تلخيص محاضرة: مظاهر الخلل المنهجي في بناء الخطط العلمية د.أحمد السديس

ايت عمران

New member
إنضم
17/03/2008
المشاركات
1,470
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المغرب
تلخيص محاضرة:
مظاهر الخلل المنهجي في بناء الخطط العلمية​
بعد عشاء يوم الأحد 4 / 6 / 1434هـ أقامت الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه (تبيان) بالتعاون مع قسم القراءات بكلية القرآن الكريم بالمدينة النبوية اللقاء العلمي (68) وكان محاضرة بعنوان:
مظاهر الخلل المنهجي في بناء الخطط العلمية​
ألقى المحاضرة فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن علي السديس رئيس قسم القراءات والأستاذ المشارك به، ومدير فرع (تبيان) بالمدينة.
وبعد أن قدم مدير اللقاء الطالب محمد ايت عمران بمقدمة ترحيبية فسح المجال لفضيلة الشيخ المحاضر، فحمد الله وأثنى عليه، ووقف ثلاث وقفات بين يدي الموضوع بين فيها:
1- أن الدراسات الأكاديمية تختلف عن غيرها من الدراسات.
2- أن عنوان المحاضر واضح المعالم، إلا أنه يجب الوقوف عند كلمة "بناء" فهي تشعر بما بعدها من معانات ومتاعب.
3- أن الخطط العلمية المقصودة هي تلك الأوراق التي يقدمها الباحث لقسمه العلمي بعد استشارة مرشده الأكاديمي، وتتضمن الإفصاح عن بحث علمي.
ثم بين – حفظه الله – أن للخطة خمسة أركان:
1. أهمية الموضوع.
2. أسباب اختيار الموضوع.
3. الدراسات السابقة.
4. خطة البحث.
5. منهج البحث.
وذكر أنه قد جرت العادة قبل ذلك أن يقدم الباحث بمقدمة بين يدي خطته، وكثيرا ما تتسم تلك المقدمة بالطول الحسي؛ لشغلها حيزا من البحث، وبالطول المعنوي؛ لتضمنها من يشعر بأن الباحث يخاطب قراء لا حظ لهم في العلم والمعرفة. فعلى الباحث أن يختصر تلك المقدمة فيما لا بد منه للوصول إلى أركان الخطة، ويضمنها براعة الاستهلال التي لم تزل مستعملة عند السادة العلماء.
وبعد أن يفرغ الباحث من كتابة تلك المقدمة ويشير فيها إلى عنوان بحثه يخلص إلى الحديث عن:
أهمية الموضوع وأسباب اختياره
وهما في الحقيقة لسان الباحث، بهما يحاج عن موضوعه، وعلى ضوئهما يحاكمه الناظر في خطته. لذا فعليه أن لا يخطها إلا بعد ما يقرأ المخطوط كاملا إن كان محققا، وبعد ما يتصور الموضوع تصورا تاما إن كان منشئا.
والبعض يدمج بينهما، وهذا ينبغي أن يكون في بحوث مخصوصة، ويبقى الأصل أن يفصل بينهما لما بينهما من اختلاف؛ فالأسباب أمور خارجية عن البحث، والأهمية من صلب البحث.
ثم لاحظ المحاضر الكريم أن ما يذكر في الأسباب والأهمية أحيانا يكون مبتذلا، تأثرا من الباحث بمرحلة البكالوريوس في الأخذ بظواهر الأشياء دون الغوص وراء الحقائق.
ثم تحدث عن الدراسات السابقة
وذكر أنها ركن من أركان البحث، والخطة التي لا تشتمل عليها يجب أن تستبعد، وكثير من الباحثين لا يتعاطى معها إيجابيا؛ لقصور فهمه عن المقصود منها الذي يتمثل في إيضاح الفروق بين عمله وعمل سابقيه. لكن البعض عندما يضطر إليها يتخذها ميدانا للخصومة مع من سبقه إلى شيء من موضوعه، وهذا لا ينبغي للباحث، بل عليه أن يتحلى بالأمانة العلمية التي هي الصفة الوحيدة التي لا يتسامح فيها؛ لأن اهتزازها يؤدي إلى اهتزاز سائر الصفات غيرها.
ومن المهم أن يقصر الحديث على ما يخص الموضوع، دون التشعب في أمور أخرى ليست وثيقة الصلة بالموضوع.
ثم وصل إلى الحديث عن خطة البحث
وبين أنها تطلق بإطلاقين:
1. تلك الأوراق المتضمنة لأهمية الموضوع وأسباب اختياره والدراسات السابقة وخطة البحث ومنهج البحث.
2. تلك النقاط التي يذكر فيها الباحث تقسيمات موضوعه.
وهذه الثانية هي المقصودة هنا، وما يكتبه الباحث فيها ينبغي أن يتسم بالدقة والشمول، وبعض الباحثين يعتمد خطة باحثين آخرين، وهذا ليس جيدا؛ لأن لكل بحث ملابساته وخصوصياته.
ومن المهم جدا ترتيب فقرات الخطة ترتيبا منطقيا، فمثلا لا يقدم التلاميذ على الشيوخ، ولا يجعل ثناء العلماء على المؤلف قبل ذكر مؤلفاته وآثاره.
بعض الباحثين يفرد الحالة السياسة والاجتماعية لعصر المؤلف بفقرة من الخطة، والحق أنه لا يحتاج إلى ذلك دائما، إنما تذكر إذا احتاج البحث إليها فحسب.
ومما يذكر في الخطة تحقيق اسم الكتب وإثبات نسبته إلى المؤلف، ولا ينبغي أن يدمج بينهما؛ لما بينهما من فرق، ولأن كلا منهما يتوصل إليه بطرق تختلف عن الآخر.
ويفرد بعض الباحثين نقطة للحديث عن مآخذ الكتاب، وينبغي مراعاة الحيثيات الزمنية والمصطلحية للكتاب.
ومما يكون في خطة البحث التمهيد، وهو متنفس للباحث يكتب فيه ما ليس له علاقة وطيدة بالموضوع.
ويختم بعض الباحثين خطتهم بالقول: "وأختم بفهارس تخدم البحث"، وتكون القائمة جاهزة عنده، وهذا خطأ، فلا بد من التأكد من مضمون البحث قبل وضع قائمة الفهارس.
ثم انتهى الشيخ – حفظه الله – إلى منهج البحث
وقرر أنه أهم أركان الخطة، وهو الذي يحتكم إليه الباحث ويحاكم عليه في المناقشة.
كما أنه يختلف عن خطة العمل؛ إذ هو تلك المناهج التي يذكرها علماء البحث، كالمنهج الوصفي، والمنهج التاريخي، وما إلى ذلك، أما الحديث عن كون الباحث سيراعي الإملاء، وعلامات الترقيم... فهذا من خطة العمل.
ولكل من مناهج البحث سمات معينة، وينبغي للباحث – قبل أن يكتب خطته – أن يتصور السمات الغالبة لكل منهج من تلك المناهج.

بعد هذا التطواف من الشيخ الكريم حول هذا الموضوع المهم رجع الكلام إلى مدير الجلسة، فشكر الشيخ على ما قدم، ثم أتاح الفرصة للحضور الكرام، فتفاعلوا بشكل إيجابي جدا تمثل في كثر المتدخلين منهم شاكرين ومعقبين وسائلين، والشيخ يدون كل ذلك، ثم تفضل بالإجابة على كل المداخلات، ثم تلا مدير الجلسة ما جاءه من مداخلات كتابية، أجاب عنها الشيخ واحدة واحدة، ثم ختم بشكر الحاضرين، وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه.

تلخيص: محمد ايت عمران​
 
عودة
أعلى