تلوين كلمات القرآن بين المنهج العلمي والحكم الشرعي

إنضم
12/09/2008
المشاركات
14
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
[align=center]تلوين كلمات القرءان بيـن المنـهج العلمي والحكم الشرعي[/align]
[align=center]بـسم اللـه الـرحـمن الـرحيم[/align]
لقد ابتليت بالنظر في واقع المصاحف فوقت على ما يندى له الجبين، وما زاد الأمر خطورة أن الكثير من رجالات أهل العلم لا علم له بذلك، ومن علم سكت!!!
والأخطر من ذلك من أيد تلك الأعمال التي يقودها العوام، وأهل الجشع من التجار قد وجدت من ألبسها لباس الشرعية، والله المستعان
وقد كتبت منذ خمس سنوات بجريدة الشروق اليومي الجزائري بعضا من المقالات تحت عنوان "تلوين كلمات القرءان بين المنهج العلمي والحكم الشرعي" وكان لها الصدى الواسع بين طلبة العلم، وحتى بعض التجار، فإن بعضهم كان يتصل بي من حين لآخر يستشيرني في المصحف الذي أرى أنه سليما من تلك الملاحظات.
ومما قلته في ذلك الوقت: "... ومن يدقق النظر في المصاحف المبثوثة بالأسواق يقف على فوضى عجيبة، والغريب في الأمر أن الكل ساكت، فالمشايخ بعضهم لم ينتبه إلى هذا كلية، وبعضهم مدح الاختراعات التي يقوم بها أصحاب دور النشر من حين لآخر، وبعض المشايخ سُجل اسمه على المصحف وهو لم ير المصحف كلية!!! والله المستعان.
وقد ابتليت بالنظر فيما هو بالسوق من المصاحف فتجمع لدي العديد من المصاحف التي تحتاج إلى من يقف وقفة قوية تهدي أصحاب دور النشر الذين طبعوها إلى جادة الحق، ورفع اليد عن كتاب الله ـ عز وجل ـ، ولعل الله يجعل كلمتي هذه سببا في ذلك، إنه على كل شيء قدير، فعال لما يريد.
ومما أرى أنه يجب على أهل العلم من ذوي الاختصاص التصدي له: عملية التلوين لبعض الكلمات التي أصبحت طُعما يصطاد به التجارُ العوامَ.
ولقد تتبعت هذه الظاهرة فوجدتها عبارة عن بحر تحرك أمواجه الفوضى والتخبط العشوائي، حتى أنني لما طلبت من بعضهم كمية من المصاحف الخالية من التلوين قال لي: طلبك غير متوفر!!!
ولما سألت بعض أصحاب دور النشر عن دافعهم لذلك؟ أجابني بعضهم بقوله: هكذا يطلب العوام!!!
وبعضهم قال لي: بدون هذه التلوينات لا يباع المصحف!!!
وبالنظر فيما هو في السوق من المصاحف توصلت إلى أنواع عدة من التلوينات، ومن أهمها ما يلي:
1 ـ: تلوين كلمة الرب و الله و هو وغيرها مما سيأتي الكلام عليه.
2 ـ: تلوين بعضا من أسماء الله الحسنى.
3 ـ: تلوين حروف الكلمات وفق أحكام التجويد، وهذا ينقسم إلى قسمين، وبين القسمين من الاختلافات ما بين المشرق والمغرب.
4 ـ: تلوين كلمات القرآن وفق الموضوع العام للآيات القرآنية.
5 ـ تلوين مثاني الآيات في كل صفحة!!!
6 ـ تلوين الأفعال الواقعة في كل جملة من الجمل.
وهناك غيرها من أعمال التلوين، ولا يخلوا عمل من هذه الأعمال من مأخذ، وعن ذلك أقول مستعينا برب العالمين:
[align=center]النوع الأول[/align]
يتمثل في كتابة الأسماء: الله وما تصرف منه، والرب وما تصرف منه، و الرحمن ولفظة "هو" بالأحمر، والكلام عليه كما يلي:
أولا: لا أظن أن هناك من العلماء من استشير في هذا العمل قبل إنجازه؛ لأنه ـ كما قلت ـ: لا معنى له، ثم إن كان ولا بد فلماذا بعض الأسماء دون البعض؟ ثم لـماذا لفظة "هو" بالذات؟!!
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنهم تخبطوا في هذا تخبطا عظيما، حيث كتبوا بعض الكلمات بالأحمر وهي باتفاق لا تدل على الإله الحق؛ وإنما جاءت في سياق الإنكار من أنبياء الله عندما طلب منهم من أُرسلوا إليهم أن يعبدوا معهم إلها غير إله الحق، أو أن المعاندين أنكروا على الأنبياء أن يكون هناك رب غير أنفسهم أو غير الذي يعبدونه ويدعون الناس لعبادته.
فذكر كلمة: الرب أو الإله في مثل هذه الجمل لا تدل على إثبات الألوهية أو الربوبية للإله الحق، ولكن المشرفين على طباعة المصاحف قاموا بكتابتها بالأحمر أسوة بمثيلاتها من الكلمات التي اختاروها أن يكون مميزة عن غيرها!! ومن ذلك ما يلي:
1 ـ ما جاء في قوله ـ تعالى ـ: فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ فَلَمَّا رَأى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ الأنعام:76 ـ 78 حيث قام أصحاب هذا الاختراع بتلوين كلمة: "ربي" في المواطن الثلاث!!!!
2 ـ ما جاء في قوله ـ تعالى ـ: قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْء [الأنعام: 164] حيث كتبت كلمة "رَبًّا" بالأحمر!!
وأقول: إن هذه الآية نظيرتها ما في قول موسى ـ عليه السلام ـ لقومه عند ما طلبوا أن يجعل لهم إلها كما لمن مروا عليهم إلها فقال لهم: أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـهًا [الأعراف: 140] قال ابن جرير في تفسير الآية الأُولى: أَسِوى الله أطلب سيدا يسودني!!
وقال عن الثانية: أسوَى الله ألتمسكم إلها وأجعل لكم معبودا تعبدونه، والله الذي هو خالقكم!!
3 ـ ما جاء في قوله ـ تعالى ـ: وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [يوسف: 23] .
فكلمة: "ربي" ههنا ـ أيضا ـ لا تدل على المعبود بحق، وإنما المراد بها العزيز؛ قال ابن كثير في تفسيره: يخبر ـ تعالى ـ عن امرأة العزيز التي كان يوسف في بيتها بمصر ـ وقد أوصاها زوجها به وبإكرامه ـ فراودته عن نفسه؛ أي: حاولته على نفسه، ودعته إليها. وذلك أنها أحبته حبا شديدا لجماله وحسنه وبهائه، فحملها ذلك على أن تجملت له وغلقت عليه الأبواب، ودعته إلى نفسها وقالت: هيت لك. فامتنع من ذلك أشد الامتناع، وقال: معاذ الله! إنه ربي أحسن مثواي. وكانوا يطلقون الرب على السيد، والكبير؛ أي: إن بعلكِ ربي أحسن مثواي؛ أي: منزلي وأحسن إلي، فلا أقابله بالفاحشة في أهله. إنه لا يفلح الظالمون؛ قال ذلك مجاهد، والسدي، ومحمد بن إسحاق، وغيرهم.
4 ـ ما جاء في قوله ـ تعالى ـ: وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا الفرقان: 60 فكلمة الرحمن الثانية لا تدل على الإله الحق فإنها جاءت في سياق الإنكار، ولكنهم كتبوها بالأحمر، ولنستمع إلى ما قاله المفسرون:
قال القرطبي: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ" أي: لله ـ تعالى. "قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ!!" على جهة الإنكار والتعجب، أي: ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة، ..
وقال البيضاوي: وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن!! لأنهم ما كانوا يطلقونه على الله، أو لأنهم ظنوا أنه أراد به غيره، ولذلك قالوا: أنسجد لما تأمرنا!! أي: للذي تأمرناه ...
وقال ابن كثير: قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا والظاهر أن إنكارهم هذا إنما هو جحود وعناد وتعنت في كفرهم فإنه قد وجد في أشعارهم في الجاهلية تسمية الله تعالى بالرحمن.
وقال ـ أيضا ـ: قالوا وما الرحمن؟ أي: لا نعرفه ولا نقر به أنسجد لما تأمرنا!! أي: لمجرد قولك.
3 ـ ما جاء على لسان فرعون في عناده لموسى وجحوده لوجود الرب الحق: قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِين الشعراء: 23 فإن كلمة: "رب" هنا لا تدل على الرب الحق، ولكنهم كتبوها بالأحمر، ولنقرأ ـ أيضا ـ ما قاله المفسرون:
قال ابن جرير: قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِين يقول: وأي شيء رب العالمين؟
وكذلك الأمر بالنسبة لكلمة "ربكما" في قوله ـ تعالى ـ: قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى طه: 49.
ـ قال ابن كثير في تفسيره: يقول ـ تعالى ـ مخبرا عن فرعون أنه قال لموسى منكرا وجود الصانع الخالق إله كل شيء وربه ومليكه؛ قال: فمن ربكما يا موسى؟ أي: الذي بعثك وأرسلك من هو؟ فإني لا أعرفه، وما علمت لكم من إله غيري.
ـ وقال الشوكاني: أى: قال فرعون لهما: فمن ربكما!!؟ فأضاف الرب إليهما ولم يضفه إلى نفسه لعدم تصديقه لهما ولجحده للربوبية.
وقد أخبرني أحد أئمة مساجد دمشق أنه رأى في بعض المصاحف كلمة: "ربكم" من قول فرعون: أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى [النازعـات: 24] مكتوبة بالأحمر، وهذه لا تحتاج إلى أي تعليق!!!
وفي المدة الأخيرة وقفت على مصاحف طبعت بالشام ولما نظرت فيها وجدت كلمة: "إله" في مثل قوله: "لا إِلَهَ إِلا هُوَ" ملونة بالأحمر، مع أنها لا تدل على الإله المعبود بحق، وإنما تدل على من دونه من المعبودات، فإن كلمة التوحيد: "لا إله إلا الله" تتألف من شقين أساسين؛ الأول منهما: النفي، وهو "لا إله " وثانيهما: الإثبات، وهو "إلا الله"، فكلمة: "إله" ههنا لا تدل على المعبود بحق، وإنما تدل على من دونه من المعبودات بغير حق، وتوحيد المرء لا يتم إلا بالكفر بها، مهما كانت أجناسها وأشكالها وأسماؤها.
ومما هو من هذا ولونوه ـ كما هو في مصحف مؤسسة الرسالة ناشرون حفص وورش ـ ما يلي:
1 ـ في سورة هود: 14 قوله: فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
2 ـ غافر: 62 قوله: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ.
3 ـ غافر: 65 قوله: هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
4 ـ الدخان: 8 قوله: لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ.
5 ـ الحشر: 22 قوله: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ.
6 ـ الحشر: 23 قوله: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ.
7 ـ المزمل: 9 قوله: رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً.
ومما يلحق بهذا كلمة "رب" و "إله" المضافة مثل قوله: "رب العالمين" و "رب السموات" و "إله موسى" و "إله الناس"، ومثله: "يد الله" و "ناقة الله" و "نار الله" و "وجه ربك" و "اسم ربك"، و "رب السموات والأرض وما بينهما" وغيرها، فإنهم قاموا بتلوين كلمة "رب و إله و … وتركوا ما أضيفت إليه، ونسي من قام بهذا الاختراع أن الله لا يوصف بالنكرات!!!!
ثانيا: إن الكلمات التي اختاروها لأن تكتب بالأحمر لم يلتزموا فيها منهجا معينا، فتارة يكتبونها بالأحمر وتارة لا يكتبونها، ولقد حاولت أن أجد لهذا العمل قاعدة علني أجد لهم عذرا في ذلك فلم أهتد إلى أي شيء من ذلك، فالفوضى في هذا العمل بارزة غير خافية، ومن أمثلة ذلك ما يلي:
ـ كلمة "الرحمن"لم تكتب بالأحمر ـ في كثير من المصاحف ـ في كل من الفاتحة: 3، والبقرة: 163 والإسراء: 110 والنمل: 30 و ق: 33 والرحمن ـ في الطبعات القديمة ـ والحشر: 22.
وكتبت بالأحمر في مريم، وطه، والأنبياء، والفرقان، ويس، والزخرف، والملك، والنبأ.
ـ قوله: لربهم الفرقان: 64 في مصاحف كتب بالأحمر، وفي أخرى كتبت بالأسود.
ـ قوله: إله واحد: وردت في البقرة: 163 في قوله: وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ.
والحج: 34 في قوله: فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِين
و النساء: 171 في قوله: إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً.
و المائدة: 73 في قوله: لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ كتبوا "إله" بالأحمر و"واحد"، وكذلك وردت في الأنعام: 19، وختام إبراهيم، وكذا في النحل: 22 و51، وفي ختام الكهف وفي الأنبياء: 108 وفي فصلت: 6، وكذلك في الصافات: 4 في قوله: إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ.
فمن أخذ مصحفا من المصاحف وتتبع هذه المواطن التي أشرت إليها يقف على العجيب من العمل.
وأما لفظة: "هو" فإنني لم أهتد لوجه اختيارها لأن تكتب مميزة عن غيرها من كلمات القرآن، أو أسماء الله الحسنى أو الضمائر العائدة على الرب ـ سبحانه وتعالى ـ فإن هناك ما هو أعظم دلالة على عظمة الله منها؛ ألا وهو ضمير الشأن "أنا"، وضمير العظمة "نحن"!!!
ومع هذا فقد وقع التخبط فيها كثيرا، فإنها كتبت في أمكنة كثيرة بالأحمر، وفي بعضها كتبت بالأسود، وفي هذا دلالة واضحة على أن العمل ارتجالي وفوضوي، لا يستند إلى أي منهج علمي، أو دليل شرعي.
وإليكم مثالا واحدا فيه دلالة واضحة على عدم التزامهم بمنهج معين في هذا العمل الذي لم يسبقوا إليه:
قوله تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ الحشر: 22، وقوله: قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِه الملك: 29 تجد أنهم في الأولى كتبوا لفظة "هو" بالأحمر، وكلمة "الرحمن" كتبت بالأسود. وفي الثانية تجدها على العكس، حيث كتبوا لفظة "هو" بالأسود، وكلمة "الرحمن" كتبت بالأحمر!!!
رابعا: ترتب على كتابة ما ذكرنا بالأحمر أمران:
الأول: زيادة التكاليف، فالمصحف الملونة بعض كلماته سعره أرفع من المصحف العادي!!!!
الثاني: تزحزح الكلمات الملونة عن محلها أثناء تركيب الأفلام، فكثيرا ما نجد كلمة الله أو الرب، أو غيرها مما هو مكتوب بالأحمر مرتفعة أو منخفضة عن السطر، وفي بعض الأحيان نجدها ملتصقة بالكلمة التي قبلها أو بعدها، فأدى إلى تشويه صورة المصحف الشريف. وهذا واقع في جل المصاحف، وهي تتفاوت فيما بينها في هذه الفوضى، وأعظمها خلطا و خربطة مصحف دار المعرفة بالمغرب ـ رواية ورش، والفوضى في هذا المصحف بلغت أوجها، والله المستعان.
وبعض المصاحف محيت منها كلمة: "الله" كلية، وقد حدثني مروان دعبول صاحب مؤسسة الرسالة ناشرون أنهم طبعوا 30000 ثلاثين ألف نسخة من المصحف ولم ينتبهوا إلى أن اللون الأحمر لم ينزل بالطباعة، فأرادوا إلحاقها بالطيع اليدوي فوجدوا التاجر قد باعها!!! كذا قال.
ثلاثون ألف نسخة سقطت منها كلمة الرب والله و هو!!!
وبحوزي مصحف سقطت منه تلك الكلمات في ملزمتين 16 صفحة.
وأما النوع الثاني فسيأتي الكلام عليه في اللقاء الآتي بحول الله أخوكم أبو عبد التواب
 
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ أبو عبد التواب ـ حفظه الله ـ .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
أما بعد ، فقد قرأت موضوعكم باهتمام بالغ، لما يكتسيه من أهمية و خطورة.
والحقيقة أن هذا الموضوع يحتاج إلى تنظيم ندوة دولية تتبناها إحدى الجامعات الإسلامية بتعاون مع الجهات المختصة بطباعة و نشر المصحف الشريف.
جزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
 
جزاك الله خير الجزاء يا أستاذنا الفاضل أبا عبد التواب

أجدت وأفدت، ولو ناديت حيا لأسمعتَ

في عصر تيسرت فيه لنا الوسائل التكنولوجية لخدمة ديننا وصار بالإمكان إخراج المصحف الشريف بأبهى الحلل وأكمل الأوصاف، نجد كل هذه الفوضى، وفي أمر لا يحتمل الفو
 
[align=right]جزاك الله خير الجزاء يا أستاذنا الفاضل أبا عبد التواب

أجدت وأفدت، ولو ناديت حيا لأسمعتَ

في عصر تيسرت فيه لنا الوسائل التكنولوجية لخدمة ديننا وصار بالإمكان إخراج المصحف الشريف بأبهى الحلل وأكمل الأوصاف، نجد كل هذه الفوضى، وفي أمر لا يحتمل الفوضى !! ولا أقل القليل من التقصير والإهمال. يا له من أمر مفزع !!

لو أن الاهتمام الذي تعطيه حكوماتنا المتنورة للتضييق على منشورات وكتب بعينها، صُرف جزءٌ منه للرقابة على نشر المصحف الشريف لكان قد حصل خير كثير، ومنع شر مستطير.

ومن النكت المبكية أنه قبل ثلاث سنوات في معرض الدار البيضاء للكتاب مُنع مصحف حفص، وسمعت أحد اليساريين يدافع عن القرار بأن مصحف حفص يحتوي على أخطاء!!

وأظن أن الأمر في المصاحف المرتلة أشد خطرا وأبعد شررا، وكنت قد كتبت عنه هنا:

http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=10797



ونرجو منك أن تواصل نشر بحثك القيم

وجزى الله أستاذنا الدكتور الضاوي عن اقتراحه الجدير حقا بالتطبيق، وهو أقل القليل، وأقول له يا سيدي أنتم أهل الجديدة دائما أهل السبق في تلك المؤتمرات فلتأخذوا المبادرة [/align]
 
موضوع في غاية الأهمية , شكر الله لك , وننتظر بقية بحثك ولعل هذا يكون موضوع إحدى لقاءات مركز تفسير ونداوته , إلى أن يتيسر تفعيل اقتراح الدكتور أحمد الضاوي .
 
اقتراح لوضع حد للفوضى الواقعة بالمصاحف

اقتراح لوضع حد للفوضى الواقعة بالمصاحف

بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإنني أتقدم بالشكر إلى الإخوة: أحمد بزوي، محمد الأمين المختار، أحمد البريدي وغيرهم ممن قرأوا ما أشرت إليه من الواقع الذي عليه حال المصاحف بالنسبة للألوان الملحقة بحروف وكلمات كتاب ربنا العزيز، ولما قرأت ما كتبه الإخوة تشجعت لنشر ما جمعته من مدة طويلة تزيد عن خمس سنوات، وبدأت أقلب الكناش، وأدون الحاضر في الخاطر؛ لأن مصاحفي بقارة، وأنا بقارة أخرى.
ولكني صدمت ولم أتمكن من المتابعة؛ لأنه قد تبين لي أن الخرق اتسع على الراقع، فقد تصفحت منجزات دار المعرفة "مصاحف التجويد" والتي قلت: إنها هدت تالتجويد هدا، ولا يغترن أحد منكم إخوتي الكرام بما ألحق بالمصاحف من الإجازات وغيرها من الصور والكلمات، صدمت للواقع المر حيث وزعت المصحاف على كل المواقع بما فيها المواقع التي يشرف عليها المشايخ من ذوي الاختصاص.
وحتى لا أطيل في هذه الإشارة أقول: مصاحف التجويد بكل أنواعها "دار المعرفة دمشق ومؤسسة الإيمان بيروت وغيرها " ضربت التجويد ضربا قاضيا، وذلك من جوانب عدة وكلامي اليوم مأخوذ من مصاحف دار المعرفة:
ـ التضارب في تلوين الحروف ذات الحكم الواحد والتي هي محل اتفاق بين القراء كلهم؛ وحتى الشاذ من القراءات؛ خذ مثلا:
ـ المخالفة في التلوين بين المحذوف والثابت؛ مثل كلمة: ياموسى فإنه قد اجتمع فيها ثلاثة حروف مدية، والحكم التجويدي في الأول والثاني واحد، وأما الثالث فإنه يتبع الحرف الأول من الكلمة التي بعده، فقد يمد حركتين، وقد يمد بأكثر جوازا، وقد لا يمد، وإذا رجعنا لمصاحف التجويد نجده قد التزم بتلوين الألف الأولى الحمراء أو المحذوفة ـ وليست الخنجرية كما يسميها من لا دراية له بهذا الفن ـ وأما الواو فإنه التزم بعدم تلوينها في كل مواضعها، وأما الألف التي فوق الياء، فإن وقع بعدها همز لونها، وإلا أهملها!!! وهذه التفرقة لا معنى لها.
فإن كان الحرف مما وقع الخلاف بين علماء الرسم في إثباته وحذفه، تراه يلونه في المصحف الذي ضبط على الحذف ولا يلونه في الذي ضبط على الثبت، إلا إذا وقع بعده همز؛ ومن أمثلة هذا المثني من الكلمات.
وكذلك كلمة: الأمثال في النصف الأول من المصحف رسمت بالثابت؛ قال لنا الشيخ: الامثالَ ثابت في النصف الاولا
في هذه الكلمة إن لم تقع في رأس ءاية الألف فيها لا تلون مثل: ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون إبراهيم: 25 فإن وقعت في رأس الآية لونت الألف منها لأنه حينئذ حرف مد عارض للسكون. انظروا مصاحف التجويد كلها: حفص و المثاني و الأفعال، والدوري وقالون وورش بجميع إصداراته، وطرق رواية ورش.
وفي النصف الثاني من القرءان نأخذ على سبيل المثال قوله تعالى: ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم النور: 35 نجده قد لون الألف المدية المحذوفة بما يدل على على وجوب مدها حركتين.
والسؤال المطروح: وما حالها في المواطن التي لم تلون، هل تمد، وما مقدار المد فيها، أم أنها لا تمد كلية؟
مخالفة لا وجه لها وتشويش على القراء، خاصة وأن الذين يلجأون إلى هذه الأعمال هم العوام!!! وهذا مقياس لما بقي من الأمثلة وهي كثيرة جدا جدا جدا جدا ....
ـ كذلك التفرقة في التلوين بين الحروف التي حكمها الإدغام فمثلا: فما ربحت تجارتهم البقرة: 16 و يدرككم الموت النساء 78 لم يلون التاء والكاف فيهما وتركهما باللون الأسود، وخاصة إذا ما عدنا إلى التعريف الذي يحتاج إلى تعريف نجده قد لون التاء في قوله: فما ربحت تجارتهم ومثل بالآية!!!
ولكنه في الأنواع الأخرى من المدغم قد لون الحروف المدغمة وكذا التنوين. وهذه التفرقة التي لاوجه لها من حيث أحكام التجويد تشوش على من تعلم التجويد من مصاحف التجويد.
ـ عدم التحكم في درجة الألوان فقد تجدها في أول المصحف عالية الدرجة وفي نهايته خفيفة.
ـ سقوط العديد من الحركات والأحرف، وتزحزح الكثير من النقاط والحركات من محالها نتيجة التلوين وهذا الجاني كثير جدا جدا
وأذكر مثالا واحدا يكون كافيا للعارف: في قوله: فألقياه بسورة ق: 26 بمصحف قالون حاول تقليد مصحف ليبيا فأتانا بالطامات، ومنها هذه حيث غير شكل الألف المحذوفة أو المحذوف ـ يجوز ـ فزاحمته حركة الياء فنقلها من فوق الياء إلى فوق القاف، فأصبحت القاف فوقها فتحة وأسفلها كسرة!!! ومتعلم التجويد من هذا المصحف بالخيار في القراءة. ولا بأس أن تقارن لون الألف في هذه الكلمة بمصحف قالون مع لونها في بقية المصاحف!!!
ـ الإتيان بأوجه جديدة في الرسم القرءاني لم يقل بها أحد من السابقين ولن يقول بها أحد من اللاحقين، وهي عديدة جدا جدا، ومنها:
كلمة الحواريين في مصحف قالون رسمت بثلاث ياءات، ولعله يقول مثل ما قال لي أحد عمال الكمبيوتر لما اتصلت به وقلت له احذف الآية رقم 6 من سورة البقرة بالصفحة رقم 3 لأنها مكررة فقال لي: وما الذي يضر إذا قرئت مرتين!!!
ـ ابتكار قراءات لا وجها لا حتى في الشاذ، وهي كثيرة، ومنها: إن وليي الله الأعراف: 196 في الطبعات الأولى وإلى عهد قريب جدا جدا كانت الياء ملونة بما يدل على مدها حركتين!!! هذا في مصحفي ورش وقالون.
ـ في مصحف ورش في جل طبعاته المختلف والمتعددة لون اللام الأولى من لفظ الجلالة "الله" حال الرفع والنصب للدلالة على أن الحكم فيها التفخيم!!!
انظروا بصرنا الله بالحق اللام الأولى مفخمة والثانية مشددة!!! ليحاول كل أحد النطق بها!!! ولقد طلبت من صاحب العمل أن ينطق بها فلم يعترف وبدأ يموج يمنة ويسرة.
ـ الخلط بين الروايات، وذلك أنه لما حول المصحف من رواية حفص إلى الروايات الأخرى بعض الكلمات بقيت كما هي في حفص وبعضها ركب من الروايتين، وذلك كما وقع في مصحف الدوري في قوله: وأكن من الصالحين المنافقون: 10 فإن الدوري يقرأها بمد الكاف وفتح النون، وهذا الذي فعله صاحبنا، ولكنه فاته أن يحذف الشدة من فوق الميم فجاءت الكلمة كما يلي: وأكونَ مِّن!!!
ـ التعريف لا يتطابق مع المثبت بالمصحف، وذلك في الكثير من الأمور ومنها ما جاء في مصحف ورش في التمثيل للتنوين المظهر، فإنه رأى في المصاحف المطبوعة "مصحف شريفي الجزائري ومن قلده" التمثيل لهذه الجزئية بقوله: شرابا الا وحتى يحافظ على منهج الإتيان بالجديد مثل بقوله: نوحا الى!!!!
وأما الإجازات الملحقة بالمصاحف فإنني .......
هذه إشارات كافية للدلالة على الواقع المر لما عليه المصاحف.
والخروج من هذا الواقع أرى أنه يكون بأمور منها:
أولا: عقد ملتقى يحضره أهل النقد من ذوي الاختصاص، وأقول أهل النقد لأنه ليس كل مختص ناقد، وما أوتيت المصاحف إلا من القراء الذين لا قدرة لهم على النقد، وفي هذا الملتقى تناقش الأمور من جميع جوانبها .... ويمكنني تقديم الكثير والكثير في هذا لأنني لدي العديد من المصاحف التي ...
ثانيا: تكوين جمعية من أهل الاختصاص الناقدين يتتبعون كل ما يصدر من الطبعات في مختلف البلدان وتقرأ تلك الطبعة، ويسجل ما عليها من الملاحظات ويخبر صاحبها بذلك ليقوم بسحب النسخ وتصويب ما فيها من أخطاء، والاعتذار للأمة، وإلا يقدم في حقة ما يقتضيه مقام كتاب الله.
وقد جهزت الأمر لهذه الجمعية منذ سنوات، ولكن ...
فالله أسأل أن يجعلنا من الناصحين لكتابه وأن يهدي مشايخنا لقول كلمة الحق فيما يقدم إليهم من المصاحف، وأن يهدي تجارنا لتقوى الله في كتابه وقرائه إنه سميع مجيب
أخوكم أبو عبد التواب
 
[align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشايخ الفضلاء
وأخص بالدعوة الشيخ الفاضل أبا عبد التواب بحكم معرفته بأحوال مصاحف بلادي
هل لكم تعليق على حال هذا المصحف ؟

http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=16681[/align]
 
جزى الله أخانا الفاضل أبا عبد التواب خيرا على ما اثاره في هذا الموضوع المهم وقد تابعت بعض جوانبه أيضا وبين يدي أوراق يسيرة فيها تعليقات على الموضوع إلا أنها لم تنضج بعد ولعل ذلك يتم قريبا
ولا ينبغي فتح باب تلوين الكلمات والأحكام والموضوعات واختلافات القراء وغير ذلك على عواهنه لما فيه من تعد أو قصور أو خطأ، ولا يعني هذا إغلاق الباب نهائيا فإن استخدام الألوان في المصاحف مشروع وقديم ولكن لا بد من ضوابط ومرجعية والله الموفق.
 
جزاكم الله خيرا

موضوع فعلا مهم جدا وخطير جدا

وقد وقفت منذ مدة كبيرة على مصاحف بها أخطاء في علامات الوقف، حيث وضعت في غير موضعها، كقوله تعالى: ((استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله))، فوضعت علامة الوقف فوق كلمة ((السيئ)) الثانية، وصوابها فوق الأولى.

وبعض المصاحف أيضًا بها أخطاء كتابية تم تصويبها بطريقة غريبة، كنسيان الخطاط- وهو مشهور- أن يصل النون الأولى من كلمة ((المتنافسون)) بالفاء ويرسم بينها ألفا صغيرة، وكتبها بالطريقة الحديثة، ثم محيت الألف ووصلت النون بالفاء:
((المتنـ فسون))، ووضع الألف الصغيرة.
والكل يعلم أن الفاء وسط الكلام غير الفاء في أو الكلمة أو أول مقطع، ولكم أن تتخيلوا شكلها، وكان الأحرى به كتابتها كاملة مرة أخرى، ولكن يبدو أنها لم تراجع إلا في مرحلة متأخرة، وهنا تظهر قضية المراجعة والاهتمام بها، لئلا تقع مثل هذه الأخطاء في الرسم أو التلوين!
والله المستعان
حتى كتاب الله لم يسلم من آفة التجارة والجشع!!
 
زيادة توضيح عن "تلوين كلمات القرءان بين المنهج العلمي والحكم الشرعي"

زيادة توضيح عن "تلوين كلمات القرءان بين المنهج العلمي والحكم الشرعي"

بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر إخواني القراء على ملاحظاتهم حول ما أشرت إليه من واقع المصاحف "تلوين كلمات القرءان"، وهو أمر يوجب علينا التعاون على وضع حد لتلك الفوضى التي أتت على أعز شيء لدى الأمة، وللأسف أنها لم تجد من يقف لها وقفة الناصح لكتاب ربه ولقرائه، فإنه لو قال رجل أهل العلم كلمتهم في أول نسخة ظهر فيها مثل الذي نتكلم عليه لما وصل الأمر إلى ما وصل إليه، ولكن ...
وأذكر أنني في سنة 1995 دخلت دمشق وبقدر من الذي قدر فهدى جلست مع من لبس عباء العلم وبدأ يشنع على أهل العلم ويتهمهم بالجهل وهو الجاهل فنال جزاءه على يدي وطلب من أحد أتباعه أن يهديني نسخة من تفسير شيخه جزء عم من تفسير عبد الهادي الباني وهو معروف بمنهجه فلا نطيل الكلام عليه، فلما نظرت في النسخة التي أهديت لي وقفت فيها على ما يندى له الجبين حيث قاموا باستبدال أرقام الآيات بكلمة الله فكانت النص القرءاني كما يلي: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (الله) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (الله) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (الله) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (الله) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (الله) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (الله) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (الله)!!! وهذا في كل سور الجزء "جزء عم"، حتى أن عمي لما سمعني أتكلم عن هذه البلوى قال لي: رأيت مصحفا كاملا به هذا!!!
فلما رأيت ذلك التخليط قلت لهم كيف تفعلون هذا فلفوا وداروا فقلت: ما رأيكم فـيَ أنا الجاهل في نظركم إذا اتبعت كتابكم وصليت بالأمة وقرأت" الحمد لله رب العالمين ألله وأخرجت كلمة الله وفق تعليمات شيوخ الصوفية؟!! فلما حاصرتهم قالوا: خطأ مطبعي!!!
فقلت: سبحان ربي! الآلة أصبحت تفرق بين الرقم ولفظ الجلالة!!! وإن من شيء إلا يسبح بحمده.
وكان من بين المشايخ الذين حدثتهم: الدكتور سعيد الخن فلما رأى ذلك تعجب من فعلهم، وقال: لو فعل مع هذا التلاعب ما فعل بالمصحف الإملائي لمات في مهده، فإنه في سنة ـ كذا نسيت السنة التي ذكرها ـ طبع مصحف وفق الكتابة الإملائية فقال رجال العلم فيه كلمتهم فاختفى من الوجود كلية.
فكذلك نقول: لو أن رجال العلم لم يتنازلوا للتجار لما وصل الأمر إلى ما وصل إليه.
ـ منذ أسبوع جاء اثنان من الشباب بنسخة من المصحف إلى إدارة الأزهر فسألتهما عن حال المصحف فقالا: به خطأ قوله تعالى: كيف تكفرون بالله كتب: كيف تكفرون الله بسقوط الباء!! فلما نظرت في المصحف عرفت السبب ألا وهو مصيبة التلوين وذلك أن القائم على العمل أراد أن يأتي بالجديد في تلك الفوضى بحيث يفصل حرف الباء عن لفظ الجلالة في التلوين فالباء يلونها بلون حروف المصحف ولفظ الجلالة "الله" يلونه بالأحمر فقام بحذف الكلمة كلية ثم أتى بكلمة: "الله" من موطن ءاخر وفاته أن يلصق به الباء فكان ما كان والله المستعان.
وبعد ذلك تعمدت دخول مكتبة خاصة وتصفحت ذلك المصحف فوجدت أن ذلك حاله من أوله إلى ءاخره؛ فمثلا في قوله: تالله لما أرد أن يطبق منهجه الذي أشرت إليه أتى بحرف التاء المفصول "ت" ثم ألصق به لفظ الجلالة "الله" وبما أنه ليس من فحول ذلك الفن لم يكن التلحيم دقيقا فجاءت الكلمة كما يلي: ت الله!!!
هذا عن التلوينات المتعلقة ببعض الحروف "الله و الرب وهو و...." وأما عن مصحف التجويد فإنني منذ يومين تصفحت نسخة من نسخه التي لا حصر لها "من حيث المنهج" وكانت برواية حفص فانتبهت إلى ما يلي:
ـ في قوله: "فارغب" و "اقترب" خاتمة الشرح والعلق عريت الباء من السكون وباء البسملة من سورة التين والقدر وضعت فوقها شدة وذلك للدلالة على أن الحكم في هذين الموطنين الإدغام هذا ما تقتضيه الأصول العلمية، وأصول رواية حفص، وعليه ضبط المصحف، ولكن لما تدخلت دار المعرفة بعملها الذي تقول: أنها حلت مشكلة كان الناس يعاني منها منذ زمن طويل!!! قامت دار المعرفة بتلوين الباء من كلمة: فارغب واقترب باللون الدال على القلقلة!!!
وأقول : إن دار المعرفة وكذا من مدحوا فعلها لايعرفون ما ترتب على هذا التلوين، فإن القلقلة هاهنا لا يمكن تحقيقها إلا بالوقف.هذا أولا.
وأما ثانيا: إذا تخلينا عن الصول العلمية واتبعنا ابتكارات دار المعرفة التي انفردت بمعرفة ما يحل مشاكل الأمة في قراءتها لكتاب ربها وأدينا القلقة وفق ما أمرت به الدار، فإننا إذا أتينا إلى البسملة نجد الباء فيها "في الموطننين" قد وضعت عليها الشدة!!
وأذكر أنني كنت بمكتب مدير دار المعرفة منذ ست سنوات كلمته عن أخطائه بمصحف ورش؛ بل قل: الفوضى ولا تخف فقال لي: الناس لا يعرفون فقد اتصل بنا واحد يقول: عندكم خطأ وذكر الشدة التي فوق الباء، وهو لا يعرف أن الباء حكمها الإدغام!!!
لما وقفت على هذا قمت بتقليب صفحات المصحف فوقت على ما يندى له الجبين، وذلك لأن عمل دار المعرفة هو البحر الذي لا يمكن أهل التقاط كل ما فيه من الدرر مهما عظمت مهاريهم.
ومما وقفت عليه: ـ كلمة "عليم" خاتمة الأنفال التنوين فيه في المصحف الأصلي مبدل بالباء الدالة على القلب، وذلك لأنه وقع بعدها حرف الباء من كلمة براءة فاتحة سورة التوبة. وهو الذي ضبط عليه المصحف في كل السور المنتهية بالتنوين، وذلك باعتبار الباء من البسملة. وهو الذي يقتضيه منهج ضبط المصحف، فهو بني على الوصل.
ودار المعرفة المعروفة بإتيانها بالجديد في كل حين لونت الميم الدالة على القلب في خاتمة سورة الأنفال بما يدل على الإخفاء، وبهذا تكون قد تناقضت، وهدت منهجها من أساسه، وذلك من نواحي عدة؛ ومنها:
ـ أنها لم تلون الميم الدالة على القلب في نهاية بقية السور المختومة بالتنوين، وقد وقع بعدها حرف الباء من البسملة!! انظر مثلا سورة النصر وسورة الإخلاص
فإن قالت دار المعرفة: لم ألون الميم في بقية المواطن لأن الباء التي وقعت بعد التنوين باء البسملة، ونحن التزمنا بباء كلمات القرءان والبسملة ليست من القرءان!!
قلنا: لدينا كلمات انتهت بالتنوين وهي رأس ءاية ولم تلونوا التنوين بما يستحقه، والأمثلة عليه كثيرة جدا جدا فهي تشمل المصحف من أوله وإلى ءاخره.
ثم نقول: هناك كلمات انتهت بالتنوين ـ وهي رأس ءاية ـ ووقع بعدها حرف الباء ولم تلون الميم الدالة على القلب!!!
وإليكم إخواني القراء المواطن التي وقع فيها التنوين في رأس الآية وبداية الآية التي تليها حرف الباء ولم تلون دار المعرفة ميم القلب كما فعلت في خاتمة سورة الأنفال!!!
1 ـ يقينا بل رفعه الله 157 و 158 النساء
2 ـ قصورا بل كذبوا 10 و 11 الفرقان.
3 ـ لازب بل الصافت: 11 و12.
4 ـ ... مجنون بل جاء الصافات: 36 و 37.
5 ـ خبيرا بل ظننتم الفتح 11 و12.
6 ـ حفيظ بل كذبوا ق: 4 و 5.
7 ـ قسورة بل المدثر: 51 و 52.
8 ـ محيط بل البروج: 20 و 21.
والملاحظات الدالة على الفوضى لا تنتهي، وأقول: إن تحملتني إدارة الملتقى وإخواني القراء فسأهدي لكم كل ما جمعته مما يخص هذا الجانب، ولكن بعد أن تربطوا "تعصبوا" رؤوسكم حتى لا تتأثر من هول خطر الأخطاء فهي خطيرة ومؤثرة في صاحب القلب الحي. ولا حول ولا قوة إلا بالله
 
أنقذتنى أبو عبد التواب .. ربنا يوسع رزقك و يغنيك

أنقذتنى أبو عبد التواب .. ربنا يوسع رزقك و يغنيك

بارك الله فيك اخ عبد التواب و كل الاخوة الافاضل
انت انقذتنى من شراء مصحف التجويد الملون طبعة دار المعرفة برواية ورش عن نافع
تخيل ان وكيل بيعه هنا فى القاهرة فى اخر بلاد المسلمين يبعد عن سكنى وقتا يستغرق الساعتين ونصف عندما يكون الطريق غير مزدحم
ثانيا لا يوجد بالوكيل ( دار المعرفة ) هنا بالقاهرة غير رواية ورش مقاس النصف مقاس 17 * 24 مع فهرس المواضيع ومعانى كلمات القران على هامش المصحف واقول لك ان ثمنه ( و لا استطيع ان اقول وهبته ) غالى جدا جدا جدا جدا جدا جدا ولا يستطيع حتى طالب العلم متوسط الحال على ثمنه و انا لا ابالغ.
ثالثا اقسم باننى اخذت اليوم اجازة من العمل و كنت ذاهب اليوم لشرائه على الرغم من كل ما ذكرته من صعوبات و ذلك لولعى الشديد بقراءة كتاب الله خاصة برواية الامام ورش عن الامام نافع بالرغم انها ليست الرواية الرسمية هنا عندنا بمصر .. الى ان قراءت موضوعك هذا بارك الله لك
انقذتنى فى اللحظة المناسبة ..
اللهم انى اسألك بانى أشهد بأنك أنت الله لا اله الا أنت الأحد الصمد الذى لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد الحنان المنان بديع السموات و الارض ياذا الجلال و الاكرام يا حي يا قيوم اسألك باسمك الأعظم و بأسمك الحفيظ أن يحفظك أبو عبد التواب من كل سوء وكل شر أنت و أمة سيدنا النبي محمد صل الله عليه و على اله و اصحابه و سلم ليوم يبعثون .. يا رب امين
 
عودة
أعلى