أخي الكريم العيدان وفقه الله
تفسير البيضاوي (أنوار التنزيل) من أشهر كتب التفسير ، ومؤلفه أصولي مشهور ، تعد كتبه في الأصول وكتابه هذا في التفسير من الكتب التي كثر اشتغال العلماء بتدريسها وشرحها والتعليق عليها منذ صدورها وحتى وقتنا هذا.
وتفسير البيضاوي دقيق العبارة ، ينتفع به الطالب المتوسط إن شاء الله إذا وجد من يحل له عباراته لدقتها ، وقد كتبت عليه مئات الحواشي والتقريرات ، بل هو أكثر كتاب كتبت عليه الحواشي. حتى إن بعض العلماء ذكر أنه مر زمن على العلماء في الدولة العثمانية ، لم يكن يمنح الطالب إجازة للتعليم والتدريس حتى يكتب حاشية على تفسير البيضاوي. ولذلك تجد الآن مئات المخطوطات لحواشٍ على تفسير البيضاوي. وهناك حاشية للسيوطي على تفسير البيضاوي.
فهو كتاب نافع مفيد مع التنبه لما أول فيه البيضاوي رحمه الله من آيات الصفات.
والكتاب قد وضعه مؤلفه ليكون جامعاً لكتب التفسير قبله ، وقد اختصر فيه تفسير الزمخشري ، وأبعد منه الاعتزاليات التي في الكشاف ، وإن كان قد تأثر به في بعض المواضع ، وقلده في أخطائه.
كما انتفع بكتاب الرازي (مفاتيح الغيب) ولا سيما في الآيات الكونية ، والمباحث الكلامية.
وأما طبعاته فليس له إلى الآن طبعة متقنة ، مع كثرة طبعاته ، فأيها أخذت فهي سواء ، إلا ما كان من جودة ورق أو تجليد.
وقد أثنى عليه عدد من العلماء من المتقدمين والمتأخرين. وقد أخبرني أخي أبو مجاهد العبيدي بأن الشيخ عبدالعزيز قارئ ذكره في كتابه (برنامج عملي للمتفقهين) وحاولت الحصول عليه في مكتبتي فلم أظفر به ، فلعلي أراجعه وأضيف ما فيه إن شاء الله.
وهذه عجالة كتبتها فتحاً لباب الحديث عن هذا التفسير القيم وفقك الله ولعل الإخوة يضيفون ما يثري الموضوع.