تغريداتٌ قرآنيةٌ (4)

إنضم
30/04/2011
المشاركات
60
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
المدينة النبوية
بسم الله الرحمن الرحيم
تغريداتٌ قرآنيةٌ (المجموعة الرابعة)​

الحمد لله العظيم الحليم، الغفور الرحيم، والصلاة والسلام على النبي الكريم، وآله الطيبين، وأصحابه المقرّبين، ومن تبعهم بتتميم إلى يومٍ لا ينفع فيه قريبٌ ولا حميمٌ، وبعد:
ما أعظم القرآن وأبهاه لمن حقَّ حقِّه أعطاه؛ فالقرآن جنة المتدبر، وأُنس المدّكر، ومسّلي المهموم، ومعطي المحروم؛ ووالله إنه لكنزٌ ربانيّ، وإبريزٌ رحمانيّ؛ إن تمسكت به الأمة عزّت وسَمَت، وانتصرت وعَلَت، وسعدت وبسَقت؛ وإلا فإني أخشى على أمتي قبل منبلج الدجى طوفان نوح والله المستعان!!
فمن هنا، ولأجل ذا جاءت هذه التدبرات القرآنية، والكتابات التفسيرية مفصحةً عن شيءٍ يسيرٍ قليلٍ، من أسرار كلام الجليل، حاويةً بعض الإشارات المفيدة، والإلماحات النضيدة؛ واللهَ أسأل أن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم، نافعةً كاتبها وقارئها جليل النفع العظيم؛ إنه أكرم مسؤول، وأعظم مأمول...

[61] (فأصبحتم بنعمته إخواناً)
لم يقل(فصرتم)؛ لأنّ النور يشرق في الصباح
وكأنّ الأخوّة والموالفة والاعتصام نورٌ يبزغ في الأمّة فيشرقها
أمّا الفرقة والشقاق والنزاع فظلامٌ يشتّت الأمة ويبدّدها!!
[62] (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشراً رسولاً)
قبّحهم الله!!
ما أسفههم وأغباهم وأجهلهم وأعياهم
أما دَرَوا أنّ التجانس مُورثٌ للتآنس
وأن التغاير باعثٌ على التنافر!!
[63] الذي أُلقي في النار من أجل تكسيره الأصنامَ يقول: (واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام)!!
فيا ربّ ثبّت قلوبنا على دينك يا مقلّب القلوب والأبصار.
[64] من أصعب الأمور على الطالب أن يأتيَه في الاختبار ما لا يتوقعه؛ لكنّ الأشدّ والأطمّ أن يحصل هذا في الاختبار الأعظم
(وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون)
[65] (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون)
(اقتربت الساعة وانشق القمر)
الله أكبر! يخوّفنا اللهُ الملكُ الوهاب
اقترابَ الساعة والحساب
والقيامة والمآب بسبب الغفلة والإعراض والكِذَاب
[66] من جليلِ المعاني وعميقِها وعبيرِها وعَبِقِها تسميةُ الله الوحي والدين في القرآن الكريم نوراً وروحاً وغيثاً!! والآيات معروفةٌ في ذلك.
[67] الرجال الحق الذين وافقت تسميتهم مسمّاهم هم:
(رجالٌ لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله)
(رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه)
(رجالٌ يحبون أن يتطهروا)
[68] أعجبني الإمام المبجّل أحمد بن حنبل حينما قالوا له معرّضين بخلق القرآن: أما سمعت قول الله(الله خالق كل شيء)
فقال بثقة وقوة: أما سمعتم قوله (تدمر كل شيء بأمر ربها)!!
[69] إن أبصرتَ ما يغضبك من زوجتك وأولادك، أو فاتك فلاحٌ بسببهم فتذكر قول الله بعد ذكره فتنتهم والحذر منهم
(وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم)
[70] من أعجب المواعظ أنّ أبا طالب لزم الشِّعب مع النبي وقال لعليّ: اتبع محمداً فإنّه على حقٍّ؛ ومع ذلك يموت على الشرك!!
(إنك لا تهدي من أحببت...)
[71] من جميلِ الأمثلة على قوله تعالى: (فحيّوا بأحسنَ منها أو ردّوها)
ردُّ إبراهيمَ على تحيّةِ الملائكةِ في قوله تعالى: (قالوا سلاماً قال سلامٌ)
[72] ( إنني براءٌ مما تعبدون إلاالذي فطرني...)
فيها دلالةٌ على الاحتجاج بتوحيد الربوبية على توحيد العبادة؛ فما دام أنّ الله هو المتفرد بالخلق والفطر؛ فكذلك هو المتفرد المستحق للعبادة وحده.
[73] أول ما ذكر الله تعليلاً لخيريّة هذه الأمة هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فَبِه فضَلت الأمة غيرها، وغلبت سواها
وبه عزّت وانتصرت وارتقت وسَمت.
[74] (فلمابلغ معه السعي...)
ما أعظم الابتلاء!
لم يكن صغيراً غيرَ مشتدّ تعلق أبيه به، وكذالم يكن كبيراً بحيث يخفّ التعلق؛ وإنما كان في سنّ يبلغ الحب فيه أوجَه!
[75] (فإن علمتموهنّ مؤمناتٍ فلا ترجعوهنّ إلى الكفار)
فيه دلالةٌ على أنّ الإيمانَ يُمكنُ الاطلاعُ عليه يقيناً.
(ابن كثير)
[76] (لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون)
فجمعت النملة بين اسمه وعينه، وعرفته بهما وعرفت جنودها وقائدها، ثم قالت: (وهم لا يشعرون)؛ وكأنها جمعت بين الاعتذار عن مضرة الجيش بكونهم لا يشعرون، وبين لوم أمة النمل حيث لم يأخذوا حذرهم ويدخلوا مساكنهم؛ ولذلك تبسم سليمان ضاحكاً؛ وإنه لموضع تعجب وتبسم!
(ابن القيم)
[77] يا من امتنع عن فعل الخير والبرّ عن أناسٍ لمواقفَ حصلت منهم، أو سوء تفاهم بينكم
الله يناديكم
(ألا تحبون أن يغفر الله لكم)
فهلمّوا لنداءه!!
[78] من أعظم الكلمات الربانية التي تسّلي التائب، وتقع على قلبه كالبلسم، وتتساقط عليه كالبرد المُشاغف الأرضَ في شدة القرظ
(إن الله يغفر الذنوب جميعاً)
[79] في سورة الطلاق يُلاحظ كثرة ذكر التقوى في أكثر من آية
وعلّة ذلك وجوب ملازمة التقوى فيما ذُكر في السورة من الأحكام الأسرية الواقعية المجتمعية!
[80] اللهم اجعلنا من هؤلاء القليل
(وقليلٌ ما هم)
(وقليلٌ من عبادي الشكور)
(إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلاً...)

وبذا تمّت هذه المجموعة المباركة، وصلّ اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
 
عودة
أعلى