تقرير عن المؤتمر الأول للتجمع العربي التركي للعلوم الاجتماعية

إنضم
11/04/2006
المشاركات
157
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
تقرير عن
المؤتمر الدولي للتجمع العربي التركي للعلوم الاجتماعية
الثقافة ودراسات الشرق الأوسط
أنقرة
4-6محرم 1432هـ
10-12 ديسمبر (كانون الأول)2010م
إعداد
مازن مطبقاني
مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق
www.madinacenter.com
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
تم الاتفاق بين كل من قسم العلاقات الدولية بجامعة الغازي عثمان بمدينة اسكي شهر التركية ومركز دراسات الحضارة والحوار الثقافي بجامعة القاهرة ومركز التفكير الإستراتيجي بأنقرة لعقد أول مؤتمر يجمع المتخصصين في العلوم الاجتماعية العرب والأتراك لإعادة النظر في مناهج العلوم الاجتماعية وأساليبها وتقوية الصلات بين العرب والأتراك وبحث الشؤون والشجون المشتركة. وقد عقد المؤتمر بمقر جامعة توب للاقتصاد والتكنولوجيا بأنقرة في الفترة من 4-6 محرم 1432هـ الموافق 10-12 ديسمبر (كانون الأول) 2010م. وقد عقد المؤتمر برعاية وزير الداخلية التركي البروفيسور بشير أطلاي الذي ألقى كلمة افتتاحية بعنوان "العلوم الاجتماعية والحوار الثقافي" أكد فيها على ضرورة تقوية الصلات الثقافية بين تركيا والعالم العربي وانتقد لجوء كلا الطرفين إلى المراجع الأجنبية للتعرف على الطرف الآخر.وألقى السفير المصري كلمة في الافتتاح ولما كانت باللغة الإنجليزية خرجت من القاعة احتجاجاً كما كان السبب الثاني لاحتجاجي أن السفير استغل الفرصة ليرسم صورة وردية للعلاقات التركية المصرية مجاملة لرؤسائه مستغلاً هذا التجمع الأكاديمي الفريد دون احترام لعقولنا.
وخلال أيام المؤتمر الثلاث قدمت العشرات من البحوث والأوراق التي تناولت مختلف القضايا التي تهم البلاد العربية وتركيا في شتى المجالات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والأدبية. ويمكننا أن نلخص أبرز إنجازات المؤتمر فيما يأتي:
- أظهر المؤتمر الحاجة الملحة لزيادة التقارب بين العالم العربي وتركيا في المجال الثقافي مؤكداً على أن التقارب السياسي والاقتصادي يجب أن يوازيه تقارب ثقافي قوي.
- قدم المؤتمر فرصة ذهبية لتعارف الباحثين في تركيا بنظرائهم في العالم العربي، بالإضافة إلى اللقاء بين الباحثين العرب من مختلف الدول العربية، وهو ما أكد كذلك على ضرورة زيادة التقارب والحوار بين البلاد العربية المختلفة.
- أتاح المؤتمر الفرصة للقاء الباحثين من أجيال مختلفة فقد تميز الحضور بوجود عدد من الباحثين أصحاب الخبرة في مجال البحث العلمي مع باحثين شباب مما يساعد في تقريب الفجوة بين الأجيال وإفادة الشباب من خبرة العلماء وكذلك الإفادة من حماسة الشباب وحيويتهم ونشاطهم.

لمحات من المؤتمر:
تضمن المؤتمر كثيراً من البحوث التي تناولت قضايا حساسة لدى كل طرف ولعل من أهمها التطورات السياسية في تركيا في العقود الماضية وبروز حزب العدالة والتنمية ووصوله إلى السلطة ونجاح التجربة الانتخابية في تركيا بينما مازالت الحياة السياسية متعثرة في العالم العربي، الأمر الذي ينبغي على العالم العربي الإفادة منه لترتفع نسبة المشاركة السياسية أو إيجاد هذه المشاركة الغائبة. كما تناول المؤتمر العلاقات التركية العربية والانفتاح السياسي الذي تشهده السياسة الخارجية التركية مع التركيز على الموقف التركي من قضية فلسطين وبخاصة المواقف القريبة لتركيا في قضية غزة وحصارها ومحاولة كسر هذا الحصار.
وتناول المؤتمر كذلك القضايا الثقافية من ناحية الأدب التركي والأدب العربي والترجمة المتبادلة وكذلك الإنتاج السينمائي التركي الذي لقي رواجاً في العالم العربي في السنوات الأخيرة ودور هذا الإنتاج في التقارب بين المنطقتين.
كما ناقش المؤتمرون بعض القضايا المشتركة مثل الاستشراق والاستغراب وموقف الدراسات الغربية من العالم الإسلامي بعامة ومن تركيا والعالم العربي وأن كثيراً من الصور المشوهة المتبادلة إنما هو نتيجة لجهود المستشرقين والسياسة الغربية منذ الحرب العالمية الأولى وما بعدها.
وتضمنت البحوث كذلك بعض القضايا التاريخية في العلاقة بين العالم العربي وتركيا منذ دخول الدولة العثمانية إلى العالم العربي منذ السلطان سليم الأول وكذلك موقف تركيا من الدول الغربية الغازية كإسبانيا والبرتغال وحماية البلاد العربية من السقوط في قبضة هذه الدول وتأخير استعمار الدول العربية.

توصيات المؤتمر
لقد استخلصت اللجنة المنظمة التوصيات الآتية من خلال البحوث والأوراق التي قدمت والنقاشات المصاحبة:
- ضرورة التغلب على عائق اللغة بين الطرفين من خلال إنشاء مدارس صيفية لدى كل طرف لتعليم اللغة العربية والتركية.
- قيام الجامعات في كلا الجانبين بإنشاء مراكز بحثية وأقسام علمية للدراسات العربية والتركية، وزيادة عدد الطلاب المقبولين في الجامعات العربية والتركية من العرب والأتراك.
- زيادة تبادل الزيارات الأكاديمية من خلال تبادل الأساتذة والطلاب.
- إنشاء الرابطة العربية التركية للعلوم الاجتماعية لتكون أساساً لتنظيم العلاقات والدراسات والبحوث في مجال العلوم الاجتماعية، كما اقترح إنشاء مجلة علمية .
- مجالات العلوم الاجتماعية المقترحة :
- علم الإنسان، وعلم الجريمة ودراسات التطور، والاقتصاد والجغرافيا والتاريخ والعلاقات الدولية والصحافة والاتصال والإعلام والقانون واللغويات والإدارة والعلوم السياسية وعلم النفس والخدمة الاجتماعية وعلم الاجتماع

المقترحات أو التعليقات التي قدمتها فهي كالآتي:

لا شك أن المؤتمر كان ثرياً بما قُدّم فيه من بحوث وأوراق وما حدث فيه من لقاءات جانبية وتعارف وتجديد تعارف، وكنت أقول لزوجي خديجة أتحدى أن أحضر أي مؤتمر في أي مكان في العالم فلا أجد شخصاً سبق أن قابلته أو شخصاً من معارفي، وفي هذا المؤتمر لقيت ما لايقل عن خمسة أو ستة من الذين عرفتهم من خلال مؤتمرات سابقة، وأعود إلى المقترحات ففي الجلسة الأولى تحدثت عن أهمية إنشاء أقسام علمية في الجامعات العربية للدراسات التركية حيث ندرس تركيا لغة وتاريخا ومجتمعاً وسياسة واقتصاداً ، وأضفت: أستطيع أن أزعم أن في بلد أوروبي واحد يوجد متخصصون في العالم التركي أكثر من المتخصصين في العالم العربي كله رغم الوشائج التي بيننا والروابط والصلات وعلى الرغم من عدد من يتقن اللغة التركية، فلو وجهنا عدداً من أبناء المدينة مثلاً الذين مازالوا يتحدثون اللغة التركية في بيوتهم لهذا التخصصوا لأبدعوا، وأضفت: كنت في معهد قُوْتَه بالقاهرة فوجدت أكثر من عشرة شباب وشابات ألمان يدرسون المجتمع المصري، فهل يمكن أن نشرع في إنشاء هذه الأقسام؟ وكنت وددت أن تكون ملاحظتي واقتراحي في الجلسة الأولى ليسمعها السياسيون والمسؤولون ليبادروا إلى تنفيذها فهي مسؤوليتهم في المقام الأول.
أما في الجلسة الختامية فتقدمت باقتراح أن يتحول التجمع إلى مؤسسة أو منظمة لها جمعيتها العمومية ومجلس إدارتها المنتخب وتشترك فيها الدول العربية كلها والدول ذات الأصول التركية القريبة من تركيا. فإننا لا نريد مؤتمراً هنا ومؤتمراً هناك ولا شيئ بعد ذلك، نريد منظمة يكون لها لقاءاتها السنوية وجوائزها وإصداراتها فهل هذا كثير على العالم العربي والتركي؟

 
إضافة طريفة!!
ظهرت فكرة هذا التجمع في حديث ودي بين كل من الدكتور أحمد ويصال الأستاذ المشارك في العلاقات الدولية بجامعة الغازي عثمان وكاتب هذه السطور على هامش مؤتمر معهد بيروت للاتصال التابع للجامعة اللبنانية الأمريكية قبل عدة سنوات، وكان من المؤمل أن تنال شرف تنظيم هذا المؤتمر جامعة في المملكة مع إحدى الجامعات التركية، ولكن عندما عدت إلى المملكة فكرت ملياً هل أستطيع ان أقنع أي جامعة سعودية الدخول في مثل هذه الشراكة، وتذكرت أنني في المملكة أصارع من أجل البقاء أقاوم كل أنواع الإحباط والتثبيط أتشبث بالحياة فكيف لي أن أبدع أو أفكر بمثل هذا المشروع، ولدي ألف دليل ودليل على ما أقول فكم من مشروع وصل إلى مكتب مدير من مدراء جامعاتنا فوضع في الأدراج إن لم يكن رمي في سلة المهملات، أو احتفظ به ليستخدم دليل اتهام أنك تفكر، والتفكير محرّم. فلذلك قام صديقي العزيز الدكتور أحمد بالتعاون مع الدكتورة نادية مصطفى (وكم من امرأة أقوى من ألف رجل) بإنشاء هذا التجمع.
كم كانت خطوة مباركة أن يجتمع العشرات الذين قاربوا المائة والخمسين باحثاً بالإضافة إلى الحضور حتى كاد العدد الكلي يصل الألفين من إعلاميين ومثقفين وأكاديميين ورجال سياسة، وغيرهم في ثلاثة أيام مباركات لمناقشة القضايا العربية التركية.
وفي المقالة القادمة أتحدث عن الافتتاح المبارك بتشريف وزير الداخلية وهو أستاذ جامعي وبروفيسور متخصص في العلوم الاجتماعية وقد كانت كلمته الافتتاحية (ليست بروتوكولاً، وإنما محاضرة رجل علم) بعنوان (العلوم الاجتماعية والحوار الثقافي).
 
إن خطى التقدم المتلاحقة التي تخطوها تركيا في كل المجالات ـ خاصة في مجال التعليم ـ لمدعاة فخر وشرف كبير لنا , وإن كان للبعض منّا شيئا من المآخذ والتحفظات عليهم ؛ إلا أني أظنّها ـ من وجهة نظري ـ لا تقدم ولا تؤخر شيئا . ذلك أنه لا يحق لمن كانتْ قدماه مغروسة في وحلِ مستنقعٍ يشدّه إلى الأرض ؛ أن ينتقد لون جناحي طائرة كبيرة مرتْ مسرعةً من فوق رأسه !!.
إن أيّ تعاونٍ إسلامي إسلامي , أو عربي عربي , أو حتى عربي مع بقايا إسلامي ؛ نعدّه حدثا تاريخيا يستحق الإشادة والتمجيد , ذلك أننا أمة منهزمة , استسلمتْ بعد سقوط كيانها العثماني راكعة تحت أقدام عدو لا يرحم , فمضى يبعثرنا يمنة ويسرة , ونحن منقادون لأمره , متعامون عن حقده وبطشه , بل وممجدون لحضارته وفكره , فعانينا دهورا من تجريم أية أشكال للتعاون , وصرنا نتفنن بأيدينا في نقض عرى الوصال الباقية بيننا , وكم نزفتْ دمانا حين عمدنا إلى جسد أمتنا الواحد بخنجر مكرهم , فقطّعناه أوصالا , لنرسم خريطة الجراح على جسد أنهكه المرض , ظنّاً منّا أننا متى انفصلنا تقدّمنا ـ أو هكذا أفهمونا ـ . فإذا بجراحنا لا تلتئم . فلكم ترنحتْ أقاليم شتى حتى لفظتْ أنفاسها بعد أن طال نزفها ولا من معين ولا من مداوي . وما بقي من جسد أمتنا إما مترنحا يدرك أن نهايته قد حانتْ , أو مترنحا يتهاوى وهو في غفلة عن ذلك .
لقد أسعدنا يا دكتور مازن خبر هذا التعاون , وحتى إن لم تترجم أجندة توصياته على أرض الواقع يظلّ مصدر سعادة لنا , لن تقلَّ ـ بالتأكيد ـ عن سعادتنا في كل قمّة يجتمع فيها زعماء العرب بغض النظر عن فاعلية هذه الإجتماعات , المهم أن نراهم مجتمعين !.
إن ما أثار تعجبي في تقريركم هذا ؛ مدى تمكّن الانهزامية منّا , وعشعشة عقدة الخواجة في نفوسنا , حين قام صاحبنا بإلقاء خطابه باللغة الإنجليزية , رغم أنه يدرك حين أعدّ خطابه أن المؤتمر عربي تركي وليس عربي أمريكي مثلا !!.
ولا يلومكم لائم على تعبيركم للرفض بالانسحاب من تلك الجلسة !
ونسأل الله لنا ولكم وللأمة الإسلامية جمعاء المزيد من التوفيق ....
 
في الحقيقة أشكرك دكتور مازن على هذا التقرير المختصر الوافي المفيد.
وتعجبني فيك دائما شخصيتك المعتزة بقيَمها، الواثقة بما معها من الحق، القائمة بالعدل وواجب الوقت مهما كان الظرف.
فأسأل الله لك مزيدا من التثبيت والتسديد في الأقوال والأعمال.
وبانتظار المقالة الثانية.
 
طرفة سريعة: حضرت مؤتمراً للجمعية التاريخية التركية، وفي الجلسة الافتتاحية خطر لي أن أكون ممن يتحدث ولم يمض وقت طويل حتى مال رئيس اللجنة المنظمة علي برأسه وقال دكتور مازن هل يمكن أن تتحدث ثلاث دقائق، فقالت لي خديجة إياك أن تعتذر أنك لم تكن تعلم أو حضرت ما تقول، فقلت لها لا عليك، وبعد انتهاء الجلسة جاءني شخص بظرف فقلت ما هذا قال مكافأة الكلمة الافتتاحية وكانت ثلاثمائة دولار (مائة دولار للدقيقة الواحدة) وقدمت في جامعة الملك سعود محاضرة استغرقت من خروجي من بيتي إلى عودتي ثلاث ساعات وكانت المحاضرة المسجلة ثلاث وسبعين دقيقة لم أتقاض فلساً أحمر كما يقول إخواننا الأردنيون (لون الفلس أحمر، وحتى الهللة لونها أحمر حينما كانت موجودة، والآن تأكلها الأسواق الكبرى وتأكل أكثر) فهذا دليل واحد فقط على احترام العلم في تركيا ورخصه هنا، وليتهم يعطون المحاضرين بدلاً من الإنفاق على تغيير الورود في بعض المكاتب في الجامعة أو التشريفات أو غيرها؟ نقول جامعة متقدمة!! أين الدليل؟؟؟؟؟؟؟
 
عودة
أعلى