تميز مفردة الجلالة " الله "

إنضم
16/11/2009
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
73
الإقامة
تارودانت-المغرب
يقول الشعراوي في تفسيره : " إن الحق سبحانه يأمر رسوله الكريم: {قُلِ اللهم مَالِكَ الملك} إن كلمة «اللهم» وحدها فيها عجب من العجائب اللغوية، إن القرآن قد نزل باللسان العربي وأمة العرب فصيحة اللسان والبيان والبلاغة، وشاء الحق أن يكون للفظ الجلالة «الله» خصوصية فريدة في اللغة العربية.
إن اللغة العربية تضع قاعدة واضحة وهي ألا يُنادي ما فيه، أداة التعريف، مثل «الرجل» ب «يا» فلا يقال: «يا الرجل» بل يقال: «يأيها الرجل» لكن اللغة التي يسرها الله لعباده تخص لفظ الجلالة بالتقديس، فيكون من حق العباد أن يقولوا: «يا الله» . وهذا اللفظ بجلاله له تميز حتى في نطقه.
ولنا أن نلحظ أن العرب من كفار قريش وهم أهل فصاحة لم يفطنوا إلى ذلك، فكأن الله يرغم حتى الكافرين بأن يجعل للفظ الجلالة تميزا حتى في أفواه الكافرين فيقولون مع المؤمنين: «يا الله» . أما بقية الأسماء التي تسبقها أداة التعريف فلا يمكن أن تقول: «يا الرجل» أو «يا العباس» لكن لا بد أن تقول «يأيها الرجل» ، أو «يأيها العباس» ، ولا تقول حتى في نداء النبي: «يا النبي» ، وإنما تقول: «يأيها النبي» .
لكن عند التوجه بالنداء إلى الله فإننا نقول: «يا الله» ، إنها خصوصية يلفتنا لها الحق سبحانه بأنه وحده المخصوص بها، وأيضا ما رأينا في لغة العرب عَلَماً دخلت عليه «التاء» كحرف القسم إلا الله، فإننا نقول «تالله» ، ولم نجد أبدا من يقول «تزيد» أو «تعمرو» .
إننا لا نجد التاء كحرف قسم إلا في لفظ الجلالة، ولا نجد أيضا علما من الأعلام في اللغة العربية تحذف منه «يا» في النداء وتستبدل بالميم إلا في لفظ الجلالة فنقول: «اللهم» كل ذلك ليدل على أن اللفظ في ذاته له خصوصية المسمى. «قل اللهم» وكأن حذف حرف النداء هنا يُعلمنا أن الله هو وحده المستدعى بدون حرف نداء. «اللهم» وفي بعض الألسنة يجمعون الياء والميم، مثل قول الشاعر:
إني إذا ما حادث ألمَّا ... أقول ياللهم يا اللهمَّا "
 
ينفرد اسم الله ) بعدة مميزات غير ما ذكر الشعراوي ومنها:

أولا: هذا اللفظ له من الجمال الصوري ما يأسر العقول .

ثانيا: له من الحضور وقوة الشخصية بحيث جعل مؤسسوا التنقيط للقرآن بأن يحجموا عن رسم تلك الألف الخنجرية عليه .

ثالثا: هذا الأسم ينفرد بنطقه عن جميع الأسماء فمثلا يمكنك أن تنطقه بسرعة بدون مد طبيعي للألف الواقعة على اللام ولا يتغير معناه وبإمكانك أن تمده فتقول: اللاااااااااااه ولا يتغير معناه وربما كان هذا هو السبب لعدم رسم الألف الخنجرية عليه فبأي طريقة تنطقه بها فكلها صحيحة ولو أثناء التجويد للقرآن .

رابعا: هذا الأسم ربما تحور من كلمة اللاشيء إلى اللاش ثم إلى الله بمعنى الذي لا يطلق عليه اسم شيء وعلى اعتبار إن الله خالق كل شيء ، وكل اسم في الكون يمكن أن يطلق عليه اسم شيء حتى المشاعر فتقول اشعر بشيء من الخوف إلا الله فلا يطلق عليه شيء فهو اللاشيء أي الذي لا يطلق عليه اسم شيء وليس بمعنى العدم .
والله أعلم .
 
هداني الله وإياك يا علي الهتاري ..
هذا كلامٌ باطلٌ الذي قلتَه في "رابعاً"
وقد قال جلّ وعلا في سورة الأنعام :" قل أي شيء أكبر شهادةً قل الله"
ثم الاشتقاق لا بد أن يُبنى على مقدمات صحيحة
رزقني الله وإياك الأدب مع الله سبحانه
 
الأخ نصر الفهري ... المحترم .
وقال تعالى: ( كل شيء هالك إلا وجهه ) .
وإذا كان كلامي باطلا في الرابعة فالعكس هو الحق والصحيح في رأيك !! طالما فسرت أنت الآية على أن الله عبارة عن شيء .
أما أنا فالتفسير عندي أن في الكلام تقدير محذوف تقديره هاتوا أكبر شهادة عندكم أما أنا فشهيدي الله وحده .
وأما تفسير ( كل شيء هالك إلا وجهه ) فهو من باب المشاكلة والتقريب لنا .
أرأيت كيف أن من الأدب مع الله بأن لا تصفه بشيء أو تشبهه بشيء .
وجزاك الله خير .

[تمت المشاركة باستخدام تطبيق ملتقى أهل التفسير]
 
وأزيدك من الشعر بيت .
إذا كنا لا نستطيع أن نطلق كلمة شيء على القرآن وإنما ذلك لاعتقادنا بأنه غير مخلوق ولو أطلقنا عليه اسم شيء فهو مخلوق إذن .. وكل مخلوق هالك .

[تمت المشاركة باستخدام تطبيق ملتقى أهل التفسير]
 
يقول عبد الرحمن بن محمد القماش في تفسيره : " وقال الكسائي والفرّاء : معنى " بسم الله " بسم الإله ؛ فحذفوا الهمزة وأدغموا اللام الأولى في الثانية فصارتا لاماً مشدّدة ؛ كما قال عزّ وجلّ : {لَّاكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّى}( الكهف : 38 ) ومعناه : لكن أنا ، كذلك قرأها الحسن. ثم قيل : هو مشتق من " وَلَه " إذا تحيّر ؛ والوله : ذهاب العقل. يقال : رجل وَاله وامرأة والهة ووَالُه ، وماء موله : أرسل في الصحارى. فالله سبحانه تتحير الألباب وتذهب في حقائق صفاته والفِكَر في معرفته. فعلى هذا أصل " إلاه " " ولاه " وأن الهمزة مبدلة من واو كما أبدلت في إشاح ووشاح ، وإسادة ووسادة ؛ ورُوي عن الخليل. ورُوي عن الضحاك أنه قال : إنما سُمّيَ " الله " إلهاً ، لأن الخلق يتألّهون إليه في حوائجهم ، ويتضرّعون إليه عند شدائدهم. وذُكر عن الخليل بن أحمد أنه قال : لأن الخلق يألَهُون إليه ( بنصب اللام ) ويألِهُون أيضاً ( بكسرها ) وهما لغتان. وقيل : إنه مشتق من الارتفاع ؛ فكانت العرب تقول لكل شيء مرتفع : لاهاً ، فكانوا يقولون إذا طلعت الشمس : لاهت. وقيل : هو مشتق من أله الرجل إذا تعبّد. وتألَّه إذا تنسّك ؛ ومن ذلك قوله تعالى : {وَيَذَرَكَ وَءَالِهَتَكَ} على هذه القراءة ؛ فإن ابن عباس وغيره قالوا : وعبادتك.قالوا : فاسم الله مشتق من هذا ، فالله سبحانه معناه المقصود بالعبادة ، ومنه قول الموحدين : لا إله إلا الله ، معناه لا معبود غير الله. و " إلا " في الكلمة بمعنى غير ، لا بمعنى الاستثناء. وزعم بعضهم أن الأصل فيه " الهاء " التي هي الكناية عن الغائب ، وذلك أنهم أثبتوه موجوداً في فطر عقولهم فأشاروا إليه بحرف الكناية ثم زيدت فيه لام المِلك إذ قد علموا أنه خالق الأشياء ومالِكُها فصار " لَهُ " ثم زيدت فيه الألف واللام تعظيماً وتفخيماً.
القول الثاني : ذهب إليه جماعة من العلماء أيضاً منهم الشافعيّ وأبو المعالي والخطابي والغزالي والمفضَّل وغيرهم ، ورُوِيَ عن الخليل وسيبويه : أن الألف واللام لازمة له لا يجوز حذفهما منه. قال الخطابي : والدليل على أن الألف واللام من بِنْية هذا الاسم ، ولم يدخلا للتعريف : دخول حرف النداء عليه ؛ كقولك : يا الله ، وحروف النداء لا تجتمع مع الألف واللام للتعريف ؛ ألا ترى أنك لا تقول : يا الرحمن ولا يا الرحيم ، كما تقول : يا الله ، فدل على أنهما من بِنْية الاسم. والله أعلم. "
 
عودة
أعلى