تفسير قوله تعالى " ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب"

إنضم
17/09/2014
المشاركات
15
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
42
الإقامة
الجزائر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد كتبت حول تفسير قوله تعالى " ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب" قرآن كريم. بصفتي طبيبة مدرسة للتشريح
و هو لزميل لنا يدعى الدكتور قواسمية وقد تم حذف الموضوع في وقت سابق لأنه احتوى على صورة توضيحية لا تتناسب مع منتدى يعنى بتفسير كلام الله سبحانه وتعالى .
وتجنبا لحرمان طلبة التفسير مما يوفره الطب وعلم التشريح في فهم كلام الله عز وجل في هاته الآية ارتأيت أن أضع رابطا للموضوع بدل عرضه مباشرة في منتدانا الكريم
http://www.albshara.net/showthread.php?t=50914
وبارك الله فيكم

 
بسم الله الرحمن الرحيم

فقوله تعالى :( والسماء والطارق ( 1 ) وما أدراك ما الطارق ( 2 ) النجم الثاقب ( 3 ) إن كل نفس لما عليها حافظ ( 4 ) فلينظر الإنسان مم خلق ( 5 ) خلق من ماء دافق ( 6 ) يخرج من بين الصلب والترائب ( 7 ) إنه على رجعه لقادر ( 8 ) يوم تبلى السرائر ( 9 ) فما له من قوة ولا ناصر ( 10 ) )

فيمكن أن نقول: خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب ، وخلق من ماء دافق يخرج من بين الترائب.

فالصُلب ، لفظ مفرد وفيه إشارة إلى صلب الإنسان ، أي جذعه.
والترائب ، لفظ جمع تكسير بصيغة (فعائل) للفظ المؤنث وهو تربة.
"قال سيبويه: «وأمَّا ما كان منه وصفًا للمؤنَّث فإنَّهم يجمعونه على «فَعَائِل» كما جمعوا عليه «فَعِيلَة»؛ لأنَّه مؤنَّث»([2])."

ففي هذا إشارة إلى الخلق الأول للإنسان وهو الذي كان في المراحل من تراب ، ثم تراب وماء ، ثم طين ......
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ)
وإشارة إلى الخلق المشاهد من نطفة من مني يمنى ، ثم علقة ، ثم مضغة ....
( أيحسب الإنسان أن يترك سدى ( 36 ) ألم يك نطفة من مني يمنى ( 37 ) ثم كان علقة فخلق فسوى ( 38 ) فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ( 39 ) أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ( 40 )
وتحديد خلق النطفة من مني ، فيه إشارة إلى أن الخلق يبدأ من الذكر ، وليس من الأنثى. وهذا بُحث كثيراً:
أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (21)

فكأن الله تعالى يقول انظروا إلى خلق الإنسان من ماء متدفق من الصلب ، فتستدلون بذلك على الخلق الأول وتدفق الماء من التراب ليجعله طيناً..
وإذا كان الخلق على هذين الشكلين المختلفين؟ أليس الله بقادر على إرجاع الخلق؟

وربما في جمع الترائب إشارة إلى أجناس البشر المختلفة وألوانهم.

والله تعالى أعلم
وجزاك الله خيراً
 
يخص الأستاذة باحثة
فرحت كثيرا بمشاركتك في اثراء الموضوع بارك الله فيك كثيرا .....
أولا حول تفسير الآية الكريمة
تفسير الآية الكريمة
نقل القرطبي عن الحسن البصري رحمه الله أن : " المعنى : يخرج من صلب الرجل وترائب الرجل ، ومن صلب المرأة وترائب المرأة " انتهى .
لأن لفظة" من بين" تدل على الخروج من مكان موجود بين شيئين.فيكون خروج الماء الدافق في المنطقة بين صلب الرجل وترائبه وصلب المرأة وترائبها.

والقول بأن الماء الدافق إنما يخرج من ظهر الرجل وعظام صدر المرأة قول ساقط الإعتبار ..

لأن الآية لم تذكر على وجه الإطلاق أن الماء الدافق يخرج (من الصلب والترائب) ..

وإنما قال (من بين الصلب والترائب) ..

وهذا فرق لا يخفى على كل حصيف ..


والكل يؤخذ ويرد عليه إلا النبى صلى الله عليه وسلم .. (*)


والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات ..
ـــــــــــــــــــــــــ

(*)
القول بأن معنى قوله تعالى: (يخرج من بين الصلب والترائب) أى (يخرج من الصلب والترائب) فى غاية الفساد ..

لأنه يلزم منه تفسير قول الله عز وجل:
(وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِى بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ) .. (النحل: 66) ..

أن اللبن السائغ يخرج من الدم والفرث ..

والفرث هو فضلات الأمعاء ..

ومعلوم أن هذا الفرث يكون روثاً بعد خروجه ..

وبعد هضم العلف يتحول إلى فرث عديم القيمة ..

واللبن السائغ لا يتولد من الفرث بإتفاق العقلاء ..

ولذلك يقول إبن عاشور فى (التحرير والتنوير):
(والفرث: الفضلات التى تركها الهضم المَعِدى فتنحدر إلى الأمعاء فتصير فَرثاً) إهـ ..

والصحيح أنه يخرج من بينهما أى دون أن يختلط بهما ..

ولذلك يقول إبن كثير فى تفسيره:
(فيسرى كل إلى موطنه إذا نضج الغذاء فى معدته .. فيصرف منه دم إلى العروق .. ولبن إلى الضرع .. وبول إلى المثانة .. وروث إلى المخرج .. وكل منها لا يشوب الآخر) إهـ ..

فثبت بطلان هذا الوجه .

ثانيا من الناحية الطبية
لا يوجد أي ماء دافق يخرج من العمود الفقري للرجل ولا أي ماء تناسلي يخرج من ترائب المرأة كما ذكرت . انما ماء الرجل يتم تخليقه في الخصية وغدد مختلفة مثل البروستاتا وتهاجر النطاف نحو الحويصلة المنوية الموجودة بين الصلب والترائب وتتدفق من هناك عند الرعشة الجنسية.
ونفس الشيء بالنسبة للمرأة حيث أن النبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا بالوصف الدقيق لماء المرأة التناسلي بقوله " ماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق" حديث شريف
وهذا الوصف ينطبق على الماء الأصفر الذي يتدفق من حويصلة دوغراف حاملا نطفة المرأة-البويضة - من المبيض الواقع تماما بين الصلب والترائب مثلما يحدده القرآن الكريم
والحمد لله الذي هدانا لأحسن دين.

 
الله يكرمك يا أختي ويفتح عليك ..

هذا فيه الكثير من الدقة ومقنعٌ فعلاً ..
 
السلام عليكم .. الدكتورة الفاضلة انا باحث لرسالة ماجستير بهذا الخصوص ممكن تفيدونا في هذا الموضوع
وبارك الله فيكم
 
عودة
أعلى