السلام عليكم ..
بارك الله فيكم هل يصح في تفسير هذه الآية حملها على غير الكفر؟ أنه أشكل علي كلام ابن سعدي رحمه الله في تفسيره بأن لا يُتصور الاحاطة إلا في ذنب كالكفر وبين ما انتشر بين بعض الوعاظ وفقهم الله في تحذيرهم من كبائر الذنوب بهذه الآية..
أرجو أن يكون جوابك أخي الكريم مدعما ً بنقول ومراجع .
(([color=990033]قال الإمام السيوطي في تفسيره الدر المنثور (1/209):
"أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله (بلى من كسب) قال: الشرك.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة وقتادة:مثله.
وأخرج ابن ابي حاتم عن أبي هريرة في قوله (وأحاطت به خطيئته) قال: أحاط به شركه.
وأخرج ابن اسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله بلى من كسب سيئة أي من عمل مثل أعمالكم وكفر بما كفرتم به حتى يحيط كفره بما له من حسنة فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون والذين آمنوا وعملوا الصالحات أي من آمن بما كفرتم به وعمل بما تركتم من دينه فلهم الجنة خالدين فيها يخبرهم أن الثواب بالخير والشر مقيم على أهله أبدا لا انقطاع له أبدا.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله: (وأحاطت به خطيئته) قال: هي الكبيرة الموجبة لأهلها النار.
وأخرج وكيع وابن جرير عن الحسن أنه سئل عن قوله: وأحاطت به خطيئته ما الخطيئة قال اقرؤوا القرآن فكل آية وعد الله عليها النار فهي الخطيئة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله وأحاطت به خطيئته قال: الذنوب تحيط بالقلوب فكلما عمل ذنبا ارتفعت حتى تغشى القلب حتى يكون هكذا وقبض كفه ثم قال والخطيئة كل ذنب وعد الله عليه النار.
وأخرج ابن ابي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن الربيع بن خيثم في قوله وأحاطت به خطيئته قال هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب.
وأخرج وكيع وابن جرير عن الأعمش في قوله (وأحاطت به خطيئته) قال: مات بذنبه."اهـ
وقال ابن جرير الطبري في تفسيره(1/384) في المراد من السيئة:
"عن ابن عباس قال وأما السيئة التي ذكر الله في هذا المكان فإنها الشرك بالله.
كما حدثنا محمد بن بشار قال ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثني عاصم عن أبي وائل بلى من كسب سيئة قال الشرك بالله.
حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد بلى من كسب سيئة شركا.
حدثني المثنى قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله.
حدثنا بشر بن معاذ قال ثنا يزيد بن زريع قال ثنا سعيد عن قتادة قوله بلى من كسب سيئة قال أما السيئة فالشرك.
حدثنا الحسن بن يحيى قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة مثله.
حدثني موسى قال ثنا عمرو قال ثنا أسباط عن السدي بلى من كسب سيئة أما السيئة فهي الذنوب التي وعد عليها النار.
حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج قال قلت لعطاء بلى من كسب سيئة قال الشرك.
قال ابن جريج قال قال مجاهد سيئة شركا.
حدثت عن عمار بن الحسن قال ثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع قوله بلى من كسب سيئة يعني الشرك."اهـ
=========================================
ثم أورد الطبري الأقوال التي وردت في قوله تعالى(وأحاطت به خطيئته) فقال(1/286-287):
حدثنا أبو كريب قال ثنا ابن يمان عن سفيان عن الأعمش عن أبي روق عن الضحاك: وأحاطت به خطيئته قال مات بذنبه.
حدثنا أبو كريب قال ثنا جرير بن نوح قال ثنا الأعمش عن أبي رزين عن الربيع بن خثيم وأحاطت به خطيئته قال مات عليها.
حدثنا ابن حميد قال ثنا سلمة قال أخبرني ابن إسحاق قال حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس وأحاطت به خطيئته قال يحيط كفره بما له من حسنة.
حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم قال حدثني عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وأحاطت به خطيئته قال ما أوجب الله فيه النار.
حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة وأحاطت به خطيئته قال أما الخطيئة فالكبيرة الموجبة.
حدثنا الحسن قال أخبرنا عبد الرزاق عن قتادة وأحاطت به خطيئته قال الخطيئة الكبائر.
حدثني المثنى قال ثنا إسحاق قال ثنا وكيع ويحيى بن آدم عن سلام بن مسكين قال سأل رجل الحسن عن قوله وأحاطت به خطيئته فقال ما تدري ما الخطيئة يا بني اتل القرآن فكل آية وعد الله عليها النار فهي الخطيئة.
حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي قال ثنا أبو أحمد الزبيري قال ثنا سفيان عن منصور عن مجاهد في قوله بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته قال كل ذنب محيط فهو ما وعد الله عليه النار.
حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا أبو أحمد الزبيري قال ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي رزين وأحاطت به خطيئته قال مات بخطيئته.
حدثني المثنى قال ثنا أبو نعيم قال ثنا الأعمش قال ثنا مسعود أبو رزين عن الربيع بن خثيم في قوله وأحاطت به خطيئته قال هو الذي يموت على خطيئته قبل أن يتوب.
حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال قال وكيع سمعت الأعمش يقول في قوله وأحاطت به خطيئته مات بذنوبه.
حدثت عن عمار قال ثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع وأحاطت به خطيئته الكبيرة الموجبة.
حدثني موسى قال ثنا عمرو بن حماد قال ثنا أسباط عن السدي أحاطت به خطيئته فمات ولم يتب.
حدثنا القاسم قال ثنا الحسين قال حدثني حسان عن ابن جريج قال قلت لعطاء وأحاطت به خطيئته قال الشرك ثم تلا ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار))[/color]
لاحظ أخي الكريم أنهم يجمعون على تفسير السيئة بالشرك--ما عدا السدي الذي قال قولا يحتمل الشرك ويحتمل الكبيرة
بارك الله فيك.
من خلال القراءة وجدت أكثر من عالم لا يصرح بأنها للشرك فقط غير السدي رحمه الله فمثلاً
حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي قال ثنا أبو أحمد الزبيري قال ثنا سفيان عن منصور عن مجاهد في قوله بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته قال كل ذنب محيط فهو ما وعد الله عليه النار.
حدثت عن عمار قال ثنا ابن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع وأحاطت به خطيئته الكبيرة الموجبة.
فهناك كبائر توجب النار لكنها ليست مكفرة مثل الربا وغيرها بمعنى يُهذب صاحبها في النار ثم يُخرج منها إلى الجنة إن كان مات على التوحيد.
السيئة هي الشرك (( [color=990033]"أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله (بلى من كسب) قال: الشرك))[/color] ما عدا السدي الذي قال بالإحتمالين
أما الخطيئة فقد فسرها البعض بالكبيرة من الذنب
وإذا سألتني رأيي فأنا راض بقول إبن عباس رضي الله عنهما(([color=990000]وأخرج ابن اسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله بلى من كسب سيئة أي من عمل مثل أعمالكم وكفر بما كفرتم به حتى يحيط كفره بما له من حسنة فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون [/color]