بسم الله الرحمن الرحيم:{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} .
قال الشيخ عبد الله الفوزان:
استدل المصنف رحمه الله على هذه المسائل الأربع بسورة عظيمة لا تزيد على ثلاث آيات وهي سورة العصر. فالمسألة الأولى والثانية في قوله – سبحانه-: ( wخ)tûïد%©!$#(#qمZtB#uن(#qè=دJtمurدM»ysخ=»¢ء9$#) فإن الإيمان لا يكون صحيحاً، والعمل لا يكون صالحاً إلا بالعلم بأن يعبد الله على بصيرة. والمسألة الثالثة في قوله : ( (#ِq|¹#uqs?urبd,ysّ9$$خ/.) والرابعــة في قوله : ((#ِq|¹#uqs?urخŽِ9¢ء9$$خ/ ) .
قال ابن كثير –رحمه الله- :
((العصر : الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم ، من خير وشر .
وقال مالك، عن زيد بن أسلم: هو العشي ، والمشهور الأول .
فأقسم تعالى بذلك على أن الإنسان لفي خسر ، أي : في خسارة وهلاك ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فاستثنى من جنس الإنسان عن الخسران الذين آمنوا بقلوبهم ، وعملوا الصالحات بجوارحهم ( وتواصوا بالحق) وهو أداء الطاعات ، وترك المحرمات ( وتواصوا بالصبر) على المصائب والأقدار ، وأذى من يؤذي ممن يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر . آخر تفسير سورة " العصر " ولله الحمد والمنة)) .اهـ
قال الشيخ السعدي –رحمه الله- في (تيسير الكريم الرحمن) :
((والخسار مراتب متعددة متفاوتة: قد يكون خسارًا مطلقًا كحال من خسر الدنيا والآخرة وفاته النعيم واستحق الجحيم , وقد يكون خسارًا من بعض الوجوه دون بعض , ولهذا عمم الله الخسار لكل إنسان ؛ إلا من اتصف بأربع صفات:
الإيمان بما أمر الله بالإيمان به , ولا يكون الإيمان بدون العلم , فهو فرع عنه لا يتم إلا به.
والعمل الصالح , وهذا شامل لأفعال الخير كلها الظاهرة والباطنة المتعلقة بحقوق الله , وحقوق عباده , الواجبة والمستحبة .
والتواصي بالحق الذي هو الإيمان , والعمل الصالح , أي يوصي بعضهم بعضًا بذلك ويحثه عليه ويرغبه فيه .
والتواصي بالصبر على طاعة الله , وعن معصية الله , وعلى أقدار الله المؤلمة .
فبالأمرين الأولين يُكمِّل العبد نفسه , وبالأمرين الأخرين يُكمِّل العبد غيره , وبتكميل الأمور الأربعة يكون العبد قد سلم من الخسار , وفاز بالربح العظيم .)) اهـ
قوله تعالى: ﴿ وَالْعَصْـرِ ﴾:
قال الشيخ ابن باز :
(وقد أقسم الله على هذا بقوله : { وَالْعَصْرِ } وهو الصادق سبحانه وتعالى وإن لم يقسم ، ولكن أقسم لتأكيد المقام . والله سبحانه وتعالى يقسم بما شاء من خلقه ، فلا أحد يتحجر عليه ، فأقسم بالسماء ذات البروج ، وأقسم بالسماء والطارق ، وبالضحى وبالشمس وضحاها ، وبالليل إذا يغشى ، وبالنازعات ، وغير ذلك ؛ لأن المخلوقات تدل على عظمته ، وعلى أنه سبحانه هو المستحق للعبادة ولبيان عظم شأن هذه المخلوقات التي تدل على وحدانيته وأنه المستحق للعبادة وحده .
وأما المخلوق فليس له أن يقسم إلا بربه ، فلا يقسم ولا يحلف إلا بالله ، ولا يجوز له أن يحلف بالأنبياء ، ولا بالأصنام ، ولا بالصالحين ، ولا بالأمانة ، ولا بالكعبة ، ولا بغيرها . هذا هو الواجب على المسلم ؛ لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :" من حلف بشيء دون الله فقد أشرك " أخرجه أحمد وصححه الألباني.
وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ : " من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ". فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من الحلف بغير الله وأن تكون أيمانهم كلها بالله وحده سبحانه وتعالى) .اهـ
قال الشيخ الحازمي:
قوله تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ ﴾ الواو هذه واو القسم ، هنا أقسم الرب جل وعلا ، فالمقسِم هو الرب سبحانه ، ﴿ وَالْعَصْرِ ﴾ مقسَم به , وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ ﴾ هذا جواب القسم ، لأن القسم لا بد له من جواب ، وهو المقسَم عليه ، أقسم الرب جل وعلا بالعصر وهو المُقسِم ، والمقسَم به العصر ، والمقسَم عليه هو خسارة الإنسان.
ما المراد بالعصر ؟
قال الشنقيطي في (أضواء البيان) :
العصر : اسم للزمن كله أو جزء منه,ولذا اختلف في المراد منه ، حيث لم يبين هنا .
فقيل : هو الدهر كله ، أقسم الله به لما فيه من العجائب ، أمة تذهب وأمة تأتي ، وقدر ينفذ ، وآية تظهر، وهو هو لا يتغير ، ليل يعقبه نهار ، ونهار يطرده ليل ، فهو في نفسه عجب .
واستدل لهذا القول بما جاء موقوفا على عليرضي الله عنه ، ومرفوعا من قراءة شـاذة : " والعصر ونوائب الدهر " . وحمل على التفسير إن لم يصح قرآنا ، وهذا المعنى مروي عن ابن عباس.
وقيل العصر : الليل والنهار .
والعصران أيضا : الغداةُ والعشيُّ .
وقيل : إنه العَشيُّ وهو ما بعد زوال الشمس إلى غروبها ، وهو قول الحسن وقتادة .
وعن قتادةأيضا : هو آخر ساعة من ساعات النهار ، لتعظيم اليمين فيه ، وللقسم بالفجر والضحى .
وقيل : هو صلاة العصر لكونها الوسطى .
وقيل : عصر النبي صلى الله عليه وسلم أو زمن أمته ; لأنه يشبه عصر عمر الدنيا .
والذي يظهر والله تعالى أعلم : أن أقرب هذه الأقوال كلها قولان : إما العموم بمعنى الدهر للقراءة الشاذة ، إذ أقل درجاتها التفسير ، ولأنه يشمل بعمومه بقية الأقوال .
وإما عصر الإنسان أي عمره ومدة حياته الذي هو محل الكسب والخسران لإشعار السياق ، ولأنه يخص العبد في نفسه موعظة وانتفاعا .
ويرجح هذا المعنى ما يكتنف هذه السورة من سور التكاثر قبلها ، والهمزة بعدها ، إذ الأولى تذم هذا التلهي والتكاثر بالمال والولد ، حتى زيارة المقابر بالموت ، ومحل ذلك هو حياة الإنسان .
وسورة الهمزة في نفس المعنى تقريبا ، في " الذي جمع مالا وعدده،يحسب أن ماله أخلده"
فجمع المال وتعداده في حياة الإنسان ، وحياته محدودة ، وليس مخلدا في الدنيا ، كما أن الإيمان وعمل الصالحات مرتبط بحياة الإنسان .
وعليه ، فإما أن يكون المراد بالعصر في هذه السورة العموم لشموله الجميع وللقراءة الشاذة ، وهذا أقواها .
وإما حياة الإنسان ، لأنه ألزم له في عمله ، وتكون كل الإطلاقات الأخرى من إطلاق الكل ، وإرادة البعض ، والله تعالى أعلم .اهـ
قال الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره :
( والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن ربنا أقسم بالعصر ، والعصر اسم للدهر ، وهو العشي والليل والنهار ، ولم يَخْصُص مما شمله هذا الاسم معنىً دون معنى ، فكل ما لزمه هذا الاسم فداخل فيما أقسم به جل ثناؤه ) .
قال الشيخ مساعد الطيار في (تفسير جزء عمَّ) :
(ومن هنا فإن سبب الاختلاف هو الاشتراك اللغوي في لفظ العصر , فهو يطلق على عدة معان , وبهذا يرجع الخلاف إلى أكثر من معنى , وكل هذه الأقوال محتمل كما قال الطـبري , غير أن القول بأنه ((الدهر)) يظهر في شموله للأوقات كلها , والله أعلم) .اهـ
قال الشيخ عبد الله الفوزان:
استدل المصنف رحمه الله على هذه المسائل الأربع بسورة عظيمة لا تزيد على ثلاث آيات وهي سورة العصر. فالمسألة الأولى والثانية في قوله – سبحانه-: ( wخ)tûïد%©!$#(#qمZtB#uن(#qè=دJtمurدM»ysخ=»¢ء9$#) فإن الإيمان لا يكون صحيحاً، والعمل لا يكون صالحاً إلا بالعلم بأن يعبد الله على بصيرة. والمسألة الثالثة في قوله : ( (#ِq|¹#uqs?urبd,ysّ9$$خ/.) والرابعــة في قوله : ((#ِq|¹#uqs?urخŽِ9¢ء9$$خ/ ) .
قال ابن كثير –رحمه الله- :
((العصر : الزمان الذي يقع فيه حركات بني آدم ، من خير وشر .
وقال مالك، عن زيد بن أسلم: هو العشي ، والمشهور الأول .
فأقسم تعالى بذلك على أن الإنسان لفي خسر ، أي : في خسارة وهلاك ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فاستثنى من جنس الإنسان عن الخسران الذين آمنوا بقلوبهم ، وعملوا الصالحات بجوارحهم ( وتواصوا بالحق) وهو أداء الطاعات ، وترك المحرمات ( وتواصوا بالصبر) على المصائب والأقدار ، وأذى من يؤذي ممن يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر . آخر تفسير سورة " العصر " ولله الحمد والمنة)) .اهـ
قال الشيخ السعدي –رحمه الله- في (تيسير الكريم الرحمن) :
((والخسار مراتب متعددة متفاوتة: قد يكون خسارًا مطلقًا كحال من خسر الدنيا والآخرة وفاته النعيم واستحق الجحيم , وقد يكون خسارًا من بعض الوجوه دون بعض , ولهذا عمم الله الخسار لكل إنسان ؛ إلا من اتصف بأربع صفات:
الإيمان بما أمر الله بالإيمان به , ولا يكون الإيمان بدون العلم , فهو فرع عنه لا يتم إلا به.
والعمل الصالح , وهذا شامل لأفعال الخير كلها الظاهرة والباطنة المتعلقة بحقوق الله , وحقوق عباده , الواجبة والمستحبة .
والتواصي بالحق الذي هو الإيمان , والعمل الصالح , أي يوصي بعضهم بعضًا بذلك ويحثه عليه ويرغبه فيه .
والتواصي بالصبر على طاعة الله , وعن معصية الله , وعلى أقدار الله المؤلمة .
فبالأمرين الأولين يُكمِّل العبد نفسه , وبالأمرين الأخرين يُكمِّل العبد غيره , وبتكميل الأمور الأربعة يكون العبد قد سلم من الخسار , وفاز بالربح العظيم .)) اهـ
قوله تعالى: ﴿ وَالْعَصْـرِ ﴾:
قال الشيخ ابن باز :
(وقد أقسم الله على هذا بقوله : { وَالْعَصْرِ } وهو الصادق سبحانه وتعالى وإن لم يقسم ، ولكن أقسم لتأكيد المقام . والله سبحانه وتعالى يقسم بما شاء من خلقه ، فلا أحد يتحجر عليه ، فأقسم بالسماء ذات البروج ، وأقسم بالسماء والطارق ، وبالضحى وبالشمس وضحاها ، وبالليل إذا يغشى ، وبالنازعات ، وغير ذلك ؛ لأن المخلوقات تدل على عظمته ، وعلى أنه سبحانه هو المستحق للعبادة ولبيان عظم شأن هذه المخلوقات التي تدل على وحدانيته وأنه المستحق للعبادة وحده .
وأما المخلوق فليس له أن يقسم إلا بربه ، فلا يقسم ولا يحلف إلا بالله ، ولا يجوز له أن يحلف بالأنبياء ، ولا بالأصنام ، ولا بالصالحين ، ولا بالأمانة ، ولا بالكعبة ، ولا بغيرها . هذا هو الواجب على المسلم ؛ لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :" من حلف بشيء دون الله فقد أشرك " أخرجه أحمد وصححه الألباني.
وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ : " من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ". فالواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من الحلف بغير الله وأن تكون أيمانهم كلها بالله وحده سبحانه وتعالى) .اهـ
قال الشيخ الحازمي:
قوله تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ ﴾ الواو هذه واو القسم ، هنا أقسم الرب جل وعلا ، فالمقسِم هو الرب سبحانه ، ﴿ وَالْعَصْرِ ﴾ مقسَم به , وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ ﴾ هذا جواب القسم ، لأن القسم لا بد له من جواب ، وهو المقسَم عليه ، أقسم الرب جل وعلا بالعصر وهو المُقسِم ، والمقسَم به العصر ، والمقسَم عليه هو خسارة الإنسان.
ما المراد بالعصر ؟
قال الشنقيطي في (أضواء البيان) :
العصر : اسم للزمن كله أو جزء منه,ولذا اختلف في المراد منه ، حيث لم يبين هنا .
فقيل : هو الدهر كله ، أقسم الله به لما فيه من العجائب ، أمة تذهب وأمة تأتي ، وقدر ينفذ ، وآية تظهر، وهو هو لا يتغير ، ليل يعقبه نهار ، ونهار يطرده ليل ، فهو في نفسه عجب .
واستدل لهذا القول بما جاء موقوفا على عليرضي الله عنه ، ومرفوعا من قراءة شـاذة : " والعصر ونوائب الدهر " . وحمل على التفسير إن لم يصح قرآنا ، وهذا المعنى مروي عن ابن عباس.
وقيل العصر : الليل والنهار .
والعصران أيضا : الغداةُ والعشيُّ .
وقيل : إنه العَشيُّ وهو ما بعد زوال الشمس إلى غروبها ، وهو قول الحسن وقتادة .
وعن قتادةأيضا : هو آخر ساعة من ساعات النهار ، لتعظيم اليمين فيه ، وللقسم بالفجر والضحى .
وقيل : هو صلاة العصر لكونها الوسطى .
وقيل : عصر النبي صلى الله عليه وسلم أو زمن أمته ; لأنه يشبه عصر عمر الدنيا .
والذي يظهر والله تعالى أعلم : أن أقرب هذه الأقوال كلها قولان : إما العموم بمعنى الدهر للقراءة الشاذة ، إذ أقل درجاتها التفسير ، ولأنه يشمل بعمومه بقية الأقوال .
وإما عصر الإنسان أي عمره ومدة حياته الذي هو محل الكسب والخسران لإشعار السياق ، ولأنه يخص العبد في نفسه موعظة وانتفاعا .
ويرجح هذا المعنى ما يكتنف هذه السورة من سور التكاثر قبلها ، والهمزة بعدها ، إذ الأولى تذم هذا التلهي والتكاثر بالمال والولد ، حتى زيارة المقابر بالموت ، ومحل ذلك هو حياة الإنسان .
وسورة الهمزة في نفس المعنى تقريبا ، في " الذي جمع مالا وعدده،يحسب أن ماله أخلده"
فجمع المال وتعداده في حياة الإنسان ، وحياته محدودة ، وليس مخلدا في الدنيا ، كما أن الإيمان وعمل الصالحات مرتبط بحياة الإنسان .
وعليه ، فإما أن يكون المراد بالعصر في هذه السورة العموم لشموله الجميع وللقراءة الشاذة ، وهذا أقواها .
وإما حياة الإنسان ، لأنه ألزم له في عمله ، وتكون كل الإطلاقات الأخرى من إطلاق الكل ، وإرادة البعض ، والله تعالى أعلم .اهـ
قال الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره :
( والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن ربنا أقسم بالعصر ، والعصر اسم للدهر ، وهو العشي والليل والنهار ، ولم يَخْصُص مما شمله هذا الاسم معنىً دون معنى ، فكل ما لزمه هذا الاسم فداخل فيما أقسم به جل ثناؤه ) .
قال الشيخ مساعد الطيار في (تفسير جزء عمَّ) :
(ومن هنا فإن سبب الاختلاف هو الاشتراك اللغوي في لفظ العصر , فهو يطلق على عدة معان , وبهذا يرجع الخلاف إلى أكثر من معنى , وكل هذه الأقوال محتمل كما قال الطـبري , غير أن القول بأنه ((الدهر)) يظهر في شموله للأوقات كلها , والله أعلم) .اهـ