تفسير قوله تعالى : " وما ربك بظلام للعبيد "

طالب العلم

New member
إنضم
16/06/2003
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
أطلب من مشايخ هذا الملتقى الأفاضل بيان تفسير قوله تعالى : " وما ربك بظلام للعبيد " ، مع االحكمة في التعبير عن الفعل بصيغة المبالغة " ظلام " دون مجرد الصفة " ظالم " ، مع ذكر المرجع لزيد الفائدة . ولكم جزيل الشكر .
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي السؤال : ما سألت عنه أجاب عنه العلماء رحمهم الله ، ومن أجمع ما قرأته حول ما أوردته ما ذكره الزركشي في برهانه بقوله :

( ومن المشكل قوله تعالى (وما ربك بظلام للعبيد) وتقريره : أنه لايلزم من نفي الظلم بصيغة المبالغة نفي أصل الظلم ، والواقع نفيه قال الله تعالى : ( إن الله لايظلم الناس شيئاً) (إن الله لايظلم مثقال ذره) وقد اجيب عنه باثني عشر جوابا
أحدما :أن ظلاما وإن كان يراد به الكثرة لكنه جاء في مقابله العبيد وهو جمع كثرة ، إذا قوبل بهم الظلم كان كثيرا ، ويرشح هذا الجواب أنه سبحانه وتعالى قال في موضع آخر ( علام الغيوب ) فقابل صيغة فعال بالجمع ،وقال في موضع آخر (عالم الغيب) فقابل صيغة فاعل الدالة على أصل الفعل بالواحد ، وهذا قريب من الجواب عن قوله تعالى :( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا الله ولا الملائكة المقربون) حيث احتج به المعتزله على تفضيل الملائكة على الانبياء ،وجوابه أنه قابل عيسى بمفرده بمجموع الملائكة وليس النزاع في تفضيل الجمع على الواحد .
الثاني :أنه نفي الظلم الكثير فينتفي القليل ضرورة لأن الذي يظلم إنما يظلم لانتفاعه بالظلم فإذا ترك الظلم الكثير مع زيادة ظلمه في حق من يجوز عليه النفع كان الظلم القليل في المنفعة أكثر .
الثالث : أنه على النسب واختاره ابن مالك ، وحكاه في شرح الكافية عن المحققين أي ذا ظلم كقوله : « وليس بنبال» أي بذي نبل ، أي لاينسب إلى الظلم فيكون من بزاز وعطار .
الرابع : أن فعالا قد جاء غير مراد به الكثرة كقوله طرفه :
ولست بحلال التلاع مخافة = ولكن متى يسترفد القوم أرفد
لايريد أنه يحل التلاع قليلا لآن ذلك يدفعه قوله يسترفد القوم ارفد هذا بدل على نفي الحال في كل حال لان تمام المدح لايصل بإيراد الكثرة .
الخامس : أن أقل القليل لو ورد منه سبحانه وقد جل عنه لكان كثيرا لاستغنائه عنه كما يقال زله العالم كبيرة ذكره الحريري في الدرة قال وإليه أشار المخزومي في قوله: كفوفه الظفر تخفى من حقارتها = ومثلها في سواد العين مشهور
السادس : أن نفي المجموع يصدق بنفي واحد ويصدق بنفي كل واحد ويعين الثاني في الآية للدليل الخارجي وهو قوله إن الله لايظلم مثقال ذرة .
السابع : أنه اراد ليس بظالم ليس بظالم ليس بظالم فجعل في مقابله ذلك وما ربك بظلام .
الثامن : أنه جواب لمن قال ظلام والتكرار إذا ورد جوابا لكلام خاص لم يكن له مفهوم كما إذا خرج مخرج الغالب .
التاسع : أنه قال بظلام لآنه قد يظن أن من يعذب غيره عذاب شديدا ظلام قبل الفحص عن جرم الذنب .
العاشر : أنه لما كان صفات الله تعالى صيغة المبالغة فيها وغير المبالغة سواء في الإثبات جرى النفي على ذلك ..
الحادي عشر: أنه قصد التعريض بأن ثمة ظلاما للعبيد من ولاة الجور .) انتهى من البرهان 3/85-88 بتحقيق المرعشلي وجماعة .
 
الأخ أبومجاهدالعبيدي حفظه الله :
أشكر لك أخي الكريم ما تفضلت به من الإفادة حول هذا الموضوع ولك مني خالص الشكر والدعاء
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي السؤال : ما سألت عنه أجاب عنه العلماء رحمهم الله ، ومن أجمع ما قرأته حول ما أوردته ما ذكره الزركشي في برهانه بقوله :

( ومن المشكل قوله تعالى (وما ربك بظلام للعبيد) وتقريره : أنه لايلزم من نفي الظلم بصيغة المبالغة نفي أصل الظلم ، والواقع نفيه قال الله تعالى : ( إن الله لايظلم الناس شيئاً) (إن الله لايظلم مثقال ذره) وقد اجيب عنه باثني عشر جوابا
أحدما :أن ظلاما وإن كان يراد به الكثرة لكنه جاء في مقابله العبيد وهو جمع كثرة ، إذا قوبل بهم الظلم كان كثيرا ، ويرشح هذا الجواب أنه سبحانه وتعالى قال في موضع آخر ( علام الغيوب ) فقابل صيغة فعال بالجمع ،وقال في موضع آخر (عالم الغيب) فقابل صيغة فاعل الدالة على أصل الفعل بالواحد ، وهذا قريب من الجواب عن قوله تعالى :( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا الله ولا الملائكة المقربون) حيث احتج به المعتزله على تفضيل الملائكة على الانبياء ،وجوابه أنه قابل عيسى بمفرده بمجموع الملائكة وليس النزاع في تفضيل الجمع على الواحد .
الثاني :أنه نفي الظلم الكثير فينتفي القليل ضرورة لأن الذي يظلم إنما يظلم لانتفاعه بالظلم فإذا ترك الظلم الكثير مع زيادة ظلمه في حق من يجوز عليه النفع كان الظلم القليل في المنفعة أكثر .
الثالث : أنه على النسب واختاره ابن مالك ، وحكاه في شرح الكافية عن المحققين أي ذا ظلم كقوله : « وليس بنبال» أي بذي نبل ، أي لاينسب إلى الظلم فيكون من بزاز وعطار .
الرابع : أن فعالا قد جاء غير مراد به الكثرة كقوله طرفه :
ولست بحلال التلاع مخافة = ولكن متى يسترفد القوم أرفد
لايريد أنه يحل التلاع قليلا لآن ذلك يدفعه قوله يسترفد القوم ارفد هذا بدل على نفي الحال في كل حال لان تمام المدح لايصل بإيراد الكثرة .
الخامس : أن أقل القليل لو ورد منه سبحانه وقد جل عنه لكان كثيرا لاستغنائه عنه كما يقال زله العالم كبيرة ذكره الحريري في الدرة قال وإليه أشار المخزومي في قوله: كفوفه الظفر تخفى من حقارتها = ومثلها في سواد العين مشهور
السادس : أن نفي المجموع يصدق بنفي واحد ويصدق بنفي كل واحد ويعين الثاني في الآية للدليل الخارجي وهو قوله إن الله لايظلم مثقال ذرة .
السابع : أنه اراد ليس بظالم ليس بظالم ليس بظالم فجعل في مقابله ذلك وما ربك بظلام .
الثامن : أنه جواب لمن قال ظلام والتكرار إذا ورد جوابا لكلام خاص لم يكن له مفهوم كما إذا خرج مخرج الغالب .
التاسع : أنه قال بظلام لآنه قد يظن أن من يعذب غيره عذاب شديدا ظلام قبل الفحص عن جرم الذنب .
العاشر : أنه لما كان صفات الله تعالى صيغة المبالغة فيها وغير المبالغة سواء في الإثبات جرى النفي على ذلك ..
الحادي عشر: أنه قصد التعريض بأن ثمة ظلاما للعبيد من ولاة الجور .) انتهى من البرهان 3/85-88 بتحقيق المرعشلي وجماعة .
 
عودة
أعلى