تقرير عن كتاب "البستان في تجويد القرآن"

إنضم
28/11/2012
المشاركات
17
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
مراكش - المغرب
بسم الله الرحمن الرحيم
تقرير عن كتاب البستان في تجويد القرآن

أصل الكتاب: رسالة جامعية (تحقيق مخطوط)
موضوعه: تجويد الحرف القرآني
صاحبه: الطالب مولاي المصطفى بوهلال
تاريخ المناقشة ومكانها: 12/07/2011، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش الحمراء.
أعضاء لجنة المناقشة:
د/ توفيق العبقري: مشرفا
د/ عبد الرزاق مرزوك: رئيسا
د/ العربي البوهالي: عضوا.
د/ عباس أرحيلة: ضيف شرف
التعريف بالكتاب:
«البستان في تجويد القرآن» للإمام المجود أبي عبد الله محمد بن يوسف الجناتي (780هـ)، وهو تأليف يقع في صميم الحرف القرآني من جهة حسن أدائه وإقامته على جادة النطق وسليم التلفظ؛ برعي مخرجه وحليته ولحظ حكمه، درءا لمعيب الخطإ عن ساحته، كما أنه جهد من محض مغربي التصنيف وحره، خاصة في علم الأداء والتجويد، الذي يعنى بالنظر في تلك الكيفيات الأدائية والأنماط النطقية التي أُنزل القرآن الكريم وفقها، من معرفة مخارج الحروف وصفاتها وتفخيمها وترقيقها، وكشف خطئها ولحنها ـ خفيها وجليها ـ وبصَـر مقاطعها وابتداآتها ...
ألفه صاحبه في تجويد الألفاظ وتصحيح الأداء لأحرف الكتاب العزيز وفق رواية نافع، وهو مع ذلك يمثل جهدا مستقلا في ميدانه، ليس شرحا لمتن أو تعليقا أو حاشية أو اختصارا لكتاب سبق، جمع فيه مؤلفه بين غزارة المادة وتراحب الأبواب، بما اشتمل عليه من دقائق الفن وقواعده، وأبدع فيه أيما إبداع من حيث المزجُ بين مباحث التجويد والقراءات ومباحث في اللغة، أودعها قالبا صوفيا ونفسا روحانيا أصيلا، ضمَّنه تلخيص العبارة الراجعة إلى القواعد النحوية الأصيلة، ولطيف الإشارة الظريفة الراجعة إلى المسائل التصوفية التي بها صلاح الجنان، على نظام بديع ونحو غريب، يستحسنه كل من له في التصوف أدنى نصيب .
ومن أطرف أبوابه: «باب في أنفاس الحروف وأرواحها وأجسادها» حيث يقول: أنفاسها نِقاطها، وأرواحها حركاتها، وأما أجسادها فهي صورة الحروف بمعانيها.
وهو بهذا ينبئنا عن شخصيته العلمية التصوفية النافذة المتبصرة بحقائق الأشياء، عندما استعار للحروف أنفاسا وأرواحا وأجسادا بجامع كونها أسباب التجليات الإلهية والفتوحات النورانية القدوسية بكشف مضمرات الغيب، والنظر إليه من ستر خفي، وبذلك استحق الكتاب وصف الطرافة وشع منه نور الجدة والجدوى.
وكتاب مثل «البستان»، حقيق بأن يسعد بالاحتفال ويحظى بالاهتبال، من لدن الدارسين والمحققين الذين يهتمون بالدرس القرائي، تأريخا لرواته ونقاده، وتنظيرا لمسائله ومبادئه، إلا أن الوضع جاء على عكس ما يرام، فلم نجد لأبي عبد الله الجناتي ذكرا أو أدنى إشارة، خاصة في المصنفات التي ندبت نفسها للتأريخ لأشهر مدارس الإقراء الكبرى في المشرق والمغرب، فهو حلقة مفقودة من سلسلة القراء والمجودين، ودرة ثمينة في عقد فريد، خليقة بالتبريز والشهرة.
والكتاب نسعد بتقديمه ضمن منشورات مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة /برحبة مراكش الحمراء/ التابع للرابطة المحمدية للعلماء.
على أن الإمام أبا عبد الله الجناتي لم يجر على المعهود المألوف في التصـريح بمقصده والتوصيف لمسلكه في العرض والبسط وبيان دواعي التأليف وأسبابه، وإنما شرع في المقصود بترتيب أبواب كتابه أرسالا، وفق نسق بديع ونظام فريد، أَهَلَّه بعد الخطبة بذكر:
باب أصل الألفات وأسمائها وأقسامها، وثنىَّ بب‍اب في ابتداء ألف الوصل وبيانه، باب الهمـزة وأقسامها، باب في أنفاس الحروف وأرواحها وأجسادها، باب أصل المد وأقسامه، باب بيان المد، باب أسباب المد وحروفه وشروطه، باب المد واللين، باب معنى الإظهار وأقسامه وحروفه، باب ما يجوز إظهاره من الحروف دون حروف الحلق، باب التمييز والانفكاك وشروطهما، باب الإخفاء وأقسامه وحروفه ومعانيه، باب الإدغام وحروفه وأقسامه ومعناه، باب تفخيم الراءات وترقيقها وأقسامها وعلتها وأسبابها ومعانيها، باب تفخيم اللام وترقيقها، باب أسماء اللامات وألقابها، باب شرح ألفاظ اللامات ومعانيها، باب الإمالة وأقسامها، باب حروف القلقلة، باب في الواوات وأقسامها وذكر تاء التأنيث وأقسامها، باب شرح ألفاظ الواوات، باب حروف القسم وأقسام الياءات، باب النقل.
ثم استحضاره لمدلول كلمة البستان وإيحاءاتها بجامع الثراء والتنوع في الفهم والأداء عسى أن تكتمل صورة ما أراد ويصح له تعليل ما أفاد.
وقد اجتهدت في تحقيق متن الكتاب، من خلال إثبات نص الكتاب وضبطه وتصحيحه معتمدا في ذلك على أربع نسخ مختلفة، مع الإشارة إلى الفروق بين النسخ، وتخريج الآيات القرآنية، والترجمة للأعلام، وتوثيق المضامين العلمية من أمهات المصادر، وشرح الغريب من المصطلحات الأدائية، مذللا عمله بسلسلة من الفهارس الميسـرة للكتاب.. مستفيدا من توجيهات وتصويبات رئيس مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة؛ الشيخ المقرئ الدكتور عبد الرحيم بن عبد السلام نبولسي حفظه الله.
 
في طريقها للطبع إن شاء الله.
وسيصدر قريبا إن شاء الله تقريب المنافع لابن القصاب.
وكذلك ترتيب الأداء وبيان الجمع في الإقراء لأبي الحسن القرطبي.
والكتابان الأخيران هما تحت الطبع
 
خبر سار شكر الله لكم.
وقد كان أحد الباحثين من مدينة طنجة قد قام بتحقيق كتاب البستان أيضا، فلعلكم علمتم بذلك.
 
أشكركم أخي أيت عمران على هذه الإفادة القيمة حول تحقيق كتاب البستان في تجويد القرآن للإمام الجناتي من لدن أحد طلبة مدينة طنجة، فذلك ما كان غائبا عني، فإن تكرمتم عني أعطيتموني عنوان هذا الطالب كاملا، حتى أتمكن من الاطلاع على هذا التحقيق، ودام لكم الشكر الجزيل.
 
أشكركم أخي أيت عمران على هذه الإفادة القيمة حول تحقيق كتاب البستان في تجويد القرآن للإمام الجناتي من لدن أحد طلبة مدينة طنجة، فذلك ما كان غائبا عني، فإن تكرمتم عني أعطيتموني عنوان هذا الطالب كاملا، حتى أتمكن من الاطلاع على هذا التحقيق، ودام لكم الشكر الجزيل.
الباحث هو الأستاذ سعيد الزكاف، وهو من مدينة الفنيدق وليس من طنجة كما ذكرت، وعلمت بتحقيقه للكتاب بواسطة أحد أصدقائه وأصدقائي، وأخبرني أنه حققه على ست نسخ، والعلم عند الله تعالى.
وأرجو من فضيلتكم أن تخرجوا لنا الكتاب في أقرب وقت، فنحن له بالأشواق، وبارك الله فيكم.
 
نموذج - طريف - من كتاب البستان في تجويد القرآن للإمام أبي عبد الله محمد بن يوسف الجناتي ت‍ 780 ه‍: { بـاب في أنفاس الحروف وأرواحها وأجسادها
فإن قال لك قائل: هل للحروف أنفاسٌ وأجسادٌ وأرواح ؟
جوابه أن تقول: أنفاسها نِقاطها، وأرواحها حركاتها، وقيل بالعكس: أرواحها: نقاطها، وأنفاسها: حركاتها، والأول أحسن.
وأما أجسادها: فهي صورة الحروف بمعانيها }.
أدعوا الإخوة والأخوات الأفاضل إلى تأمل هذا الكلام من هذا الرجل الروحاني؛ وإيفائي بمن له مثل هذا النفس الصوفي في التأليف والتصنيف؛ بغية الإفادة منه. ولكم الثناء العميم.
 
عودة
أعلى