امانى يسرى محمد
New member
أخي المسلم أختي المسلمة:
ليست المسألة في تحريم تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية تشدداً أو غلواً. ولكنها والله عقيدةٌ يسلم بالامتناع عن تهنئتهم دينك، وتصح عقيدتك، ولا تُسخط بها ربك، فالميلاد المهنأ به ميلاد مَنْ؟ أليس ميلادَ المسيحِ عيسى ابن مريم عليه وعلى أمه السلام، الذي يعتقد النصارى بأنه ميلاد ابن ﷲ، بل ميلاد الرب، تعالى ﷲ عما يقولون علواً كبيراً.
وربك يقول في كتابه الكريم عن هذه الفرية العظيمة: ﴿ وقالوا اتخذ الرحمن ولداً لقد جئتم شيئاً إداً تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً أن دعوا للرحمن ولداً وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا﴾ ويقول ﷻ ﴿ قل هو ﷲ أحد ﷲ الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد﴾ وثق أيها المسلم بأنك لن تكسب بالتهنئة شيئاً، ولن تخسر بالامتناع عنها شيئاً.
وإنما بالتهنئة للنصارى بهذا العيد قد تخسر شيئاً من دينك وعقيدتك، ودينُ ﷲ لا يُستهان بشيء منه. البِرُّ مع أهل الكتاب الذين لم يُعادوننا ومعاملتُهم بالقسط أمرٌ، ومعاملتهم بما يخالف أمرَ ﷲ ودينه أمرٌ آخر. فاللهم وفقنا وسائر إخواننا المسلمين للتمسك بالسنة، واجتناب كل ما يخالف أمرك، وأمر رسولك ﷺ.
قد تخفى نوايا الإنسان ومقاصده من أعماله وأقواله، وقد يكون ما يعلنه من ذلك مخالفاً لما يبطنه، وليس للبشر الخوض في نيات الناس ومقاصدهم، فالله وحده العالم بها، المطلع على تفاصيلها، وهو سبحانه وحده من يثيب عليها ويعاقب .
أن يكون شخص في سيارته، وفي طريق عام، ثم يرفع صوت المسجل أو المذياع بحيث يؤذي الآخرين، فهذا لا ينبئ إلا عن قلة أدبٍ، وانعدام ذوقٍ ، وعدم مبالاةٍ بأذية الآخرين وإضرارهم، وقد جاء في الحديث: (من ضارَّ ضارَّ ﷲ به) هذا إذا كان الصوت مباحًا، أما إذا كان حرامًا كأصوات المعازف والأغاني المحرمة، فهذا نوعٌ من المجاهرة بالمعصية، وقد جاء في الحديث ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين)
أعظمُ أنواعِ الجهل، وأشدُّه خطورةً على الإنسان مهما ادعى العلم، أن يعيش حياته، ويُفني عمرَه، في غير ما خُلق لأجله من إفراد ﷲ ﷻ بالعبادة وحدَه لا شريك له، ويزداد الأمر خطورةً وشناعةً أن يبذل قصارى جهده، ويستنفدَ وسعه، في تسويغ الإشراك بالله من دعاء غير ﷲ، والاستغاثة به فيما لا يقدر عليه إلا ﷲ، والتعلق بالأموات طلبًا لكشف الكربات وقضاء الحاجات. ﴿قل أفغيرَ ﷲ تأمرونِّي أعبد أيها الجاهلون ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطنَّ عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين﴾
لن تحصل للعبد الهداية إلا بفضل من ﷲ ورحمة فوالله لولا ﷲ ما اهتدينا وأنت راءٍ بأم عينيك مَنْ لا ينقصه العلمُ ولا المعرفة والثقافة، ووسائلُ معرفة الحق بين يديه، لا تتطلب جهدًا كبيرًا، ولا يلحق الباحثَ عنه مشقةٌ ولا عنت، والحجة قائمة عليه، ومع ذلك يُعرض عن سماع الحق وقبوله واتباعه، بل أعظم من ذلك أن تراه ينطق بلسان الباطل، ويشوه الحق وينفر منه وأهلِه، مسخرًا لذلك كلَّ إمكاناته المعرفية، مدعيًا الإصلاح في ذلك وصدق ﷲ إذ يقول: ﴿ أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضلَّه ﷲ على علمٍ وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد ﷲ أفلا تذكرون﴾ والموعد ﷲ، الذي وحده يعلم المفسد من المصلح، ويعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور.
من أعظم ما يستفتح المسلم به يومه:
•ذكر ﷲ وحمده وشكره
•وصلاة الفجر مع جماعة المسلمين وأداء راتبتها
•وأذكار طرفي النهار
•وقراءة ما تيسر من القرآن
فمن وفق لذلك فيرجى أن يوفق لاغتنام بقية يومه وتيسير أموره ويحظى بالحفظ من ربه ﷻ
ليس المقصود من الخوف من الموت:
الجزع والهلع، وإنما المقصود حسن الاستعداد له،بالتوبة النصوح، والإكثار من الطاعات والقربات، والخروج من مظالم العباد.
فيا سعادة من رحل عن هذه الدنيا بإيمان وإخلاص،وبر وتقوى،وسلامة من حقوق الآدميين . فاللهم: عيشة سوية وميتة نقية ومرداً غير مخز ولا فاضح
تذكر دائماً أن الأعمار بيد ﷲ، وأن الأجل قد يأتي على حين غفلة، وأنه لن ينفعك يوم القدوم على ربك سوى عملك الصالح، فلا تتكاسل في اغتنام الوقت ولا تفرط في إيداعها ما استطعت من عمل صالح يسرك يوم لقاء ربك،ويبهجك عند مغادرة الدنيا،ويكون أنيساً لك في قبرك وشافعا لك يوم حشرك
العلم بأمرٍ ما شيء، لكن اليقين به شيء آخر فليس كل من علم شيئاً أيقن به، ولهذا جا في التنزيل ﴿ وبالآخرة هم يوقنون﴾ ولم يقل يعلمون.
فاللهم قوِّ يقيننا بوعدك ووعيدك حتى نعبدك وكأننا نراك، ونصدق بوعدك وكأننا نشاهده أمامنا رأي العين.
قال ﷺ (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)
وصية نبوية
اجعلها نصب عينيك كل يوم،فلا تصبح وتمسي وفي نيتك إيصال أي أذى مادي أو معنوي مهما صغر لمسلم أو مسلمة. فإن هذا من علامات صدق إسلامك. أما إيصال نفعك وخيرك لمسلم أو مسلمة فتلك مرتبة عظيمة يرجى لصاحبها الدرجات الرفيعة في الآخرة