تفسير سورة الممتحنة

إنضم
05/10/2007
المشاركات
146
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مراكش- المغرب
بسم الله الرحمن الرحيم
بين يدي السورة :
تسمى سورة الممتحنة ـ بكسر الحاء ـ أي المختبرة ، أضيف إليها الفعل مجازا ، كما سميت سورة براءة:الفاضحة لكشفها عن عيوب المنافقين ، و هو ما جزم به الإمام أبو زيد السهيلي رحمه الله ، و أصل ذلك آية الامتحان حيث يقول الله تعالى :{ يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المومنات مهاجرات فامتحنوهن } الآية ... فوصف الناس تلك الآية بالممتحنة لأنها شرعت الامتحان ، و أضيفت السورة إلى تلك الآية ...
و روي الممتحنة ـ بفتح الحاء ـ قال ابن حجر و هو المشهور ، إضافة إلى المرأة التي نزلت فيها ، وهي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط امرأة عبد الرحمن بن عوف
و تسمى كذلك سورة : " الامتحان " و " سورة المودة " كما نقل الحافظ السيوطي عن الإمام السخاوي وهي خامس سورة نزلت في المدينة النبوية المطهرة ، فهي مدنية آياتها ثلاث عشرة آية ، و تعد الثانية و التسعين في تعداد نزول السور ، ـ نزلت بعد الأحزاب و قبل النساء ـ و تهتم بجانب التشريع و محورها الذي تدور حوله هو فكرة العداوة و المودة في الله "
يتبع
 
بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الفاتحة هي أم القرآن ، وأم الشيء أصله الذي منه بدأ ، وهي الشافية ، والصلاة : وسميت بالصلاة للحديث القدسي المعروف:
"قَالَ اللهُ تَعَالَى: قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ، قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي - وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي - فَإِذَا قَالَ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] قَالَ: هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فَإِذَا قَالَ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] قَالَ: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ " (صحيح مسلم / كتاب الصلاة / باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة (395))
وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) [سورة الحجر الآية 87] : قيل السبع المثاني هي الفاتحة ، وسميتْ بالمثاني لأن الفاتحة تُثَنَّى في كل ركعة : أي تُعاد في كل ركعة وتكرَّر.
وعن أبي سعيد بن المعلى قال : مر بي النبي صلى الله عليه و سلم وأنا أصلي فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت فقال ( ما منعك أن تأتي ) . فقلت كنت أصلي فقال ( ألم يقل الله { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم } . ثم قال ( ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد ) . فذهب النبي صلى الله عليه و سلم ليخرج من المسجد فذكرته فقال ( { الحمد لله رب العالمين } . هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ) (صحيح البخاري / كتاب التفسير / باب تفسير سورة الحجر (4426).
وقد توصَّل الشيخ الدكتور محمود خليل الحصري في كتابه القيِّم " أحكام قراءة القرآن الكريم " إلى وجوب صحة قراءة الفاتحة وضرورة خلوِّها من اللحن - الجليِّ والخفيِّ سواءٌ.
 
تفسير سورة الممتحنة

بين يدي السورة ـ 2
ترتبط سورة الممتحنة ، بما قبلها و ما بعدها من سور ، في المصحف الكريم ، بروابط موضوعية متينة ، فهي امتداد لقوله تعالى في خاتمة سورة المجادلة {و لا تجد قوما يومنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله و لو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب الله في قلوبهم الإيمان و أيدهم بروح منه } الآية ...
و لأن سورة الحشر وردت بين المجادلة و الممتحنة ، مورد جعل الاعتراضات المقصود بها تسديد الكلام و تبيينه للسامع ، مع ما به تمام الفائدة على حد تعبير ابن الزبير في البرهان ، فبعد أن ذكر سبحانه في المجادلة أن حال المومنين أنهم لا يوادون من حاد الله و رسوله و لو كانوا أقرب الناس إليهم ، جاء الاعتراض في سورة الحشر بتنزيه الله عن مرتكباتهم ثم أتبع بذكر ما عجله لهم من النقمة و النكال ، ثم عاد في سورة الممتحنة إلى النهي عن موالاة الأعداء و الأمر بالتبري منهم ...
و تتصل هذه السورة بسورة الصف بعدها التي افتتحت بتسبيح الله و تنزيهه عما لا يليق به ليرتفع المومن من حال من تقدم ذكرهم في آخر سورة الممتحنة عند قوله تعالى :{لا تتولوا قوما غضب الله عليهم }
و إذا كان الوارد في الممتحنة ، قد جاء على طريق الوصية و سبيل النصح و الإشفاق ، فإن الوارد في سورة الصف جاء بصريح العتب و الإنكار ، ليكون بعد ما سبق في السورة قبل ، أوقع في الزجر
و كم بين قول الله تعالى في سورة الممتحنة :{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي و عدوكم أولياء } الآيات ...و ما تضمنه من التلطف و الرفق ، و بين قوله سبحانه في سورة الصف:{يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون }
يتبع
 
مقدِّمة علم المناسبات

مقدِّمة علم المناسبات

إن الحمد لله الذي لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفُوًا أحدٌ ، والصلاة والسلام على النبي الأمي الذي بفضل الله وحده علَّم المتعلِّمين ... أمَّا بعد :
إذا كان علم أسباب النزول هو العلم الذي يدرس ترتيب نزول القرآن زمانيًا على مدار فترة نزول الوحي ، وهو تفسير للقرآن بالمأثور بصورة بحتة لا مجال للرأي فيها ، فإن العلم الذي يدرس ترتيب سور القرآن في المصحف الشريف ويدرس أوجه الترابط بين أجزائه ، ونقصد بأجزائه : الربط بين نهاية السورة ومقدمة التي تليها والربط بين مقدمة السورة وخاتمتها والربط بين والربط بين مقدمة السورة ونهاية التي قبلها ، والربط أيضًا بين مُفتتَح السورة وبين موضوعها - براعة الاستهلال - وايجاد الرابط المعنوي بين القصص في السورة الواحدة ، وأخيرًا علاقة اسم السورة بموضوعاتها : هذا العلم هو علم التناسب أو علم المناسبات وهو تفسير بالرأي بصورة بحتة لا مجال للأثر فيها.
وكما وقع الخلاف المشهور حول : هل ترتيب السور داخل المصحف العثماني ترتيبٌ توقيفيٌ أم ترتيبٌ توفيقيٌ ، وكما وقع هذا الخلاف وقع على أساسه الخلاف حول موضوع علم التناسب من الأساس ؛ إذ لو كان ترتيب السور داخل المصحف العثماني ترتيبًا توفيقيًا - من لدن البشر - لما كان هناك وجهًا لدراسة الإعجاز في الترتيب ولما كان هناك أصلا مجال عمل لعلم المناسبات أصلا.
ولمًا كانت ادلة القائلين بتوقيفية ترتيب السور داخل المصحف العثماني أقوى من أدلة القائلين بتوفيقية ترتيب السور داخل المصحف العثماني لمَّا كان هذا كان علم التناسب أهلٌ لئن يُدرس فعلا.
وعلم المناسبات : هو العلم الذي يدرس أوجه الترابط بين الأجزاء القرآنية ، ونقصد بالربط بين الأجزاء القرآنية : الربط بين السورة والسورة التي سبقتها ، والسورة والسورة التي تلتها ، والربط بين الآيات والآيات التي سبقتها داخل السورة الواحدة ، والآيات والآيات التي تلتها داخل السورة الواحدة ، والربط بين الموضوعات الفرعية للسورة وبين موضوع السورة العام.

علم التناسب أو علم المناسبات :
 
تفسير سورة الممتحنة

بين يدي السورة : 3
أغراض السورة و موضوعها :تشتمل السورة على أربعة نداءات: واحد منها للنبي صلى الله عليه وسلمو هو النداء الثالث ، و الثلاثة الأخرى للذين آمنوا وهي كما جاء ترتيبها في السورة كالآتي :
النداء الأول : يحذر الله تبارك وتعالى المومنين المهاجرين من مكة من اتخاذ المشركين أولياء لأنهم أعداء الله و أعداء الرسول و كافة المومنين لأنهم كفروا بالدين الحق و أخرجوا الرسول و المومنين من ديارهم ، و يعلمهمجل وعلا بأن أواصر القرابة لا تنفع إزاء العداوة في الدين .
ثم ضرب اللهعز وجل لهم المثل في ذلك بقطيعة إبراهيم الخليل و أتباعه المومنين لقومهم و تبروئهم منهم ، و مما هم عليه من شرك ووثنية ، ثم بين سبحانه وتعالى أن هذا النهي عن موالاة المشركين ، لا يشمل إلا المعتدين منهم ، أما الذين لم يقاتلوا المسلمين قتال عداوة في دين و لا أخرجوهم من ديارهم فقد أمر ببرهم و العدل في التعاملب معهم و هذا من الآية الأولى إلى التاسعة .
النداء الثاني : يبين الله تبارك وتعالىحكم المومنات اللائي جئن مهاجرات ، فيوجه المومنين إلى امتحانهن و اختبار صدق إيمانهن ، فإن نجحن في ذلك فلا يرجهن إلى الكفار ، و يعوض أزواجهن المشركون ما آتوهن من المهور ، و في المقابل على المومنين ألا يحتفظوا بالمشركات بل يجب أن يفارقوهن ، و أن يسألوا ما أنفقوا عليهن و هذا في الآيتين العاشرة و الحادية عشرة .
يتبع
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قــد حــاولتُ استخراج الوحدة الموضوعية لسورة الممتحنة..
فتوصلتُ -بفضل الله- إلى استخراج المعنى الإجمالي للسورة بعد عمق نظر في التفاسير ثم استنبطت الوحدة , فكان المعنى الإجمالي كالتالي:
نجد في هذه السورة الكريمة قوة في طرح معانيها , فهي في مجملها وصايا عظيمة مهمة للفرد المسلم في عقيدته .
هذه السورة الكريمة تشعل نور الإيمان الحقيقي في قلب العبد , لأنه لن يتم إيمان عبد إلا بالتخلي عن جميع الشبهات والشهوات , فمما جاءت به هذه الآيات أنها تحذر من أهم ما يعلق بالقلب فيؤثر تأثيراً بالغاً في نفس المؤمن , ألا وهو موالاة الكفر وأهله وإن كان أقرب قريب , ليعيش المؤمن خالصاً لله وحده متمسكاً بدينه دون غيره , فضرب الله قصة إبراهيم ومن معه في ذلك الأمر كنموذج في التبرؤ من الشرك وما يؤول إليه , ورغّب في الدعاء كوسيلة للتخلص منه , ثم لماّ رسّخ تلك العقيدة السليمة في قلوب عباده المؤمنين بيّن لهم من هم الذين يحق للمؤمن أن يتبرّأ منهم , فذكرهم وذكر ما ينبغي على الأزواج فعله إذا ارتبطوا بالكافرين .
ثم أمر نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام بمبايعة النساء على التبرؤ من خصال مذمومة لا يحق للمرأة المسلمة أن تتسم بها , ومن هنا شملت آيات هذه السورة الكريمة البراءة من عقائد باطلة تضعف إيمان العبد , ومن صفات هدّامة لا تليق بالمؤمن العاقل , ولذلك أكّد على ذلك في خاتمة السورة.والله أعلم
فالوحدة _والعلم عند الله_: البراءة من الشرك وأهله
وعقّب على كلامي الأستاذ تيسير الغول -حفظه الله- بقوله :
وأضيف أيضاً: الولاء للفئة المؤمنة. فهي ولاء وبراء.
حتى إن اسم السورة له نصيب في تبيان ما عالجته السورة من موضوع. فالامتحان يُفضي إلى الجنوح إما إلى الإيمان أو الكفر. إما إلى الولاء وإما إلى البراء.
 
بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الممتحَِنة سورةٌ مدنيَّةٌ ، وعدد آياتها بلا خلاف ثلاثُ عشرة آية.
وكما تُعنى السور المكية بالأمور العقائدية والاستدلال عليها وتُعنى السور المدنيَّة ببيان الأحكام التشريعية مع استمرار الاستدلال على الأمور القائدية كذلك الحال في مدنية سورة الممتحنة في بيانها للأحكام التشريعية ، ومن أهمها تحديد معالم علاقة أهل الإيمان بغيرهم على المستوى المحلى والعالمي ، وقد تناولت عددًا من المواضيع وهي :
1- التحذير من موالاة أعداء الله.
2- إبراهيم عايه السلام ومن معه خير قدوة في الولاء والبراء.
3- الموالاة المباحة والموالاة المحرَّمة.
4- امتحان المؤمنات المهاجرات.
5- مبايع ةالنساء للرسول صلى الله عليه وسلم.

والمحور الذي سعت السورة الكريمة لإبرازه هو الكشف عن أثر العقيدة على حياة الفرد والمجموع ، فبيَّنت أن العقيدة هو الأساس الذي ترتكز عليه كل علاقة أو تذوَى ، والمتأمل في مقاطعها سوف يرى بوضوح كيف تكون العقيدة قيمةً وميزانًا لكل ولاءٍ أو رابطة.
والسورة بآياتها تمثِّلُ أنموذجًا تربويًا فريدًا في تربية النفوس المؤمنة .
وأسباب النزول الواردة لكل مقاطع السورة كلها تشير إلى قيمة العقيدة ، وتحدد للفرد المسلم والدولة المسلمة الميزان الذي يقيموا به كل شئونهم.
وأهداف السورة الأخرى تسلسلت من المطلع حتى الختام لتنظم عددًا من جوانب العلاقة بين الفرد والفرد في المجتمع المسلم وبين المجتمع المسلم والمجتمعات الأخرى ، مبرزة قيمة العقيدة في كلٍ منها ، وداعية إلى تقوية أواصر المودة بين المسلمين.
وما دعت إليه السورة من الاقتداء بأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام له دلالات عميقة على قيمة العقيدة في حياة الأنبياء وأتباعهم
 
بين يدي السورة : 4
النداء الثالث : يتناول حكم مبايعة المومنات المهاجرات اللائي جئن إلى النبي صلى الله عليه وسلميبايعنه و يعاهدنه التزامهن لأحكام الشريعة الإسلامية فلا يشركن و لا يسرقن و لا يزنين و لا يقتلن أولادهن ببهتان يفترينه و لا يعصين الرسول في معروف ( في الآية الثانية عشرة)
النداء الرابع: يحذر المومنين من موالاة الكفار فينهاهم عن مودة من غضب الله عليهم ، فيئسوا من الآخرة ، كما يئس الكفار من أصحاب القبور ( في الآية الثالثة عشر )
هكذا تنتهي السورة بمثل ما بدأت به ليتم التناسق بين البدء و الختام ، و يكون المحور الأساس الذي تدور حوله هو فكرة " العداوة و المودة في الله "
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 00جزاكم الله خير على تفسير السوره وايضاح بعض مافيها من درر 00 عندي سؤال لأهل الاختصاص 00 ذكر الله تعالى ولايسرقن بعد ولايشركن وقبل الزنا وقتل الاولاد والبهتان ومعصية الرسول فهل أجد تفسير لذلك؟كتب الله اجركم
 
عودة
أعلى