تم بحمد الله نشر كتابي "تبيان مقاصد أم القرآن"

إنضم
28/04/2016
المشاركات
9
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
تونس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
دعوة مفتوحة لجميع الإخوة والأخوات إلى اكتشاف الفاتحة كما لم تعرف من قبل عبر صفحات " تبيان مقاصد أمّ القرآن" وهو كتاب تفسير لسورة الفاتحة من خلال المقاصد الكامنة وراء أسمائها التوقيفية عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهي على التوالي: الفاتحة, الحمد لله, أم القرآن, أم الكتاب, السبع المثاني, الصلاة, الرقية.
ومما ورد فيه:

  • الاستعاذة: كيف يوسوس لك الشيطان؟
  • البسملة: معاني البسملة وأسرارها؟
  • أقسام القرآن الكريم ومقاصده,
  • أسرار الصلاة وحركاتها ومقاصدها,
  • مقاصد الشريعة الإسلامية على ضوء الفاتحة؟
  • تطبيقات عملية لمقاصد الشريعة الإسلامية,
  • والكثير من الأسرار الجديدة حول السبع المثاني, شر ما خلق, المغضوب عليهم,...
في انتظار ملاحظاتكم وتعليقاتكم, قراءة ممتعة للجميع.
إلى اللقاء داخل الكتاب.
رابط الكتاب الالكتروني:
كُتبنَا : تبيان مقاصد أمّ القرآن
 
مقتطفات من الكتاب

مقتطفات من الكتاب

الاستعـــــــــــــــــــاذة

قال تعالى: "فَإِذَا قَرَأْتَ القرآن فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [1] " .
لا يهمنا في هذا السياق أصل كلمة "الشيطان" واشتقاقها وجذورها ... بقدر ما يهمنا المقصود بها،
والمهم الذي يجب أن نعلمه ولا نجهله هو أن الشيطان مخلوق وعدو حقيقي وليس مجرد فكرة ترمز للشر, والتي نجح هذا المخلوق في تمريرها وإقناع أكثر الخلق بها
.

  1. الشّيطان عدوّ حقيقي وتاريخي:
ولمعرفة قصص هذه العداوة علينا بالبداية، ورأس الخيط في سورة البقرة [2], فَفيها دراية وكفاية:

  • "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ " :
وشاءت حكمة ربّك أن يجعل خليفة في الأرض، إنسانًا مخلوقًا من طينها؛ ولمّا علمت الملائكة بذلك، امتعضت لهذا الخبر لأنّ الله علّمها من قبل أنّ هذا المخلوق قادر على أن يفسد فيها (العبث بالرّزق) ، ويسفك الدّماء (العبث بالأمن ) .

  • "وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ " :
وجعل الله هذا المخلوق قادرا على التعلّم، وربط المعلومات والتدبّر على خلاف الملائكة.

  • "قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ " :
وأقرّت الملائكة بعجزها وعلمت أنّ علمها محدّد من قبل الله) لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ( ، لا يتطوّر ولا يتغيّر.

  • "قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ " :
وعلى خلاف الملائكة، فإنّ الإنسان ليس قادرا على التعلّم فَحسب، بل له الميزة والقدرة على استعمال المعلومات الأوّلية ) الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا( وربطها لاستنتاج معلومات أخرى )يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ) .
وهنا أقيمت الحجّة على الملائكة ) فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ( لتفهم حكمة الله من جعل الإنسان خليفة في الأرض بالرّغم من قدرته على الإفساد في الرّزق والإخلال بالأمن.

  • "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ " :
أمر الله سبحانه وتعالى الملائكة بالسّجود لآدم، وهو سجود استحقاق للأفضليّة القائمة على العلم لتكون الملائكة في خدمته.
واستجابت الملائكة لأمر ربّها بعد إقامة الحجّة عليها بفوز آدم في الامتحان )أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ( وأقرّت بالنّتيجة.
في حين رفض إبليس السّجود )إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَر ( ظنّا منه أنّه أحقّ من آدم بهذا التّكريم، وأبى أن يكون في خدمة الإنسان المخلوق. ولم يفهم أنّ وظيفة الخلافة في الأرض تستوجب جسدا من تراب من جنس الأرض، علاوة على القدرة على التعلّم وإمكانيّة ربط المعلومات واستنتاج العلوم.
وكان الكبر سببا في إغواء إبليس، عليه اللعنة، وإدراك الحكمة الإلهيّة والعدل الإلهي في جعل الإنسان دون غيره صالحا لهذه المهمّة. فإياّكم والكبر.

  • "وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ " :
بعد تحديد الوظائف وإقامة الحجّة في الملأ الأعلى على أحقيّة آدم في الخلافة في الأرض والحكمة الإلهية منها؛ يبدأ فصل جديد في حياة آدم يُعلّمه فيه ربّه ويُهيّئه للخلافة القائمة على الرّزق والأمن. ويتمّ ذلك عبر اتباع المنهج القائم على الأوامر(اسْكُنْ … وَكُلَا… ) والنّواهي (وَلَا تَقْرَبَا … فَتَكُونَا …) .

  • "فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ " :
وهنا يواصل إبليس الشّيطان كبره وكفره وعصيانه بعدم الخضوع لآدم (السّجود) ؛ عاملا على إثبات عدم أحقيّة آدم الإنسان في الخلافة بجرّه إلى المعصية. ويزداد إبليس بُعدا عن منهج الله بالعمل عكس هذا المنهج وحثّ الآخرين على الخروج عن طاعة الله وأوامره (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا ...) .
ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة) وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ (وهكذا تنطلق رحلة العالمين من الجنّ والإنس (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ) فوق الأرض جزاءً بما كسب كلّ واحد من المعصية؛ إبليس اللعين جرّاء كبره وكفره وعمله على قطع الرّزق والأمن على الإنسان، وآدم جرّاء عدم طاعته لأمر ربّه واتّباع هوى نفسه وتصديق عدوّه.
وتخرج الملائكة من السّباق آمنة مطمئنّة لأنّها عرفت حدّها (قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ) فأطاعت ربّها (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا ) . ثمّ تتواصل رحلة ليبلوكم أيّهم أحسن.

  • "فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " :
وبفضل من الله ورحمة لمخلوقه الضّعيف الذّي خلقه بيديه، ألهمه كلمات أخذ بهنّ آدم ليفتح بهنّ باب التّوبة والرّجوع إلى الله بعد المعصية، إنّه هو التوّاب الرّحيم.

  • "قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " :
وكذلك كانت مشيئة الله أن ينتهي المقرّ الأوّل (الجنّة ) ويهبط الجميع منه، ولا عودة إليه لا من آدم وإبليس ولا ذرياتهم من بعدهم (اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ) ، ولكن رحمة الله واصلة متواصلة، كما ألهم آدم كلمات فأتمهنّ فتاب عليه، ولم يحرم الذرية من بعده من الإنس وكذلك من الجن من كلمات (الكتب السماويّة ) فيهنّ هدى ومنهج من تبعه فاز بالأمن )فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ( وتنعّم بالرّزق )وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ( في الدّنيا والآخرة.

  • "وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " :
ومن لم يتبع الهدى المنزّل في كتاب الله، وأبى إلاّ أن يكفر ويكذّب آيات الله ويتّبع طريق إبليس، (أولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون) .

[1] النحل 98

[2] البقرة 30-39
 
مقتطفات من الكتاب: كيف يوسوس الشيطان

مقتطفات من الكتاب: كيف يوسوس الشيطان

  1. كيف يوسوس الشّيطان للإنسان:
قبل فهم وسوسة الشيطان للإنسان, يجب أن نتعرف على تركيبة كل منهما:
الشيطان:

  • ينتمي الشيطان لفصيلة الجن (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا[1]) .
  • وهو مخلوق من النار (وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ[2]) , أي أنه موجود حقيقة، وتأثيره حقيقي، وله خصائص النار، أي أنه ليس له جسم محسوس مثل الإنسان, وأن جسمه قابل للتأقلم بالتمدد والتقلص حسب عوامل مختلفة. ويختلف الشيطان عن النار من حيث الخفاء أو اللون فهو غير مرئي (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ[3]) .
  • وله نفس: مكلفة بالعبادة ومحاسبة على أعمالها يوم القيامة (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[4]) .
  • مخلوق عاقل: لأن له القدرة على الاختيار والتمييز, والاختيار يستوجب آليات لجمع المعلومات (السمع والبصر) وتحليلها في شكل أفكار (العقل ) , والنفس مسئولة بعد ذلك عن اتخاذ الموقف أو القرار بالاختيار بين هذه الأفكار بالرفض أو القبول.
وللإعلان والتعبير على هذه المواقف وهب الله النفس القدرة على التعبير ويكون ذلك في شكل كلام غير منطوق وهو حديث النفس أو الوسوسة. (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ[5]) .
الإنسان:

  • ينتمي الإنسان لفصيلة الإنس, وهو مخلوق متكون من ثلاث كينونات:
  • النفس: ومحلها الصدر بين الجنبين (... إِنَّ الْمُؤْمِنَ بِكُلِّ خَيْرٍ عَلَى كُلِّ حَالٍ، إِنَّ نَفْسَهُ تُنْزَعُ مِنْ بَيْنِ جَنْبَيْهِ، وَهُوَ يَحْمَدُ اللَّهَ تعالى[6]) , وهي ذات الصدور (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ۖ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ[7], الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ[8]) المذكورة كثيرا في القرآن.
  • الروح وهي الكينونة الغامضة التي لا نعرف منها سوى أنها تعطيه الحياة (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا[9]) وبخروجها من الجسم يحصل الموت.
  • الطين (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ [10]) وهو الجسد الذي يضم كافة الأجهزة التي تمكننا من العيش فوق الأرض، ويمثل الجسد همزة الوصل بين النفس والروح، ونقطة الفصل بين الموت والحياة أو بين عالم الغيب والشهادة.
وبما أن الجسد من طين فإن ذلك يعني أن له خصائص الطين أي له جسم مرئي محسوس, ثابت الشكل, قابل للتحلل بانفصال الماء عن التراب.

  • و هو مخلوق عاقل: مثلما هو الحال بالنسبة للشيطان, أي أن له سمعًا وبصرًا يمكنه من تلقي المعلومات وعقل لتحليلها, وللنفس بعد ذلك حرية الاختيار والتمييز بينها. بالإضافة إلى هذه القدرة على الاختيار وهب الله النفس القدرة على التعبير على اختياراتها بالرفض أو القبول وما بينهما.
ويتكون التعبير على الأفكار والاختيارات في شكل كلام غير منطوق, ويسمى حديث النفس أو الوسوسة (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ[11]), ثم يترجم إلى كلام منطوق لمن كانت أجهزته سليمة, أما من تعطلت أجهزته مثل الأخرس والأبكم يترجم حديث نفسه إلى حركات وإشارات للتعبير عن أفكاره ومواقفه.
الوسوســــــــــــة:
من خلال ما تقدم من معلومات حول تركيبة الإنسان والشيطان, نلاحظ أنهما يشتركان في النفس والعقل والسمع والبصر وحديث النفس أو الوسوسة (كلام غير منطوق ) , في حين يتميز الإنسان بالقدرة على تحويل وسوسته أو حديث نفسه إلى كلام منطوق بصوت وحرف عن طريق الأجهزة الموجودة في جسده الطيني, وهو ما يفتقده الشيطان فيبقى كلامه وسوسة خفية.

وهنا نفهم الحكمة من الطهارة قبل لمس القرآن (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ[12]) ، والاستعاذة من الشيطان الرجيم قبل قراءة القرآن (فَإِذَا قَرَأْتَ القرآن فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ[13]) , كي تكون النفس على طهارة في بدنها, وجاهزة للإنصات لكلام رب العالمين وتدبره. وأمرنا بالقراءة والترتيل (... وَرَتِّلِ القرآن تَرْتِيلًا[14]) مع الجهر بالصوت (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقرآن[15] ‏) لأن الكلام المنطوق المسموع يعلو ويطغى على الكلام غير المنطوق بما في ذلك حديث النفس والشيطان أي وسوستهما.


[1] الكهف 50

[2] الحجر 27

[3] الأعراف 27

[4] الذاريات 56

[5] الأعراف 20

[6] الشمائل المحمدية

[7] الملك 13

[8] الناس 5

[9] الإسراء 85

[10] الأعراف 12

[11] ق 16

[12] الواقعة 77 -80

[13] النحل 98

[14] المزمل 4

[15] البخاري
 
عودة
أعلى