تفسير قرآن بقرآن في نفس موضعه

إنضم
01/04/2014
المشاركات
356
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يذكر كثير من أهل العلم إذا تكلموا في باب تفسير القرآن بالقرآن بأن الكلمة قد تُذكر ثم يتبعها تفسيرها كقوله "والسماء والطارق وما ادراك ما الطارق: النجم الثاقب" ويُسمون هذا النوع من باب التفسير المتوالي. وبعض الآيات تُذكر مُجملة في موضع ومفصلة في موضع آخر ويسمونه غير متوالي ويضربون المثل التالي:
قال أحد أهل العلم "وكثيرٌ من هذا النوع (يعني تفسير القرآن بالقرآن) يأتي متواليًا....، ويمكن أن يكون غير متوالٍ، مثل تفسير: {الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة: 7] بقوله تعالى: {فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} [النساء: 69].
سؤالي هو لماذا يقال إن تفسير المنعم عليهم هو من باب التفسير غير المتوالي؟
أرأيتم قوله تعالى "فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ"
ألا ترون أن هذا هو من باب تفسير الكلمة في نفس سياقها وموضعها (متوالي)؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
فاجابة عن السؤال: لماذا يقال ان تفسير المنعم عليهم هو من باب التفسير غير المتوالي، فذلك في سورة الفاتحة وهذا لايتصور في مثله خلاف الا على قول من فسره بما بعده من غير المغضوب عليهم ولا الضالين؛ ففي اضواء البيان: فلم يبين هنا من هؤلاء الذين انعم عليهم وبين ذلك في موضع اخر.
اما ان تفسير الذين انعم في النساء يمكن ان يقال عنه انه: من باب التفسير المتوالي والمتصل فهو الذي ينظر.
والله أعلم
 
الاخ الكريم مخلص
جزاك الله خيرا على جوابك.
الآن اتضح موضع الإشكال وهو ان تفسير المنعم عليهم في الفاتحة بالمنعم عليهم في النساء هو من التفسير غير المتوالي
لكن ليس فيه إحالة إلى موضع آخر
اما في قوله تعالى "أحلت لكم بهيمة الانعام الا ما يتلى عليكم"
فإن قوله "يُتلى " هو إحالة صريحة إلى موضع آخر
وهذا الفارق يجعل المثالين مختلفين في نوعهما
الاول هو من تفسير القرآن بالقرآن في موضع آخر (وهذا اجتهاد ظني)
الثاني هو من نوع الإحالة إلى موضع آخر (وهذا تفسير و إحالة قطعية)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم أمين
فتفسير القران بالقران انواع ومراتب، لكل منها درجته وحجيته هذا مما لاخلاف فيه على الجملة، بل هناك من عد هذا النوع من التفسير اجتهاديا مطلقا وان كان الحق التفصيل.
ومنه ما ذكرتم من البيان المتصل والمنفصل، وهذا الاخير قد تكون فيه احالة صريحة اوقرينة كما مثلتم بقوله تعالى: الا مايتلى عليكم التي في صدر سورة المائدة وبينتها الاية بعيدها حرمت عليكم الميتة الى قوله وماذبح على النصب؛ فالاية تعديد لما يتلى على الامة مما استثني من بهيمة الانعام، لكون المذكورات في الاية من ميتة ومنخنقة وان كانت من الانعام فانها تحرم بهذه العوارض، وان كان نسق الكلام يعطي كون هذه الاية من البيان المتصل اشبه، ويؤيد هذا المنزع ان الاستثناءان بعد، احدهما استثني فيه حال للمخاطبين وهي الاحرام والحرم، والثاني استثني فيه ما تقدم من مذكورات للعوارض اللاحقة بها.
اما الكلام عن القطعية والظنية فحقه ان يفرد بالكلام وذلك في مشاركة لاحقة ان شاء الله تعالى.
 
بسم1
ذكرتم جزاكم الله خيرا تقسيمات لتفسير القران بالقران: المتوالي وغير المتوال او المتصل والمنفصل، وفي الاخير ما فيه احالة وما ليس فيه؛ ورتبتم على ذلك ان الاول قطعي والثاني ظني.
وكنت قد وقفت على هذا الامر وتوقفت فيه وماذاك الا لتقريره بمثال ليتضح المقال.
فقد جاء في قوله تعالى: {ويستقتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لاتوتنهن ماكتب الله لهن وترغبون ان تنكحوهن والمستضعفين من الولدان وان تقوموا لليتامى بالقسط وما تفعلوا من خير فان الله كان به عليما}
فقوله تعالى: وما يتلى عليكم، الاشارة بهذا: الى ما تقدم في امر النساء، وهو قوله تعالى في صدر السورة: {وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ماطاب لكم من النساء}
وقوله تعالى: والمستضعفين من الولدان، عطف على يتامى النساء والذي تلي: {يوصيكم الله في اولادكم }لان العرب كانت تقول لايرث الا الكبير الذي يحمي الحوزة
وان تقوموا لليتامى بالقسط ، عطف ايضا على ما تقدم والذي تلي في هذا المعنى: {ولاتاكلوا اموالهم الى اموالكم} الى غير ذلك مما ذكر في مال اليتيم.
ومن الامثلة المشهورة: اية النحل {وعلى الذين هادوا حرمنا ماقصصنا عليك من قبل} وفسرت باية الانعام {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما الا ماحملت ظهورهما او الحوايا او ما اختلظ بعظم}
والذي تفيده هذه الامثلة ان الاحالة على حد تعبيركم، تكون في البيان المتصل والمنفصل، والذي اعطته في غالبها ان لها دلالة قطعية كما قررتم، الا ان الامر يحتاج الى استقراء للايات والمبينات والتفسيرات.
 
عودة
أعلى