تفسير يحيى بن سلام ومختصَراه

إنضم
15/04/2003
المشاركات
1,698
مستوى التفاعل
5
النقاط
38
كنت قد شاركت في دورة علمية في الدمام قبل ما يزيد على ثلاث سنوات ، وكانت عن كتب التفسير ، وما يتعلق بها ، متتبعًا المطبوع منها خلال القرون ، وكنت أدون ملاحظات سريعة لتكون منطلقًا لي في الإلقاء ، وكان مما دونته هذه المعلومات عن تفسير يحيى بن سلام وتفسير هود بن محكم وتفسير ابن أبي زمنين ، وقد رأيت أن أضعها هنا ، وإن تيسر لي بعد ذلك قراءة متأنية لتفسير يحيى ، فلعي أضيفها إن شاء الله .
تفسير القرآن ليحيى بن سلام البصري ( ت : 200 )
1 ـ أخذ يحيى بن سلام عن علماءِ البصرةِ نحاتِها ولغوييها ومفسِّريها ، لذا ورد في كتابه بعض المسائل الإعرابية ، وهو بذلك يُعدُّ من أوائل من أدخلوا الإعراب في التفسير الشامل للقرآن .
2 ـ اعتمد الإسناد في روايته عن المفسرين ، وقد يورد بعض الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
3 ـ روى عن الحسن ( ت : 110 ) ، وقتادة ( ت : 117 ) فأكثر عنهما ، وروى عن مجاهد ( ت : 104 ) ، وعكرمة ( ت : 105 ) ، والكلبي ( ت : 146 ) ، وغيرهم .
4 ـ اعتنى بالقراءات فأوردها وأورد توجيهها .
في قوله تعالى : (وما هو على الغيب بضنين) ، قال : (( (وما هو على الغيب) : الوحي . (بضنين) : ببخيل يبخل عليكم به ، وبعضهم يقرأ (بظنين ؛ أي : بمتهم )) تفسير ابن أبي زمنين ( 5 : 101 ) .
5 ـ يصدِّر تفسيره أو تعليقه أو استنباطه بقوله : (( قال يحيى )) .
ومن ذلك ما ورد في قوله تعالى :( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (النور : 61 )
قال : (( ( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ) : تفسير قتادة ، قال : منعت البيوت زمانًا ، كان الرجل لا يتضيَّف أحدًا ولا يأكل في بيت غيره تأثُّمًا من ذلك .
قال يحيى : بلغني أن ذلك حين نزلت هذه الآية : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِل ) ( النساء : 29 ) .
قال قتادة : فكان أول من رخَّص الله له الأعمى والأعرج والمريض ، ثمَّ رخَّص لعامَّة المؤمنين (ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم ) إلى قوله : (أو صديقكم ) .
فقوله : (أو ما ملكتم مفاتحه) قال بعضهم : هم المملوكون الذين هم خزنة على بيوت مواليهم .
وقوله : (صديقكم) قيل للحسن : الرجل يدخل على الرجل ـ يعني : فيأكل منه صديقه ـ فيخرج الرجل من بيته ، ويرى الآخر الشيء من الطعام في البيت ، فيأكل منه ؟
فقال : كُلْ من طعام أخيك .
قال يحيى : لم يذكر الله في هذه الآية بيت الابن ، فرأيت النبي عليه السلام إنما قال : ( أنت ومالك لأبيك ) من هذه الآية )) تفسير القرآن لابن أبي زمنين (3 : 247 ) .
6 ـ وليحيى بن سلام ( ت : 200 ) في تفسيره اختيارات ، وقد ذكرها بعض المفسرين ؛ كالماوردي ( ت : 450 ) ، ومن نقل عن الماوردي ؛ كابن الجوزي ( ت : 597 ) ، والقرطبي ( ت : 671 ) .
7 ـ مع قِدَمِ هذا التفسير ، وكونه مسندًا إلى المفسرين ، فإنَّك لا تجد عنه نقلاً في كتب التفسير المسندة ؛ كتفسير الطبري ( ت : 310 ) ، وابن أبي حاتم ( ت : 327 ) ، وغيرهما ، ولم يُفِد منه السيوطي ( ت : 911 ) في الدر المنثور ، مع أنه نقل في آخره عن ابن حجر قوله : (( ومنها تفسير يحيى بن سلام المغربي، وهو كبير في نحو ستة أسفار، أكثر فيه النقل عن التابعين وغيرهم ،، وهو لين الحديث ، وفيما يرويه مناكير كثيره ، وشيوخه مثل سعيد بن أبي عروبة ومالك والثوري )) الدر المنثور ( 8 : 701 ـ 702 ) ، وقد نقله عن العجاب في بيان الأسباب لابن حجر ( 1 : 219 ) .
8 ـ وفي نقل الماوردي ( ـ : 450 ) من تفسير يحيى ، وذكر اختياراته ، ما يستأنس به أن تفسيره قد دخل بغداد بعد الطبري ( ت : 310 ) ، وابن أبي حاتم ( ت : 327 ) ، واستفاد منه الماوردي ( ت : 450 ) .
************************************
تفسير القرآن لهود بن مُحَكِّم الهواري الإباضي
1 ـ لم يذكر استفادته من تفسير يحيى ابن سلام ، مع انه اعتمده ، ويكاد أن يكون مختصرًا له ، مع ما أضاف إليه هود ، كما أشار إلى ذلك محقق الكتاب .
2 ـ قال محقق الكتاب : (( ... فالملاحظ أنه يحذف الأحاديث التي لم تصحَّ عنده ، والتي لا تتفق مع أصول مذهبه .
لقد حذف أحاديث في تفسير قوله تعالى من سورة مريم ، الآية 87 : (لا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً) ، وهي أحاديث في الشفاعة .
وحذف أحاديث متتابعة في تفسير قوله تعالى من أوائل سورة الحجر : (رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ) ، وهي أحاديث حول من سُمُّوا بالجهنميين ، أو بعتقاء الرحمن ، لم تصحَّ عنده كذلك )) مقدمة بلحاج بن سعيد شريفي محقق تفسير هود بن محكم ( 1 : 37 ) .
3 ـ حذف الإسناد ، واختصر كثيرًا من الآثار ، وقد عدَّها محقق الكتاب من عيوب تفسير هود .
4 ـ يذكر كلام يحيى بقوله : ( قال بعضهم ) ، وقد يذكر هذه العبارة عن غيره .
5 ـ أدخل بعض أراء الإباضية من فقه واعتقاد في مختصره هذا ، وقد تتبعه المحقق ، وبين مواطن ذلك ، قال المحقق بلحاج : (( إذا وردت كلمة ( أصحابنا) من الشيخ الهواري ، فإنما يقصد بها علماء الإباضية ، وسيذكرهم بأسمائهم عند تفسير بعض آيات الإحكام خاصة ؛ يذكر جابر بن زيد ، وأبا عبيد مسلم بن أبي كريمة .
ويزيد أحيانًا : (والعامة من فقهائنا ) . )) حاشية مقدمة تفسير هود بن محكم (1 : 81 ) .
6 ـ ومن أمثلة ما يغيره من تفسير ابن سلام ليوافق مذهبه ، ما ورد في تفسير قوله تعالى : (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض) ، فقد ورد تفسير يحيى له ، فقال : (لا تشركوا ) . كذا ورد عند ابن أبي زمنين ( 1 : 122 ) ، ويُنظر ما قاله محقق تفسير هود .
وورد في تفسير هود بن محكم ( 1 : 84 ) : (( قوله : (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض ) بالعمل بالمعصية )) .
قال المحقق بلحاج : (( ... وهذا تفسير ابن سلام ولا شكَّ ، وما جاء من تغيير في التأويل أو من زيادة مما أثبته من (د و ق و ع ) ، فهو للشيخ هود الهواري .
وهذا نموذج من عمله في كامل الكتاب ، فما جاء في تفسير ابن سلام موافقًا لأصول الإباضية أثبته ، وما خالفها حذفه وأثبت مكانه ما وافق رأي الإباضية في مسألة الإيمان والكفر ، وفي مسائل أخرى من مسائل الخلاف )) حاشية مقدمة تفسير هود بن محكم (1 : 81 ) .
7 ـ هذا التفسير الذي سار على مذهب الإباضية يُعدُّ أول تفسير لهم ، كما نصَّ على ذلك المحقق ، فقال : (( ... إننا لا نعلم للإباضية تفاسير كاملة لكتاب الله قبل الهواري إلا تفسيرًا يُنسبُ إلى الإمام عبد الرحمن بن رستم وآخر إلى الإمام عبد الوهاب ، وليس ببعيد أن يكون الهواري قد اطَّلع عليهما . وليس بين أيدينا الآن ـ فيما بحثت وعلمت ـ شيء من تفسيريهما حتى نتمكن من المقارنة بين هذه التفاسير ، ونخرج بجواب شافٍ في الموضوع .
أما أبو المنيب محمد بن يانس ، المفسر الذي ناظر المعتزلة ، فلم يؤثر عنه انه ترك أثرًا مكتوبًا في التفسير )) حاشية مقدمة تفسير هود بن محكم (1 : 85 ) .
أقول : وأنا أشك أن يكون قد اطلع على هذين التفسيرين إن كانا موجودين فعلاً ، إذ ما الداعي إلى أن يختصر تفسيرًا لا يوافق مذهبه ، ويعدل عن التفاسير الموافقة لمذهبه ؟!
حالة الاستفادة من الكتاب :
 بما أن المؤلف إباضي المعتقد ، فيمكن دراسة أثر هذا المذهب على التفسير من خلال تفسير هود بن محكِّم .
 الموازنة بين ابن أبي زمنين
******************************************
تفسير القرآن العزيز للأمام أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زَمَنِين ، شيخ قرطبة ، الإمام الزاهد القدوة( ت : 399 ) .
1 ـ تفسيره من التفاسير المتوسطة .
2 ـ هو تهذيب لتفسير يحيى بن سلام البصري ( ت : 200 ) ، وقد ذكر سبب اخصتاره في أمور :
أ ـ وجود تكرار كثير في تفسيره .
ب ـ ذكره لأحاديث يقوم علم التفسير بدونها .
ج ـ قلة نشاط أكثر الطالبين للعلوم في زمانه .
3 ـ وقد زاد على تفسير يحيى ( ت : 200 ) بعض الزيادات ، وهي :
أ ـ ما لم يفسره يحيى .
ب ـ أضاف كثيرًا مما لم يذكره من اللغة والنحو على ما نقل عن النحويين وأصحاب اللغة السالكين لمناهج الفقهاء في التأويل .
وقد ميَّز زياداتها بأن بدأها بقوله : ( قال محمد ) .
مميزات التفسير :
1 ـ قِدَمُ التفسيرِ ، واعتماده على تفسير متقدم يُعنى بآثار السلف ، وتفسير يحيى بن سلام البصري ( ت : 200 ) .
2 ـ كون مؤلفه من أهل السنة والجماعة .
ومن أمثلة ذلك ما ورد في تفسيره لقوله تعالى : (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) (العنكبوت : 3 ) قال : (( (ولقد فتنا) : اختبرنا . ( الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا ) بما أظهروا من الإيمان . وليعلمن الكاذبين ؛ يعني : الذين يظهرون الإيمان ، وقلوبهم على الكفر ، وهم المنافقون ، وهذا علم الفعال .
قال محمد : معنى علم الفعال : العلم الذي تقوم به الحجة ، وعليه يكون الجزاء ، وقد علم الله الصادق من والكاذب قبل خلقهما ) .
3 ـ سلاسة عبارته ، ووضوحها .
4 ـ ما فيه من الاختصار .
5 ـ ما فيه من الزيادات المهمة ، كالاستشهاد للمعاني اللغوية بالشعر ، ومن ذلك تفسيره لقوله تعالى : (وأذنت لربها وحقت ) ، قال : (( قال محمد : يقال : أذِنتُ للشيءِ آذَنُ أَذَنًا : إذا سمعت . قال الشاعر :
صمٌّ إذا سمعوا خيرًا ذُكرتُ به وإن ذُكِرتُ بسوءٍ عندهم أذِنوا) ( 5 : 111 ) .
منهجه في التفسير :
1 ـ اختصار تفسير يحيى .
2 ـ اختصار إسناده .
3 ـ حذف المكرر منه .
4 ـ إضافة زيادات عليه من جهة اللغة والنحو وتوجيه القراءة .
من أمثلة اللغة :
في قوله تعالى : ( ولا تصعر خدك للناس ) ، قال : (( (ولا تصاعر خدك للناس ) لا تعرض بوجهك عنهم استكبارًا .
قال محمد : ومن قرأ : (تصعر) فعلى وجه المبالغة ، وأصل الكلمة من قولهم : أصاب البعير صَعَرٌ : إذا أصابه داءٌ فلوى منه عنقه ) ( 3 : 375 ).
ومن أمثلة الإعراب :
في قوله تعالى : (فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه ) ، قال : (( قال محمد : من قرأ جواب بالنصب جعل ( أن قالوا) اسم كان )) ( 3 : 344 ) .
وفي قوله تعالى : (فإياي فاعبدون ) ، قال : (( قال محمد : (فإياي) منصوب بفعل مضمر ، الذي ظهر تفسيره ؛ المعنى : فاعبدوا إياي فاعبدون )) ( 3 : 351 )
وممن نصَّ على بعض من أفاد منه في اللغة والنحو : أبو عبيدة ( تفسير ابن أبي زمنين 3 : 360 ) ،والزجاج ( تفسير ابن أبي زمنين 3 : 364 ) .
5 ـ اعتمد على أبي عبيد في توجيه القراءة ، ومن ذلك قوله :
((قال محمد : قرأ نافع : (الأيكة) ، وكذا قرأ التي في قاف . وقرأ التي في الشعراء وفي ص : (ليكة) بغير ألف ولام ، ولم يصرفهما ، فيما ذكر أبو عبيد ، وقال : وجدنا في بعض التفاسير أنَّ (ليكة) اسم القرية التي كانوا فيها ، و(الأيكة) : البلاد كلها )) ( 2 : 390 ) .
وفي قوله تعالى : (هذا الذي كنتم به تدعون ) ، قال : (( قال محمد : ذكر أبو عبيد أن من القراء من قرأ : (الذي كنتم به تدْعون) خفيفة ؛ لأنهم كانوا يدعون بالعذاب في قوله : (اللهم إن كان هذا هو الحق من عنك فأمطر علينا حجارة) الآية ، قال : وقرأ أكثرهم (تدَّعون) بالتشديد ، وقال : هي القراءة عندنا ، والتشديد مأخوذ من التخفيف . (تدْعون) تفعلون ، و(تدَّعون) تفتعلون ، مشتقة منه )) ( 5 : 16 ) .
حال الاستفادة من الكتاب :
1 ـ الكتاب يصلح للقراءة المنتظمة ، ولسهولة عبارته ، فإنه يصلح للمبتدئين ، ولمن يريد الاطلاع العام على التفسير .
ويمكن دراسة موضوعات في هذا الكتاب ، ومنها :
2 ـ منهج ابن أبي زمنين في زياداته على ابن سلام .
3 ـ منهج يحيى بن سلام من خلال مختصر ابن أبي زمنين .
 
جزاك الله خيراً أبا عبد الملك
وممَّا يُضَاف لخصائص تفسير ابن أبي زمنين كثرة نقله لتفسير الحسن البصري, بل في آيات كثيرة لا تجد إلا قولَ الحسن, ولو أُفرِد تفسير الحسن البصري من تفسير ابن أبي زمنين لخرج منه أكثر القرآن.
 
حديث بلحاج شريفي , محقق تفسير ابن محكم , حول العلاقة بين النصين صحيح .
أنا شخصيا راجعت عدة نسخ مبتورة لتفسير يحيي بن سلام بالقيروان بنص تفسير ابن محكم : واثبتت هذه المقابلات صحة كلام بلحاج شريفي .
نعم , هناك اضافات لابن محكم من الناحية العقائدية الاباضية الي نص يحيي بن سلام وأحيانا أيضا عدم ذكر
مصادر ابن سلام مع ذكر المتن واضافات أخرى .

من هنا لا أعتبر كتاب هود بن محكم مختصرا لتفسير بن سلام بل أتساءل :

ما هو السبب التاريخي لعدم ذكر مصدره الرئيس ( ابن سلام) لكتابه اذ لدينا مؤشرات الى علاقة الهواريين بعلماء القيروان كما سبق لي أن ذكرته .
 
أبا بيان وفقه الله :
أشكر لك هذا التنبيه ، وأتمنى أن يكون في ذهن الباحثين استنباط الموضوعات التي تصلح للدراسة لتكون بين يدي إخوانهم يستفيدون منها ، ويستضيئون بأفكارهم فيها .
د. موراني وفقه الله
تساؤلك في محلِّه ، لكن ألا ترى أنَّ اختلاف المذهب قد يكون سببًا في عدم ذكر يحيى بن سلام ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، فإنه قد وُجِد لبعض العلماء اختصارات لكتب دون أن ينصوا عليها ، كما نجدهم يضمنون كتبهم كتبَ غيرهم من المتقدمين ، ولا يشيرون إليهم ، وهذا المنهج بحاجة إلى دراسة مستقلَّة ، وهو وإن كان يمكن أن يكون عرفًا عندهم إلا أنه في عرف البحث العلمي المعاصر يُعدُّ من السرقات العلمية ، ولكل عصر منهجه ومصطلحاته ، والله أعلم .
 
بارك الله فى الدكتور مساعد وفى كل الإخوة المشاركين فى الموضوع ويبقى السؤال هل المنهج النقدى واضح فى تفسير ابن سلام وانه أرسى المنهج الذى اعتمده الطبرى فيما بعد من الترجيح بين الأقوال ورد بعضها وتبنى البعض الآخر ؟ نرجو الإفادة وجزاكم الله خيراً .
 
المنهج النقدي في تفسير ابن سلاَّم واضح , لكن المقدار الذي وصلنا من تفسيره ليس بكثير , غير أنك ترى بوضوح في تفسيره : عزو الأقوال وتوجيهها , والسؤالات , والاستدراكات , والترجيحات , ونحوه ممّا يُرسَم من خلاله منهجٌ نقديٌ عامٌ ليحيى بن سلاّم رحمه الله .
 
ليتك د مساعد تطور موضوع تفسير يحي بن سلام إلى بحث ترقية أو كتاب فإنه موضوع جدير بذلك.
 
قال يحيى : لم يذكر الله في هذه الآية بيت الابن ، فرأيت النبي عليه السلام إنما قال : ( أنت ومالك لأبيك ) من هذه الآية
لعل الآية الكريمة تفيد أن مال الابن لأبيه ، لكن أن الابن نفسه لأبيه ، فأظن أن ذلك يستفاد من قول الله تعالى : ((النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم)) .
وجه الدلالة : اقتران وصف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بالأمهات ، بالنبي الموصوف بصفة . وهذا يشير إلى أبوّته أيضاً ، وأنّ الأبوّة لها حظ من الصفة المتصف بها -أي : الأولوية على النفس- .
 
عودة
أعلى