مازن مطبقاني
New member
على الرغم من أنني لا أحب المؤتمرات العربية الرسمية التي تصبح معرضاً أو مهرجاناً للخطابة لكل من هبّ ودب، ويؤتي بالمسؤولين لإلقاء كلمات لم يكتبوها وربما لم يتدربوا على قراءتها ويضيع نصف النهار في هذه الكلمات وأحياناً تضيع الأوقات في انتظار المسؤول "الكبير" الذي لا يحترم أحداً حتى إن مسؤولاً كبيراً كان مُنْتظَراً لافتتاح مؤتمر فتأخر أكثر من ساعة ونصف فلم يقل كلمة اعتذار واحدة وكأننا عبيد عنده. وهو متقدم في السن إلى درجة أنه فقد الصلاحية منذ أعوام طويلة. ومما ابتلينا به في المؤتمرات العربية الإصرار على الجلسة الختامية والتوصيات وبرقيات الشكر لمن لا يستحقه وإن قام بشيء سوى العرقلة فهو لم يقدم للمؤتمر شيئاً.
ومع كل هذا فإنني دونّت موجزاً –غير ممل- لمجريات المؤتمر فتحملوا معي القليل ففي المؤتمر خير كثير إن شاء الله. وإليكم مجريات الجلسة الافتتاحية
- كلمة الترحيب لرئيس مجلس التنسيق الولائي يحيى عُماني وهو من مسؤولي الحزب وكان إلقاؤه جيداً بالنسبة للسياسيين والمناضلين في الحزب( وهو صديق صديقي محمد شيوخ)
- كلمة الافتتاح للسيد بوعلام باقي عضو المكتب السياسي وزير الشؤون الدينية، والمكتب السياسي مثل مجلس الوزراء، وكانت الكلمة جيدة وطويلة وتخصص المتحدث هو القانون فقد كان وزيراً للعدل سابقاً.
- كلمة الوفود وكانت في العادة للشيخ محمد الغزالي ولكنه متغيب هذه السنة بسبب مرضه فألقى الكلمة الشيخ محمود إبراهيم ديوب وكانت جميلة فهو رجل يمتلك ناصية القول وأسلوبه رائع ويتكلم بطلاقة وسلاسة
- كلمة رئيس المجلس الإسلامي الأعلى وهو رجل عجوز عتيق كأنه لا يعيش في هذا الزمن والكلمة مكتوبة وكأنها درس في كتاب لا تفيد كثيراً
المحاضرات
المحاضرة الأولى: للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، وهو متحدث وخطيب مصقع كعادة إخواننا المصريين وعنوان محاضرته (مفهوم الحياة الروحية في الإسلام وأسسها في القرآن والسنة:
أكد في كلمته على أن مصطلح "الحياة الروحية" قد يكون مترجماً من اللغات الأوروبية مثل Spiritual life in Islam أو La vie Spirituale en Islam ولا مشاحة في الاصطلاح وأساس الحياة الروحية في الإسلام ينطلق من الإسلام والإيمان والإحسان، فلا بد من العلم بالإسلام والتصديق وللإيمان والعبادة ثمرات، ولم يتطرق للصوفية كثيراً ولكنه ألمح إلى ذلك. أسلوبه رائع في الخطابة ويقوم بتغيير نبرة صوته فيضخم صوته ويرققه حسب المعاني
المحاضرة الثانية للدكتور أحمد عروة وعنوان محاضرته (معارج الإيمان :شمولية الحياة الروحية في الإسلام) والمتحدث أستاذ في كلية الطب ومدير المعهد الوطني للصحة العمومية.قسم في محاضرته الإنسان على جسم وعقل وأخلاق وروح وأوضح ارتباط أبعاد الإنسان الأربعة واهتمام الإسلام بها وأن أي اختلال يصيب بُعداّ يصيب الأبعاد الأخرى.
المحاضرة الثالثة: محمد مختار بل بلاّه، وعنوانها (مثل الصحابة) وكانت المحاضرة كارثة وعلى طريقة الشناقطة عموماً علمه واسع ولكنه لم يستطع تبويب المعلومات يغرق في النقاط الصغيرة ولا يعرف كيف يلقي محاضرة، قرأ مما كتب وأضاع مدة طويلة في تعريف الإسلام والإيمان ولم يصل إلى الموضوع حتى انتهاء الوقت المخصص له.
ولي ملاحظة أن على الإخوة الداعين إلى المؤتمر أن لا تغرهم الأسماء والمسميات، ولكن قال أحد الإخوة الموريطانيين أن الدعوة أتت وزارة الثقافة فوقع اختيارها على ستة أشخاص ليحضروا الملتقى، جميل أن يحتل إخوتنا الموريطانيين بغيرهم فقد عاشوا عزلة طويلة ولا يزالون.
المحاضرة الرابعة: المحاضر يحيى بو عزيز مدير معهد العلوم الإسلامية بوهران ومحاضرتها عنوانها (تاريخ معسكر الثقافي وجهود الأمير عبد القادر) وتخصصه تاريخ ومحاضرته لا بأس بها وكذلك إلقاؤه.
المحاضرة الخامسة: مولود قاسم نايت بلقاسم عضو اللجنة الدائمة للجنة المركزية- المكلف بالمجس الأعلى للغة الوطنية وعنوان محاضرته (إسلام أم استسلام بعض النماذج المعبرة: الحياة الروحية أم السفينة النوحية) أخذ أكثر من الوقت المخصص له، وقيل له قدّم محاضرتك واقفاً قال المفروض بالمقدم أن يقف أما المحاضر فهو الذي يجلس. لفت انتباهي أنه ينقصه الاتزان على الرغم من أن عنده عاطفة قوية نحو الإسلام والحق أن الاتزان والهدوء أبلغ تأثيراً وأدوم، بينما مثل هذه الانفعالية لا تصلح حتى زمن الثورة، كان وزيراً للشؤون الدينية والتعليم الأصلي والإبقاء عليه في الحكومة مع ضعف تأثيره مقصود فيما يبدو.
المحاضرة السادسة: محمد حمدي زقزوق عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة وعنوان محاضرته (التصوف الإسلامي: معناه أهم التعريفات ونشأته" قرأ المحاضرة قراءة معدة إعداداً جيدة لكنه لم يكن مثيراً غير متحمس لشيء لا يبدو عليه الانفعال بموضوعه
المحاضرة السابعة: د. جميعة شيحة أستاذ بكلية الآداب بتونس ومحاضرته عنوانها:" دور علماء الجزائر وتونس في إثراء الحياة الروحية من خلال مخطوطات لم تطبع" تحدث عن المخطوطات التي وجدها وهي قد كتبت قبل أربعة قرون ، فالمحاضرة لم يكن فيها لا إمتاع ولامؤانسة.
المحاضرة الثامنة: داود جبريل مسلم فرنسي أستاذ في جامعة إكس إن بروفانس Aix-En- Provence يجيد اللغة العربية ولكنه لم يحاضر سمعته يتحدث بالعربية ويتقن مخارج الحروف العربية كالحاء والعين والخاء والضاد ويقرأ القرآن بالتجويد فقد لاحظت بعض الحركات الجيدة كالإخفاء والإدغام ومع أن المحاضرة كانت بالفرنسية ولكن إيراده للآيات والأحاديث وضّحَ شيئاً من المحاضرة وهي تتبع كلمة ولاية وولي في القرآن والسنة ومن ذلك قوله تعالى (ما لهم من ولايتهم من شيء) (الله ولي الذين آمنوا) (هنالك الولاية لله الحق)(المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) ومن الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم (من ولي من أمر المسلمين من شيئاً فاحتجب دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة إلاّ احتجب الله دون حاجته وخلته ومسكنته يوم القيامة)
المحاضرة التاسعة: الدكتور عبد الهادي أبو ريده أستاذ بكلية الآداب جامعة الكويت، وعنوان محاضرته (الأساس المشترك الحقيقي لاتجاهات التصوف الصحيح والعلاقة بين الصوفية وغيرهم)
وكانت المحاضرة جيدة ومفيدة ولكن لا روح فيها.
النشاطات المصاحبة للمؤتمر أو الملتقى
وجهت الدعوة من أهل النواحي والدوائر أو القرى القريبة من بوحنيفية دعت جميع المؤتمرين إلى زيارة نواحيهم وتناول طعام الغداء عندهم وصلاة الجمعة وسيطلب من بعض المشايخ إلقاء دروس قبل الصلاة. وسيقوم الأهالي بهذه الأمور وأتعجب هل يتصور أن يحدث هذا في بلد مشرقي، فهذا يذكرني بحفل ختم تفسير القرآن الكريم الذي أقيم على شرف الشيخ عبد الحميد بن باديس وكان أهالي قسنطينة يستضيفون كل أسرة حسب قدرتها وهذا يؤكد لي أن الشعوب تنفعل فتعمل أو تفعل ليست كالشعوب التي لا تنفعل فلا تفعل. الحكومة قادرة بلا شك على القيام بشأن هؤلاء الضيوف لكنهم أرادوا أمراً آخر وفقهم الله وسدد خطاهم وأصلحنا وإياهم.
بوحنيفية: كانت هذه القرية لا شيء قبل سبع أو ثماني سنوات، فأصبحت كأنها قرية نموذجية الآن فقد عُبِّدت طرقها ورصفت وأنيرت وشُيِّد فيها عدد من الفنادق لتكون مكاناً للاستشفاء ذلك أن فيها مجموعة من الحمامات المعدنية تصل درجة حرارة المياه فيها إلى سبعين درجة وهي مفيدة لعلاج العديد من الأمراض، وهناك مجموعة من هذه الحمامات المعدنية في المناطق القريبة.
سهول غريس
وجدت موقعاً في الإنترنت لتحميل كتاب "عقد الجمان النفيس في ذكر الأعيان من أشراف غريس"وفيه تعريف بهذه المنطقة التي قام المنظمون بدعوتنا لزيارتها وإليكم ما يقوله الموقع عن المنطقة: "تعتبر منطقة غريس من أكبر وأغنى السهول شرق ولاية معسكر(الراشدية) والمحصورة بين تيارت الرستمية وسهول الوانشريس بما فيها نهر شلف غرب الجزائر ، ويعتبر موقعها الجغرافي - المتميز- منطقة خصبة وآمنة أغرت الكثير بالهجرة إليها في فترات تاريخية متعاقبة ومختلفة .ففر إليها أكثر مسلمو الأندلس بعد طردهم منها ، وهاجر إليها بعض سكان تلمسان.زيادة على أن منطقة غريس يسكنها بقية باقية من عرب الفتح القدامى أو ما يسمى الحشم ومن بينهم القرشيون المسمون الأجواد." وفي الطريق إلى غريس مررنا بشجرة ضخمة قيل إن الأمير عبد القادر بويع عندها أميراً على معسكر وما حولها لمحاربة الكفار، وهي محاطة بسلسلة حديد ومكتوب عليها متى تمت البيعة في سنة 1248هـ(1832م) أي قبل 155 (سنة 1987م) وبعد ذلك زرنا مزرعة من مزارع الحكومة وهناك شربنا حليباً روبا وأكلنا التمر ثم بعد ذلك اتجهنا إلى قرية غريس حيث نزلنا في المسجد وقد الدكتور يوسف كتاني درساً عن حسن الخلق وذلك في تفسيره للآية الكريمة (وإنك لعلى خلق عظيم)
أما خطبة الجمعة فقد كانت مكتوبة وقد تحدث فيها عن يوم المجاهد 20 أغسطس 1955م وأصبح عيداً سنوياً ثم تحدث في الخطبة عن السنة الهجرية.
وبعد الصلاة امتطينا الحافلة ووزعنا كل سبعة أو ثمانية على أسرة وكان حظي في بيت الحاج قادة (عبد القادر) وهو بيت طيب التأثيث ووجدنا عنده أحد أبنائه وهو طبيب مختص بالأعصاب ويعمل في معسكر، وأما الأخ الأصغر سنّا فهو أستاذ في المرحلة الثانوية يدرّس التاريخ والجغرافيا. وتناولنا الطعام الذي كان ممتازاً، وكان معنا شباب متدين وقد وزعنا على عدة طاولات كل أربعة على طاولة وقد تعارفنا على طاولتنا ولكن بعد الغداء اجتمعنا لتناول القهوة فاقترح أحد الشباب المتدين أن نتعارف، فلما جاء دوري قلت: أخوكم في الله مازن مطبقاني أحضر الملتقى للمرة الثانية وقد أعددت دراسة عن جمعية العلماء وأعمل في كلية الدعوة بالمدينة المنورة، ووجدت أن الجزائريين يسرون عندما يعلموا أن أحداً من السعودية مهتم بتاريخ بلادهم.
شخصيات قابلتها في الجزائر
- الدكتور محمد بن سمينة من معهد اللغة والأدب العربي بجامعة الجزائر ويسكن في البليدة التي تبعد ستين كيلاً عن الجزائر العاصمة
- الشاعر الإسلامي المتميز مصطفى الغماري – كان شاباً معجباً بالثورة الإيرانية وأرجو أن يكون قد أفاق من ذلك الهوس، وربما حدة الشباب وعنفوانها هو الذي جعله ينظر تلك النظرة القاصرة –في رأيي- ومما أفدته من الشاعر المبدع أن الطريقة العليوية –إحدى الطرق الصوفية في الجزائر وكانت تعادي جمعية العلماء- كان لها صحيفة اسمها (لسان الحق) يقول إنها حرصت على فضح المنصرين، كما أشار لي أن كاتب مسلم إنجليزي كتب عن بن عليوه (وهو مارتن لنقز) Martin Lings ثم حدثني عن مستشرق فرنسي هو لوسياني وقيام هذا المستشرق بتحقيق غير علمي لبعض كتب التراث بما لا يخدم التراث بل يخدم الفكر الفرنسي وأشار إلى أن الترجمة الفرنسية ركيكة لعدم إلمامه الجيد باللغة العربية.
- أبو عمران الشيخ. أستاذ الفلسفة بجامعة الجزائر وله اهتمام بالبعثات التنصيرية الفرنسية في الجزائر وقد كان قريباً حين كنت أتناول العشاء مع عبد القادر رباني الذي حثني على التعرف على الدكتور أبو عمران وكان لطيفاً وأعطاني وقتاً للحديث معه حول الاستشراق والتنصير.
ومع كل هذا فإنني دونّت موجزاً –غير ممل- لمجريات المؤتمر فتحملوا معي القليل ففي المؤتمر خير كثير إن شاء الله. وإليكم مجريات الجلسة الافتتاحية
- كلمة الترحيب لرئيس مجلس التنسيق الولائي يحيى عُماني وهو من مسؤولي الحزب وكان إلقاؤه جيداً بالنسبة للسياسيين والمناضلين في الحزب( وهو صديق صديقي محمد شيوخ)
- كلمة الافتتاح للسيد بوعلام باقي عضو المكتب السياسي وزير الشؤون الدينية، والمكتب السياسي مثل مجلس الوزراء، وكانت الكلمة جيدة وطويلة وتخصص المتحدث هو القانون فقد كان وزيراً للعدل سابقاً.
- كلمة الوفود وكانت في العادة للشيخ محمد الغزالي ولكنه متغيب هذه السنة بسبب مرضه فألقى الكلمة الشيخ محمود إبراهيم ديوب وكانت جميلة فهو رجل يمتلك ناصية القول وأسلوبه رائع ويتكلم بطلاقة وسلاسة
- كلمة رئيس المجلس الإسلامي الأعلى وهو رجل عجوز عتيق كأنه لا يعيش في هذا الزمن والكلمة مكتوبة وكأنها درس في كتاب لا تفيد كثيراً
المحاضرات
المحاضرة الأولى: للشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، وهو متحدث وخطيب مصقع كعادة إخواننا المصريين وعنوان محاضرته (مفهوم الحياة الروحية في الإسلام وأسسها في القرآن والسنة:
أكد في كلمته على أن مصطلح "الحياة الروحية" قد يكون مترجماً من اللغات الأوروبية مثل Spiritual life in Islam أو La vie Spirituale en Islam ولا مشاحة في الاصطلاح وأساس الحياة الروحية في الإسلام ينطلق من الإسلام والإيمان والإحسان، فلا بد من العلم بالإسلام والتصديق وللإيمان والعبادة ثمرات، ولم يتطرق للصوفية كثيراً ولكنه ألمح إلى ذلك. أسلوبه رائع في الخطابة ويقوم بتغيير نبرة صوته فيضخم صوته ويرققه حسب المعاني
المحاضرة الثانية للدكتور أحمد عروة وعنوان محاضرته (معارج الإيمان :شمولية الحياة الروحية في الإسلام) والمتحدث أستاذ في كلية الطب ومدير المعهد الوطني للصحة العمومية.قسم في محاضرته الإنسان على جسم وعقل وأخلاق وروح وأوضح ارتباط أبعاد الإنسان الأربعة واهتمام الإسلام بها وأن أي اختلال يصيب بُعداّ يصيب الأبعاد الأخرى.
المحاضرة الثالثة: محمد مختار بل بلاّه، وعنوانها (مثل الصحابة) وكانت المحاضرة كارثة وعلى طريقة الشناقطة عموماً علمه واسع ولكنه لم يستطع تبويب المعلومات يغرق في النقاط الصغيرة ولا يعرف كيف يلقي محاضرة، قرأ مما كتب وأضاع مدة طويلة في تعريف الإسلام والإيمان ولم يصل إلى الموضوع حتى انتهاء الوقت المخصص له.
ولي ملاحظة أن على الإخوة الداعين إلى المؤتمر أن لا تغرهم الأسماء والمسميات، ولكن قال أحد الإخوة الموريطانيين أن الدعوة أتت وزارة الثقافة فوقع اختيارها على ستة أشخاص ليحضروا الملتقى، جميل أن يحتل إخوتنا الموريطانيين بغيرهم فقد عاشوا عزلة طويلة ولا يزالون.
المحاضرة الرابعة: المحاضر يحيى بو عزيز مدير معهد العلوم الإسلامية بوهران ومحاضرتها عنوانها (تاريخ معسكر الثقافي وجهود الأمير عبد القادر) وتخصصه تاريخ ومحاضرته لا بأس بها وكذلك إلقاؤه.
المحاضرة الخامسة: مولود قاسم نايت بلقاسم عضو اللجنة الدائمة للجنة المركزية- المكلف بالمجس الأعلى للغة الوطنية وعنوان محاضرته (إسلام أم استسلام بعض النماذج المعبرة: الحياة الروحية أم السفينة النوحية) أخذ أكثر من الوقت المخصص له، وقيل له قدّم محاضرتك واقفاً قال المفروض بالمقدم أن يقف أما المحاضر فهو الذي يجلس. لفت انتباهي أنه ينقصه الاتزان على الرغم من أن عنده عاطفة قوية نحو الإسلام والحق أن الاتزان والهدوء أبلغ تأثيراً وأدوم، بينما مثل هذه الانفعالية لا تصلح حتى زمن الثورة، كان وزيراً للشؤون الدينية والتعليم الأصلي والإبقاء عليه في الحكومة مع ضعف تأثيره مقصود فيما يبدو.
المحاضرة السادسة: محمد حمدي زقزوق عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة وعنوان محاضرته (التصوف الإسلامي: معناه أهم التعريفات ونشأته" قرأ المحاضرة قراءة معدة إعداداً جيدة لكنه لم يكن مثيراً غير متحمس لشيء لا يبدو عليه الانفعال بموضوعه
المحاضرة السابعة: د. جميعة شيحة أستاذ بكلية الآداب بتونس ومحاضرته عنوانها:" دور علماء الجزائر وتونس في إثراء الحياة الروحية من خلال مخطوطات لم تطبع" تحدث عن المخطوطات التي وجدها وهي قد كتبت قبل أربعة قرون ، فالمحاضرة لم يكن فيها لا إمتاع ولامؤانسة.
المحاضرة الثامنة: داود جبريل مسلم فرنسي أستاذ في جامعة إكس إن بروفانس Aix-En- Provence يجيد اللغة العربية ولكنه لم يحاضر سمعته يتحدث بالعربية ويتقن مخارج الحروف العربية كالحاء والعين والخاء والضاد ويقرأ القرآن بالتجويد فقد لاحظت بعض الحركات الجيدة كالإخفاء والإدغام ومع أن المحاضرة كانت بالفرنسية ولكن إيراده للآيات والأحاديث وضّحَ شيئاً من المحاضرة وهي تتبع كلمة ولاية وولي في القرآن والسنة ومن ذلك قوله تعالى (ما لهم من ولايتهم من شيء) (الله ولي الذين آمنوا) (هنالك الولاية لله الحق)(المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) ومن الأحاديث قوله صلى الله عليه وسلم (من ولي من أمر المسلمين من شيئاً فاحتجب دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة إلاّ احتجب الله دون حاجته وخلته ومسكنته يوم القيامة)
المحاضرة التاسعة: الدكتور عبد الهادي أبو ريده أستاذ بكلية الآداب جامعة الكويت، وعنوان محاضرته (الأساس المشترك الحقيقي لاتجاهات التصوف الصحيح والعلاقة بين الصوفية وغيرهم)
وكانت المحاضرة جيدة ومفيدة ولكن لا روح فيها.
النشاطات المصاحبة للمؤتمر أو الملتقى
وجهت الدعوة من أهل النواحي والدوائر أو القرى القريبة من بوحنيفية دعت جميع المؤتمرين إلى زيارة نواحيهم وتناول طعام الغداء عندهم وصلاة الجمعة وسيطلب من بعض المشايخ إلقاء دروس قبل الصلاة. وسيقوم الأهالي بهذه الأمور وأتعجب هل يتصور أن يحدث هذا في بلد مشرقي، فهذا يذكرني بحفل ختم تفسير القرآن الكريم الذي أقيم على شرف الشيخ عبد الحميد بن باديس وكان أهالي قسنطينة يستضيفون كل أسرة حسب قدرتها وهذا يؤكد لي أن الشعوب تنفعل فتعمل أو تفعل ليست كالشعوب التي لا تنفعل فلا تفعل. الحكومة قادرة بلا شك على القيام بشأن هؤلاء الضيوف لكنهم أرادوا أمراً آخر وفقهم الله وسدد خطاهم وأصلحنا وإياهم.
بوحنيفية: كانت هذه القرية لا شيء قبل سبع أو ثماني سنوات، فأصبحت كأنها قرية نموذجية الآن فقد عُبِّدت طرقها ورصفت وأنيرت وشُيِّد فيها عدد من الفنادق لتكون مكاناً للاستشفاء ذلك أن فيها مجموعة من الحمامات المعدنية تصل درجة حرارة المياه فيها إلى سبعين درجة وهي مفيدة لعلاج العديد من الأمراض، وهناك مجموعة من هذه الحمامات المعدنية في المناطق القريبة.
سهول غريس
وجدت موقعاً في الإنترنت لتحميل كتاب "عقد الجمان النفيس في ذكر الأعيان من أشراف غريس"وفيه تعريف بهذه المنطقة التي قام المنظمون بدعوتنا لزيارتها وإليكم ما يقوله الموقع عن المنطقة: "تعتبر منطقة غريس من أكبر وأغنى السهول شرق ولاية معسكر(الراشدية) والمحصورة بين تيارت الرستمية وسهول الوانشريس بما فيها نهر شلف غرب الجزائر ، ويعتبر موقعها الجغرافي - المتميز- منطقة خصبة وآمنة أغرت الكثير بالهجرة إليها في فترات تاريخية متعاقبة ومختلفة .ففر إليها أكثر مسلمو الأندلس بعد طردهم منها ، وهاجر إليها بعض سكان تلمسان.زيادة على أن منطقة غريس يسكنها بقية باقية من عرب الفتح القدامى أو ما يسمى الحشم ومن بينهم القرشيون المسمون الأجواد." وفي الطريق إلى غريس مررنا بشجرة ضخمة قيل إن الأمير عبد القادر بويع عندها أميراً على معسكر وما حولها لمحاربة الكفار، وهي محاطة بسلسلة حديد ومكتوب عليها متى تمت البيعة في سنة 1248هـ(1832م) أي قبل 155 (سنة 1987م) وبعد ذلك زرنا مزرعة من مزارع الحكومة وهناك شربنا حليباً روبا وأكلنا التمر ثم بعد ذلك اتجهنا إلى قرية غريس حيث نزلنا في المسجد وقد الدكتور يوسف كتاني درساً عن حسن الخلق وذلك في تفسيره للآية الكريمة (وإنك لعلى خلق عظيم)
أما خطبة الجمعة فقد كانت مكتوبة وقد تحدث فيها عن يوم المجاهد 20 أغسطس 1955م وأصبح عيداً سنوياً ثم تحدث في الخطبة عن السنة الهجرية.
وبعد الصلاة امتطينا الحافلة ووزعنا كل سبعة أو ثمانية على أسرة وكان حظي في بيت الحاج قادة (عبد القادر) وهو بيت طيب التأثيث ووجدنا عنده أحد أبنائه وهو طبيب مختص بالأعصاب ويعمل في معسكر، وأما الأخ الأصغر سنّا فهو أستاذ في المرحلة الثانوية يدرّس التاريخ والجغرافيا. وتناولنا الطعام الذي كان ممتازاً، وكان معنا شباب متدين وقد وزعنا على عدة طاولات كل أربعة على طاولة وقد تعارفنا على طاولتنا ولكن بعد الغداء اجتمعنا لتناول القهوة فاقترح أحد الشباب المتدين أن نتعارف، فلما جاء دوري قلت: أخوكم في الله مازن مطبقاني أحضر الملتقى للمرة الثانية وقد أعددت دراسة عن جمعية العلماء وأعمل في كلية الدعوة بالمدينة المنورة، ووجدت أن الجزائريين يسرون عندما يعلموا أن أحداً من السعودية مهتم بتاريخ بلادهم.
شخصيات قابلتها في الجزائر
- الدكتور محمد بن سمينة من معهد اللغة والأدب العربي بجامعة الجزائر ويسكن في البليدة التي تبعد ستين كيلاً عن الجزائر العاصمة
- الشاعر الإسلامي المتميز مصطفى الغماري – كان شاباً معجباً بالثورة الإيرانية وأرجو أن يكون قد أفاق من ذلك الهوس، وربما حدة الشباب وعنفوانها هو الذي جعله ينظر تلك النظرة القاصرة –في رأيي- ومما أفدته من الشاعر المبدع أن الطريقة العليوية –إحدى الطرق الصوفية في الجزائر وكانت تعادي جمعية العلماء- كان لها صحيفة اسمها (لسان الحق) يقول إنها حرصت على فضح المنصرين، كما أشار لي أن كاتب مسلم إنجليزي كتب عن بن عليوه (وهو مارتن لنقز) Martin Lings ثم حدثني عن مستشرق فرنسي هو لوسياني وقيام هذا المستشرق بتحقيق غير علمي لبعض كتب التراث بما لا يخدم التراث بل يخدم الفكر الفرنسي وأشار إلى أن الترجمة الفرنسية ركيكة لعدم إلمامه الجيد باللغة العربية.
- أبو عمران الشيخ. أستاذ الفلسفة بجامعة الجزائر وله اهتمام بالبعثات التنصيرية الفرنسية في الجزائر وقد كان قريباً حين كنت أتناول العشاء مع عبد القادر رباني الذي حثني على التعرف على الدكتور أبو عمران وكان لطيفاً وأعطاني وقتاً للحديث معه حول الاستشراق والتنصير.