هدى بنت محمد
Moderator
تفسير ابن عطية والمغرب الإسلامي
ثمت كتب أحدثت نقلة ومنعطفا كبيرا في التأليف في علم التفسير ، ومن تلكم الكتب المحرر الوجيز لابن عطية الأندلسي ، فهو اسم على مسمى ، ويُعد من أمّات كتب التفسير .
وكان المغاربة أسعد الناس به ، فوصفوه بأنه أجلُّ من صنف في التفسير ، وتعرض للتنقيح فيه والتحرير ، وذكروا أنه " لخص التفاسير قبله ، وتحرى ما هو أقرب إلى الصحة منها " ، وبالغوا في وصفه حتى قال قائلهم إنه " أربى فيه على كل متقدم " .
من أجل ذلك أقبلوا عليه كتابة وسماعا ومدارسة ، وذُكر في الديباج المذهب عن أحدهم قوله " لازمت تفسير ابن عطية حتى كدت أحفظه " .
ومع احتفاء القوم به ، فقد عقدوا بينه وبين عصريّه المشرقيّ جار الله الزمخشري مقارنة ، وفضلوا ابن مصرهم عليه .
وكل من جاء بعد ابن عطية منهم فهو عالة عليه ، فقد اتخذوا من تفسيره قنطرة لنقل أقوال السابقين ، وأفادوا من تحريراته واختياراته واستدراكاته ،وأوردوها دون عزو لصاحبها غالبا .
هذا وإن من الخطأ البيّن ، عزو تلك التحريرات والترجيحات للناقلين دون صاحبها ، فمن نقل - عن القرطبي وأبي حيان وابن جزي مثلا- أقوالا وترجيحات وتعقبات ونسبها لهم دون أن يطالع تفسير ابن عطية فقد أوشك على الوقوع في شَرَك الخطأ والزلل ، وقد وقع المحظور من بعض الباحثين فتنبه .
رحم الله أئمة المسلمين ، وجزاهم عن العلم وطلبته خيرا .
د/ سامي الجعيد...
ثمت كتب أحدثت نقلة ومنعطفا كبيرا في التأليف في علم التفسير ، ومن تلكم الكتب المحرر الوجيز لابن عطية الأندلسي ، فهو اسم على مسمى ، ويُعد من أمّات كتب التفسير .
وكان المغاربة أسعد الناس به ، فوصفوه بأنه أجلُّ من صنف في التفسير ، وتعرض للتنقيح فيه والتحرير ، وذكروا أنه " لخص التفاسير قبله ، وتحرى ما هو أقرب إلى الصحة منها " ، وبالغوا في وصفه حتى قال قائلهم إنه " أربى فيه على كل متقدم " .
من أجل ذلك أقبلوا عليه كتابة وسماعا ومدارسة ، وذُكر في الديباج المذهب عن أحدهم قوله " لازمت تفسير ابن عطية حتى كدت أحفظه " .
ومع احتفاء القوم به ، فقد عقدوا بينه وبين عصريّه المشرقيّ جار الله الزمخشري مقارنة ، وفضلوا ابن مصرهم عليه .
وكل من جاء بعد ابن عطية منهم فهو عالة عليه ، فقد اتخذوا من تفسيره قنطرة لنقل أقوال السابقين ، وأفادوا من تحريراته واختياراته واستدراكاته ،وأوردوها دون عزو لصاحبها غالبا .
هذا وإن من الخطأ البيّن ، عزو تلك التحريرات والترجيحات للناقلين دون صاحبها ، فمن نقل - عن القرطبي وأبي حيان وابن جزي مثلا- أقوالا وترجيحات وتعقبات ونسبها لهم دون أن يطالع تفسير ابن عطية فقد أوشك على الوقوع في شَرَك الخطأ والزلل ، وقد وقع المحظور من بعض الباحثين فتنبه .
رحم الله أئمة المسلمين ، وجزاهم عن العلم وطلبته خيرا .
د/ سامي الجعيد...