورق ليس من النوع الجيد، والكتابة بخط صغير نسبياً.
 
صدر تفسير الجلالين و معه حاشية هداية الموحدين مدار الوطن للنشر و راجعة الشيخ المعصراوى و الحاشية للشيخ هشان محمد سعيد برغش و ميزة هذا الاصدار ان التفسير على هامش مصحف المدينة
 
إذا كان ما ذكره أخي د/عبد الرحمن حقاً ،وهو عندي حق وثقة -فإن هذا لا يعتبر "تهذيباً " بل هو شيء آخر لا علاقة للجلالين رحمهما الله تعالى به
والله من وراء القصد
الشيخ الفاضل/ الجكني حفظك الله
قال الشيخ الصباغ في المقدّمة:
(أودُّ أن أؤكِّد أنَّ عملي إنما هو تهذيب للكتاب وليس تحقيقاً، وإني مع إعجابي بالكتاب وثنائي على دقّته العلميّة أقرّر بأنّ فيه طامات، ولا سيما في ذكره للإسرائيليات، فكان منهجي يقضي بحذفها، ولو كنت أحقّق الكتاب لكان ينبغي أن أثبتها وأردّ عليها في الهامش.
وليس من شك أن الأمانة العلمية تقضي في حال التحقيق أن يُنشر الكتاب كما كتبه مؤلّفه، لا أن يعبث به العابثون ثم يبقى الكتاب منسوبا إلى مؤلّفه.
إنّ عملي هو إخراج تفسير موجز ليس فيه تلك العيوب والمآخذ التي أشرنا إليها.
وكتاب "تهذيب تفسير الجلالين" كتابي، ولا أحمّل المولِّفَين مضمون الكلام الذي أضفْتُه.
وإني أرى أنَّ الفائدة تكون أكبر بتقديم الكتاب إلى القرّاء مهذبا، أما الكتاب الأصلي فهو ميسّر لأنه منشور بطبعات كثيرة قديمة وحديثة، ويقتضي الموقف أن نذكر أنه لا يغني كتاب عن كتاب.).انتهى كلامُه.
 
عندي الطبعة الثانية لتفسير الجلالين عام 1995 طبعة دار الجيل، وفيها عند مُبتدأ كثير من السور ذِكْرٌ لترتيبها، وترتيب السور مفيد لمتعلم التفسير وإن كان ظنيّا.ورأيت الترتيب في النصف الاول من التفسير وفي نصفه الثاني.
فلا أدري هل هذا الترتيب من أصل تفسير الجلالين ورغب الشيخ الصباغ رحمه الله في إغفاله؟
 
الشيخ الصباغ مقيم عندكم في السعودية ولا أظن أنه يصعب على أمثالكم الوصول إليه وسؤاله ..
ولعلكم تفيدونا بجوابه .
 
عودة
أعلى