تلخيص (1) : تلخيص كتاب وحي الله ونقض مزاعم المستشرقين

إنضم
28/02/2013
المشاركات
30
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
عنوان الكتاب : وحي الله حقائقه وخصائصه في الكتاب والسنة ونقض مزاعم المستشرقين
المؤلف : أ.د / حسن ضياء الدين عتر
نشر دار المكتبي
====================

وحي الله

حقائقه وخصائصه في الكتاب والسنة

نقض مزاعم المستشرقين



الباب الأول: أهداف الاستشراق ومناهجه:

الفصل الأول: نشأة الاستشراق وأهدافه


نشأة الاستشراق:

انبهر الغرب بتقدم المسلمين العظيم، فأراد أن يتلافى بعض تخلفه، فراحت بعثاته تتلقى العلم والنور من الأندلس وصقلية، حتى تلقوا منهم مختلف العلوم، وأخذت البعثات تتوالى لتلقي العلوم من المسلمين في الأندلس...

حاول الغرب التخلص من المسلمين بالمحاولات العسكرية، فكانت الحملات الصليبية، إلا أن كل هذه المحاولات لم تحقق هدفهم في القضاء على الإسلام والمسلمين.. ففكروا في الغزو الفكري، فنشطت الدراسات الاستشراقية حتى عصرنا هذا، وصحبها السطو على التراث الإسلامي ومؤلفات المسلمين المخطوطة بالسرقة والرشوة..

فالاستشراق هو دراسات غير الشرقيين لحضارات الشرق وأديانه ولغاته وتاريخه وعلومه واتجاهاته النفسية وأحواله الاجتماعية..

دوافع الاستشراق:

1- الدافع الديني: ظل العلم في أوربا حكرًا على الكنيسة ورجالها حتى عصر النهضة الأوربية فنشأ الاستشراق برجال الكهنوت بتوجيه من الكنيسة، وجعلوا يبثوا الأكاذيب على الإسلام والمسلمين ويخوفون الغرب منه.

2- الدافع الاستعماري: لم تنقطع أطماع الغرب في الشرق بعد الحروب الصليبية فعكف علماؤه على دراسة الشرق عقائد وعادات وأخلاق وثروات ولغات ومواقعه الجغرافيا ومزاياه وعرفوا مواطن الضعف واستطاعوا أن يؤثروا على ضعفاء النفوس ويتخذوا منهم عملاء لهم..

3- الدافع السياسي: عملت دول الغرب في أثناء الاستعمار على الاستفادة من دراسات الاستشراق.. فعملوا من خلال السفارات على اقتناء عملاء لدولهم على الصعيد السياسي والفكري والتربوي والإعلامي في الإذاعة والصحافة فكثر الناعقون المتحذلقون بتفلسفات جوفاء لا تخدم سوى سياسة السادة الممولين..

4- الدافع الاقتصادي: عرف الغرب الموارد الطبيعية في الشرق والثروات الأرضية الباطنة كما عرف الأسواق التجارية والصناعات المحلية فاستغلوا ذلك كله لمصالحهم..

5- الدافع العلمي:هناك فئة من المستشرقين قليلة العدد عكف رجالها على دراسة الإسلام بدافع علمي سليم، فجاء إنتاجهم العلمي أقل أخطاء من نتاج غيرهم.



أوجه النشاط الاستشراقي:

1- يباشر المستشرقون بأنفسهم ممارسة نشاطات في العالم الإسلامي، إذ يؤازرون المبشرين في أعمالهم التبشيرية، ويمدونهم بالخبرات والمعالجات العربية والإسلامية..

2- بث المستشرقون سمومهم في مقالات نشرتها مجلات خاصة بالبحوث الاستشراقية، بل ونفثوا سمومهم في المجلات والصحف المحلية المأجورة في أرجاء العالم الإسلامي.

3- قام المستشرقون بتأليف الكتب في جميع العلوم الإسلامية، كما حققوا ونشروا بعض الكتب المخطوطة القديمة.

4- عمد كبار المستشرقين إلى تأليف الموسوعات الإسلامية وإصدارها بعدة لغات، ويتم عرضها في أسلوب بسيط مما جعلها موضع إقبال أبناء المسلمين، ومن ثم عرضوا الإسلام بأساليبهم المعهودة ودسوا السم في الدسم وحرفوا وغيروا الكلم عن بعض مواضعه.

5- عقد المستشرقون مؤتمرات للمدارس وتبادل الخبرات فيما يحقق أهدافهم.

6- قاموا بإنشاء كليات وأقسام للدراسات الإسلامية في جامعات الغرب ومنح الشهادات العالية، ونصبوا أنفسهم مصدرًا وثيقًا للعلوم الإسلامية..



خطة الاستشراق:

1- الهجوم على الإسلام وإحداث ركام ضخم من المطاعن والشبهات.

2- انصبت مطاعنهم وشبهاتهم بتركيز قوي على القرآن والسنة لأنهما المصدران الأساسيان للإسلام عقيدة وشريعة، كما انصبت على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

3- تبديد رجولة المسلمين بفتح أبواب الغواية والفساد الجنسي.

4- عنوا بالخلافات الدينية والمذهبية وبدراسات تساعدهم على الوقيعة بين الأقليات والأكثرية.



اختلال مناهج البحث الاستشراقي:

لا يكاد يخلو كلام مستشرق من الزعم بأنه يلتزم البحث العلمي الموضوعي والحياد فيه، أو أنه مؤرخ يبغي الحقيقة، أو أنه رجل متدين موحد يدعو إلى وحدة الأديان، لكن بصورة عامة تجد منهج هؤلاء المستشرقين يمتاز بما يلي:

1- وضع النصوص في غير مواضعها وتحميلها ما لا تطيقه ألفاظها..

2- تحريف النصوص الإسلامية..

3- اعتمادهم أقولًا باطلة ردها علماء الإسلام، أو اقتطاع فقرة من نص علمي للاستدلال به على غرض خبيث.

4- إيراد مقدمات جزئية ضعيفة، ثم بناء نتائج ضخمة فضفاضة لا تتناسب مع تلك المقدمات.



أهداف المستشرقين:

1- منع انتشار الإسلام في أوربا وغيرها، حفاظًا على سلطان الكنيسة الغربية ومغانمها.

2- تحويل المسلمين عد دينهم وإشاعة البلبلة الاعتقادية والفكرية في صفوفهم.

3- اقتباس أفكار إيمانية من الإسلام لتثبيت أقدام الكنيسة الغربية في بلادها بفكر ديني معقول.

4- جعل الدراسات الاستشراقية مصدرًا لتعليم الإسلام للمسلمين أنفسهم للدراسات عن الشرق عامة.

5- تحطيم الوحدة الفكرية، بإثارة البلبلة في صفوف المسلمين بإحياء الخلافات الفكرية للفرق والمذاهب.

6- تمزيق الوحدة اللغوية في الأمة الإسلامية حرصا على تمزيق عقيدة الأمة ووحدتها.

7- إضعاف الشخصية الإسلامية، والتنفير من العودة إلى الخلافة الإسلامية.


الفصل الثاني: موقف المستشرقين من السيرة النبوية:


اختلال منهج المستشرقين في السيرة النبوية:

1- افتقاد سلامة القصد وحياد البحث.

2- الخضوع لمؤثرات البيئة والظروف والنزوات الخاصة.

3- شدة الضغط الصليبي والاستعماري.



تخبط المستشرقين في بحوث السيرة النبوية:

طرح المستشرقون شعارات براقة جذابة يستسلم لها كل باحث، فأعلنوا أنهم يقومون بالبحث العلمي الحيادي الجاد.. كذا زعموا! ولكنهم في الحقيقة قامول على منهج متخبط في بحوثهم.

1- أنكر المستشرقون ما قامت بإثباته الدلائل العقلية والنقلية.

2- أنكر المستشرقون اليقيني من السمعيات واليقيني من دلالاتها العقلية.

3- أعلنوا تكذيبهم بأسس إيمانية هم على يقين من صحتها ويصدقونها في ديانتهم.

4- أنكر المستشرقون الحقائق التاريخية الشهيرة، وافتروا أحداثًا لم تحدث قط.

5- المغالطة في تفسير القرآن وحقائق السيرة النبوية بعيدًا عن أي منهج علمي مقبول.


الفصل الثالث: تقليد المستشرقين للمشركين في فرية السحر


المشركون يحاكون المشركين في فرية السحر

لقد زعم المشركون أن ما جاء به الرسول ما هو إلا سحر، قال تعالى: {وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا سحر كذاب * أجعل الألهة إلها واحدًا إن هذا لشيء عجاب}.

ونهج المستشرقون نفس منهج أهل الجاهلية، فهذا (مرجليوث) من زعماء الاستشراق يزعم: أن الباعث على بعثة الرسول إنما هو أعمال الشعوذة.



فوارق تميز السحرة وأضرابهم عن الأنبياء

1- احتلاف أحوال كل منهما، فصاحب المعجزة تتلألأ أنوار التقوى في وجهه، أما أصحاب الحيل والسحر فرذائل التزوير لائحة في وجوههم.

2- أن الأنبياء قد اختط الله منهجهم فسلكوا سبيل الحق فلا يتتى منهم إلا الصدق، ولا يأمرون إلا بالبر والتقوى والعدل، أما أصحاب السحر فإنهم يخبرون كذبًا ويأمرون بالفحشاء والمنكر.

3- يؤيد الله الرسل بملائكته، فيجعلهم سببًا في حصول المعجزات، أما أصحاب السحر فيستعينون بالجن في تحصيل الأخبار.

4- آيات الأنبياء لا يقدر عليها إنس ولا جان، فهي خارجة عن اعتياد الناس، أما عجائب السحرة فهي مقدورة الإنس أو الجن أو الحيوانات.

5- أن نتاج السحر والكهانة لا يمكن أن يصمد في معارضة المعجزات.

6- أن معجزات الأنبياء لا تنال بالكسب وبذل الجهد فأمرها عائد إلى الله وحده، بخلاف عجائب السحرة التي تنال بالكسب.

7- أن النبي لا يأمر إلا بمصالح العباد في المعاش والمعاد، أما السحرة والكهنة فهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، ويعرضون عن الله جل ذكره.


الباب الثاني: حقائق وحي الله وخصائصه

الفصل الأول: سمات الوحي الإلهي وحقائقه


افتقار البشرية إلى وحي الله ورسالاته:

لا ريب أن كل عاقل متى آمن بالله تعالى بدلائل العقل القطعية أمكنه أن يعرف صفات الباري، والله عز وجل برأفته ورحمته وحكمته وعدله لابد أن يبعث إليهم رسولًا منهم يهديهم سواء السبيل، فالإيمان بالوحي الإلهي إلى الأنبياء من لوازم الإيمان بالله تعالى وأسمائه الحسنى وصفاته العليا.



الوحي في اللغة والشرع

الوحي في اللغة: قال ابن منظور: إعلام في خفاء، ولذلك صار الإلهام يسمى وحيًا.

الوحي في الشرع: إلقاء الله الكلام أو المعنى في نفس الرسول بخفاء وسرعة، بملك أو دون ملك.







معترك الأفكار في إثبات الوحي:

دارت المعركة بين مثبتي الوحي ومنكريه، وكل يأتي بما لديه من حجج ودلائل، وقد وجدت أن أبلغ منهج في إثبات الوحي هو منهج القرآن العظيم إذ لا يدانيه فكر ولا منهج في إثبات الوحي..

فإما أن يكون الخصم ممن آمن برسول سابق فهو من أهل الكتاب، وإما أن يكون جاحدًا جميع الرسل كالمشركين والملاحدة، والمستشرقين لا يخرجون عن هذين الصنفين.فإذا كان مؤمنًا برسول قبل محمد فيلزمه أن يثبت الوحي لمن آمن به من رسل، فما يقوله يحتج به عليه.

أما إذا كان من الملاحدة فلابد من تأسيس البحث معه على الإيمان بالله تعالى، وأيضا لا مانع من أن نجادله بما في ظواهر الطبيعة من براهين الإيمان بالله رب العالمين، وبما في ظواهرها من دلالات عقلية على إمكان الوحي.



إثبات الوحي عقلًا

لقد قطع العلم شوطًا بعيدًأ في الدلالة على وجود مغيبات كثيرة غير محسة من موجودات ونواميس كونية عرفنا بعضها ولم نعرف معظمها.. فمن تلك الموجودات التي لا تراها الأبصار تلك الأنواع الكثيرة من الأشعة غير المرئية كأشعة (اكس) التي تخترق الجسد الآدمي في أثناء تصويره، لتساعد الطبيب على تشخيص مرضه، والإنسان يولدها رغم عدم رؤيتها بالعين، وكذلك التيار الكهربائي نفسه لا يرى في السلك الناقل، وإنما يرى أثره..

إن هذه الموجودات قد عرفها الإنسان في العصر الحديث، فهل كانت معدومة قبل أن يعرفها الإنسان؟ وهل يكون الإنسان القديم مصيبًا لو أنكر وجودها؟ وهل يصوغ للإنسان المعاصر أن يجحد وجود كل ما لم ير؟

إن الإنسان الذي عرف تلك الحقائق في الكون وانتفع منها ينبغي أن يكون أكثر تفهمًا وتقبلًا لحادثة الوحي، وأقوى إيمانًا برسالات الرسل، وبالملائكة..



بيان القرآن أصناف الوحي:

الصنف الأول: أن يلقي الله المعنى في قلب النبي مباشرة، ويكون ذلك في اليقظة أو المنام. إشارة إلى قوله تعالى: {إلا وحيًا}.

أولا: إلقاء الله معنى في قلب النبي يقظة، ويتم ذلك من غير وساطة ملك.

ثانيًا: إلقاء الله معنى في قلب الرسول منامًا، كما قال تعالى: {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق}.

الصنف الثاني: وأشار إلى قوله تعالى: {أو من وراء حجاب}، كما حصل لسيدنا موسى عليه السلام: {وكلم الله موسا تكليما}.

الصنف الثالث: أن يرسل الله ملك الوحي جبريل عليه السلام إلى النبي فيوحي إليه ما أمره أن يوحيه، قال تعالى: {أو يرسل رسولًا فيوحي بإذنه ما يشاء}.



اتصال جبريل بالرسول الكريم:

نزول القرآن ينحصر في الصنف الثالث من الوحي، فالصحيح المعتمد يقينًا عند العلماء أن القرآن نزل بواسطة ملك الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم في اليقظة فحسب، قال تعالى: {نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين}.



وكان اتصال جبريل برسول الله صلى الله عليه وسلم بأساليب متعددة:

أولًا: ظهر جبريل بصورته الملكية الحقيقية.

ثانيًا: أن الوحي كان يأتيه أحيانًا من الملك صوتًا مجردًا قويًا مجلجلًا أشبه قوة بصلصلة الجرس.

ثالثًا: أن يشخص الملك أمام الرسول بهيئة رجل عادي.

رابعًا: وأحيانًا يلقي الملك في فؤاد الرسول وعقله معنى خاصًا من غير أن يراه الرسول أو يسمعه.



حقائق وحي الله

شهد الصحابة رضي الله عنهم إمام المرسلين وهو يوحى إليه، وحدثهم صلى الله عليه وسلم عن بدء الوحي وأحواله، فاستبانت من خلال ذلك كله خصائص الوحي، واستقر في أفئدتهم علم اليقين بأن هذا وحي الله العظيم إلى نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم..



مشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوحى إليه

روى البخاري أن يعلى قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما: أرني النبي صلى الله عليه وسلم حين يوحى إليه. قال: فبينما النبي صلى الله عليه وسلم بالجعرانة ومعه نفر من أصحابه جاءه رجل فقال: يا رسول الله كيف ترى في رجل أحرم بعمرة وهو متضمخ بطيب؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ساعة فجاءه الوحي فأشار عمر رضي الله عنه إلى يعلى. فجاء يعلى وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب قد أظل به فأدخل رأسه فإذا رسول الله محمر الوجه وهو يغط ثم سري عنه. فقال: أين الذي سأل عن العمرة؟ فأتي برجل. فقال اغسل الطيب الذي بك ثلاث مرات، وانزع عنك الجبة واصنع في عمرتك كما تصنع في حجتك.



معاناة الرسول شدة في أثناء تنزل الوحي

منذ الجولة الأولى للوحي قاسى الرسول صلى الله عليه وسلم شدة، وبذل في تحمله غاية ما في الوسع من جهد. بل إنه في هذه الجولة عانى منه هلعًا ارتج له فؤاده حتى خشي على نفسه.. ولقد لمس الصحابة بأنفسهم مظاهر هذه الشدة وآثارها في رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت عائشة: (ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد وإن جبينه ليتفصد عرقًا).


الفصل الثاني: خصائص وحي الله


خصائص الوحي:

1- الوحي حدث مفاجئ: فهو حدث تلقائي فجائي يطرأ على حياة من اصطفاه الله للرسالة أو النبوة دون سابق توقع أو تطلع.

2- الوحي حدث إلزامي: فهو إلزامي لا اختيار فيه، ولا سبيل إلى اجتلابه ولا إلى التخلص منه.

3- الوحي مستقل عن ذات النبي وإرادته: فالأعراض الجسدية والأخوال النفسية تفيد استقلاله عن إرادة النبي صلى الله عليه وسلم وعجزه عن دفعه عن نفسه، وتفيد القرائن أيضًا عجزه عن استحضاره.



حصول الوحي وفق الاصطفاء الإلهي:

اشرأبت أعناق المشركين إلى مقام النبوة بعد أن سمعوا آيات الله الباهرات، ورأوا ما أجراه على يد محمد صلى الله عليه وسلم من معجزات قاهرات.. تملك الحسد قلوبهم، كيف تكون النبوة خاصة بمحمد وفيهم من الزعماء من تعظمهم قبائل العرب؟!

ولكن النبوة رحمة واصطفاء من الله تعالى، قال تعالى: {يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم}.



4- قوة يقين النبي بالوحي:

لقد جاءه الملك في غار حراء فجأة يأمره بفعل ما لا يقدر عليه (اقرأ).... أدى كل ذلك إلى تنشئة يقينه بالوحي ونموه وتعاظمه. وكانت كل حالة من أحوال الملك شاهدًا جديدًا على حقيقة الوحي واستقلاله عن ذاته.

ولقد استقر به مطاف التعجب والاستفسار إلى هذه القناعة الذاتية القاطعة والمعرفة اليقينية، وتتوالى عليها الأيام وأحداث الوحي فما تزيدها إلا قوة ورسوخًا.



5- معارف الوحي فوق مطامح الذات الإنسانية وإمكانها:

بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم في بيئة الجهالة القاتمة، فجاء قومه بعقيدة وأحكام تنافي ما أقاموا عليه من وثنية وتقاليد عفنة نتنة، وجاء النبي بعقيدة متميزة ليناهض بها العقيدة الشعبية السائدة الراسخة، ويغير القيم والمفاهيم ويقلب الأوضاع. وهذا أمر لا تستحسنه الذات الإنسانية ولا تسعى إليه إن تعلقت بزعامة أو حرصت على جاه.



أخبار الغيب في القرآن والسنة:

تجد في القرآن الكريم والسنة من الغيب الماضي أخبارًا عن تاريخ الخلق وتاريخ الرسل ومواقفهم، وعن أناس آخرين من أهل التقوى والصلاح مثل أهل الكهف، وعن آخرين من أهل الطغيان كفرعون وهامان وقارون وأصحاب الأخدود.

وتجد من الغيب الحاضر أخبارًا عن المنافقين، كما تعرفك الآيات بأوصاف الملائكة المكرمين، وقد يرد ذلك الخبر الغيبي بقرآن أو سنة.


الفصل الثالث: نقض مزاعم المستشرقين في الوحي


يقين ورقة بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم

زعم المستشرقون منهم (درمنغام ، ومونتكمري واط) وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم تلقى عن ورقة بن نوفل عندما تزوج خديجة ابنت عم ورقة بن نوفل، وهو رجل متدين اعتنق أخيرًا المسيحية..

أما كتب الحديث ومنها البخاري، وأيضًا كتب التاريخ منها تاريخ الطبري وابن سعد، تحكي عن لقاء تم بين ورقة ومحمد صلى الله عليه وسلم، قال الطبري: (فأتت خديجة ورقة بن نوفل فأخبرته الخبر، فقال: لئن كنت صادقة، إن زوجك لنبي، وليلقين من أمته شدة، ولئن أدركته لأومنن به).

ثم يقول: (... فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم جواره، وانصرف صنع كما كان يصنع، وبدأ بالكعبة فطاف بها، فلقيه ورقة بن نوفل، وهو يطوف بالبيت فقال: يابن أخي، أخبرني بما رأيت أو سمعت فأخبره رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له ورقة والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء إلى موسى ولتكذبنه ولتؤذينه ولتخرجنه ولتقاتلنه ولئن أنا أدركت ذلك لأنصرن الله نصرًا يعلمه ثم أدنى رأسه فقبل يافوخه ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى منزله).

- وبالجمع بين روايات الحديث والسيرة يتضح أن اللقاء الذي تم بين ورقة وبين النبي صلى الله عليه وسلم كان في زمن متأخر بعد مجئ ملك الوحي المرة الأولى. وأن ورقة أعلن بصراحة قوية أن هذا الحدث إلهي المصدر والسبب..



ونسرد ملاحظاتنا حول المسألة فيما يلي:

أ – تنفي النصوص أي صلة سابقة بين ورقة ومحمد صلى الله عليه وسلم.

ب – موقف ورقة يدل على ربانية الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ج – موقف قريش يثبت عزلة محمد صلى الله عليه وسلم عن ورقة.

د- إسلام ورقة ووفاته من دلائل وحي الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم.

هـ - الكذب على سيرة رسول الله من منهج المستشرقين.

و- خدمتهم ضلالات التبشير بالاختلاق على الرسول زورًا وبهتانًا.

ز – منهجهم في ترك مصادمة مشاعر المسلمين والتزام الاحتمالات الوهمية.

ح- الحقائق التاريخية تفضح تخرصات المستشرقين بشأن ورقة.



رحلتان إلى الشام سريعتان للتجارة

1- الرحلة الأولى: لما بلغ محمد صلى الله عليه وسلم ثماني سنين توفي جده عبد المطلب بن هاشم، فتكفله عمه أبو طالب، ثم أزمع أبو طالب الخروج في تجارة إلى الشام مع الركب فتعلق به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسافر به عمه، فلما نزل بصرى من أرض الشام وبها راهب يقال له بحيرى في صومعة له وكان إليه علم أهل النصرانية، فلما نزلوا ذلك العام ببحيرى رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في صومعته في الركب حين أقبلوا ، وغمامة تظله من بين القوم، ثم أرسل إليهم فقال إني قد صنعت لكم طعاما يا معشر قريش ، فقال له رجل منهم والله يا بحيرى إن لك لشأنا اليوم فما كنت تصنع هذا بنا ، وقد كنا نمر بك كثيرا ، فما شأنك اليوم ؟ قال له بحيرى : صدقت قد كان ما تقول ولكنكم ضيف وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما فتأكلوا منه كلكم . فاجتمعوا إليه وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم لحداثة سنه في رحال القوم تحت الشجرة . فلما نظر بحيرى في القوم لم ير الصفة التي يعرف ويجد عنده فقال يا معشر قريش ، لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي ؛ قالوا له يا بحيرى ، ما تخلف عنك أحد ينبغي له أن يأتيك إلا غلام وهو أحدث القوم سنا ، فتخلف في رحالهم فقال لا تفعلوا ، ادعوه فليحضر هذا الطعام معكم . فلما رآه بحيرى جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده من صفته حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا ، قام إليه بحيرى ، فقال ( له ) : يا غلام أسألك بحق اللاتي والعزى إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه وإنما قال له بحيرى ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهما . فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( له ) : لا تسألني باللاتي والعزى ، فوالله ما أبغضت شيئا قط بغضهما ، فقال له بحيرى : فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه فقال له سلني عما بدا لك . فجعل يسأله عن أشياء من حاله في نومه وهيئته وأموره فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره فيوافق ذلك ما عند بحيرى من صفته ثم نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده . قال ابن هشام : وكان مثل أثر المحجم . قال ابن إسحاق : فلما فرغ أقبل على عمه أبي طالب فقال له ما هذا الغلام منك ؟ قال ابني . قال له بحيرى : ما هو بابنك ، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا ؛ قال فإنه ابن أخي ؛ قال فما فعل أبوه ؟ قال مات وأمه حبلى به قال صدقت ، فارجع بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه يهود فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت ليبغنه شرا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم فأسرع به إلى بلاده .



2- الرحلة الثانية: قال ابن إسحاق: كانت خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى امرأة تاجرة ذات شرف ومال تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه بشئ تجعله لهم منه وكانت قريش قوما تجارا فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجرا وتعطيه أفضل ما كانت تعطى غيره من التجار مع غلام لها يقال له ميسرة فقبله منها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج في مالها ذلك وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدما الشام.





تقولات المستشرقين عن رحلات وهمية إلى الشام

زعم (درمنغام ورينيه) وغيرهما أن محمدًا صلى الله عليه وسلم قد اقتبس الأفكار الدينية من رحلاته إلى الشام، وأنه مر مع القافلة بمدين، وهي بلدة في سيناء فأخذ عن رجالها العلم.

ولا ريب أن هذا الزعم وأمثاله لقى استنكارًا عامًا من المسلمين..



زيف زعمهم ترحال النبي إلى الشام بعد الزواج:

1- أن الظروف القديمة تختلف اختلافا كليا عن العصر الحديث، فلو غاب رجل بهذه الصفة في رحلة يستغرق طريقها شهرًا فإذا أراد إنجاز مصالح تجارية احتاج إلى وقت أكثر لإنفاقه!! فإذا التزم التلقي والتعلم.. فالعلم يستنفد وقتًا أطول! فإذا أضفت إلى ذلك أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب كانت حاجته أمس إلى وقت أطول!! إذن سيعرف الأمر ويشتهر خبر سفره..

2- إذا لاحظنا وسائل المواصلات القديمة، وقوافل الجمال التجارية وما فيها من عدد من الرجال غير القليل، ولابد من الاختلاط مع رفاق كثيرين في رحلة طويلة كهذه والتعاون معهم.. كل ذلك يجعل الرحلة تاريخا لا ينسى في عمر الإنسان.

3- أن زعماء قريش حرصوا على التماس كل قول أو فعل لصرف الناس عن دعوته، ولو كان له ترحال إلى الشام يتلقى فيه بعض العلم لما ترك المشركون اتهامه بذلك.

4- أن زعم بعضهم أن أبا بكر كان يعرف علوم أهل الكتاب فإنه زعم محض لا دليل عليه.



قصص الأنبياء في القرآن وحي إلهي خالص

إن معظم ما ورد من قصص للأنبياء في القرآن إنما ورد على شاكلة تخالف معلومات أهل زمان البعثة النبوية سواء أكانوا يهودًا أم نصارى أم مشركين! وبين القرآن أن الرسول الكريم ما كان يعرف هذه القصص ولا كان قومه يعرفونها، وأن الله أنبأ بها محمدَا بالوحي الإلهي بوساطة جبريل عليه السلام.







حقائق تكشف تخرص المستشرقين حول قصص القرآن

زعم المستشرق اليهودي (جولد سيهر) أن ما جاء في القرآن من قصص حقيقي عن الأنبياء وأقوامهم مأخوذ من العهد القديم –كتاب اليهود- ..



حقائق دفع هذا الباطل:

1- أن (جولد سيهر) لم يأت على ذكر مثال واحد يثبت زعمه في اقتباس القرآن من العهد القديم.

2- أن النبي صلى الله عليه وسلم أمي لم يقرأ ولم يكتب ولم يتلق من رجال النصرانية واليهودية شيئًا.

3- أن أخبار القرآن عن غيب الماضي قد جاءت تصحح أخبار الكتب السابقة، التي جعلها التشويه تنسب إلى الله من ردئ الصفات ما يتنافى مع جلاله وكماله، وتنسب للأنبياء ما لا يليق، وتحط من مكانتهم..

4- القصص الإسرائيلية تبعث في الصدر كآبة وضجرًا، وليس كذلك كلام الإله قطعًا، أما في قصص رب العالمين فتجد صور الكفاح والتضحية والفداء والصبر على المكاره في سبيل الله من غير طمع في غنم مادي.

5- لقد فصل القرآن الكريم ما ورد في تلك الأسفار مختصرًا وأوضح ما كان غامضًا، قال تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه}.

6- اتساق القرآن وتناقض نصوص الكتاب المقدس.



أفتؤمنون ببعض الكتاب!

جبريل هو ملك الوحي بالقرآن إلى رسول الله

تكرم المؤلف – البرفسور- على قارئه في مقدمة كتابه بإعلانه وضع كتابه لفئة المؤرخين بأنه ملتزم بحياد المؤرخ. إذن علينا أن نستطلع بعض النماذج من بحثه التاريخي!

إن المؤلف قد تعمد الاقتصار في الوحي على روايات الزهري، فجعل من مقاطع متفرقة بيانًا واحدًا عن الوحي، وترك الروايات الأخرى..

أولًا: لا ريب أن مثل هذا التلفيق ليس عملًا تاريخيًا مقبولًا، ولاسيما إذا كان مصحوبًا بالإعراض عما سواه.

ثانيًا: إن جميع النتائج التي بنيت على هذا التلفيق ساقطة الاعتبار العلمي، لقيامها على أساس فاسد.

ثالثًا: تعمد المؤلف إهمال السند، ومعلوم أن علماء الحديث قد عنوا في منهج النقد في علوم الحديث بنقد كل من السند والمتن بآن واحد.

رابعًا: أدرج المؤلف في أشتات كلامه المضطرب عن سورة المدثر قولًا غريبًا ثم لم يعقب عليه إطلاقًا بالقبول ولا بالرفض.



هيمنة الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم

لقد سبق وأن وضحنا أن النبوة هبة ربانية، لا أثر لكسب العبد فيها، وإنما يهبها الله لمن يشاء من عباده دون سعي منه إليها، ولكن هناك من الملحدين من أنكر هذه الحقيقة العظيمة، حيث قال (واط): "ومن المهم أن نعرف ما إذا كان لدى محمد أي طريقة لاستجلاب الوحي، ولا نستطيع التأكد بأنه كان يضع فوقه الدثار لهذا الغرض...

وعلى كل حال فمن المحتمل أنه قد طور أخيرًا بعض الوسائل التقنية للإصغاء....".

وسنكشف زيف مزاعم المستشرق في الردود التالية:

1- خصائص الوحي تلزم بالإيمان بربانيته: فالوحي الإلهي خارج عن تطلب الرسول واستجلابه، ويكفي ملاحظة دلالة فترة الوحي، إذ انقطع عن الرسول مدة غير قليلة، وهو في غاية التلهف للقائه..، ولما اشتدت أشواق الرسول إلى كثرة الوحي قال لجبريل: (ما يمنعك أن تزورنا) فنزلت الآية: {وما نتنزل إلا بأمر ربك...}.

2- تجاهل المستشرق أن مزاعمه الزائفة تطعن في اعتقاده بالوحي إلى موسى وعيسى أيضًا.

3- إعراض المستشرق عن وثائق الوحي الثابتة: ففي حديث عمر بن الخطاب عن قدوم جبريل بصورة رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما كان إلا صحوًا بغير نوم وجلوسًا بغير دثار، ودون سابق تلاوة أو تسمع فني مبتكر في عصر الأمية وجزيرتها.

4- التنفير من علماء الإسلام من خطة المستشرقين في تضليل الناس، فمن أجل حماية مزاعمه من الفضح والزيف أوجب المستشرق على القارئ أن يرفض أقوال علماء الإسلام وتفسيراتهم ومناقشتهم العلمية المدعمة بالبراهين الساطعة والدلائل الدامغة على ما تحصل في التاريخ حقيقة.



زعمهم أن القرآن من إلهام الرسول الذاتي

ذهب المستشرقون وملاحدة العصر إلى رأي جديد –في نظرهم- فهم يسلمون بأن محمدًا زهد في الدنيا واستعلى على مطامعها وشهواتها. ويزعمون أنه لما رأى الناس في فساد، ورأى نفسه قد علم ما لم يعلموا، وأدرك ما قصرت نفوسهم عن إدراكه، فخيل إليه أنه مرسل إليهم من الله تعالى لإصلاحهم...

وللعاقل أن يتأمل فهذا تاريخ الأدب العالمي برمته، هل تجد فيه أديبًا أصيب ببعض ما نسبه هذا الحاقد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم زورًا وبهتانًا، ثم أنتج ذاك الأديب في خياله وهوسه نصًا أدبيًا معقولًا؟! فكيف يتوهم العاقل ذلك في صدور كتاب الإعجاز الخالد الذي قعدت همم أذكى الأذكياء من البلغاء والفصحاء والعلماء عن معارضته؟! بل كيف يتهرب العاقل من الإقرار بأن القرآن العظيم تنزيل من الله العزيز الحكيم؟!!



الجنون والعبقرية لا يجتمعان

مضى المستشرقون يقلبون الرأي، فزعموا أن محمدًا رجل عبقري ازدادت أفكاره حدة وصقالًا بعزلته.

فإذا كان الحديث عن العقيدة والتشريع صادرًا عن نبوغه، فلماذا لم يحدث الناس عن شيء من ذلك طوال الأربعين سنة السالفة من عمره؟! ولماذا لم ينقل التاريخ لنا عنه أنه قد أبدى بعض أفكاره الإصلاحية لقومه قبل؟!

والحقيقة أن محمدًا لم يستشرف النبوة، ولم يتطلع إليها، ولم يطمح ذات يوم فيها..


الخاتمة


توصيات ومقترحات

أولًا: العناية بالرد على المستشرقين المغرضين، ويشتمل ذلك على:

1-كشف فساد مزاعمهم وإبطال تقولاتهم على النبي والصحابة رضي الله عنهم.

2-كشف أغراضهم ودوافعهم على سرد مزاعمه ثم تسليط الردود علها.

ثانيًا: إن خطة الغرب في إشغال الشرق بنفسه، ويجب ألا يكون الباحثين في موقف الدفاع فحسب، بل عليهم أن يشنوا الغارة على لغرب في عقائده الزائفة ومدنيته الجائرة.

ثالثًا: دعم المستشرقين المسلمين الصالحين ماديًا ومعنويًا، وتنشيط نشر كتبهم.

رابعًا: افتتاح دورات دراسية إسلامية خاصة بالمستشرقين في إحدى الجامعات العربية الإسلامية..

خامسًا: لا يجوز شرعًا تلقي العلم الإسلامي عن غير المؤمنين، وواجب البلاد الإسلامية أن تمتنع عن إرسال أولادها لنيل الشهادات الإسلامية من المستشرقين غير المسلمين.

سادسًا: إن مشكلة الجهل باللغة العربية تحمل أبناء المسلمين غير العرب على التوجه إلى الغرب للدراسة الإسلامية، فيجب:

1-تدريس العلوم الإسلامية باللغة الأجنبية.

2-تعليم هؤلاء الشباب اللغة العربية في دورات تؤهلهم لمتابعة الدراسة العليا في الجامعات الإسلامية.

سابعًا: ترجمة أوثق كتب السيرة القديمة والمعاصرة إلى أشهر اللغات العالمية.

ثامنًا: إن المجتمع الإسلامي المعاصر بعربه وعجمه بحاجة إلى كتاب سيرة جديد يبين أمور أساسية، كما يلي:

1-تبيان حالة العالم قبل الإسلام، وما كانت عليه الأمم من فساد في الأديان والأخلاق والأنظمة الاجتماعية.

2-المقارنة والموازنة بين صفات العرب يومئذ وصفات شعوب العالم.

3-أن يظهر الكاتب من خلال جميع بحوث السيرة صفات صاحب السيرة المحمدية، ولاسيما الرئيسية منها.

4-إبراز وجوه حاجة الإنسانية قديمًا وحديثًا إلى رسالته وإلى الاقتداء به والاهتداء بهديه.

5-خلود رسالته صلى الله عليه وسلم وعمومها للبشرية جمعاء وتساوي شعوبها في توجيه الخطاب الإلهي إليها.

6-تبيان مناحي ظاهرة الوحي، وفقا للكتاب والثابت من سنة النبي الكريم وسيرته..

7-إن أفعال الرسول الموفقة ونصره المؤزر إنما تم بتأييد إلهي يمنحه الله لعباده المرسلين.

8-أن الله تعالى أيد بدلائل الحق وبراهين الصدق من معجزات حسية ومعجزات عقلية...، ويحسن ههنا أن يشتمل كتاب السيرة على أهم الردود على منكري المعجزات المادية لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من مستشرقين ومتابعين.

تاسعًا: أن لا يقتصر الباحث في السيرة على الموضوعات والحوادث التي أوردتها كتب السيرة، بل عليه أن يستقي الدلائل والوثائق من القرآن والسنة.

عاشرًا: أن يقوم الكتاب الإسلاميون الناقدون للاستشراق والمسؤلون عن المؤسسات العلمية الإسلامية بمطالبة كل مستشرق يبحث في السيرة النبوية أن يقدم منهجه في نقد الأخبار في مختلف أحوالها من اتفاق وتعارض واتصال وانقطاع... الخ. ليكون ذلك محور ارتكاز في نقاش المستشرقين، كما يكون صمام انضباط لهم لدى رغبتهم إرسال الآراء المسمومة في مقالاتهم.



انتهى تلخيص الكتاب ..
 
شكر الله لكم هذا التلخيص المهم لهذا الكتاب المهم.
وأرجو لو تيسّر لمشرفي هذا القسم الكرام =التعريف بفكرة التلخيص، وأهدافها، والخطة المرسومة لها...

وفقكم الله لكل خير.​
 
في المرفقات أدناه التلخيص مرتب في ملف وورد لمن يرغب بتحميله .. وللاحاطة فهذه الملخصات خاصة بملتقى الانتصار للقرآن وليست منقولة من أي موقع .
وسنقوم بالتعريف بفكرة الملخصات في موضوع مستقل بإذن الله ,
 
عودة
أعلى