مازن مطبقاني
New member
تقرير عن
المؤتمر الدولي للتجمع العربي التركي للعلوم الاجتماعية
الثقافة ودراسات الشرق الأوسط
أنقرة
4-6محرم 1432هـ
10-12 ديسمبر (كانون الأول)2010م
إعداد
مازن مطبقاني
مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق
www.madinacenter.com
بسم الله الرحمن الرحيم
المؤتمر الدولي للتجمع العربي التركي للعلوم الاجتماعية
الثقافة ودراسات الشرق الأوسط
أنقرة
4-6محرم 1432هـ
10-12 ديسمبر (كانون الأول)2010م
إعداد
مازن مطبقاني
مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق
www.madinacenter.com
بسم الله الرحمن الرحيم
تم الاتفاق بين كل من قسم العلاقات الدولية بجامعة الغازي عثمان بمدينة اسكي شهر التركية ومركز دراسات الحضارة والحوار الثقافي بجامعة القاهرة ومركز التفكير الإستراتيجي بأنقرة لعقد أول مؤتمر يجمع المتخصصين في العلوم الاجتماعية العرب والأتراك لإعادة النظر في مناهج العلوم الاجتماعية وأساليبها وتقوية الصلات بين العرب والأتراك وبحث الشؤون والشجون المشتركة. وقد عقد المؤتمر بمقر جامعة توب للاقتصاد والتكنولوجيا بأنقرة في الفترة من 4-6 محرم 1432هـ الموافق 10-12 ديسمبر (كانون الأول) 2010م. وقد عقد المؤتمر برعاية وزير الداخلية التركي البروفيسور بشير أطلاي الذي ألقى كلمة افتتاحية بعنوان "العلوم الاجتماعية والحوار الثقافي" أكد فيها على ضرورة تقوية الصلات الثقافية بين تركيا والعالم العربي وانتقد لجوء كلا الطرفين إلى المراجع الأجنبية للتعرف على الطرف الآخر.وألقى السفير المصري كلمة في الافتتاح ولما كانت باللغة الإنجليزية خرجت من القاعة احتجاجاً كما كان السبب الثاني لاحتجاجي أن السفير استغل الفرصة ليرسم صورة وردية للعلاقات التركية المصرية مجاملة لرؤسائه مستغلاً هذا التجمع الأكاديمي الفريد دون احترام لعقولنا.
وخلال أيام المؤتمر الثلاث قدمت العشرات من البحوث والأوراق التي تناولت مختلف القضايا التي تهم البلاد العربية وتركيا في شتى المجالات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والأدبية. ويمكننا أن نلخص أبرز إنجازات المؤتمر فيما يأتي:
- أظهر المؤتمر الحاجة الملحة لزيادة التقارب بين العالم العربي وتركيا في المجال الثقافي مؤكداً على أن التقارب السياسي والاقتصادي يجب أن يوازيه تقارب ثقافي قوي.
- قدم المؤتمر فرصة ذهبية لتعارف الباحثين في تركيا بنظرائهم في العالم العربي، بالإضافة إلى اللقاء بين الباحثين العرب من مختلف الدول العربية، وهو ما أكد كذلك على ضرورة زيادة التقارب والحوار بين البلاد العربية المختلفة.
- أتاح المؤتمر الفرصة للقاء الباحثين من أجيال مختلفة فقد تميز الحضور بوجود عدد من الباحثين أصحاب الخبرة في مجال البحث العلمي مع باحثين شباب مما يساعد في تقريب الفجوة بين الأجيال وإفادة الشباب من خبرة العلماء وكذلك الإفادة من حماسة الشباب وحيويتهم ونشاطهم.
لمحات من المؤتمر:
تضمن المؤتمر كثيراً من البحوث التي تناولت قضايا حساسة لدى كل طرف ولعل من أهمها التطورات السياسية في تركيا في العقود الماضية وبروز حزب العدالة والتنمية ووصوله إلى السلطة ونجاح التجربة الانتخابية في تركيا بينما مازالت الحياة السياسية متعثرة في العالم العربي، الأمر الذي ينبغي على العالم العربي الإفادة منه لترتفع نسبة المشاركة السياسية أو إيجاد هذه المشاركة الغائبة. كما تناول المؤتمر العلاقات التركية العربية والانفتاح السياسي الذي تشهده السياسة الخارجية التركية مع التركيز على الموقف التركي من قضية فلسطين وبخاصة المواقف القريبة لتركيا في قضية غزة وحصارها ومحاولة كسر هذا الحصار.
وتناول المؤتمر كذلك القضايا الثقافية من ناحية الأدب التركي والأدب العربي والترجمة المتبادلة وكذلك الإنتاج السينمائي التركي الذي لقي رواجاً في العالم العربي في السنوات الأخيرة ودور هذا الإنتاج في التقارب بين المنطقتين.
كما ناقش المؤتمرون بعض القضايا المشتركة مثل الاستشراق والاستغراب وموقف الدراسات الغربية من العالم الإسلامي بعامة ومن تركيا والعالم العربي وأن كثيراً من الصور المشوهة المتبادلة إنما هو نتيجة لجهود المستشرقين والسياسة الغربية منذ الحرب العالمية الأولى وما بعدها.
وتضمنت البحوث كذلك بعض القضايا التاريخية في العلاقة بين العالم العربي وتركيا منذ دخول الدولة العثمانية إلى العالم العربي منذ السلطان سليم الأول وكذلك موقف تركيا من الدول الغربية الغازية كإسبانيا والبرتغال وحماية البلاد العربية من السقوط في قبضة هذه الدول وتأخير استعمار الدول العربية.
توصيات المؤتمر
لقد استخلصت اللجنة المنظمة التوصيات الآتية من خلال البحوث والأوراق التي قدمت والنقاشات المصاحبة:
- ضرورة التغلب على عائق اللغة بين الطرفين من خلال إنشاء مدارس صيفية لدى كل طرف لتعليم اللغة العربية والتركية.
- قيام الجامعات في كلا الجانبين بإنشاء مراكز بحثية وأقسام علمية للدراسات العربية والتركية، وزيادة عدد الطلاب المقبولين في الجامعات العربية والتركية من العرب والأتراك.
- زيادة تبادل الزيارات الأكاديمية من خلال تبادل الأساتذة والطلاب.
- إنشاء الرابطة العربية التركية للعلوم الاجتماعية لتكون أساساً لتنظيم العلاقات والدراسات والبحوث في مجال العلوم الاجتماعية، كما اقترح إنشاء مجلة علمية .
- مجالات العلوم الاجتماعية المقترحة :
- علم الإنسان، وعلم الجريمة ودراسات التطور، والاقتصاد والجغرافيا والتاريخ والعلاقات الدولية والصحافة والاتصال والإعلام والقانون واللغويات والإدارة والعلوم السياسية وعلم النفس والخدمة الاجتماعية وعلم الاجتماع
المقترحات أو التعليقات التي قدمتها فهي كالآتي:
لا شك أن المؤتمر كان ثرياً بما قُدّم فيه من بحوث وأوراق وما حدث فيه من لقاءات جانبية وتعارف وتجديد تعارف، وكنت أقول لزوجي خديجة أتحدى أن أحضر أي مؤتمر في أي مكان في العالم فلا أجد شخصاً سبق أن قابلته أو شخصاً من معارفي، وفي هذا المؤتمر لقيت ما لايقل عن خمسة أو ستة من الذين عرفتهم من خلال مؤتمرات سابقة، وأعود إلى المقترحات ففي الجلسة الأولى تحدثت عن أهمية إنشاء أقسام علمية في الجامعات العربية للدراسات التركية حيث ندرس تركيا لغة وتاريخا ومجتمعاً وسياسة واقتصاداً ، وأضفت: أستطيع أن أزعم أن في بلد أوروبي واحد يوجد متخصصون في العالم التركي أكثر من المتخصصين في العالم العربي كله رغم الوشائج التي بيننا والروابط والصلات وعلى الرغم من عدد من يتقن اللغة التركية، فلو وجهنا عدداً من أبناء المدينة مثلاً الذين مازالوا يتحدثون اللغة التركية في بيوتهم لهذا التخصصوا لأبدعوا، وأضفت: كنت في معهد قُوْتَه بالقاهرة فوجدت أكثر من عشرة شباب وشابات ألمان يدرسون المجتمع المصري، فهل يمكن أن نشرع في إنشاء هذه الأقسام؟ وكنت وددت أن تكون ملاحظتي واقتراحي في الجلسة الأولى ليسمعها السياسيون والمسؤولون ليبادروا إلى تنفيذها فهي مسؤوليتهم في المقام الأول.
أما في الجلسة الختامية فتقدمت باقتراح أن يتحول التجمع إلى مؤسسة أو منظمة لها جمعيتها العمومية ومجلس إدارتها المنتخب وتشترك فيها الدول العربية كلها والدول ذات الأصول التركية القريبة من تركيا. فإننا لا نريد مؤتمراً هنا ومؤتمراً هناك ولا شيئ بعد ذلك، نريد منظمة يكون لها لقاءاتها السنوية وجوائزها وإصداراتها فهل هذا كثير على العالم العربي والتركي؟
أما في الجلسة الختامية فتقدمت باقتراح أن يتحول التجمع إلى مؤسسة أو منظمة لها جمعيتها العمومية ومجلس إدارتها المنتخب وتشترك فيها الدول العربية كلها والدول ذات الأصول التركية القريبة من تركيا. فإننا لا نريد مؤتمراً هنا ومؤتمراً هناك ولا شيئ بعد ذلك، نريد منظمة يكون لها لقاءاتها السنوية وجوائزها وإصداراتها فهل هذا كثير على العالم العربي والتركي؟