تفسير القاسمي ونقوله عن ابن عربي

إنضم
14/06/2016
المشاركات
14
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
الأردن
قال الشيخ عبد الكريم الخضير في محاضرته (كتب التفسير ومناهج مؤلفيها):

من المؤلّفات النافعة للمتأخرين تفسير القاسمي المسمى بـ(محاسن التأويل)، كتاب مطبوع ومتداول وجيد فيه نفائس ونقول عن المحققين وغير المحققين. يكثر النقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من أهل التحقيق، وينقل أيضًا من القاشاني وابن عربي وغيرهما، والغريب أنه يقول الإمام المحقق ابن القيم وقال الإمام محيي الدين قدس سره يعني ابن عربي.
انتهى.

بحثت في الشاملة فما وجدت ذكرًا لابن العربي إلا في موضعين، والأول (٣/٤٥٨) ورد في كلام لشيخ الإسلام، والثاني (٧/١٧٥) عقّبه بكلام لشيخ الإسلام.

فهل من مبيِّن لكلام الشيخ الخضير حفظه الله؟
 
في محاسن التأويل: حضرة محيي الدين هو ابن عربي الظاهري؛ والآخر هو القاضي ابن العربي المالكي. وقد يصعب عليك البحث في تفسير الإمام القاسمي إذ أنه يذكره بتسميات مختلفة وقد يكتب أحيانا ابن العربي بينما هو يقصد الحكيم العارف بالله لا القاضي الفقيه - مثلما ترى في تأويل الأحزاب 69: (وقد أرشدنا إلى وجوب القصد إليه وحده بأصرح عبارة في قوله: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداعي إذا دعان} وقد قال الشيخ محيي الدين بن العربي، شيخ الصوفية، في صفحة 226 من الجزء الرابع من (فتوحاته) عند الكلام على هذه الآية: إن الله تعالى لم يترك لعبده حجة عليه. بل لله الحجة البالغة. فلا يتوسل إليه بغيره. فإن التوسل إنما هو طلب القرب منه. وقد أخبرنا الله أنه قريب. وخبره صدق. انتهى ملخصا).
 
جزاك الله خيرا

هذا هو، القاسمي ينقل عنه بغير ذكر لقبه المشهور.

مثلاً، قال في تفسير آية ١٠٣ من سورة الأنعام:
قالَ العارِفُ الجَلِيلُ الشَّيْخُ الأكْبَرُ قُدِّسَ سِرُّهُ في "فُتُوحاتِهِ" ...

وهذا الثناء - الذي في غيره محله - ما أراده الشيخ الخضير.

جزاك الله خيرا مرة أخرى على البيان.
 
آه، هو جمال الدين القاسمي فعلا يقول قدس سره، قدس الله سره، رحمه الله، رضي الله عنه .. كذلك يتنوع في ذكر الألقاب. مثال: الباحث القرآني
لِيَعْلَمَ أنَّهُ شاعَ فِيما بَيْنَ أهْلِ العِلْمِ بِأنَّ حَضْرَةَ مُحْيِي الدِّينِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ بِإيمانِ فِرْعَوْنَ ونَجاتِهِ، والحالُ أنَّهُ لَيْسَ كَذَلِكَ..

كذلك ثناء الله المظهري في تفسيره: الشيخ الأكبر محيي الدين العربي قدس سره.
والآلوسي في روح المعاني: حضرة مولانا الشيخ الأكبر قدس سره.

وقولك أخي مصطفى (الذي في غيره محله) هو قول جميع من يقرأ للشيخ الأكبر ويظن أنه دائما يتكلم في مسائل الاعتقاد والتفسير والفقه واللغة والسيرة والتاريخ وغيرها من الفنون التي تحمل فيها الألفاظ على العرف الفني والاصطلاح الوضعي، والحال ليس كذلك فسلطان العارفين تكلم في العرفانيات أيضا حيث الإعتماد على الإشارة لا اللفظ.
 
وقولك أخي مصطفى (الذي في غيره محله) هو قول جميع من يقرأ للشيخ الأكبر ويظن أنه دائما يتكلم في مسائل الاعتقاد والتفسير والفقه واللغة والسيرة والتاريخ وغيرها من الفنون التي تحمل فيها الألفاظ على العرف الفني والاصطلاح الوضعي، والحال ليس كذلك فسلطان العارفين تكلم في العرفانيات أيضا حيث الإعتماد على الإشارة لا اللفظ.

لو توضح تكرمًا
 
أخي مصطفى
الإشارة عند أهل التصوف هي ما لا يتأتى للمتكلم الإبانة عنه باللفظ لأسباب متعددة ذكروها مثل لطافة المعنى والاضطرار الخفي وغيرها. واللفظ عندهم هو العبارة فالعبارة تصريح وتستعمل للتعبير عن الأشياء النظرية والعملية (المعقولات والمحسوسات)، بينما الإشارة كناية وتلويح وإيماء لا تصريح وتستعمل للبوح عن الأحوال الذوقية والوجدانية. وعدم التمييز بين لغة التعبير ولغة الإشارة عند أهل التصوف عامة والعارفين خاصة أوقع الكثير في مغالطات ومنهم الإمام القاسمي عندما " يدافع " عن الشيخ الأكبر ويقول مثلا قيل عن محيي الدين قدس سره أنه قال كذا وكذا لكن الصحيح أنه قال في موضع آخر كذا وكذا.. وهذا غلط لأن الإشارة شيء والمشكل أو المتشابه الذي يرد إلى الصريح شيء آخر، كأنه يشرح مقالة بمقالات أخرى، وغالبا لا علاقة بين تلك المقالات. والله أعلم.
 
عودة
أعلى