تفسير القرآن الكريم بالإسرائيليات (نقاش نفيس)

إنضم
18/07/2010
المشاركات
537
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
المدينة المنورة
هذا حوارٌ نفيسٌ دار في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" حول الإسرائيليات, بدأه د. نايف بن سعيد الزهراني في صفحته @nifez, ثم حاوره فيه د. محمد بن عبدالله جابر القحطاني@moh396, ولاحقا دخل النقاش د. مساعد الطيار@mattyyar, وعددٌ من المشايخ وطلبة العلم, وقد قامت إحدى الأخوات بتفريغه, كما راجعه دكتور فاضل من أهل هذا التخصص, وقد بُذل جهد في تعقب النقاش في تويتر, كما بذل جهد كبير في مراجعته والعناية بتنسيقه لما به من فوائد جمة, أقلها معاينة أدب الحوار والاختلاف بين المشايخ الكرام.
نسأل الله أن يكتب للجميع الأجر والمثوبة ويبارك فيهم.

نقاش في تويتر حول تفسير القرآن الكريم بالإسرائيليات​

• فُتح الموضوع في ١٥ مارس بالتغريدات الآتية للدكتور. نايف بن سعيد الزهراني:

هذه دلالات من قوله تعالى : (ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) 43 الرعد.

(ومن عنده علم الكتاب)
أليست شهادة الله كافية؟!
فما الحاجة لاستشهاد أحد من أهل الكتاب!
الأمر أبعد من اقتناعنا بالحق في أنفسنا.

(ومن عنده علم الكتاب)
من يقول: لا يستعان بأهل الكتاب في بيان شيء من الحق أو الشهادة به = يخالف معنى الآية الظاهر.

(ومن عنده علم الكتاب)
تتضمن الآية اطلاع أهل الإسلام على علم أهل الكتاب، وما في كتابهم مما هو حجة عليهم أو على غيرهم.

(ومن عنده علم الكتاب)
الاستعانة ببعض الكفار على بعض في الشهادة بالحق وتضليل بعضهم بعضاً.

(ومن عنده علم الكتاب)
الحق أن يكون التحالف بيننا وأهل الكتاب بما عندهم من الحق في مواجهة الكفار بأصنافهم، لا أن يتحالفوا ضد أهل الإسلام.

(ومن عنده علم الكتاب)
في كتب أهل الكتاب حق؛ نحن أولى الناس أن نتعرفه ونبصرهم به ونستثمره.

(ومن عنده علم الكتاب)
جاء في تفسير ذلك أنه: عبد الله بن سلام . وأرى أن ذلك مثال على من يستشهد به منهم وهو: كل عالم صادق.

(ومن عنده علم الكتاب)
لا يشترط فيمن يستعان به من أهل الكتاب أن يكون قد أسلم، بل المهم علمه بكتابهم وأمانته في الإخبار عنه.

في سورة النحل: "وما أرسلنا من قبلك" وفي الأنبياء: "وما أرسلنا قبلك" (إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)؛ عند جماعة من مفسري السلف: الخطاب للمشركين أن يسألوا أهل الكتاب. ولو لم يكن عندهم حق، وفيهم من أهل الصدق لما جاز أن يرشد إلى سؤالهم.

يلاحظ في جميع آيات الرجوع إلى أهل الكتاب وسؤالهم أن ذلك متعلق بما هو من أخبارهم وما لهم به علم. مع وصف من يرجع إليه منهم بالذكر وعلم الكتاب.

ثمّ بدأ الحوار بعد هذه التعليقة:
• د.نايف سعيد الزهراني

ومن عنده علم الكتاب: من الجور الظاهر عدم الانتفاع بما عند أهل الكتاب من الحق؛ بحجة: أنه ليس فيهم عالم صادق.

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.نايف

مع اليقين بأنه ليس عندهم شيء من الحق الذي نحتاج إليه وهو غير موجود فيما عندنا
قد نفيد من الحق الذي عندهم كاستشهاد وتأكيد لا كتأسيس

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على محمد جابر

أرى أن الحق حقٌ حيثما وجد, ومن تمام العقل – وقد جاءت به السنة - الانتفاع بما لا نعلم بطلانه مما جاء عنهم في تبيين ما عندنا وتعيينه.

• د.نايف سعيد الزهراني

العقل الصحيح يدل على صحة الرجوع إلى الإسرائيليات في بيان معاني بعض الآيات؛ فذلك من جنس الرجوع إلى أسباب النزول وأحوال من نزل عليهم القرآن؛ فكما أن معرفة أسباب النزول وأحوال من نزل عليهم القرآن من العرب من خير ما يستعان به في تبيين المعنى وإزالة الإشكال = فكذلك معرفة قصة ما ورد في القرآن من أخبار بني إسرائيل، وأحوالهم، هي أيضاً من خير ما يستعان به في تبيين المعنى وإزالة الإشكال, غير أن الفرق أن أخبار من نزل عليهم القرآن من العرب, وقصة ما نزل تؤخذ عن العرب, وما كان عن بني إسرائيل فيؤخذ عن علمائهم.
فبابهما واحد, ونفعهما كذلك.

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د. نايف

ما تعليقك على هذا النقل يا أبا قيس؟ وهو: قال الإمام ابن تيمية في الصفدية (1/260)
"ومن وجد من هذه الأمة محتاجا إلى شيء غير ما جاء به الرسول فلضعف معرفته واتباعه لما جاء به الرسول مثل كثير منهم من يقول أنه يحتاج إلى الإسرائيليات وغيرها من أحوال أهل الكتاب وآخرون منهم من يقول أنهم محتاجون إلى حكمة فارس والروم والهند واليونان وغيرهم من الأمم وآخرون يقولون أنهم محتاجون إلى ذوقهم أو عقلهم أو رأيهم بدون اعتبار ذلك بالكتاب والسنة .
ولا تجد من يقول أنه محتاج إلى غير آثار الرسول إلا من هو ضعيف المعرفة والاتباع لآثاره وإلا فمن قام بما جاء به الكتاب والسنة أشرف على علم الأولين والآخرين وأغناه الله بالنور الذي بعث به محمدا عما سواه"

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على محمد جابر

ومما جاء به الرسول وأرشد إليه القرآن الاستفادة مما عندهم من الحق وما لم يتحقق لدينا كذبه.
ولا علاقة لهذا بالحاجة إليهم.

• محمد بن عبدالله جابر يسأل د.نايف
ما هذا الذي جاء به الرسول ، وأين ذلك في القرآن؟

• د.نايف سعيد الزهراني يجاوب

في القرآن "وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلاهنا وإلاهكم واحد ونحن له مسلمون" وانظر قول ابن جرير فيها. وأيضا "ومن عنده علم الكتاب", وكذا "فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فأسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك"..
ومن الآيات أيضاً ما خوطب به رسول الله في أمره بسؤال أهل الكتاب: "سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة" وكذا قوله "ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا", والسؤال هنا: هل يحتاج رسول الله -وهو من ينزل عليه الوحي-أن يسأل بني إسرائيل عن شيء؟
فلا تلازم بين الحاجة والانتفاع.
وفي السنة "حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج"؛ حيث نص مالك والشافعي على أن ذلك فيما لا نعلم كذبه. ومن نباهة الشافعي استدلاله بذكر ذلك مع قوله في الحديث: "ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" على جواز التحديث عنهم بما لا يعلم كذبه.

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.نايف

جميل.. كل هذه الأدلة تحتاج نقاش في الاستدلال بها لورودها في سياقات خاصة,
وإذا فرغت بينت وجهة نظري فيها.
وأرجو أن أوفق أنا وإياك للصواب
وحتى يتحدد مسار النقاش بعد الأدلة الكثيرة التي أورتها أخي أبا قيس؛ لابد من تحرير محل النزاع وذلك من خلال الوقوف من الإيرادات التالية:
أولا: هل مقصودك مما سبق أننا بحاجة لما عند أهل الكتاب؟
ثانيا: هل فهم القرآن أو بعضه متوقف على الروايات الإسرائيلية؟
ثالثا: هل جواز الاحتجاج بما عندهم عام لكل أحد وفي كل حال أم خاص بأهل العلم وفي مقام محاجتهم ودعوتهم وإلزامهم بما في كتبهم؟
رابعا: ما حدثونا به مما لا نعلمه لا يجوز لنا أن نصدقه ولا أن نكذبه؛ فما الفائدة منه إذن؟
خامسا: هل الحديث عنهم يعني التلقي عنهم؟

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على محمد عبد الله جابر
مرحبا أبا مجاهد
أسئلتك تدور حول الضوابط
وحديثي ينحو نحو التأصيل.
والذي تقرره الأدلة وفهم السلف: صحة الرجوع إليهم والانتفاع بما عندهم.
وجواب أولا: لم يقف السلف عند سؤال "الحاجة" كثيرا.
ثم هل البأس لديك أنهم "أهل كتاب"؟!
ألسنا نأخذ اللغة عن أهل الجاهلية!.. يتبع
ونأخذ التواريخ وأخبار العرب عمن لا نقطع بصدقه!
بل ونأخذ الحديث الضعيف كذلك!
فالمقصود أن لأخبارهم من ضوابط القبول ما لغيرهم.
أما من جهة التطبيق العملي فأقول معتقدا ما أقول:
إن الحاجة إلى الإسرائيليات في التفسير كالحاجة إلى غيرها من مصادره وأدلته بلا تفريق.
فإن كان تعيين المبهم لديك من التفسير فنعم يحتاج إليها فيه
فإن كان تفصيل المجمل لديك من التفسير فنعم يحتاج إليها فيه
فإن كان إزالة المشكل لديك من التفسير فنعم يحتاج إليها فيه
وإن كان تحديد المراد من المعاني المحتملة لديك من التفسير فنعم يحتاج إليها فيه
ولا يعني جعل الإسرائيليات مصدرا من مصادر التفسير أن تكون في مرتبة غيرها من المصادر؛ كالسنة وأقوال السلف.
بل مصادر التفسير جميعها ليست في مرتبة واحدة في القوة والأهمية بل ولا في كثرة الاستدلال بها.
وجواب ثانيا: سبق في بيان أوجه الاستفادة - الأربعة - من الإسرائيليات في التفسير.
وجواب ثالثا: راجع لضوابط الاستفادة من هذه المرويات، وتنظر تفصيلا في: الاستدلال في التفسير "ص500إلى550"
وكذا في التحرير في أصول التفسير "ص141إلى171"
فمن التزم تلك الضوابط صح له الاحتجاج بها فيما يحتاجه من المقامات بلا قيد.
وجواب رابعا: ما كان كذلك نرويه عنهم ولا حرج، ما لم نعلم كذبه. بهذا جاءت النصوص، وإلا فما فائدة الإذن بالتحديث عنهم.
فإذا جئنا إلى تعامل السلف مع الإسرائيليات, وكيف استفادوا منها في التفسير خصوصا فسنرى واقعاً آخر غير ما يظنه كثير من إخواننا الباحثين
ففي دراسة إحصائية أجريتها على تفسير إمام المفسرين ابن جرير الطبري حصرت فيها الروايات الإسرائيلية ورواتها وموضوعاتها ومقاصد إيرادها...
تبين لي من خلالها ما يأتي:
1-مجموع الروايات الإسرائيلية التي أخرجها ابن جرير في تفسيرِه (2022) رواية.
عدد مرويات الصحابة منها (495). وعدد مرويات ابن عباس منها (350) وعدد مرويات ابن مسعود (38) وعدد مرويات علي بن أبي طالب (27) وهؤلاء أكثر الصحابة رواية للتفسير ...
2-أن أعلم الصحابة بالتفسير هم أكثرهم رواية للإسرائيليات فيه.
3-وأن المقلين من رواية الإسرائيليات في التفسير هم مقلّون في التفسير أصلا
4-أن رواة الإسرائيليات في التفسير هم أنفسُهم (أهل التأويل) الذين هم أهله, و(رواة التفسير) الذين عنهم يُؤخذ, وليسوا طارِئين عليه أو دُخلاء.
5-أن الروايات الإسرائيلية كانت جزءا من مادة التفسير منذ ظهوره زمن الصحابة والتابعين وأتباعِهم؛ فلم تكن يوما خارجة عنه ولا دخيلة عليه.
6-ومن خلال دراستي لـ"استدراكات السلف في التفسير" لم أجد لأحد من السلف استدراكا أو اعتراضا على غيره في استعماله رواية اسرائيلية للتفسير.
7-وأبانت الدراسة أن عدد الروايات الإسرائيلية متناسب مع عدد رواتها في كل طبقة, فليس لقلتها في بعض الطبقات عن بعض سبب راجع إلى ذاتها.

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على محمد جابر

وبهذا يتحقق فهم السلف ومنهج انتفاعهم بالإسرائيليات في التفسير؛ من واقع تفاسيرهم, لا بالكلام المرسل, أو المواقف المسبقة.

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.نايف

ما شاء الله.. جهد موفق.. ونتائج دقيقة خاصة في التوصيف والاستقراء
ولست مخالفا لك في ذلك
ويبقى أن هذه المرويات بحاجة للدراسة التحليلية
وهي بحاجة لدراسة توثيقية لأن كثيرا منها سيخرج لضعف إسناده, وإن كان أهل التفسير يفضلون طريقة المؤرخين على طريقة المحدثين في التوثيق.

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على محمد عبد الله جابر

ما ضعف إسناده لن يخرج يا فاضل؛ لأنّه من جنس أسانيد التفسير، فمن ردها لزمه رد كل ما جاء مثلها عن مفسري السلف.. فما الباقي بعد ذلك!!

• محمد بن عبدالله جابر‏ يرد على د.نايف ويشير إلى د.عمر المقبل

ماذا يفيد قول أبي حاتم هذا؟
"وقال أحمد بن سلمة: سمعت أبا حاتم الرازي، يقول: ذكرت لابي زرعة حفظ إسحاق بن راهويه، فقال أبو زرعة: ما رئي أحفظ من إسحاق، ثم قال أبو حاتم: والعجب من إتقانه، وسلامته من الغلط مع ما رزق من الحفظ.
فقلت لابي حاتم: إنه أملى التفسير عن ظهر قلبه.
قال: وهذا أعجب، فإن ضبط الاحاديث المسندة أسهل وأهون من ضبط أسانيد التفسير وألفاظها".

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على محمد جابر ويشير إلى د.عمر المقبل

الصعوبة في مرويات التفسير من جهة ضبط المعنى بلفظه لكل طريق، وهذا وإن كان موجوداً في مرويات السنة إلا أنه هنا أهم وأولى.

• محمد بن عبدالله جابر 2 أبريل يستأنف الحوار مع د.نايف
نواصل الحوار يا د.نايف إذا أذنت:
أليس تفسير الآية بما دلت عليه رواية إسرائيلية تصديقا لمضمونها؟

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على محمد جابر
حسناً نكمل, وجواب سؤالك: بلى .. وماذا يدعوك لتكذيبها!!

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.نايف
طيب.. على هذا نكون قد خالفنا النص الذي نُهينا فيه عن تصديقهم!
ولا شيء يدعوني لتكذيبها إذا لم يكن فيها ما يستنكر، لكني لا أصدقها كذلك.

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على محمد جابر
هذا مقابل بنص "حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج"
ومعناه كما أسلفت: ما لم نعلم كذبه.
ومقتضاه قبول ذلك إن سلم من الموانع التي أسلفتها، وعلى ذلك السلف.
وكأنك تفرق يا أبا مجاهد بين القبول لها وتصديقها.. فكيف ذلك - لو صح فهمي -؟!

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.نايف

التحديث لا صلة له بالتفسير من وجهة نظري
فالتحديث أن تحدث عنهم لا أن تتلقى عنهم, وإذا سمعت الحديث عنهم فلن أصدقه ولن أكذبه.
وأنا مع العلامة أحمد شاكر في التفريق بين جواز التحديث عنهم، وبين جعل أقوالهم تفسيرا لكلام الله, فجعلها تفسيرا قبولا لها وتصديقا

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على محمد جابر
لازلتُ متعجبا من هذا التفريق! ؛ إذ لا دلالة عليه من أثر أو عمل سلف.. بل ما أشبهه بالتحكم!
ونحن نرى عامة السلف وأئمة التفسير على خلافه!.

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.نايف

بل هو تفريق وجيه..
فالتحديث عنهم لا يلزم منه تصديق ولا تكذيب, لكن لو جعلت هذه الرواية الاسرائيلية تفسيرا لكلام الله؛ أليس هذا تصديق لها؟
وأنت أقررت بأن التفسير بالإسرائيليات تصديق لها, والرسول قال: "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم"
وهذا نص كلامه حتى يتأمله من لم يطلع عليه: قال العلاّمة أحمد شاكر : ( إن إباحة التحدث عنهم فيما ليس عندنا دليل على صدقه ولا كذبه شيء وذكر ذلك في تفسير القرآن وجعله قولاً أو رواية في معنى الآيات أو في تعيين ما لم يُعيّن فيها أو في تفصيل ما أُجمل فيها شيء آخر!!
لأن في إثبات مثل ذلك بجوار كلام الله ما يوهم أن هذا الذي لا نعرف صدقه ولا كذبه مُبيّن لمعنى قول الله سبحانه، ومُفصّل لما أُجمل فيه، وحاشا لله ولكتابه من ذلك . ) ا ﻫ
وقال الحافظ ابن كثير :
وقد أكثر كثير من السلف من المفسرين، وكذا طائفة كثيرة من الخلف من الحكاية عن كتب أهل الكتاب في تفسير القرآن المجيد، وليس بهم احتياج إلى أخبارهم ولله الحمد والمنة.

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على محمد جابر
ليس يخفى اعتماد ابن كثير على الإسرائيليات في مواضع من تفسيره، مع ورود مثل ذلك النص عنه، وأرى ذلك نوع اضطراب في تعامله في هذا الباب.

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د. نايف
لا أراه تعارضا.. فهو يقر بأنه لا احتياج إلى هذه الروايات، حتى لو نقلها ونقلها المفسرون قبله. "لا احتياج لها" وهو محل النزاع.

• مريم جبر ‏@m3jubr تعقب على الحوار
لا أظن هذا موضع اضطراب؛ فبحسب ما فهمته من فضيلتكم في سابق حواركم أن الحاجة غير الانتفاع, وقد وافقتم ابن كثير في عدم الحاجة.

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على محمد جابر
بل نقلها محتاجا إليها؛ إذ لا معنى في الآية منقول غيرها، ولم يذكر هو غيرها.
وليست طريقة ابن كثير في تعامله مع الإسرائيليات ذات بال؛ إذا تبين لنا منهج أئمة التفسير قبله وطريقة السلف في ذاك.

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.نايف

هل صح عن السلف وثبت عنهم "كمنهج" رواية واحدة عن أهل الكتاب،
اعتمدوا عليها وحدها في التفسير؟
دون أن يعرف التفسير بدونها.

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على محمد جابر
نعم.. وليس رواية واحدة بل "روايات"

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.نايف

هات واحدة ثابتة

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على محمد جابر
طلبت ما يجتمع فيه أمران:
1-رواية اعتمدوا عليها وحدها في بيان المعنى.
2-دون أن يعرف التفسير بدونها.
أما الأول فلا إشكال في طلبه ووجوده, وأما الثاني فما أغربه ممن يطلبه!!
وكأن طالبه يقول: لا قيمة لما فسر به السلف من الإسرائيليات إن كنت أفهم المعنى بدونه, وكأنه يقول أيضا: لا بأس بالخروج عن فهم السلف وإجماعهم في مثل هذا! مع أنه معتصم بهذا الأصل في غير ما مستندهم فيه خبرٌ إسرائيلي!.
وهذا التناقض في المنهج ما كان موجوداً عند السلف وأئمة التفسير كابن جرير, وإنما وقع فيه من بعدهم بسبب: الاعتقاد ثم الاستدلال, حيث أصلوا أصلاً لا مجال فيه لمثل ذلك, ثم خالفوا فيما عارضه, ولو خالفوا بذلك أصولهم المطردة فيما عداه!
والمتأمل في حال من يسلك ذلك يجدهم يقعون فيما لا شك في بطلانه عند الجميع؛ وهو:
مخالفة إجماع السلف من أهل التأويل.
فمن يرى جواز ذلك لا خلاف لنا معه؛ فقد فارَقَنا في أصلِ أصولِ التفسير.
ومن لا يرى جواز ذلك لا خلاف بيننا وبينه على الحقيقة؛ لأنه طالبُ مثال ليقف عليه, ويحذوا حذوه.
وسأورد من هذا النوع أمثلة يصدق عليها (اعتماد السلف عليها وحدها في بيان المعنى ولا يُعرف لهم مستند غيرها)
وأما الشرط الثاني فليس منا..

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.نايف
كأنك سلكت مسلك التهويل والمبالغة يا أبا قيس!, طلبي واضح: (رواية ثابتة,
اعتمدوا عليها وحدها في التفسير) فهما شرطان لا غير.
فما نقل عن السلف لا أعتبره إلا أن يكون ثابتا، لأن الرواية عن أهل الكتاب وتفسير القرآن بها مخالفة للنص؛ فلا بد قبل توجيهها من ثبوتها.
ولا أعتبره كذلك إلا إذا استندوا إليه وحده، لأن التفسير إذا عرف بغيره من الطرق المتفق عليها؛ فذكره تحصيل حاصل، ويشبه نقل ما وافق الشرع.
وأما أني بهذا أخالف أصلا أو إجماعا؛ فهذه دعوى عريضة!

• د.نايف سعيد الزهراني يعود ليرد على محمد جابر

كأنك تكلفت أبا مجاهد ):
من تكلموا في الإسرائيليات -ممن قبلها أو ردها- لم يشترطوا لها أن تثبت بما تثبت به العقائد والأحكام عن رسول الله
وأما شرطك الذي نفيته فهذا هو في قولك في تغريدة سابقة:
"هل صح عن السلف وثبت عنهم "كمنهج" رواية واحدة عن أهل الكتاب، اعتمدوا عليها وحدها في التفسير؟ دون أن يعرف التفسير بدونها" والشاهد مما سبق قولك: "دون أن يعرف التفسير بدونها"!!

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.نايف
أعوذ بالله أن أكون من المتكلفين, والأمر أكبر من ذلك..
أتريد أن نبني معنى النص القرآني الذي نأخذ منه العقائد والأحكام على ما لم يثبت؟!
وأنا لم أرد بـ"دون أن يثبت بغيرها" إلا بيان "اعتمدوا عليها وحدها".
وإن المتأمل في المعايير الدقيقة التي جعلها العلماء شرطا لقبول لفظ النص القرآني ليعجب من الدعوة للتساهل في إثبات معناه بأي طريق!
إن هذه الدعوة التي يتبناها بعض الباحثين - بحسن نية - معناها أن مكانة القرآن في ألفاظه فقط، أما معانيه فكأنه لا حرمة لها!

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على محمد جابر

يا فاضل توجيهك هنا ل: "دون أن يثبت بغيرها", وعبارتك ـ رعاك الله ـ : "دون أن يعرف التفسير بدونها"!!
لا تستطيع يا أبا مجاهد أن تبني معنى النص القرآني الذي نأخذ منه العقائد والأحكام على ما لم يثبت بشروط المحدثين في قبول ذلك, هذه دعوى مجردة غاب عنها واقع علم التفسير في كل تاريخ تدوينه من أئمة هذا العلم.. ولو طبقتها فماذا سيبقى لك من أقوال السلف وأخبار السير والتواريخ ولغة العرب والإجماع, وهكذا في كل ما اعتمده أئمة التفسير من المنقول!!
لا تلازم بين معايير قبول نص القرآن، ومعايير بيانه وتفسيره, والذين وضعوا المعايير الأولى وأصّلوها هم من وضعوا معايير الثانية وطبقوها.

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.نايف

خطأ مني غير مقصود, وقد بينت لك مرادي.
أرجو أن تفهمني.. كلامي فيما يعتمد عليه في التفسير، ويبنى عليه معرفة المعنى, أما ما زاد على ذلك مما يعتبر استطرادا وزيادة توضيح فلا يهم.

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على محمد جابر

هل ينطبق هذا على السلف!
مهما اختلفنا يا غالي لا حاجة لأن نستخرج معان نتفق جميعاً على بطلانها.
ولا بأس يا غالي.

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.نايف
قصدي الدعوة إلى عدم اشتراط الثبوت فيما "يبنى عليه التفسير والمعنى المراد"
هذه الدعوة لها لوازم خطيرة تؤدي إليها, فالمعنى كاللفظ أو أشد!
دلني على مرجع ذكرَ معايير لقبول المعنى فيها تساهل أكن لك شاكرا, أما التطبيقات في هذا الباب فغير منضبطة ولا مطردة.
تأمل هذا النص النفيس للإمام ابن حبان :
وَالله جلّ وَعلا ولى رَسُوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَفْسِير كَلَامه وَبَيَان مَا أنزل إِلَيْهِ لخلقه حَيْثُ قَالَ "وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزل إِلَيْهِم"، وَمن أمحل الْمحَال أَن يَأْمر الله جلّ وَعلا النَّبِي الْمُصْطَفى أَن يبين لخلقه مُرَاده حَيْثُ جعله مَوضِع الْأَمَانَة عَن كَلَامه ويفسر لَهُم حَتَّى يفهموا مُرَاد الله جلّ وَعلا من الْآي الَّتِي أنزلهَا الله عَلَيْهِ ثمَّ لَا يفعل ذَلِك رَسُول رب الْعَالمين وَسيد الْمُرْسلين بل أبان عَن مُرَاد الله جلّ وَعلا فِي الْآي وَفسّر لأمته مَا يهم الْحَاجة إِلَيْهِ وَهُوَ سنَنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَنْ تتبع السّنَن حفظهَا وأحكمها فقد عرف تَفْسِير كَلَام الله جلّ وَعلا وأغناه الله تَعَالَى عَن الْكَلْبِيّ وَذَوِيهِ. وَمَا لم يبين رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأمته مَعَاني الْآي الَّتِي أنزلت عَلَيْهِ مَعَ أَمر الله جلّ وَعلا لَهُ بذلك وَجَاز لَهُ ذَلِك كَانَ لمن بعده من أمته أجوز وَترك التَّفْسِير لما تَركه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْرَى. وَمن أعظم الدَّلِيل على أَن الله جلّ وَعلا لم يرد بقوله "لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ" الْقُرْآن كُله أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ترك من الْكتاب متشابهاً من الْآي وآيات لَيْسَ فِيهَا أَحْكَام فَلم يبين كيفيتها لأمته فَلَمَّا فعل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دلّ ذَلِك على أَن المُرَاد من قَوْله "لِتُبَيِّنَ للنَّاس مَا نزل إِلَيْهِم" كَانَ بعض الْقُرْآن لَا الْكل.

• مريم جبر ‏@m3jubr تعقب على الحوار

لم أفهم كما فهمتم إنما فهمت أن المطلوب هو الإتيان برواية إسرائيلية لم يثبت مما أثر عن السلف في تفسير معنى لفظ في القرآن غيرها, فإن وجدت هذه الرواية فقد صدق ما ذهبتم إليه ، وإن لم توجد فتبقى الدعوى محل بحث, وقد رأيت فضيلتكم تثبتون الاحتياج بعدما كنتم تقفون عند الانتفاع فقط، فليتكم تبينون ذلك.

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على مريم جبر ومحمد جابر

الانتفاع أو الاحتياج راجعان إلى ما تستعمل فيه الإسرائيليات؛ فمن رآها مما يحتاج إليه عدها كذلك, ومن رآها دون ذلك فهي عنده كذلك, وهي كما ذكرتها سابقا:
1-تبيين المعنى وتحديد المراد.
2-تفصيل المجمل.
3-إزالة الإشكال.
4-تعيين المبهم.
وأمثلتها متوافرة, وكل هذه الأنحاء الأربعة من مهمات المفسر، ومجالات التفسير بلا شك.
وبعضها لا يتم عمل المفسر إلا به.

• د.نايف سعيد الزهراني ‏ ٤ أبريل يكمل الحوار مع محمد جابر

اقتناع أحد بعينه هدف تابع، فالفائدة الكبرى بيان منهج السلف والأئمة كما هو، لا أقوال مرسلة ولا مواقف مسبقة
وسنواصل في نحو هذا بإذن الله...

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.نايف
ومن الذي يسلم من شيء من القناعات المسبقة؟!
الدعوة إلى التخلي عن القناعات المسبقة - خاصة المبنية على أصول معتبرة - مثالية "ديكارتية"
والخلاصة أن استعمال السلف للروايات المنقولة عن أهل الكتاب أمر واقع، لكن ذلك لا يعني بالضرورة قبول هذه المسلك، بل هو محل بحث ونظر, ولا يصح ادعاء إجماعهم على اعتماد هذه الروايات في التفسير وحدها, ولا يقبل عدم اعتبار قول من قال: إن هذه الروايات لا يصح الاعتماد عليها, ولا يصح ادعاء إجماعهم على اعتماد هذه الروايات في التفسير وحدها, ولا يقبل عدم اعتبار قول من قال: إن هذه الروايات لا يصح الاعتماد عليها.
والذي أراه -وما أبرئ رأيي من الخطأ-أن جعل هذه الروايات تفسيرا لكلام الله مسلك خاطئ لأنه تصديق لها، وقد نهينا عن تصديق ما لم يثبت صدقه.
والذي أقترحه أن تُجمع هذه الروايات ثم تدرس أسانيدها، فما ثبت منه نظرنا فيه ودرسناه دراسة تفصيلية حتى نصل إلى نتائج علمية موثقة.

• مساعد الطيار يرد على محمد جابر
كيف يكون عندنا محل نظر ولم يكن عندهم محل نظر؟!
بل ذكرهم لها بلا نكير إجماع عملي منهم على جواز ذلك
المنهج منهجهم وعلينا الاتباع

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.مساعد
بل ثبت نقد بعضهم لهذه الروايات، وإنكار بعضهم على من رواها وفسر القرآن بها، كما في رسالة "نقد الصحابة والتابعين للتفسير" للجار الله, ودعوى الإجماع - شيخنا المفضال - لا يمكن إثباتها.

• مساعد الطيار يرد على محمد جابر
كيف يكون الأمر عندنا محل نظر ولم يكن عندهم محل نظر؟!
بل ذكرهم لها بلا نكير إجماع عملي منهم على جواز ذلك, المنهج منهجهم وعلينا الاتباع.
وقد استقرأنا رواياتهم في التفاسير الأثرية وما رأينا ما تدعو إليه!
فإما أن يكون السابقون على صواب وإما أن يكون ما تذكره هو الصواب!

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.مساعد
وما الذي أدعو إليه مخالفا لهم - شيخنا الكريم -؟

• مساعد الطيار يرد على محمد جابر
يا صاحبي هذا كلام نظري يخالفه واقع المروي عن السلف وهناك آيات لا يمكن تفسيرها وفهم المراد منها بدون هذه الروايات فلماذا هذا التشدد؟
هذا المنهج هدم للتفسير الأثري برمّته, وهل ترى أن النقاد الذين كانوا أقدر منا تركوا ذلك عجزا؟!
المنهج الحديثي عندهم عدم التشدد في هذا.
إذن ستبطل دعاوى كثيره
هذه الروايات عنهم في كتب التفسير
فهات في طبقاتهم من أنكر هذا وتوبع عليه
وأنت بصير برجال التفسير في هذه العصور.

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.مساعد
كلامي في جزئية محددة من تفسير السلف فقط، وليست في التفسير الأثري برمته!

• مساعد الطيار يرد على محمد جابر
هذا جزء من كل لا يتجزأ, فالروايات التي نقلت الإسرائيليات هي التي نقلت بقية ما في التفسير, وهجر النقاد السابقين لتحريرها نوع من التقرير

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.مساعد
الإنكار موجود في رسالة الجار الله "نقد الصحابة والتابعين للتفسير" من ص198 إلى 210

• مساعد الطيار يرد على محمد جابر
أنا لا أدعي عدم وجود أي نقد لكن العمل على خلافه, ونقاد الحديث يميزون في النقل, وراجع كتاب الزهد للإمام أحمد وانظر الإسرائيليات فيه

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.مساعد
سبق أن سألت الدكتور نايف الزهراني هذا السؤال: هل تفسير القرآن بهذه الروايات تصديق لها؟ فأجاب بالإثبات. وهنا الإشكال

• مساعد الطيار ‏ يرد على محمد جابر
التصديق بمجمل الخبر لا بتفاصيله يا صاحبي, وهذا ظاهر لمن تأمل تفسيرهم بهذه الروايات
ومنهج نقد الروايات بهذه الطريقة معاصر

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.مساعد
سبق أن نقل الشيخ نايف كلامك، وقد قرأت بحثكم في هذا الموضوع، ومحل النزاع هو ما ذكرته في السؤال: الاعتماد عليها في التفسير تصديق لها!
هل بنوا على الإسرائيليات وحدها تفسيرا لكلام الله؟
هذا يحتاج لدراسة متأنية لكل مثال.

• مساعد الطيار يرد على محمد جابر
وماذا في هذا؟!, إذا كانت صحت عنهم وقبلوها فلماذا ننكرها نحن؟!, وقد ذكرت ما ثبت بسند صحيح في تنازعهم في آية حمئة واحتكامهم لكعب الأحبار.

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.مساعد

لا ننكرها.. لكن لا بد من إثبات كونها المصدر الوحيد للتفسير عندهم, فقد تكون موافقة لما ثبت بغيرها من الطرق المعتبرة.

• مساعد الطيار يرد على محمد جابر
نعم فعلوا ذلك وهذا ظاهر في المروي
يا صاحبي أحمد الله أن هداني لتجاوز دعوى وجود هذه المشكلة
لقد كنت في اضطراب في التعامل مع مروياتهم.

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.مساعد
وفي هذا مخالفة للنهي الصريح الذي نهينا فيه عن تصديق أهل الكتاب.

• مساعد الطيار يرد على محمد جابر
هناك قيد نبه إليه سيدي الطبري وهو عدم المخالفة وقد صحح قصة الحية ودخول إبليس فيها بهذا القيد, وهو نفيس لمن تدبره ولم يكن ذا مقرر سابق.

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.مساعد
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
أما أنا فلا زلت مترددا فيما اطمأننت إليه، والأرجح عندي أن قبول الإسرائيليات بدون ثبوت ليس بمنهج سليم

• مساعد الطيار يرد على محمد جابر
التصديق يا صاحبي يكون بدليل يبيح القبول, كما أن الرد يلزم فيه ذلك
وحجتي أنا عملهم, وعملهم على التفسير بها, وهم يعرفون ما نهوا عنه.

• مساعد الطيار يرد على محمد جابر
وهذا يعجبني.. لأنه يثري النقاش
خصوصًا معك ومع من هو في مقامك العلمي.

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.مساعد
إن كان مقام؛ فهو بعد توفيق الله بما تعلمناه منكم - زادكم الله علما وتوفيقا.
وإن لم يكن عليك حرج؛ فاقرأ - غير مأمور - النقاش الذي دار بيني وبين حبيبنا أبي قيس من بدايته، فقد يكون فيه بعض ما يثير المسألة

• مساعد الطيار يرد على محمد جابر
قرأته ولله الحمد, وسأعيد قراءته إن شاء الله.

• الدكتور محمد الخضيري ‏@mkh1384 معلّقاً على الحوار:
إذا أردتم أن تروا نموذجا للحوار الراقي بين أهل العلم فانظروا ما دار بين هؤلاء النبلاء الثلاثة حول الإسرائيليات. nifez@ @mattyyar @moh396

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على كل من د.مساعد , و د.محمد جابر
المثال الأول: قول الطبري في تفسير آية البقرة 259أو كالذي مرّ على قرية وهي خاوية..: "وقد كان حماره أدركه من البلى في قول أهل التأويل جميعاً نظير الذي لحق عظام من خوطب بهذا الخطاب" تفسيره 4/613.
المثال الثاني: إجماع من أهل التأويل على معنى خبر إسرائيلي في تفسير آية المائدة 23, قال ابن جرير الطبري: "ثم في إجماع الحجة في تأويلها على أنهما رجلان من أصحاب موسى من بني إسرائيل وأنهما يوشع وكلاب=ما أغنى عن الاستشهاد على صحة القراءة بفتح الياء في ذلك وفساد غيره. وهو التأويل الصحيح عندنا لما ذكرنا من إجماعها عليه" تفسيره 8/299
المثال الثالث: قول ابن جرير: "وأما إفسادهم في الأرض المرة الآخرة فلا اختلاف بين أهل العلم أنه كان قتلهم يحيى بن زكريا"14/469
ولدي غيرها الكثير مما أجمع مفسروا السلف على معناه المأخوذ عن بني إسرائيل.
وهذا قاطع بصحة ما أسلفت عن بحث وجمع واستقراء.

• جهاد الحربي ‏@g0g077
فعلاً حوار راقي بدون تعالي او تعصب لرأي وتجريح الطرف المخالف في الرأي نفع الله بكم وبعلمكم ايه النبلاء ..

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.مساعد, د.نايف

"ومعلوم أن هذه الإسرائيليات ليس لها إسناد ولا تقوم بها حجة في شيء من الدين إلا إذا كانت منقولة لنا نقلا صحيحا" ابن تيمية
"وقد أجمع المسلمون على أن ما ينقله هؤلاء عن الأنبياء المتقدمين لا يجوز أن يجعل عمدة في دين المسلمين إلا إذا ثبت." ابن تيمية
وقال ابن تيمية أيضا - كما في مجموع الفتاوى 12 ص 58 : فهذا يدل على أن هذا لا أصل له ولو كان هذا معروفاً عند أهل الكتاب لكان هذا النقل ليس هو في القرآن ولا في الأحاديث الصحيحة عن النبي وإنما هو من جنس الأحاديث الإسرائيلية التي لا يجب الإيمان بها، بل ولا يجوز التصديق بصحتها إلا بحجة، كما قال النبي في الحديث الصحيح " إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم فإما أن يحدثوكم بحق فتكذبوه، وإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوه ".
فالإسرائيليات لا يجوز ذكرها إلا على سبيل الاستشهاد لما عرف صحته, كما قرر ابن تيمية في مجموعة الرسائل والمسائل 3ص173
وهذا ما قرره أيضا الأستاذ محمود شاكر في مقدمته لتحقيق تفسير ابن جرير الطبري ص 16،17, وفي عدد من التعليقات على التفسير, ورأيي أنه يشترط صحة هذه المنقولات، وأن تكون للاستشهاد على معنى ثابت بغيرها، ولا يُنشأ بها معنى, لأن فيها إخبارا عن أمور غيبية سابقة لا يمكن إثباتها بمجرد الرواية عنهم، وأمور الغيب لا تقبل إلا بحجة, فإذا ثبتت عن قائلها ننظر؛ هل ثبت مضمونها بطريق آخر معتبر في شرعنا أم لا؟ فإن ثبت قبلناها استئناسا بها فقط.

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على كل من د.مساعد و د.محمد جابر
جميع هذه النقول عن ابن تيمية تدور حول "الضوابط", وما خرج عن ذلك فمحله ما فيه تأسيس حكم في الشريعة, وليس هذا بلازم في التفسير.

• مساعد الطيار يرد على محمد جابر
الحجة في عمر وابن مسعود وعلي وابن عباس إلخ, استقرئ يا صاحبي نقولات السلف التطبيقية ثم احكم, وأما هذه النقول فعندي عن غيرهم ضدها, ويكفيك إمام المفسرين الذي لم يتوقف في إسرائيلية

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.مساعد

وما تعليقك على كلام الأستاذ محمود شاكر في مقصد الإمام الطبري في إيراده للإسرائيليات؟
"أحببتُ أن أكشف عن طريقة الطبري في الاستدلال بهذه الرواياتِ روايةً روايةً، وأبيّن كيف أخطأ الناسُ في فهم مقصده، وأنّه لم يَجْعل هذه الروايات قطُّ مهيمنةً على كتاب الله الذي لاَ يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه.
وأحببتُ أن أبيّن عند كُلِّ روايةٍ مقالة الطبريّ في إِسنادِها، وأنه إسنادٌ لاَ تقوم به حُجَّةٌ في دين الله، ولا في تفسير كتابه, وأن استدلاله بها كان يقوم مقام الاستدلالِ بالشِّعر القديم، على فهم معنى كلمة، أو للدلالة على سياقِ جملة".

• مساعد الطيار يرد على محمد جابر
مع إجلالي له.. لم يوفق, وعباراته إنشائية, وياليتكم تستقرئون الإسرائيليات عند الطبري, وسيظهر لكم ما في كلامه من مشكل.
راجع ترجيحات الطبري المبنية على آثار إسرائيلية منقولة عن بعض الصحابة أو التابعين أو أتباعهم وسيظهر لك الخلل في هذا الكلام.

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.مساعد

ماذا تحرر لك في ضابط "الرواية الإسرائيلية"؟
هل كل رواية فيها تفصيل لقصة سابقة او تعيين مبهم في القصص من الإسرائيليات؟

• مساعد الطيار يرد على محمد جابر
ذكرتها في مقالتي (تفسير القرآن بالإسرائيليات نظرة تقويمية)
موقع الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار

• محمد بن عبدالله جابر ‏ يرد على د.مساعد

هذا بيانك يا شيخنا .. في رأيي غير شاف في تحديد ضوابط الحكم على الرواية بأنها من الإسرائيليات.
(ويشير محمد جابر هنا لجزء من مقال د.مساعد وهو من قوله: "وتحديد مصطلح الإسرائيليات فيه كلام كثير للمعاصرين, ولا تكفي هذه المقالة في تتبع ذلك وتحرير المراد منه...الخ")
فكثير من الروايات التي يحكم عليها بأنها إسرائيلية لا توجد دلائل واضحة معتبرة تثبت أنها أُخذت عن أهل الكتاب.

• مساعد الطيار يرد على محمد جابر

لم أفهم وجه المشكلة عندكم حفظكم الله وزاد قدركم
يا صاحبي أنت ناقد بحّاثة
وهذا الحكم لابد أن يكون صدر عنكم بعد استقراء ما نسب للإسرائيليات
وأن تعلم أن بعضهم توسع في مفهومها، وفيه نظر.

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.مساعد
فمثلا: هل هذان القولان عن سعيد وقتادة من الإسرائيليات؟ :
"عن سعيد بن المسيب قال: كان إبليس رئيس ملائكة سماء الدنيا
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ) قبيل من الملائكة يقال لهم الجنّ."

• مساعد الطيار يرد على محمد جابر
ممتاز جدًا
أنت تناقش في المثال وليس في التعريف
لابد من الاطلاع على الموروث عند اليهود والنصارى للموازنة في ذلك, وعندهم كتب يخفونها!, ومنها ما يسمونه (أبوكريفا), وهي كالأحاديث الضعيفة, ولو راجعت رسالة الدكتورة آمال الربيع لظهر لك شيء من هذا.
ومن احتمال الأخذ وجود هذه الأخبار عندهم, وهو احتمال يقوى ويضعف بحسب البحث في المثال, وإن لم يكن قول سعيد وقتادة عنهم فمن أين لهم ذلك؟

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.مساعد

هذا هو السؤال الذي أريد الوصول إلى إجابة مقنعة فيه.
هل السبيل الوحيد للحصول على هذه المعلومات هو أقوال أهل الكتاب؟
ولقد تتبعت تفسير ابن مسعود فكدت أجزم بأن أقواله في التفسير لها حكم الرفع لاعتبارات عديدة ظهرت لي من خلال التأمل والتحليل, وظهر لي بأن الحكم على الروايات لا يصلح بقواعد عامة، بل الطريقة المنهجية هي الحكم على كل رواية من خلال ما يحتف بها من قرائن.
والقاعدة المنهجية التي أرى ضرورة تقريرها وتوضيح معالمها:
"لا يحكم على رواية بأنها إسرائيلية حتى يثبت أن مصدرها أهل الكتاب".

• مساعد الطيار يرد على محمد جابر

أوافقكم تمامًا في هذا الحكم
معكم مئة بالمئة.. وابن تيمية أشار إلى نكتة مهمة في المروي عن الصحابي من هذا الجنس أن النفس إليه أسكن لاحتمال أنه أخذها عن النبي

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.مساعد

والذي يغلب على ظني بادي الرأي أن عدد الروايات الإسرائيلية - بعد تطبيق هذه القاعدة - سيقل كثيرا
مما يسهل مهمة تحليل هذه المرويات
بارك الله فيكم وفي علمكم - شيخنا الكريم – وقد سعدت بالحوار معك، وأفدتني بعلمك وأدبك

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على محمد جابر و د.مساعد
مادامت الإسرائيليات عندك من الغيب, فما يرويه الصحابي منها إما:
1-عن رسول الله.
أو 2-عن بني إسرائيل.
أو 3-كَذب فيه.

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.نايف

أو كُذب عليه فيه.

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على محمد جابر

فالثالث باطل قطعاً, ويبقى اختيارك بين الأول والثاني, فإن جعلته من الأول أخذ حكم الرفع بإجماع المحدثين... وتكون فررت من إثباته عن بني إسرائيل إلى إثباته عن رسول الله!! وهذا مالم يفعله أو يقله أحد من العلماء.
وإن جعلته من الثاني رجعنا إلى ما كنا فيه.
والمقصود أن بعض ما يُقرر يصدق في الذهن لا في واقع الحال ولا يُستطاع تطبيقه.
ولا أعلم عالما فعل ذلك قبل الحكم على رواية ما بأنها إسرائيلية, بل اكتفوا فيها بما فيها من نص أو قرائن تدل على كونها كذلك.
ولم أر من العلماء أحدا ردها لمجرد احتمال أنها عن بني إسرائيل؛ لسبب جلي وهو أن الخيار الثاني أنها عن رسول الله كما أسلفت.

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.نايف و د.مساعد
كل هذه الاحتمالات لا يلتفت إليها إلا بعد الثبوث, وهذا ما لا مجال للشك عندي فيه.
وهو محل النزاع.

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على محمد جابر و د.مساعد
سلمت لك بذلك جدلاً, وحديثي هنا بعد الثبوت! فماذا ترى حينذاك؟!

• محمد بن عبدالله جابر يرد على د.نايف
أظنه لن يبقى منها شيء!
وانا مشغول الآن, وإذا فرغت أكملنا الحوار, أسأل الله أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق

• د.نايف سعيد الزهراني كمل حديثه

وهذه أعجب!!
هكذا: "جميع ما نقل عن الصحابة مما نعده "إسرائيليات" إما لم يثبت عنهم,
أو له حكم الرفع عن رسول الله" .. وانتهينا!!!

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على د.محمد جابر
بوركت أبا مجاهد .. وأنا بانتظارك .. سددك الله وأجرى الحق على يدك وقلبك ولسانك.

• أبو عزام ‏@aboazam71 ٨ أبريل
ينبغي أن تكون دراسة الإسرائيليات من خلال تعامل الصحابة والتابعين معها في العهد الأول قبل الدخول في أحكام مسبقة, لأن من كان يحدث من اهل الكتاب بها بين يدي الصحابة ككعب الأحبار كان ذَا شأن عندهم وكانوا يحبون سماع ما عندهم, وقريبا من الموقف من الإسرائيليات موقفهم من أخبار السيرة التي أوردها الطبري تفسيرا ولم يرتضها كثير
بحجة المخالفة الصحابة. والتابعون كانوا أوسع علما فكل ما هو ممكن الحدوث مما جاء في الأخبار فإنهم لا ينكرونه عقلا بل يروونه.
والنكارة عند الصحابة والتابعين في الإسرائيليات إنما هي نكارة الشرع لها صراحة, ولا يكاد ينكرونها لعدم علمهم بحقيقتها

• محمد بن عبدالله جابر يرد على أبي عزام
هذه "الكُليّة" تحتاج إلى إثبات!
وأُراني صرت وحيدا بين ثلاثة من الأشداء "علما"
ولكني لن أستسلم حتى أخرج كنوزكم

• د.نايف سعيد الزهراني يرد على محمد جابر
إذا ثبتت فبشرنا ^_^
وحتى ذلك الحين فنحن على ما أوصلنا إليه بحثنا يقيناً لا ظناً.

• أبو عزام
بل إن المصنفين في كتب الاعتقاد من أهل السنة يستدلون بما يروى من اسرائيليات رواها الصحابة لتثبيت الاعتقاد, وهي كثيرة

• محمد بن عبدالله جابر يرد على أبي عزام
"إذا" كان استدلالهم بها كشاهد لما ثبت بشرعنا فلا إشكال, و"إن" كان لتقرير عقيدة لا تعرف في شرعنا فمحال.

• أبو عزام
ابن عمر اتخذ موقفا من نجم الحمراء بناء على ما حدثه كعب الحبر. ولم يأت به خبر صحيح في شرعنا, صحيح لا يثبت بها عقيدة, لكن قصدي هو بيان اتفاق علماء السلف على النقل عنهم وعدم التسرع في ابطالها لأنها اسرائيليات!!

• محمد بن عبدالله جابر ‏9 أبريل يشير إلى د.نايف و د.مساعد
لو ثبتت الرواية عن الصحابي وهي مما لا مجال للرأي فيه فلا يصح أن يحكم على الروايات كلها بحكم واحد، بل ينظر في كل رواية, والأصل أن لها حكم الرفع، ما لم تدل القرائن على أنها مما تلقاه عن أهل الكتاب, فإن دلت القرائن على ذلك فهي من "الإسرائيليات", فإذا حكمنا عليها بأنها من الإسرائيليات؛ فلا تقبل في التفسير إلا كشاهد على معنى ثبت بغيرها.
وما خالف هذا فمحل نظر وبحث.

انتهى
 
بسم الله الرحمن الرحيم

بعد قراءتي لهذا الموضوع والنقاش حول تفسير القرآن الكريم بالاسرائليات تذكرت عدة أمور:

الأمر الأول:
قول الله عز وجل في سورة النمل الآية 76 :" إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون".

الأمر الثاني:
اختلاف بني إسرائيل في أمور عقدية كثيرة واختلافهم في رواية قصص كثيرة عن أنبيائهم وافترائهم أباطيل كثيرة عنهم كما في قصة مريم وابنها عيسى، ولولا أن الله قص علينا وعليهم قصص الحق لما عرفنا القصة الحقيقية لمريم وابنها عليهما السلام .

الأمر الثالث:
تذكرت كتابا بعنوان ( حكايا محرمة في التوراة) لمؤلف اسمه جوناثان كيرتش يتحدث فيه بمرارة و ألم عن ما في قصص التوراة والإنجيل من تحريف وتزوير جعلت من الكتاب المقدس كتابا للجنس والعنف والفضائح .

الأمر الرابع:
أن الآية :" ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفي بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب"، تتحدث عن الشهادة أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم مرسل من الله وهو خبر مذكور في التوراة والإنجيل ، والآية تقتصر على قضية الشهادة فقط وليس من الصواب الاستشهاد بهذه الآية على جواز الأخذ من الاسرائليات فيما يخص القضايا الأخرى بالذات في تفسير القرآن ؛ خصوصا وأن هذا القرآن يقص على بني إسرئيل أكثر الذي هم فيه يختلفون ، ولاحظ قول الحق تعالى:" يقص " ولم يقل الله " يذكر" أو أية صيغة أخرى بل "يقص" وفي هذا دلالة تفصيل وتوضيح الأمور .
والله تعالى أعلم.
 
بارك الله فيك وجزاك خيرا أختنا الأستاذة المحترمة، وشكر الله لجميع المشاركين في ترتيب وإصدار هذا الحوار العلمي المتتع؛ وبعد: لا أتفق مع قولك "أقلها معاينة أدب الحوار والاختلاف بين المشايخ الكرام" بل تلك هي أعظم وأهم فائدة، على الأقل من منظوري الشخصي الذي أرى من خلاله أن القيمة الصوفية (من الصفاء والتزكية والذوق) مقدمة على القيم الأخرى الإيمانية -العقيدة- والفقهية -الأحكام- والعمرانية، وما أرسل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلا ليتم مكارم الأخلاق وهو رحمة للعالمين، وكيف للقلب أن يؤمن قبل أن يرحم نفسه بتذوق السلام مع نفسه فيدرك بذلك مكانه ومكانته وهو إدراك يؤدي إلى التسليم بتوفيق الله وفضله؟!

{أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ}
{بَلْ عَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـٰذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ}
{فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَـٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ}
{وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ إِلَّا أَن قَالُوا أَبَعَثَ اللَّـهُ بَشَرًا رَّسُولًا . قُل لَّوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَّسُولًا}

ظاهرة النبوة ظاهرة إجتماعية تاريخية أي تكررت {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ}، وموقف الكفر والشرك منها متكرر أيضا:
{وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ}
{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا}
{قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ}
من عنده علم الكتاب قادر على تفسير منقولاتهم التي تبين هذه الظاهرة التاريخية وموقف المعارضين منها، وهل فكّر المشركون المنكرون لإتصال السماء بالأرض من خلال الوحي في هذا الإمكان، وهل سألوا أهل الذكر؟
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ، فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}
لماذا الإستغراب وما العجب؟ إنها قضية يجيزها العقل إبتداء، وكيف إذا أضيف لهذا الجواز العقلي إيمان وإخبار أهل الكتاب بالمرسلين من البشر؟ لكن بعض أهل الشرك العربي الجاهلي - والشرك ملل ونحل أو سبل بالتعبير القرآني كما هو الحال في كل زمان ومكان - كانوا لا يعقلون بالعقل السليم وإنما بالعقل التقليدي {مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} وهو العقل الذي لا يمكن أن يهتز بالشك الإنساني (نسبة للإنسان الذي خلق ضعيفا وينسى) مثل الوسوسة الخفيفة وحديث النفس، ولا بالعقل الممنهج الذي يفسح المجال للتفكر في ضد الحكم المسبق، وإنما بالشك المريب {وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} {وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ} والشك كاليقين مراتب وأوسط الشك التوقف. والشك عموما يهز العقيدة، أما الإيمان فمسألة أخرى فقد يكون الشك الإنساني من الإيمان الصريح كما في الحديث الشريف (إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به). وربما هذا ما دفع بعض المتكلمين والمعتقدين إلى تجاوز ظاهر الآية الكريمة {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ} ليتكلموا في الحقيقة والتمثيل والخطاب العام للأمة وغير ذلك من التأويلات رغم أن ظاهر الآية قضية شرطية لا تفيد قوع الشك ولا عدم وقوعه، كما يمكن إثبات عدم وقوع الشك بأدلة خارجية مثل الحديث الشريف نقرأ فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل ولم يشك، وليس بمجرد دعوى أن هذا ممتنع لأنه نبي لأنه دليل ناقص فمحمد صلى الله عليه وسلم بشر ورسول، وإمكانية وقوع الشك منه من أدلة نبوته أي من جنس تلك الأدلة التي تثبت إستقلال أو إنفصال الرسالة عن ذاته وبها يبطل زعم "الإختلاق"، أو على الأقل يضعف هذا الزعم. وهناك من يستدل على عدم وقوع الشك بمقتضى معنى العقيدة، ولكن من قال أن العقيدة مرادفة الإيمان إلا الوضع أو الإصطلاح؟ ومن قال أنه ليس وراء الإيمان شيء آخر إسمه الإطمئنان الذي طلبه إبراهيم عليه السلام؟

عليه لماذا لا يتأثر البشر الرسول من خلال مراجعة نفسية أو حديث معها بالجو الشركي الذي يرى أن النبوة إختلاق والإختلاق بدهية عندهم وكأن النبوة من المستحيلات؟ لم يحدث هذا للنبي صلى الله عليه وسلم أو ليس هناك دليل على حدوثه، ولا ما يبرر الإفتراض بحدوث أي شك من أي نوع كان، ولم يصل إلينا أي خبر أنه صلى الله عليه وسلم سأل أهل الكتاب في شيء أنزل إليه. ولو حدث لسأل ولم لا يسأل من باب الإطمئنان مثلا؟ لكن لو حدث وسأل ففي ماذا كان سيسأل؟ في الذي طلب منه أن يسأل عنه إن كان في شك فيه مثلا في مصير فرعون وجنوده، لا في التفاصيل والكيفية مما هو موجود في تأويلات وفلكلورات وقصص خيال وتخرصات أهل الكتاب آنذاك. ظاهر الآية الكريمة في سياقها ومقاصد أو موضوعات السورة التي ذكرت فيها الآيات لا تشرّع التعليق على الآيات القرآنية بالإسرائيليات. فما مشروعية هذه الإسرائيليات؟ {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَىٰ مَسْحُورًا}. تسأل ماذا إن سألت؟ تسأل ظن فرعون في موسى عليه السلام.

الآيات في ظاهرها واضحة بالنسبة لي، وأقوى حجة في تبرير التحديث أو التعليق أو التفسير بالإسرائيليات ما قاله الأستاذ الفاضل د. مساعد: "يا صاحبي هذا كلام نظري يخالفه واقع المروي عن السلف وهناك آيات لا يمكن تفسيرها وفهم المراد منها بدون هذه الروايات فلماذا هذا التشدد؟".

إكتشفت نفسي، أنا أرفض الإسرائيليات إذن أنا متشدد. ونعوذ بالله من التنطع.

لكن:
- ما الواقع المروي عن السلف؟ وأي سلف: السلف الصالح رضي الله عنهم، سلف القرن الثاني، الثالث، الرابع؟
- وهناك آيات لا يمكن تفسيرها وفهم المراد منها بدون هذه الروايات: هذه خطيرة! من منكم فهم هذا القول يشرحه لنا مشكورا؟ قلبته من جيمع الجهات ولم أوفق إلى طريق يساعدني في فهم ضرورة التفسير بالإسرائيليات للوصول إلى المراد من بعض الآيات. أظن إلحاق مثل هذه الآيات بالنوع الذي لا يعلم تأويله إلا الله أسهل ..

والله تعالى أعلى وأعلم.
-
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدي مداخلتان
الأولى، بالنسبة لروايات الصحابة التي يمكن أن تكون مأخوذة عن بني إسرائيل ينبغي في رأيي النظر في الصحابي فإن كان من أهل الكتاب أصلا كابن سلام وسلمان الفارسي أو كان ممن أخذ عن أهل الكتاب كعبد الله بن عمرو بن العاص و ابن عباس وأبي هريرة فهؤلاء ينبغي التوقف في تفسيرهم في الأمور المشتركة بيننا وبين أهل الكتاب فقط
وأظن أن مذهب التوقف هو الأسلم لأننا بين أمرين إما أن يكون الأثر مرفوعا أو عن بني إسرائيل فلما لم نميز توقفنا
الثانية، وهي مسألة لا أعرف إن كان قد أشار إليها أحد، وهي أن ما اتفق عليه أهل الكتاب من اليهود والنصارى مما هو مختص بهم لا بغيرهم إذا لم يختلفوا فيه ولم يخالف ما عندنا ولم يردّه العقل السليم، يكون كلُّ ذلك قرينةً على أنه لم يحرّف وأنه من عند الله، لقوله تعالى : وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا [النساء:82]، فما رأي الإخوة الفضلاء ؟
 
عودة
أعلى