تقديم الرجاء على الخوف

إنضم
18/12/2011
المشاركات
1,302
مستوى التفاعل
1
النقاط
38
الإقامة
أنتويرب
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

قال الله تبارك وتعالى
{يَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ}

لماذا؟ جزاكم الله خيرا.
 
قال صاحب الكشاف :
فكأنه قيل : يحرصون أيهم يكون أقرب إلى اللّه ، وذلك بالطاعة وازدياد الخير والصلاح ، ويرجون ، ويخافون ، كما غيرهم من عباد اللّه فكيف يزعمون أنهم آلهة؟
 
السلام عليكم أخي الكريم
لعل الجواب راجع للتناسب القبلي والبعدي
فقد ذكر قبلها (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب) فكان السياق سياق دعاء وقرب زهو المناسب للرجاء فقدمه وكذلك أيضا لو رجعنا قبلها لرأينا كيف يبكت الله المشركين في مقام رجائهم لغيره سبحانه وتعالى بقوله (قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا) فحق أن ينقطع الرجاء من المخلوق ليتعلق الرجاء بالخالق ولعل فيه سرا وهو أنه لا يمكن أن يتكامل رجاء العبودية إلا بعد انقطاعه إلى ساحة الربوبية
ولعل الجواب العام لو تخلينا عن السياق العارض قدمت لأن الإنسان يتفيأ ظلال أسماء الله الحسنى فكما سبقت رحمته غضبه تفيأ الداعون تلك الظلال فعاشوا رجاء رحمته قبل خوف نقمته والله العالم
 
ولعل فيه سرا آخر وهو أن الآية وردت في سورة الإسراء وهذه السورة تسمى بسورة بني إسرائيل وقد ذكرت إفساد بني إسرائيل ومن المعلوم لكل من قرأ القرآن إكثار الله من ذكر أخبارهم وأنهم أسرفوا على أنفسهم فكان الأليق بحكمته تقديم الرجاء لفتح باب الله تعالى لهم إن هم تابوا ورجعوا وإن تمادوا فالعذاب ولهذا أخره والله العالم
 
السلام عليكم أحبابي الكرام ، جوابا على سؤال الأخ الكريم أقول بتوفيق من الله أن الرجاء انما تقدم على الخوف في الآية الكريمة لأنها تناسب الحكمة في خلق الله المحكم فهو العليم بمكنونات الصدور ، فجعل الخوف المحض هو الغالب لا يوافق الحكمة ولا يمكن أن نقول أن الاعتبار هو لزوما بالرجاء فذلك خطأ لأن كل قلب نزع عنه الخوف فاحكم عليه بالخراب ، والرجاء والخوف ملازمان لقلب العبد السوي الذي هو في أمن من ربه .
 
السلام عليكم
قرأت عند الألوسى فى تفسير الآية :
وتقديم الرجاء على الخوف لما أن متعلقه أسبق من متعلقه ففي الحديث القدسي " سبقت رحمتي غضبـي " ؛ وفي اتحاد أسلوبـي الجملتين إيماء إلى تساوي رجاء أولئك الطالبين للوسيلة إليه تعالى بالطاعة والعبادة وخوفهم، وقد ذكر العلماء أنه ينبغي للمؤمن ذلك ما لم يحضره الموت فإذا حضره الموت ينبغي أن يغلب رجاءه على خوفه. وفي الآية دليل على أن رجاء الرحمة وخوف العذاب مما لا يخل بكمال العابد، وشاع عن بعض العابدين أنه قال: لست أعبد الله تعالى رجاء جنته ولا خوفاً من ناره والناس بين قادح لمن يقول ذلك ومادح، والحق التفصيل وهو أن من قاله إظهاراً للاستغناء عن فضل الله تعالى ورحمته فهو مخطىء كافر، ومن قاله لاعتقاد أن الله عز وجل أهل للعبادة لذاته حتى لو لم يكن هناك جنة ولا نار لكان أهلاً لأن يعبد فهو محقق عارف كما لا يخفى.
******
"أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً " الاسراء 57
الأفعال الثلاثة... يبتغون، يرجون ، يخافون .... ندرسها معا
يبتغون الوسيلة من أجل القرب ويتنافسون " أيهم أقرب " ... فقبل وأثناء هذا الابتغاء والتنافس إن لم يكن هناك رجاء لانتفى الدافع ، وإن لم يكن عنده خوف لاتبع وسيلة خاطئة
ومن وصل إلى درجة قرب معينة فيظل على رجاء فى درجة يكون فيها أقرب إلى الله... ويظل على خوف من نزول أو هبوط من درجته مما يستوجب العذاب
هذا والله أعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أساتذتي و أحبابي،
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاكم الله خيرا على ردودكم الطيبة و قد قرأتها لكن لم أفكر فيها بعد لأن التفكير في هذه الردود سيكون بعد إعادة قراءة القرآن كاملا ثم التوقف عند الآيات التي تذكر الخوف و الرجاء أو ما شابه و قارب لأرى هل تقديم الرجاء على الخوف خاص بهذه الآية و بذلك المعنى بالسياق و الحال أي تقديم خاص أم أنه تقديم عام، بعد ذلك النظر في الواقع بعد النظر في الدين لأتوقف على حقيقة التقديم هذا هل هو عام أم يختلف من نفس لأخرى و من حالة لأخرى عندما أزور الطبيب في عيادته فهل الإنسان هنا يفعل ذلك - أي يأخذ بالأسباب - لأنه يرجو الصحة قبل أن يخاف السقم أم يخاف السقم قبل أن يرجو الصحة أم التوسط و ذلك يعني التلازم بمعنى أن الواحد يستلزم الثاني أم أن التقديم بهذا أو بذاك حالة ذهنية تختلف من أناس لآخرين حقيقته في الذهن غير حقيقته في الخارج.
 
عودة
أعلى