فريد البيدق
New member
يدور لغط كثير حول قول تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [الحج: 52]، لكن التفسير الذي ورد في كتاب "مفاهيم إسلامية، مقالات وفتاوى الشيخ يوسف الدجوي عضو جماعة كبار العلماء"، ص67-69، المجلد الثاني، من مطبوعات مجمع البحوث الإسلامية، ط1402هـ،1982م- أراه يرفعه كله، وهاكه بعد أن وقف الكاتب قبله مع ما يثار حول الآية.
تفسير الآية على سبيل الإجمال:
المراد من الآية على سبيل الاختصار أن الله تعالى ما أرسل رسولًا من الرسل ولا بعث نبيا من الأنبياء إلى أمة من الأمم إلا وذلك الرسول يتمنى الإيمان لأمته، ويحبه لهم ويرغب فيه، ويحرص عليه كل الحرص، ويعالجهم عليه أشد المعالجة. وفي جملتهم نبينا
الذي قال له الرب سبحانه وتعالى: "فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا"، وقال تعالى: "وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ"، وقال تعالى: "أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ"، وقال تعالى: "فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ" إلى غير ذلك من الآيات المتضمنة لهذا المعنى.
ثم الأمة تختلف كما قال تعالى: "وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ" فأما من كفر فقد ألقى الشيطان في نفسه الوساوس القادحة في الرسالة الموجبة لكفره. وكذا المؤمن أيضًا لا يخلو من وساوس؛ لأنها لازمة للإيمان بالغيب في الغالب، وإن كانت تختلف في الناس بالشدة والضعف والقلة والكثرة.
فمعنى (تمنى) أنه يتمنى الإيمان لأمته، ويحب لهم الخير والرشد والصلاح والنجاح، فهذه أمنية كل رسول ونبي. وإلقاء الشيطان فيها يكون بما يلقيه في قلوب أمة الدعوة من الوساوس الموجبة لكفر بعضهم، ويرحم الله المؤمنين فينسخ ذلك من قلوبهم، ويحكم فيهم الآيات الدالة على الوحدانية والرسالة، ويبقي ذلك عز وجل في قلوب المنافقين والكافرين ليفتتنوا به. فتحصل من هذا أن الوساوس تلقى أولًا في قلوب الفريقين معًا، غير أنها لا تدوم على المؤمنين وتدوم على الكافرين.
وصفوة القول أن التفسير الصحيح لهذه الآية هو الذي يجمع بين أمور ثلاثة: العموم الذي في أولها، والتعليل الذي في آخرها من قوله تعالى: "لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ"، "وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ"، مع كونه يعطي للرسالة حقها.
تفسير الآية على سبيل الإجمال:
المراد من الآية على سبيل الاختصار أن الله تعالى ما أرسل رسولًا من الرسل ولا بعث نبيا من الأنبياء إلى أمة من الأمم إلا وذلك الرسول يتمنى الإيمان لأمته، ويحبه لهم ويرغب فيه، ويحرص عليه كل الحرص، ويعالجهم عليه أشد المعالجة. وفي جملتهم نبينا
ثم الأمة تختلف كما قال تعالى: "وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ" فأما من كفر فقد ألقى الشيطان في نفسه الوساوس القادحة في الرسالة الموجبة لكفره. وكذا المؤمن أيضًا لا يخلو من وساوس؛ لأنها لازمة للإيمان بالغيب في الغالب، وإن كانت تختلف في الناس بالشدة والضعف والقلة والكثرة.
فمعنى (تمنى) أنه يتمنى الإيمان لأمته، ويحب لهم الخير والرشد والصلاح والنجاح، فهذه أمنية كل رسول ونبي. وإلقاء الشيطان فيها يكون بما يلقيه في قلوب أمة الدعوة من الوساوس الموجبة لكفر بعضهم، ويرحم الله المؤمنين فينسخ ذلك من قلوبهم، ويحكم فيهم الآيات الدالة على الوحدانية والرسالة، ويبقي ذلك عز وجل في قلوب المنافقين والكافرين ليفتتنوا به. فتحصل من هذا أن الوساوس تلقى أولًا في قلوب الفريقين معًا، غير أنها لا تدوم على المؤمنين وتدوم على الكافرين.
وصفوة القول أن التفسير الصحيح لهذه الآية هو الذي يجمع بين أمور ثلاثة: العموم الذي في أولها، والتعليل الذي في آخرها من قوله تعالى: "لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ"، "وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ"، مع كونه يعطي للرسالة حقها.