ذكر ابن القيم رحمه الله في حادي الارواح تفسير العلماء لهذه الآية منها :
1- ان هذا الاستثناء إنما هو مدة احتباسهم عن الجنة ما بين الموت و البعث و هو البرزخ ، ثم يصيروا الى الجنة ، ثم هو خلود الأبد
2- قالت طاهو استثناء استثناه الرب تعالى ولا يفعله ، كما تقول : والله لأضربنك إلا أن أرى غير ذلك ، و انت لا تراه بل بضربه .
3- و قالت طائفة : أن المقصود بأنهم مع خلودهم فيها فهم في مشيئته ، و هذا كما قال لنبيه ( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا اليك )
4- و قالت فرقة بأن " ما " بمعنى من ، كقوله ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء ) و المعنى إلا من شاء ربك أن يدخله الله النار بذنوبه من السعداء
5- و قالت طائفة المراد بالسماوات و الأرض سماء الجنة و ارضها ، و هما باقيتان ابدا .
هذه بعض الأقوال التي ذكرها بن القيم رحمه الله ، نقلتها مختصرة ، ثم علق بعد ذلك فقال رحمه الله :
" أخبر سبحانه عن خلودهم في الجنة كل و قت إلا وقتا يشاء ان لا يكونوا فيها ، و ذلك يتناول و قت كونهم في الدنيا و في البرزخ و في موقف القيامة و على الصراط و كون بعضهم في النار مدة ،
و على كل تقدير فهذه الآية من المتشابه ، و قوله فيها ( عطاء غير مجذوذ ) محكم ، و كذلك قوله ( إن هذا لرزقنا ما له من نفاد ) و قوله ( أُ كلها دائم و ظلها ) و قوله ( و ما هم منها بمخرجين )
و قد اكد الله سبحانه خلود اهل الجنة بالتأبيد في عدة مواضع ، وا خبر أنهم ( لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ) و هذا الاستثناء منقطع ، وإذا ضممته الى الاستثناء في قوله ( إلا ما شاء ربك ) تبين لك المراد من الآيتين ، وا ستثناء الوقت الذي لم يكونوا فيه في الجنة من مدة الخلود ، كاستثناء الموتة الأولى من جملة الموت ، فهذه موتة تقدمت على حياتهم الأبدية ، و ذاك مفارقة للجنة تقدم على خلودهم فيها ، و بالله التوفيق " ا.هـــ