تفسير الزمخشري

إنضم
02/03/2006
المشاركات
11
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
43
عاجل سؤال عن تفسير الزمخشري ،أريد معرفة منهجيته وخصائصه
 
السلام عليكم

لا أظن مقالة أو مقالتين تكفي لما طلبت---عند ي كتاب مطبوع هو"البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري"

للدكتور محمد محمد أبو موسى

مكتبة وهبة

القاهرة ت 3917470

وهو كتاب جيد جدا

وإن لم تحصل عليه راسلني على الخاص --فهو موجود في مكتبات القدس
 
الجواب عن سؤالك يحتاج إلى أن تراجع الكتب التي تناولت منهج الزمخشري وذلك لأنك سألت عن المنهج وهذا باب واسع ولو حددت السؤال لربما خففت على إخوتك ، وعلى كل يمكن أن أفيدك بما يلى
1 - الزمخشري إمام من أئمة المعتزلة وقد أودع في كشافه مقالات المعتزلة وصاغها باسلوب أدبي وبلاغة رائعة حتى أصبح اكتشافها عسيراً على كثير من طلبة العلم .وقد تتبعة في ذلك ابن المنير ، والطيبي وبينا كثيراً من تلك الإعتزاليات ، وفاتهما بعض الشيء
2 - الزمخشري عفا الله عنه بدأ كتابه بقوله ( الحمد لله الذي خلق القرآن ) فنبهه بعض المقربين منه إلى أن هذا المطلع مدعاة إلى النفور من الكتاب فغيره ، ذكر ذلك الطيبي في فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب .
3 - يلحظ القاريء للكشاف قلة الآثار ، وكثرة الآراء الكلامية والعبارات الموحشة .
4 -الزمخشري زهد بالأحاديث النبوية فلم يورد منها إلا القليل وقد يورد قطعة من الحديث دون إشارة إلى أنه حديث ، وكثير من تلك الأحاديث موضوعة أو ضعيفة ، وقد تتبعه فيها ابن حجر في كتابه الشاف الكافي .
5 -عرض في تفسيره لكثير من القراءات ولم يقتصر على الثابت منها بل شحنه بالقراءات الشاذة
6 - اعتني بالبلاغة عناية فائقة ، واهتم باللغة والإعراب .
7 - لم يتوسع في ذكر الروايات الإسرائيلية .
8 - في كشاف الزمخشري فوائد لا توجد في غيره ، و طوام لا توجد إلا فيه .
 
السلام عليكم

قد يكون من نافلة القول أن أقول أنّ الإمام البيضاوي من أئمة أهل السنة نقّى كتاب الكشّاف من اعتزالياته وضمّن اختياراته البلاغية في تفسيره--أي من أراد قراءة الكشّاف فليقرأه في كتاب البيضاوي
 
البيضاوي عفا الله عنا وعنه أشعري كابن المنير والطيبي رحمهما الله جميعاً وقد بينوا بعض الإعتزاليات ولكنهم لم يقرروا أقوال أهل السنة بل هم أشاعرة ، والأسلم لطالب علم التفسير مالم يكن على دراية تامة بمعتقد أهل السنة ان لا يقرأ في الكشاف وعليه بتفسير ابن كثير والطبري وأمثالها .
 
السلام عليكم

قد يكون من المناسب أن لا نقصي غالبية علماء الأمّة الأشاعرة والماتريدية كفريق من دائرة أهل السنة---وأظنّ أنّه من الأولى ونحن نتعرض لهجمة شرسة من الكفّار أن نقول أنّ الفريقين أهل السنة
 
نصيحة الأستاذ أبي حذيفة-زاده الله علما-غالية جدا خاصة في هذا المقام:
فما لم يعلق عليه متتبعو الكشاف من الأشاعرة - موافقة منهم له- يصبح ذا خطورة قصوى.....فقد يعتقد الناشيء أن كل السموم قد أزيلت وأن كل الألغام قد عطلت فيسقط في حالة استرخاء وأمن ولا ينتبه إلى ما تبقى من خطر....ولعل كثرة الاحتراس مع كثرة الأخطار أسلم من قلته مع قلتها.....

فائدة:

سؤال:كيف يستطيع الناشيء أن يميز التفسير السني-بحق-عن التفاسير الأخرى؟
الجواب:حسبه أن يقرأ من تلك التفاسير ما قالوه عن استواء الرحمن.فإن أثبت المفسر الاستواء فهو سني .....لأن السني هو المفسر الوحيد الذي لا يؤول هنا.....وغيره يؤولون ولا فرق بين الشيعي والاباضي والمعتزلي والفيلسوف والأشعري والصوفي.....
فإن اختلفوا فعلى المؤول لا على منهج التاويل.
في هذه المواضع لا أحد-ولا حول ولا قوة إلا بالله- يتعقب الزمخشري
وهذه ثلاثة أمثلة من صنيع ابن المنير الاسكندري -رحمه الله وعفا عنه-


قال الزمخشري في تفسير آية الامتحان في سورة طه:
لما كان الاستواء على العرش وهو سرير الملك مما يردف الملك، جعلوه كناية عن الملك فقالوا: استوى فلان على العرش يريدون ملك وإن لم يقعد على السرير البتة، وقالوه أيضاً لشهرته في ذلك المعنى ومساواته ملك في مؤدّاه وإن كان أشرح وأبسط وأدل على صورة الأمر. ونحوه قولك: يد فلان مبسوطة، ويد فلان مغلولة، بمعنى أنه جواد أو بخيل، لا فرق بين العبارتين إلا فيما قلت. حتى أنّ من لم يبسط يده قط بالنوال أو لم تكن له يد رأساً قيل فيه يده مبسوطة لمساواته عندهم قولهم: هو جواد. ومنه قول الله عز وجل:
{ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ يَدُ ٱللَّهِ مَغْلُولَةٌ }
[المائدة: 64] أي هو بخيل،
{ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان }
[المائدة: 64] أي هو جواد، من غير تصوّر يد ولا غل ولا بسط، والتفسير بالنعمة والتمحل للتثنية من ضيق الطعن والمسافرة عن علم البيان مسيرة أعوام.

ماذا قال ابن المنير؟
سكت ولم يعقب....والأعجب في المسألة أن الزمخشري أنهى كلامه بلمز قبيح لخصومه الأشاعرة واتهمهم بجهل علم البيان وأنهم مسافرون عنه مسيرة أعوام!!!!
ومع ذلك لم يتحرك ابن المنير لنصرة الأصحاب....

المثال الثاني:
عند تفسير آية : { وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَٱلسَّمَـٰوٰتُ مَطْوِيَّـٰتٌ بِيَمِينِهِ }دشن الزمخشري-رحمه الله- منهجا خطيرا في التعطيل.....فقد ابتدع في البيان وجها من الاستعارة هي الإستعارة المبنية على الكناية وسماها التخييل.....ومقتضاها أنه لا يجوز فهم المفردات على حقائقها ولا أخذها على المعاني المجازية بل حسب المتلقي أن يفهم زبدة الكلام ومقصوده ثم لا يلتفت بعد ذلك إلى شيء من أجزاء الكلام فقد أصبحت في حكم ما يلقى من النفايات بعد استخلاص رحيقها أو عصيرها.....
قال:
لما كان العظيم من الأشياء إذا عرفه الإنسان حق معرفته وقدره في نفسه حقّ تقديره وعظمه حق تعظيمه قيل { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } وقرىء بالتشديد على معنى: وما عظموه كنه تعظيمه، ثم نبههم على عظمته وجلالة شأنه على طريقة التخييل فقال: { وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَٱلسَّمَـٰوٰتُ مَطْوِيَّـٰتٌ بِيَمِينِهِ } والغرض من هذا الكلام إذا أخذته كما هو بجملته ومجموعه تصوير عظمته والتوقيف على كنه جلاله لا غير، من غير ذهاب بالقبضة ولا باليمين إلى جهة حقيقة أو جهة مجاز، وكذلك حكم ما يروى:

(973) أن جبريل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أبا القاسم، إن الله يمسك السمٰوات يوم القيامة على أصبع والأرضين على أصبع والجبال على أصبع والشجر على أصبع و الثرى على أصبع وسائر الخلق على أصبع، ثم يهزهن فيقول أنا الملك فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجباً مما قال ثم قرأ تصديقاً له { وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ }... الآية، وإنما ضحك: أفصح العرب صلى الله عليه وسلم وتعجب لأنه لم يفهم منه إلاّ ما يفهمه علماء البيان من غير تصوّر إمساك ولا أصبع ولا هزّ ولا شيء من ذلك، ولكن فهمه وقع أوّل شيء وآخره على الزبدة والخلاصة التي هي الدلالة على القدرة الباهرة، وأن الأفعال العظام التي تتحير فيها الأفهام والأذهان ولا تكتنهها الأوهام هينة عليه هواناً لا يوصل السامع إلى الوقوف عليه، إلا إجراء العبارة في مثل هذه الطريقة من التخييل، ولا ترى باباً في علم البيان أدقّ ولا أرقّ ولا ألطف من هذا الباب، ولا أنفع وأعون على تعاطي تأويل المشتبهات من كلام الله تعالى في القرآن وسائر الكتب السماوية وكلام الأنبياء، فإنّ أكثره وعليته تخييلات قد زلت فيها الأقدام قديماً .

كيف رد ابن المنير على هذه الهجمة؟
قال أحمد:إنما عنى بما أجراه هاهنا من لفظ التخييل التمثيل،وإنما العبارة موهمة منكرة في هذا المقام لا تليق به بوجه من الوجوه والله أعلم.....
سبحان الله....لم يأخذ عليه إلا المصطلح والعبارة الموهمة..... فكأنه وافقه على الفكرة فلو تحاشى الزمخشري كلمة تخييل الشنيعة وجعل بدلها كلمة تمثيل اللطيفة لما وقع بأس...

ثم اعجب لابن المنير وهو معدود من الحفاظ والمحدثين الذين اشتغلوا بصحيح البخاري وله كشف المتواري عن تراجم البخاري حلق به عاليا-نرجو من الله ان يضاعف له الجزاء على ما كتبه-
لكنه في تعقبه على الزمخشري هنا لم يكن في حاجة إلى المنقاش ليدرك كيف أساء الزمخشري فهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لدرجة أن المرء ليشم رائحة الطعن في أدب النبي صلى الله عليه وسلم مع ربه:
فاليهودي الذي وصف ربه مجسم قبيح عند الزمخشري وجاء بتجديف سيء في حق الرب عز وجل.....فهل كان المقام يستدعي أن يضحك النبي أم يغضب؟
أين غابت بلاغة الزمخشري؟
وأين غاب فقه ابن المنير؟
أفيكون الإمام مالك الذي عرته الرحضاء عندما سئل كيف استوى؟
أورع من النبي صلى الله عليه وسلم الذي ضحك لمن وصف الرحمن بأدهى من الاستواء؟؟؟
سلاما على أهل السنة....هم أهل البلاغة والعقيدة معا.....


المثال الثالث:
آية الامتحان في سورة الملك: { أَأَمِنتُمْ مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ ٱلأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ }
قال الزمخشري-غفر الله له-

{ مَّن فِى ٱلسَّمَآءِ } فيه وجهان: أحدهما من ملكوته في السماء؛ لأنها مسكن ملائكته وثم عرشه وكرسيه واللوح المحفوظ، ومنها تنزل قضاياه وكتبه وأوامره ونواهيه. والثاني: أنهم كانوا يعتقدون التشبيه، وأنه في السماء، وأنّ الرحمة والعذاب ينزلان منه، وكانوا يدعونه من جهتها، فقيل لهم على حسب اعتقادهم: أأمنتم من تزعمون أنه في السماء، وهو متعال عن المكان أن يعذبكم بخسف أو بحاصب، كما تقول لبعض المشبهة: أما تخاف من فوق العرش أن يعاقبك بما تفعل، إذا رأيته يركب بعض المعاصي.

لكي ينصر بدعته جاء بوجهين وكل وجه طامة:
-زعم المعتزلي أن الله تعالى ينكر على عباده عدم الخوف من مخلوقاته ويأمرهم بالخوف من الملائكة وغيرهم الموجودين في السماء.....ومعروف أن الخوف بالغيب من غير الله شرك كما قرته آيات كثيرة منها ما ورد في سورة الجن......
ومقتضى التوحيد الخوف من الملك-بكسر اللام- لا من الملكوت....
-الطامة الثانية أقبح من أختها....فبموجب تأويل الزمخشري يكون الله قد أقر الكفار على كونه في السماء-أقرهم على باطل حسب الزمخشري-....وعلى أقل تقدير يكون الله تعالى ضرب لنفسه المثل الأسوء.....-تعالى الله-
أين غابت بلاغة الزمخشري مرة أخرى.....؟؟؟
ومالي لا أسمع ابن المنير أم كان من الغائبين؟؟؟
 
بارك الله فيك ياأبو حذيفة على تلك المعلومات القيمة ، فقط أريد منك معرفة طبعة الكتاب الذي نقلت منه قول الزمخشري " الحمد لله الذي خلق القرآن" إذا كان ممكنا.
لأني وجدت في أحد المواقع كتاب الكشاف وقرأت مقدمته فوجدت "الحمد لله الذي أنزل القرآن"
 
لأني وجدت في أحد المواقع كتاب الكشاف وقرأت مقدمته فوجدت "الحمد لله الذي أنزل القرآن"


قال الزمخشري ( الحمد لله الذي أنزل القرآن كلاما مؤلفا منظم )

قال الشيخ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله في شرحه لمقدمة شيخ الإسلام أن الزمخشري الآن لما قال ذلك كأنه أشار إلى بدعة خلق القرآن والمعتزلي عندما يقول أنزل فإنه لا يعني بها الإنزال الذي نعرفه لأنهم ينكرون الإنزال ويتأولونه والمؤلف والمنظم عندهم من صفات المحدثات فهنا كأنه يشير بطريقه غير مباشره لبدعة خلق القرآن
 
عودة
أعلى