تفسير: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة" للدكتور عبدالعزيز القارئ

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29/03/2003
المشاركات
19,331
مستوى التفاعل
138
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
سؤال : أرجو تفسير الآيات التالية: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله"، والآية "والفتنة أشد من القتل"، وما معنى الفتنة؟

جواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذه الآيات في سورة البقرة[193] ومعنى (حتى لا تكون فتنة) أي لا يكون شرك، فالفتنة هنا وفي قوله "وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ"[البقرة: من الآية191]. المراد بها الشرك؛ فإن فساد العقائد والأديان أشد من فساد الأبدان.
وقوله" وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ"[البقرة: من الآية193]. أي يكون دين الله هو الظاهر العالي على سائر الأديان، فالهدف من القتال أن تكون كلمة الله هي العليا- أي دينه وشرعه- كما ثبت في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال: " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله". صحيح البخاري (7458)، وصحيح مسلم (1904).
وليس معنى هذا إكراه الناس على الإيمان، فإن الإيمان لا يتحقق بالإكراه، قال تعالى:" أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ"[يونس: من الآية99)]. وهذا استفهام إنكاري، أي أنت لا تكره الناس، وقال سبحانه:" لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" [البقرة: من الآية256].
وقوله "قَد تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" وأضح في أن أمر الدين هو بالإقناع بالحجة والبرهان، فهناك فرق بين علو الدين، أي يكون سلطانه الأعلى، وبين الإكراه في الدين، فالأول مطلوب، والآخر غير مطلوب.

كتبه / د. عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ
عميد كلية القرآن في الجامعة الإسلامية سابقا



المصدر
 
مشاركة ذكرتني بقولين

مشاركة ذكرتني بقولين

مشاركة الدكتور الكريم عبد الرحمن الشهري ذكرتني بقولين يقالا في هذا الموضوع ليت من يعرج إليهما
الأولى أن هناك فتنة دون فتنة ينبغي أن يقاتل أصحابها .
الثانية : أن قومًا يقولون : لا تقاتلوهم حتى لا تكون فتنة .
ننتظر من علمائنا التنويه على تلكما القولين .
 
من المؤلفات القيمة التي وضحت تفسير تلك الآيات كتاب ( فقه الجهاد )للدكتور يوسف القرضاوي وقد صدرت الطبعة الأولي عن مكتبة وهبة 1430هـ
وقد ناقش والدكتور علي بن نفيع العلياني وغيره من القائلين بالجهاد الهجومي 00وقرر ورجح ماذهب اليه شيخ الاسلام بن تيمية في رسالته (قاعدة مختصرة في قتال الكفار طبعة السعودية ،الرياض الطبعة الاولي 1425هـ
وهو إن الصواب الذي يجمع بين كافة النصوص هو أن الكفر وحده ليس علة كافية للقتل والقتال. بل لا يقاتَل الكفار إلاإذا اعتدوا على المسلمين، و الأصل في العلاقة بين المسلمين وغيرهم السلم لا الحرب ،وهذا ما ذهب إليه الجمهور: مالك وأبي حنيفة وأحمد، خلافا لرأي عند الشافعي.. والأدله علي هذا القول كثيرة منها :
1- قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا}([1])
2- ما ثبت في السنن: أن النبي صلى الله عليه وسلم، مرَّ في بعض مغازيه على امرأة مقتولة، فقال: "ما كانت هذه لتقاتل".([2])
3- وأيضا قوله: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}([3] )
وقوله تعالى: {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً}([4])
4- كما استدلَّ شيخ الإسلام بسيرته صلى الله عليه وسلم، فقال: وكانت سيرته: أن كلَّ مَن هادنه من الكفار لا يقاتله. .. وهذا متواتر من سيرته.
فهو لم يبدأ أحدا من الكفار بقتال، ولو كان الله أمره أن يقتل كلَّ كافر لكان يبتدئهم بالقتل والقتال.
7- لو كان مجرَّد الكفر مبيحا، لما أنزل النبي صلى الله عليه وسلم قريظة على حكم سعد بن معاذرضي الله عنه فيهم، ولو حكم فيهم بغير القتل لنَفَذَ حكمه.

8- وأيضا فلو كان الكفر موجبا للقتل: لم يجُز إقرار كافر بالجزية والصغار، فإن هذا لم يبدِّل الكفر. ولهذا لما كانت الردَّة موجبة للقتل، لم يجُز إقرار مرتد بجزية وصغار..([5])تلك بعض الأدلة التي ساقها شيخ الاسلام على أن الإسلام يسالم من يسالمه، ولا يقاتل إلا من قاتله أو صد عن سبيل دعوته، وفتن المؤمنين بها من أجل دينهم .​



[1] -البقرة:190،

[2] - أخرجه

[3] - البقرة:256.

[4] - محمد:4.

[5] - قاعدة مختصرة في قتال الكفار ص 188 وما بعدها
 
عودة
أعلى