عبدالله الحربي
New member
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..أما بعد:
فهذا عرض لكتاب
[align=center]جمع القرآن : دراسة تحليلية لمروياتهً[/align]
[align=center]للدكتور أكرم عبد خليفة الدليمي[/align]
[align=center]
[/align]
طبعة دار الكتب العلمية، ببيروت، ويقع في 342 صفحة، وهو عبارة عن أطروحة علمية، قدمها الباحث لكلية العلوم الإسلامية، ولم يحدد المرحلة التي نال شهادتها بهذا البحث. وقد قسم الباحث هذا البحث إلى مقدمة وأربعة فصول وخاتمة.
الفصل الأول: كتابة القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
بدأه بـ تمهيد عرف فيه عنوان الرسالة، المكون من كلمتي: الجمع والقرآن. بدأ بتعريف القرآن لغة، ثم ذكر الخلاف في اشتقاقه وعدمه؟وهمزه وعدمه؟ ورجح أنه مهموز، ومشتق من قرأ بمعنى تلا. واختار تعريفه اصطلاحا بأنه : الكلام المعجز المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، المكتوب في المصاحف، المنقول بالتواتر، المتعبد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة، والمختوم بسورة الناس.
ثم عرف الجمع لغة: بأنه جمع الشئ عن تفرقة.وأما اصطلاحا فيطلق تارة: ويراد منه حفظه واستظهاره في الصدور. ويطلق ويراد منه: كتابته كله.
****ولي على هذا التمهيد ملحظان :
1/كان ينبغي أن يكون متقدما على الفصل الأول، لأنه تمهيد للرسالة كلها، وليس خاصا بهذا الفصل.
2/تعريف الجمع هو في الحقيقة تعداد لأنواعه، فينبغي إعادة صياغته بشكل علمي ليكون جامعا مانعا.
ثم أتبع الباحث هذا التمهيد بذكر ثلاثة مباحث تحت هذا الفصل:
المبحث الأول:جمعه في الصدور وفيه مطلبان:
**المطلب الأول:كيفية تلقي الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم.
وذكر فيه معنى الوحي لغة وشرعا, قال "وزبدة القول : أن الوحي شرعا: إلقاء الله الكلام أو المعنى في نفس الرسول أو النبي بخفاء وسرعة بملك أو بدون ملك". ثم ذكر الكيفيات التي كان ينزل بها الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وما كان يعانيه في بعضها من شدة وكرب، وتعجله في بادئ الأمر لحفظه ثم طمأنته بجمعه في صدره.
**المطلب الثاني: كيفية تلقي الصحابة رضي الله عنهم القرآن وحفظه:
بين فيه حرصهم على حفظه، وتسابقهم إلى مدارسته وتفهمه، وتبليغه لأبنائهم وأهليهم، ثم ذكر جملة ممن حفظوه من كبار الصحابة .
****ولي على هذا المبحث ملاحظات:
1/تعريف الوحي بأنه: إلقاء الكلام أو المعنى في نفس الرسول. هو ما يسمى: بالكلام النفساني وهي نزعة أشعرية لإنكار تكلم الله به حقيقة. وقد يعتذر للباحث فيه بأنه ناقل له عن غيره، لو لم يختر التعريف ويرتضيه.
2/في صفحة 28 السطر3 يقول "فقد ورد أن جبريل كان يقول ضعوا آية كذا في موضع كذا" وفي صفحة 36 السطر 8 "وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يقرر ترتيب الآيات فيقول :ضعوا الآية كذا في موضع كذا" وخرجها في الحاشية من موضع واحد، وهو مسند أحمد، والنقل الأول غير دقيق ولاشك.
3/قوله في صفحة 28 "وهناك روايات متنوعة صحيحة كثيرة، تدل دلالة قاطعة، على أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام كانوا يقرؤون القرآن الكريم على هذا الترتيب نفسه، الذي يبدأ بسورة الفاتحة، وينتهي بسورة الناس" أقول: في قوله " هناك روايات متنوعة صحيحة كثيرة، تدل دلالة قاطعة" مبالغة كبيرة، بل قد ثبت أيضا أنه قدم النساء على آل عمران في صلاته، ثم إن الترتيب في القراءة مسألة أخرى، تختلف عن الترتيب في المصحف عند التحقيق والله أعلم.
المبحث الثاني:جمعه في السطور. وذكر فيه ثلاثة مطالب:
**المطلب الأول: أدوات الكتابة.
وقد بين فيه مدى المشقة التي كان يتحملها الصحابة رضي الله عنهم في كتابة القرآن، فكانوا يكتبون على العسب واللخاف والرقاع والكرانيف وعظام الأكتاف والأضلاع والأقتاب. وجزم الباحث بأن المواد اللينة كانت من ضمن ما كتب عليه كالورق والجلد بل والحرير أيضا.
****ولي على هذا المطلب ملاحظة:
وهي أن كتابة القرآن على الحرير لم يذكر لها دليلا وإثباتها في الحقيقة يفتقر إلى دليل.
**المطلب الثاني:كتاب القرآن من الصحابة.
ويسمون كتاب الوحي، وقد ذكر الباحث تفاوت المصادر في تحديد كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، فالطبري ذكر عشرة، وهكذا يتدرج العدد، حتى يصل إلى 42 كما ذكر الكتاني عن العراقي. وفي الحقيقة لم يكن الجميع كتاب للوحي، بل منهم من يكتب الوحي، ومنهم من يكتب أموال الصدقات، وآخرون لرسائل الملوك وهكذا، وقد ترجم الباحث لثلاث وعشرين كاتبا من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، تراجم مختصرة، على حسب ترتيب حروف المعجم.
****ولي على هذا المطلب ملاحظة:
فلا أدري على أي أساس أختار الثلاثة والعشرين الذين ترجم لهم، دون غيرهم؟ خصوصا أنه بين في التراجم، أن بعضهم لم يكونوا يكتبون الوحي، بل يكتبون غيره، ورجح أيضا الباحث في صفحة 42 أن كتاب الوحي أربعة وإذا غابوا خلفهم خمسة، و الذي يظهر لي أن كتاب الوحي لا يتجاوزون العشرة كما ذكر ذلك الطبري، فكان من الأولى أن يكتفي بهم.
**المطلب الثالث:خط المصاحف.
تحدث فيه عن أصل الخط العربي؟ ومتى نشأ؟ وكيف وصل إلى الجزيرة قبل الإسلام؟ في ضوء مرويات نقلها عن ابن أبي داود في كتاب المصاحف.
ثم تكلم عن وصف خط المصحف، وأنه كان مجردا من الإعجام والحركات أو أي إضافات أخرى.
ثم تطرق لمسألة: حكم التمسك بالرسم العثماني؟ وذكر اختلاف العلماء فيه على ثلاثة أقوال: منهم من تشدد فجعله توقيفيا، بل ومعجزة قرآنية متحدى بها. ومنهم من تساهل فأجاز كتابته بالرسم الإملائي، لأنه الرسم اصطلاحي، بل أوجبه على عوام الناس، لئلا يوقع في تغيير الجهال لكتاب الله. وهناك من توسط فقال: إن الرسم اصطلاحي، لكن يجب التزامه، ولا تجوز مخالفته، لأن إجماع الصحابة قد انعقد على ذلك وهذا ما رجحه الباحث.
المبحث الثالث: الأحاديث المروية في العهد النبوي لكتابة القرآن:
بدأ الباحث هذا المبحث بتوطئة، ركز فيها على أهمية دراسة المرويات، لمعرفة ما يصح منها وما لا يصح، وبين منهجه في دراسة الأسانيد، وأنها دراسة نقدية، وقد وعد بالتوسع في دراستها، وبيان حال رجالها. إضافة إلى تحليل المتن، متى ما احتاج إلى ذلك. ثم سرد أحد عشر حديثا: منها ستة صحيحة، واثنان حكم عليهما بالحسن، وثلاثة ضعفها.
****ولي مع هذا المبحث وقفات:
1/لم نجد في دراسة الأسانيد ذاك التوسع الذي وعد به، وما نجده هو دراسة مختصرة جدا لظواهر الأسانيد، إضافة إلى عدم التوسع في جمع الطرق والروايات.
2/يبدأ الحديث في الغالب بقوله :حدثنا أو حدثني. وكأن الباحث هو الذي يرويه. وكان الأولى أن يقول مثلا: قال البخاري :حدثنا. ولم يخالف ذلك، إلا في الحديث السابع فقال "قال الديرعاقولي في فوائده:حدثنا" وفي الحادي عشر "قال الإمام النسائي:أخبرنا قتيبة".
3/لم يوفق في الحكم على إسناد الحديث الحادي عشر من وجهة نظري، فقد ترجم لرواته ثم قال "رجالها ثقات سوى يحيى بن حكيم فقد وثقه ابن حبان وقبله ابن حجر، فالحديث إسناده ضعيف" فتضعيفه غير منطقي، لأن ما ذكره لا يسوغ تضعيفه، علما بأن الحديث صححه ابن حبان والألباني.
الفصل الثاني:جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق.
وفيه مبحثان:المبحث الأول: بيان كيفية الجمع ونتائجه. وقد عقد الباحث فيه ثلاثة مطالب:
**المطلب الأول: فكرة الجمع وسببه. وهو ما حصل من مقتل القراء في حروب الردة، وكان بمشورة الفاروق رضي الله عنه، وهذا الجمع مغاير للجمع الذي حصل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، بدليل تردد أبوبكر وزيد فيه، وقولهما :"كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله".
**المطلب الثاني: لجنة جمع القرآن. ذكر أن الذي تولى هذا الجمع هو زيد بن ثابت رصي الله عنه، للخصال التي تميز بها وهي :
1- كونه شابا، ليكون أنشط وأقوى فيه، وقد شبه نقل جبل من مكانه، بأنه أسهل عليه مما كلف به.
2- عاقلا، فيكون أوعى له.
3- لايتهم، فتركن النفس إليه.
4- كان يكتب الوحي على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فلديه الخبرة والممارسة الكافية لهذا العمل .
ولعظم المهمة، فالباحث يعتقد أن بعض الصحابة قد وقف إلى جانب زيد في انجازها، خصوصا عمر رضي الله عنه كما جاء في بعض الروايات.
واستغرقت المهمة ما يقارب السنة، من بعد اليمامة إلى قبيل وفاة أبي بكر رضي الله عنه حيث أودع عنده .
ثُمَّ عدد الباحث ما امتاز به هذا الجمع من مميزات:
من أهمها أن القرآن جمع في مصحف واحد، مرتب الآيات، قد حوى الأحرف السبعة التي نزل القرآن بها، وظفر بإجماع الأمة عليه.
****ولي تعليق على المدة التي جمع بها:
فقد تمت في الفترة مابين حروب الردة في الأشهر الأخيرة من سنة11هـ ووفاة الصديق في جمادى الآخرة سنة13هـ وهي فترة تمتد إلى سنة وأكثر من ستة أشهر ولا نستطيع الجزم بأحد هذين الأمرين دون الآخر : أنها استغرقت المدة كاملة أو استغرقت جزءا منها، لعدم وجود روايات تحدد ذلك ومتى ثبت شيء من ذلك كان المصير إليه، وما نستطيع الجزم به أنها لا تتجاوز السنة والنصف والله أعلم .
المبحث الثاني: روايات جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه. أورد الباحث فيه سبع روايات منها: واحدة صحيحة، وأخرى حسنة، والباقية ضعيفة. ثم ذكر الروايات التي تشير إلى أن عمر وعلي رضي الله عنهما هما اللذان جمعا القرآن، وهي خمس روايات منها: اثنتان حكم على إسنادهما بالحسن وعلى متنهما بالنكارة، والبقية لا تصح أسانيدها. ثم أورد رواية منقطعة ضعيفة على أن الذي جمع القرآن هو سالم مولى حذيفة رضي الله عنه.ولو حكمنا بفرض صحة المرويات هذه، فهي محمولة على أن الذي أشار بالجمع هو عمر، لا أنه هو الذي نفذه . وما جاء عن علي فيحمل على أن المراد بجمعه :حفظه أو أنه ممن ساعد زيدا فيه، وأما سالم فقد ثبت أنه ممن قتل في حروب الردة، والجمع حصل بعده. وفي الجملة: فيحتمل أنهم جمعوا بعضه في صحف خاصة بهم، كما كان عليه أكثر الصحابة، لكنها لم تظفر بالتحري والتدقيق والإجماع الذي حصل في جمع أبي بكر رضي الله عنه .
الفصل الثالث:جمع القرآن في عهد عثمانوفيه مبحثان :
المبحث الأول: دوافع توحيد المصاحف ونسخها. وتحته خمسة مطالب:
**المطلب الأول:كثرة الأسباب والدوافع.
بين فيه الباحث أن من الأسباب التي حملت على جمع القرآن، اختلاف الناس في القراءة، حتى وصل الأمر أن كفر بعضهم بعضا، وقال :قراءتي خير من قراءتك. بالإضافة إلى جهل الجمهور الجديد، بنزول القرآن على سبعة أحرف، مما حمل حذيفة رضي الله عنه، على نقل ذلك الواقع المرير الذي شاهد جزءا منه، بين أهل العراق والشام، وهم على أطراف الجمهوريات الإسلامية يغازون في سبيل الله سنة ست وثلاثين، إلى أمير المؤمنين لتدارك هذه الظاهرة.
**المطلب الثاني: ثمرة العمل واللجنة القائمة به.
بين الكاتب فيه أن الجمع في عهد عثمان رضي الله عنه اعتمد أساسا على جمع أبي بكر، بل رشح لتولي رئاسة المهمة، جامعه السابق زيد بن ثابت، ومعاونة أربعة نفر هم: ابن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث رضي الله عنهم، ورسم الخليفة الراشد لهم منهج الجمع الذي يسيرون عليه، وأمرهم إذا اختلفوا في كتابة شيء، أن يكتبوه بلغة قريش، لأن القرآن نزل بلغتهم، وأشرف عليهم بشكل مباشر فيما يقومون به، وكانوا إذا تدارأوا في شيء أخروه، ورجعوا فيه إليه. وأمدهم بأعضاء ـ غير متفرغين ـ لمساعدتهم، أوصلهم ابن سيرين إلى اثني عشر رجلا. ثم بين الباحثين عدم اشتراك ابن مسعود فيها، وذلك لكونه كان بعيدا في الكوفة، ولأنه لم يكن من كتبة الوحي عند النبي صلى الله عليه وسلم، وليس ممن جمعه في عهد أبي بكر، إضافة إلى خبرة زيد بن ثابت في هذا المجال، فهو إمام في الرسم، وابن مسعود إمام في الأداء ويكفي دليلا على ذلك أنه أخذ 70 سورة من في رسول الله عليه السلام.
****ولي على هذا المطلب ملاحظة:
وهي ما تكلف به الباحث، من الاستنباطات التي استنبطها من أسماء العشرة، اللذين رجح مشاركتهم في الجمع، وأنه روعي فيهم أن يكون النصف من قريش، وأربعة من الأنصار، وواحد من اليمن، ليكون التمثيل شاملا لقريش وللأنصار واليمن. وروعي فيه أن يكونوا من العرب الخلص، وواحد فقط من الموالي، ليتواجد فيه العرب، مع تمثيل للموالي. هذا الاستنباط لا أوافقه عليه أبدا، فالذي روعي في الاختيار هو الكفاءة وحدها، لا التمثيل الجغرافي أو العرقي. وإلا فبلاد الإسلام حين ذاك لا تكاد تغيب عنها الشمس، وفيها من العرقيات العدد الكبير، فلم لم يؤخذ من كل مصر؟ ومن كل عرق؟ فهذه الفروق قد تساموا عنها فلم يعبأوا لها أو يحفلوا بها. وليس من هذا أبدا تقديم الخليفة الراشد عثمان للغة قريش على غيرها حين الاختلاف، بل ذلك تقديم مبرر بينه رضي الله عنه وهو كون القرآن نزل بلغتهم لا لشيء آخر.
**المطلب الثالث:عدد المصاحف التي تم نسخها.
ذكر الباحث الخلاف في عدد المصاحف التي تم نسخها، ورجح أنها سبعة؛ ستة منها وزعت على الآفاق، واحتفظ أمير المؤمنين بواحد منها عنده، وتم إحراق ما سواها .
ثم عرج الكاتب إلى الفروق بين جمع أبي بكر وبين جمع عثمان رضي الله عنهما من حيث الدوافع أو النتائج.
**المطلب الرابع:أقوال العلماء في معنى الأحرف السبعة ومناقشتها.
وقد نقل فيه الكاتب قول ابن حبان :"أن العلماء اختلفوا فيها على 35 قولا" وذكر السبب في ذلك وهو: أن روايات الحديث جاءت مجملة، لا تكشف صراحة عن حقيقة المراد.
ثم أورد الباحث أربعة أراء في المراد بها، ورجح أنها سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد نحو :أقبل وتعال وهلم ..
وأوضح أن المصحف العثماني ليس فيه إلا حرف واحد منها، واستدل بما أورده ابن جرير الطبري بقوله:" فلا قراءة للمسلمين اليوم إلا بالحرف الواحد الذي اختاره لهم إمامهم الشفيق الناصح، دون ما عداه من الأحرف الستة الباقية".
**المطلب الخامس:ترتيب السور والآيات وعددها.
تطرق فيه المؤلف إلى تعريف السورة. لغة واصطلاحا، وعدد سور القرآن الكريم، والخلاف في التوبة والأنفال؛ هل هما سورة واحدة أم سورتان؟ ورجح أنهما سورتان بإجماع من يعتد به.
ثم تكلم على تقسيم سور القرآن بحسب الطول والقصر إلى: طوال ومئين و مثاني ومفصل. وبين كل قسم، وما يشتمل عليه من سور.
ثم تكلم عن تعريف الآية، وعن الطريق إلى معرفتها وهو التوقيف، فلا مجال للقياس أو الاجتهاد فيها. ثم عرض الأقوال في تعداد آي المصحف، وسبب الاختلاف فيها، وهو أن النبي عليه السلام كان يقف على رؤوس الآي تعليما لأصحابه، ثم يصلها حينا آخر مراعاة لتمام المعنى. وذكر الباحث الإجماع على أن ترتيب الآيات توقيفي، أما السور فرجح التوقيف أيضا مع الخلاف المشهور في ذلك.
المبحث الثاني:روايات جمع القرآن في عهد عثمان. ذكر الباحث فيه أربعة عشر رواية منها: ستة صحيحة، واثنتان حسنتان، والستة الباقية ضعيفة.
****ولدي ملاحظة:
حول الرواية الثانية، التي أوردها من صحيح البخاري عن زيد رضي الله عنه قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف... الحديث. فقد أوردها في الرواية الخامسة، من الفصل الأول في جمع أبي بكر الصديق، ولا أدري لم أعادها هنا! مع أنه لم يذكر شيئا جديدا فيها، وما علقه على هذه الرواية، بأنه لم يكن مصحف إلا في عهد عثمان رضي الله عنه. فغير صحيح إطلاقا. والرواية التي أوردها ترد عليه.
الفصل الرابع:شبهات حول القرآن.وفيه مبحثان :
المبحث الأول:شبهات المستشرقين. أوردها في 27 صفحة تعرض فيها لعشر شبه، قسمها على ثلاث مطالب، وأجاب عنها :
**المطلب الأول: حول جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.أورد فيه أربع شبه:
1- أن في طريقة كتابة المصحف ما يدل على أنه قد سقط منه شيء لم يكتب. بدليل ما ورد في الصحيحين من رواية: "رحم الله فلانا لقد أذكرني كذا وكذا آية، من سورة كذا " وفي رواية "أسقطتهن". والجواب عنها: أن الرسول عليه السلام قد حفظها قبل أن يحفظها ذلك الرجل، واستكتبها كتاب الوحي، وبلغها للناس. وجمهور المحققين كما ذكر ابن حجر على جواز النسيان عليه فيما طريقة التبليغ. لكن بشرطين :أنه بعدما يقع منه تبليغه . والآخر:أنه لا يستمر على نسيانه بل يحصل له تذكره إما بنفسه أو بغيره.
2- أن القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتب كاملا.بدليل ما جاء عن زيد "قبض رسول الله ولم يجمع القرآن في شيء". والجواب عنها: أن المراد لم يجمع في مصحف واحد، لما كان ينتظره عليه السلام من الوحي، ومن النسخ، أما كتابته فشيء آخر، تم على أكمل وجه.
3- أن الكتابة لم تبدأ إلا في المدينة. وعليه فما نزل بمكة لم يحفظ. والجواب عنها: أنها دعوى عارية عن الدليل، بل هي مجرد تكهن وتخمين، وما أسلام عمر إلا بسبب قراءته رقعة كتب عليها سورة طه.
4- اضطراب وعدم ثبات النص القرآني. والجواب عنها: أنهم يعنون القراءات المتواترة، المقطوع بصحة نسبتها إلى رسول الله عليه السلام. وقد تم شرح المراد بالأحرف السبعة فلا داعي لإعادته. ثم إن المنصفين منهم أدركوا هذه الحقيقة وعرفوها فلم يكابروا، فهذا موريس بوكاي يقول:"صحة القرآن التي لا تقبل الجدل، تعطي النص مكانة خاصة بين كتب التنزيل، ولا يشترك مع نص القرآن في هذه الصحة، لا العهد الجديد ولا العهد القديم".
**المطلب الثاني : شبهات المستشرقين حول جمع القرآن في عهد أبي بكر. وقد أورد المؤلف فيه شبهتان:
1- أن نصوص الوحي لم تفرز بشكل نهائي في عهد النبي عليه السلام ولم تحفظ. والجواب: أنها فرية كبرى، وهي محض اختلاق وافتراء وكذب .لا تعتمد على منهج علمي متجرد، بل صادرة عن هوى وتحامل، فلا يلتفت إليها.
2- أن هدف الجمع كان مجرد رغبة شخصية من أبي بكر ثم عمر رضي الله عنهما، بتملك نسخة من المصحف، حتى لا يكونوا أقل حالا من غيرهم. بدليل انتقاله لحفصة رضي الله عنها على أنها ذمة مالية شخصية .والجواب عنها: أن الهدف النهائي من هذه الشبهة، هو إضفاء الشخصية والفردية على هذا الجمع، ليفتقد القرآن صفة التواتر المطلوبة. لكن أنى لهم ذلك! فالمصادر تشير إلى حفظ العمرين لكتاب الله تعالى عن ظهر قلب، وتلك لعمري منقبة أعظم. فما القيمة لنسخة من القرآن، عند رجلين جمعاه حفظا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ثم كيف ينتقل من أبي بكر إلى عمر وهو لا يرثه ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
**المطلب الثالث:شبهات المستشرقين حول جمع القرآن في عهد عثمان. وقد أورد فيه أربع شبه تقريبا:
1- أنه لا يتضمن الوحي وحده، بل فيه من الإضافات التفسيرية والتذييلات قدرا لا بأس به.
2- أنه فرض على المسلمين بالقوة، وقد جابهوه بالمقاومة.
3- أن مصاحف الصحابة كانت تختلف معه، فلم يعتمد فيه عليها.
والجواب: أنها افتراءات يتمحلها المستشرقين، محاولة منهم للتشكيك في القرآن الكريم.
وأما الشبهة الأخيرة. فالجواب عنها: أن تلك المصاحف التي يقصدون، هي مصاحف شخصية لبعض الصحابة. ربما كتبوا فيها بعض التفسير. وفيها ما تلقوه ولم يعلموا بنسخه في العرضة الأخيرة. بدليل أن القراء الذين تلقوا قراءاتهم على أصحاب تلك المصاحف، لم ينقلوا عنهم قراءة تخالف ما يحتمله رسم المصحف الإمام الذي كتب في عهد عثمان، وحظي بإجماع الصحابة جميعا .
المبحث الثاني:دراسة روايات في كتب أهل السنة يساء فهمها في صحة نقل القرآن .
أورد فيه الباحث اثنا عشر حديثا و أثرا، منها نسخ آية الرجم، ونسخ عشر رضعات، وسورتي الخلع والحفد، وغيرها مما نسخت تلاوته، واستغله بعض الرافضة كالخوئي للطعن في القرآن، والقول بأن الصحابة كان يحذفون منه ما يريدون ويتركون ما يحبون.
والجواب: أن نسخ التلاوة جائز عقلا، وواقع شرعا، بالأدلة الصريحة من كتاب الله تعالى، بل إن كبار علماء الشيعة اعترفوا بهذا النسخ، واستدلوا بهذه الآيات على أنها مما نسخت تلاوته، كأبي محمد الطوسي شيخ الطائفة والكليني في الكافي والمجلسي والطبرسي في تفسيره وغيرهم. والله أعلم.
****وأخيرا فلي ملاحظات عامة على البحث :
الأولى:أن هذا البحث هو ممسك من علمين بطرف، هما: علوم القرآن والحديث. لكنه أقرب إلى الحديث ودراسة الأسانيد منه إلى علوم القرآن. وقد جاءت دراسة أسانيده والحكم عليها وتخريجها مختصرة جدا. وهذا يلحظه المتتبع لتلك المرويات، ولا يزال الميدان رحبا لمن يريد الخوض فيه.
الثانية:ذكر الباحث ثلاث مراحل مر بها جمع القران وقد تابع فيها كثيرا ممن سبقه. وأرى ـ حسب وجهة نظري ـ أن هناك مرحلتان متقدمتان عليهما في الجمع لابد من ذكرهما لم يتعرض لهما ويمكن أن نستدل بهاتين المرحلتين على أن فيهما إشارة إلى مشروعية وأهمية الجمعين معا ( الصدور والسطور):
الأولى: حين نزل مجموعا إلى بيت العزة في السماء الدنيا كما صح ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه. ولهذا الجمع فوائد منها: بيان أفضلية القرآن فهو يشترك مع الكتب السابقة في نزوله جملة واحدة ولا تفضل عليه فيها، ثم هو يتميز عنها بنزوله بعد ذلك منجما، فكان له النزولان جميعا .
الثانية: جمعه في صدر النبي عليه السلام.وهي مرحلة سابقة لكتابة النبي عليه الصلاة والسلام وحفظ الصحابة له، وقد دل على هذا الجمع قوله تعالى: "إن علينا جمعه وقرآنه" فهو جمع من الله تعالى له في صدر نبيه عليه السلام منة من الله وفضلا بدون تعب من النبي عليه السلام أو بذل جهد لحفظه، وتلك خاصية اختص بها دون سائر الأمة.وهاتان المرحلتان ليس للبشر فيهما يد. ثم جاءت المرحلة الثالثة بعد ذلك وهي جمعه عليه السلام له في الصحف كتابة.
الثالثة: بذل الباحث وفقه الله جهد مشكورا وطرق موضوعا رائعا جديرا بالبحث حاول أعداء الدين التسلل من خلاله للنيل من دستور المسلمين ومحاولة التشكيك فيه وقد وفق في عرض شبههم والجواب عنها بأجوبة قريبة يستوعبها كل من يطلع عليها.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،،
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..أما بعد:
فهذا عرض لكتاب
[align=center]جمع القرآن : دراسة تحليلية لمروياتهً[/align]
[align=center]للدكتور أكرم عبد خليفة الدليمي[/align]
[align=center]
طبعة دار الكتب العلمية، ببيروت، ويقع في 342 صفحة، وهو عبارة عن أطروحة علمية، قدمها الباحث لكلية العلوم الإسلامية، ولم يحدد المرحلة التي نال شهادتها بهذا البحث. وقد قسم الباحث هذا البحث إلى مقدمة وأربعة فصول وخاتمة.
الفصل الأول: كتابة القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
بدأه بـ تمهيد عرف فيه عنوان الرسالة، المكون من كلمتي: الجمع والقرآن. بدأ بتعريف القرآن لغة، ثم ذكر الخلاف في اشتقاقه وعدمه؟وهمزه وعدمه؟ ورجح أنه مهموز، ومشتق من قرأ بمعنى تلا. واختار تعريفه اصطلاحا بأنه : الكلام المعجز المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، المكتوب في المصاحف، المنقول بالتواتر، المتعبد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة، والمختوم بسورة الناس.
ثم عرف الجمع لغة: بأنه جمع الشئ عن تفرقة.وأما اصطلاحا فيطلق تارة: ويراد منه حفظه واستظهاره في الصدور. ويطلق ويراد منه: كتابته كله.
****ولي على هذا التمهيد ملحظان :
1/كان ينبغي أن يكون متقدما على الفصل الأول، لأنه تمهيد للرسالة كلها، وليس خاصا بهذا الفصل.
2/تعريف الجمع هو في الحقيقة تعداد لأنواعه، فينبغي إعادة صياغته بشكل علمي ليكون جامعا مانعا.
ثم أتبع الباحث هذا التمهيد بذكر ثلاثة مباحث تحت هذا الفصل:
المبحث الأول:جمعه في الصدور وفيه مطلبان:
**المطلب الأول:كيفية تلقي الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم.
وذكر فيه معنى الوحي لغة وشرعا, قال "وزبدة القول : أن الوحي شرعا: إلقاء الله الكلام أو المعنى في نفس الرسول أو النبي بخفاء وسرعة بملك أو بدون ملك". ثم ذكر الكيفيات التي كان ينزل بها الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وما كان يعانيه في بعضها من شدة وكرب، وتعجله في بادئ الأمر لحفظه ثم طمأنته بجمعه في صدره.
**المطلب الثاني: كيفية تلقي الصحابة رضي الله عنهم القرآن وحفظه:
بين فيه حرصهم على حفظه، وتسابقهم إلى مدارسته وتفهمه، وتبليغه لأبنائهم وأهليهم، ثم ذكر جملة ممن حفظوه من كبار الصحابة .
****ولي على هذا المبحث ملاحظات:
1/تعريف الوحي بأنه: إلقاء الكلام أو المعنى في نفس الرسول. هو ما يسمى: بالكلام النفساني وهي نزعة أشعرية لإنكار تكلم الله به حقيقة. وقد يعتذر للباحث فيه بأنه ناقل له عن غيره، لو لم يختر التعريف ويرتضيه.
2/في صفحة 28 السطر3 يقول "فقد ورد أن جبريل كان يقول ضعوا آية كذا في موضع كذا" وفي صفحة 36 السطر 8 "وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يقرر ترتيب الآيات فيقول :ضعوا الآية كذا في موضع كذا" وخرجها في الحاشية من موضع واحد، وهو مسند أحمد، والنقل الأول غير دقيق ولاشك.
3/قوله في صفحة 28 "وهناك روايات متنوعة صحيحة كثيرة، تدل دلالة قاطعة، على أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام كانوا يقرؤون القرآن الكريم على هذا الترتيب نفسه، الذي يبدأ بسورة الفاتحة، وينتهي بسورة الناس" أقول: في قوله " هناك روايات متنوعة صحيحة كثيرة، تدل دلالة قاطعة" مبالغة كبيرة، بل قد ثبت أيضا أنه قدم النساء على آل عمران في صلاته، ثم إن الترتيب في القراءة مسألة أخرى، تختلف عن الترتيب في المصحف عند التحقيق والله أعلم.
المبحث الثاني:جمعه في السطور. وذكر فيه ثلاثة مطالب:
**المطلب الأول: أدوات الكتابة.
وقد بين فيه مدى المشقة التي كان يتحملها الصحابة رضي الله عنهم في كتابة القرآن، فكانوا يكتبون على العسب واللخاف والرقاع والكرانيف وعظام الأكتاف والأضلاع والأقتاب. وجزم الباحث بأن المواد اللينة كانت من ضمن ما كتب عليه كالورق والجلد بل والحرير أيضا.
****ولي على هذا المطلب ملاحظة:
وهي أن كتابة القرآن على الحرير لم يذكر لها دليلا وإثباتها في الحقيقة يفتقر إلى دليل.
**المطلب الثاني:كتاب القرآن من الصحابة.
ويسمون كتاب الوحي، وقد ذكر الباحث تفاوت المصادر في تحديد كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، فالطبري ذكر عشرة، وهكذا يتدرج العدد، حتى يصل إلى 42 كما ذكر الكتاني عن العراقي. وفي الحقيقة لم يكن الجميع كتاب للوحي، بل منهم من يكتب الوحي، ومنهم من يكتب أموال الصدقات، وآخرون لرسائل الملوك وهكذا، وقد ترجم الباحث لثلاث وعشرين كاتبا من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، تراجم مختصرة، على حسب ترتيب حروف المعجم.
****ولي على هذا المطلب ملاحظة:
فلا أدري على أي أساس أختار الثلاثة والعشرين الذين ترجم لهم، دون غيرهم؟ خصوصا أنه بين في التراجم، أن بعضهم لم يكونوا يكتبون الوحي، بل يكتبون غيره، ورجح أيضا الباحث في صفحة 42 أن كتاب الوحي أربعة وإذا غابوا خلفهم خمسة، و الذي يظهر لي أن كتاب الوحي لا يتجاوزون العشرة كما ذكر ذلك الطبري، فكان من الأولى أن يكتفي بهم.
**المطلب الثالث:خط المصاحف.
تحدث فيه عن أصل الخط العربي؟ ومتى نشأ؟ وكيف وصل إلى الجزيرة قبل الإسلام؟ في ضوء مرويات نقلها عن ابن أبي داود في كتاب المصاحف.
ثم تكلم عن وصف خط المصحف، وأنه كان مجردا من الإعجام والحركات أو أي إضافات أخرى.
ثم تطرق لمسألة: حكم التمسك بالرسم العثماني؟ وذكر اختلاف العلماء فيه على ثلاثة أقوال: منهم من تشدد فجعله توقيفيا، بل ومعجزة قرآنية متحدى بها. ومنهم من تساهل فأجاز كتابته بالرسم الإملائي، لأنه الرسم اصطلاحي، بل أوجبه على عوام الناس، لئلا يوقع في تغيير الجهال لكتاب الله. وهناك من توسط فقال: إن الرسم اصطلاحي، لكن يجب التزامه، ولا تجوز مخالفته، لأن إجماع الصحابة قد انعقد على ذلك وهذا ما رجحه الباحث.
المبحث الثالث: الأحاديث المروية في العهد النبوي لكتابة القرآن:
بدأ الباحث هذا المبحث بتوطئة، ركز فيها على أهمية دراسة المرويات، لمعرفة ما يصح منها وما لا يصح، وبين منهجه في دراسة الأسانيد، وأنها دراسة نقدية، وقد وعد بالتوسع في دراستها، وبيان حال رجالها. إضافة إلى تحليل المتن، متى ما احتاج إلى ذلك. ثم سرد أحد عشر حديثا: منها ستة صحيحة، واثنان حكم عليهما بالحسن، وثلاثة ضعفها.
****ولي مع هذا المبحث وقفات:
1/لم نجد في دراسة الأسانيد ذاك التوسع الذي وعد به، وما نجده هو دراسة مختصرة جدا لظواهر الأسانيد، إضافة إلى عدم التوسع في جمع الطرق والروايات.
2/يبدأ الحديث في الغالب بقوله :حدثنا أو حدثني. وكأن الباحث هو الذي يرويه. وكان الأولى أن يقول مثلا: قال البخاري :حدثنا. ولم يخالف ذلك، إلا في الحديث السابع فقال "قال الديرعاقولي في فوائده:حدثنا" وفي الحادي عشر "قال الإمام النسائي:أخبرنا قتيبة".
3/لم يوفق في الحكم على إسناد الحديث الحادي عشر من وجهة نظري، فقد ترجم لرواته ثم قال "رجالها ثقات سوى يحيى بن حكيم فقد وثقه ابن حبان وقبله ابن حجر، فالحديث إسناده ضعيف" فتضعيفه غير منطقي، لأن ما ذكره لا يسوغ تضعيفه، علما بأن الحديث صححه ابن حبان والألباني.
الفصل الثاني:جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق.
وفيه مبحثان:المبحث الأول: بيان كيفية الجمع ونتائجه. وقد عقد الباحث فيه ثلاثة مطالب:
**المطلب الأول: فكرة الجمع وسببه. وهو ما حصل من مقتل القراء في حروب الردة، وكان بمشورة الفاروق رضي الله عنه، وهذا الجمع مغاير للجمع الذي حصل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، بدليل تردد أبوبكر وزيد فيه، وقولهما :"كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله".
**المطلب الثاني: لجنة جمع القرآن. ذكر أن الذي تولى هذا الجمع هو زيد بن ثابت رصي الله عنه، للخصال التي تميز بها وهي :
1- كونه شابا، ليكون أنشط وأقوى فيه، وقد شبه نقل جبل من مكانه، بأنه أسهل عليه مما كلف به.
2- عاقلا، فيكون أوعى له.
3- لايتهم، فتركن النفس إليه.
4- كان يكتب الوحي على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، فلديه الخبرة والممارسة الكافية لهذا العمل .
ولعظم المهمة، فالباحث يعتقد أن بعض الصحابة قد وقف إلى جانب زيد في انجازها، خصوصا عمر رضي الله عنه كما جاء في بعض الروايات.
واستغرقت المهمة ما يقارب السنة، من بعد اليمامة إلى قبيل وفاة أبي بكر رضي الله عنه حيث أودع عنده .
ثُمَّ عدد الباحث ما امتاز به هذا الجمع من مميزات:
من أهمها أن القرآن جمع في مصحف واحد، مرتب الآيات، قد حوى الأحرف السبعة التي نزل القرآن بها، وظفر بإجماع الأمة عليه.
****ولي تعليق على المدة التي جمع بها:
فقد تمت في الفترة مابين حروب الردة في الأشهر الأخيرة من سنة11هـ ووفاة الصديق في جمادى الآخرة سنة13هـ وهي فترة تمتد إلى سنة وأكثر من ستة أشهر ولا نستطيع الجزم بأحد هذين الأمرين دون الآخر : أنها استغرقت المدة كاملة أو استغرقت جزءا منها، لعدم وجود روايات تحدد ذلك ومتى ثبت شيء من ذلك كان المصير إليه، وما نستطيع الجزم به أنها لا تتجاوز السنة والنصف والله أعلم .
المبحث الثاني: روايات جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه. أورد الباحث فيه سبع روايات منها: واحدة صحيحة، وأخرى حسنة، والباقية ضعيفة. ثم ذكر الروايات التي تشير إلى أن عمر وعلي رضي الله عنهما هما اللذان جمعا القرآن، وهي خمس روايات منها: اثنتان حكم على إسنادهما بالحسن وعلى متنهما بالنكارة، والبقية لا تصح أسانيدها. ثم أورد رواية منقطعة ضعيفة على أن الذي جمع القرآن هو سالم مولى حذيفة رضي الله عنه.ولو حكمنا بفرض صحة المرويات هذه، فهي محمولة على أن الذي أشار بالجمع هو عمر، لا أنه هو الذي نفذه . وما جاء عن علي فيحمل على أن المراد بجمعه :حفظه أو أنه ممن ساعد زيدا فيه، وأما سالم فقد ثبت أنه ممن قتل في حروب الردة، والجمع حصل بعده. وفي الجملة: فيحتمل أنهم جمعوا بعضه في صحف خاصة بهم، كما كان عليه أكثر الصحابة، لكنها لم تظفر بالتحري والتدقيق والإجماع الذي حصل في جمع أبي بكر رضي الله عنه .
الفصل الثالث:جمع القرآن في عهد عثمانوفيه مبحثان :
المبحث الأول: دوافع توحيد المصاحف ونسخها. وتحته خمسة مطالب:
**المطلب الأول:كثرة الأسباب والدوافع.
بين فيه الباحث أن من الأسباب التي حملت على جمع القرآن، اختلاف الناس في القراءة، حتى وصل الأمر أن كفر بعضهم بعضا، وقال :قراءتي خير من قراءتك. بالإضافة إلى جهل الجمهور الجديد، بنزول القرآن على سبعة أحرف، مما حمل حذيفة رضي الله عنه، على نقل ذلك الواقع المرير الذي شاهد جزءا منه، بين أهل العراق والشام، وهم على أطراف الجمهوريات الإسلامية يغازون في سبيل الله سنة ست وثلاثين، إلى أمير المؤمنين لتدارك هذه الظاهرة.
**المطلب الثاني: ثمرة العمل واللجنة القائمة به.
بين الكاتب فيه أن الجمع في عهد عثمان رضي الله عنه اعتمد أساسا على جمع أبي بكر، بل رشح لتولي رئاسة المهمة، جامعه السابق زيد بن ثابت، ومعاونة أربعة نفر هم: ابن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث رضي الله عنهم، ورسم الخليفة الراشد لهم منهج الجمع الذي يسيرون عليه، وأمرهم إذا اختلفوا في كتابة شيء، أن يكتبوه بلغة قريش، لأن القرآن نزل بلغتهم، وأشرف عليهم بشكل مباشر فيما يقومون به، وكانوا إذا تدارأوا في شيء أخروه، ورجعوا فيه إليه. وأمدهم بأعضاء ـ غير متفرغين ـ لمساعدتهم، أوصلهم ابن سيرين إلى اثني عشر رجلا. ثم بين الباحثين عدم اشتراك ابن مسعود فيها، وذلك لكونه كان بعيدا في الكوفة، ولأنه لم يكن من كتبة الوحي عند النبي صلى الله عليه وسلم، وليس ممن جمعه في عهد أبي بكر، إضافة إلى خبرة زيد بن ثابت في هذا المجال، فهو إمام في الرسم، وابن مسعود إمام في الأداء ويكفي دليلا على ذلك أنه أخذ 70 سورة من في رسول الله عليه السلام.
****ولي على هذا المطلب ملاحظة:
وهي ما تكلف به الباحث، من الاستنباطات التي استنبطها من أسماء العشرة، اللذين رجح مشاركتهم في الجمع، وأنه روعي فيهم أن يكون النصف من قريش، وأربعة من الأنصار، وواحد من اليمن، ليكون التمثيل شاملا لقريش وللأنصار واليمن. وروعي فيه أن يكونوا من العرب الخلص، وواحد فقط من الموالي، ليتواجد فيه العرب، مع تمثيل للموالي. هذا الاستنباط لا أوافقه عليه أبدا، فالذي روعي في الاختيار هو الكفاءة وحدها، لا التمثيل الجغرافي أو العرقي. وإلا فبلاد الإسلام حين ذاك لا تكاد تغيب عنها الشمس، وفيها من العرقيات العدد الكبير، فلم لم يؤخذ من كل مصر؟ ومن كل عرق؟ فهذه الفروق قد تساموا عنها فلم يعبأوا لها أو يحفلوا بها. وليس من هذا أبدا تقديم الخليفة الراشد عثمان للغة قريش على غيرها حين الاختلاف، بل ذلك تقديم مبرر بينه رضي الله عنه وهو كون القرآن نزل بلغتهم لا لشيء آخر.
**المطلب الثالث:عدد المصاحف التي تم نسخها.
ذكر الباحث الخلاف في عدد المصاحف التي تم نسخها، ورجح أنها سبعة؛ ستة منها وزعت على الآفاق، واحتفظ أمير المؤمنين بواحد منها عنده، وتم إحراق ما سواها .
ثم عرج الكاتب إلى الفروق بين جمع أبي بكر وبين جمع عثمان رضي الله عنهما من حيث الدوافع أو النتائج.
**المطلب الرابع:أقوال العلماء في معنى الأحرف السبعة ومناقشتها.
وقد نقل فيه الكاتب قول ابن حبان :"أن العلماء اختلفوا فيها على 35 قولا" وذكر السبب في ذلك وهو: أن روايات الحديث جاءت مجملة، لا تكشف صراحة عن حقيقة المراد.
ثم أورد الباحث أربعة أراء في المراد بها، ورجح أنها سبع لغات من لغات العرب في المعنى الواحد نحو :أقبل وتعال وهلم ..
وأوضح أن المصحف العثماني ليس فيه إلا حرف واحد منها، واستدل بما أورده ابن جرير الطبري بقوله:" فلا قراءة للمسلمين اليوم إلا بالحرف الواحد الذي اختاره لهم إمامهم الشفيق الناصح، دون ما عداه من الأحرف الستة الباقية".
**المطلب الخامس:ترتيب السور والآيات وعددها.
تطرق فيه المؤلف إلى تعريف السورة. لغة واصطلاحا، وعدد سور القرآن الكريم، والخلاف في التوبة والأنفال؛ هل هما سورة واحدة أم سورتان؟ ورجح أنهما سورتان بإجماع من يعتد به.
ثم تكلم على تقسيم سور القرآن بحسب الطول والقصر إلى: طوال ومئين و مثاني ومفصل. وبين كل قسم، وما يشتمل عليه من سور.
ثم تكلم عن تعريف الآية، وعن الطريق إلى معرفتها وهو التوقيف، فلا مجال للقياس أو الاجتهاد فيها. ثم عرض الأقوال في تعداد آي المصحف، وسبب الاختلاف فيها، وهو أن النبي عليه السلام كان يقف على رؤوس الآي تعليما لأصحابه، ثم يصلها حينا آخر مراعاة لتمام المعنى. وذكر الباحث الإجماع على أن ترتيب الآيات توقيفي، أما السور فرجح التوقيف أيضا مع الخلاف المشهور في ذلك.
المبحث الثاني:روايات جمع القرآن في عهد عثمان. ذكر الباحث فيه أربعة عشر رواية منها: ستة صحيحة، واثنتان حسنتان، والستة الباقية ضعيفة.
****ولدي ملاحظة:
حول الرواية الثانية، التي أوردها من صحيح البخاري عن زيد رضي الله عنه قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف... الحديث. فقد أوردها في الرواية الخامسة، من الفصل الأول في جمع أبي بكر الصديق، ولا أدري لم أعادها هنا! مع أنه لم يذكر شيئا جديدا فيها، وما علقه على هذه الرواية، بأنه لم يكن مصحف إلا في عهد عثمان رضي الله عنه. فغير صحيح إطلاقا. والرواية التي أوردها ترد عليه.
الفصل الرابع:شبهات حول القرآن.وفيه مبحثان :
المبحث الأول:شبهات المستشرقين. أوردها في 27 صفحة تعرض فيها لعشر شبه، قسمها على ثلاث مطالب، وأجاب عنها :
**المطلب الأول: حول جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.أورد فيه أربع شبه:
1- أن في طريقة كتابة المصحف ما يدل على أنه قد سقط منه شيء لم يكتب. بدليل ما ورد في الصحيحين من رواية: "رحم الله فلانا لقد أذكرني كذا وكذا آية، من سورة كذا " وفي رواية "أسقطتهن". والجواب عنها: أن الرسول عليه السلام قد حفظها قبل أن يحفظها ذلك الرجل، واستكتبها كتاب الوحي، وبلغها للناس. وجمهور المحققين كما ذكر ابن حجر على جواز النسيان عليه فيما طريقة التبليغ. لكن بشرطين :أنه بعدما يقع منه تبليغه . والآخر:أنه لا يستمر على نسيانه بل يحصل له تذكره إما بنفسه أو بغيره.
2- أن القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتب كاملا.بدليل ما جاء عن زيد "قبض رسول الله ولم يجمع القرآن في شيء". والجواب عنها: أن المراد لم يجمع في مصحف واحد، لما كان ينتظره عليه السلام من الوحي، ومن النسخ، أما كتابته فشيء آخر، تم على أكمل وجه.
3- أن الكتابة لم تبدأ إلا في المدينة. وعليه فما نزل بمكة لم يحفظ. والجواب عنها: أنها دعوى عارية عن الدليل، بل هي مجرد تكهن وتخمين، وما أسلام عمر إلا بسبب قراءته رقعة كتب عليها سورة طه.
4- اضطراب وعدم ثبات النص القرآني. والجواب عنها: أنهم يعنون القراءات المتواترة، المقطوع بصحة نسبتها إلى رسول الله عليه السلام. وقد تم شرح المراد بالأحرف السبعة فلا داعي لإعادته. ثم إن المنصفين منهم أدركوا هذه الحقيقة وعرفوها فلم يكابروا، فهذا موريس بوكاي يقول:"صحة القرآن التي لا تقبل الجدل، تعطي النص مكانة خاصة بين كتب التنزيل، ولا يشترك مع نص القرآن في هذه الصحة، لا العهد الجديد ولا العهد القديم".
**المطلب الثاني : شبهات المستشرقين حول جمع القرآن في عهد أبي بكر. وقد أورد المؤلف فيه شبهتان:
1- أن نصوص الوحي لم تفرز بشكل نهائي في عهد النبي عليه السلام ولم تحفظ. والجواب: أنها فرية كبرى، وهي محض اختلاق وافتراء وكذب .لا تعتمد على منهج علمي متجرد، بل صادرة عن هوى وتحامل، فلا يلتفت إليها.
2- أن هدف الجمع كان مجرد رغبة شخصية من أبي بكر ثم عمر رضي الله عنهما، بتملك نسخة من المصحف، حتى لا يكونوا أقل حالا من غيرهم. بدليل انتقاله لحفصة رضي الله عنها على أنها ذمة مالية شخصية .والجواب عنها: أن الهدف النهائي من هذه الشبهة، هو إضفاء الشخصية والفردية على هذا الجمع، ليفتقد القرآن صفة التواتر المطلوبة. لكن أنى لهم ذلك! فالمصادر تشير إلى حفظ العمرين لكتاب الله تعالى عن ظهر قلب، وتلك لعمري منقبة أعظم. فما القيمة لنسخة من القرآن، عند رجلين جمعاه حفظا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ثم كيف ينتقل من أبي بكر إلى عمر وهو لا يرثه ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
**المطلب الثالث:شبهات المستشرقين حول جمع القرآن في عهد عثمان. وقد أورد فيه أربع شبه تقريبا:
1- أنه لا يتضمن الوحي وحده، بل فيه من الإضافات التفسيرية والتذييلات قدرا لا بأس به.
2- أنه فرض على المسلمين بالقوة، وقد جابهوه بالمقاومة.
3- أن مصاحف الصحابة كانت تختلف معه، فلم يعتمد فيه عليها.
والجواب: أنها افتراءات يتمحلها المستشرقين، محاولة منهم للتشكيك في القرآن الكريم.
وأما الشبهة الأخيرة. فالجواب عنها: أن تلك المصاحف التي يقصدون، هي مصاحف شخصية لبعض الصحابة. ربما كتبوا فيها بعض التفسير. وفيها ما تلقوه ولم يعلموا بنسخه في العرضة الأخيرة. بدليل أن القراء الذين تلقوا قراءاتهم على أصحاب تلك المصاحف، لم ينقلوا عنهم قراءة تخالف ما يحتمله رسم المصحف الإمام الذي كتب في عهد عثمان، وحظي بإجماع الصحابة جميعا .
المبحث الثاني:دراسة روايات في كتب أهل السنة يساء فهمها في صحة نقل القرآن .
أورد فيه الباحث اثنا عشر حديثا و أثرا، منها نسخ آية الرجم، ونسخ عشر رضعات، وسورتي الخلع والحفد، وغيرها مما نسخت تلاوته، واستغله بعض الرافضة كالخوئي للطعن في القرآن، والقول بأن الصحابة كان يحذفون منه ما يريدون ويتركون ما يحبون.
والجواب: أن نسخ التلاوة جائز عقلا، وواقع شرعا، بالأدلة الصريحة من كتاب الله تعالى، بل إن كبار علماء الشيعة اعترفوا بهذا النسخ، واستدلوا بهذه الآيات على أنها مما نسخت تلاوته، كأبي محمد الطوسي شيخ الطائفة والكليني في الكافي والمجلسي والطبرسي في تفسيره وغيرهم. والله أعلم.
****وأخيرا فلي ملاحظات عامة على البحث :
الأولى:أن هذا البحث هو ممسك من علمين بطرف، هما: علوم القرآن والحديث. لكنه أقرب إلى الحديث ودراسة الأسانيد منه إلى علوم القرآن. وقد جاءت دراسة أسانيده والحكم عليها وتخريجها مختصرة جدا. وهذا يلحظه المتتبع لتلك المرويات، ولا يزال الميدان رحبا لمن يريد الخوض فيه.
الثانية:ذكر الباحث ثلاث مراحل مر بها جمع القران وقد تابع فيها كثيرا ممن سبقه. وأرى ـ حسب وجهة نظري ـ أن هناك مرحلتان متقدمتان عليهما في الجمع لابد من ذكرهما لم يتعرض لهما ويمكن أن نستدل بهاتين المرحلتين على أن فيهما إشارة إلى مشروعية وأهمية الجمعين معا ( الصدور والسطور):
الأولى: حين نزل مجموعا إلى بيت العزة في السماء الدنيا كما صح ذلك عن ابن عباس رضي الله عنه. ولهذا الجمع فوائد منها: بيان أفضلية القرآن فهو يشترك مع الكتب السابقة في نزوله جملة واحدة ولا تفضل عليه فيها، ثم هو يتميز عنها بنزوله بعد ذلك منجما، فكان له النزولان جميعا .
الثانية: جمعه في صدر النبي عليه السلام.وهي مرحلة سابقة لكتابة النبي عليه الصلاة والسلام وحفظ الصحابة له، وقد دل على هذا الجمع قوله تعالى: "إن علينا جمعه وقرآنه" فهو جمع من الله تعالى له في صدر نبيه عليه السلام منة من الله وفضلا بدون تعب من النبي عليه السلام أو بذل جهد لحفظه، وتلك خاصية اختص بها دون سائر الأمة.وهاتان المرحلتان ليس للبشر فيهما يد. ثم جاءت المرحلة الثالثة بعد ذلك وهي جمعه عليه السلام له في الصحف كتابة.
الثالثة: بذل الباحث وفقه الله جهد مشكورا وطرق موضوعا رائعا جديرا بالبحث حاول أعداء الدين التسلل من خلاله للنيل من دستور المسلمين ومحاولة التشكيك فيه وقد وفق في عرض شبههم والجواب عنها بأجوبة قريبة يستوعبها كل من يطلع عليها.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،،