تفسير مجاهد

إنضم
07/07/2018
المشاركات
55
مستوى التفاعل
1
النقاط
8
العمر
35
الإقامة
الجزائر
فسّر مجاهد وغيره: حمالة الحطب: بالنميمة، ما هو الدليل على ايراد المعنى المجازي دون المعنى الحقيقي
 
فسّر مجاهد وغيره: حمالة الحطب: بالنميمة، ما هو الدليل على ايراد المعنى المجازي دون المعنى الحقيقي
السلام عليكم ورحمة الله
الصارف عن المعنى الحقيقي هو كون حمل الحطب العادي ليس ذنبا يوجب النار ، وإذا كان الحطب مقصود به حادثة معينة تم إستهداف النبي بها لوجدنا قصته في السنة بما يتوافق مع المعنى والسياق ، أما القصة المشهورة عن أبي لهب والتي تقول أنه كان يشعل النار في طريق النبي صلى الله عليه وسلم ليؤذيه ويصد الناس عنه وأن إمرأته كانت تجمع الحطب له فلم ترد في كتب الصحاح، بل إن أصلها من روايات ضعيفة أو موضوعة في كتب السيرة والتاريخ.
نحن نقول اليوم فلان يصب الزيت على النار بمعنى يزيد من قوة نار الفتنة لكن معنى يحمل له الحطب مختلف عنه قليلاً فالنار ليست مشتعلة بعد ولكن يحمل له الحطب أي ينقل له مايشعل النار به ، والحطب هنا هو النميمة ،
والله أعلم
 
وعليكم السلام ورحمة الله ،
فيه الآية مسائل:
أولا: يجوز حمل معنى اللفظ على الكل إذا كان له عدة وجوه مثل: القرء، وعسعس، وغير ذلك من الألفاظ ذات المعنى المشترك - المشترك اللفظي.
ثانيا: الاصل في المعنى الحقيقة لا المجاز إلا لدليل أو قرينة.
ثالثا: بعض المفسرين حمل المعنى على الحقيقة وهو حمل الحطب الحسي، ودليله أنها كانت تحمله وتضعه في الطريق للأذية، اذن دليل الحقيقة معرفة الحال في حق من نزلت عليه وهو أبو لهب وامرأته - قرينة معنوية -.
رابعا: من حمل المعنى على المجاز له شاهد من لغة العرب، حيث يطلق على الساعي بالنميمة بحامل الحطب، اضافة إلى أنها كانت تمشي بالنميمة كما قيل وهذه قرينة حالية، وكذلك السياق القرآني وهو ذكر الوعيد بالنار، لكن على نفي حملها للحطب على وجه الأذية ، لأن حمله للأذية يوجب النار أيضا.
وفي الاخير أرى أنه كما ذكر ابن الجوزي في الزاد أن في الآية: أربعة معان، وأراها صحيحة لوجود الدليل عليها وعدم التعارض فيما بينها، وهذا هو اختلاف التنوع في التفسير.
خلاصة: أدلة تفسير المعنى على الحقيقة: اللغة والسياق ومعرفة حال المخاطب. كما أن أدلة تفسير المعنى المجازي: كذلك هي ذاتها أدلة المذهب الأول.
ونرجو من كان لديه قول مفسر في الآية فليتفضل به للإيضاح والفائدة.
 
ثالثا: بعض المفسرين حمل المعنى على الحقيقة وهو حمل الحطب الحسي، ودليله أنها كانت تحمله وتضعه في الطريق للأذية، اذن دليل الحقيقة معرفة الحال في حق من نزلت عليه وهو أبو لهب وامرأته - قرينة معنوية -.
لا يوجد في الأحاديث الصحيحة ما يدل على ذلك بل أغلب ما يذكر في هذا الشأن من الأحاديث الضعيفة والمقطوعة وهي لا توجد إلا في بعض السير ومع أن بعض المفسرين أخذا بها فهذا ليس دليلاً على صحتها
 
على قولك في الصارف هل هو: لغوي مجازي - حامل الحطب كالساعي بالنميمة - ، أو سياقي - حامل الحطب لذاته لا يوجب النار - ، أو هما معا ؟ .
الصارف كلاهما معا وما يزيد من التأكيد هو أن في بعض الروايات أن زوجة أبي لهب غضبت لما علمت بهجاءها بحمالة الحطب ، ذلك لأن الساعي بالنميمة كان يسمى حمال الحطب وهو من الهجاء المعروف ،
قال الجرجاني: والعرب تقول: فلان يحمل الحطب: إذا كان نماما
وهناك الكثير من أنواع هذا الهجاء فمثلاً يقال فلان يحطب لفلان أي يسعى للإيقاع به ، أو فلان حاطب ليل أي يخلط في كلامه ولا يزنه قبل أن يخرج من فمه ،
 
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم حول القول أعلاه قال الامام الطبري رحمه الله تعالى :
( وأولى القولين في ذلك بالصواب عندي, قول من قال: كانت تحمل الشوك, فتطرحه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم, لإن ذلك هو أظهر معنى) طبعاً القول الأول هو إنها كانت تسعى بالنميمة وهو الكلام عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالسوء والله تعالى أعلم .
 
مع أنه لا توجد أحاديث صحيحة تؤكد أن أم جميل كانت تضع الشوك في طريق النبي أو أنها كانت تقوم بالنميمة عنه إلا أن الترجيح من خلال أسباب النزول يمكن أن يعطي فهما أفضل للسياق التاريخي ، حيث أن سورة المسد من أوائل السور التي نزلت على الرسول صلـى الله عليه وسلم وكانت عند بداية جهره بالدعوة وفي ذلك الوقت لم يصل أذى المشركين للنبي إلى حد الأذى الجسدي بعد بل إقتصر على الاذى اللفظي مثلما فعل أبي لهب حينما سب الرسول وقال له تبا لك ، وكتب السيرة والتاريخ (كسيرة ابن إسحاق، والطبقات لابن سعد) تذكر أنها - مع زوجها - كانت من أشد الناس عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم، وكانت تساعده في الاعتداء اللفظي والدعائي ضده. ولهذا من خلال السياق التاريخي للاحداث فإن المعنى الأقرب لحمالة الحطب هو النميمة .
والله أعلم
 
عودة
أعلى