تفسير {يا أيها الذين آمنوا لا تَسألوا عَـن أشياءَ إِن تُبْدَ لكم تَسُؤْكُم..}

المتفقه

New member
إنضم
27/05/2003
المشاركات
9
مستوى التفاعل
1
النقاط
3
تفسير الآيـات 101-103 من سُورَة المَـائِـدَة
قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا لا تَسألوا عَـن أشياءَ إِن تُبْدَ لكم تَسُؤْكُم و إن تسألوا عنها حين يُـنَـزَّل القرآنُ تُبدَ لكم عفا اللهُ عنها و الله غفورٌ حليم [101] قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين [102] ما جعل الله من بحيرةٍ و لا سائبةٍ و لا وصيلة و لا حـامٍ و لكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب و أكثرهم لا يعقلون[130] }

سُـئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان ـ حفظه الله ، السؤال التالي :
ما معنى هذه الآيات من سورة المائدة{يا أيها الذين آمنوا لا تَسألوا عَـن أشياءَ إِن تُبْدَ لكم تَسُؤْكُم و إن تسألوا عنها حين يُـنَـزَّل القرآنُ تُبدَ لكم عفا اللهُ عنها و الله غفورٌ حليم [101] قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين [102] ما جعل الله من بحيرةٍ و لا سائبةٍ و لا وصيلة و لا حـامٍ و لكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب و أكثرهم لا يعقلون[130] } [سورة المائدة] ؟ و ما معنى بحيرة و سائبة و وصيلة و حام ؟

فَأَجَـاب :
الله سبحانه و تعالى ينهى عن السؤال الذي لا حاجة إليه، و كذلك النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن كثرة السؤال، و قال" ذروني ما تركتكم فإنما هلك مَن كان قبلكم بكثرة سؤالهم و اختلافهم على أنبيائهم"[رواه مسلم]

و في هذه الآيات الكريمة ينهى الله المؤمنين عن أن يسألوا عن أشياء لا حاجة بهم إليها و لا هي مما يعينهم في أمور دينهم و دنياهم ، و لو ظهرت لهم هذه الأشياء و كلفوا بها لشقت عليهم و ساءتهم ، و هذا نهي من الله من كثرة سؤالهم للرسول صلى الله عليه و سلم في أمور لا تعنيهم و يحتاجون إليها و يكون في السؤال عنها و الإجابة عليها مشقة عليهم و على غيرهم ، فإنها إذا وقع السؤال عنها في حال وجود الرسول صلى الله عليه و سلم و نزول الوحي عليه حصلت الإجـابة عليها، فكان ذلك سبباً للتكـاليف الشاقة، و في ترك السؤال عنها سلامة من ذلك ، لأنها مما عفا الله عنه أي تركه و لم يذكره لشيء فلا تبحثوا عنه.

ثم إنه سبحانه بيَّن أن السؤال عن هذه الأشيـاء التي لا ينبغي السؤال عنها وقعت فيها الأمم السابقة فكانت عاقبة ذلك سيئة في حقهم حيث لم يعملوا بها لما بُيِّنت لهم فَعُوقِبوا بسببها.

و المراد بالآيتين عموماً النهي عن السؤال الذي لا تدعو الحاجة إليه ، أما ما دعت الحاجة إليه من أمور الدين و الدنيا فقد شرع الله السؤال عنه بقوله{فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون[43]}[النحل] و قد قــال الرسول صلى الله عليه و سلم :" ألا سألوا إذ لم يعلموا ، فإن شفَـاء العي السُـؤال"[رواه أبوداود و حسنه الألباني]

و أما المراد بقوله تعالى{ما جعل اللهُ من بحيرة و لا سائبة و لا وصيلة و لا حام}[المائدة:103] ، فهذا الكلام مبتدأ يتضمن الرد على أهل الجاهلية فيما ابتدعوه في بهيمة الأنعام من شريعة الجاهلية حيث جعلوا منها البحيرة و هي تشق أذنها و يمنعون من ركوبها و حلبها و أكل لحمها.

و السَـائبة : هي التي تترك ، فلا تمنع مرعى و لا ماء و لا تركب و لا تحلب و لا يجز وبرها.

و الوصيلة: هي الناقة أو الشاة إذا نتجت عدداً معيناً من الولد متواصلاً فإنهم يجعلونها للأصنـام.

و الحـام : الجمل الفحل إذا حمى ظهره من أن يركب كانوا إذا أنتج الفحل عدداً معيناً قالوا : حما ظهره فلم يركبوه ، و هذه من أعمال الجاهلية التي جاء الإسـلام بإبطالها. و الله عز و جل قال في مطلع هذه السورة {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلاَّ ما يُتلى عليكم}[المائدة:01] فالله جل و علا أحل بهيمة الأنعام أن يؤكل منها، و أن يشرب من ألبانها، و أن نركبها في حدود المشروع إلا ما كان منها ميتة، كما قال تعالى{حُرِّمت عليكم} إلى قوله {و ما أهلَّ لغير الله به و المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطيحة و ما أكل السبع إلا ما ذكيتهم و ما ذُبح على النصب}[المائدة:03].

[المنتقى من فتاوى الشيخ 5/316]
 
الأخ الحبيب المتفقه , وفقك الله لكل خير .
أشكرك على حرصك على المشاركة في هذا الملتقى النافع , الذي هو مهوى أفئدة طلبة العلم في علم التفسير وعلوم القرآن .
ولعلك تلاحظ أخي الفاضل نوعية المشاركات التي تُطرح في هذا المنتدى , وهي في نظري - أو ينبغي أن تكون - إما :
- موضوع متخصص في التفسير أو علوم القرآن , على مستوى علمي جيد يناسب أهل الفن .
- سؤال واستيضاح عن كل ما له علاقة بعلم التفسير وعلوم القرآن .
- اقتراحات ونصائح - ولا يستغنى عنها مسلم - .
- تنزيل ملفات مفيدة في هذا العلم في موضعها الخاص .

وما عدا ذلك فهو في الأغلب مكرر ولا زيادة فيه , أقترح الاستغناء عنه بما هو أنفع وأولى في هذا الملتقى الذي نطمح في أن يحافظ على مستواه العلمي المتميز , ولكل مجال أهله , ومن أراد مجرد تفسير الآيات فسيجده في غيرما موقع , ونوفر هذا الموقع للصعاب والمشكلات في هذا العلم .

وأعتذر للإخوة المشرفين عن هذا التطفل , ولكن هذه أمنيتي في هذا الملتقى , الذي لو لم يكن كذلك لما كتبت هذا البيان .
 
أخي الحبيب المتفقه
أخي الكريم أبا بيان وفقكم الله
أنا أتفق مع أخي أبي بيان في ما ذكر ، والوقت لا يتسع للتنبيه على كل الأمور ، وقد نبهت تنبيها عاماً في البداية. حيث نريد للملتقى مستوى رفيعاً من الطرح والعلم ، وأما تفسير الواضحات فهو قريب ، وأمره سهل. وفقكم الله جميعاً. وتعذرني أخي أبا بيان فإن الوقت لا يكفي للتعليق على كل شيء ، ولا الزملاء كذلك ، فلا تتردد في مثل هذه الإشارات ، فالهدف مشترك.
 
لعل وجه المناسبة بين قوله تعالى : ((يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا ... )) وبين قوله سبحانه بعدها : ((ما جعل الله من بحيرة ولا ....))
هو أن البعض سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البحيرة والسائبة و..... ، فأجابهم سبحانه -مع أنهم أخطأوا بسؤالهم عنها- ؛ ليعلّمنا سبحانه أنّ السؤال ولو كان مكروها أحياناً ، إلا أنه يجاب عليه إن اُحتيج إلى الإجابة .
 
السلام عليكم
لعل وجه المناسبة بين قوله تعالى : ((يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا ... )) وبين قوله سبحانه بعدها : ((ما جعل الله من بحيرة ولا ....))
أخى حمد ... لاأوافقك الرأى
إذ معنى كلامك أن البحيرة والسائبة .... المفتراة ؛ كانت قبل سؤالهم مما عفا الله عنه رغم أنه نوع من الطقوس التعبدية التى لم يشرعها الله سبحانه ؛ وهو مايعنى أنهم لو لم يسألوا لما حرمت ؛ إذ لااشكال فى وجودها وقيام البعض بها ؛ وإن صح قولك فسيقاس عليه كثير من الطقوس التى قد يقول المتعبد بها أنها من العفو طالما أنه لم يقطع بتحريمها ؛ ولئن كانت بدعة كالبحيرة وغيرها فهى مما " عفا الله عنها "؛فلماالسؤال !
 
عودة
أعلى