تفسير اية

Bashar Baghdadi

New member
إنضم
22/02/2004
المشاركات
2
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
Al-Khobar
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما الفرق بين قول الله سبحانه و تعالى في سورة براءة
فلاتعجبك اموالهم و لا اولادهم انم يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا و تزهق انفسهم و هم كافرون.
و بين قوله سبحانه
و لا تعجبك اموالهم و اولادهم انما يريد الله ان يعذبهم بها في الدنيا و تزهق انفسهم و هم كافرون .
و جزاكم الله خيرا
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما ذكرته يدخل في علم المتشابه اللفظي وهذه الآية فيها أربعة مسائل :
1 - في الآية الأولى قال " فلا " وفي الثانية قال " ولا "
2 - في الآية الأولى زيدت لا النافية وأسقطت من الثانية .
3 - في الآية الأولى قال " ليعذبهم " وفي الثانية " أن يعذبهم "
4 - في الآية الأولى قال " في الحياة الدنيا " وفي الثانية قال " في الدنيا "
والجواب عن ذلك تجده في كتاب ملاك التأويل للغرناطي ( 1/ 467) .

وفقك الله
 
الاخ احمد جزاك الله خيرا
الفروقات التي ذكرتها واضحة و لكن الاعجاز او الاسرار وراء هذا الاختلاف هي ما ابحث عنه و ملاك التاويل لا املك منه نسخة الان فهلا تفضلت مشكورا غير مامور بوضع الجواب هنا فتعم الفائدة و ياحبذا لو يكون هناك موضوع خاص يبحث في كل مرة عن اية و جزاكم الله خيرا.
 
وعليكم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سبق أن كان لي كلام في تدبر قول الله تعالى : (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم) وقوله تعالى : (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم) ، في الأولى (أن) وفي الثانية (ل).
فقد يكون ذلك الذي يريد أن يطفئ نور الله بفمه هدفه واضحا يريد فعل ذلك علانية ، مثل أبرهة جاء لهدم الكعبة ، فهذا يعبر عن فعله ب (أن),
وقد يكون الذي يريد ليطفئ نور الله بفمه يظهر شيئا ونيته شيئا آخر. يظهر أن جاء لتحقيق العدالة والمساواة والديموقراطية ونيته هي تغيير المناهج وتفريق وحدة المسلمبن .... هذا يعبر عنه ب (ل)
ليطفئوا ، التعليل باللام.
خذ هذه القاعدة فإنها ستساعدك في تدبر هاتين الآيتين المتشابهتين.
وستعلم بنفسك لماذا جاءت في الأولى (فلاتعجبك اموالهم و لا اولادهم ). ولماذا في الثانية (أموالهم وأولادهم).
وستعلم لماذا جاء في الأولى ( الحياة الدنيا) ولماذا في الثانية (الدنيا).
غذا إن شاء الله سأقول ما تبين لي فيها.
 
قد يجتمع عند الإنسان الأموال والأولاد ، وقد يوجد عنده الأموال أولا ثم بعد ذلك يأتي الأولاد والعكس صحيح أيضا.
جاء في الآيتين ذكر (الأموال قبل الأولاد) لأن الأموال قد تكون في يد من له أولاد ومن ليس له ولد ، وبالتالي فهي فتنة لكلاهما.
الإنسان قد يكون شريرا قبل أن يرزق الأموال والأولاد فيسلك كل السبل الممنوعة والمحرمة لتحقيق رغباته.
وقد لا يكون شريرا من البداية ولكن بعد أن ينعم الله عليه بالأموال والأولاد يطغى ويفتري على خلق الله.
فالآية الأولى تخص أولائك الأشرار الذي سلكوا كل السبل المحرمة لكسب الأموال الحرام ، وما فعلوا ذلك إلا لتأمين (حياة) مرفهة ، ليحيوا (حياة) سعيدة ، (حياة) الترف، هؤلاء أرادوا (ل) ليسعدوا في حياتهم الدنيا فكانت النتيجة : (ل) يعذبهم بها في (الحياة) الدنيا.
لاحظوا كلمة (الحياة الدنيا) فجدير أن تذكر كلمة (الحياة) مقابل (حياة )الترف التي كانت هي غايتهم من جمع الأموال لترفيه أنفسهم وأولادهم.
وفي الواقع نرى أمثلة كثيرة ، مثلا عصابات مافيا المخدرات تستعمل كل الوسائل لكسب الأموال من أجل (حياة) الترف ، وعد ذلك تنقلب حياتهم إلى عذاب (رعب وخوف ومطاردة من السلطات وتصفية حسابات دموية من منافسين).
أما الآية الثانية فهي تخص أولائك الذين كانوا فقراء فأغناهم الله ، آتاهم الأموال والأولاد فكانت عليهم فتنة ، لما استغنوا طغوا فلم يكرموا اليتيم ولم يطعموا المسكين وبخلوا بما آتاهم الله من فضله...
هؤلاء الذين يسر الله لهم الرزق لم يكن في تخطيطهم ولم تكن في نيتهم سلوك كل طرق كسب المال لتأمين حياة أفضل ، وإنما أوتوا الأموال والأولاد من حيث لا يحتسبون ، يناسبهم قول تعالى : إنما يريد الله (أن) يعذبهم ، اللام لا يأتي هنا ، كذلك جاء بعد ذلك ( في الدنيا) لأن هؤلاء المنعم عليهم بالأموال والأولاد كان عليهم أن يحسنوا كما أحسن الله إليهم ليثابوا على ذلك في الآخرة.
أما الأولون فجاء ذكر (الحياة الدنيا) لأنهم ماسلكوا كل الطرق المحرمة لكسب الأموال إلا لأنهم أحبوا الحياة الدنيا واطمأنوا بها وظنوا أن الحياة الدنيا هي الحياة وليس بعد الموت حياة.
هذا ما فهمت من الآيتين.
والسلام عليكم
 
عودة
أعلى