تفسير الآيـات 101-103 من سُورَة المَـائِـدَة
قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تَسألوا عَـن أشياءَ إِن تُبْدَ لكم تَسُؤْكُم و إن تسألوا عنها حين يُـنَـزَّل القرآنُ تُبدَ لكم عفا اللهُ عنها و الله غفورٌ حليم [101] قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين [102] ما جعل الله من بحيرةٍ و لا سائبةٍ و لا وصيلة و لا حـامٍ و لكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب و أكثرهم لا يعقلون[130] }
سُـئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان ـ حفظه الله ، السؤال التالي :
ما معنى هذه الآيات من سورة المائدة{يا أيها الذين آمنوا لا تَسألوا عَـن أشياءَ إِن تُبْدَ لكم تَسُؤْكُم و إن تسألوا عنها حين يُـنَـزَّل القرآنُ تُبدَ لكم عفا اللهُ عنها و الله غفورٌ حليم [101] قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين [102] ما جعل الله من بحيرةٍ و لا سائبةٍ و لا وصيلة و لا حـامٍ و لكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب و أكثرهم لا يعقلون[130] } [سورة المائدة] ؟ و ما معنى بحيرة و سائبة و وصيلة و حام ؟
فَأَجَـاب :
الله سبحانه و تعالى ينهى عن السؤال الذي لا حاجة إليه، و كذلك النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن كثرة السؤال، و قال" ذروني ما تركتكم فإنما هلك مَن كان قبلكم بكثرة سؤالهم و اختلافهم على أنبيائهم"[رواه مسلم]
و في هذه الآيات الكريمة ينهى الله المؤمنين عن أن يسألوا عن أشياء لا حاجة بهم إليها و لا هي مما يعينهم في أمور دينهم و دنياهم ، و لو ظهرت لهم هذه الأشياء و كلفوا بها لشقت عليهم و ساءتهم ، و هذا نهي من الله من كثرة سؤالهم للرسول صلى الله عليه و سلم في أمور لا تعنيهم و يحتاجون إليها و يكون في السؤال عنها و الإجابة عليها مشقة عليهم و على غيرهم ، فإنها إذا وقع السؤال عنها في حال وجود الرسول صلى الله عليه و سلم و نزول الوحي عليه حصلت الإجـابة عليها، فكان ذلك سبباً للتكـاليف الشاقة، و في ترك السؤال عنها سلامة من ذلك ، لأنها مما عفا الله عنه أي تركه و لم يذكره لشيء فلا تبحثوا عنه.
ثم إنه سبحانه بيَّن أن السؤال عن هذه الأشيـاء التي لا ينبغي السؤال عنها وقعت فيها الأمم السابقة فكانت عاقبة ذلك سيئة في حقهم حيث لم يعملوا بها لما بُيِّنت لهم فَعُوقِبوا بسببها.
و المراد بالآيتين عموماً النهي عن السؤال الذي لا تدعو الحاجة إليه ، أما ما دعت الحاجة إليه من أمور الدين و الدنيا فقد شرع الله السؤال عنه بقوله{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون[43]}[النحل] و قد قــال الرسول صلى الله عليه و سلم :" ألا سألوا إذ لم يعلموا ، فإن شفَـاء العي السُـؤال"[رواه أبوداود و حسنه الألباني]
و أما المراد بقوله تعالى{ما جعل اللهُ من بحيرة و لا سائبة و لا وصيلة و لا حام}[المائدة:103] ، فهذا الكلام مبتدأ يتضمن الرد على أهل الجاهلية فيما ابتدعوه في بهيمة الأنعام من شريعة الجاهلية حيث جعلوا منها البحيرة و هي تشق أذنها و يمنعون من ركوبها و حلبها و أكل لحمها.
و السَـائبة : هي التي تترك ، فلا تمنع مرعى و لا ماء و لا تركب و لا تحلب و لا يجز وبرها.
و الوصيلة: هي الناقة أو الشاة إذا نتجت عدداً معيناً من الولد متواصلاً فإنهم يجعلونها للأصنـام.
و الحـام : الجمل الفحل إذا حمى ظهره من أن يركب كانوا إذا أنتج الفحل عدداً معيناً قالوا : حما ظهره فلم يركبوه ، و هذه من أعمال الجاهلية التي جاء الإسـلام بإبطالها. و الله عز و جل قال في مطلع هذه السورة {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلاَّ ما يُتلى عليكم}[المائدة:01] فالله جل و علا أحل بهيمة الأنعام أن يؤكل منها، و أن يشرب من ألبانها، و أن نركبها في حدود المشروع إلا ما كان منها ميتة، كما قال تعالى{حُرِّمت عليكم} إلى قوله {و ما أهلَّ لغير الله به و المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطيحة و ما أكل السبع إلا ما ذكيتهم و ما ذُبح على النصب}[المائدة:03].
[المنتقى من فتاوى الشيخ 5/316]
قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تَسألوا عَـن أشياءَ إِن تُبْدَ لكم تَسُؤْكُم و إن تسألوا عنها حين يُـنَـزَّل القرآنُ تُبدَ لكم عفا اللهُ عنها و الله غفورٌ حليم [101] قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين [102] ما جعل الله من بحيرةٍ و لا سائبةٍ و لا وصيلة و لا حـامٍ و لكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب و أكثرهم لا يعقلون[130] }
سُـئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان ـ حفظه الله ، السؤال التالي :
ما معنى هذه الآيات من سورة المائدة{يا أيها الذين آمنوا لا تَسألوا عَـن أشياءَ إِن تُبْدَ لكم تَسُؤْكُم و إن تسألوا عنها حين يُـنَـزَّل القرآنُ تُبدَ لكم عفا اللهُ عنها و الله غفورٌ حليم [101] قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين [102] ما جعل الله من بحيرةٍ و لا سائبةٍ و لا وصيلة و لا حـامٍ و لكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب و أكثرهم لا يعقلون[130] } [سورة المائدة] ؟ و ما معنى بحيرة و سائبة و وصيلة و حام ؟
فَأَجَـاب :
الله سبحانه و تعالى ينهى عن السؤال الذي لا حاجة إليه، و كذلك النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن كثرة السؤال، و قال" ذروني ما تركتكم فإنما هلك مَن كان قبلكم بكثرة سؤالهم و اختلافهم على أنبيائهم"[رواه مسلم]
و في هذه الآيات الكريمة ينهى الله المؤمنين عن أن يسألوا عن أشياء لا حاجة بهم إليها و لا هي مما يعينهم في أمور دينهم و دنياهم ، و لو ظهرت لهم هذه الأشياء و كلفوا بها لشقت عليهم و ساءتهم ، و هذا نهي من الله من كثرة سؤالهم للرسول صلى الله عليه و سلم في أمور لا تعنيهم و يحتاجون إليها و يكون في السؤال عنها و الإجابة عليها مشقة عليهم و على غيرهم ، فإنها إذا وقع السؤال عنها في حال وجود الرسول صلى الله عليه و سلم و نزول الوحي عليه حصلت الإجـابة عليها، فكان ذلك سبباً للتكـاليف الشاقة، و في ترك السؤال عنها سلامة من ذلك ، لأنها مما عفا الله عنه أي تركه و لم يذكره لشيء فلا تبحثوا عنه.
ثم إنه سبحانه بيَّن أن السؤال عن هذه الأشيـاء التي لا ينبغي السؤال عنها وقعت فيها الأمم السابقة فكانت عاقبة ذلك سيئة في حقهم حيث لم يعملوا بها لما بُيِّنت لهم فَعُوقِبوا بسببها.
و المراد بالآيتين عموماً النهي عن السؤال الذي لا تدعو الحاجة إليه ، أما ما دعت الحاجة إليه من أمور الدين و الدنيا فقد شرع الله السؤال عنه بقوله{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون[43]}[النحل] و قد قــال الرسول صلى الله عليه و سلم :" ألا سألوا إذ لم يعلموا ، فإن شفَـاء العي السُـؤال"[رواه أبوداود و حسنه الألباني]
و أما المراد بقوله تعالى{ما جعل اللهُ من بحيرة و لا سائبة و لا وصيلة و لا حام}[المائدة:103] ، فهذا الكلام مبتدأ يتضمن الرد على أهل الجاهلية فيما ابتدعوه في بهيمة الأنعام من شريعة الجاهلية حيث جعلوا منها البحيرة و هي تشق أذنها و يمنعون من ركوبها و حلبها و أكل لحمها.
و السَـائبة : هي التي تترك ، فلا تمنع مرعى و لا ماء و لا تركب و لا تحلب و لا يجز وبرها.
و الوصيلة: هي الناقة أو الشاة إذا نتجت عدداً معيناً من الولد متواصلاً فإنهم يجعلونها للأصنـام.
و الحـام : الجمل الفحل إذا حمى ظهره من أن يركب كانوا إذا أنتج الفحل عدداً معيناً قالوا : حما ظهره فلم يركبوه ، و هذه من أعمال الجاهلية التي جاء الإسـلام بإبطالها. و الله عز و جل قال في مطلع هذه السورة {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلاَّ ما يُتلى عليكم}[المائدة:01] فالله جل و علا أحل بهيمة الأنعام أن يؤكل منها، و أن يشرب من ألبانها، و أن نركبها في حدود المشروع إلا ما كان منها ميتة، كما قال تعالى{حُرِّمت عليكم} إلى قوله {و ما أهلَّ لغير الله به و المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطيحة و ما أكل السبع إلا ما ذكيتهم و ما ذُبح على النصب}[المائدة:03].
[المنتقى من فتاوى الشيخ 5/316]