ناصر عبد الغفور
Member
بسم1
تعليق مستقل على موضوع في الملتقى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك موضوع منشور في ملتقانا الكريم وسمه صاحبه بقوله: (مَرَاتِبُ الدِّيْن ، مَفَاهِيْمُهَا فِيْ ضَوْءِ القُرْآنِ الكَريْم وَ السُّنّة المُطهَّرة).
وقد يستغرب القارئ الكريم: لما جعلت التعليق مستقلا؟
ولكن إذا ظهر السبب زال العجب:
موضوع الأخ سبق نشر حلقات منه، لكن لم يعد يظهر في الملتقى بعد تدخل وإنكار من بعض الأعضاء، مما يغلب على الظن أن الموضوع قد تم حذفه.
ومعلوم أن الحذف يشمل كل التعليقات، لذا فكرت أن أجعل هذا التعليق في منشور مستقل تذكيرا وتنبيها، فالأمر ليس بالهين...
وقد ترددت كثيرا في الأمر، لكن رأيت أنه من الواجب التعليق والبيان عملا بقول الملك الديان:"وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ" وبقول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام:" إن الدين النصيحة لله و لكتابه و لرسوله و لأئمة المسلمين وعامتهم"-رواه مسلم وغيره-.
وإني من خلال تتبعي لمشاركات الأخ صاحب المنشور -خاصة بعد نقده اللاذع واستخفافه الكبير بعلماء الأمة فيما يخص مسألة الإجماع على وجود النسخ- صرت في حيرة من أمري بخصوصه، متسائلا في نفسي:
* لما هذا الانتقاد والازدراء من طرف طويلب علم لكبار العلماء وأئمة الدين؟
* لما هذا الإصرار على المخالفة ومحاولة تخطئة سلفنا وعلمائنا الذين بذلول قصارى جهودهم في الوصول إلى الحق وإيصاله، وسخروا أعمارهم في تأصيل العلم وتدوينه؟
* لماذا هذا الإصرار منه على أنه المنقذ للأمة من تضليل علمائها والمصحح لأخطاء سلفها والمقوم لاعوجاج أئمتها؟...
أسئلة كثيرة وقعت في روعي منذ ذلك الحوار الذي وصل إلى درجة الجدال بخصوص مسألة النسخ.
لكني بعد قراءتي لبعض ما سطره في هذا الموضوع الخطير (مَرَاتِبُ الدِّيْن ، مَفَاهِيْمُهَا فِيْ ضَوْءِ القُرْآنِ الكَريْم وَ السُّنّة المُطهَّرة) بدأت حيرتي تقل ويقيني يزداد أن الرجل على خطر عظيم وأمر جليل، وقد يظن أن كلامي هذا مجرد تهويل.
مما سطرته أنامله الجريئة:
- "...وألفوا المؤلفات وصنفوا المصنفات وحبروا الصفحات تأسيساً..."
- "...على هذا الفهم البشري للإيمان والإسلام والإحسان حتى بات ذلك المفهوم هو الأصل والأساس في تعليم النشء وتأسيسهم في سنيّ تعليمهم الأولى..."
- "...أوجه الخلل في المفاهيم التقليدية للإيمان والإسلام والإحسان..."
- "...وعندما راجعت تلك المفاهيم والتعريفات التقليدية ، وتلك النصوص والصفحات عجبت كيف أننا على مدى مئات السنين نتلقى هذا التقعيد جيلاً يتلوه جيل لم نلتفت إليه ولم نراجع هذا الفهم ولم ندرك جوانب الخطأ فيه ؟ ، كيف استقبل المسلمين هذا الفهم بالتسليم التام، والعلماء بالاستيعاب والقبول بلا مراجعة ولا فحص ولا تدقيق لما يُكْتَب ويُلَقّن لأجدادنا وآبائنا و لنا ولأبنائنا وأحفادنا ؟ ، فأردت أن اقتحم هذا الباب وأتناوله بالمراجعة على ضوء النص القرآني فوجدت الأعجب والأغرب ، وجدت أن أحد اهم أسباب تأخر الأمة وتخلفها و تشرذمها هي هذه الصفحات وهذه المفاهيم...". اهــــ
أليس هذا الكلام طعنا في علماء الأمة وتحقيرا لجهودهم بل ازدراء بعلومهم؟
أليس هذا الكلام الخطير تضليلا لسائر الأمة وأنها ظلت القرون تلو القرون في خطأ عظيم وضلال مبين حتى أتى صاحب المنشور بالحق المبين والصواب اليقين؟
وإني أخشى أن تكون صاحب فكر تجديدي عقلاني، فإن كنت كذلك وأرجو ألا تكون كذلك فاقمع نفسك عن غيها واعقل أناملك عن تماديها في جرأتها وتحديها وإن كانت المسكينة لا تعدو أن تكون مجرد آلة تابعة لعقل أراه قد أشرب من الأفكار ما أشرب، وإلا ما استطاع أن يخوض بكل هذه الجرءة في مثل هذه الموضوعات مخطأ لسائر الأمة ومزدريا للعلماء الأئمة.
يقول الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى:" قلما تقع المخالفة لعمل المتقدمين إلا ممن أدخل نفسه في أهل الاجتهاد غلطا أو مغالطة." اهـــ.
ومخالفاتك العديدة لعلماء الأمة يذكرني بمنهج المجددين كحسن الترابي الذي يقول في كتابه تجديد الفكر الإسلامي:" ومهما كان تاريخ السلف الصالح امتدادا لأصول الشرع، فإنه لا ينبغي أن يوقر بانفعال يحجب تلك الأصول، فما وجد في تراث الأمة بعد الرسول –صلى الله عليه وسلم- ابتداء بأبي بكر فهو تاريخ يستأنس به فما أفتى به الخلفاء الراشدون مثلا والمذاهب الأربعة في الفقه وكل التراث الفكري الذي خلفه السلف الصالح في أمور الدين، هو تراث لا يلتزم به وإنما يستأنس به..." اهـــ.
فالمرجو من صاحب المنشور أن يعرف قدر نفسه جيدا ويعرف قدر من يخطئهم ويضللهم بحجة الفكر الحر وحرية الإقناع...
والله المستعان.
تعليق مستقل على موضوع في الملتقى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك موضوع منشور في ملتقانا الكريم وسمه صاحبه بقوله: (مَرَاتِبُ الدِّيْن ، مَفَاهِيْمُهَا فِيْ ضَوْءِ القُرْآنِ الكَريْم وَ السُّنّة المُطهَّرة).
وقد يستغرب القارئ الكريم: لما جعلت التعليق مستقلا؟
ولكن إذا ظهر السبب زال العجب:
موضوع الأخ سبق نشر حلقات منه، لكن لم يعد يظهر في الملتقى بعد تدخل وإنكار من بعض الأعضاء، مما يغلب على الظن أن الموضوع قد تم حذفه.
ومعلوم أن الحذف يشمل كل التعليقات، لذا فكرت أن أجعل هذا التعليق في منشور مستقل تذكيرا وتنبيها، فالأمر ليس بالهين...
وقد ترددت كثيرا في الأمر، لكن رأيت أنه من الواجب التعليق والبيان عملا بقول الملك الديان:"وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ" وبقول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام:" إن الدين النصيحة لله و لكتابه و لرسوله و لأئمة المسلمين وعامتهم"-رواه مسلم وغيره-.
وإني من خلال تتبعي لمشاركات الأخ صاحب المنشور -خاصة بعد نقده اللاذع واستخفافه الكبير بعلماء الأمة فيما يخص مسألة الإجماع على وجود النسخ- صرت في حيرة من أمري بخصوصه، متسائلا في نفسي:
* لما هذا الانتقاد والازدراء من طرف طويلب علم لكبار العلماء وأئمة الدين؟
* لما هذا الإصرار على المخالفة ومحاولة تخطئة سلفنا وعلمائنا الذين بذلول قصارى جهودهم في الوصول إلى الحق وإيصاله، وسخروا أعمارهم في تأصيل العلم وتدوينه؟
* لماذا هذا الإصرار منه على أنه المنقذ للأمة من تضليل علمائها والمصحح لأخطاء سلفها والمقوم لاعوجاج أئمتها؟...
أسئلة كثيرة وقعت في روعي منذ ذلك الحوار الذي وصل إلى درجة الجدال بخصوص مسألة النسخ.
لكني بعد قراءتي لبعض ما سطره في هذا الموضوع الخطير (مَرَاتِبُ الدِّيْن ، مَفَاهِيْمُهَا فِيْ ضَوْءِ القُرْآنِ الكَريْم وَ السُّنّة المُطهَّرة) بدأت حيرتي تقل ويقيني يزداد أن الرجل على خطر عظيم وأمر جليل، وقد يظن أن كلامي هذا مجرد تهويل.
مما سطرته أنامله الجريئة:
- "...وألفوا المؤلفات وصنفوا المصنفات وحبروا الصفحات تأسيساً..."
- "...على هذا الفهم البشري للإيمان والإسلام والإحسان حتى بات ذلك المفهوم هو الأصل والأساس في تعليم النشء وتأسيسهم في سنيّ تعليمهم الأولى..."
- "...أوجه الخلل في المفاهيم التقليدية للإيمان والإسلام والإحسان..."
- "...وعندما راجعت تلك المفاهيم والتعريفات التقليدية ، وتلك النصوص والصفحات عجبت كيف أننا على مدى مئات السنين نتلقى هذا التقعيد جيلاً يتلوه جيل لم نلتفت إليه ولم نراجع هذا الفهم ولم ندرك جوانب الخطأ فيه ؟ ، كيف استقبل المسلمين هذا الفهم بالتسليم التام، والعلماء بالاستيعاب والقبول بلا مراجعة ولا فحص ولا تدقيق لما يُكْتَب ويُلَقّن لأجدادنا وآبائنا و لنا ولأبنائنا وأحفادنا ؟ ، فأردت أن اقتحم هذا الباب وأتناوله بالمراجعة على ضوء النص القرآني فوجدت الأعجب والأغرب ، وجدت أن أحد اهم أسباب تأخر الأمة وتخلفها و تشرذمها هي هذه الصفحات وهذه المفاهيم...". اهــــ
أليس هذا الكلام طعنا في علماء الأمة وتحقيرا لجهودهم بل ازدراء بعلومهم؟
أليس هذا الكلام الخطير تضليلا لسائر الأمة وأنها ظلت القرون تلو القرون في خطأ عظيم وضلال مبين حتى أتى صاحب المنشور بالحق المبين والصواب اليقين؟
وإني أخشى أن تكون صاحب فكر تجديدي عقلاني، فإن كنت كذلك وأرجو ألا تكون كذلك فاقمع نفسك عن غيها واعقل أناملك عن تماديها في جرأتها وتحديها وإن كانت المسكينة لا تعدو أن تكون مجرد آلة تابعة لعقل أراه قد أشرب من الأفكار ما أشرب، وإلا ما استطاع أن يخوض بكل هذه الجرءة في مثل هذه الموضوعات مخطأ لسائر الأمة ومزدريا للعلماء الأئمة.
يقول الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى:" قلما تقع المخالفة لعمل المتقدمين إلا ممن أدخل نفسه في أهل الاجتهاد غلطا أو مغالطة." اهـــ.
ومخالفاتك العديدة لعلماء الأمة يذكرني بمنهج المجددين كحسن الترابي الذي يقول في كتابه تجديد الفكر الإسلامي:" ومهما كان تاريخ السلف الصالح امتدادا لأصول الشرع، فإنه لا ينبغي أن يوقر بانفعال يحجب تلك الأصول، فما وجد في تراث الأمة بعد الرسول –صلى الله عليه وسلم- ابتداء بأبي بكر فهو تاريخ يستأنس به فما أفتى به الخلفاء الراشدون مثلا والمذاهب الأربعة في الفقه وكل التراث الفكري الذي خلفه السلف الصالح في أمور الدين، هو تراث لا يلتزم به وإنما يستأنس به..." اهـــ.
فالمرجو من صاحب المنشور أن يعرف قدر نفسه جيدا ويعرف قدر من يخطئهم ويضللهم بحجة الفكر الحر وحرية الإقناع...
والله المستعان.