أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة.
تفسير سورة الرعد من مختصري لتفسير الطبري (متجدد)
سُورَةُ الرَّعْدِ مَدَنِيَّةٌ، وَآيَاتُهَا ثَلَاثٌ وَأَرْبَعُونَ
الْقَوْلُ فِي تَفْسِيرِ السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا الرَّعْدُ
{المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ}[الرعد: 1]
{المر تِلْكَ} الَّتِي قَصَصْتُ عَلَيْكَ خَبَرَهَا..
{آيَاتُ الْكِتَابِ} الَّذِي أَنْزَلْتُهُ قَبْلَ هَذَا الْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلْتُهُ إِلَيْكَ، إِلَى مَنْ أَنْزَلْتُهُ إِلَيْهِ مِنْ رُسُلِي قَبْلَكَ.. وَقِيلَ: عَنَى بِذَلِكَ: التَّوْرَاةَ، وَالْإِنْجِيلَ..
{وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ} وَهُوَ الْقُرْآنُ، فَاعْمَلْ بِمَا فِيهِ وَاعْتَصِمْ بِهِ..
{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ} مِنْ مُشْرِكِي قَوْمِكَ..
{لَا يُؤْمِنُونَ}[الرعد: 1] لَا يُصَدِّقُونَ بِالْحَقِّ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ، وَلَا يُقِرُّونَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَمَا فِيهِ مِنْ مُحْكَمِ آيِهِ.
{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ}[الرعد: 2]
{اللَّهُ} يَا مُحَمَّدُ هُوَ..
{الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ} السَّبْعَ..
{بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} فَجَعَلَهَا لِلْأَرْضِ سَقْفًا مَسْمُوكًا، وَالْعَمَدُ جَمْعُ عَمُودٍ، وَهِيَ السَّوَارِي، وَمَا يُعْمَدُ بِهِ الْبِنَاءُ، فَهِيَ مَرْفُوعَةٌ بِغَيْرِ عَمَدٍ نَرَاهَا..
{ثُمَّ اسْتَوَى} عَلَا..
{عَلَى الْعَرْشِ} وَقَدْ بَيَّنَّا مَعْنَى الِاسْتِوَاءِ وَاخْتِلَافَ الْمُخْتَلِفِينَ فِيهِ، وَالصَّحِيحَ مِنَ الْقَوْلِ فِيمَا قَالُوا فِيهِ بِشَوَاهِدِهِ فِيمَا مَضَى، بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ..
{وَسَخَّرَ} وَأَجْرَى..
{الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} فِي السَّمَاءِ فَسَخَّرَهُمَا فِيهَا لِمَصَالِحِ خَلْقِهِ، وَذَلَّلَهُمَا لِمَنَافِعِهِمْ، لِيَعْلَمُوا بِجَرْيِهِمَا فِيهَا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابِ، وَيَفْصِلُوا بِهِ بَيْنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ..
{كُلٌّ} كُلُّ ذَلِكَ..
{يَجْرِي لِأَجَلٍ} لِوَقْتِ ..
{مُسَمًّى} مَعْلُومٍ، وَذَلِكَ إِلَى فَنَاءِ الدُّنْيَا وَقِيَامِ الْقِيَامَةِ الَّتِي عِنْدَهَا تُكَوَّرُ الشَّمْسُ، وَيُخْسَفُ الْقَمَرُ، وَتَنْكَدِرُ النُّجُومُ، وَحُذِفَ ذَلِكَ مِنَ الْكَلَامِ لِفَهْمِ السَّامِعِينَ مِنْ أَهْلِ لِسَانِ مَنْ نَزَلَ بِلِسَانِهِ الْقُرْآنُ مَعْنَاهُ..
{يُدَبِّرُ} يَقْضِي اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا..
{الْأَمْرَ} أُمُورَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ كُلَّهَا، وَيُدَبِّرُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَحْدَهُ، بِغَيْرِ شَرِيكٍ وَلَا ظَهِيرٍ وَلَا مُعِينٍ سُبْحَانَهُ..
{يُفَصِّلُ} لَكُمْ رَبُّكُمْ..
{الْآيَاتِ} آيَاتِ كِتَابِهِ، فَيُبَيِّنُهَا لَكُمُ احْتِجَاجًا بِهَا عَلَيْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ..
{لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ}[الرعد: 2] لِتُوقِنُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ، وَالْمَعَادِ إِلَيْهِ، فَتُصَدِّقُوا بِوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ، وَتَنْزَجِرُوا عَنْ عِبَادَةِ الْآلِهَةِ وَالْأَوْثَانِ، وَتُخْلِصُوا لَهُ الْعِبَادَةَ إِذَا تَيَقَّنْتُمْ ذَلِكَ.
{وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَينِ اثْنَيْنِ يَغْشَى اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الرعد: 3]
{وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ} وَاللَّهُ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ فَبَسَطَهَا طُولًا وَعَرْضًا..
{وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ} وَجَعَلَ فِي الْأَرْضِ جِبَالًا ثَابِتَةً.. وَالرَّوَاسِي: جَمْعُ رَاسِيَةٍ وَهِيَ الثَّابِتَةُ، يُقَالُ مِنْهُ: أَرْسَيْتُ الْوَتَدَ فِي الْأَرْضِ: إِذَا أَثْبَتُّهُ..
{وَأَنْهَارًا} وَجَعَلَ فِي الْأَرْضِ أَنْهَارًا مِنْ مَاءٍ..
{وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَينِ اثْنَيْنِ} وَجَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ، وَعَنَى بِزَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ: مِنْ كُلِّ ذَكَرٍ اثْنَانِ، وَمِنْ كُلِّ أُنْثَى اثْنَانِ، فَذَلِكَ أَرْبَعَةٌ، مِنَ الذُّكُورِ اثْنَانِ، وَمِنَ الْإِنَاثِ اثْنَانِ فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ، وَقَدْ بَيَّنَّا فِيمَا مَضَى أَنَّ الْعَرَبَ تُسَمِّي الِاثْنَيْنِ زَوْجَيْنِ، وَالْوَاحِدُ مِنَ الذُّكُورِ زَوْجًا لِأُنْثَاهُ، وَكَذَلِكَ الْأُنْثَى الْوَاحِدَةُ زَوْجًا وَزَوْجَةً لِذَكَرِهَا، بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، وَيَزِيدُ ذَلِكَ إِيضَاحًا قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: «وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى»[النجم: 45]، فَسَمَّى الِاثْنَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى زَوْجَيْنِ وَإِنَّمَا عَنَى بِقَوْلِهِ: «مِنْ كُلِّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ» [هود: 40] : نَوْعَيْنِ وَضَرْبَيْنِ..
{يُغْشِى اللَّيْلَ النَّهَارَ} يُجَلِّلُ اللَّيْلَ النَّهَارَ فَيُلْبِسُهُ ظَلَمْتَهُ، وَالنَّهَارَ اللَّيْلَ بِضِيَائِهِ..
{إِنَّ فِي ذَلِكَ} إِنَّ فِيمَا وَصَفْتُ وَذَكَرْتُ مِنْ عَجَائِبِ خَلْقِ اللَّهِ، وَعَظِيمِ قُدْرَتِهِ الَّتِي خَلَقَ بِهَا هَذِهِ الْأَشْيَاءَ..
{لَآيَاتٍ} لَدَلَالَاتٍ وَحُجَجًا وَعِظَاتٍ..
{لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[الرعد: 3] فِيهَا، فَيَسْتَدِلُّونَ وَيَعْتَبِرُونَ بِهَا، فَيَعْلَمُونَ أَنَّ الْعِبَادَةَ لَا تَصْلُحُ، وَلَا تَجُوزُ، إِلَّا لِمَنْ خَلَقَهَا، وَدَبَّرَهَا، دُونَ غَيْرِهِ مِنَ الْآلِهَةِ وَالْأَصْنَامِ الَّتِي لَا تَقْدِرُ عَلَى ضُرٍّ، وَلَا نَفْعٍ، وَلَا لِشَيْءٍ غَيْرِهَا، إِلَّا لِمَنْ أَنْشَأَ ذَلِكَ فَأَحْدَثَهُ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَأَنَّ الْقُدْرَةَ الَّتِي أَبْدَعَ بِهَا ذَلِكَ هِيَ الْقُدْرَةُ الَّتِي لَا يَتَعَذَّرُ عَلَيْهِ إِحْيَاءُ مَنْ هَلَكَ مِنْ خَلْقِهِ، وَإِعَادَةِ مَا فَنِيَ مِنْهُ، وَابْتِدَاعِ مَا شَاءَ ابْتِدَاعَهُ بِهَا.
{وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوًانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}[الرعد: 4]
{وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ} وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مِنْهَا مُتَقَارِبَاتٌ مُتَدَانِيَاتٌ، يَقْرُبُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ بِالْجِوَارِ، وَتَخْتَلِفُ بِالتَّفَاضُلِ مَعَ تَجَاوُرِهَا وَقُرْبِ بَعْضِهَا مِنْ بَعْضٍ، فَمِنْهَا قِطْعَةٌ سَبِخَةٌ لَا تُنْبِتُ شَيْئًا، فِي جِوَارِ قِطْعَةٍ طَيِّبَةٍ تُنْبِتُ وَتَنْفَعُ..
{وَ} فِي الْأَرْضِ مَعَ الْقِطَعِ الْمُخْتَلِفَاتِ الْمَعَانِي مِنْهَا بِالْمُلُوحَةِ وَالْعُذُوبَةِ، وَالْخَبِيثِ وَالطَّيِّبِ، مَعَ تَجَاوُرِهَا وَتَقَارُبِ بَعْضِهَا مِنْ بَعْضٍ..
{جَنَّاتٌ} بَسَاتِينُ..
{مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ} أَيْضًا، مُتَقَارِبَةٌ فِي الْخِلْقَةِ مُخْتَلِفَةٌ فِي الطُّعُومِ وَالْأَلْوَانِ، مَعَ اجْتِمَاعِ جَمِيعِهَا عَلَى شِرْبٍ وَاحِدٍ، فَمِنْ طَيِّبٍ طَعْمُهُ مِنْهَا حَسَنٌ مَنْظَرُهُ طَيِّبَةٌ رَائِحَتُهُ، وَمِنْ حَامِضٍ طَعْمُهُ وَلَا رَائِحَةَ لَهُ..
{صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوًانٍ} جَمْعُ صِنْو، وَهِيَ النَّخَلَاتُ يَجْمَعُهُنَّ أَصْلٌ وَاحِدٌ..
{يُسْقَى} تُسْقَى الْجَنَّاتُ وَالنَّخْلُ وَالزَّرْعُ..
{بِمَاءٍ وَاحِدٍ} عَذْبٍ دُونَ الْمَالِحِ..
{وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ} وَيُخَالِفُ اللَّهُ بَيْنَ طُعُومِ ذَلِكَ، فَيُفَضَّلُ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الطَّعْمِ، فَهَذَا حُلْوٌ وَهَذَا حَامِضٌ..
{إِنَّ فِي ذَلِكَ} إِنَّ فِي مُخَالَفَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بَيْنَ هَذِهِ الْقِطَعِ مِنَ الْأَرْضِ الْمُتَجَاوِرَاتِ، وَثِمَارِ جَنَّاتِهَا وَزُرُوعِهَا عَلَى مَا وَصَفْنَا وَبَيَّنَّا..
{لَآيَاتٍ} لَدَلِيلًا وَاضِحًا وَعِبْرَةً..
{لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}[الرعد: 4] اخْتِلَافَ ذَلِكَ، أَنَّ الَّذِيَ خَالَفَ بَيْنَهُ عَلَى هَذَا النَّحْوِ الَّذِي خَالَفَ بَيْنَهُ، هُوَ الْمُخَالِفُ بَيْنَ خَلْقِهِ فِيمَا قَسَمَ لَهُمْ مِنْ هِدَايَةٍ وَضَلَالٍ وَتَوْفِيقٍ وَخِذْلَانٍ، فَوَفَّقَ هَذَا وَخَذَلَ هَذَا، وَهَدَى ذَا وَأَضَلَّ ذَا، وَلَوْ شَاءَ لَسَوَّى بَيْنَ جَمِيعِهِمْ، كَمَا لَوْ شَاءَ سَوَّى بَيْنَ جَمِيعِ أُكُلِ ثِمَارِ الْجَنَّةِ الَّتِي تَشْرَبُ شُرْبًا وَاحِدًا، وَتُسْقَى سَقْيًا وَاحِدًا، وَهِيَ مُتَفَاضِلَةٌ فِي الْأُكُلِ.
{وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ، أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ، وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ، وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ، هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[الرعد: 5]
{وَإِنْ تَعْجَبْ} يَا مُحَمَّدُ مِنْ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ الْمُتَّخِذِينَ مَا لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ آلِهَةً يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِي..
{فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا} وَبَلِينَا فَعَدِمْنَا..
{أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} أَئِنَّا لَمُجَدَّدٌ إِنْشَاؤُنَا وَإِعَادَتُنَا خَلْقًا جَدِيدًا، كَمَا كُنَّا قَبْلَ وَفَاتِنَا؟ تَكْذِيبًا مِنْهُمْ بِقُدْرَةِ اللَّهِ، وَجُحُودًا لِلثَّوَابِ وَالْعِقَابِ وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَمَاتِ..
{أُولَئِكَ} هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَنْكَرُوا الْبَعْثَ وَجَحَدُوا الثَّوَابَ وَالْعِقَابَ، وَقَالُوا «أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ» هُمُ..
{الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ} الَّذِينَ جَحَدُوا قُدْرَةَ رَبِّهِمْ، وَكَذَّبُوا رَسُولَهُ..
{وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ} وَهُمُ الَّذِينَ فِي أَعْنَاقِهِمُ الْأَغْلَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ..
{وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ} هُمْ سُكَّانُ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ..
{هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}[الرعد: 5] هُمْ فِيهَا مَاكِثُونَ أَبَدًا، لَا يَمُوتُونَ فِيهَا، وَلَا يَخْرُجُونَ مِنْهَا.