بسم الله الرحمن الرحيم
اولا ارحب بك في هذا الملتقى
ثانيا يبدا فهم الاية من فهم مفرداتها ، ففي ماده خشي من عمدة الحفاظ قال الحلبي رحمه الله :الخشية هي : أشد الخوف ,وقيل خوف يشوبه تعظيم المخوف منه ,أكثر مايكون ذلك عن علم مايخشى منه ,ولذلك خص به العلماء في قوله تعالى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء) ، أقول وقد فرق العسكري رحمه الله بين الخشية والخوف في الفروق بماتحسن مراجعته منه .
الاية التي سالت عن تفسيرها هي الاية (28)من سورة فاطر ، ولتفسيرها تعلق بالاية التي قبلها
يقول سبحانه ( الم تر أن الله انزل من السماء ماء فاخرجنا به ثمرات مختلفا الوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف الوانها وغرابيب سود *ومن الناس والدواب والانعام مختلف الوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء)
قال بن كثير رحمه الله : يقول تعالى منبها على كمال قدرته في خلقه الاشياء المتنوعة المختلفة من الشئ الواحد وهو الماء الذي أنزله من السماء ، يخرج به ثمرات مختلف الوانها ، من أصفر وأحمر وأخضروأبيض الى غير ذلك من الوان الثمار ... وخلق الجبال كذلك مختلف الوانهاكماهو المشاهد، كذلك الحيوانات من الاناسي والدواب مختلف الوانهامن أسود وابيض , والناس كذلك منهم بربر وحبوش وصقالبة وعرب ...قال السعدي رحمه الله فتفاوتها دليل عقلي على مشيئته تعالى التي خصصت ماخصصت منها بلونه ووصفه ودليل على قدرته وسعة علمه سبحانه والكن الغافل ينظر في هذه الاشياء وغيرها ،نظر غفله , لا تحدث له ذكرا ، وإنما ينتفع بها من يخشى الله تعالى ويعلم بفكره الصائب وجه الحكمة فيها ، فكل من كان بالله أعلم كان أكثر له حشية وانكفافا عن المعاصي وفي هذا دليل على فضيلة العلم فإنه داع إلى خشية الله وأهل خشيته هم أهل كرامته كما قال تعالى ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه ) ـ باختصار وتصرف بسيط ـ
وللاستزاده فهناك رسالة مستقلة في تفسير هذه الايه لابن رجب رحمه الله