تنوع الحركات وأثره في الكشف عن معاني الآيات

إنضم
07/08/2006
المشاركات
107
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
من أوجه القراءات القرآنية

تنوع الحركات وأثره في الكشف عن معاني الآيات

دراسة في سورة البقرة

د. حسن عبد الجليل عبد الرحيم علي العبادلة

جامعة البلقـاء التطبيقية – كلية أصول الدين الجامعية- قسم القراءات القرآنيـة [email protected]

المقدمة:

الحمد لله الذي تقدست أسماؤه ، وتعالت عن العالمين أوصافه ، وحجت الألبابَ آياتُه ، وهدت المؤمنين المسترشدين أنواره وكلماته . وصل اللهم على سيدنا محمد ، مشكاة النور ، وشافي الصدور ، الذي بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة ، وهداها سبيل التقى و العلا في الدارين ، وترك فيها حبل الله المتين ، وصراطه المستقيم ، برهان صدقه إلى يوم الدين . وعلى آله وصحبه أئمة الهدى ، وخير الورى ، الذين ما انفكوا متمسكين بالقرآن الكريم ، يسبرون أغواره ، و يظهرون أنواره ، ويسيرون على نهجه و يأتمرون بأمره ، كل وفق طاقته وجهده .

وبعد :

فمعلوم أن هذا الكتاب الكريم لا تفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولا تخلق على كثرة الرد آياته ، فمهما اجتهد الإنسان ، وحاول الكشف عن درره الحسان ، فسيبقى هذا حاله على تعاقب السنين و الأيام . وها نحن نشهد عظيم صنع سلف هذه الأمة في خدمة كتاب ربها الكريم ، الذي هو عمدة هذا الدين ؛ فهاهم قد بينوا أوجه قراءته ، وبذلوا وسعهم في الكشف عن معاني آياته و أحكامه ، وأظهروا العديد من أصناف المعارف وبدائع اللطائف ، كل وفق اختصاصه .

إلا أنهم لم يبلغوا شأوه ، ولم يحصروا كنهه ، فبقي وسيبقى فياضا بأوجه العلوم ، لا يقوى على مقارعته الخصوم ، يبز كل واحد في تخصصه ، وفي أعلا مرتبته ، ناطقا بلسان الحال : ) وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ((76: يوسف) شاهدا على وحدانية رب العالمين .

ولما رأيت أن أعظم الصلات بالقرآن الكريم هي القراءات القرآنية ، بما تحويه من كشف عن المعاني الإلهية ، أحببت أن أدلي بدلوي في بحر هذا العلم ، وأن أبذل جهدي في إظهار اثر القراءات القرآنية الكريمة في التفسير، وذلك بما تحويه من تجلية للمعاني القرآنية ، وإضافة معاني جديدة . فبدأت بسورة الفاتحة والبقرة وجمعت جوانب القراءات السبع الواردة في هاتين السورتين ، إلا أنني وجدت المادة العلمية طويلة وتحتاج إلى أكثر من بحث ، فقمت بتقسيم القراءات القرآنية الكريمة إلى ثلاثة أقسام ؛ قسم يكمن تنوع الأداء فيه بإثبات الألف وحذفها نحو قوله تعالى: )مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ( و)مالك((4: الفاتحة) ، وقوله تعالى: )وَوَصَّى( )وأوصى( (132:البقرة) . والقسم الثاني يكمن تنوع الأداء فيه بإبدال الحروف نحو قوله تعالى :)نُنْشِزُهَا ( و)ننشرها((259:البقرة) ، وقوله تعالى :)وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ( )ولا تقبل((48 : البقرة) . والقسم الثالث يكمن تنوع الأداء فيه بتنوع الحركات -وهو مدار هذا البحث بإذن الله تعالى- . وأفردت كل قسم من هذه الأقسام ببحث مستقل .

أما منهجي في البحث ؛ فإنني قمت بجمع الآيات القرآنية التي كان تنوع قراءتها من حيث الحركات ، واقتصرت على القراءات التي لها أثر ظاهر في توجيه المعاني القرآنية ، ثم رتبتها وفق ورودها في المصحف الكريم ، وأفردت كل آية في مبحث مستقل ، ثم بيَّنت القراءات الواردة فيها من حيث تنوع الحركات ، ثم ذكرت بعض آراء المفسرين فيها ، وبعد ذلك أظهرت ما يؤديه تنوع القراءات في تفسير الآيات الكريمة والكشف عن معانيها .

سائلا المولى الرشيد سبحانه وتعالى رب العرش المجيد ، أن ييسر لي هذا العمل بجوده وكرمه ، وأن يجعله خالصا لوجهه ، و أن يهدي كاتبه وقارئه إلى سواء السبيل .

المبحث الأول: قوله سبحانه وتعالى :

] فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [ (37:البقرة ) .

المسألة الأولى : القراءات الواردة في هذه الآية :

تنوعت أوجه القراءة المتواترة الواردة في هذه الآية الكريمة من حيث تنوع الحركات على وجهين بيَّنهما أهل القراءات على النحو الآتي :

يقول ابن مجاهد([1]) – رحمه الله- : ” واختلفوا في قوله تعالى :)فَتَلَقَّى آدَم مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات ( قرأ ابن كثير([2]) وحده ) فَتَلَقَّى آدَمَ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٌ( . وقرأ الباقون) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ( “([3]) .

وأورد ابن خالويه([4]) –رحمه الله– هذه الأوجه وحجَّتها فقال :” قوله تعالى: ) فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ( تقرأ برفع آدمُ ونصب الكلماتٍ ، وبنصب آدمَ ورفع الكلماتٌ . فالحجة لمن رفع آدم أن الله تعالى لما علّم آدم الكلمات فأمره بهن تلقاهن –آدم– بالقبول عنه –سبحانه وتعالى– ، والحجة لمن نصب آدم أن يقول : ما تلقاك فقد تلقيته ، وما نالك فقد نلته، وهذا يسميه النحويون المشاركة في الفعل “([5]). وجمع ابن زنجلة([6]) -رحمه الله – بين سابقيه ، فأورد القراءات وأسندها إلى أصحابها واحتج لكل وجه على نحو ما فعل ابن خالويه - رحمه الله -([7]) .

المسألة الثانية: من أقوال المفسرين في هذه الآية الكريمة

لعلم أهل التفسير بما للقراءات القرآنية الكريمة من عميق أثر في الكشف عن معاني الآيات الكريمة فإنهم لا يكادون يدعون آية تنوعت أوجه أدائها إلا حاولوا بيان معاني هذه الأوجه والجمع بينها. وهذا أمر جلي في أقوالهم ، ومن ذلك ما أورده الإمام الطبري([8]) –رحمه الله – في تفسير هذه الآية حيث يقول : ” )فتلقى آدمُ( قيل إنه أخذ . وقيل أصله التفعُّل من اللقاء كما يتلقى الرجلُ الرجلَ؛ يستقبله عند قدومه من غيبة أو سفر . فكذلك ذلك في قوله )فتلقى( كأنه استقبله فتلقاه بالقبول حين أوحى إليه أو أخبر به ، فمعنى ذلك إذا : فلقى اللهُ آدمَ كلمات توبة ، فتلقاها آدمُ من ربه وأخذها عنه تائبا ، فتاب الله عليه بقيله إياها وقبوله إياها من ربه ... -وأورد عن بعض مشايخه بسنده- قال : لقاهما هذه الآية ) قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ(( 23:الأعراف ) “ ([9]) .

ويظهر ذلك أيضا فيما أورده الإمام القرطبي([10]) –رحمه الله – الذي تابع الإمام الطبري في بعض أقواله حيث قال في تفسير هذه الآية :

” )تلقى( قيل : معناه فهم وفطن ، وقيل : قبل وأخذ . وكان عليه السلام يتلقى الوحي أي يستقبله ويأخذه ويتلقفه ، تقول : خرجنا نتلقى الحجيج أي نستقبلهم . وقيل معنى تلقى: تلقن وهذا في المعنى صحيح ولكن لا يجوز أن يكون التلقي من التلقن في الأصل ، لأن أحد الحرفين إنما يقلب ياء إذا تجانسا ، مثل تظنى من تظنن ، وتقصى من تقصص ، ومثله تسريت من تسررت ، وأمليت من أمللت وشبه ذلك . ولهذا لا يقال تقبى من تقبل ، ولا تلقى من تلقن فاعلم . وحكى مكي أنه ألهمها فانتفع بها ، وقال الحسن : قبولها تعلمه لها وعمله بها“([11]) .

وجمعه بين أوجه القراءة يظهر في قوله : ” قرأ أبن كثير ) فَتَلَقَّى آدَمَ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٌ( والباقون برفع آدم ونصب كلمات . والقراءتان ترجعان إلى معنى ؛ لأن آدم إذا تلقى الكلمات فقد تلقته . وقيل: لما كانت الكلمات هي المنقذة لآدم بتوفيق الله تعالى له لقبوله إياها ودعائه بها كانت الكلمات فاعلة ، وكأن الأصل على هذه القراءة فتلقت آدمَ من ربه كلماتٌ ، لكن لما بعد ما بين المؤنث وفعله حسن حذف علامة التأنيث وهذا أصل يجري في كل القرآن والكلام إذا جاء فعل المؤنث بغير علامة ومنه قولهم: حضر القاضي اليوم امرأة . وقيل: إن الكلمات لما لم يكن تأنيثه حقيقا حمل على معنى الكلم فذكر “([12]).

وانتهج الإمام البيضاوي([13])–رحمه الله– النهج نفسه حيث أشار إلى القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة وذكر معنى كل وجه وزاد في بيان حقيقة الكلمات المذكورة في الآية الكريمة حيث قال : ” سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت“ ([14]).

ونحو ذلك فَعل ابن الهائم([15]) في تفسير هذه الآية حيث قال: ” )فتلقى آدم( أي قبل وأخذ ، وتلقّى تفعل من اللقاء ، نحو تعدّى من العد . وقبل بمعنى استقبل ، ومنه تلقى فلانٌ فلانا استقبله . ويتلقى الوحي أي يستقبله ويأخذه ويتلقفه ... وقال القفال([16]) : التلقي التعرض للقائم يوضع موضع القبول والأخذ ، ومنه)وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ( (6 :النمل) وتلقيت هذه الكلمة من فلان اتخذتها منه “([17]) .

المسألة الثالثة : أثر القراءات في التفسير

المتأمل بعين البصيرة في هذه الآية الكريمة بقراءتيها يجد أنها قبس نور يلألئ درر المعاني القرآنية فتظهر مكتملة برّاقة مسلّّمة لا شية فيها ، وهذا أمر يصدق على كل آيات القرآن الكريم وقراءاته المتواترة .

وهذه المعاني التي تظهرها الآية الكريمة بقراءتيها لا تُسْتَوف إلا بكلتا القراءتين ؛ فالقراءة الأولى في هذه الآية الكريمة وهي قوله تعالى : )فَتَلَقَّى آدَمَ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٌ( دلت على عظيم سعة رحمة الله سبحانه وتعالى وأنها وسعت كل شيء ؛ فالله سبحانه وتعالى هو الذي أرسل هذه الكلمات إلى سيدنا آدم عليه وعلى نبينا أكمل الصلاة والسلام ، ولعظيم أمرها أُسْنِد إليها الفعل ، فكأنها دثار رحمة منقطع النظير يتحرك بذاته ليُدخِل سيدَنا آدمَ عليه السلام في كنفه ، ويغمره بالرحمة الإلهية ، فهذه الكلمات هي مصدر الرّحمة لسيدنا آدم عليه السلام.

أما القراءة الثانية وهي قوله تعالى : )فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ( ، فإنها تدل على امتثال سيدنا آدم عليه السلام لأمر الله سبحانه وتعالى ، وأنه تلقى الكلمات الإلهية الكريمة بكل غبطة وسرور وإعزاز وتقدير ، وعمل بمقتضاها . فهي هنا كأنها عين سلسبيل لا يدركها وصف عذوبة أو صفاء ، تطهَّر بها سيدُنا آدم عليه السلام ونَهل من رحيقها المختوم وأخرج لؤلؤها المكنون ، فحظي بالمغفرة الإلهية لعمله بها وامتثاله لأمرها ، فعمله بها أساس رحمته.

فالقراءتان تظهران المعنى مكتملا دون نقص ، ولا تنفصل إحداهما عن الأخرى ؛ فالتوبة التي مَنَّ الله تعالى بها على سيدنا آدم عليه الصلاة والسلام في قوله سبحانه وتعالى : ]فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[ كانت ثمرة لأمرين لا ينفصل أحدهما عن الآخر ، الأول : رحمة الله سبحانه وتعالى وإرادته تعليم آدم هذه الكلمات وإرسالها إليه ، والثاني : تلقي سيدنا آدم عليه السلام لهذه الكلمات وعمله بها .

فمن أحب أن تحل به رحمة الله وينال مرضاته ويكفر عنه سيئاته فما عليه إلا أن يعمل صالحا وفقا لقوله سبحانه وتعالى : ) قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنَا يُؤْمِنُونَ ( (156:الأعراف ). وبذلك تكون هذه الآية الكريمة بقراءتيها بَيَّنََت شَرْطَي توبة الله على العبد ، وأنه لابد من عمل العبد الذي يبرهن به صدق إيمانه واتباعه لأمر ربه . وهذا الكشف عن المعنى من كل جوانبه إن دل على شيء فإنما يدل على كمال بيان القرآن الكريم الذي لا يدرك شأوه مخلوق .

المبحث الثاني : قوله سبحانه وتعالى :

] وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ[ (83:البقرة ).



المسألة الأولى : القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة

تنوعت أوجه القراءة في قوله تعالى )حسنا( وهذا ما أظهره أهل هذا الشأن .

يقول ابن مجاهد : واختلفوا في قوله )وقولوا للناس حسنا( في ضم الحاء وسكون السين ، وفتحها وفتح السين ؛ فقرأ ابن كثير وأبو عمرو([18]) ونافع([19]) وعاصم([20]) وابن عامر([21]) )حُسْنا( بالضم والتسكين . وقرأ حمزة([22]) والكسائي([23]) )حَسَنا( بالفتح ([24]) .

وذكر ابن خالويه القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة على النحو السابق ، ثم احتج لكل وجه بقوله :” فالحجة لمن ضم أنه أراد المصدر والاسم ودليله قوله ) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً((8:العنكبوت) ، والحجة لمن فتح أنه أراد قولا حسنا فأقام الصفة مقام الموصوف والأول أصوب ([25]) لأن الصفة مفتقرة إلى الموصوف كافتقار الفعل إلى الاسم“([26]).

وأورد ابن زنجلة القراءات المتواترة الواردة في هذه الآية الكريمة وأسهب في احتجاجه لكل وجه فقال : ” قرأ حمزة والكسائي:) وَقُولُوا لِلنَّاسِ حَسَناً(بفتح الحاء والسين ، وحجتهم أن حسنا وصف للقول الذي كف عن ذكره لدلالة وصفه عليه , كأن تأويله وقولوا للناس قولا حسنا ، فترك القول واقتصر على نعته . وقد نزل القرآن بنظير ذلك فقال جل وعز: )وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ( (3:الرعد) ولم يذكر الجبال وقال:)أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ( (11:سبأ) ولم يذكر الدروع إذ دل وصفها على موصوفها . وقرأ الباقون حُسْنا بضم الحاء وحجتهم أن الحُسن يجمع ، و الحَسَن يتبعض ؛ أي قولا للناس الحسن في الأشياء كلها . فما يجمع أولى مما يتبعض([27]) . قال الزجاج وفي قوله حُسْنَا قولان : المعنى قولا للناس قولا ذا حسن ، وزعم الأخفش أنه يجوز أن يكون حسنا في معنى حسن - كما قيل البَخل والبُخل والسَّقَم والسُّقم وفي التنزيل )إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ((148:النساء) - ثم بدل ، نحو قوله تعالى : )وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً(( 8 :العنكبوت) ، وقوله تعالى: )تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ( (85:البقرة) “([28]) .

المسألة الثانية : من أقوال المفسرين في هذه الآية الكريمة

تنوعت مذاهب المفسرين في محاولة الكشف عن معنى هذه الآية الكريمة ، فمنهم من فسَّر ظاهر أوجه القراءات المتواترة الواردة فيها ، ومنهم من حاول الكشف عن حقيقة الألفاظ المأمور بها مستشهدا بأقوال أئمة التفسير السابقين لعهده . ومن ذلك قول الإمام الطبري –رحمه الله-: ”واختلف أهل العربية في فرق ما بين معنى قوله حَسَنا وحُسْنا ؛ فقال بعض البصريين: هو على أحد وجهين ؛ إما أن يكون يراد بالحَسَن الحُسْن وكلاهما لغة كما يقال البَخَل والبُخْل ، وإما أن يكون جعل الحَسَن هو الحُسْن في التشبيه ؛ وذلك أن الحُسْن مصدر و الحَسَن هو الشيء الحسن ... وقال آخر بل الحَسَن هو الاسم العام الجامع جميع معاني الحُسْن ، و الحَسَن هو البعض من معاني الحُسْن ، ولذلك قال جل ثناؤه إذ أوصى بالوالدين ) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً( (8:العنكبوت ) يعني بذلك : أنه وصَّاه فيهما بجميع معاني الحُسْن ، وأمر في سائر الناس ببعض الذي أمره به في والديه فقال ) وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً( يعني بذلك بعض معاني الحسن . والذي قاله هذا القائل في معنى الحُسْن بضم الحاء وسكون السين غير بعيد من الصواب وأنه اسم لنوعه الذي سمي به . وأما الحَسَن فإنه صفة وقعت لما وصف به “ ([29]) .

واقتصر الواحدي([30]) على بيان دلالة الآية الكريمة فقال : ” )وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً( أي صدقا وحقا في شأن محمد عليه السلام وهو خطاب لليهود “([31]) .

وأورد القرطبي العديد من الآراء في تفسير هذه الآية الكريمة فقال : ” قوله تعالى )وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً( حُسْنا نصب على المصدر على المعنى لأن المعنى ليحسن قولكم ، وقيل : التقدير وقولوا للناس قولا ذا حسن ، فهو مصدر لا على المعنى . وقرأ حمزة والكسائي حَسَناً بفتح الحاء والسين ، قال الأخفش : هما بمعنى واحد … قولوا لهم لا إله إلا الله ومروهم بها ، وقال ابن جريج([32]): قولوا للناس صدقا في أمر محمد صلى الله عليه وسلم ولا تغيروا نعته . وقال سفيان الثوري : مروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر . وقال أبو العالية([33]) : قولوا لهم الطيب من القول ، وجازوهم بأحسن ما تحبون أن تجازوا به . وهذا كله حض على مكارم الأخلاق ، فينبغي للإنسان أن يكون قوله للناس لينا ، و وجهه منبسطا ، طلقا مع البر والفاجر والسني والمبتدع ، من غير مداهنة ومن غير أن يتكلم معه بكلام يظن أنه يرضى مذهبه ، لأن الله تعالى قال لموسى وهارون : ) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً ( (44: طه) فالقائل ليس بأفضل من موسى وهارون ، والفاجر ليس بأخبث من فرعون ، وقد أمرهما الله تعالى باللين معه . وقال طلحة بن عمر: قلت لعطاء: إنك رجل يجتمع عندك ناس ذوو أهواء مختلفة ، وأنا رجل في حدة فأقول لهم بعض القول الغليظ . فقال : لا تفعل . يقول الله تعالى : )وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً( فدخل في هذه الآية اليهود والنصارى فكيف بالحنيفي . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة : لا تكوني فَحَّاشَة ([34]) فإن الفُحْشَ لو كان رجلا لكان رجل سوء([35]) . وقيل : أراد بالناس محمدا صلى الله عليه وسلم كقوله : )أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ(( 54 : النساء ) فكأنه قال : قولوا للنبي صلى الله عليه وسلم حسنا“([36]).

وهذا هو مذهب الثعالبي في تفسير هذه الآية حيث أورد عددا من أقوال أئمة التفسير المتقدمين فيها لكنه لم يزد شيئا عما أورده القرطبي ([37]) .

واقتصر أبو السعود([38]) على الدلالة العامة للآية الكريمة فقال : ” )وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً( أي قولوا حسنا ، سماه حسنا مبالغة ... والمراد به ما فيه تخلق وإرشاد “([39]) . وهذا ما ذهب إليه النسفي([40]) أيضا ([41]) .

المسألة الثالثة : أثر القراءات في التفسير

من أنعم النظر في القراءات القرآنية الواردة في هذه الآية الكريمة ، يجد أنها كالنبع فياضة بالمعاني ، وهي برهان ظاهر في الدلالة على بلاغة القرآن الكريم و إيجازه ؛

فالقراءة بالفتح حَسَناً تدل على صفة القول أي أنه قول حسن ، فكأنه قول مخصوص وصف بأنه حسن ، وهنا يبدأ البحث عن ماهية هذا القول الموصوف بهذه الصفة ، وهذا باب فياض بالمعاني ، فما أورده المفسرون في بيان حقيقة هذا القول كله ينطوي تحت صفة الحسن ؛ فبيان صفة النبي صلى الله عليه وسلم في الكتب السابقة قول حسن ، والشهادة بالوحدانية لله وبرسالة النبي صلى الله عليه وسلم قول حسن أيضا … وهذا كله أُمِرَ به بنو إسرائيل وأٌخِذَ عليهم الميثاق به .

والقراءة بالضم والإسكان حُسْناً تدل على المصدرية ، فهي تدل على أن الميثاق المأخوذ على بني إسرائيل يلزمهم بأن لا يحدثوا الناس إلا بالحسن المطلق في كل أمر ، ومما يتضمنه هذا الحسن بيان صفة النبي صلى الله عليه وسلم … .

المبحث الثالث : قوله سبحانه وتعالى :

) مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[(106:البقرة).

المسألة الأولى : القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة

وردت في هذه الآية الكريمة أكثر من لفظة تعددت أوجه قراءتها وهذا ما نقله أهل العلم والاختصاص وأثبتوه في مصنفاتهم ، ومن ذلك قول ابن مجاهد :

” واختلفوا في قوله تعالى )ما ننسخ من ءاية( في فتح النون الأولى وضمها وفتح السين وكسرها . فقرأ ابن عامر وحده ما نُنسِخ بضم النون الأولى وكسر السين وقرأ الباقون ما نَنسَخ بفتح النون الأولى والسين مفتوحة . واختلفوا في قوله ننسها في ضم النون الأولى وترك الهمزة وفتح النون مع الهمزة ، فقرأ ابن كثير وأبو عمرو نَنسأها بفتح النون مع الهمزة والباقون نُنْسِها“ ([42]) .

وأورد ابن خالويه هذه القراءات الكريمة واحتج لكل وجه حيث قال :

” قوله تعالى )مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ( يقرأ بضم النون وفتحها . فالحجة لمن ضم أن المعنى ما نُنْسخُك يا محمد من آية ، كقولك أنسختٌ زيدا الكتابَ ، ويجوز أن يكون ) ما نُنْسِخُ من آية ( أي نجعلها ذات نسخ كقوله تعالى ) فَأَقْبَرَهُ((21 :عبس) أي جعله ذا قبر ، والحجة لمن فتح أنه جعله من الأفعال اللازمة لمفعول واحد . قوله تعالى أو) نَنْسَأها ( يقرأ بفتح النون والهمز ، وبضمها وترك الهمز. فالحجة لمن فتح النون وهمز أنه جعله من التأخير ، أو من الزيادة ، ومنه قولهم نسأ الله أجلك وأنسأ في أجلك . والحجة لمن ضم وترك الهمز أنه أراد الترك يريد أو نتركها فلا ننسخها “([43]) .

المسألة الثانية : من أقوال المفسرين في هذه الآية الكريمة

تعددت أقوال المفسرين في بيان معنى هذه الآية الكريمة وسأورد فيما يأتي بعض آرائهم في تفسيرها .

يقول الإمام شهاب الدين : ” )مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ ( النسخ على ثلاثة معان ؛ أحدها : نقل الشيء من موضع إلى موضع كقوله ) إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ(( 29: الجاثية) . الثاني : نسخ الآية بأن يبطل حكمها ويكون لفظها متروكا كقوله ) قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ (( 14: الجاثية) نسخت بقوله ) فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ( (5: التوبة) . والثالث : أن تقلع الآية من المصحف ومن قلوب الحافظين يعني في زمن النبي ويقال )مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ( أي نبدل ومنه قوله عز وجل) وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ( (101 : النحل). والنسخ له في اللغة معنيان مشهوران ؛ الإزالة والنقل . وقيل هو مقول عليهما بالاشتراك فيكون حقيقة فيهما أو حقيقة في أحدهما مجاز في الآخر “ ([44]) .

وقد جمع جلال الدين السيوطي بسلاسة عددا من الأقوال الواردة في تفسير هذه الآية الكريمة حيث قال : ” ولما طعن الكفار في النسخ وقالوا إن محمدا يأمر أصحابه اليوم بأمر وينهى عنه غدا ، نزل (ما) شرطية (ننسخ من آية) أي: نزل حكمها إما مع لفظها أو لا. وفي قراءة بضم النون من أُنْسِخ أي نَأمُرُك أو جبريلُ بنسخها. أو ( نَنْسَأها ): نؤخرها، فلا ننزل حكمها ونرفع تلاوتها، أو نؤخرها في اللوح المحفوظ. وفي قراءة بلا همز من النسيان أي: نُنْسِكَهَا أي: نَمْحُها من قلبك. وجواب الشرط: (نأتي بخير منها)، أنفع للعباد في السهولة أو كثرة الأجر، (أو مثلها) في التكليف والثواب (ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير) ومنه النسخ والتبديل “ ([45]) .

المسألة الثالثة : أثر القراءات في التفسير

إن القراءات القرآنية الكريمة الواردة في هذه الآية الكريمة تدل دلالة قاطعة على مصدر القرآن الكريم ، ونزاهة النبي صلى الله عليه وسلم وأمانته في التبليغ عن ربه سبحانه وتعالى ، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يتقول في القرآن الكريم على الله شيئا مصداقا لقوله سبحانه وتعالى : ) وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ # لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ# ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ((الآيات 44-46: الحاقة)، وهذه القراءات القرآنية تشير إلى أنه لا يد لمخلوق في التصرف بألفاظ القرآن الكريم ؛

فالقراءة بالضم )نُنْسِخ( تدل دلالة صريحة على أن الآمر بالنسخ هو الله سبحانه وتعالى وأنه ليس على النبي صلى الله عليه وسلم إلا الإتباع لأوامر الله سبحانه وتعالى ، فالأمر موجه من الله سبحانه وتعالى إلى نبيه الكريم بذلك ، وهذا رد ظاهر على الكفار في اتهامهم للنبي صلى الله عليه وسلم .

والقراءة بالفتح )نَنْسَخ( تشير إلى الفاعل الحقيقي للنسخ وهو الله سبحانه وتعالى ، وكأن فعل الصحابة برسم المصحف ليس منهم حقيقة بل هو خاص بالله سبحانه وتعالى ، فإن كان الظاهر أن الصحابة هم الذين يكتبون ما يأمرهم به النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن إسناد الفعل في )نَنْسَخ( لله سبحانه وتعالى يدل على أنهم لم يتجاوزوا أمر الله سبحانه وتعالى في شيء ، فكان الأمر كما أراد الله سبحانه وتعالى تماما دون نقص . ونحو ذلك يقال في )نُنْسِها( و )نَنْسَأها( ؛ فمعنى القراءة الأولى :أي نأمر غيرنا بنسيانها ، ومعنى القراءة الثانية : أي يؤخر إنزالها . فكلاهما يدل على أنه ليس للنبي صلى الله عليه وسلم ولا لأحد من الخلائق أن يغيّر شيئا من القرآن . وإن أخِّر حكم آية ، أو رفعت من قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، فليس مرجع ذلك إلى تقصير من النبي صلى الله عليه وسلم ، بل مرجعه إلى الله سبحانه وتعالى ، القائل : )سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى# إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى(( 6-7 :الأعلى) .

المبحث الرابع : قوله سبحانه وتعالى :

] إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ [( 119 :البقرة) .

المسألة الأولى : القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة

أورد ابن خالويه أوجه القراءات المتواترة في هذه الآية الكريمة وأشار إلى حجة كل وجه فقال : ” قوله تعالى)ولا تسأل( يقرأ بالرفع-)تُسْألُ(-، والجزم-)تَسْألْ(- . فالحجة لمن رفع أنه أخبر بذلك وجعل لا نافية بمعنى ليس … والحجة لمن جزم أنه جعله نهيا“([46]) .

وتابع ابن زنجلة قول ابن خالويه وزاد شيئا من التوجيه حيث قال: ” –ولا تُسْأَلُ - رفعه من وجهين ؛ أحدهما أن يكون ولا تُسْأَلُ استئنافا ، كأنه قيل : ولست تسأل عن أصحاب الجحيم ، كما قال ) فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ((40: الرعد). والوجه الثاني على الحال ، فيكون المعنى وأرسلناك غير سائل عن أصحاب الجحيم “([47]) .

واقتصر ابن مجاهد على ذكر أوجه القراءة وأصحاب كل وجه فقال :

” واختلفوا في قوله: )ولا تسأل عن أصحب الجحيم( في ضم التاء مع رفع اللام ، وفتحها مع جزم اللام ؛ فقرأ نافع وحده )ولا تَسْألْ( مفتوحة التاء مجزومة اللام ، وقرأ الباقون) وَلا تُسْأَلُ ( مضمومة التاء مرفوعة اللام“([48]) .

المسالة الثانية : من أقوال المفسرين في هذه الآية الكريمة

ذكر الإمام الطبري رحمه الله أوجه القراءات القرآنية المتواترة الثابتة في هذه الآية الكريمة ، و بين تأويل كل وجه من أوجهها فقال : ” قرأت عامة القراء ) وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ( بضم التاء من تُسألُ ورفع اللام منها على الخبر ، بمعنى يا محمد إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ، فبلغت ما أرسلت به ، وإنما عليك البلاغ والإنذار، ولست مسئولا عمن كفر بما أتيته به من الحق وكان من أهل الجحيم . وقرأ ذلك بعض أهل المدينة ) ولا تَسْألْ ( جزما بمعنى النهي، مفتوح التاء من تَسألْ وجزم اللام منها ، ومعنى ذلك على قراءة هؤلاء إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا لتبلغ ما أرسلت به ، لا لتسأل عن أصحاب الجحيم ، فلا تسأل عن حالهم “([49]) .

ونحو ذلك فعل القرطبي في تفسير هذه الآية الكريمة حيث قال : ” قال مقاتل([50]) : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أنزل الله بأسه باليهود لآمنوا فأنزل الله تعالى ) وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ( برفع تسال وهي قراءة الجمهور ، ويكون في موضع الحال بعطفه على بشيرا ونذيرا ، والمعنى إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا غير مسئول . وقال سعيد الأخفش([51]) ولا تَسْألْ بفتح التاء وضم اللام ، ويكون في موضع الحال عطفا على بشيرا ونذيرا ، والمعنى : إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا غير سائل عنهم ، لأن علم الله بكفرهم بعد إنذارهم يغني عن سؤاله عنهم ، هذا معنى غير سائل . ومعنى غير مسئول لا يكون مؤاخذا بكفر من كفر بعد التبشير والإنذار “ ([52]) .

ولا يخرج ما أورده النسفي في تفسير هذه الآية عما سبق وإن اختلفت عبارته حيث يقول : ” إنا أرسلناك بالحق بشيرا للمؤمنين بالثواب ونذيرا للكافرين بالعقاب)وَلا تُسْأَلُ عن أصحاب الجحيم( ولا نسألك عنهم ما لهم لم يؤمنوا بعد أن بلغت وبلغت جهدك في دعوتهم وهو حال كنذير أو بشير أو بالحق أي وغير مسئول أو مستأنف قراءة نافع ولا تَسْألْ عن النهى ومعناه تعظيم ما وقع فيه الكفار من العذاب كما تقول كيف فلان سائلا عن الواقع في بلية فيقال لك لا تسأل عنه وقيل نهى الله نبيه عن السؤال عن أحوال الكفرة “ ([53]) .

وتكاد عبارة الشوكاني([54]) تتفق في تفسير هذه الآية الكريمة مع عبارة النسفي ([55]).

أما الثعالبي فقد أضاف إضافة جميلة حيث يقول : ” قرأ نافع وحده ) ولا تَسْألْ( أي لا تسأل عن شدة عذابهم ، كما تقول : فلان لا تسأل عنه . تعني أنه في نهاية تشهره من خير أو شر… وتحتمل هذه القراءة معنى آخر ، وهو والله أعلم أظهر ؛ أي ولا تَسْألْ عنهم سؤال مكترث بما أصابهم ، أو بما هم عليه من الكفر الذي يوردهم الجحيم ، نظير قوله عز وجل )فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ (( 8: فاطر) . وأما ما روي…من أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ما فعل أبواي فنزلت الآية في ذلك فهو بعيد ، ولا يتصل أيضا بمعنى ما قبله “([56]).

وهذا الأمر هو الذي أتبناه وذلك لعدّة أمور منها ما أورده الإمام السيوطي في بيانه لأسانيد الآثار المروية وللأسباب الآتية أيضا :

1- أن والدي النبي صلى الله عليه وسلم توفيا قبل بعثته ؛ فأبوه صلى الله عليه وسلم توفي قبل أن يولد ، وتوفيت أمه صلى الله عليه وسلم وهو في السادسة من عمره ([57]) ، فكيف يكونا من أصحاب الجحيم ولم تأتهم رسالة . قال تعالى :)وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً( (15 :الإسراء) ، فهما من أهل الفترة ؛ قال تعالى ) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( (19:المائدة) .

2- ورد في الآثار السابقة التي ردّها الإمام السيوطي من حيث السند قول النبي صلى الله عليه وسلم : ليت شعري ... . وهذا من حيث المتن أردّه أيضا ؛ فمن يقول ليت شعري مرّة لا بد أن يكررها في قوله مرّة أخرى ولا نجد حديثا آخر ورد فيه مثل هذا اللفظ ، بل الأكثر من ذلك أن هذا القول يخالف نص الآية الكريمة )وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ( (69:يس) .

المسالة الثالثة : المعنى المستفاد من تنوع القراءات

تأمل أخي الحبيب بَصَّرَنِي الله وإياك بنور كتابه كيف أن تنوع القراءات في هذه الآية الكريمة يظهر إعجاز القرآن في بيانه ، فهو ليس بَيِّنٌ فقط بل هو مُبِينٌ معرب ومفصح عن كل ما يحويه من معاني على نحو قوله سبحانه وتعالى : ) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ(( 195: الشعراء) ، وكل قراءة من القراءات المتواترة تصف جانبا من جوانب المعنى كأنها آية مستقلة ، وعند الجمع بين القراءتين تنجلي حقيقة المعنى مكتملة دون نقص .

فهذه الآية الكريمة بقراءتيها تدل دلالة ظاهرة على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على كل البشرية أن يهديها الله سبحانه وتعالى سبيل الصلاح والتقى ، وهذا ما تؤيده الآيات الأخرى ومنها قوله تعالى : ) فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ( (8:فاطر) ، وقوله تعالى : )يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ((41: المائدة) . وتدل أيضا على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأل جهدا في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ولم يقصِّر في شيء ، وإنما كان كُفْرُ من كَفرَ لعدم إتباعه سبيل الرشد التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وفساد سريرة الكافر وفقا لقوله سبحانه وتعالى : )وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً(( 75: الكهف) ، وقوله سبحانه وتعالى : )إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(( 56: القصص).

المبحث الخامس : قوله سبحانه وتعالى :

]وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ[( 125: البقرة) .

المسالة الأولى : القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة

أشار ابن مجاهد إلى أوجه القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة مسندا كل وجه إلى من قرأ به فقال : ” واختلفوا في قوله تعالى : ) وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً ( في فتح الخاء وكسرها ؛ فقرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي )وَاتَّخِذُوا( مكسورة الخاء ، وقرأ نافع وابن عامر )وَاتَّخَذُوا( مفتوحة الخاء على الخبر “ ([58]) .

وذكر ابن خالويه القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة وبَيَّن وجه كل قراءة فقال : ” قوله تعالى ) وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً ( يقرأ بكسر الخاء وفتحها . فالحجة لمن كسر أنهم أُمِرُوا بذلك ، ودليله قول عمر : أفلا نتخذه مصلى فأنزل الله ذلك موافقا به قوله([59]). والحجة لمن فتح أن الله تعالى أخبر عنهم بذلك بعد أن فعلوه “ ([60]) .

وأسهب ابن زنجلة في بيان حجة أصحاب كل وجه حيث فقال : ” قرأ ابن عامر ونافع )وَاتَّخَذُوا( من مقام إبراهيم بفتح الخاء ، وحجتهما أن هذا إخبار عن ولد إبراهيم صلى الله عليهم أنهم اتَّخَذُوا مقام إبراهيم مصلى وهو مردود إلى قوله ]وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخَذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً ( . وقرأ الباقون: )وَاتَّخِذُوا( بكسر الخاء ، وحجتهم في ذلك ما روي في التفسير أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد عمر فلما أتى على المقام قال له عمر : هذا مقام أبينا إبراهيم صلى الله عليه ؟ قال : نعم . قال : أفلا نتخذه مصلى ؟ فأنزل الله جل وعز ) وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً ( يقول : وافعلوا “([61]) .

المسألة الثانية : من أقوال المفسرين في هذه الآية

اختلفت أساليب المفسرين في الكشف عن معنى هذه الآية الكريمة ، ومن أشمل الأقوال في تفسيرها ما أورده أبو السعود حيث يقول :

” ) وَاتَّخِذُوا من مقام إبراهيم مصلى ( على إرادة قول هو عطف على جعلنا ، أو حال من فاعله ؛ أي وقلنا أو قائلين لهم اتَّخِذُوا الخ . وقيل هو بنفسه معطوف على الأمر الذي يتضمنه قوله عز وجل)مثابة للناس( كأنه قيل ثوبوا إليه وَاتَّخِذُوا الخ ... وقيل هي جملة مستأنفة . والخطاب على الوجوه الأخيرة له عليه السلام ولأمته ... والمراد بالمصلى إما موضع الصلاة ، أو موضع الدعاء . روي أنه صلى الله عليه وسلم أخذ بيد عمر رضي الله عنه فقال : هذا مقام إبراهيم . فقال رضي الله عنه : أفلا نتخذه مصلى ؟ فقال لم أؤمر بذلك . فلم تغب الشمس حتى نزلت . وقيل المراد به الأمر بركعتى الطواف لما روى جابر رضي الله عنه أنه عليه السلام لما فرغ من طوافه عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفة ركعتين . وقرأ)واتَّخَذوا( على صيغة الماضي عطفا على جعلنا أي واتخذ الناس من مكان إبراهيم الذي وسم به لاهتمامه به وإسكان ذريته عنده قبلة يُصَلّون إليها “ ([62]) .

وأسهب الجصاص في الاستشهاد على وجوب ركعتي الطواف ([63]) ، أما البيضاوي فأورد الأقوال السابقة وأشار إلى أن الإمام الشافعي له فيها قولان([64]) .

المسألة الثالثة : أثر القراءات في التفسير

إن القراءات المتواترة الواردة في هذه الآية الكريمة تعد شاهدا على بلاغة القرآن الكريم و إيجازه ؛ حيث جمعت هذه القراءات جانبي المعنى ، وكأن كل قراءة منهما آية مستقلة .

فالقراءة الأولى )واتَّخذوا( تدل على فعل الأمم السابقة ، وهذا أمر قد جاءت في معرض المدح باستحباب فعلهم ، فإن كانت الأمم السابقة اتخذت هذا المقام مصلى فالأولى بنا ونحن أمة النبي صلى الله عليه وسلم أن نتخذه مصلى أيضا ، وفقا لقول الله سبحانه وتعالى :

) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ( (68: آل عمران).

والقراءة الثانية )واتَّخِذوا( تدل على أمر الله سبحانه وتعالى هذه الأمة باتخاذ مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام مصلى .

وهذا المعنى المتكامل لهذه الآية بالإشارة لما سبق من فعل الأمم وأمر هذه الأمة لم يكن ليظهر بهذا الكمال لو أن القراءة كانت بوجه واحد . فتنوع اللفظ أدى ما تؤديه عبارات ، وليس هنالك أوجز وأدل على المعنى من ذلك .

المبحث السادس : قوله سبحانه وتعالى :

) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [(260: البقرة).

المسألة الأولى : القراءات الواردة في هذه الآية الكريمة :

تنوعت أوجه أداء قوله تعالى )فصرهن( من حيث الحركات ، وهذا ما أظهره أهل القراءات ، فبيَّن ابن مجاهد أصحاب كل قراءة فقال : ” قرأ حمزة وحده )فَصِرهن( بكسر الصاد . وقرأ الباقون:)فصُرهن( بالضم “ ([65]) .

وأورد ابن زنجلة هذه الأوجه وحجّتها فقال :” قرأ حمزة )فصِرهن( إليك بكسر الصاد أي قطعهن وشققهن ومزقهن ، وفي الكلام تقديم وتأخير ؛ يكون معناه فخذ أربعة من الطير إليك فصرهن ، فيكون إليك من صلة خذ . وقرأ الباقون )فصُرهن( بضم الصاد ، أي أَمِلْهُن واجمَعْهُن . وقال الكسائي : وجههن إليك ، قال والعرب تقول صِر وجهَك إليّ أي أقبل علي واجعل وجهك إلي . وكان أبو عمرو يقول ضمهن إليك ، ومن وجه قوله فصُرهن إليك إلى هذا التأويل كان في الكلام عنده متروك ويكون معناه فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم قطعهن ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا “ ([66]) .

المسألة الثانية : من أقوال المفسرين في هذه الآية

تنوعت أساليب أصحاب التفسير في الكشف عن المراد من هذه الآية الكريمة إلا أنهم لم يخرجوا عما أورده ابن زنجلة في قوله السابق .

فغالبهم يشير إلى معاني القراءات في قوله تعالى :) فصرهن (. فبكسر الصاد يكون معناها التقطيع والتمزيق ، وبضمها يكون معناها الإمالة والجمع ([67]) .

المسألة الثالثة : المعنى المستفاد من تنوع القراءات

يصدق على هذه المسألة ما أسلفته عن المسالة السابقة ، فهي أيضا تعد برهانا ظاهرا يشهد على بلاغة القرآن الكريم وإيجازه . بحيث يكشف القرآن الكريم عن معاني الآيات الكريمة بصورة متكاملة لا نقص فيها ، ويجيب عما يجيش في النفس الإنسانية من أسئلة قبل أن يطرحها صاحبها ؛

فالآية الكريمة دلت على أن أمر الله سبحانه وتعالى الذي وجهه إلى سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام اشتمل على أمرين : أحدهما أن يأخذ أربعة من الطير فيمسكهن ويتأكد منهن ليميز كل واحد منهن عن الآخر ، والأمر الآخر : أن يذبحهن و يمزقهن ويخلطهن ليتيقن من موتهن ، ثم يجعل على كل جبل منهن جزءا …

ولو كانت القراءة بوجه واحد لبقي السؤال في النفس عن القسم الآخر ؛ فلو كانت القراءة بالضم فقط )فصُرهن( فإنها تفيد أن الأمر كان لسيدنا إبراهيم عليه السلام أن يجمعهن ليتأكد منهن ، ولا تجيب عن القسم الآخر وهو أن الله سبحانه وتعالى قد أمره بذبحهن ليتأكد هو بنفسه عليه السلام من موتهن .

ولو كانت القراءة بالوجه الثاني فقط أي بالكسر )فصِِِِرهن( والتي تفيد الذبح والتقطيع ، لبقي سؤال في الذهن هل قام سيدنا إبراهيم عليه السلام بذبح الطيور بنفسه وتأكد أنها قد فارقت الحياة .

وهذه المعاني الفياضة حواها تنوع يسير في أداء اللفظ القرآني ، وهذا وجه من أوجه الإيجاز والبيان القرآني منقطع النظير .

الخاتمة

الحمد لله الذي مَنَّ علي بما لا أحصي من النعم ، ويسر لي إنهاء هذا البحث ، سبحانه إنه أهل الفضل الذي لا يحصى ، وأهل العطاء الذي لا ينفد ، فإن كان فيه سداد فذلك الفضل من الله ، وإن كان فيه نقص وزلل فهذا حالي حال البشر .

وبما أن العادة جرت على أن تتضَمَّن الخاتمة أهم النتائج والتوصيات ، فإنني لن أخرج عما رآه أهل العلم حسنا ، فأقول :

إن القراءات القرآنية الكريمة المتواترة كلها في مرتبة واحدة من الرفعة إذ كلها ثابتة ومتلقاة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأسانيد المتواترة ، فلا ينبغي أن نرد شيئا منها ، أو نُحَسِّن بعضها دون بعض .

وكل وجه من أوجه القراءة المتواترة هو بمثابة آية مستقلة في كمال بيانها ، ولا تظهر حقيقة المعاني القرآنية في الآيات الكريمة بكمالها إلا بالجمع بين أوجه القراءات الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وأوجه تنوع القراءة في أي آية كريمة يعد من أهم الأمور التي تسهم في إظهار المعنى الشمولي للآية القرآنية .

وأوصي طلبة العلم أن تتضافر جهودهم لإظهار أثر القراءات القرآنية المتواترة في جميع الأوجه العلمية والبيانية والتفسير والإعجاز …

حاشية التوثيق

1. ابن مجاهد الإمام المقرئ المحدث النحوي شيخ المقرئين أبو بكر أحمد بن موسى ابن العباس بن مجاهد البغدادي ، مصنف كتاب السبعة، ولد سنة خمس وأربعين ومئتين، أخذ الحروف عرضا عن طائفة وانتهى إليه علم هذا الشأن، وتصدر مدة وقرأ عليه خلق، وكان ابن مجاهد صاحب لطف وظرف يجيد معرفة الموسيقى، وكان في حلقته من الذين يأخذون على الناس أربعة وثمانون مقرئا، توفي في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاث مئة . محمد ابن أحمد بن عثمان الذهبي ( 673- 748هـ ) ، سير أعلام النبلاء ، تحقيق: شعيب الأرناؤوط ومحمد نعيم ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1413هـ (ط9) ، ج 15، ص272- 273

2. عبد الله بن كثير بن عمرو بن عبد الله بن زاذان بن فيروزان بن هرمز ،الإمام العلم مقرئ مكة وأحد القراء السبعة، أبو معبد الكناني الداري المكي مولى عمرو بن علقمة الكناني، وثقه النسائي، وعاش خمسا وسبعين سنة ، ولد بمكة سنة 48، ومات سنة عشرين ومائة. ابن خلكان . أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر (608-681 هـ)، وفيات الأعيان وأنباء الزمان ، تحيقيق: د.إحسان عباس، دار الثقافة، بيروت ،1968،ج2 ص 41 ، و ينظر الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، ج5 ، ص 318-319

3. أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس التميمي البغدادي ابن مجاهد (245-324هـ) ، كتاب السبعة في القراءات، تحقيق: د.شوقي ضيف، دار المعارف ،القاهرة ، 1400هـ (ط2)، ص 154 . وينظر أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت444هـ) ، التيسير في القراءات السبع، تحقيق: أوتو تريزل، دار الكتاب العربي، بيروت ، 1984م (ط3)، ص 73

4. ابن خالويه: الحسين بن أحمد بن خالويه أبو عبد الله النحوي اللغوي صاحب المصنفات أصله من همذان ثم دخل بغداد فأدرك بها مشايخ هذا الشأن كابن دريد وابن مجاهد وأبي عمر الزاهد واشتغل على أبي سعيد السيرافي ثم صار إلى حلب فعظمت مكانته عند آل حمدان وكان سيف الدولة يكرمه وهو أحد جلسائه وله مع المتنبي مناظرات وقد سرد له ابن خلكان مصنفات كثيرة منها كتاب ليس في كلام العرب وكان به داء كانت به وفاته عام 370هـ . إسماعيل بن عمر القرشي أبو الفداء ابن كثير (ت774هـ)، البداية والنهاية، مكتبة المعارف، بيروت، ج11،ص297

5. ابن خالويه الحسين بن أحمد أبو عبد الله (314-370هـ)، الحجة في القراءات السبع ،تحقيق: د. عبد العال سالم مكرم ، دار الشروق ، بيروت، 1401هـ (الطبعة الرابعة)، ج1،ص 75

6. عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة القاضي العالم المقرئ اللغوي من رجال المائة الرابعة له كتاب التفسير و شرف القراء في الوقف و الابتداء حضر قراءة كتاب (الصاحبي) في فقه اللغة على مؤلفه أحمد بن فارس سنة 382هـ ألف حجة القراءات قبل سنة 403هـ. أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد بن زنجلة، حجة القراءات ، تحقيق: سعيد الأفغاني، مؤسسة الرسالة، بيروت، 14402هـ – 1982م(ط3) ، ص 25-30

7. السابق ص94-95

8. الحبر البحر الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ والمصنفات الكثيرة سمع كان مجتهدا لا يقلد قال ابن خزيمة: ما أعلم على الأرض أعلم من محمد بن جرير وقال أبو حامد الأسفرائني الفقيه لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيرا ومولده بآمل طبرستان سنة أربع وعشرين ومائتين وتوفي ليومين بقيا نم شوال وكان ذا زاهد وقناعه وتوفي ببغداد كانت الأئمة تحكم بقوله وترجع إلى رأيه لمعرفته وفضله جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره . عبد الحي بن أحمد العكري الدمشقي (1032-1089)، شذرات الذهب في أخبار من ذهب ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، ج 1، ص 260

9. محمد بن جرير بن يزيد بن خالد أبو جعفر الطبري (224-310هـ) ، جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، دار الفكر ، بيروت ، 1405هـ ، ج1 ، ص 242- 243

10. الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرج الأنصاري الخزرجي القرطبي صاحب كتاب التذكرة بأمور الآخرة والتفسير الجامع لأحكام القرآن ، كان إماما علما من الغواصين على معاني الحديث حسن التصنيف جيد النقل توفي بمنية بني خصيب من صعيد مصر سنة إحدى وسبعين وستمائة . الدمشقي، شذرات الذهب، ج3، ص335

11. محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح أبو عبد الله القرطبي (ت671هـ)، الجامع لأحكام القرآن ، تحقيق: أحمد عبد العليم البردوني، دار الشعب، القاهرة ،1372هـ ، (الطبعة الثانية)، ج1،ص 323

12. السابق ج1 ص 326

13. عبد الله بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي أبو الخير القاضي ناصر الدين البيضاوي الشافعي صاحب المصباح في أصول الدين ومختصر الكشاف في التفسير المسمى بأنوار التنزيل وأسرار التأويل وله شرح المصابيح في الحديث كان إماما مبرزا نظارا صالحا متعبدا زاهدا ولي قضاء القضاة بشيراز وتوفي في بلدة تبريز سنة خمس وثمانين وستمائة كذا في طبقات السبكي وفي وفاته اختلاف والمثبت على كتابه 691هـ . عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (849-911)، طبقات المفسرين، تحقيق :علي محمد عمر، مكتبة وهبة، القاهرة ، 1396 (الطبعة الأولى)،ج 1،ص 255

14. عبد الله بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي البيضاوي (ت791هـ) ،أنوار التنزيل وأسرار التأويل ،تحقيق :عبد القادر عرفات العشا حسونة ، دار الفكر، بيروت ،1416هـ - 1996م ،ج1، ص 299 . وقد أورد ابن الهيثمي في مجمع الزوائد نحوا من ذلك فقال : ” وعن أبي برزة قال إن آدم لما طوطي عن كلام الملائكة وكان يستأنس لكلامهم بكى على الجنة مائة سنة فقال الله تعالى يا آدم ما يحزنك قال كيف لا أحزن وقد أهبطتني من الجنة ولا أدري أعود إليها أم لا . فقال الله : يا آدم قل : اللهم لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، سبحانك اللهم وبحمدك ، رب إني عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت أرحم الراحمين . والثانية اللهم لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، سبحانك رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت أرحم الراحمين. والثالثة اللهم لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك لا شريك لك ، رب عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت التواب الرحيم . فهذه الكلمات التي أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم )فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ( (البقرة:37) قال وهي لولده من بعده “ . علي بن أبي بكر الهيثمي (ت807هـ) ، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ، دار الريان للتراث , دار الكتاب العربي ، القاهرة , بيروت ، 1407هـ ، ج 8 ، ص 198

15. أحمد بن محمد بن عماد بن علي المصري ثم المقدسي الشيخ شهاب الدين ابن الهائم ولد سنة ثلاث أو سنة ست وخمسين وسبعمائة واشتغل بالقاهرة ومهر في الفرائض والحساب مع حسن المشاركة في بقية العلوم وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولكلامه وقع في القلوب توفي بالقدس في رجب سنة خمس عشرة وثمانمائة . أبو بكر ابن أحمد بن محمد بن عمر ابن قاضي شهبة (779-851) ، طبقات الشافعية ، تحقيق : د. الحافظ عبد العليم خان ، عالم الكتب ، بيروت ، 1407هـ، الطبعة الأولى ، ج4، ص 18

16. القفال الشاشي الإمام العلامة الفقيه الأصولي اللغوي عالم خراسان أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل الشاشي الشافعي القفال الكبير إمام وقته بما وراء النهر وصاحب التصانيف قال الحاكم كان أعلم أهل ما وراء النهر بالأصول وأكثرهم رحلة في طلب الحديث سمع أبا بكر بن خزيمة وابن جرير الطبري وعبد الله بن إسحاق المدائني ... وقد أرخ وفاته الحاكم في آخر سنة خمس وستين وثلاث مئة بالشاش. الذهبي، سيرأعلام النبلاء ،ج16، ص 284

17. شهاب الدين أحمد بن محمد الهائم المصري (815-853هـ) ، التبيان في تفسير غريب القرآن ، تحقيق: د.فتحي أنور الدابولي، دار الصحابة للتراث بطنطا، القاهرة ،1992م (الطبعة الأولى ) ، ج1 ص 79 . وينظر محمد بن محمد العمادي أبو السعود (ت951هـ) ، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ، دار إحياء التراث العربي، بيروت ، ج1، ص 92

18. أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان التميمي ثم المازني البصري شيخ القراء والعربية وأمه من بني حنيفة مولده في نحو سنة سبعين وانتصب للإقراء في أيام الحسن البصري قال أبو عبيدة كان أعلم الناس بالقراءات والعربية والشعر وأيام العرب وفاته كانت في سنة أربع وخمسين ومائة قال الأصمعي عاش أبو عمرو ستا وثمانين سنة وقال خليفة بن خياط وقيل سنة سبع وخمسين ومائة. الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج6 ، ص 407-410

19. نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم الليثي مولاهم أبو رويم المقريء المدني أصله من أصبهان أحد الأعلام هو مولى جعونة بن شعوب الليثي حليف حمزة بن عبد المطلب أو حليف أخيه العباس وقيل له عدة كنى منها أبو نعيم وأشهرها أبو رويم قرأ على طائفة من تابعي أهل المدينة وقال أبو قرة موسى بن طارق سمعته يقول قرأت على سبعين من التابعين مات سنة تسع وستين ومئة رحمه الله تعالى . محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي (673- 748هـ ) ، معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار ، تحقيق: بشار عواد معروف و شعيب الأرناؤوط و صالح مهدي عباس، مؤسسة الرسالة، بيروت ، 1404هـ (الطبعة الأولى)، ص 107 - 111

20. عاصم المقرىء أبو بكر عاصم بن أبي النجود بهدلة مولى بني جذيمة بن مالك بن نصر كان أحد القراء السبعة والمشار إليه في القراءات توفي بالكوفة سنة سبع وعشرين ومائة رحمه الله تعالى. محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي (ت354) ، مشاهير علماء الأمصار، تحقيق: م. فلايشهمر، دار الكتب العلمية، بيروت، 1959م، ج1، ص165 . وينظر ابن خلكان ، وفيات الأعيان وأنباء الزمان ، ج3 ، ص 9

21. عبد الله بن عامر اليحصبي إمام أهل الشام في القراءة عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة أبو عمران قال ابن عامر قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي سنتان ولي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني توفي ابن عامر سنة ثماني عشرة ومائة الذهبي، معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار،ج1 ، ص 82 -86

22. حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الإمام الحجة شيخ القراءة أبو عمارة التيمي مولاهم الكوفي الزيات ثقة توفي سنة ثمان وخمسين ومائة وله ثمان وسبعون سنة فيما بلغنا والصحيح وفاته في سنة ست وخمسين ومائة رحمه الله الذهبي، سير أعلام النبلاء ، ج7، ص90-92

23. علي بن حمزة بن بهمن بن فيروز الأسدي مولاهم الكوفي المعروف بالإمام المعلم المقرىء أخذ القراءة عن حمزة الزيات وقرأ النحو على معاذ ثم على الخليل ثم خرج إلى بوادي الحجاز ونجد وتهامة وكتب عن العرب كثيرا توفي بطوس سنة 189هـ . محمد بن يعقوب الفيروز أبادي (729-817هـ) ، البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، تحقيق: محمد المصري ،جمعية إحياء التراث الإسلامي، الكويت، 1407هـ (الطبعة الأولى)، ج1، ص 152-153

24. أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس التميمي البغدادي ابن مجاهد (245-324هـ) ، كتاب السبعة في القراءات، تحقيق: د.شوقي ضيف، دار المعارف ،القاهرة ، 1400هـ (الطبعة الثانية)، ص163 . وينظر الداني ، التيسير في القراءات السبع، ص74

25. الصحيح في هذه المسألة وما شابهها من القراءات القرآنية الكريمة أنها كلها في نفس المرتبة من الحسن ، فالقراءات القرآنية المتواترة كلها قرآن ولا يجوز لأحد أن يقدم شيئا منها على الآخر ، وكلها ترجع بسند متواتر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهي متلقاة عن الوحي . وبناءً على ذلك إن بَحَثْنا عن وجه هذه القراءة من حيث وجهه اللغوي فلا يجوز أن نبحث عن المقبول من هذه الأوجه والمردود ، أو الصائب والأصوب ، إذا كانت كلها متواترة .

26. ابن خالويه ، الحجة في القراءات السبع ،ج1، ص 83-84

27. يقال في هذه المسألة ما قيل في المسألة السابقة التي أوردها ابن خالويه ، فالقراءات المتواترة كلها مأخوذة بالوحي ، فلا يجوز أن نقدم إحداها على الأخرى .

28. ابن زنجلة، حجة القراءات ، ص 103- 104

29. الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، ج 1،ص 391 . وهنا ينبغي التنبيه على منهج ابن جرير الطبري في القراءات القرآنية ، فإنه كان يورد أوجه القراءة ثم يحتج لها وبعد ذلك يصحح وجها ويرد الأخرى وإن كان من المتواتر وذلك نحو قوله :” واختلفت القراء في قراءة ذلك؛ فقرأته عامة قراء الحجاز والعراق وعامة القراء إلا أن تكون تجارةٌ حاضرةٌ بالرفع، وانفرد بعض قراء الكوفيين فقرأه بالنصب . وذلك وإن كان جائزا في العربية، إذ كانت العرب تنصب النكرات والمنعوتات مع كان، وتضمر معها في كان مجهولا فتقول: إن كان طعاما طيبا فأتنا به. وترفعها فتقول: إن كان طعام طيب فأتنا به. فتتبع النكرة خبرها بمثل إعرابها. فإن الذي أختار من القراءة ثم لا أستجيز القراءة بغيره الرفع في التجارة الحاضرة“ . الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، ج3،ص 132 . وهذا أمر غير صحيح ولا يجوز ؛ فالقراءات القرآنية المتواترة مصدرها من الله سبحانه وتعالى وقد أوحي بها للنبي صلى الله عليه وسلم وكلها قرآن فلا يجوز أن نؤمن ببعضه ونكفر ببعض .

30. أبو الحسن الواحدي المفسر علي بن أحمد النيسابوري تلميذ أبي اسحق الثعالبي وأحد من برع في العلم وكان شافعي المذهب وكان رأسا في اللغة والعربية توفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وأربع مئة. الدمشقي، شذرات الذهب، ج2،ص 330

31. أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي (ت468هـ) ، الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، تحقيق: صفوان عدنان داوودي ، دار القلم والدار الشامية ، دمشق بيروت ،1415هـ (الطبعة الأولى)، ج1،ص 115

32. ابن جريج أبو خالد وأبو الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج القرشي بالولاء كان أحد العلماء المشهورين ويقال إنه أول من صنف الكتب في الإسلام وكانت ولادته سنة ثمانين للهجرة وقدم بغداد على أبي جعفر المنصور وتوفي سنة تسع وأربعين و مئة وقيل سنة خمسين وقيل إحدى وخمسين و مئة رحمه الله تعالى ابن خلكان ، وفيات الأعيان وأنباء الزمان ، ج 3، ص 164

33. أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي البصري رضي الله عنه مولى امرأة من بني رياح من تميم أدرك الجاهلية وأسلم بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين ودخل على أبي بكر رضي الله عنه وصلى خلف عمر رضي الله عنه توفي سنة ست ومائة وقيل سنة ثلاث وتسعين الشيرازي. إبراهيم بن علي بن يوسف أبو إسحاق (393-476هـ) ، طبقات الفقهاء ، تحقيق : خليل الميس، دار القلم ، بيروت، ج1،ص93

34. هذا الجزء من النص وما بعده مروي في المتن على أنه حديث واحد ، والصحيح أنه قسمان ؛ ينظر القشيري . مسلم بن الحجاج أبو الحسين النيسابوري (206-261هـ)، صحيح مسلم ، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ج4،ص1706، حديث رقم 2165 . وابن أبي شيبة أبو بكر عبد الله بن محمد الكوفي (235هـ)، الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار، تحقيق: كمال يوسف الحوت، مكتبة الرشد، الرياض، 1409هـ (الطبعة الأولى) ، ج5،ص211، حديث رقم 25329 . وأحمد بن حنبل أبو عبد الله الشيباني (164-241هـ) ، مسند الإمام أحمد بن حنبل ، مؤسسة قرطبة، مصر، ج5، ص229 , حديث رقم 25966 .

35. عبد الرؤوف المناوي ، فيض القدير شرح الجامع الصغير، المكتبة التجارية الكبرى، مصر، 1356هـ، (الطبعة الأولى)، ج5، ص326 . وعبد الله بن محمد أبو بكر القرشي (208- 281هـ)، مكارم الأخلاق ، تحقيق: مجدي السيد إبراهيم، مكتبة القرآن، القاهرة ،1411هـ – 1990م ،ج1،ص39، حديث رقم 5085 . وأبو شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي الهمذاني (445-509هـ)، الفردوس بمأثور الخطاب، تحقيق: السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية، بيروت، 1986، (ط1) ج3 ،ص 360 . وعبد العظيم بن عبد القوي أبو محمد المنذري (581-656هـ)، الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، تحقيق: إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت، 1417هـ، (ط1) ،ج3،ص268 . وسليمان بن داود أبو داود الفارسي البصري الطيالسي (ت204هـ)، مسند أبي داود الطيالسي ،دار المعرفة، بيروت،ج1،ص 209

36. القرطبي، الجامع لأحكام القرآن ، ج 2،ص 16-17

37. عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي (ت876هـ) ، الجواهر الحسان في تفسير القرآن، مؤسسة الأعلمي، بيروت،ج1، ص 83

38. أبو السعود العمادي ولد في شهر صفر سنة ست وتسعين وثمانمائة، قرأ حاشية التجريد وشرح المفتاح وشرح المواقف من أوله إلى آخره على أبيه، وكان في مسند المشيخة الإسلامية قريبا إلى ثلاثين سنة، وصنف إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن العظيم في التفسير، وكان تفسيره من أمثال الكشاف والبيضاوي من أكمل التفاسير، وكانت وفاته في شهر جمادى الأولى، سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة. السيوطي ، طبقات المفسرين، ج 1، ص 399

39. أبو السعود، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ،ج1،ص 123

40. عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي حافظ الدين أبو البركات، كان إماما في جميع العلوم ، ومصنفاته في الفقه والأصول كثيرة ، صنف المدارك في التفسير، توفي في سنة عشر وسبعمائة في بلدة بغداد. السيوطي ، طبقات المفسرين، ج1 ، ص 263

41. أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي، تفسير النسفي، دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي وشركاه، مصر، ج1 ،ص 55

42. ابن مجاهد ، كتاب السبعة في القراءات،ص 168 . وينظر الداني ، التيسير في القراءات السبع، ص76

43. ابن خالويه ، الحجة في القراءات السبع ،ج1، ص 86 . وينظر ابن زنجلة، حجة القراءات ، ص 109-110

44. شهاب الدين ، التبيان في تفسير غريب القرآن ، ج1،ص102

45. عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت911هـ) ومحمد بن أحمد ، تفسير الجلالين ، دار الحديث، القاهرة (ط1)، ج1 ،ص 23 . عبد الرحمن ابن علي بن محمد ابن الجوزي (508-597هـ) ، زاد المسير في علم التفسير، المكتب الإسلامي، بيروت، 1404هـ، (ط3)، ج1، ص127. وينظر محمد بن علي الشوكاني ( 1173-1250هـ)، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ، دار الفكر ، بيروت،ج1 ،ص126 . والواحدي ، الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، ج1،ص123

46. ابن مجاهد ، كتاب السبعة في القراءات،ص 170

47. ابن خالويه ، الحجة في القراءات السبع ،ج1، ص87

48. ابن زنجلة، حجة القراءات ،ج 1،ص111- 112

49. ابن مجاهد ، كتاب السبعة في القراءات،ص 169 . وينظر أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت444هـ) ،الأحرف السبعة للقرآن، تحقيق:د. عبد المهيمن طحان،مكتبة المنارة ،مكة المكرمة، 1408هـ (ط1) ، ص38

50. الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، ج 1،ص 515

51. مقاتل : كبير المفسرين أبو الحسن مقاتل بن سليمان البلخي صاحب التفسير روى عن الضحاك بن مزاحم وعطاء وأصحاب الحديث يتقون حديثه وينكرونه مات سنة نيف وخمسين ومئة قال البخاري مقاتل لا شيء البتة أجمعوا على تركه الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، ج 7،ص 202 . وينظر محمد بن سعد بن منيع أبو عبد الله الهاشمي (168-230هـ)، الطبقات الكبرى (القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم) ، تحقيق: زياد محمد منصور ، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة ، 1408هـ ، (ط2)، ج 7،ص 373

52. سعيد بن مسعدة المجاشعي الأخفش الأوسط ، مولى بني مجاشع بن دارم ، من أهل بلخ ، سكن البصرة ، وكان أجلع لا تنطبق شفتاه على أسنانه. قرأ النحو على سيبويه ، وكان أسن منه، ولم يأخذ عن الخليل ، وكان معتزليا وله رواية ، ومن تصانيفه : كتاب الأوسط . وأمره الكسائي أن يضع كتابا في معاني القرآن فوضع كتابا ، وصار الكسائي يحذو مثاله حتى وضع كتابه في المعاني . ويقال الفراء أيضا حذا مثاله. وكان الأخفش أبرع أصحاب سيبويه توفي سنة 215هـ . الفيروز أبادي ، البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، ج1، ص104-105 . وينظر الدمشقي، شذرات الذهب، ج1، ص36 . و الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، ج10، ص206

53. القرطبي، الجامع لأحكام القرآن ، ج2 ،ص 92

54. النسفي ، تفسير النسفي ،ج1 ، ص 67-68

55. محمد بن علي بن محمد الشوكاني صاحب التصانيف قاضي الجماعة كان مولده يوم الاثنين الثامن والعشرين من ذي قعدة الحرام سنة اثنتين وسبعين بعد مائة وألف وكانت وفاته في شهر جمادي الآخرة في سنة خمسين بعد المائتين والألف . صديق بن حسن القنوجي (1248-1307هـ)، أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم ،تحقيق: عبد الجبار زكار، دار الكتب العلمية، بيروت، 1978م ،ج3، ص201- 205

56. الشوكاني، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير،ج1،ص135

57. الثعالبي ، الجواهر الحسان في تفسير القرآن، ج 1، ص 103 . وأنبه إلى أن قول بعض المفسرين في أن سبب نزول هذه الآية الكريمة هو سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن أبويه بعيد عن الصحة ، خارج عن معنى الآية الكريمة ودلالتها . وأُذَكِّرُ بما أورده السيوطي رحمه الله في رد هذه الآثار حيث قال : ” – روى – وكيع وسفيان بن عيينة وعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن محمد بن كعب القرظي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليت شعري ما فعل أبواي ؟ فنزل )إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم ( فما ذكرهما حتى توفاه الله . قلت – والقول للسيوطي – هذا مرسل ضعيف الإسناد . وأخرج ابن جرير عن داود بن أبي عاصم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم : أين أبواي ؟ فنزلت . قلت – والقول للسيوطي أيضا –: والآخر معضل الإسناد ضعيف لا يقوم به ولا بالذي قبله حجة “ عبد الرحمن ابن الكمال جلال الدين السيوطي (911هـ) ، الدر المنثور، دار الفكر، بيروت، 1993،ج1، ص 271

58. محمد بن محمد بن عبد الواحد الشيباني (630هـ)، الكامل في التاريخ ،تحقيق: أبي الفداء عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1415هـ - 1995م (الطبعة الثانية)، ج1،ص361

59. أورد الترمذي بسننه :” حدثنا عبد بن حميد حدثنا الحجاج بن منهال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس أن عمر قال يا رسول الله لو صلينا خلف المقام فنزلت واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح“ . محمد بن عيسى أبو عيسى السلمي الترمذي (209-279هـ)، سنن الترمذي (الجزء الخاص في التفسير) المكتبة الألفية ، دار التراث ، الإصدار1.5 ،ج1،ص206 ،حديث رقم 2959

60. ابن خالويه ، الحجة في القراءات السبع ،ج 1،ص 87

61. ابن زنجلة، حجة القراءات ،ص113 ، وينظر في سبب نزول الآية محمد بن إسماعيل أبو عبد الله الجعفي البخاري (194-256هـ)، الجامع الصحيح المختصر، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا ،دار ابن كثير،اليمامة، بيروت،1407هـ–1987م (ط3) ، ج4،ص1629 . وسفيان بن سعيد بن مسروق أبو عبد الله الثوري (ت161هـ)، تفسير سفيان الثوري، دار الكتب العلمية ،بيروت ، 1403هـ ، (ط1)،ج1،ص49

62. أبو السعود، إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ،ج1،ص 157 . وينظر القرطبي، الجامع لأحكام القرآن ، ج2،ص111-113 . وإسماعيل ابن عمر الدمشقي أبو الفداء ابن كثير (774هـ) ، تفسير القرآن العظيم،دار الفكر، بيروت ، 1401هـ ، ج1، ص170

63. أحمد بن علي الرازي أبو بكر الجصاص (305-370هـ) ، أحكام القرآن ، تحقيق : محمد الصادق قمحاوي ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، 1405هـ ، ج1 ، ص 91 -92

64. البيضاوي ،أنوار التنزيل وأسرار التأويل ،ج 1، ص 398-399

65. ابن مجاهد ، كتاب السبعة في القراءات،ص190. وينظر ابن خالويه ، الحجة في القراءات السبع ، ج1،ص101

66. ابن زنجلة، حجة القراءات ،ص 145

67. ينظر الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن ، ج3،ص51-53 ، وابن كثير ، تفسير القرآن العظيم، ج1،ص316 . وشهاب الدين ، التبيان في تفسير غريب القرآن، ج1، ص138. و البيضاوي ،أنوار التنزيل وأسرار التأويل ،ج1،ص 563 . ومحمد ابن محمد بن محمد الغزي (977-1061هـ)، إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن، تحقيق: خليل محمد العربي، الفاروق الحديثة، القاهرة، 1415هـ، (الطبعة الأولى)، ج1،ص402.

قائمة المصادر والمراجع

1. القرآن الكريم

2. ابن أبي شيبة.أبو بكر عبد الله بن محمد الكوفي (159-235هـ) الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار تحقيق كمال يوسف الحوت مكتبة الرشد الرياض 1409هـ الطبعة الأولى

3. ابن خالويه. الحسين بن أحمد أبو عبد الله (314-370هـ) الحجة في القراءات السبع تحقيق د. عبد العال سالم مكرم دار الشروق بيروت 1401هـ الطبعة الرابعة

4. ابن خلكان . أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر (608-681 هـ) وفيات الأعيان وأنباء الزمان تحقيق د.إحسان عباس دار الثقافة بيروت

5. ابن زنجلة. عبد الرحمن بن محمد أبو زرعة حجة القراءات تحقيق سعيد الأفغاني مؤسسة الرسالة بيروت 1402هـ - 1982م الطبعة الثانية

6. ابن قاضي شهبة . أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عمر (779-851) طبقات الشافعية تحقيق د. الحافظ عبد العليم خان عالم الكتب بيروت 1407 الطبعة الأولى

7. ابن كثير . إسماعيل بن عمر القرشي أبو الفداء(ت774هـ) البداية والنهاية مكتبة المعارف بيروت

8. ابن كثير.إسماعيل بن عمر الدمشقي أبو الفداء(774هـ) تفسير القرآن العظيم دار الفكر بيروت 1401

9. ابن مجاهد.أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس التميمي البغدادي (245-324هـ) كتاب السبعة في القراءات تحقيق د.شوقي ضيف دار المعارف القاهرة1400هـ الطبعة الثانية

10. أبو السعود. محمد بن محمد العمادي (ت951هـ) إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم دار إحياء التراث العربي بيروت

11. البخاري. محمد بن إسماعيل أبو عبدالله الجعفي (194- 256) الجامع الصحيح المختصر (الجزء الخاص في التفسير) تحقيق د. مصطفى ديب البغا دار ابن كثير, اليمامة بيروت 1407 - 1987 الطبعة الثالثة

12. البستي . محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي (ت354) مشاهير علماء الأمصار تحقيق م. فلايشهمر دار الكتب العلمية بيروت 1959م

13. البيضاوي(ت791هـ) تفسير البيضاوي تحقيق عبد القادر عرفات العشا حسونة دار الفكر بيروت 1416هـ - 1996م

14. الترمذي. محمد بن عيسى أبو عيسى السلمي (209-279هـ) سنن الترمذي (الجزء الخاص في التفسير) مكتبة التفسير وعلوم القرآن الإصدار 1.5 دار التراث

15. الثعالبي. عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الجواهر الحسان في تفسير القرآن مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت

16. الثوري. سفيان بن سعيد بن مسروق أبو عبد الله (ت161هـ) تفسير سفيان الثوري دار الكتب العلمية بيروت 1403هـ الطبعة الأولى

17. الجصاص. أحمد بن علي الرازي أبو بكر(305-370هـ) أحكام القرآن تحقيق محمد الصادق قمحاوي دار إحياء التراث العربي بيروت 1405هـ

18. الجوزي. عبد الرحمن بن علي بن محمد (508-597هـ) زاد المسير في علم التفسير المكتب الإسلامي بيروت 1404 الطبعة الثالثة

19. الداني.أبو عمرو عثمان بن سعيد (ت444هـ) الأحرف السبعة للقرآن تحقيق د. عبد المهيمن طحان مكتبة المنارة مكة المكرمة 1408هـ الطبعة الأولى

20. الداني.أبو عمرو عثمان بن سعيد (ت444هـ) كتاب التيسير في القراءات السبع عني بتصحيحه اوتويرتزل دار الكتاب العربي بيروت 1985م الطبعة الثالثة

21. الدمشقي.عبد الحي بن أحمد العكري (1032-1089) شذرات الذهب في أخبار من ذهب دار الكتب العلمية بيروت

22. الذهبي . محمد بن أحمد بن عثمان( 673- 748هـ ) سير أعلام النبلاء تحقيق شعيب الأرناؤوط و محمد نعيم العرقسوسي مؤسسة الرسالة بيروت 1413هـ الطبعة التاسعة

23. الذهبي . محمد بن أحمد بن عثمان( 673- 748هـ ) معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار تحقيق بشار عواد معروف و شعيب الأرناؤوط و صالح مهدي عباس مؤسسة الرسالة بيروت 1404هـ الطبعة الأولى

24. السيوطي .عبد الرحمن بن أبي بكر (849-911) طبقات المفسرين تحقيق علي محمد عمر مكتبة وهبة القاهرة 1396 الطبعة الأولى

25. السيوطي. عبد الرحمن بن الكمال جلال الدين (911هـ) الدر المنثور دار الفكر بيروت 1993

26. شهاب الدين. أحمد بن محمد الهائم المصري (815-853هـ) التبيان في تفسير غريب القرآن تحقيق د.فتحي أنور الدابولي دار الصحابة للتراث بطنطا القاهرة 1992 الطبعة الأولى

27. الشوكاني . محمد بن علي بن ( 1173-1250هـ) فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير دار الفكر بيروت

28. الشيباني .أحمد بن حنبل أبو عبدالله (164-241هـ) مسند الإمام أحمد بن حنبل مؤسسة قرطبة مصر

29. الشيرازي. إبراهيم بن علي بن يوسف أبو إسحاق (393-476) طبقات الفقهاء تحقيق خليل الميس دار القلم بيروت

30. الطبري. محمد بن جرير بن يزيد بن خالد أبو جعفر (224-310هـ) جامع البيان عن تأويل آي القرآن دار الفكر بيروت 1405هـ

31. الطيالسي. سليمان بن داود أبو داود الفارسي البصري (ت204هـ) مسند أبي داود الطيالسي دار المعرفة بيروت

32. الغزي . محمد بن محمد بن محمد (977-1061هـ) إتقان ما يحسن من الأخبار الدائرة على الألسن تحقيق خليل محمد العربي الفاروق الحديثة القاهرة 1415 الطبعة الأولى

33. الفيروز أبادي . محمد بن يعقوب (729-817هـ) البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة تحقيق محمد المصري جمعية إحياء التراث الإسلامي الكويت 1407 الأولى

34. القرشي. عبد الله بن محمد أبو بكر (208- 281هـ) مكارم الأخلاق تحقيق مجدي السيد إبراهيم مكتبة القرآن القاهرة 1411 – 1990

35. القرطبي.محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح أبو عبد الله (ت671هـ) الجامع لأحكام القرآن تحقيق أحمد عبد العليم البردوني دار الشعب القاهرة 1372هـ الطبعة الثانية

36. القشيري. مسلم بن الحجاج أبو الحسين النيسابوري (206-261هـ) صحيح مسلم تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي دار إحياء التراث العربي بيروت

37. القنوجي.صديق بن حسن (1248- 1307) أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم تحقيق عبد الجبار زكار دار الكتب العلمية بيروت 1978

38. المحلي. محمد بن أحمد + عبد الرحمن بن أبي بكر + السيوطي تفسير الجلالين دار الحديث القاهرة الطبعة الأولى

39. المناوي.عبد الرؤوف فيض القدير شرح الجامع الصغير المكتبة التجارية الكبرى مصر 1356هـ الطبعة الأولى

40. المنذري. عبد العظيم بن عبد القوي أبو محمد (581-656هـ) الترغيب والترهيب من الحديث الشريف تحقيق إبراهيم شمس الدين دار الكتب العلمية بيروت 1417 الطبعة الأولى

41. النسفي.أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود تفسير النسفي دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي وشركاه بمصر

42. الهاشمي . محمد بن سعد بن منيع أبو عبد الله (168-230هـ) الطبقات الكبرى (القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ومن بعدهم) تحقيق زياد محمد منصور مكتبة العلوم والحكم المدينة المنورة 1408هـ الثانية

43. الهمذاني. أبو شجاع شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي (445-509هـ) الفردوس بمأثور الخطاب تحقيق السعيد بن بسيوني زغلول دار الكتب العلمية بيروت 1986 الطبعة الأولى

44. الهيثمي.علي بن أبي بكر (ت807هـ) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد دار الريان للتراث, دار الكتاب العربي القاهرة, بيروت 1407هـ

45. الواحدي. أبو الحسن علي بن أحمد (ت468هـ) الوجيز في تفسير الكتاب العزيز تحقيق صفوان عدنان داوودي دار القلم الدار الشامية دمشق بيروت 1415هـ الطبعة الأولى.

مجلة علوم انسانية السنة الرابعة: العدد 29: تموز (يوليو) 2006
 
جزاكم الله خيراً
 
جزاكم الله خيراً
كنت أتمنى أن يشمل عمل حضرتك كل قراءات المعاني دون التخصيص بالحركات ولا بسورة البقرة
 
عودة
أعلى